باعلوي

أسرة باعلوي Ba-Alawi في كبريات الأسر العربية ـ الإسلامية الذائعة الصيت في منطقة حضرموت وغيرها من الأقطار العربية والإسلامية. تفرع منها عدد من الأسر الصغيرة منها: العيدروس والعطاس والكاف والجفري والحبشي والسقاف وبلفقيه وغيرها.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

البدايات المبكرة

وترجع التسمية إلى علي بن علوي أحد أحفاد الجد الأعلى أحمد بن عيسى الذي يرجع نسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب. وكان هذا الجد مقيماً في البصرة إلى أن ضاق ذرعاً بأحوالها المضطربة فهاجر بحثاً عن الأمن والاستقرار سنة سبع عشرة وثلاثمئة للهجرة. وآثر أحمد الارتحال إلى بلاد اليمن التي كانت في ذلك الحين بعيدة عن المحن والفتن. وهناك أقام في الهجرين أولاً ثم انتقل إلى قارَة بني جُشير فلم تطب له الإقامة فيها وارتحل عنها إلى الحُسَيِّسَة فاستوطنها، وانتصر هناك لأهل السنّة بعد أن طغى القرامطة عليها. ونشر فيها مذهب الإمام الشافعي الذي كان يعتنقه. وبعد خراب الحُسيِّسة استوطن أولاده سمل، ثم مالبثوا أن غادروها إلى بيت جُبير فتَريْم إحدى حاضرتي حضرموت التي اتخذوها مقراً ومقاماً، وكان من أوائل ساكنيها السيد علي بن عَلَوي الشهير بخالع قَسم (ت620هـ/1223م) وأخوه سالم، وإلى عليّ نُسبت الأسرة. كان لآل باعلوي مسجد خاص بهم في تَرِيْم، تعقد فيه حلقات الدرس المختلفة التي كان يحضرها الكثير من طلاب العلم من شتى ديار العروبة والإسلام، كما قام الكثيرون منهم برحلات كثيرة سعياً وراء العلم ورجالاته، فكانت لهم رحلات إلى أمهات حواضر العلم حينذاك كالمدينة المنورة ومكة المكرمة ودمشق والقدس والقاهرة وبغداد وعُمان وفارس حتى الهند وعدن، وألفّ بعضهم كتباً في هذه الرحلات، مشيرين فيها إلى البلاد التي زاروها والشيوخ الذين تتلمذوا لهم في كل منها، مثل كتاب «وشي حبر السمر في شيء من أحوال السفر» لأبي المحاسن سُليمان بن يحيى الأهدل (ت1197هـ).

ثمة كتب تحدثت عن سيرة الكثيرين من أعلام هذه الأسرة، مثل كتاب عمر بن محمد باشيبان (ت944هـ/1537م) «ترياق القلوب الواف بذكر حكايات السادة الأشراف» و«سيرة شخصية لثلاثمئة شخص من آل باعلوي السياد»، إضافة إلى بعض الكتب التي تحدثت عن شخص واحد أو أكثر من أبنائها ككتاب عمر بن عبد الرحمن الملقب صاحب الحمراء (ت889هـ/1484م)، «فتح الله الرحيم الرحمن في مناقب عبد الله بن أبي بكر العيدروس» وغيره.

وبوجه عام تمكن الإشارة إلى بعض البارزين من أعلام هذه الأسرة التي امتد حضورها من مطلع القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي حتى القرن الرابع عشر الهجري/العشرين الميلادي، فقد كان من النابهين المتقدمين من أفراد هذه الأسرة.

1 ـ أحمد بن عبد الله بن علوي الملقب بشنبل (ت920هـ/1511م)، وله تاريخ يُعرف «بتاريخ شنبل».

2 ـ محمد بن علي بن علوي (ت960هـ/1553م)، وله «غُرر البهاء الضوئي في مناقب السادة بني علوي».

3 ـ سالم بن أحمد بن شيخان (ت1046هـ/1636م) المتصوف من كتبه كتاب «بلغة المريد وبغية المستفيد»، و«السفر المستور للدراية في الذكر المنشور للولاية».

4 ـ الشيخ أبو بكر بن أبي القاسم باعلوي الأهدل (ت1035هـ/1607م) له الكثير من المؤلفات منها «أرجوزة الأحساب العلية في الأنساب الأهدلية» و«البيان والإعلام بمهمات أحكام أركان الإسلام»، وغيرها.

5 ـ يحيى بن عمر بن مقبول الأَهدل (ت1147هـ/1734م) له «فضل ذوي القُربى» و«القول السديد فيما أُحدث من العمارة بجامع زَبِيد» وابنه أبو بكر الذي برع كوالده في العلوم النقلية والعقلية.

6 ـ سراج الإسلام أبو بكر علي البطاح الأهدل الذي برع في الكثير من العلوم ولاسيما النحو والمنطق.

7 ـ عبد الرحمن بن سليمان الأهدل (ت1250 هـ/1834م) له الكثير من الكتب منها: «الجنى الداني على مقدمة الزنجاني» و«رسالة في البندقية»، وابنه الشيخ الملقب بالعارف بالله محمد بن عبد الرحمن (ت1258هـ/1843م) وإليه تنسب كرامات ومكاشفات كثيرة.

أما في ميدان التصوف، فقد برع الكثيرون من أعلام هذه الأسرة فيُذكر إضافة إلى الشيخ محمد الآنف الذكر: محمد بن علي بن محمد الذي يُدعى الأستاذ الأعظم (ت653هـ/1255م) والذي عُرف إلى جانب سفيان اليمني، وكان أول من أدخل نظاماً تصوفياً إلى حضرموت.

ومنهم الشيخ أبو بكر بن سالم بن عبد الله السقاف الحضرمي الشافعي، المعدود في مشاهير الأولياء (ت995هـ/1046م).

أما من شهر من أفراد الأسرة المتأخرين فقد كان منهم:

1 ـ عبد الله بن حسين بن طاهر بن محمد (ت1272هـ/1855م) وله «سلم التوفيق إلى محبة الله».

2 ـ فضل بن علوي بن محمد (ت1283هـ/1866م) وله «سبيل الأذكار والاعتبار».

3 ـ عبد الرحمن بن محمد بن حسين بن عمر ـ مفتي حضرموت ـ (ت1303هـ/1885م) وله «بُلغة المسترشدين في تلخيص فتاوى بعض العلماء من الأئمة المتأخرين».

4 ـ محمد بن عقيل بن علي بن يعقوب (ت1350هـ/1931م) وله «العتب الجميل على علماء الجرح والتعديل».

وهكذا يتبدى واضحاً في هذه اللمحة الموجزة أن أعلام هذه الأسرة ولجوا الميادين العلمية الدنيوية والدينية كافة، وبرز منهم علماء في العلوم الدينية كالقرآن الكريم والتفسير والحديث والفقه والأصول والفتاوى وعلوم اللغة العربية المختلفة من أدب ونحو وصرف ومعان وعروض وبيان وبديع وشعر، إضافة إلى عدد آخر من العلوم كالمنطق والحساب والهندسة والفلك والتاريخ والآلات، كما برز آخرون في التصوف، وكانت لهم مكاشفات وكرامات وأحوال غريبة.

واشتهر أعلام هذه الأسرة بالزهد والصلاح وحب العلم، فأسهموا في خدمته في أجزاء كثيرة من الوطن العربي والإسلامي، وولجوا الميادين العلمية الدنيوية والدينية كافة. وكان لبعضهم ابتكارات ظلت سارية حتى يومنا هذا، كالعيدروس (ت1509م) الذي رأى البن فاتخذه شراباً وأرشد أتباعه إليه فانتشر في العالم كله


المصادر

انظر ايضا

وصلات خارجية