تاريخ كنيسة إنگلترة

مقعد القديس أوگستين
(العرش episcopal في
كاتدرائية كانتربري، كنت)[1]

تاريخ كنيسة إنگلترة يبدأ في السنوات الخمس الأخيرة من القرن السادس في مملكة كنت الأنگلو-ساكسونية، والبعثة الگريگورية للقديس أوگستين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فترة الأنگلو-ساكسون

التوحيد الإنگليزي

حدود الأبرشيات الإنگليزية بين 950 و 1035

الانفصال عن السلطة البابوية

كرانمر وپاركر وهوكر

الإصلاح الپروتستانتي
95Thesen.jpg
الإصلاح
التاريخ والأصول
تاريخ الپروتستانتية
الحركات والطوائف
الپروتستانتية


المصلحون الپروتستانت
السابقون

انظر أيضاً قالب:پروتستانت

 ع  ن  ت


القرن 18

كان لقصة القرن الثامن عشر في غرب أوربا موضوع ذو شقين، انهيار النظام الإقطاعي القديم، والانهيار الوشيك للدين المسيحي الذي أضفى على ذلك النظام سنده الروحي والاجتماعي. فقد كانت الدولة والدين مرتبطين برباط المعونة المتبادلة، وبدا أن سقوط الواحد يجر الآخر إلى مأساة مشتركة.

وقد لعبت إنگلترة الفصل الأول في كلتا ناحيتي هذا التغيير العظيم. في المسرح السياسي سبقت حربها الأهلية (1642-49) الثورة الفرنسية بمائة وسبعة وأربعين عاماً في خلع أرستقراطية إقطاعية وضرب عنق الملك. أما في مجال الدين فإن نقد الربوبيين للمسيحية سبق الحملة الفولتيرية في فرنسا بنصف قرن، وسبقت مادية هوبز مادية لامتري بقرن، وسبقت رسالة هيوم "في الطبيعة البشرية" (1739) و"مقالة "في المعجزات" (1748) هجوم "الفلاسفة" الفرنسيين على المسيحية في "الموسوعة" (1751). وكان ڤولتير قد تعلم شكوكيته في فرنسا-وبعضها أخذه عن بولنبروك الإنجليزي المبعد عن وطنه-قبل أن يحضر إلى إنجلترا ولكن السنوات الثلاث التي قضاها في إنجلترا (1726-28) روعته بمشهد السنية وقد أصابها الانحلال والكاثوليكية وقد ذلت، والبروتستانتية وقد تفرقت شيعاً مستضعفة، والربوبيين يتحدون كل شيء في المسيحية إلا الإيمان بالله-وهو بالضبط التحدي الذي سيحمله فولتير إلى فرنسا. يقول ڤولتير "في فرنسا ينظر الناس إليّ على أنني مقلّ في الدين، وفي إنجلترا على أنني مُسرِف فيه(1)".

وقد كتب مونتسكيو بعد أن زار إنجلترا في 1731 يقول "ليس في إنجلترا دين(2)". وهذا بالطبع تدريب على المبالغة اللافتة للأنظار، لأنه في تلك الفترة بعينها كان جون وتشارلز وزلي يؤسسان الحركة المثودية في أكسفورد. ولكن مونتسكيو، وهو رجل أرستقراطي، تنقّل أكثر ما تنقل بين أقطاب النبالة أو العلم، وهو يخبرنا أنه في هذه الجماعات "إذا ذكر الدين ضحك الجميع(3)". وهذا أيضاً يبدو غلواً في القول؛ ولكن لنستمع إلى اللورد هارڤي، الذي كان يعرف تقريباً كل رجل وامرأة ومنحرف بين علية القوم:

"إن خرافة المسيحية هذه... قد نسفت الآن (1718) في إنجلترا، حتى ليكاد أي رجل عصري أو ذي مكانة يخجل من الاعتراف بمسيحيته خجله في الماضي من الجهر بتجرده من أي دين. وحتى النساء اللائي كن يفخرن بذكائهن حرصن على أن يفهمن الناس أن الميول المسيحية هي ما يحتقرن الالتزام به(4)".

في تلك الطبقات أو العقول الرفيعة كان الدين يعني أما نعاس صلاة القداس الأنجليكاني أو "حماسة" المذاهب المنشقة، وعما قليل سيعرف الدكتور جونسن الحماسة بأنها "إيمان مغرور بالإلهام الخاص"-وبالمعنى الحرفي "إله في باطن الإنسان". وكانت الكنيسة الرسمية قد فقدت كرامتها ونفوذها بمساندتها الاستيوارتيين ضد الهانوڤريين وحزب الأحرار المنتصر؛ وخضعت الآن للدولة، وغدا قساوستها أتباعاً أذلاء للطبقة الحاكمة. وكان القسيس الريفي هو الهدف المفضل لهجو الأدباء أو سخرية السوقة، وقد كرم فيلدنج من شذوا عن هذه القاعدة في شخص القس آدمز. وغلبت الفوارق الطبقية في الكنائس، فكان للأغنياء مقاعد خاصة قرب المنبر، وجلس عامة الناس أو وقفوا في المؤخرة، فإذا قضيت الصلاة لزم العامة أماكنهم ريثما يخرج صف الكبراء في وقار بطيء(5). وفي بعض كنائس لندن، حيث يكثر عدد الفقراء القادمين للعبادة، كان المصلون من أصحاب البواريك يهربون بعد أن يقفلوا مقاعدهم خلفهم(6)، ملتمسين هواء أكثر نقاء.

