العزازمة (قبيلة)

(تم التحويل من العزازمة)
صورة من الثلاثينيات لشيوخ قبيلة العزازمة. تتضمن الصورة عارف العارف، شيخ بئر السبع. في الخلفية المسجد الكبير في بئر السبع.


العزازمة، هي قبيلة بدوية تنتشر في الأرضي الممتدة من مدينة بئر السبع حتى وادي عربة شرقاً وصحراء سيناء غرباً. خلال القرن 19 حارب العزازمة كحلفاء لقبيلة الترابين في حربهم ضد قبيلة التياها. ثم دخلوا في نزاع على الأرضي مع الترابين واستمر هذا النزاع لعدة سنوات حتى تأسيس مدينة بئر السبع عام 1900، كحاضنة للنقب، بعد أن اشترت السلطات العثمانية 2000 دونم من القبيلة بعد بسط العثمانيين سلطتهم.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأصل والنسب

قبيلة العزازمة: أصولها وأماكن انتشارها

ذكر عارف العارف أن العزازمة من قضاعة بينما ينسب آخرون العزازمة إلى الشرارات بنو كلب [1]

خلال القرن 19 حارب العزازمة كحلفاء لقبيلة الترابين في حربهم ضد قبيلة التياها. ثم دخلوا في نزاع على الأرضي مع الترابين واستمر هذا النزاع لعدة سنوات حتى تأسيس مدينة بئر السبع عام 1900، كحاضنة للنقب، بعد أن اشترت السلطات العثمانية 2000 دونم من القبيلة بعد بسط العثمانيين سلطتهم.

في أوائل القرن العشرين أنشأت العزازمة قرية الخلصة التي سكنها الأنباط قديماً على الطريق بين غزة والبتراء، في 3 سبتمبر 1950 حدثت مجزرة نفذتها الوحدة 101 في الجيش الإسرائيلي ضد أفراد القبيلة في منطقة عوجة الحفير قتل فيها 13 شخصاً.[2][3][4][5]


وتتألف قبيلة العززمة من عشر عشائر رئيسية هي:

  1. المحمديين والذي بلغ عددهم 1986 عام 1931.
  2. الصبحيين.
  3. الصبيحات.
  4. الزربة.
  5. الفراحين.
  6. المسعوديين.
  7. العصيات.
  8. السواخنة.
  9. المريعات.
  10. السراحين.[6]


التاريخ

كانت أراضي انتشار قبيلة العزازمة هي الصحراء حول الآبار في عوجة الحفير وبير عين على الحدود بين إسرائيل ومصر.

خلال القرن التاسع عشر، تحالف العزازمة مع الترابين في حربهم ضد التياها. بعد ذلك دخلوا في نزاع على الأرض مع الترابين، فيما عرف لاحقاً بـ"حرابة زارع"، استمرت الحرب لعدة سنوات حتى تأسيس بئر السبع وبسط العثمانية، سيطرتها على المنطقة.[2] في أبريل 1875، واثناء قيام الملازم كلود رينير كوندر، بمسح بمحيط غزة تابع لصندوق استكشاف فلسطين، أفاد بوجود "تنافس شرس" يدور حول بئر السبع بين العزازمة والتياها.[2]

وأفاد مستكشف من أوائل القرن العشرين أن إحدى مناطق الرعي المفضلة التي تنتمي إلى عزازمة كانت عبارة عن شريط من التلال يبلغ عرضه ثمانية أميال بين وادي الجرافي ووادي أوبير، على بعد 115 كيلومترًا جنوب بئر السبع.كما يصف الأرض بأنها "تكسوها بشكل جيد الأحراش والأعشاب".[7][8][9]

في أوائل القرن العشرين، أنشأت قبيلة العزازمة قرية الخلصة والتي كانت موقعًا لمستوطنة قديمة نبطية على الطريق بين غزة والبتراء.[10]

وفي عام 1930 تم الإبلاغ عن عددهم 10000، مقسمة إلى عشرة أقسام فرعية. يذكر الكاتب أنهم "ذوو بشرة داكنة، ومن سماتهم الصدق والصبر في الشدائد، وانهم يكرمون الضيف، ... وتتولى نساؤهم رعاية القطعان. كما أن الرجال يحترمون المرأة لأن لديهم أخلاق عربية حسنة." بسبب اشتغالهم بالرعي فهم مضطرون أن يتجولوا أكثر من القبائل الأخرى. والمنطقة التي يتجولون فيها واسعة، لكنها لا توفر سوى القليل من الفرص للزراعة: ومع ذلك فإنهم يزرعون القليل من القمح والشعير، والقليل منهم يزرعون الدخن والبطيخ".[2] في عام 1948، كان عدد العزازمة حوالي 3500.[11] خلال عام 1950، طردت القبيلة بأكملها من المنطقة المحيطة بالعوجة. عبر سلسلة من المداهمات والهجمات، أحرق فيها الجيش الإسرائيلي الخيام وأطلقوا النار على أي شخص يقترب من الآبار. واستخدم سلاح الجو الإسرائيلي في قصف تجمعات القبيلة.[12]في 28 سبتمبر 1953، أقام الجيش الإسرائيلي كيبوتس كتسيعوت على أرض يملكها العزازمة. وقال في مقتل 11 إسرائيلياً في هجوم في معاليه أدوميم، جرى في 17 مارس 1954، إلى أن الهجوم قام به رجال من العزازمة انضموا إلى جماعة تعرف باسم "السود"، التي يقع مقرها في القصيمة. وذلك بالرغم من الأدلة على أن المهاجمين جاؤوا من الحدود المصرية. بعدها شن الجيش الإسرائيلي هجمات انتقامية ضد نحالين في الضفة الغربية.[13][14]

