بنو موسى

(تم التحويل من محمد بن موسى بن شاكر)
هذا المقال هو عن علماء بغداد القرن التاسع
إن كنت تنشد الأسرة الحاكمة في الأندلس التي كانت تسمى أحياناً ببني موسى، انظر بنو قاسي.
رسم مصباح يقص نفسه في تحفة أحمد بن موسى بن شاكر' عن الحيل (الأجهزة) الميكانيكية. المخطوطة بالعربية.

محمد وأحمد (ابو جعفر) والحسن بن محمد بن موسى بن شاكر رياضيون وفلكيون ومشتغلون بالحيل _الميكانيكا) عراقيون. عاشوا في القرن التاسع الميلادي . كان والدهم موسى بن شاكر منجماً يعمل في خدمة المأمون، فلما توثقت صلته به ووثق فيه المأمون أوصاه قبل وفاته بأولاده محمد واحمد والحسن ، فعهد بهم المأمون إلى أحد فلكيي بيت الحكمة وهو يحيى بن أبي منصور الذي علمهم الرياضيات والفلك وعلوم الحيل (الميكانيكا) ، فبرع محمد والحسن ، وهو اعلمهم وقد توفي 873م ، في الأولتين ، وبرع أحمد في الأخيرة. َ

وقد جمع بنو موسى أموالا طائلة ، وجذبوا حولهم علماء واطباء ومترجمين كثيرين ، منهم حنين بن اسحق و ثابت بن قرة ، ولم يكونوا يبخلون على العلوم بشيء ، فقاموا بسياحات كثيرة للدولة البيزنطية للحصول على الكتب ، واقاموا في قصرهم الباذخ في بغداد مرصدا كاملا ووافيا ، وكانوا يتمتعون في زمن المأمون بنفوذ هائل ، فصاروا يكلفون بالمشاريع الفلكية والميكانيكية وبترجمة الكتب ، ويقومون بدورهم بتكليف من يقوم لهم بها . َ

وقد بحث بنو موسى في مراكز الثقل ، وحددوا طرق استخدام ثقل الجسم المحمول ، أي النقطة التي يتوازن عندها ثقل الجسم والحامل . وابتدعوا طريقة تقسيم الزاوية إلى ثلاثة اقسام متساوية ، وتكوين الشكل الاهليجي مستخدمين دبوسين وخيط يساوي طوله ضعف طول المسافة بين الدبوسين وقلم يتحرك في نهاية الخيط المشدود . كذلك حدد بنو موسى وعلماء دار الحكمة البغدادية درجة خط الهاجرة ، أي محيط الارض ، بكثير من الدقة . وقد اختاروا لهذا الغرض قطعة مستوية في صحراء سنجار ، فسجلوا ارتفاع القطب الشمالي عند النقطة التي اختاروها ، ثم ضربوا وتدا ، وربطوا فيه حبلا طويلا وساروا شمالا حتى وصلوا إلى مكان زاد فيه ارتفاع القطب عن الارتفاع الاول درجة كاملة ، فضربوا وتدا جديدا ، ثم قاسوا المسافة بين الوتدين ، فوجدوا ان الدرجة الواحدة يقابلها مسافة 66 ميلا وثلثان ، وكرروا هذه العملية جنوبا فوجدوا نفس الشيء. وبهذه الطريقة الفذة حددوا محيط الارض بأقل قليلا مما قدره لها إراتوستين بالاسكندرية عام 230 ق.م.، أي بحوالي 24,000 ميلاً، وحددوا ميل دائرة البروج بحوالي 23 درجة و35 ثانية ، وقدروا مبادرة الاعتدالين باربعة وخمسين ثانية ، وهذه أكثر قليلا من الحقيقة. َ

ويكاد يكون من المستحيل فصل اعمال بني موسى كلا على حدة، أو عن أعمال مساعديهم من أفذاذ العلماء الذين عملوا معهم . ولعل أهم ما خلفوه من ترجمات هو كتاب أرخميدس ( حول قياس الاشكال المسطحة والمستديرة ) الذي ترجمه جيراردو الكريموني إلى اللاتينية في القرن 12 الميلادي تحت اسم ( أقوال بني شاكر )، ودرسه أبرز رواد النهضة الاوربية مثل روجر بيكون . ولهم ايضا ( كتاب الحيل )، المسمى أحيانا ( حيل بني موسى ) والذي نقل اخيرا إلى الانجليزية. ويعتبر هذا الكتاب من اوائل الكتب التي ألفت بالعربية في علوم الحيل أو الميكانيكا ، ويضم حوالي مائة تركيب مختلف في الوسائل الميكانيكية . ولهم كذلك كتاب ( في مراكز الاثقال )، و( كتاب في القرسطون )، و( كتاب في قسمة الزاوية إلى ثلاثة اقسام ) ، و( كتاب في مساحة الاكر). َ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

علماء في رعاية الخليفة

طابع بريد ، يصور الأخوان بنو موسى ، سوريا ، 1996

عاشت أسرة بنو موسى في القرن الثالث الهجري، وتبدأ القصة من الأب الذي كان مقرَّبًا إلى الخليفة المأمون العباسي ، وأتقن علوم الرياضيات والفلك حيث اشتهر بحساباته الفلكية المتميزة. الجدير بالذكر هنا ما أورده المؤرخون من دور المأمون (ذلك الخليفة العالم) في التكوين العلمي لموسى بن شاكر الذي عُرف عنه قطع الطريق في بدايات حياته، إلا أن المأمون نجح في تحويل مسار حياته ليقطع أشواطًا في طريق العلم بدلاً من قطع طريق المارَّة!!..

ولم يتمكَّن موسى بن شاكر من مواصلة مسيرة العلم مع بنيه؛ إذ مات وهم صغار.. إلا أنه كان قد عهد بهم إلى المأمون رحمه الله، الذي يواصل القيام بدوره الفريد في احتضان العلماء ورعايتهم؛ فنراه يتبنى بالكامل بني موسى علميًّا وتربويًّا؛ فلقد تكفَّل بهم بعد وفاة أبيهم، وعهد بهم إلى عامله على بغداد "إسحق بن إبراهيم المصعبي" الذي كان – كما تشير الروايات التاريخية – يُسمي نفسه (خادمًا لأبناء موسى!!) من كثرة ما كان المأمون يوصيه بهم؛ فلقد كان المأمون لا يقطع السؤال عنهم كلما كتب إلى بغداد وهو في أسفاره وغزواته في بلاد الروم.

ولم يُخَيِّب إسحق بن إبراهيم رجاء الخليفة؛ فقد عهد بأبناء موسى إلى شخصية علمية بارزة في بغداد آنذاك وهو "يحيى بن أبي منصور" مدير بيت الحكمة ببغداد وأحد علماء الفلك، فنشأ الإخوة الثلاثة نشأة علمية خالصة في ذلك الصرح العلمي الضخم (بيت الحكمة) الذي كان يُعد محور العلم في الأرض دون منازع؛ إذ كان يعجُّ بالكتب والعلماء والآلات الغريبة النادرة... في هذا الجو المُشَبَّع بالعلم والمحتدم بالمناقشات الهامة بين العلماء نشأ هؤلاء الأطفال (بنو موسى) وترعرعوا؛ فلا عجب إذًا أن يصيروا فيما بعد من أساطين العلم والمعرفة في الحضارة الإسلامية..

أوقدت النشأة في بيت الحكمة – إذًا – شعلة العلم في عقول وقلوب الإخوة الثلاثة؛ فتعاونوا فيما بينهم في البحوث والدراسات؛ حتى نبغوا في الهندسة والرياضيات والفلك، وعلم الحيل (الميكانيكا) الذي عرفنا طرفًا من جهودهم فيه في مقال سابق.

وإذا كنا سنتوقف الآن أمام ظاهرة (بني موسى بن شاكر) التي لمعت في سماء الحضارة الإسلامية خلال القرن الثالث الهجري، وشكَّلت سبقًا للمسلمين في ميادين البحث العلمي الجماعي بكل ما يميزه من سمات وما ينتج عنه من ثمار.. إذا كنا سنتوقف أمام هذه الجماعة العلميَّة الفذَّة فإننا سنحاول النظر إليها من ثلاث زوايا: ملامح العمل الجماعي وإنجازاته، إلى جانب رصد ذلك السخاء المادي الفريد في الإنفاق على العلم ورعاية الباحثين، وأخيرًا تبنِّي الطاقات العلمية الناشئة كدليل على التجرُّد للعلم.. وكنوع من ردِّ الجميل للأمة التي أخرجتهم وللمجتمع الذي تعهَّدهم. [1]


العمل الجماعي

غلاف كتاب الحيل

يُعتبر مبدأ (التعاون العلمي) أو العمل كفريق بحث متكامل من أهم ما ميَّز عطاء "بني موسى" العلمي؛ فروح الفريق لا تُخطئها العين في أكثر أعمالهم على الصعيدين النظري أو التطبيقي.. ويُعتبر مؤَلَّفهم المسَمَّى: "كتاب معرفة مساحة الأشكال البسيطة والكرِّيَّة" والذي يُعد تطويرًا مهمًّا لكتابَيْ "أرشميدس" عن: (حساب مساحة الدائرة) وعن (الكرة والأسطوانة).. يُعتبر هذا الكتاب من أصدق الأدلة على روح الفريق التي تميَّز بها بنو موسى؛ فبدءًا من غلاف الكتاب يُطالعك التوقيع الجماعي لمؤلفيه: "بنو موسى بن شاكر".. وعبر سائر السطور والصفحات تستوقفك مرارًا عبارات من مثل: "وذلك ما أردناه.."، ".. وعلى ذلك المثال نبيِّن.."، "نريد أن نجد مقداريْن..." إلخ...

ومن بين ما يستوجب التأمل والإعجاب في كتاب بني موسى تلك الأمانة العلمية التي يتعمَّدون مراعاة لها الإشارة إلى ما ليس لهم من بين معلومات الكتاب.. يقول الإخوة الثلاثة: "فكل ما وصفناه في كتابنا فإنه من عملنا، إلا معرفة المحيط من القُطر فإنه من عمل أرشميدس، وإلا معرفة وضع مقدارين بين مقدارين لتتوالى على نسبة واحدة فإنه من عمل مانالاوس"..

وما كان لجهود هذا الفريق العلمي الراقي أن تذهب سُدًى.. بل إن سجِلَّ الحضارة العلميَّة الإسلاميَّة سجَّلت لفريق "بني موسى" إنجازات فريدة، لعلَّ على رأسها الإنجاز الأهمَّ والأخطر بالنسبة لهم خاصَّة، وبالنسبة لتاريخ العلم الإسلامي والعالمي على وجه العموم.. ألا وهو قياس محيط الأرض، وهي المهمة التي كلَّفهم بها الخليفة المأمون، وترأَّس الفريقَ القائمَ بها "محمدُ بنُ موسى بن شاكر" الأخ الأكبر والأشهر علميًّا وسياسيًّا، وضمَّ الفريق إلى جانب الأخَوَين: "أحمد والحسن" مجموعةً من الفلكيين والمسَّاحين (علماء المساحة).. والعجيب أن النتائج جاءت دقيقة إلى حدٍّ بعيد؛ فقد توصَّل الفريق إلى أن محيط الأرض يساوي (66 ميلاً عربيًّا) وهو ما يعادل (47.356 كم) لمدار الأرض، وهي نتيجة مقارِبة جدًّا للطول الحقيقي لمدار الأرض والذي عُرِف حديثًا وهو (40.000 كم) تقريبًا!!

ثمة إنجاز واضح أيضًا لفريق "بني موسى" كان له أكبر الأثر ليس على فروع الهندسة فقط بل على الحركة العلمية عمومًا.. وهو رعايتهم لحركة واسعة للترجمة والنقل من الثقافات واللغات الأخرى إلى العربية؛ فتروي المصادر أن فريقًا كبيرًا من المترجمين من مختلف أنحاء البلاد كانوا يعملون دون إبطاء في دار بني موسى التي أهداها لهم الخليفة المتوكِّل على مقربة من قصره في سامرَّاء.. ومن أبرز هؤلاء "حنين بن إسحق"، وابنه "إسحق بن حنين"، وابن أخيه "حبيش بن الحسن"، إلى جانب "ثابت بن قرَّة" الذي ترجم وحده عددًا هائلاً من الأعمال الفلكيَّة والرياضيَّة والطبِّيَّة لأشهر علماء اليونان مثل (إقليدس وأرخميدس وأفلاطون وأبوقراط..... وغيرهم).

