الغائب الحاضر

الغائب الحاضر present absentee، هو الفلسطيني الذي فر أو طُرد من منزله في فلسطين على يد القوات اليهودية أو الإسرائيلية، قبل وأثناء حرب 1948، لكنه لا يزال داخل ما أصبح يعرف الآن باسم دولة إسرائيل. الحاضرون الغائبون أيضاً هم الفلسطينيون المهجرون داخلياً. (IDPs). يطلق المصطلح ايضاً على ذرية الغائبين الحاضرين.[1] عام 1950 كان عددهم 46.000 شخص من إجمالي 156.000 عدد الفلسطينيين في إسرائيل.

الحاضرون الغائبون هم الذين لم يسمح لهم بالإقامة في منازلهم الذين طُردوا منها، حتى لو كانوا يعيشون في نفس المنطقة، وأملاكهم لا تزال موجودة، وأنهم يمكنهم أن يظهروا أنهم يمتلكونها. يعتبر هؤلاء غائبون من قبل الحكومة الإسرائيلية لأنهم تركوا منازلهم، حتى لو لم يكن لديهم النية في الرحيل لأكثر من أيام قليلة، وحتى لو فعلوا ذلك كرهاً.[2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التعريف

إذا ما كان التعريف مقتصراً على أولئك الذين هُجروا في حرب 1948 وأولادهم وأحفادهم، هناك حوالي 274.000 عربي إسرائيلي - أو 1 من كل 4 فلسطينيين في إسرائيل - فلسطيني مُهجر داخلياً.[3][4][5]

الغالبية العظمى من المسلمين (90) وهناك 10% من المسيحيين. لا يوجد بينهم دروز "بعض القرى الدرزية تم تدميرها عام 1948 لكن الدروز لم يتركون قراهم بصفة دائمة"."[4]

المنظمات المدافعة عن حقوق العرب الفلسطينيين تعتبر أيضاً أن البدو البالغ عددهم 110.000 [3] الذي أُجبروا على الانتقال في مناطق قريبة تحت الحكم العسكري في النقب عام 1949 ضمن تقديراتها للفلسطينيين المهجرين داخلياً. الأشخاص الآخرون المهجرون داخلياً يشملون أولئك الذين هدمت منازلهم حسب القوانين التي صدرت بخصوص المباني الغير مرخصة أو القرى الغير معترف بها.[3] التقديرات معتمد على تعريف الحدود الذي يقدر عدد الفلسطينيين المهجرين داخليأً في أي مكان ما بين 250.000 - 420.000 شخص.[4]

في السنوات الأخيرة، الفلسطينيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة الذين تم تهجيرهم لإنشاء الجدار العازل في الضفة الغربية يشار إليهم أيضاً على أنهم فلسطيين مهجرين داخلياً. ويقدر عددهم بين 24.500 و57.000 شخص.[6]


الغائبون الحاضرون

عام 1950، قدرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) أن 46.000 من 156.000 فلسطيني[7][8][9] الذين لا يزالون داخل الحدود التي تم ترسيمها كإسرائيل حسب اتفاقية الهدنة 1949 هم لائجون مهجرون داخلياً.

كحال معظم اللاجئين الفلسطينيين الآخرين، فمنازل وممتلكات الفلسطيين المهجرين داخلياً تم تهجيرهم تحت رقابة هيئة حكومية، الوصي على أملاك الغائبين بواسطة تشريح يتضمن لائحة الطوارئ المتعلقة بأملاك الغائبين 1948 (معيار مؤقت) وقانون أملاك الغائبين 1950.[7]

على عكس اللاجئين الفلسطيين الآخرين، فالفلسطينيون المهجرون داخلياً والآخرون الذين ظلوا داخل ما أصبح يعرف باسم إسرائيل قد أصبحوا مواطنين بموجب قانون المواطنة الصادر في يوليو 1952.[7] في العام نفسه طلبت إسرائيل أن تكون الأونروا مسئولة عن ترحيل المسجلين وأن تتولى عناية الأشخاص المهجرين داخلياً إلى إسرائيل وعن المساعدات الإنسانية الأساسية التي كانت توفر للمهجرين داخلياً في ذلك الوقت.[3]