قبل عام 1948 كان قسم من العزازمة يسكن في الوادي الأخضر، بين بئر السبع والفالوجة. وفي أوائل الخمسينيات القرن العشرين، نقلهم الجيش الإسرائيلي إلى التلال جنوب الخليل. ثم في 1969، عبروا الحدود إلى وادي عربة. لكن السلطات الأردنية رفضت السماح لهم التوغل أكثر من ذلك خوفاً من نزوح جماعي للبدو من النقب. كما تم رفض منحهم حق اللجوء. وهالك كثير منهم طردهم آرييل شارون في يناير 1972 من منطقة أبو عقيلة في عملية سرية أجريت في أواخر يناير 1972.[15] حالياً، هناك ما لا يقل عن تسع مستوطنات إسرائيلية على أراض مملوكة للعزازمة، بما في ذلك معسكر وسجن في كتسيعوت والمدينة والمحطة النووية في ديمونة.[16]

يتركز العزازمة في إسرائيل: وادي النعام، وعدد من القرى غير معترف بها، ويبلغ عدد سكانها 5000 نسمة؛ وتأسست قرية شقيب السلام عام 1979 كجزء من برنامج حكومي لإنشاء مستوطنات بدوية دائمة، ويبلغ عدد سكانها 6500 نسمة. كذلك في قرية بير هداج، التي اعترف بها عام 2004، وعدد سكانها 5000.

التعداد

في عام 1930 بلغ عددهم 10,000، مقسمة إلى عشرة أقسام فرعية [2]، وفي عام 1946 قُدرت أعدادهم نحو 16770 نسمة [17]، ولكن أعداهم قلت في عام 1948 لتبلغ 3,500 نسمة.[18]


الوضع الحالي

قبيلة العزازمة بشمال سيناء تنظم مؤتمر لنبذ العنف والإرهاب وتأييد خارطة المستقبل، بحضور قيادات الجيش الثالث الميداني والأجهزة الأمنية والتنفيذية والشعبية في محافظة شمال سيناء، ديسمبر 2013.

مشكلة الجنسية

يعاني أبناء قبيلة العزازمة، الذين يسكنون في صحراء النقب بسيناء، من اتهامات بالخيانة والتطبيع مع إسرائيل. عددهم ليس بالقليل، وينقسمون إلى 10 عشائر موزعة بين مصر والأردن وفلسطين. وقد زعم الرئيس السابق حسني مبارك أنهم هددوا باللجوء إلى إسرائيل، لكنهم يؤكدون على انتمائهم لمصر رغم تهميشهم، ولم يفكروا في تلبية نداء إسرائيل التي فتحت لهم الأسلاك الشائكة عقب تفجيرات طابا وشرم الشيخ عام 2005. مع ذلك لم يسلموا من الملاحقات الأمنية، ودفعوا ثمن تلك الهجمات غالياً، معتبرين أنها عملية انتقام جماعي من البدو. [19]

يعيش بدو سيناء، الذين يمثلون ثلاثة أرباع عدد السكان في المنطقة، أياماً صعبة منذ تفجيرات طابا ونويبع. ولكن تعدّ العزازمة تحديداً، أكثر القبائل بؤساً، رغم أنها إحدى أهم القبائل التي تسكن صحراء النقب. قبل رسم الحدود الدولية، كانت مساكنهم موزعة بين مصر وفلسطين. ولكن بعد ذلك، انقسم أبناء العزازمة إلى قسمين، قسم داخل مصر يتبع الحكومة المصرية والاحتلال البريطاني، وقسم يتبع تركيا التي كانت تسيطر على منطقة الشام التي تتبع لها فلسطين، وبقي الوضع كذلك بعد حرب 1948. وبعد مرور خمس سنوات من النكبة، عبر أبناء القبيلة المقيمون في فلسطين الحدود وطلبوا اللجوء إلى مصر، فسمحت لهم الحكومة بالدخول إلى الأراضي المصرية، وأعطتهم بطاقات تعريفية. يطلق على أبناء القبيلة وصف "بدون"، لأنهم لا يحملون الجنسية المصرية. فمنذ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ونكسة 1967، احتلت إسرائيل سيناء مع الكثير من الأراضي العربية، وقامت بتقسيم العرب في فلسطين وسيناء وكل المناطق العربية إلى قسمين، قسم فرضت عليهم الجنسية الإسرائيلية، وهم العرب الذين كانت مساكنهم في حدود الكيان الإسرائيلي قبل عام 1967. أما القسم الآخر، وهم العرب الذين كانت مساكنهم خارج كيان إسرائيل قبل هذا التاريخ، فلم تعطهم جنسيتها بل أعطتهم بطاقات كتب فيها كلمة "عربي". شمل ذلك قبيلة "العزازمة"، الذين ظلوا في سيناء، وبقي الوضع بهذه الصورة طوال فترة احتلال سيناء، إلى أن تحررت خلال حرب أكتوبر عام 1973، وطالب الأهالي بمنحهم الجنسية. ولكن ما حدث كان مخيباً لآمالهم، وبقي أبناء القبيلة لا يحملون جنسيات، ويعانون من التهميش والعزل حتى يومنا هذا.