سخاء فريد

لم يكن "بنو موسى" ينفقون الوقت والجهد فقط في سبيل العلم.. بل عُرِف عنهم إنفاق المال بسخاء قَلَّ نظيره إلا في أمة تعلم أنها تتعبَّد لربِّها بطلب العلم ورعاية رجاله، وأن الذين أوتوا العلم وُعِدوا الدرجات العلا من رضوان الله.. وسيأخذك العجب عندما تعلم أن بني موسى كانوا يوفِدون الرسل على نفقتهم الخاصَّة إلى الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة بحثًا عن المخطوطات العلمية النادرة، وكانوا يدفعون المبالغ الطائلة كأثمان لهذه المخطوطات النفيسة.. فضلاً عمَّا كانوا يدفعونه للمترجمين المنقطعين للنقل والترجمة، والذين تحدَّثنا عنهم منذ قليل.. حيث وصل راتب المترجم الواحد إلى خمسمائة دينار شهريًّا!!!

بنو موسى والسياسة

كان محمد بن موسى مهتما كثيرا بالسياسة، فقبل وفاة الخليفة المنتصر بالله العباسي ساعده محمد على أن يمنع أحمد بن المعتصم بالله العباسي، من تولي الخلافة وعمل على تعيين المستعين بالله ابن المنتصر بدلا منه. وفي زمن المستعين وأثناء حصار بغداد من قبل أخي الخليفة في عام 251هـ / 865 م، كلف عبد الله بن طاهر قائد جيش المستعين، محمد بن موسى بتقدير قوة جيش العدو. وعندما وقف المستعين في ذلك العام يخطب بالناس أثناء الاضطرابات في بغداد كان محمد بن موسى يقف مع آخرين إلى جانب الخليفة. وكان محمد بن موسى أحد الأشخاص الذين أرسلهم قائد الجيش عبد الله بن طاهر إلى الجيش الذي حاصر بغداد للتفاوض معه على شروط تنازل المستعين بالله عن الخلافة. ولعل أهم ما يم يز الأخوة الثلاثة أنهم كانوا متضامنين متكاتفين في حياتهم وفي أعمالهم وعلى الأخص العلمية منها، فأسندت الدولة إليهم مهام كبيرة، منها الإنشائية، والهندسية، كشق القنوات مثل: قناة عمود ابن منجم بالقرب من البصرة. [2]


وعندما أراد المتوكل شق قناة الجعفري كلف بني موسى بهذا العمل الذين كلفوا بدورهم أحمد بن كثير الفرغاني الذي ارتكب خطأ كبيرا في تحديد منسوب الماء في القناة ولذلك لم تكن هذه القناة تمتلئ بالماء للعمق المطلوب لأنها كانت أعلى من النهر.ولما وصل إلى سمع الخليفة أن في الإنشاء خطأ قرر أن يصلبهم على ضفة القناة إذا صح الخبر الذي سمعه. وعندما سمع بنو موسى بقرار الخليفة هرعوا إلى سند بن علي، وكان مهندسا بارعا، فاشترط عليهم، لكي يساعدهم أن يعيدوا كتب الكندي إليه، الذي كان صديقا لسند بن علي، وذلك لأن بني موسى كان بينهم وبين الكندي مشاحنات فَأَغْرَوْا به عند المتوكل واستولوا على مكتبته. وقد استجاب بنو موسى لهذا الشرط، وقال سند بأنه سوف يعلم الخليفة بأنه لا يوجد أي خطأ في حفر القناة لأن نهر دجلة كان في ذروة ارتفاعه ولن يستطيع أن يلحظ أحد الخطأ طيلة أربعة شهور. ولقد قتل المتوكل بعد شهرين ونجا بنو موسى من العقاب.

علاقتهم بالعلماء

وعلى الرغم من توتر العلاقة بين بني موسى والكندي إلا أن علاقتهم مع معظم علماء عصرهم كانت ودية. فكانوا يطيعون العلماء ويتدارسون معهم الأمور ويطلعونهم على أعمالهم العلمية. ولقد سخّر بنو موسى أموالهم لتطوير العلم وتشجيعه، فكانوا يرسلون الرسل إلى بلاد الروم لشراء الكتب بمبالغ كبيرة. بل إن محمد بن موسى كان يذهب بنفسه إلى آسيا الصغرى لشراء المخطوطات والكتب. وفي إحدى هذه الرحلات أحضر معه واحدا من الذين أصبحوا فيما بعد أشهر علماء الرياضات وهو ثابت بن قرة، الذي أقام في بيت محمد وتعلم في داره. كما كان لبني موسى دور فعال في حركة الترجمة التي اشتهرت في ذلك العصر، فكانوا يدفعون الكثير من أموالهم للمترجمين من أمثال حنين بن إسحاق.

الأعمال

لقد امتدت شهرة بني موسى عبر التاريخ وارتبطت أسماؤهم بالكثير من الإنجازات، من أهمها: بناؤهم مرصدا خاصا بهم، جهزوه بالآلات الدقيقة، وحسبوا عن طريقه الجداول الفلكية التي ظلت معتمدة لفترة طويلة. وكذلك اشتراكه م مع فَلَكِيِّي الخليفة المأمون في قياس درجة من خط نصف النهار لمعرفة محيط الأرض. ولكن أعظم إنجازاتهم التي ظلت باقية ووصلت إلينا هو كتاب الحيل الذي يمثل سبقا حقيقيا لهم في هذا المجال بين معاصريهم من العلماء.

تبنيهم لعلماء الغد

يبقى أن من أجَلِّ ما يُذْكَر عن "بني موسى" هو تبنِّيهم للعديد من المواهب العلميَّة الناشئة وتربيتها. بل وتولِّي مهمَّة إبرازها والتعريف بها. في تجرُّد ونُبل ونزاهة صنعتها روح الإسلام، بينما غابت عن محافل علميَّة مرموقة لا تعرف إلا الصراعات على الظهور والمناصب ونسبة العمل لهذا أو ذاك. فبينما يندر أن نجد عالمًا مُقَرَّبًا من دوائر الحكم وبارزًا في الدولة والمجتمع يُقْدم على تعريف الحاكم بتلميذ من تلامذته، وتقديمه له كأحد النوابغ الأفذاذ. بينما يندر ذلك إذا بنا نجد "محمد بن موسى بن شاكر" يلتقي في طريق العودة من إحدى رحلاته العلميَّة إلى بلاد اليونان بفتًى من أهل "حران" يُسمَّى "ثابت بن قرة". ولما كان يبدو على الفتى من مخايل النبوغ فقد اصطحبه "محمد بن موسى" معه إلى بغداد، وألحقه بداره ليطلب العلم. ثم عرَّف الخليفةَ المعتضد به، فقرَّبه الخليفة وقدَّمه على غيره. وأخذ نجم "ثابت بن قرَّة" يعلو حتى غدا من أبرز علماء الهندسة والفلك في الحضارة الإسلاميَّة، ووضع 150 مؤَلَّفًا عربيًّا، وعشرة مؤَلَّفات سريانية، إلى جانب جهوده في الترجمة.

كتاب الحيل

اخترع بنو موسى عدداً من الآلات ذاتية التشغيل والمعدات الميكانيكية، ووصفوا مائة من تلك المعدات في كتابهم كتاب الحيل. بعض هذه الاختراعات كان التالي:

كما اخترع بنو موسى "أقدم آلة موسيقية ميكانيكية معروفة"، وكانت في تلك الحالة أرغن يدار بالطاقة المائية الذي كان يستخدم أسطوانات تتبادل ذاتياً. وحسب تشارلز فاولر، فإن "الأسطوانة ذات الإبر المرفوعة على السطح تبقى الجهاز الأساسي لإنتاج وإعادة إنتاج الموسيقى بطريقة ميكانيكية حتى النصف الثاني من القرن التاسع العشر."[7] كما اخترع بنو موسى لاعب مزمار آلي يبدو أنه كان أول آلة قابلة للبرمجة.[5]

