علم الوبائيات

(تم التحويل من عالم وبائيات)

علم الوبائيات Epidemiology هو دراسة توزيع الامراض أو الاحداث المتعلقة بالصحة في مجموعة بشرية محددة ودراسة العوامل المحددة لهذه الامراض أو الاحداث.

والوبائيات حقل من حقول الطب يدرس مختلف العوامل التي تؤثر في ظهور الأمراض، وتواترها، وطريقة انتشارها وتوزعها، وتطور سيرها، سواء أكان أساسها الفرد أم الوسط الذي يعيش فيه؛ كما يدرس الوسائل الضرورية للوقاية من هذه الأمراض. ولا يقتصر استعمال هذا المصطلح على الأمراض البشرية وحدها بل أصبح يستعمل أيضاً في دراسة العلاقات بين الحوادث البيولوجية وعوامل مختلفة أخرى، كأسلوب الحياة أو الوسط المحيط، والوسط الاجتماعي، والخصائص الفردية التي تؤثر في تواتر الأمراض وتوزعها وتطورها. كما يطبق أيضاً في عالمي الحيوان والنبات، فيقال الوبائيات البيطرية veterinary epi.. أو أمراض الحيوانات الوبائية epizootic، كما يقال في النباتات الوبائيات النباتية botanical epi.

وتعرَّف منظمة الصحة العالمية الوبائيات بأنها شعبة من العلوم الطبية تهتم بدراسة عوامل الوسط والعوامل الفردية وغيرها من العوامل المؤثرة على نحو ما في الصحة البشرية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التسمية

وكلمة علم الأوبئة "epidemiology" مشتقة من كلمة "epidemic" (التي تعني وباء)، المشتقة بدورها من المقطعين اليونانيَّين epi (بمعني بين) وdemos (بمعنى الناس). إن أوبئةً كسارس وهي تهاجم مجتمعًا سكانيًّا في مظهر غير معتاد لأحد الأمراض تتطلب أبحاثًا فورية، غير أن الأسلوب المتبع في البحث في هذه الحالة هو ذاته المطبق على جميع الأمراض بصفة عامة، سواء أكانت غير معتادة في نمطها أو في معدل تكرار الإصابة بها أم متواجدة بصورة دائمة في مجتمع سكاني ما؛ أي «متوطنة» فيه. في حقيقة الأمر، تُستخدم الوسائل نفسها في دراسة الأحداث الفسيولوجية الطبيعية مثل الإنجاب والحمل، والنمو الجسماني والعقلي داخل المجتمعات السكانية. وإيجازًا يمكن القول إن «علم الأوبئة هو علم يدرس الصحة والمرض داخل المجتمعات السكانية.» فالجانب السكاني يعد السمة المميزة لعلم الأوبئة، في حين أن الصحة والمرض يتم بحثهما على مستويات أخرى كذلك. والحقيقة أنه عندما يشار إلى «الطب»، دونما تحديد، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن الطب الإكلينيكي الذي يتعامل مع الصحة والمرض لدى «الأفراد». وربما مرت بمخيلتنا كذلك صور العلماء في المعامل وهم يجرون تجاربهم البيولوجية، التي ربما تترجم نتائجها، حسبما نأمل، إلى ابتكارات تشخيصية أو علاجية يجري تطبيقها في مجال الطب الإكلينيكي. في المقابل، نجد أن البعد السكاني للصحة والمرض، ومعه علم الأوبئة، أقل وضوحًا في أذهان معظم الناس.

لقد اقتصر الأخذ بمصطلح وباء epidemia في أوائل القرن العشرين على الأمراض الخمجية المُعدية؛ الأمر الذي يبين حقيقة تاريخية لما اجتاح العالم من أمراض كالجدري والهيضة (الكوليرا) والطاعون وغيرها.

أما في العصر الحاضر فإن ما يصيب أكبرَ عدد من الأفراد في زمن واحد لا يقتصر على الأمراض الخمجية بل يتعداها في أحيان كثيرة إلى أمراض تنشأ من العوز كالرخد rachitis الذي ينجم عن اضطراب استقلاب الفسفور والكلسيوم نتيجة عوز الفيتامين D، والكواشيوركور Kwashiorkor وسببه عوز البروتين الحيواني، أو تنجم عن الانسمام intoxication كالتسمم بالرصاص الذي يظهر بين عمال مناجم الرصاص، أو عن أسباب غيرها كانتشار الأورام بين السكان الذين يعيشون قرب مدافن النفايات المُشعّة، حتى راحت بعض المعجمات الطبية تعرّف الوبائيات بأنها ذاك الفرع من العلوم الطبية الذي يدرس العوامل البيئية ecologic والفردية وغيرها التي تسبب أمراضاً. لكن هذا التعريف ليس كافياً اليوم.


التاريخ

ظهرت المقدِّمات الواضحة لعلم الأوبئة المعاصر منذ أكثر من ألفي عام مضت. لا تقدم لنا كتابات الطبيب الإغريقي العظيم أبقراط (الذي عاش تقريبًا في الفترة من ٤٧٠ إلى ٤٠٠ قبل الميلاد) أولى الأوصاف المعروفة والدقيقة والمتكاملة لأمراض مثل التيتانوس، والتيفوس، والسل (الذي صار الآن يعرف باسم الدرن الرئوي) فحسب، وإنما تكشف كذلك عن منهج يقوم على الإدراك والملاحظة في فهم أسباب الأمراض. لم يكن أبقراط — مثله مثل علماء الأوبئة المعاصرين — يحصر رؤيته في الطب والمرض في مرضاه، وإنما كان يعتبر الصحة والمرض متوقفين على سياق واسع من العوامل البيئية والمتعلقة بأسلوب الحياة.

يقول أبقراط: على من يرغب في البحث الصحيح في عالم الطب أن يفعل ما يلي: ينظر بعين الاعتبار في المقام الأول إلى فصول السنة، والآثار التي يحدثها كلٌّ منها؛ ثم بعدها إلى الرياح، الساخنة والباردة، لا سيما تلك الشائعة في كافة الأمصار والبلدان، ثم إلى تلك الخاصة بكل موضع من العالم على حدة. وعلى ذات الوتيرة، عندما يفد غريب على مدينة ما، فإن عليه أن يتفكر في وضعها، وموقعها بالنسبة للرياح وشروق الشمس؛ إذ إن تأثير هذا لا يكون واحدًا إذا كانت تقع في الشمال أو في الجنوب، أو في اتجاه شروق الشمس أو غروبها. وعلى المرء أن يتفكر بمزيد من الانتباه في المياه التي يستخدمها سكان المدينة؛ وهل هي مياه مستنقعات ويسِرة، أم عسِرة وتجري من مواضع مرتفعة وصخرية، ثم هل هي ملحية وغير صالحة للطهي أم لا؛ وفي الأرض، إن كانت جرداء وتفتقر إلى المياه، أو مكسوة بالأشجار ومروية جيدًا، وهل تقع في موضع منخفض ومحصور، أم مرتفع وبارد؛ والأسلوب الذي يعيش به السكان، والأنشطة التي يمارسونها، وهل هم مغرمون بالشراب وشرهون للطعام، وهل يركنون إلى الكسل، أم أنهم مغرمون بالتريض والعمل الشاق.[1]

مرت عدة قرون قبل أن ينتقل علم الأوبئة من مرحلة الملاحظة والتبصُّر إلى التحليل والوصف الكمِّي للأمراض على مستوى المجتمعات السكانية. كانت المقدمة الضرورية لذلك تلك الثورة التي حدثت في ميدان العلوم، والتي بدأها العالم جاليليو جاليلي (١٥٦٤–١٦٤٢)، الذي جمع لأول مرة جمعًا منهجيًّا بين ملاحظة الظواهر الطبيعية وقياسها من خلال تجارب صُمِّمت بهدف استكشاف القوانين الأساسية المتحكمة فيها، والقابلة للتعبير عنها في صورة صيغ رياضية (على سبيل المثال، قانون التسارع في السقوط الحر للأجسام). وكان عمل جون جرونت (١٦٢٠–١٦٧٤) — وهو عالم معاصر لجاليلي وإن كان أصغر سنًّا منه — مثالًا جديرًا بالإعجاب على وجود مناخ فكري عام مشجع على الجمع الدقيق والتحليلات الكمية للبيانات حول الظواهر الطبيعية. ففي كتابه «ملاحظات طبيعية وسياسية حول شهادات الوفاة»، يستعين جرانت بوسائل بسيطة (بمعاييرنا الآن) وإن كانت رياضية بالغة الدقة في تحليل معدلات الوفيات بين سكان لندن، وشمل ذلك مقارنات بين الرجال والنساء، وتصنيفًا حسب نوع المرض (إن كان حادًّا أم مزمنًا). بعدها صار التقدم في علم الأوبئة ممكنًا بسبب تطورين اثنين

  • أولهما: التوسع في جمع البيانات عن حجم وتكوين المجتمعات السكانية من حيث العمر والجنس، وعن الأحداث المحورية مثل حالات الولادة والوفيات.
  • وثانيهما: التطورات التي حدثت في الأدوات الرياضية التي تتعامل مع المصادفة والاحتمالات، والتي كان منشؤها في البداية ألعاب الورق والنرد، التي سرعان ما اعتُبِرت قابلة للتطبيق أيضًا على الأحداث الطبيعية كالميلاد والوفاة.

بحلول أوائل القرن التاسع عشر، كانت معظم المبادئ والأفكار الموجِّهة لعلم الأوبئة المعاصر قد وضعت بالفعل، مثلما يبدو لأول وهلة عندما ننظر في التطورات اللاحقة التي حدثت في هذا العلم.

بيير شارل لوي

في فرنسا، كان بيير-شارل ألكسندر لُوِي أول من وضع القاعدة الأساسية التي تقول إن تأثير أي علاج نافع مرتقب، أو أية مادة سامة، لا يمكن تقييمه إلا بالمقارنة بين أشخاص قريبي الشبه بعضهم ببعض تلقوه وبين آخرين لم يتلقوه. واستخدم لوي «أسلوبه الرقمي» في الحصول على أدلة إحصائية على أن الأسلوب العلاجي الذي كان شائعًا وقتئذٍ — وهو الفصد — لم يكن فعالًا، بل ويشكل خطورة إذا ما قورن بعدم تلقي علاج على الإطلاق. وفي لندن، ألقى بحث أجراه جون سنو الضوء على فكرة أن التحليلات الوبائية المتعمقة والخاصة بحدوث المرض من الممكن أن تمدنا بقدر كافٍ من المعرفة يمكِّننا من اتخاذ تدابير وقائية منه، حتى مع تجاهل العوامل المسببة والمحدَّدة على المستوى المجهري. وفي منتصف القرن التاسع عشر تقريبًا، أجرى سنو أبحاثًا عبقرية أثناء حالات تفشي الكوليرا أدت إلى تحديد سبب المرض متمثلًا في شرب المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي. وسمح هذا باتخاذ تدابير للنظافة والصحة العامة للحيلولة دون حدوث تلوث دون معرفة محددة بالعنصر الضار الذي تحمله مياه الصرف الصحي.

