الدولة العثمانية في شبه الجزيرة العربية

شبه الجزيرة العربية عام 1914

استمر العهد العثماني في تاريخ شبه الجزيرة العربية من 1517 إلى 1918. تفاوتت درجة السيطرة العثمانية على هذه الأراضي على مدى القرون الأربعة مع تقلّب قوة أو ضعف السلطة المركزية للإمبراطورية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

 التاريخ

 الفترة المبكرة

في القرن السادس عشر، أضاف العثمانيون البحر الأحمر وساحل الخليج العربي (الحجاز، وعسير والأحساء) إلى الإمبراطورية وادعوا السيادة على المناطق الداخلية. كان السبب الرئيسي هو إحباط المحاولات البرتغالية لمهاجمة البحر الأحمر (ومن هنا الحجاز) والمحيط الهندي. في وقت مبكر من عام 1578، شن شرفاء مكة غزوات في الصحراء لمعاقبة قبائل بني رشيد التي شنت غارات على الواحات والقبائل في الحجاز.

بدأ ظهور ما كان سيصبح فيما بعد بالعائلة المالكة السعودية، والمعروفة باسم آل سعود، في نجد في وسط الجزيرة العربية عام 1744، عندما انضم محمد بن سعود، مؤسس السلالة، القوى مع القائد الديني محمد بن عبد الوهاب الذي كان من المذهب الحنبلي، قدم هذا التحالف الذي تم تشكيله في القرن الثامن عشر الزخم الأيديولوجي للتوسع السعودي ولا يزال أساس حكم السلالات السعودية اليوم.

 صعود الدولة السعودية

انظر أيضاً: الحرب العثمانية السعودية

تأسست الدولة السعودية الأولى في عام 1744 في المنطقة المحيطة بـ الرياض، وسرعان ما توسعت وسيطرت لفترة وجيزة على معظم أراضي المملكة العربية السعودية الحالية . عندما تخلى محمد بن عبد الوهاب عن منصب الإمام عام 1773، اكتمل انتشار السيطرة السعودية على كل جنوب ووسط نجد. . في أواخر ثمانينيات القرن الثامن عشر، أُضيف شمال نجد إلى الإمارة السعودية. في عام 1792 سقطت الأحساء في أيدي السعوديين . سيطرت الإمارة السعودية على الطائف عام 1802، والمدينة المنورة عام 1804.

تم تدمير الدولة السعودية الأولى بحلول عام 1818 من قبل على يد الوالي العثماني لمصر، محمد علي باشا. تأسست "دولة سعودية" ثانية أصغر بكثير، تقع أساساً في نجد، في عام 1824. طوال الفترة المتبقية من القرن التاسع عشر، تنازع آل سعود على المناطق الداخلية لما كان سيصبح المملكة العربية السعودية مع عائلة حاكمة عربية أخرى، هي آل الرشيد. بحلول عام 1891، انتصر آل الرشيد ودُفع آل سعود إلى المنفى في الكويت.

 حل الدولة العثمانية

في بداية القرن العشرين، استمرت الإمبراطورية العثمانية في السيطرة أو السيادة (وإن كانت اسمية) على معظم شبه الجزيرة. خاضعة لهذه السيادة، كانت شبه الجزيرة العربية تحكم من قبل خليط من الحكام القبليين، مع تفوق شريف مكة وحكم الحجاز.

في عام 1902، تولى ابن سعود السيطرة على الرياض في نجد وأعاد آل سعود إلى نجد. حصل ابن سعود على دعم الإخوان، وهو جيش قبلي مستوحى من محمد بن عبد الوهاب بقيادة السلطان بن بجاد وفيصل الدويش، والتي نمى بسرعة بعد تأسيسه عام 1912. بمساعدة الإخوان، استولى ابن سعود على الأحساء من العثمانيين عام 1913.

في عام 1916، وبتشجيع ودعم من بريطانيا (التي كانت تقاتل العثمانيين في الحرب العالمية الأولى)، قاد شريف مكة، حسين بن علي الثورة القومية العربية ضد الإمبراطورية العثمانية لإنشاء دولة عربية موحدة. على الرغم من أن الثورة العربية من عام 1916 إلى عام 1918 فشلت في تحقيق أهدافها، إلا أن انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى أدى إلى نهاية السيادة العثمانية والسيطرة على شبه الجزيرة العربية.

