العلاقات التركية الصومالية

العلاقات التركية الصومالية
Map indicating locations of Somalia and Turkey

الصومال

تركيا

العلاقات التركية الصومالية، هي العلاقات الثنائية بين تركيا والصومال. للصومال سفارة في أنقرة ولتركيا سفارة في مقديشو.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

العصور الوسطى

عام 1660، استسلمت القوات الپرتغالية في ممباسا لقوة صومالية-عثمانية مشتركة..[1]

تعود العلاقات بين الصومال وتركيا إلى العصور الوسطى. إذ حافظت سلطنة أجوران وسلطنة عدل على علاقات تجارية وعسكرية جيدة مع الإمبراطورية العثمانية. كما تلقت سلطنة أجوران المساعدة من العثمانيين، وقامت باستيراد الأسلحة النارية عبر مظفر في مقديشو، وبدأ الجيش في الحصول على البنادق ومدافع. وظل العثمانيون حليفاً مهماً خلال الحروب الأجورانية-البرتغالية.

وطوال القرن السادس عشر، ظلت التوترات الصومالية - البرتغالية مرتفعة وزاد القلق من الاتصال المتزايد بين البحارة الصوماليين والعثمانية، فقام البرتغاليون بإرسال احملة عقابية ضد مقديشو بقيادة خواو دي سيپوڤلدا، والتي أفضت إلى معركة بنادير 1542، حيث هاجم الأسطول البرتغالي مقديشو لفترة وجيزة، واستولى على سفينة عثمانية وأطلق النار على المدينة، الأمر الذي دفع سلطان مقديشو على توقيع معاهدة سلام مع البرتغاليين.[2] رغم ذلك، استمر التعاون العثماني الصومالي ضد البرتغاليين في المحيط الهندي، ووصل إلى ذروته في ثمانينيات القرن السادس عشر عندما بدأ العملاء الآجوريون للمدن الساحلية الصومالية بالتعاطف مع العرب والسواحيليين الخاضعين للحكم البرتغالي، وأرسل مبعوثاً إلى القرصان التركي مير علي بك بشأن حملة مشتركة ضد البرتغاليين، الذي وافق وانضم إليه أسطول صومالي كبير، وبدأ بمهاجمة المستعمرات البرتغالية في جنوب شرق إفريقيا.[3]

نجح الهجوم الصومالي العثماني في طرد البرتغاليين من عدة مدن مهمة مثل جزيرة بات، ومومباسا وكيلوا وإزالة النفوذ البرتغالي داخل المحيط الهندي. لكن في النهاية نهاية المطاف، هزمت القوات الصومالية عسكرياً. فيما ظلت الإمبراطورية العثمانية شريكاً اقتصادياً للصوماليين.[4] وطوال القرنين السادس عشر والسابع عشر، تحدت الإمبراطوريات الآجورية المتعاقبة الاحتكار الاقتصادي البرتغالي في المحيط الهندي من خلال استخدام عملة جديدة اتبعت النمط العثماني، وبالتالي إعلان الاستقلال الاقتصادي عن البرتغاليين.[5] كما كانت الإمبراطورية العثمانية تمتلك علاقة متينة مع سلطنة عدل. وكانت الدولتان حليفتين خلال حرب الحبشة وعدل، حيث وقف العثمانيون إلى جانب العدليين ضد والبرتغاليين وإمبراطورية الحبشة.[6]

الحقبة الاستعمارية

أثناء استعمار أفريقيا، لجأ العثمانيون لطرق عديدة لحماية الصومال من الاستعمار باستخدام العلاقات الدبلوماسية والدينية والسياسية.[7]

الحاضر

الرئيس الصومالي السابق حسن شيخ محمود يستقبل الرئيس أردوغان في مقديشو، 25 يناير 2015.

في عام 1969، كانت الصومال وتركيا من بين الأعضاء المؤسسين لمنظمة التعاون الإسلامي.

