جامع النوري (الموصل)

Biqs
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال
Disambig RTL.svg هذه المقالة عن جامع النوري الكبير. لرؤية صفحة توضيحية بمقالات ذات عناوين مشابهة، انظر جامع الموصل الكبير.


جامع النوري
Al-Hadba.jpg
مئذنة الحدباء
الدين
الارتباطالإسلام
الزعامةنور الدين زنكي
سنة البدء1172-73
الموقع
الموقعالموصل
العمارة
المعماريابراهيم الموصلي
النمط المعماريالعمارة السلجوقية
اكتمل566 هـ الموافق 1170م
المواصفات
المآذن5
ارتفاع المئذنة45 متر
الموادالجص والحلان والرخام المهندم والحجارة

الجامع النوري أو الجامع الكبير أو جامع النوري الكبير هو جامع تاريخي يقع في الساحل الأيمن (الغربي) للموصل. وتسمى المنطقة المحيطة بالجامع محلة الجامع الكبير.

بناه نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري أي أن عمره يناهز التسعة قرون. يُعتبر الجامع ثاني جامع يبنى في الموصل بعد الجامع الأموي. أعيد إعماره عدة مرات كانت آخرها عام 1363هـ (1944م).

يشتهر الجامع بمنارته المحدَّبة نحو الشرق، وهي الجزء الوحيد المتبقي في مكانه من البناء الأصلي. عادة ما تقرن كلمة الحدباء مع الموصل وتعد المنارة أحد أبرز الآثار التاريخية في المدينة. تتهدد المئذنة بسبب إهمالها بالانهيار، وكانت هناك عدة محاولات لإصلاحها من قبل وزارة السياحة والآثار العراقية، إلا أن هذه المحاولات لم تكن بالمستوى المطلوب. ما زالت المئذنة بحالة خطرة وعلى شفا الانهيار.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخ الجامع

بناء الجامع

يعود تاريخ هذا الجامع إلى العهد الزنكي[هامش 1]، وتحديداً إلى فترة تولي سيف الدين غازي الثاني بن مودود زمام الحكم في الموصل. فقد حكم البلدة لفترة وجيزة من 565 إلى 576هـ (1170-1180م).[1] وقد كان سيف الدين ضعيف الإرادة، مغلوباً على أمره، وقيل أن وزيره فخر الدين عبد المسيح كانت بيده السلطة الحقيقية ولم يكن لسيف الدين سوى الاسم. ضاق هذا الأمر على بردابكي نور الدين (وهو ابن أخ سيف الدين الثاني) فتوجه إلى الموصل واحتلها بلا مقاومة 566هـ.[2]

مكث نور الدين في الموصل أربعة وعشرين يوماً، وخلال هذه الفترة قام بإصلاحات منها تخفيف الضرائب. رأى نور الدين في هذه الفترة ما يُعانيه المصلون من ضيق الجامع، فلم يكن بها جامع يُجمع به سوى الجامع الأموي، ولكن سكان البلدة ازدادوا ورأى بذلك حاجتها إلى جامع جديد.

سأل نور الدين أهل الموصل عن إمكانيَّة بناء جامع، فنصحه أهل الموصل عن خربة في وسط الأسواق، والتي مع وسعها وموقعها الجيّد لم يجسر أحد على عمارتها، وعللوا هذا بأن كل من يعمر في هذه البقعة يذهب عمره ولم يتم مراجه. لم يُبالي نور الدين بما قاله أهل البلدة، ولذا اتخذ قراره بأن يَبني بها جامعاً كبيراً، وأيده بهذا شيخه معين الدولة عمر بن محمد الملاء وأشار عليه بشراء الخربة وبناء جامعٍ فيها، فركب نور الدين بنفسه إلى محل الخربة، وصعد منارة مسجد أبي حاضر فأشرف منها على الخربة، وأضاف إليها ما يجاورها من الدور والحوانيت على أن يدفع تعويضات لأصحابها.[3]

ووكل نور الدين شيخه معين الدولة عمر بن محمد الملاء بأمر بناء الجامع.[هامش 2][4] شكك بعض أتباع نور الدين في مدى أهلية الشيخ لتولي زمام إدارة البناء، فقالو له «إن هذا الرجل لا يصلح لمثل هذا العمل» فرد عليهم نور الدين «إذا وليت العمل بعض أصحابي من الأجناد أو الكتاب، أعلم أنه يظلم في بعض الأوقات، ولا يُبنى الجامع بظلم رجل مسلم، وإذا وليت هذا الشيخ، غلب على ظني أنه لا يظلم، فإذا ظلم كان الإثم عليه لا علي».

باشر الشيخ عمر ببناء الجامع سنة 566 هـ فابتاع الخربة من أصحابها، بعد أن اشتراها بأوفر الأثمان، وكان يملأ تنانير الجص بنفسه، وبقي يشتغل في عمارة الجامع ثلاث سنوات، إلى أن انتهى منه سنة 568هـ.[5]

بعد أن فرغ من عمارة الجامع، رأى من المستحسن أن يبني به مدرسة، وعرفت فيما بعد بمدرسة الجامع النوري. يقول ابن كثير في البداية والنهاية أن أول مدرس في المدرسة كان أبي بكر البرقاني تلميذ محمد بن يحيى تلميذ الغزالي.[6] في حين تذكر مصادر أخرى أنه عماد الدين أبو بكر النوقاني الشافعي وأنه تباحث مع ابن شداد.[7][8]

وكان نور الدين قد رجع إلى الموصل سنة 568هـ وصلى في جامعه، بعد أن فرشه بالبسط والحصران، وعين له مؤذنين وخدما وقومة ورتب له ما يلزمه.

كان للجامع عدة أوقاف منها "العقر الحميدية" و"قيسارية الجامع النوري" و"أرض خبرات الجمس".

تكلفة بناء الجامع غير معروفة ولكن تتراوح التقديرات بين وستين ألف دينار وثلثمائة ألف دينار. ويذكر ان في زيارة نور الدين الثانية (568هـ) للموصل كان جالسا على دجلة وجاءه اليه شيخه معين الدولة وقدم إليه دفاتر الخرج وقال له «يا مولانا، أشتهي أن تنظر فيها» فقال له نور الدين «ياشيخ، عملنا هذا لله، فدع الحساب ليوم الحساب» وأخذ الدفاتر ورماها في دجلة.[8]

العصور الوسطى إلى العصر الحديث

صورة للجامع عام ١٩٣٢م. هذا البناء دُمر ولم تبقى سوى المئذنة.

وبعد الاحتلال المغولى للموصل لاقى هذا الجامع كغيره الكثير من الإهمال والتخريب، ودُمرت الموصل تدميرا شبه كاملا.[9] سنة 1146هـ تولى حسين باشا الجليلي ولاية الموصل، وفي عام 1150هـ انتشر في المدينة طاعون شديد مات فيه الكثير من اهلها وفي نفس السنة أعيد إعمار وتنظيف الجامع.[10]

في القرن الثالث عشر الهجرى حاول محمد بن الملا جرجيس القادري النوري ترميم الجامع. اتخذ له في الجامع تكية عام 1281هـ[11] وتوفي عام 1305هـ.[12]

قام المشتشرق الألماني ارنست هرتسفلد بدراسة عن الجامع في أوائل القرن العشرين وقال ان ما بقي في تلك الفترة من الجامع لا يعود كله إلى إلى فترة نور الدين فقط، بل انه كان بالأصل مبني فوق مسجد بناه سيف الدين غازي الأول عام 543هـ والتي كانت بدورها اصلا مبنية على ضريح، وهناك من قال ان بناء الجامع بدا قبل مجيء نور الدين إلى الموصل بعشرين سنة وانه لم يامر بإنشاء الجامع ولكنه اشرف فقط على إتمام بنائه، وان رواية ابن الأثير مفبركة بهدف اظهار نور الدين وشيخه الملاء باحسن وجه.[13] ويقال أيضا أن الجامع بنى على كنيسة تسمى كنيسة الأربعين شهيد والتي بنيت على ارض كانت سابقا كنيسة القديس بولس.[14] شكك الديوه جي في هذه الأراء معتمدا بالأساس على نصوص ابن الأثير[هامش 3] في هذا الموضوع، والذي كان والده مسؤول رفيع المستوى لدى الزنكيون في الموصل.[15]