 الحج في القرنين 16 و17

عندما احتل العثمانيون أراضي المماليك عام 1517، كان دور السلطان العثماني في الحجاز هو الاهتمام أولاً وقبل كل شيء بالمدينتين المقدستين مكة والمدينة، وتوفير ممر آمن للعديد من المسلمين من مختلف المناطق الذين سافروا إلى مكة من أجل أداء فريضة الحج. كان يُشار أحياناً إلى السلطان باسم "خادم الأماكن المقدسة" ولكن بما أن الحكام العثمانيين لم يتمكنوا من ادعاء نسب النبي محمد، iكان من المهم الحفاظ على صورة القوة والتقوى من خلال مشاريع البناء والدعم المالي والرعاية. لا يوجد سجل عن زيارة سلطان حاكم لمكة أثناء الحج ولكن وفقاً للسجلات الأولية، تم إرسال الأمراء والأميرات العثمانيين لأداء فريضة الحج أو زيارة المدن المقدسة خلال العام. من المحتمل أن تكون المسافة من مركز الإمبراطورية في إسطنبول، فضلاً عن طول الرحلة وخطورتها، هي العامل الرئيسي الذي منع السلاطين من السفر إلى الحجاز.

تُركت الإدارة الإقليمية لمكة والمدينة في أيدي الشرفاء، أو وكلاء مكة منذ الخلافة العباسية. حافظ الشريف على مستوى من الحكم الذاتي المحلي في ظل حكم السلطان؛ ولكن من أجل تحقيق التوازن بين التأثيرات المحلية، عين السلطان القضاة والمسؤولين الأقل في المنطقة. في البداية، كان القاضي في المنطقة يعتبر منصباً منخفضاً، ولكن مع ازدياد أهمية الدين في ثقافة الإمبراطورية العثمانية، نما دور القضاة في مكة والمدينة.

بصرف النظر عن الجمارك التي تم جمعها في جدة، لم يدفع سكان الحجاز ضرائب للإمبراطورية وتم الاعتناء بأموال المدينة من خلال العديد من ممتلكات الوقف عبر بقية الإمبراطورية، المكرسة لدعم أهل مكة والمدينة كعمل خيري له أهمية دينية بسبب المكانة المقدسة للمدينتين.

سيطرت الحكومة العثمانية المركزية على طرق القوافل المؤدية إلى مكة، وكانت ملزمة بحماية الحجاج على طول هذه الطرق. وشمل ذلك توفير الإمدادات مثل الطعام والمياه للرحلة. بالإضافة إلى ذلك، شمل ذلك تقديم إعانات للقبائل البدوية الصحراوية التي استخدم الحجاج مواردها المحدودة على طول الطرق الرئيسية من دمشق والقاهرة على التوالي. كان من المفترض أن توفر الإمبراطورية العثمانية، بصفتها وصية على مكة والمدينة، ممراً آمناً لجميع الحجاج المسافرين إلى المدن المقدسة. ومع ذلك، شكلت التحالفات والصراعات السياسية الطرق التي فتحت أو أغلقت.

في حالة الإمبراطورية الصفوية على وجه الخصوص، أغلق العثمانيون أقصر طريق من البصرة (في العراق حالياً) كان من شأنه أن يسمح للحجاج الشيعة بعبور الخليج الفارسي إلى شبه الجزيرة العربية. بدلاً من ذلك، طُلب من الحجاج استخدام طرق القوافل الرسمية من دمشق أو القاهرة أو اليمن. من إمبراطورية المغول، تم إغلاق الطرق البحرية بسبب وجود السفن البرتغالية في المحيط الهندي؛ من آسيا الوسطى، أدت الحروب بين الأوزبك والصفويين أيضاً إلى تعقيدات في طرق القوافل. ذهب معظم حجاج آسيا الوسطى عبر اسطنبول أو دلهي للانضمام إلى قافلة الحج. غالباً ما ازدهرت طرق التجارة على طول طرق الحج، حيث تم إنشاء البنية التحتية والحماية الحالية، وزاد الحجاج المتنقلون من الطلب على المنتجات.

كان البناء والإصلاح وإضافة المواقع الدينية في مكة والمدينة مكلفاً، بسبب موقع المدن وحاجتها إلى المواد المستوردة، لكنها كانت رمزاً لقوة وكرم السلطان. كانت الإصلاحات التي كان يجب إجراؤها على الكعبة بعد فيضان عام 1630 مثيرة للجدل بسبب الأهمية الدينية للمبنى نفسه. كانت هذه الإصلاحات تهدف بشكل عام إلى الحفاظ على السلامة الهيكلية للموقع، ومع ذلك فإن رأي علماء الدين المحليين حول مدى الإصلاحات يعني أن المشروع أصبح مسيساً لأن رضوان آغا، الذي كان مسؤولاً عن الإشراف على الإصلاحات، كان ممثلاً عن السلطان خلافاً لنخبة من الحجاز.

وشملت المشاريع الأخرى بناء وإصلاح وصيانة أنابيب المياه التي تخدم الحجاج، وإنشاء مطابخ الحساء والمدارس والمؤسسات الخيرية في المنطقة.

 التقسيمات الإدارية

في عهد الحكم العثماني، تم تقسيم أراضي المملكة العربية السعودية الحديثة بين الكيانات التالية:

• الولايات والإمارات العثمانية:
  • شرافة مكة (968-1925 ؛ السيطرة العثمانية 1517-1803 ؛ 1841-1919)
  • إيالة مصر (1517–1701 ؛ 1813–40)
  • إيالة جدة (1701–1813 ؛ 1840–1872)
  • ولاية الحجاز (1872-1918)
  • إيالة الأحساء (1560–1630)
  • لواء نجد (1871–1918)
  • إيالة اليمن (1517–1636; 1849–1872)
  • ولاية اليمن (1872–1918)
• الدول السعودية:
  • الدولة السعودية الأولى (1744–1818)
  • الدولة السعودية الثانية (1818–1891)
  • إمارة نجد والأحساء (1902-1921؛ أصبحت المملكة العربية السعودية الحديثة)
• دول وكيانات أخرى:
  • إمارة آل رشيد (1836–1921)
  • الإمارة الإدريسية (1906–1934)

 المصادر

 المراجع

• Al Rasheed, Madawi (1997). Politics in an Arabian oasis: the Rashidis of Saudi Arabia. ISBN 1-86064-193-8.
• Anderson, Ewan W.; Fisher, William Bayne (2000). The Middle East: Geography and Geopolitics. ISBN 978-0-415-07667-8.
• Bernstein, William J. (2008). A Splendid Exchange: How Trade Shaped the World. Grove Press. ISBN 978-0-8021-4416-4.
• Bowen, Wayne H. (2007). The History of Saudi Arabia. Greenwood Histories of the Modern Nations. Westport, CT: Greenwood Publishing Group. ISBN 978-0-313-34012-3.
• Casale, Giancarlo (2006). "The Ottoman administration of the spice trade in the sixteenth century Red Sea and Persian Gulf". Journal of the Economic and Social History of the Orient. 49 (2): 170–198. doi:10.1163/156852006777502081.
• Chatterji, Nikshoy C. (1973). Muddle of the Middle East. Vol. 2. ISBN 0-391-00304-6.
• Dekmejian, R. Hrair (1994). Islam in revolution: fundamentalism in the Arab world. ISBN 978-0-8156-2635-0.
• Faksh, Mahmud A. (1997). The future of Islam in the Middle East. ISBN 978-0-275-95128-3.
• Faroqhi, Suraiya (1994). Pilgrims and Sultans: The Hajj under the Ottomans 1517–1683. London: I. B. Tauris. ISBN 9781850436065.
• Harris, Ian; Mews, Stuart; Morris, Paul; Shepherd, John (1992). Contemporary Religions: a World Guide. ISBN 978-0-582-08695-1.
• Hourani, Albert (2005). A History of the Arab Peoples. ISBN 978-0-571-22664-1.
• Murphy, David (2008). The Arab Revolt 1916–18: Lawrence Sets Arabia Ablaze. ISBN 978-1-84603-339-1.
• Niblock, Tim (2013). Saudi Arabia: Power, Legitimacy and Survival. Routledge. ISBN 978-1-134-41303-4.
• Salibi, Kamal S. (1979). "Middle Eastern parallels: Syria–Iraq–Arabia in Ottoman times". Middle Eastern Studies. 15 (1): 70–81. doi:10.1080/00263207908700396. JSTOR 4282730.
• Singer, Amy (2005). "Serving up charity: the Ottoman public kitchen". Journal of Interdisciplinary History. 35 (3): 481–500. doi:10.1162/0022195052564252. S2CID 145715799.
• Tucker, Spencer; Roberts, Priscilla Mary (2005). The Encyclopedia of World War I. ISBN 978-1-85109-420-2.
• Wasti, Syed Tanvir (2005). "The Ottoman ceremony of the royal purse". Middle Eastern Studies. 4 (2): 193–200. doi:10.1080/00263200500035116. JSTOR 4284357. S2CID 143202946.
• Wynbrandt, James (2010). A Brief History of Saudi Arabia. Infobase Publishing. ISBN 978-0-8160-7876-9.