مؤيد الدين العرضي

مؤيد الدين العرضي (ت. 1266 م) هو "الشيخ الإمام العالم الكامل المحقق المتقن شرف المهندسين أعجوبة الدهر نادرة العصر مؤيد الملة والدين زين الإسلام والمسلمين مؤيد بن بريك المهندس العرضي العامري".[1]

قليل جداً هو ما نعرفه عن مؤيد الدين العرضي. فقد خلف لنا رسالة في وصف آلات الرصد التي أقامها في مرصد مراغة، يستشف منها أنه أخذ إلى هناك خصيصاً لهذه الوظيفة، وأنه كان يشعر بالغربة عن أهله وأوطانه خلال إقامته في مراغة. ومرصد مراغة كان من منجزات دولة المغول الإلخانية، أقاموه في شمال غرب إيران. وكان العرضي تحت إمرة نصير الدين الطوسي، الذي لعب دوراً سياسساً مهماً في سقوط بغداد تحت وطأة المنغول. ومن المؤكد أن مؤيد الدين العرضي لم يصل مراغة حتى حدود سنة 657 هـ/1259م، السنة التي تم فيها تأسيس ذلك المرصد الشهير.

قبل ذلك كان يعمل مهندساً في دمشق، إذ يذكر في رسالة آلات الرصد أنه كان قد صنع آلة وهو في دمشق، أشرف عليه الملك المنصور صاحب حمص، ووزيره بدر الدين اللبودي. أما الملك المنصور صاحب حمص فقد تولى على حمص بين سنتي 637 هـ/1239م و643 هـ/1245م وهو الملك المنصور ابراهيم بن الملك المجاهد أسد الدين شيركوه الأيوبي. أما وزيره نجم الدين اللبودي فهو الذي ذكره ابن أبي أصيبعة على أنه نجم الدين أبو زكريا يحيى بن الحكيم الإمام شمس الدين محمد بن عبدان بن عبد الواحد الذي خدم الملك المنصور وزيراً بعد أن كان طبيباً له حتى وفاة الملك المنصور سنة 643 هـ.[2] فالأرجح إذاً أن يكون العرضي قد أقام في دمشق خلال ولاية المنصور يعمل مهندساً ويدرّس الهندسة من أصول إقليدس. فابن القف الطبيب، مثلاً قرأ عليه كتاب إقليدس في دمشق بحسب رواية ابن أبي أصيبعة أيضاً.

وباستثناء ذكر سنة وفاته في التاريخ الرشيدي على أنها كانت سنة 664 هـ/1266م[3]، يبقى هذا مجمل ما نعرفه عن مؤيد الدين العرضي نفسه.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نسبه

أما عن نسبه إلى عرض فيستفاد أنه وُلد هناك - وهي البلدة الواقعة بين تدمر والرصافة[4] - أو تحدر من عائلة عرفت فيها. كذلك نسبته إلى عامر، فالأرجح أنها إلى القبيلة العربية بني عامر. أما نسبته الدمشقي التي يستخدمها رشيد الدين في جامع التواريخ، ونصير الدين الطوسي في الزيج الإيلخاني، والعرضي نفسه في رسالة الأرصاد فهي حتماً بسبب اقامته وشهرته في دمشق.

ولقب مهندس الذي أطلق على مؤيد الدين العرضي - وقد بولغ فيه أحياناً فسمي ملك المهندسين أو قدوة المهندسين أو شرف المهنسين - فهو ولا شك دليل مهنته التي برز فيها، كما تؤكد ذلك المنجزات - من عمارة وآلة - التي وصفها في كيفية عمل آلات الرصد وكيفية استعمالها.


مؤلفات العرضي

ما نعرفه، حتى الآن، عن مؤلفات العرضي هو التالي:

  1. كتاب الهيئة
  2. رسالة في كيفية عمل آلات الرصد وكيفية استعمالها، وقد ترجمت إلى الفرنسية ثم إلى الألمانية ومؤخراً قام سڤيم تكلي بتحقيقها وترجمتها إلى التركية والإنگليزية. وفيها يفصّل العرضي كيفية عمل الآلات التي أنشأها بنفسه في مرصد مراغة وكيفية استعمالها.
  3. ملحق كتاب التبصرة، الذي عثر عليه جورج صليبا بين محفوظات مكتبة الإسكوريال في اسبانيا. وهو كتاب صغير الحجم كتبه العرضي على الأرجح عندما كان فتياً، إذ لم يذكر فيه أياً من أعماله الأخرى وينحو فيه منحى ابتدائياً سهلاً.
  4. رسالة العمل في الكرة الكاملة، ورد ذكرها في كتاب الهيئة ورسالة كيفية عمل آلات الرصد وكيفية استعمالها على أنها من مؤلفات العرضي. ولم يعثر إلى الآن على أيه نسخة منها. والأرجح أنها لا تزال مفهرسية خطأ أو منسوبة خطأ إلى قسطا بن لوقا، أو طوليقوس أو حتى أرشميدس بين عشرات المخطوطات التي تحمل هذا العنوان في مكتبات العالم.
  5. وأخيراً فقد ألف العرضي رسالة صغيرة جداً أتمّ فيها برهان الشكل الرابع في تاسعة المجسطي. ومن هذه الرسالة نسختان: واحدة في مشهد والأخرى في تركيا.[5][6] هذه الرسالة لم تنشر بعد.


الهامش

  1. ^ جورج صليبا (2001). تاريخ علم الفلك العربي - مؤيد الدين العرضي. بيروت، لبنان: مركز دراسات الوحدة العربية.
  2. ^ أبو العباس أحمد بن القاسم بن أبي أصيبعة (1844). عيون الأنباء في طبقات الأطباء. Vol. ج. 2. تحقيق مولر. كونگبرگ، ألمانيا: مطبعة بولاق. pp. ص. 185 وما بعدها.
  3. ^ رشيد الدين (1960). جامع التواريخ. Vol. ج. 2. تحقيق بهمن كريمي. إيران: طبعة اقبال. pp. ص. 718.
  4. ^ شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت الحموي (1957). معجم البلدان، 5 ج. Vol. ج. 4. تحقيق بهمن كريمي. بيروت، لبنان: دار صادر. pp. ص. 103.
  5. ^ محمد مدرس رضوي (1976). أحوال وآثار ... طوسي. طهران، إيران: فرهنگ. pp. ص. 229-230.
  6. ^ فؤاد سزكين (1976). تاريخ التراث العربي. Vol. ج. 6. فرهنگ. pp. ص. 292.