واحتفظت تركيا بسفارة لها في العاصمة الصومالية مقديشو، حتى اندلاع الحرب الأهلية الصومالية في 1991.حين أوقفت عملياتها لأسباب أمنية.[8] خلال الفترة الانتقالية التي تلت ذلك، واصلت السلطات التركية علاقاتها مع الحكومة الوطنية الانتقالية الصومالية المنشأة حديثاً في الصومال وخليفتها الحكومة الفيدرالية الانتقالية من خلال بعثتها الدبلوماسية غير المقيمة في أديس أبابا.[8] بعد تحسن الوضع الأمني ​​بشكل كبير في مقديشو في منتصف 2011، والزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان، والتي كانت الزيارة الأولى التي يقوم بها زعيم غير أفريقي منذ زيارة جورج بوش الأب في 1993،[9]أعادت الحكومة التركية فتح سفارتها الخارجية بهدف المساعدة بشكل أكثر فعالية في عملية التنمية بعد الصراع.[10][11]وبذلك كانت من بين الحكومبات الأجنبية الأولى التي استأنفت العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع الصومال بعد الحرب الأهلية.[12] في 20 أغسطس 2012 تأسست الحكومة الفيدرالية الصومالية،[13]والتي مثلت أول حكومة مركزية دائمة في البلاد منذ بداية الصراع.[13]وفي الشهر التالي، تم انتخاب حسن شيخ محمود كأول رئيس للحكومة الجديدة. ورحبت السلطات التركية بالانتخابات، وأكدت من جديد دعم تركيا المستمر لحكومة الصومال ووحدة أراضيها وسيادتها.[14] وفي يناير 2015، افتتح الرئيس الصومالي محمود والرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدداً من المشاريع التنموية الجديدة التي بنتها تركيا في مقديشو.[15]

التعاون الاقتصادي

الخطوط الجوية التركية هي أول شركة طيران تجاري ددولية تطلق رحلات مباشرة للصومال.

في الفترة ما بين 21-23 مايو 2010 استضافت تركيا مؤتمر الصومال الذي عقدته الأمم المتحدة في إسطنبول.[16] وبعد أن غادرت معظم فرق الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بلاد الصومال بدعوى خوفهم من الحرب الأهلية ونكبة المجاعة، ظهرت المساعدة التركية في الصومال، وجندت مئات الأتراك للعمل على إنقاذ البلاد وإغاثتها. وقام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بزيارة مقديشيو خلال 2011، في رحلة تاريخية مصطحباً فيها عائلته ومستشاريه لتفقد ضحايا مجاعة الصومال، واعتبرت أول زيارة لزعيم غير أفريقي للصومال منذ 20 عاماً،[17] أعلن خلالها أردوغان إعادة فتح سفارة تركيا في الصومال, كما جمع أكثر من 350 مليون دولار من تركيا لإعادة إعمار المستشفيات والمدارس فضلا عن إرسال الطلاب الصوماليين إلى تركيا لحصولهم على منح دراسية.[18] وأعلنت منظمة الهلال الأحمر التركية بدأ مشروع بناء وتأسيس مدارس مهنية في العاصمة الصومالية مقديشو، لتدريب الطلاب الصوماليين على حرف مختلفة كإصلاح السيارات والكهرباء وغيرها.

كما بدأت الخطوط الجوية التركية بتدشين رحلتين إلى مقديشو من إسطنبول في مارس 2013، وتعتبر بذلك الخط الجوي الدولي الأولى والوحيد الذي يربط الصومال بالعالم.


في 7 نوفمبر 2020، قررت تركيا سداد ديون الصومال المتأخرة لصندوق النقد الدولي، من خلال حقوق السحب الخاصة في حساباتها الاحتياطية، والمقدرة بـ2.4 مليون سهم متراكم. وجاء في قرار رئاسي أصدره الرئيس أردوغان، أن "تركيا استخدمت النقد الموجود في احتياطي صندوق النقد الدولي بما تصل قيمته إلى 2.4 مليون سهم متراكم في حسابات (حقوق السحب الخاصة)، لسداد الديون المتراكمة على الصومال لصندوق النقد الدولي". ودخل القرار، الذي يحمل اسم الاتفاقية الدولية، حيز التنفيذ بتاريخ 5 نوفمبر 202.[19]

وبموجب القرار التركي، سيتم تخفيض ديون الصومال من 5.2 مليار دولار في نهاية 2018 إلى 3.7 مليار دولار في صافي القيمة الحالية، وذلك بهدف تعزيز نموها الاقتصادي، والحد من الفقر. وتأتي هذه الخطوة في إطار مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون (HIPC)، وهي آلية عمل أنشأها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي للمساعدة في تخفيف عبء الديون عن أفقر بلدان العالم، وأكثرها مديونية.

وستمكن هذه الخطوة الصومال من تحصيل موارد مالية جديدة من المانحين الدوليين، وذلك في إطار تحقيق الإصلاحات الاقتصادية التي تسعى إليها. ووفقا لصندوق النقد الدولي، يعيش ما يقرب من 70% من الصوماليين على أقل من 1.90 دولار في اليوم.

الاتفاقيات الثنائية

أردغان مع الرئيس الصومالي.



العلاقات الدبلوماسية

للصومال سفارة في أنقرة، ويترأس البعثة الدبلوماسية الصومالية السفير محمد مرسال شيخ، وسكرتير أول السفارة هو عبد القادر محمد نور.[20]

لتركيا سفارة في مقديشو برئاسة السفير أوگلان بكر، الذي تقلد منصبه في يونيو 2014.[21] اعتباراً من يناير 2015، بدأت تركيا في إنشاء سفارة جديدة لها في مقديشو. سيشغل المكتب الدبلوماسي الجديد مساحة 10.000 متر مربع ضمن مجمع مساحته 80.000 متر مربع، والذي من المتوقع أن يكون من أكبر السفارات التركية في العالم.[22]

التعاون العسكري

يوجد في الصومال أكبر قاعدة عسكرية تركية ومركز تدريب خارج تركيا.

وفي 8 فبراير 2024 وقعت تركيا والصومال في العاصمة أنقرة، اتفاقية إطارية للتعاون الدفاعي والاقتصادي.

وجرى ذلك خلال زيارة لوزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور إلى تركيا ولقائه نظيره التركي يشار غولر.

في 21 فبراير 2024، وافقت حكومة وبرلمان الصومال، على اتفاق دفاعي مع تركيا على خلفية توتراتها الإقليمية مع إثيوبيا التي وقّعت اتفاقا مع منطقة أرض الصومال الانفصالية.

وبموجب هذا الاتفاق الدفاعي، ستساعد تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الصومال في الدفاع عن المياه الإقليمية للصومال، وإعادة تنظيم القوات البحرية، وفق ما أوضح الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود عقب جلسة مشتركة للبرلمان.

وأضاف شيخ محمود أن "الاتفاق الذي عرض على البرلمان اليوم يتعلق فقط بالتعاون بين الصومال وتركيا في مجال الدفاع البحري والمسائل الاقتصادية، ولا يهدف بأي حال إلى إثارة الكراهية أو نزاع مع أي دولة أو حكومة أخرى".

وأشار، أن هناك "انتهاكات كثيرة في بحر الصومال مثل الصيد غير القانوني واستخدام الإرهابيين والقراصنة والتلوث"، مؤكدا أن الاتفاقية التاريخية المبرمة بين الحكومة الفدرالية ونظيرتها التركية في مجال التعاون الدفاعي والاقتصادي ستساعد في حل كل هذه الأزمات.

وتابع "الاتفاقية التي أبرمناها مع الحكومة التركية ستستمر لمدة 10 سنوات، وسيتم بناء القوات البحرية الصومالية، وأنها مهمة أيضا للتنمية الاقتصادية والاستفادة من الموارد الطبيعية".

فيما قال موقع غاروي الإخباري الصومالي بإن الاتفاق يمنح تركيا "سلطة شاملة" على الدفاع عن الأراضي البحرية الصومالية وإدارتها.[23]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ Tanzania notes and records: the journal of the Tanzania Society pg 76
  2. ^ Schurhammer, Georg (1977). Francis Xavier: His Life, His Times. Volume II: India, 1541–1545. Translated by Costelloe, Joseph. Rome: Jesuit Historical Institute. pp. 98–99. See also Strandes, Justus (1968). The Portuguese Period in East Africa. Transactions of the Kenya History Society. Vol. 2 (2nd ed.). Nairobi: East African Literature Bureau. OCLC 19225. pp. 111–112.
  3. ^ Welch (1950), p. 25.
  4. ^ Shelley, Fred M. (2013). Nation Shapes: The Story behind the World's Borders. ABC-CLIO. p. 358. ISBN 978-1-61069-106-2.
  5. ^ COINS FROM MOGADISHU, c. 1300 to c. 1700 by G. S. P. Freeman-Grenville pg 36
  6. ^ Black, Jeremy (1996). Cambridge Illustrated Atlas, Warfare: Renaissance to Revolution, 1492-1792. Cambridge University Press. p. 9. ISBN 0521470331.
  7. ^ "Ottomans Efforts to Protect Somalia against the European Powers".
  8. ^ أ ب "Embassy of the Somali Federal Republic in Ankara". Embassy of the Somali Federal Republic in Ankara. Retrieved 12 August 2013.
  9. ^ Pitel, Laura (25 May 2016). "Somalia reaps rewards of Ankara's investment". Financial Times. Retrieved 1 June 2016.
  10. ^ "No: 248, 1 November 2011, Press Release Regarding the Re-opening of the Turkish Embassy in Mogadishu". Republic of Turkey Ministry of Foreign Affairs. Retrieved 13 August 2013.
  11. ^ "Turkey Takes On Redevelopment Efforts in Somalia". VOA. 7 June 2012. Retrieved 16 December 2014.
  12. ^ Why Turkish aid model is proving to be a success in Somalia and elsewhere, Rasna Warah, Saturday Nation, 1 April 2012.
  13. ^ أ ب "Somalia: UN Envoy Says Inauguration of New Parliament in Somalia 'Historic Moment'". Forum on China-Africa Cooperation. 21 August 2012. Retrieved 24 August 2012.
  14. ^ "Communiqué on Secretary-General's Mini-Summit on Somalia". United Nations. Retrieved 7 August 2013.
  15. ^ "Press Release: Erdogan's Somalia Visit". Goobjoog. 25 January 2015. Retrieved 26 January 2015.
  16. ^ العلاقات التركية مع الدول الأفريقية الخارجية التركية، تاريخ الولوج 1 مايو 2014 Archived 2018-11-17 at the Wayback Machine
  17. ^ العودة التركية إلى الصومال جريدة الشرق الأوسط، تاريخ الولوج 1 مايو 2014 "نسخة مؤرشفة". Retrieved 13 فبراير 2018. {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)CS1 maint: url-status (link)
  18. ^ هل تكون تركيا العصا السحرية لإنقاذ الصومال ؟ السكينة، تاريخ الولوج 1 مايو 2014 Archived 2017-07-26 at the Wayback Machine
  19. ^ "تركيا تسدد ديون الصومال لصندوق النقد الدولي". روسيا اليوم. 2020-11-07. Retrieved 2020-11-07.
  20. ^ "Embassy of the Somali Federal Republic in Ankara". Embassy of the Somali Federal Republic in Ankara. Retrieved 12 August 2013.
  21. ^ "Turkey reshuffles key envoys". Hurriyet Daily News. 23 June 2014. Retrieved 16 December 2014.
  22. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Evntguifotis
  23. ^ "الصومال توقع اتفاقا مع تركيا لحماية مياهها الإقليمية وبناء قوة بحرية". الجزيرة.

وصلات خارجية