كتاب the motion of the orbs

In physics and astronomy, Muhammad ibn Musa was a pioneer of astrophysics and celestial mechanics. In the Book on the motion of the orbs, he was the first to discover that the heavenly bodies and celestial spheres were subject to the same laws of physics as Earth, unlike the ancients who believed that the celestial spheres followed their own set of physical laws different from that of Earth.[8]

Astral Motion and The Force of Attraction

في الميكانيكا والفلك، اكتشف محمد بن موسى، في كتابيه Astral Motion و The Force of Attraction، وجود قوة جذب بين الأجرام السماوية،[9] سابقاً بذلك قانون نيوتن للجاذبية العامة.[10]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

في الميكانيكا

أحمد (ح. 805) تخصص في الميكانيكا وصنف كتاباً في الأجهزة الهوائية أسماه On mechanics.

Premises of the book of conics

الأخ الأكبر، جعفر محمد، كتب تصحيحاً ناقداً لكتاب أپولونيوس' المسمى Conics، وقد سمى هذا التصحيح Premises of the book of conics.

The Book of the Measurement of Plane and Spherical Figures

أشهر الكتب الرياضية لبني موسى هو كتاب the Measurement of Plane and Spherical Figures, which considered similar problems as أرخميدس did in his On the Measurement of the Circle and On the Sphere and the Cylinder.

The elongated circular figure

الأخ الأصغر، الحسن (ح. 810)، تخصص في الجيومطريقا وكتب كتاباً عن القطع الناقص أسماه The elongated circular figure.

انظر أيضاً

ملاحظات

  1. ^ قصة الاسلام
  2. ^ موقع بيروت
  3. ^ أ ب ت Otto Mayr (1970), The Origins of Feedback Control, MIT Press
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Donald Routledge Hill, "Mechanical Engineering in the Medieval Near East", Scientific American, May 1991, pp. 64-9 (cf. Donald Routledge Hill, Mechanical Engineering)
  5. ^ أ ب ت Teun Koetsier (2001), "On the prehistory of programmable machines: musical automata, looms, calculators", Mechanism and Machine theory 36: 590-1 خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "Koetsier" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  6. ^ Ancient Discoveries, Episode 12: Machines of the East, History Channel, http://www.youtube.com/watch?v=n6gdknoXww8, retrieved on 2008-09-06 
  7. ^ Fowler, Charles B. (October 1967), "The Museum of Music: A History of Mechanical Instruments", Music Educators Journal 54 (2): 45–49, doi:10.2307/3391092 
  8. ^ George Saliba (1994). "Early Arabic Critique of Ptolemaic Cosmology: A Ninth-Century Text on the Motion of the Celestial Spheres", Journal for the History of Astronomy 25, p. 115-141 [116].
  9. ^ K. A. Waheed (1978). Islam and The Origins of Modern Science, p. 27. Islamic Publication Ltd., Lahore.
  10. ^ Robert Briffault (1938). The Making of Humanity, p. 191.

المصادر

  • O'Connor, John J.; Robertson, Edmund F., "Banu Musa brothers", MacTutor History of Mathematics archive 
  • Rashed, Roshdi (1996). Les Mathématiques Infinitésimales du IXe au XIe Siècle 1: Fondateurs et commentateurs: Banū Mūsā, Ibn Qurra, Ibn Sīnān, al-Khāzin, al-Qūhī, Ibn al-Samḥ, Ibn Hūd. London.{{cite book}}: CS1 maint: location missing publisher (link) Reviews: Seyyed Hossein Nasr (1998) in Isis 89 (1) pp. 112-113; Charles Burnett (1998) in Bulletin of the School of Oriental and African Studies, University of London 61 (2) p. 406.
  • O'Connor, John J.; Robertson, Edmund F., "Ahmad Banu Musa", MacTutor History of Mathematics archive 
  • Golden Age of Persia, Richard Nelson Frye, pp. 162-163.
  • D El-Dabbah, The geometrical treatise of the ninth-century Baghdad mathematicians Banu Musa (Russian), in History Methodology Natur. Sci., No. V, Math. Izdat. (Moscow, 1966), pp. 131-139.
  • O'Connor, John J.; Robertson, Edmund F., "al-Hasan Banu Musa", MacTutor History of Mathematics archive 
Crystal Clear app Community Help.png هذه بذرة مقالة عن حياة شخصية تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.