جون سنو

وتبين أن ذلك العامل — الذي اكتُشِف بعدها بنحو عشرين عامًا — هو نوع من البكتيريا (يسمى فيبريو كوليرا) يخرج مع براز مرضى الكوليرا وينتشر عبر شبكات الصرف الصحي. وفي ألمانيا، روَّج رودولف فيرشو بقوة أثناء النصف الثاني من القرن نفسه لمفهوم أن الطب والصحة العامة ليسا فقط من علوم الطب الحيوي وإنما أيضًا من العلوم الاجتماعية التطبيقية. وفي اتفاق مع هذه الفكرة، تباينت دراساته ما بين الدراسات المتعلقة بعلم الأمراض — حيث ينظر إليه باعتباره مؤسس علم الأمراض الخلوية — إلى أبحاثه الوبائية المدعمة بعمليات بحث اجتماعية. أما في الولايات المتحدة، فقد أوضحت أبحاث جوزيف جولدبرجر أن علم الأوبئة يمكنه تحديد كلٍّ من العوامل المعدية وغير المعدية باعتبارها الأصول المحتملة للمرض. وخلال العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين، بحث جولدبرجر مرض البلاجرا، وهو مرض عصبي خطير متوطن في مناطق عدة من الأمريكتين وأوروبا، حيث توصل إلى استنتاج أن المرض لا يحدث نتيجة عامل مُعدٍ مثلما يعتقد معظم الناس، وإنما بسبب سوء التغذية، ونقص فيتامين معين (تم تحديده كيميائيًّا فيما بعد وسُمي فيتامين بي٣ أو النياسين). وعلى مدار سنوات هذا القرن ما بين لوي إلى جولدبرجر — بل وطوال التاريخ بأسره حتى يومنا هذا — حصل علم الأوبئة على دعم كبير من التطورات التي حدثت في علم مرتبط به وهو علم الإحصاء، الذي يعد أحد المكونات الرئيسية لأي أبحاث وبائية.

رودولف فيرشو

[2]

Original map by John Snow showing the clusters of cholera cases in the London epidemic of 1854

الوظيفة

الاستدلال السببي

لا تظهر الأوبئة مصادفة؛ إذ إنها ترتبط بظروف بيئية تتصف بخلل طرأ عليها في وقت ما، وحدث بين العامل الممرض والمضيف (الثوي) بوجود وسيلة انتقال ملائمة.

فالعوامل الضرورية لظهور وباء واسـتمراره هي:

1ـ وجود سبب مُمرِض بقدر كاف.

2ـ توافر أفراد يتصفون باستعدادهم للإصابة وتعّرضهم لهذا العامل أو السبب.

3ـ إتاحة طريقة ملائمة لانتقال العامل (أو السبب) المُمرِض إلى الأفراد القابلين للإصابة. وهناك طريقان أساسيان لانتقال العامل المسبب، أولهما انتقال المرض من إنسان إلى آخر بالطريق المباشـر كانتقال السل بالطريق الهوائي، وثانيهما انتقاله بوسـاطة ناقل كالأيدي أو الأدوات الملوثة أو الحشرات.

4ـ الانتقال عن طريق مسـتودع مشـترك كتناول أطعمة ملوثة من مصدر واحد أو أطعمة تنقصها مواد معينة.

تستدعي مراقبة الوباء والسـيطرة عليه دراسةَ العواملِ التي ترتبط بالمضيف وبالمحيط. وهذه المعارف ضرورية لإيقاف الوباء. وتتم إما بالقضاء على مسـتودعاته، وإما بإنقاص قابلية تقبّل المضيف له بإعطائه المادة الناقصة منه (دواء واقياً أو مقاوماً)، أو بالحد من طُرق الانتقال باتباع الوسـائل الصحية.

معايير برادفورد هيل

التفسير القانوني

الدراسة الوبائية

للقيام بدراسة وبائية يتمّ انتقاء مجموعة من جمهرة بشرية يتشارك أفرادها في صفات معينة كالعرق، والجنس (مذكر أو مؤنث)، والعمر، والمهنة، والمستوى الاجتماعي والوضع العائلي.

وتهدف الدراسة إلى تحديد وقوع incidence اضطراب معين (أي عدد الحالات الحديثة التي تظهر كل أسبوع أو كل شهر أو كل عام)، وانتشاره prevalence (أي عدد الأفراد المصابين بالاضطراب الذي يتم درسه)، والعلاقات الممكنة بين معْير criterion محدّدٍ (كالعمر أو المهنة أو الكحولية أو غير ذلك) والآفة. وتُكرّر المشاهدات خلال أزمنة منتظمة لمعرفة ما إذا حدثت تغييرات. وتتيح النتائج وضع إحصائيات.

وتتطلب الدراسة الوبائية المقارنة أخذ مجموعتين من الأفراد، إحداهما تحمل صفة تتدخل في المرض الذي تتم دراسته (كالتدخين في حالة دراسة أثره في سرطان الرئة)، في حين لا تملك المجموعة الثانية هذه الصفة (أي أفرادها من غير المدخنين). تشترك المجموعتان في صفات معينة كالعمر والجنس والوسط الاجتماعي والمهني وغيرها.