الحكم العسكري (1948–1966) قيد حركة عرب إسرائيل، جنباً إلى جنب مع قوانين أملاك الغائبين لمنع المواطنين المهجرين داخلياً من العودة إلى ممتلكاتهم والمطالبة بمنازلهم. حسب قوانين أملاك الغائبين، "الغائبون" هم مقيمون غير يهود في فلسطين ممن تركوا المكان الذين إعتادوا الإقامة فيه لمكان آخر داخل أو خارج البلاد بعد تبني الأمم المتحدة قرار تقسيم فلسطين. بموجب هذه القوانين، ملاك أملاك "الغائبين" كانوا مطالبين بإثبان "غيابهم" للحصول على اعتراف بحقوق ملكيتهم من قبل الحكومة الإسرائيلية.[7] ومع ذلك، فجميع حقوق الملكية "للغائبين" تخص الوصي على أملاك الغائبين المعين من قبل الحكومة، وأي شخص بما في ذلك المالك "الغائب" نفسه، يشغل، يبني، أو "يتواجد" في هذه الممتلاكت يعتبر منتهكاً لهذا القانون ويتعرض للطرد وهدم ما قام ببناؤه.

أفادت جماعات حقوق اللاجئين أن الفلسطينين داخل إسرائيل قد حاولوا العودة لقراهم الأصلية، وعادة ما يقومون بذلك بإرسال خطابات للوزراء الإسرائيليين. هذه الخطابات بصفة عامة يكتبها مختار القرية أو كبيرها، والذي يؤكد فيها وجود علاقات طبية بين أهالي القرية وجيرانهم من اليهود، ويبدون فيها رغبتهم بالعيش في سلام تحت الحكم الإسرائيلي. يكون رد الإسرائيليين على هذه الخطابات سلبي.[3]

بعض سكان القرى مثل أهالي الغابسية، برعم، وإقريت الذين إلتماسات للمحكمة العليا الإسرائيلية للاعتراف بحقوق ملكيتهم والتي كانت قد قبلتها المحكمة في الخمسينيات، تم منعهم فعلياً من المطالبة بأملاكهم من قبل السلطات العسكرية التي رفضت الإمتثال لقرارات المحكمة وأعلنت أن هذه القرى هي مناطق عسكرية مغلقة.[3]

لأن معظم عرب إسرائيل الفلسطينيين المهجرين داخلياً تم حسابهم كغائبين، حتى لو كان غيابهم هذا داخل إسرائيل، فيشار إليهم أيضاً على أنهم غائبين حاضرين.

قانون الأراضي والأملاك الإسرائيلي

عام 1950 صدر قانون الأراضي والأملاك الإسرائيلي، وكان يهدف في الأساس إلى تقنين الاستيلاء على أراضى المهجرين واللاجئين عقب نكبة 1948، ويعرف أيضاً باسم الحاضر الغائب، فإن كل شخص يمكث بدولة معادية أو أرض خارج سيطرة إسرائيل يعد غائباً ومن ثم تنتقل أملاكه إلى سيطرة حارس أملاك الغائبين، وتعتبر إسرائيل الفلسطيني غائباً حتى وإن لم يغادر منزله، لكن شاء حظه العثر أن الجدار العازل أخرجه، وبالتالي تم إعتباره غائباً، كما أنه يتحدث عن أشخاص يقطنون في مناطق تخضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية بموجب القانون. في 2013، أثير الحديث عن تطبيق هذا القانون على سكاني الضفة الغربية ممن لديهم ممتلكات في القدس الشرقية، وتتراوح أعدادهم بين 100.000 و120.000 مقدسي يعيشون خلف الجدار العازل، سيفقدون هوياتهم وإقامتهم وحتى أملاكهم بالقدس المحتلة.[10]

هذا القانون صاحبه الكثير من الجدل في إسرائيل، وارتبط تطبيقه مع صعود الحكومات اليمينية المتطرفة، فمثلاً تم منع تطبيقه على القدس الشرقية عام 1968، وعاد إلى واجهة الأحداث عام 1977 مع صعود حزب الليكود وتوقف العمل به عام 1992 في أثناء تولي إسحاق رابين رئاسة الوزراء ثم يعود مرة أخرى بعد تولي أرييل شارون الحكومة في 2004، وتعرض لانتقادات حادة من أحد القضاة في 2005 وصدر قرار في 2006 لإلغائه غير أن الدولة قدمت استئنافاًَ ضد القرار.