وكان بعض الأساقفة الأنجليكان أمثال بطلر، وباركلي، ووربرتون، رجالاً متبحرين في العلم؛ وكان اثنان من هؤلاء على خلق عظيم، ولكن أكثر كبار الأكليروس كانوا في مناوراتهم للترقي يشاركون في لعبة السياسة شكّاك البلاط ومحظياته، ويفنون في حياة الترف دخول كثير من الأبرشيات. وقد روي أن الأسقف تشاندلر دفع 9.000 جنيه لترقيته من لتشفيلد إلى درم، أما ويليز أسقف ونشستر، وبوتر رئيس أساقفة كنتربري، وجبسن وشرلوك أسقفا لندن، هؤلاء جميعاً ماتوا "أغنياء غنى مخزياً" وبلغت ثروة بعضهم 100.000 جنيه(7). ولم يكن ثكرى يطيقهم، فقال:

"قرأت أن الليدي يارموث (خليلة جورج الثاني) باعت أسقفية لكاهن بمبلغ 5.000 جنيه... أكان هو الحبر الوحيد في عصره الذي قادته أيد كهذه إلى المحراب؟ إنني إذ أختلس النظر إلى داخل قصر سانت جيمس الذي يقطنه جورج الثاني، أرى الثياب الكهنوتية الكثيرة تحدث حفيفاً وهي تصعد السلم الخلفي لسيدات البلاط؛ قساوسة متسترين يدسون أكياس النقود في حجورهن، وذلك الملك العجوز الفاجر يتثاءب تحت مظلته في المصلى الملكي أثناء عظة القسيس، الواقف أمامه، (أو) يثرثر بالألمانية... بصوت يبلغ من علوه أن القسيس... انفجر صارخاً في منبره لأن حامي الإيمان وموزع الأسقفيات لا يريد الإصغاء إليه!(8)".

وكان من سمات العصر أن الكنيسة الرسمية أصبحت شديدة التسامح مع عقائد أعضائها وطقوسهم المختلفة، وقد وصفها بت بأنها "عقيدة كالڤنية، وطقوس بابوية، وأكليروس أرمنيوسي(9)" أي أن العقيدة الرسمية كانت جبرية، والطقوس شبيهة بطقوس روما الكاثوليكية، ولكن روحاً متحررة سمحت للقساوسة الأنجليكان برفض حتمية كلفن واعتناق تعليم المهرطق الهولندي أرمينيو القائل بحرية الإرادة. لقد ازداد التسامح لأن الإيمان اضمحل، وآية ذلك أن هرطقات كهرطقة هيوم، كانت تروع إنجلترا القرن السابع عشر لو جهر بها إنسان، لم تُحدث غير موجة طفيفة على نهر الفكر البريطاني. وقد وصف هيوم نفسه إنجلترا بأنها استكانت إلى حال من عدم الاكتراث الهادئ بأمور الدين لا تجدها في أية أمة أخرى من أمم الأرض(10)".

وكان كل الإنجليز ملزمين بالعبادة الأنجليكانية حسب نص القانون. فكل متخلف عن صلوات الأحد عرضة لتغريمه شلناً عن كل تهرب، وكل من يسمح لهذا المتخلف بمساكنته يعاقب بغرامة عشرين جنيهاً في الشهر(11)؛ على أن هذه القوانين ندر أن طبقت. وكانت العبادة الكاثوليكية محرمة، قانوناً أيضاً لا تطبيقاً. فالقس الكاثوليكي الذي يؤدي وظيفة كهنوتية عقابه الحبس المؤبد. ومثل هذه العقوبة فرضت لثني أي كاثوليكي عن فتح مدرسة؛ وحرم على الوالدين إرسال أبنائهم إلى الخارج ليتعلموا تعليماً كاثوليكياً وإلا غرموا 100 جنيه. ولا يحق شراء الأرض أو ورثها إلا للمواطنين الذين أقسموا يميني الولاء والسيادة (اللتين تعترفان بملك إنجلترا رأساً للكنيسة) وقرروا رفضهم لعقيدة التحول. وكل كاثوليكي يرفض أداء هاتين اليمينين يحرم من المناصب المدنية أو العسكرية، ومن ممارسة المحاماة، ومن إقامة أي دعوى أمام القضاء، ومن العيش في نطاق عشرة أميال من لندن؛ يضاف إلى هذا أن هذا الكاثوليكي يجوز في أي وقت نفيه من إنجلترا والحكم عليه بالإعدام إذا عاد إليها. على أن الذي حدث فعلاً أيام جورج الأول والثاني هو أن الكاثوليك كانوا يورثون ثروتهم وعقيدتهم بانتظام لأبنائهم، ويستطيعون الاستماع إلى القداس في كنائسهم الصغيرة وبيوتهم دون معوق، وأن الكثيرين منهم أدوا اليمينين المطلوبتين مع تحفظ بينهم وبين أنفسهم(12).