مع مرور الزمن تدهورت حالة الجامع، فقد قال تحسين علي في مذكراته انه لم صار متصرف للموصل عام 1358هـ (1939م) كان الجامع «مهدما ومهجورا لا يصلح لاقامة الصلاة» وأنه في نفس العام زار الموصل مدير الأوقاف العام وذكر له حال الجامع وما يحتاجه من صيانة، وطلب منه تخصيص مبلغ لهذا الغرض فوافق وشكلت لجنة للعمل على الموضوع. ولكن المدير استبدل بعدها بفترة وخلفه سحب هذه المنحة وبقي الجامع على حاله. تدخلت بعدها مديرية الأوقاف العامة ووعدت بمبلغ من المال. أشرف مصطفى الصابونجي على البناء حيث تم توسيعه واستخدم في البناء الجديد الرخام وبنى فيه أربع منائر أخرى على حسابه الشخصي، وكان هذا عام عام 1363هـ (1944م).[16][17]

من أقوال الرحالة

محلة الجامع الكبير عام ١٩٣٢م.

كتب الرحالة الذين وصلوا الموصل عن الجامع، فقد قال ياقوت الحموي في معجمه في باب ذكر الموصل: «وسورها يشتمل على جامعين، تقام فيهما الجمعة، احدهما بناه نور الدين محمود وهو في وسط السوق، وهو طريق للذاهب والجائي، مليح كبير».[18] ذكره أبو شامة المقدسي قائلا: «إليه النهاية في الحسن والاتقان».[8]

وذكره أيضا ابن جبير في رحلته، حيث قال «وللمدينة جامعان: أحدهما جديد، والآخر من عهد بني أمية. ويجمع في هذين الجامعين القديم والحديث، ويجمع أيضاً في جامع الربض».[19] ويقصد بالجديد الجامع النوري حيث قضى في الموصل أربعة ايام من 22 إلى 26 صفر 580هـ (4-8 يونيو/حزيران 1184م).[20] وفي رحلته قال ابن بطوطة «وبداخل المدينة جامعان أحدهما قديم والآخر حديث وفي صحن الحديث منهما قبة في داخلها خصة رخام مثمنة مرتفعة على سارية رخام يخرج منها الماء بقوة وانزعاج فيرتفع مقدار القامة ثم ينعكس فيكون له مرأى حسن.»[21] وقد يقصد بالحديث الجامع النوري.[22]

وذكرها ايضا الرحالة الأجانب ومنهم جيمس سلك بكنغهام والذي زار المنطقة في بداية القرن التاسع عشر، وقال ان الجامع «كان سابقا كبيرا وجميلا، لكنها الان مدمرة بالكامل».[23]

الطراز المعماري

شهدت الموصل نهضة عمرانية واسعة بعد مجيء نور الدين زنكي الى المدينة، والعماير من العهد الزنكي لها طراز فريد. لم يبقى من البناء الاصلي للجامع سوى المنارة والمحراب وبعض الزخارف الجبسية. المحراب جيء به من جامع اخر، وما زال محفوظ في متحف القصر العباسي ببغداد. تأثرت عمارة المآذن في الجزيرة بالمعمار الفارسي (السلجوقي تحديدا) ولكن اخذت طابعا خاصا محليا ويمكن مشاهدة ذلك في المدن القريبة للموصل كأربيل وماردين وسنجار.[24]

منارة الحدباء

المنارة المظفرية في أربيل. المنارة بنيت على نمط الحدباء ويلاحظ تاثيرها في البناء وخاصة في النقوش وتصميم السلالم الداخلية.
صورة للمنارة عام ١٩٣٢م. درجة الإحتداب ازدات منذ تلك الفترة وتزداد تدريجياً سنة بعد سنة.

يشتهر الجامع بمنارته المائلة والتي تسمى غالبا منارة الحدباء وسابقا المنارة الطويلة وتعتبر أعلى منارة في العراق.[25] وكلمة الحدباء هي احد القاب الموصل وقيل ان هذا اللقب ياتى من اسم المنارة.[هامش 4] صورة المنارة مطبوعة على الدينار العراقي الجديد من فئة عشرة آلاف دينار.[26][27]

الراجح ان سبب انحنائه نحو الشرق هو الريح السائدة الغربية في الموصل، حيث تؤثر هذه الرياح على الاجر والجص المبنية منه هذه المنارة فأدت إلى ميلانها إلى جهة الشرق.[28] تفسير آخر يقول ان إبراهيم الموصلي تعمد هذا الميلان لكي يقلل من الخسائر في حال سقوطها، لانه غرب المنارة كان (وما يزال) هناك بيوتا كثيرة ولكن إذا سقطت نحو الشرق ستقع على صحن الجامع وتقلل الخسائر. المنارة مهددة بالإنهيار،[29] ويبدو أن السبب هو المياه الجوفية التي تحيط بها، والتي أدت إلى اهتراء قاعدة المنارة.[30] وقد درجته مؤسسة الصندوق العالمي للآثار والتراث في قائمة الاكثر مائة آثر مهددة في العالم.[31]

وتنتشر في الموصل الكثير الخرافات حول سبب الإنحناء، ومنها أن النبي الخضر مر بالمنارة فمالت خجلا منه، أو أن الإمام علياً جاء لزيارة حفيده علي الأصغر فانحنت احتراماً له، ويستدلون باسم منطقة (دوسة علي) المجاورة.[32] خرافة اخرى تقول انه لما اسري بمحمد Mohamed peace be upon him.svg الى السماوات السبع، مر بالموصل فانحنت له، وهذا مستحيل حيث بنيت المئذنة بعد وفاة محمد Mohamed peace be upon him.svg بقرون.[33] وقال النصارى ان المنارة انحت لمريم العذراء والتي يقال انها مدفونة قرب أربيل، اي باتجاه ميلان المنارة.[34]

تقع المئذنة في الركن الشمالي الغربي من حرم الجامع ويلاحظ أن بعض مآذن العراق السابقة واللاحقة تقع في ذلك الركن كما في مئذنة المظفرية ومئذنة جامع البصرة التي بنيت في عهد المستنصر بالله على ان وقوع المآذن في أركان المباني انتشر في مناطق أخرى من العالم الإسلامي مثل الرّباط في سوسه ومسجد الحاكم بالقاهرة.[35]

للمنارة قسمين احدهما اسطواني وآخر منشوري، القسم الاسطواني يعلو القسم المنشوري ويشمل على سبعة أقسام زخرفيه أجريه نافرة على شكل حلقات.[36] ولها مدخلان يصل كل منهما بواسطة درج إلى الأعلى، فجعل المعمار ابراهيم الموصلي سلمين في باطن المنارة كل منهما منفصل عن الآخر، يلتقيان عند منطقة الحصن في الأعلى، فالصاعد إلى الأعلى لا يرى النازل إلى الأسفل، وعمد المعمار على جعل سلمين للمئذنة وكان الهدف الأساسي تخفيف ثقل المئذنة الكبير على القاعدة.[37] وهذا النوع من السلالم انتقل تأثيره الى منارة سوق الغزل التابعة لجامع الخلفاء، والمئذنة المظفرية في أربيل،[38] ومئذنة خانقاه الأمير قوصون بصحراء السيوطى (736هـ/ 1336م).[39]

اعيد ترميم المنارة في أوائل القرن العشرين على يد عبودي الطنبورجي.[هامش 5] كان في بدن المنارة فجوة وكانت المسافة بين حوض المنارة والفجوة حوالى عشرين مترا. جمع الطنبورجي عشرة من خيرة البنائين في الموصل، وصعد على سطوح الأبنية المجاورة ودرس اتجاه الرياح والمناخ. اتضح له ان عملية الترميم يجب أن تتم من الخارج وليس من الداخل، مما يصعب العملية ويزيدها خطرا. جمعوا كل المستلزمات الضرورية وبداوا يتدربون على عملية دقيقة لرفع الطنبورجي إلى مكان الفجوة، وكان متصرّف الموصل قد كلّف البناء بترميم الفجوة مقابل أي مبلغ يطلبه. وفي اليوم المنتظر اجتمع ممثلين عن الأوقاف وموظفين من الآثار من بغداد وصعد الناس اسطحهم لكي يتابعوا العملية. صعد الطنبورجي بنجاح ومن دون اي اشكالية، إلى انه توقف عن العمل فجأة وتقلب وجهه واشتد، فساله من في الاسفل إذا اراد النزول ولكنه لم يجب، والا به يضع يده بسرعة داخل الفجوة ويخرج منها حية كانت داخل المنارة، اسقطها ثم قتلها من في الاسفل وتصاعدت هلاهل النساء فرحا. واستمر العمل مدة حوالى ساعة أعاد فيها البنّاء ترميم الفجوة وإكمال النقوش. ولكي يثبت الطنبورجي انه لم يكن يشخى المرتفعات، اكل لفّة الكباب التي اعدها مسبقا وسط الهلاهل والتصفيق. حين عرض عليه الاجر جزاء عمله، قال الطنبورجي «أنا آخذ أجوري من صاحب البيت» ويقصد به الله اي انه لم ياخذ اي اجر مقابل عمله.[40] وفي محاولة أخرى قامت وزارة السياحة والآثار العراقية بمحاولة ترميم المنارة بضخ كميات من الإسمنت المسلح إلى قاعدة المنارة للحفاظ عليها، إلا أن هذه العملية لم تكن أكثر من حل مؤقت.[30]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصلى

يتألف المبنى من مصلى مستطيل الشكل مساحته 143متر مربع (قياسه 7،15x20م)، للمصلى أربعة أساكيب واثنتي عشرة بلاطة، ويقوم سقفه على اعمدة ضخمة موازية لجدار القبلة، وفصل الأسكوب الرابع المطل على الصحن باثنتي عشرة بائكة، يستند سقف هذا الأسكوب على أعمدة أسطوانية. وبناء بيت الصلاة يتكون من قسمين الأمامي يشتمل على بوائك تطل على الصحن والقسم الأخر غير مفتوح للبلاطات ومما يلفت النظر أن تخطيط الجامع لا يحتوي على مجنبة ومؤخرة تطل على الفناء، هذا التخطيط يشبه في بعض نواحيه تخطيط عمارة الأربعين في تكريت والذي يعود إلى الربع الأخير في القرن الخامس الهجري حيث يكتنف مصلاه بعض التشابه وقد يكون المعمارى تاثر بهذا الطراز. أما فيما يتعلق بتخطيط بناء بيت الصلاة والرواق القائم أمام المصلى، فيعتقد أن الظروف المناخية كان لها دور رئيس في إحداث هذا التطور في التخطيط.[38]

عام 1364هـ (1944م) جرت بعض التنقيبات للجامع واستنتج ان الجامع كان مزين بتشكيلات زخرفية جصية هندسية ونباتية وكتابات كوفية خاصة جدار القبلة والتى تم نقلها بعد ذلك الى المتحف العراقي ببغداد.[35]

المحراب

تشير المصادر الى ان المحراب كان سابقا ضمن الجامع الأموي ولكن تم تحويله عند بناء الجامع. للمحراب شريط كتابي مكتوب بخط كوفي نقش على مهاد من الزخارف النباتية، وقوام الزخرفة فيه ثلاثة صفوف شاقولية من عقود صماء غير نافذة، يضم الصف الأوسط منها أربعة عقود متراكبة، ترفعها عدة أعمدة مندمجة.[41] ومما كتب على المحراب الاية من سورة البقرة ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.[42] وعلل البعض على اختيار هذه الاية بأن بردابكي نور الدين خصها لان سياق الاية والايات السابقة تذكر المسجد الأقصى، التى كانت تحت الاحتلال الصليبي انذاك، فاختار هذه الاية لنشر رسالة الجهاد في الموصل.[43] نقل المحراب مع زخارف جبسية وحفظ في متحف القصر العباسي ببغداد.[25]

مشروع إحياء الموصل

سفير الاتحاد الأوروبي يزور الجامع النوري في أكتوبر 2019.
اليونسكو تعمل على دعم وترميم المنارة الحدباء، نوفمبر 2019.

في 29 نوفمبر 2019، أعلنت منظمة اليونسكو إطلاقها مشروع "إحياء روح الموصل" بتكلفة 50 مليون دولار. إذ أدّى وقوع مدينة الموصل تحت الاحتلال إلى تدمير المدينة. إذ لم يسلم منه أي مبنى أو لوح زجاج. فقد دُمّر عدد من المواقع الأثرية، ومنها موقع نمرود الأثري ومتحف الموصل وضريح النبي يونس والمنارة الحدباء، وأصبحت أطلالاً. ويتضمن المشروع العمل على ترميم ووقف تزايد ميل المنارة الحدباء بالجامع النوري. تم تثبيت منارة الحدباء بواسطة الأحزمة بهدف دعم استقرار الهيكل المتبقي منها لإعادة بناءها بشكلها السابق.[44]


الهامش

  1. ^ يُعرف أيضاً بالعهد الأتابكي. وقد يُعتبر أيضاً العهد العباسي، حيث كان المستضيء بأمر الله الخليفة في تلك الفترة. ولكن كان منصب الخليفة حينذاك رمزياً إلى حد كبير.
  2. ^ قال سبط بن الجوزي: «وإنما سمي الملاء لأنه كان يملأ تنانير الآجر ويأخذ الأجرة فيتقوت بها، ولا يملك من الدنيا شيئاً.»
  3. ^ وتحديدا من كتاب الكامل في التاريخ وكتاب التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية بالموصل.
  4. ^ الراي السائد بين المؤرخين هو انه التسمية جاءت من احدداب دجلة بالقرب من الموصل. انظر ألقاب مدينة الموصل.
  5. ^ عبودي الطنبورجي هو بناء نصراني موصلي. بنى عدة ابنية في الموصل منها عمارة توما جردق في شارع غازي بمنطقة الميدان.


المراجع

  1. ^ خطأ في استخدام قالب template:cite web: Parameters url and title must be specified
  2. ^ صائغ, سليمان (١٣٤٢هـ - ١٩٢٣م). تاريخ الموصل - الجزء الأول. مصر: المطبعة السلفية. pp. ص179. {{cite book}}: Check date values in: |year= (help)
  3. ^ وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - قطب الدين مودود ابن خلكان - موقع الحكواتي
  4. ^ خطأ في استخدام قالب template:cite web: Parameters url and title must be specified
  5. ^ ثم دخلت سنة ست وستين وخمسمائة الكامل في التاريخ - ابن الأثير - الشبكة الإسلامية
  6. ^ خلافة المستضيء البداية والنهاية - ابن كثير - ويكي مصدر
  7. ^ خطأ في استخدام قالب template:cite web: Parameters url and title must be specified
  8. ^ أ ب ت منية الأدباء في تاريخ الموصل الحدباء - ياسين خيرالله الخطيب العمري. تحقيق سعيد الديوه جي.
  9. ^ الموصل ArchNet
  10. ^ خطأ في استخدام قالب template:cite web: Parameters url and title must be specified
  11. ^ خطأ في استخدام قالب template:cite web: Parameters url and title must be specified
  12. ^ اجازات العراقيين واسانيدهم اكرم عبد الوهاب محمد امين - المكتبة الشاملة
  13. ^ Kaptein, N. J. G. (1993). Muḥammad's Birthday festival: early history in the central Muslim lands and development in the Muslim west until the 10th/16th century. BRIL. pp. ص37. ISBN 9004094520.
  14. ^ خطأ في استخدام قالب template:cite web: Parameters url and title must be specified
  15. ^ جامع النوري الكبير ArchNet
  16. ^ علي, تحسين (2004). مذكرات تحسين علي. المؤسسة العربية للدراسات والنشر. pp. ص 181.
  17. ^ خطأ في استخدام قالب template:cite web: Parameters url and title must be specified
  18. ^ باب الميم والواو وما يليهما معجم البلدان - موقع الحكواتي
  19. ^ ذكر مدينة الموصل رحلة ابن جبير/الرحلة إلى العراق - ويكي مصدر
  20. ^ بوسورث, كليفورد ادموند (2007). Historic cities of the Islamic world. BRIL. pp. ص 414. ISBN 9004153888.
  21. ^ مدينة الموصل تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار (الجزء الأول) - ويكي مصدر
  22. ^ يونغ, غافن (1980). Iraq, land of two rivers. Collins. pp. ص 212. ISBN 0002161370.
  23. ^ بكنغهام, جيمس سلك (1827). Travels in Mesopotamia. Oxford University. pp. ص288. was originally large and handsome, but it is now completely in ruins.
  24. ^ Petersen, Andrew (2002). Dictionary of Islamic Architecture. Routledge. pp. ص189. ISBN 0203203879.
  25. ^ أ ب خطأ في استخدام قالب template:cite web: Parameters url and title must be specified
  26. ^ الدينار العراقي الجديد ينزل إلى الأسواق بسلاسة جريدة الشرق الأوسط - الخميـس 20 شعبـان 1424 هـ 16 اكتوبر 2003 العدد 9088
  27. ^ The Currency Vault Dinar Notes
  28. ^ الموصل أيام زمان (1998) - أزهر العبيدي.
  29. ^ منارة (الحدباء).. قبل أن تطالها يد الخراب عبد الرزاق الربيعي مركز النور 20/03/2007
  30. ^ أ ب خطأ في استخدام قالب template:cite web: Parameters url and title must be specified
  31. ^ خطأ في استخدام قالب template:cite web: Parameters url and title must be specified
  32. ^ خطأ في استخدام قالب template:cite web: Parameters url and title must be specified
  33. ^ Luke, H. C (1925). Mosul and its minorities. London: Martin Hopkinson & Co. p. ص19.
  34. ^ Geary, Grattan (1878). Through Asiatic Turkey: narrative of a journey from Bombay to the Bosphorus, Volume 2. Elibron.com. pp. ص88. ISBN 1402190174.
  35. ^ أ ب خطأ في استخدام قالب template:cite web: Parameters url and title must be specified خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "الجامع ألنوري" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  36. ^ الموصل ومنارة الحدباء ملتقى ابناء الموصل 2009-06-09
  37. ^ تاريخ المئذنة موقع صيانة مئذنة الحدباء
  38. ^ أ ب العمائر الدينية في العراق - الجامع النوري في الموصل أضــواء عـلـى التراث الحضاري المعماري الإسلامي فـي الــعــراق - د. اعتماد يوسف القصيري - منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو ـ 1429هـ/2008م
  39. ^ خطأ في استخدام قالب template:cite web: Parameters url and title must be specified
  40. ^ خطأ في استخدام قالب template:cite web: Parameters url and title must be specified
  41. ^ خطأ في استخدام قالب template:cite web: Parameters url and title must be specified
  42. ^ ١٤٨ - سورة البقرة
  43. ^ هيلينبراند, كارول (2000). The Crusades: Islamic perspectives. Routledge. pp. ص160-161. ISBN 0415929148.
  44. ^ "إحياء روح الموصل". اليونسكو. 2019-11-29.

للاستزادة

وصلات خارجية