الحاضرون-الغائبون اليوم

اليوم البدو المهجرون داخلياً يعيشون في 39-46 قرية غير معترف بها في النقب والجليل، بينما بقية الفلسطينيين المهجرين داخلياً يعيشون في حوالي 80 بلدة وقرية في الجليل مثل عين هود. هناك أيضاً قرية عين رفة في القدس.

نصف السكان في بلدتين عربيتين كبرتين في إسرائيل، الناصرة وأم الفحم، يشكلون اللاجئين المهجرين داخلياً من البلدات والقرى المجاورة التي دمرت عام 1948.[4]

أبحاث عن اللاجئين الداخليين

توجد كتب قليلة تسلط الضوء على اللاجئين الفلسطيين داخل إسرائيل والفلسطينيين المهجرين داخلياً عبر الخط الأخضر.

عام 1991، قام الكاتب وناشط السلام الإسرائيلي ديڤد گروسمان بعقد لقاءات مختلفة مع عرب إسرائيل. هذه اللقاءات نشرت في كتاب حمل الاسم العبري נוכחים נפקדים /Nokhehim Nifkadim ( الغائبون الحاضرون). النسخة الإنگليزية من الكتاب حملت اسم النوم على الأسلاك: أحادث مع فلسطيني إسرائيل.

نور مصالحة كتب في مقدمته: "استخدام العنوان المتناقض، الغائبون الحاضرون، المهجرون داخلياً الذين إستولت الدولة على أملاكهم ومنازلهم، وجعلتهم لاجئين ومنفيين داخل وطنهم الأم."[11] استخدم الكتاب التاريخ الشفهي واللقاءات مع لاجئيي الداخل لدراسة الهوية الفلسطينية والذاكرة، حقوق السكان الأصليين، الحماية الدولية، "حق العودة"، والتوصل إلى حل عادل في القضية الفلسطينية/الإسرائيلية.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ Davis, 1997, p. 49. "Children of "absentees", whether born inside or outside of the State of Israel, are similarly classified as "absentees"."
  2. ^ Segev, Tom. 1949: The First Israelis, pp. 68-91.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح Nihad Bokae'e (February 2003). "Palestinian Internally Displaced Persons inside Israel: Challenging the Solid Structures" (PDF). Badil Resource Centre for Palestinian Refugee and Residency Rights. Retrieved 2012-04-01.
  4. ^ أ ب ت ث "Israel: About 150,000-420,000 internally displaced persons in 2007". Internal Displacement Monitoring Center (IDMC). Retrieved 2009-07-23.
  5. ^ Kassim and Mansour, 2002, p. 76. Provides an estimate of 250,000.
  6. ^ Internal Displacement Monitoring Center - Palestinian Territories
  7. ^ أ ب ت ث The Internally Displaced Refugees
  8. ^ "Number of Palestinians (In the Palestinian Territories Occupied in 1948) for Selected Years, End Year". Palestinian Central Bureau of Statistics.
  9. ^ "Dr. Sarah Ozacky-Lazar, Relations between Jews and Arabs during Israel's first decade (in Hebrew)".
  10. ^ ""أملاك الغائبين". ذريعة إسرائيلية لتهويد المدينة المقدسة". جريدة الشرق الأوسط. 2013-06-17. Retrieved 2014-02-21.
  11. ^ Catastrophe Remembered: Palestine, Israel and the Internal Refugees, edited by Nur Masalha (London: Zed Books 2005). ISBN 978-1-84277-623-0

المراجع