ويكشف الاستقصاء investigation الوبائي الموجَّه الأسباب الخفية لظهور مرض ما. أما الشروط التي تساعد على انتشاره فهي سيرورة شديدة التعقيد تدفع إلى الاستعانة بكل وسائل التشخيص السريرية والبيولوجية، كما تدعو إلى معرفة العوامل البيئية والاجتماعية. ولا يقتصر العمل في الوبائيات حالياً على مشاهدة الحوادث المرضية، بل لابد من إجراء دراسات مقارنة. وتزداد الدراسة المقارنة اتساعاً وكبراً، حتى أصبحت تشمل التحليل الإحصائي، وتستفيد من المعطيات الوبائية التي يتم جمعها من المرضى والمخبر، كما أنها تستعمل كل ما يلفت الانتباه إلى ما يؤلف عامل خطورة. وتُظهِر الدراسةُ الوبائية حالياً مبلغَ تعقيد المشكلة أحياناً. ففي دراسة وبائية إحصائية أجراها الياباني كوباياشي Kobayashi عام 1957 لفت الانتباه إلى وجود علاقة مباشرة بين النزيف الدماغي وحموضة الماء الذي يجري في أنابيب جرّ المياه بعد انتشار هذا النزيف في أمكنة عدة في اليابان. فمثل هذا الاستقصاء كان عسيراً إعادة القيام به للتحقق من نتائجه في بعض البلاد كالولايات المتحدة، لأن مياهها تعالج بإضافة الصود soude وحمض الفحم ac. carbonic. كما درس شرودر Schroeder عام 1959 تأثير احتواء الماء على ثاني فحمات الكلسيوم ca.bicarbonate، فتوصّل إلى أن هناك ارتباطاً عكسياً بين هذه المادة وبين انتشار الأمراض القلبية الوعائية ولاسيما الطوارئ الوعائية الدماغية والأمراض الإكليلية. وقد تأكدت هذه النتيجة في بريطانيا. ووجد أندرسون Anderson في كندا أن عامل الماء لا يزيد من نسبة الوفيات العامة بالأمراض الإقفارية ischemic، بل يزيد من نسبة الموت المفاجئ فقط. ولكن في عام 1969 برهن شرودر وكنيزادا Kanisada أن العامل المُسبّب لانتشار الموت المفاجئ هو الكدميوم cadmium المقرون بالنحاس في أنابيب جر المياه المصنوعة من حديد.

الوبائيات والأمراض الخمجية

يدعو تطور مفهوم كلمة «وباء» إلى التوقف عند ما يكتنف هذه الكلمة من فقدان الدقة أحياناً. فحينما تستعمل هذه الكلمة في مجال الانتحار وإدمان المخدرات، وغيرهما، هناك هامش كبير للفرضيات كالقول بعوامل مؤهبة متعددة كالعوامل الوراثية والاجتماعية وما إلى ذلك. ولهذا اقترح بعض الباحثين الاقتصار في استعمال كلمة «وباء» على الآفات الُمعْدية؛ وهي بهذا تعني زيادة الحوادث المرضية وتضاعفها بالعدوى بين البشر فحسب وتشمل الأمراض المنتقلة transmissible كلها.

أما فيما يتصل بالأمراض التي تنتقل بوساطة ناقل ما، أي ما يتيح انتقال العامل الممرض من المصاب إلى آخر سويّ معافى فإن الطرق البيئية تسمح بتنسيق العوامل الحية وغير الحية للوسط وتقوم بدور في تثبيت البؤر الطبيعية. إن الوبائيات البيئية ذات شُعَبٍ عديدة تسمح بمعرفة نقاط الضعف في سلسلة وبائية ما وبالتالي وضع برنامج وقائي مفيد.

 	مساحة جغرافية محددة 	زمن محدد

الوباء نعم نعم التوطن نعم لا الجائحة لا نعم

لابد قبل معرفة العلاقة بين الوباء والمرض الخمجي من إيضاح بعض المصطلحات.

يقصد بالخمج infection اجتياح حيّ مجهري microbe للعضوية. فإذا كان هذا ممرضاً نتج منه مرض خمجي. وإذا بقي المرض بقاءً شبه مستمر أو عاود الظهور في أزمنة متفاوتة سمي مرضاً متوطناً endemic كما هو الأمر في الحمى التيفية في بعض البلاد. وإذا أصاب المرض عدداً كبيراً من الأفراد في منطقة واسعة محددة تخضع لتأثيرات متماثلة، أو ظهر على نحوٍ متقطعٍ وكان انتشاره سريعاً كالطاعون سمي وباء epidemic. ولكن إذا انتشر المرض الخمجي فأصاب معظم السكان في منطقة شديدة الاتساع أو العالم كله سمي جائحة pandemic، كما هو الأمر في جائحة النزلة الوافدة influenza سنة 1918 و1957 و1968.

وإذا انتقل المرض الخمجي من إنسان مصاب إلى إنسان آخر سويّ ـ سواء أحدث ذلك بالطريق المباشر أم غير المباشر- سمي المرض مُعدياً contagious، وهو مصطلح يختص به البشر وحدهم.

ويعرَّف المرض المنتقل أو الساري transmissible بأنه المرض الخمجي الذي ينتقل من أداة أو نبات أو حيوان أو إنسان إلى آخر.

وهناك المرض الحيواني المصدر zoonosis الذي يصيب البشر، كالداء الببغائي psittacosis الذي ينتقل من الببغاوات إلى الإنسان، والجمرة carbuncle التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان.

ولابد من التمييز بين الأمراض الوبائية التي تنتقل من إنسان إلى آخر، كالحمى التيفية، وبين الأمراض الوبائية التي لا تنتقل من إنسان إلى آخر، كتلك التي تنجم عن عوز deficiency مادة ما..[3]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

Advocacy

الإدارة القائمة على صحة السكان

أنواع الدراسات

تسلسل الحالة

دراسات مراقبة حالة

..... Cases Controls
Exposed A B
Unexposed C D

Cohort studies

..... Case Non case Total
Exposed A B (A+B)
Unexposed C D (C+D)

Outbreak investigation

الصلاحية : الدقة والتحيز

الخطأ العشوائي

الخطأ المنهجي

ثلاثة أنواع من التحيز

اختيار التحيز
التفنيد
معلومات التحيز

المجلات


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المناطق

انظر أيضاً

المصادر

الهوامش

  1. ^ أبقراط، «الأهوية والمياه والأماكن»
  2. ^ علم الأوبئة: مقدمة قصيرة جدًّا، رودولفو ساراتشي، ترجمة: أسامة فاروق حسن، مراجعة: مصطفى محمد فؤاد
  3. ^ الوبائيات, الموسوعة العربية

قائمة المراجع

  • Clayton, David and Michael Hills (1993) Statistical Models in Epidemiology Oxford University Press. ISBN 0-19-852221-5
  • Last JM (2001). "A dictionary of epidemiology", 4th edn, Oxford: Oxford University Press. 5th. edn (2008), edited by Miquel Porta [2]
  • Morabia, Alfredo. ed. (2004) A History of Epidemiologic Methods and Concepts. Basel, Birkhauser Verlag. Part I. [3] [4]
  • Smetanin P., Kobak P., Moyer C., Maley O (2005) "The Risk Management of Tobacco Control Research Policy Programs" The World Conference on Tobacco OR Health Conference, July 12–15, 2006 in Washington DC.
  • Szklo MM & Nieto FJ (2002). "Epidemiology: beyond the basics", Aspen Publishers, Inc.
  • Rothman, Kenneth, Sander Greenland and Timothy Lash (2008). "Modern Epidemiology", 3rd Edition, Lippincott Williams & Wilkins. ISBN 0781755646, ISBN 978-0781755641
  • Rothman, Kenneth (2002). "Epidemiology. An introduction", Oxford University Press. ISBN 0195135547, ISBN 978-0195135541

وصلات خارجية

قالب:Topics in epidemiology