وكان كل البروتستنت الإنجليز الغيورين الآن يتبعون المذاهب المنشقة على الكنيسة الرسمية. وقد ضحك فولتير واغتبط لكثرة عددهم: مستقلون (بيورتان)، ومشيخيون، ومعمدانيون، ومجمعيون، وكويكريون، وتوحيديون. فأما المشيخيون (البرزبتيريون) فكانوا في طريقهم إلى التسامح بعد أن فقدوا سلطتهم السياسية، ولم يأخذوا عقيدة الجبر مأخذ الجد الشديد، وكان كثير منهم قانعاً في صمت بمسيح بشري(13). وفي 1719 قرر مجمع للقساوسة المشيخيين بأغلبية 77 إلى 69 أن التعهد بالتزام عقيدة الثالوث التقليدية ينبغي ألا يكون شرطاً يفرض على المرشحين رعاة للكنيسة(14). وأما الكويكريون فكانوا في نمو لا في العدد بل في الثراء، وكلما ارتقوا في مدارج المجتمع أصبحوا أكثر تقبلاً لأساليب حياة البشر وذنوبهم. على أن ميلاً إلى الاكتئاب أصاب كل المنشقين تقريباً حتى وهم ينعمون بالثراء، وبينما كانت طبقات المجتمع العليا تجعل من يوم الأحد يوم جذل كانت الطبقة الوسيطة الدنيا-حيث يتكاثر المنشقون-تواصل "الأحد العبوس" الذي ورثته عن البيورتان. في ذلك اليوم كانت الأسرة عقب صلوات الصباح في البيت تمضي إلى قاعة الاجتماع لحضور خدمة دينية تمتد ساعتين، فإذا عادت إلى البيت قرأ الأب الكتاب المقدس أو الكتب التقوية على زوجته وأبنائه الذين قد يجلسون على وسائد فوق أرض عطلت من الأبسطة. وكانوا عادة يذهبون ثانية إلى خدمات دينية تقام عصراً ومساءً، ويصلون جماعة، ويسمعون عظة أخرى، ويجدون بعض اللذة في ترتيل الترانيم الجَهْورية. ولم يكن مسموحاً بأي غناء في ذلك اليوم المقدس، ولا بلعب الورق، ولا بأي تسلية من أي نوع كانت بصفة عامة. ويجتنب السفر في يوم الرب، فيعطي قطاع الطرق بهذه الطريقة يوم راحة.

ووجد فولتير في معرض وصفه للمشهد الديني في إنجلترا الكثير مما يصلح درساً لفرنسا التي ما زال التعصب يحكمها. قال:

"انظر إلى بورصة الأوراق المالية الملكية بلندن... هناك يُجري اليهودي والمسلم والمسيحي معاملاتهم معاً وكأنهم من دين واحد، ولا ينعتون بالكفر غير المفلسين. هناك يثق المشيخي بالقائل بعماد الكبار، ويعتمد الأنجليكاني على كلمة الكويكري. فإذا انفض هذا الجمع الحر مضي بعضه إلى مجمع اليهود، وبعضه ليشرب كأساً من الخمر. هذا الرجل يذهب وبعمّد في حوض هائل باسم الآب والابن والروح القدس؛ وذلك يأمر بختان ولده وبتمتمة طائفة من الكلمات العبرية التي يجهل كل الجهل معناها فوق الطفل؛ وآخرون (الكويكر) يمضون إلى كنائسهم-حيث ينتظرون الوحي وقبعاتهم على رءوسهم؛ والكل راضون.

"ولو أن إنجلترا لم تسمح بغير دين واحد، لأصبحت الحكومة في أغلب الظن مستبدة؛ ولو كان هناك دينان فقط لذبح الناس بعضهم بعضاً؛ أما والأديان بهذه الكثرة، فإنهم جميعاً يعيشون في سعادة وسلام(15)".

القرن 19 وماتلاه

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ The Chair of St Augustine is the seat of the Archbishop of Canterbury in his role as head of the Anglican Communion. Archbishops of Canterbury are enthroned twice: firstly as diocesan Ordinary (and Metropolitan and Primate of the Church of England) in the archbishop's throne, by the Archdeacon of Canterbury; and secondly as leader of the worldwide church in the Chair of St Augustine by the senior (by length of service) Archbishop of the Anglican Communion. The stone chair is therefore of symbolic significance throughout Anglicanism.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية