المسيحيون العرب والنهضة العربية

علاء الدين الأعرجي
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال

النهضة الثقافية العربية في القرن التاسع عشر بدأت في أعقاب خروج محمد علي باشا من بلاد الشام عام 1840 وتسارعت وتيرتها أواخر القرن التاسع عشر، وكانت بيروت والقاهرة ودمشق وحلب مراكزها الأساسية، وتمخض عنها تأسيس المدارس والجامعات العربية والمسرح والصحافة العربيين وتجديد أدبي ولغوي وشعري مميز ونشوء حركة سياسية نشطة عرفت باسم "الجمعيات" رافقها ميلاد فكرة القومية العربية والمطالبة بإصلاح الدولة العثمانية ثم بروز فكرة الاستقلال عنها مع تعذر الإصلاح والمطالبة بتأسيس دول حديثة على الطراز الأوروبي؛ كذلك وخلال النهضة تم تأسيس أول مجمع للغة العربية وإدخال المطابع بالحرف العربي، وفي الموسيقى والنحت والتأريخ والعلوم الإنسانية عامة فضلاً عن الاقتصاد وحقوق الإنسان، وملخص الحال أنّ النهضة الثقافية التي قام بها العرب أواخر الحكم العثماني كانت نقلة نوعية لهم نحو حقبة ما بعد الثورة الصناعية،[1] ولا يمكن حصر ميادين النهضة الثقافية العربية في القرن التاسع عشر بهذه التصنيفات فقط إذ إنها امتدت لتشمل أطياف المجتمع وميادينه برمته،[2] ويكاد يعمّ الاتفاق بين المؤرخين على الدور الذي لعبه المسيحيون العرب في هذه النهضة سواءً في جبل لبنان أو مصر أو فلسطين أو سوريا، ودورهم في ازدهارها من خلال المشاركة ليس فقط من الوطن بل في المهجر أيضًا.[3] إذ كون المسيحيون في العصر الحديث النخبة المثقفة والطبقة البرجوازية مما جعل مساهمتهم في النهضة الاقتصادية ذات أثر كبير، على نحو ما كانوا أصحاب أثر كبير في النهضة الثقافية، وفي الثورة على الاستعمار بفكرهم ومؤلفاتهم، وعملهم.[4] يذكر على سبيل المثال في الصحافة سليم العنجوي مؤسس «مرآة الشرق» عام 1879 وأمين السعيل مؤسس مجلة الحقوق وجرجس ميخائيل فارس مؤسس «الجريدة المصرية» عام 1888 واسكندر شلهوب مؤسس مجلة السلطنة عام 1897 وسليم تقلا وشقيقه بشارة تقلا مؤسسا جريدة الأهرام،[5] وفي فقه اللغة العربية يذكر إبراهيم اليازجي وناصيف اليازجي وبطرس البستاني. وفي الوقت ذاته دخلت إلى حلب على يد المطران ملاتيوس نعمة المطبعة الأولى بأحرف عربية إلى بلاد الشام واستمرت في الطباعة حتى 1899. من جهة أخرى، ساهم المسيحيون العرب في مقارعة سياسة التتريك التي انتهجتها جمعية الاتحاد والترقي وبرز في حلب على وجه الخصوص المطران جرمانوس فرحات والخوري بطرس التلاوي، وتأسست المدرسة البطريركية في غزير التي خرجت عددًا وافرًا من أعلام العربية في تلك المرحلة،[6] ولعبت الجامعات المسيحية كجامعة القديس يوسف والجامعة الأمريكية في بيروت وجامعة الحكمة في بغداد وغيرها دورًا رياديًا في تطوير الحضارة والثقافة العربية.[7] وفي العراق نشط الأب أنستاس ماري الكرملي، وفي الأدب يذكر جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ومي زيادة وأمين الريحاني وشفيق معلوف وإلياس فرحات. وفي السياسة يذكر نجيب العازوري وشكري غانم ويعقوب الصروف وفارس نمر وبطرس غالي في لبنان ومصر. ونظرًا لهذا الدور المسيحي المتزايد في السياسة والثقافة، بدأت الحكومات العثمانية تحوي تباعًا وزراءً من المسيحيين العرب ومنهم آل ملحمة في لبنان. وفي المجال الاقتصادي، برز عدد من العائلات المسيحية ومنهم آل سرسق وآل خازن وآل بسترس في الشام وآل السكاكيني، وآل غالي وآل ثابت في مصر،[8] وهكذا فإن الشرق العربي قاد بمسلميه ومسيحييه نهضة ثقافية وقومية بوجه الاستبداد الذي شكلت ركيزته جمعية الاتحاد والترقي وسياسة التتريك، ورسخت هذه النهضة كما يرى بولس نعمان "المسيحيين العرب كأحد أعمدة المنطقة وليس كأقلية على هامشها".[9]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قبل الفتح الإسلامي

إن المسيحيين العراقيين هم من السكان الأصليين في هذا البلد قبل الفتح الإسلامي. وشأنهم شأن المسيحيين في الوطن العربي، يشكلون جزءا مهما من النسيج العربي واللحمة القومية العربية. وفي بلدي العراق حيث ولدت في بغداد ونشأت فيها، لم يكن هناك أي شعور بالتفرقة بين الأديان ولا بين المذاهب، ومن باب أولى.[10]

بل كان للمسيحيين دور كبير في الثقافة والفكر والأدب واللغة. وكمثال واحد على ذلك نذكر بتقدير وإكبار دور الأب أنستاس ماري الكرملي، البغدادي المولد والنشأة (1866- 1947، من أم عراقية ووالد لبناني) ، فيما يتعلق بتعزيز دور اللغة العربية الفصحى وآدابها وتاريخها، في وقت تضافرت عليها الهجمات في مطلع القرن الماضي، حين بدأت حركة التتريك العثمانية. فقد اضطلع هذا العالم الضليع، الذي يتقن عدة لغات غربية وشرقية، بجمع مجموعة من المثقفين العرب من مختلف المذاهب والأديان بدون أي تفريق. وكان له مجلس ثقافي في كل يوم جمعة، حيث يجتمع إليه الأدباء والشعراء والكتاب ومنهم المؤرخ الكبير الأستاذ عباس العزاوي والكاتب الصحفي المعروف رفائيل بطي ومن تلاميذه د. مصطفى جواد وكوركيس عواد. وله آلاف المقالات وعدد من الكتب منها 'الفوز بالمراد في تاريخ بغداد' و'أغلاط اللغويين الأقدمين' و' نشؤ اللغة العربية ونموها واكتمالها' و'النقود العربية وعلم النميات' و' المعجم المساعد' كما قام بتحقيق الجزء الأول من كتاب العين للخليل بن احمد الفراهيدي، و' الإكليل ' للهمداني. وقام الكرملي البغدادي بإصدر واحدة من أهم المجلات الشهرية التي كانت تعنى باللغة العربية والثقافة العربية باسم ' لغة العرب'، منذ عام 1911 واستمرت حتى عام 1931. والجدير بالذكر أن الأديب المعروف كاظم الدجيلي، كان مدير تحريرها، (وهو من المثقفين الشيعة، وهو أمر لم يكن يستحق الذكر ولا يمكن أن يخطر ببالنا قبل الآن)، ومن كتابها الشيخ باقر الشبيبي والشيخ محمد رضا الشبيبي الذي اصبح في العهد الملكي وزيرا للمعارف ثم رئيسا للمجمع العلمي، وهما من أعيان الشيعة والعلامة محمود شكري الألوسي وهو من أعيان السنة، مما يدل على التعاضد والتعاون الذي كان سائدا بين الأدباء بصرف النظر عن المعتقدات والأديان.

ومن قصيدة السيد صادق الاعرجي، حول الانتماء إلى الوطن بصرف النظر عن اختلاف الأديان والمعتقدات، نقتبس هذا البيت الذي ذكره المؤرخ اليهودي الكبير مير بصري، للتدليل على تعايش العراقيين في سلام وتفاهم رغم تنوع الأديان:

رغم اختلاف الدين سوف يظلنا وطنٌ يوحدُ بيننا دُستوره


الدولة الأموية

ودور المسيحين في الثقافة العربية الإسلامية ليس جديدا، بل يرجع إلى عصر الدولة الأموية في الشام حين استعانت تلك الدولة في إدارة الدولة الإسلامية، التي امتدت من حدود الصين شرقا إلى بحر الظلمات ( المحيط الأطلسي) غربا ، ثم إلى بلاد الاندلس شمالا؛ استعانت بالخبرات المحلية والإدارات البيزنطية. ولاسيما خبرات وعلوم المسيحيين السريان الذين كانوا يحملون لواء الثقافة اليونانية والبيزنطية. فقد استعان معاوية بسرجونَ بنَ منصور رئيسًا للديوان، وقنان بن متَّى كاتبًا، وابنَ أثال طبيبًا كما يقول أحمد أمين في كتابه ضحى الأسلام. ومن العلماء المعروفين في ذلك العصر نذكر يعقوب الرُّهاوي (640-708 م ) الذي تَرجم كثيرًا من كتاب الإلهيَّات اليونانيّ. ولهذا الرجُل فضلٌ كبيرٌ في تعليم الناشئةِ من المسلمين. إذ أفْتى رجالُ الدِّين من النصارى بأنَّه يحلُّ لهم أن يُعلِّموا أولادَ المسلمين التَعليمَ الراقي. وهذه الفتوَى تدلُّ من غير شكٍّ على إقبالِ المسلمين، منذُ ذلك العصر، على دراسةِ العلوم والفلسفة على أيدي هؤلاء المعلمين . وتردُّد النصارى أوَّلاً في تعليمهم حتى أصدر يعقوب الرهاوي فتواه في إجازة تعليم غير المسيحيين. ولمَّا جاء دَورُ نقلِ الفلسفةِ والعلوم إلى العربيَّة في العهدِ العبَّاسيّ، كان لهؤلاء السريانيِّين الفضلُ الأكبر في التَرجمة، أمثال حُنَين بن إسحاق، وابنِه إسحاق، وابن أختِه حُبَيش.

العصر العباسي

وفي العصر العباسي قام أبو جعفر المنصور باستقدام الطبيب جورجيس بن بختيشوع إلى بغداد. وظلت أسرة 'بخت يشوع' ثلاثة قرون تتمتع بمكانة كبرى لدى الخلفاء العباسيين ووزرائهم وعلمائهم ، للاستفادة من علمهم في الفلسفة والطب واللغات، مما أسهم في بناء صرح الحضارة العربية الإسلامية التي ازدهرت في القرون الوسطى . ومن أشهر علماء هذه الأسرة يوحنا بن ماسويه، الذي عينه المأمون رئيسا لدار الحكمة، أكبر مؤسسة ثقافية علمية في العالم، في ذلك العصر. وقد تتلمذ حنين بن اسحق على يد هذا العالم الجليل، فاصبح أشهر المترجمين لكتب الفلسفة الإغريقية من اللغة اليونانية أو السريانية إلى العربية . وهو من أهم المترجمين الدقيقين الذين يشيد بفضلهم الدكتور عبد الرحمن بدوي في موسوعة الحضارة العربية الإسلامية.

النهضة العربية الحديثة

أما في عصر النهضة العربية الحديثة، فقد اضطلع المفكرون والأدباء المسيحيون بدور متميز في الثقافة العربية الإسلامية وكانوا أول من رفع لواء القومية العربية عاليا ضد حملة حركة التتريك العثمانية. وهكذا فقد حافظوا على اللغة العربية وآدابها، وبادروا إلى وضع المعاجم المفصلة للغة العربية . ونذكر من جملة هؤلاء البارزين، على سبيل المثال، المعلم بطرس البستاني مؤسس أول مدرسة عربية حديثة، وأول معجم عربي مطول حديث باسم "محيط المحيط"، الذي يحتوي على مفردات القاموس المحيط للفيروزابادي، بالإضافة إلى ما استجد في اللغة العربية من ألفاظ ومصلحات حديثة، فضلا أول موسوعة عربية جامعة، منذ عام 1875، دائرة المعارف، وأول صحيفة عربية راقية اسمها نفير سورية. كما أنشأ الأب لويس معلوف أول معجم عربي مختصر اسمه "المنجد" بمجلد واحد، كان وما يزال مرجعا ضروريا لجميع الدارسين والكـُتاب العرب، لاسيما قبل صدور المعجم الوسيط. وأتذكر أن هذا المعجم هو المفضل لدى والدي، وقدعلمني منه كيفية البحث عن معنى الكلمة المبهمة. ومن هؤلاء المسيحيين الذين قدموا عطاءات ثمينة للمكتبة العربية أذكر بكل اعتزاز؛ جورجي زيدان مؤسس مجلة الهلال الغراء في عام 1892، التي ماتزال تصدر في القاهرة، ومؤلف العديد من الكتب ومنها أول كتاب في تاريخ العرب قبل الإسلام. وهو أول من حاول إعادة كتابة التاريخ العربي الإسلامي، من خلال تدبيج الروايات التاريخية الرائعة ذات المغزى العميق والأسلوب الرقيق . ومنهم العالم الكبير شبلي شميل، وسليم تقلا مؤسس صحيفة الأهرام منذ عام 1875، ويعقوب صروف، وفارس نمر من مؤسسي المجلة الذائعة الصيت، مجلة المقتطف التي تخصصت في البحوث العلمية والفكرية والأدبية الراقية، وذلك منذ عام 1876. ومنهم ناصيف اليازجي وابراهيم اليازجي (1847- 1871) صاحب القصيدة المشهورة التي تشير بعض أبياتها إلى مدى حماس هذا الشاعر الموهوب لقضية الأمة العربية، وغفلة العرب عن خطورة ما تتعرض له بلدانهم من خراب ودمار، مادي ومعنوي. ومن بعض الأبيات:

تنبهوا واستـفـيـقـوا أيـــها العربُ فقد طغى الخطبُ حتى غاصتْ الرُكبُ
فِيمَ 'التـّــعَـلّـُـلُ بِالآمَـالتَخْدَعُـكـُم وَأَنـْْـتـُُــمُ بَيْنَ 'رَاحَاتِ 'القََنَـا 'سُلـبُ
اللهُ أَكْبَـرُ مَا هَـذَا 'المَنَـامُ فَقَـدْ شَكَاكـُُـمُ 'المَهْدُ 'وَاشْـتــاقَـتـْـكُمُ 'التــُّـرَبُ
كَمْ تـُُظْـلَمُونَ وَلَستـُمْ 'تَشْـتَكُونَ 'وَكَمْ تـُُسْـتَغـْـضَبُونَ 'فَلا 'يَبْدُو 'لَكُمْ 'غَضَـبُ
أَلِفـْتـُُمُ الْهَوْنَ حَتى صَارَ عِنـْْدَكُمُ طَبْعَاً 'وَبَعْـضُ 'طِبَـاعِ 'الْمَرْءِ مُكـْتـَـسَـبُ
وَفَارَقَـتـْكـُمْ 'لِطُولِ 'الذ ُلِّ نَخْوَتـُُـكُم فَلَيْسَ 'يُؤْلِمُكُمْ 'خَسْفٌ 'وَلا 'عَطـبُ
فَصَاحِبُ الأَرْضِ مِنْكُمْ ضِمْنَ 'ضَيْعَتِه مُسْتَخْـدَمٌ 'وَرَبِيبُ 'الدَّارِ' 'مُغْـتـَـرِبُ

ومع مرور قرابة قرن ونصف على هذه القصيدة، نلاحظ أنها ما تزال تنطبق بكل أسف على حال العرب، مما يدل على أننا لم نتقدم قيد أنملة ، بل ما تزال معضلاتنا تتفاقم وبلدنا يضيع، بسبب ضعفنا على مختلف المستويات وتخلفنا الحضاري.

وفي مطلع العشرينيات من القرن العشرين تشكلت الرابطة القلمية في نيويورك، على أكتاف نخبة من المسيحين المهاجرين من بلاد الشام، حيث فجرت أول حركة فكرية أدبية عربية في العالم الغربي، انتقلت إلى الوطن العربي فشكلت ثورة أدبية طورت اللغة العربية . فقد أصبحت أعمال جبران خليل جبران، أبرز أعضائها، تتصدر واجهات مختلف مكتبات أمريكا وأوروبا، منذ ذلك العصر حتى الآن، باعتبارها من عيون الأدب العالمي. ومن أعضائها الكاتب المعروف ميخائيل نعيمة وعبد المسيح حداد ورشيد أيوب وندرة حداد ونسيب عريضة ووليم كاتسفليس. وكانت تنشر أعمالها في مجلة الفنون وصحيفة السائح.

الفترة المعاصرة

ومن جملة المسيحيين الذين لهم دور كبير في الثقافة العربية والفكر العربي المعاصر، والكفاح الوطني؛ سلامة موسى وأنطون سعادة وقسطنطين زريق، وجورج طرابيشي وجورج حبش وميشيل عفلق وجورج قرم وعزمي بشارة وكلوفيس مقصود وإدوارد خراط وناصيف نصار ولويس عوض وكمال اليازجي وأنطون غطاس كرم وغالي شكري وجورج صليبا وخليل رامز سركيس وفرانسوا باسيلي، ومنهم أخيرا أسرة مجلة' صوت داهش' الغراء، وهم غازي براكس وطوني شعشع، التي تعتبر من أهم المجلات الأدبية والفكرية التي صدرت في المهجر بوجه عام.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ المسيحيون العرب: طليعة النهضة وهمزة وصل التقدم، موقع القديسة تيريزا، 14 نوفمبر 2011.
  2. ^ دور المسيحيين العرب المشارقة في تحديث العالم العربي، كنائس لبنان، 14 نوفمبر 2011.
  3. ^ دور الموارنة أحد ضرورات مستقبل المنطقة، أصول، 14 نوفمبر 2011.
  4. ^ عروبة المسيحيين ودورهم في النهضة
  5. ^ تاريخ الكنائس الشرقية، مرجع سابق، ص.111
  6. ^ محطات مارونية من تاريخ لبنان، مرجع سابق، ص.183
  7. ^ دور العرب المسيحيين المشارقة فــي تحديث العالم العربي
  8. ^ الشوام في مصر... وجود متميز خلال القـرنين التاسع عشر والعشرين
  9. ^ محطات مارونية من تاريخ لبنان، مرجع سابق، ص.185
  10. ^ "دور المسيحيين في الثقافة والحضارة العربية الإسلامية". مدونات المعرفة، علاء الدين الأعرجي. 2009-09-01. Retrieved 2013-07-23.