نقص الخدمات الصحية والاجتماعية

يقول مرزوق عطا، أحد أبناء القبيلة (45 عاماً)، إن الحصول على الجنسية المصرية هو حلمهم الذي يتوارثه جيلٌ بعد آخر، أملاً في معيشة خالية من الاتهامات بالعمالة والتخوين، من قبل الأمن وجموع المصريين، الذين لا يعرفون عن أهالي القبيلة، إلا أنهم يعملون بالتهريب وطالبوا باللجوء إلى إسرائيل. وأضاف: "لم يهتم أحد بأن يأتي إلينا ويرى تلك العشش المصتوعة من الصفيح التي كنا نسكنها حتى عام 1998، قبل أن تسمح الحكومة لنا ببناء منازل من الطوب، بعد أن هدد البعض باللجوء إلى إسرائيل، كمحاولة للضغط على الحكومة ليس إلا". وأوضح عطا: "نحن لا نكره مصر، لكننا نكره حكومتها. ولدنا هنا وسنموت على الأرض نفسها، لا نحلم بالكثير، فقط بكرامة إنسانية تسمح لأبنائنا بالتعلم في المدارس الحكومية والعلاج في مستشفى أو مركز طبي قريب".

وأضاف: "من يمرض هنا ربما يموت قبل أن يصل مستشفى العريش، والسيدات يضعن حملهن في الطرق العامة أحياناً، نظراً لغياب الخدمات. فرغم وجود وحدة صحية إلا أنها اسم فقط، وليس فيها أي أجهزة طبية، ولا نذكر أن طبيباً زارها منذ إنشائها". وأكّد لرصيف22 أن القبيلة كلها لا تحمل أي شهادات، في ما عدا عدة أشخاص يعدون على أصابع اليد الواحدة، يقومون بتعليم الصغار أساسيات القراءة والكتابة مقابل أجر زهيد يتقاضونه. وأشار إلى أن الحل الوحيد لحصول الأبناء على الجنسية، هو زواج الأب من إمرأة مصرية، والتي تكون من خارج القبيلة، رغم عرف البدو الذي يفرض زواجهم من أقاربهم. ولفت إلى أن زواج العزازمة بعضهم من بعض يأخذ شكل الزواج العرفي لأنه لا يوثق، فهم لا يملكون أوراقاً ثبوتية. وعند الإنجاب، يبقى الأبناء بلا شهادات ميلاد، لحين إتمامهم الستة عشر ربيعاً، وقتها فقط تستخرج لهم تذكرة مرور. أما في حال كانت والدتهم مصرية، فيتم استخراج شهادات ميلاد للمواليد بموجب قانون 2004، الذي يمنح الجنسية لأبناء المرأة المصرية.

انظر أيضاً


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  1. ^ كتاب تاريخ بئر السبع وقبائلها ، ص 94
  2. ^ أ ب ت ث ج Palestine Exploration Quarterly (October 1937) Notes on the Bedouin Tribes of Beersheba District I. By S. Hillelson. Pages 249-251. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "PalestineExploration" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "PalestineExploration" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  3. ^ Khalidi, Walid (Ed.) (1992) All That Remains. The Palestinian Villages Occupied and Depopulated by Israel in 1948. IoPS, Washington. ISBN 0-88728-224-5. Page 76.
  4. ^ Love, Kennett (1969) Suez. The twice-fought war. Longman. ISBN 0-582-12721-1. Pages 11, 62, 109.
  5. ^ Morris, Benny (1993) Israel's Border Wars, 1949 - 1956. Arab Infiltration, Israeli Retaliation, and the Countdown to the Suez War. Oxford University Press, ISBN 0-19-827850-0. Page 64.
  6. ^ كتاب القضاء بين البدو ، عارف العارف
  7. ^ Wadi Giraafi in The Times Atlas of the World 1975. ISBN 0-7230-0138-3 Plate 86.
  8. ^ Palestine Exploration Fund Quarterly Statement for 1912. Pages 18-20.The Bedouin of the Siniatic Peninsula by W.E. Jennings-Bramey. Pages 18-20. XXII The Jeraafy District.
  9. ^ 30°15′20.12″N 34°45′58.95″E / 30.2555889°N 34.7663750°E / 30.2555889; 34.7663750
  10. ^ Khalidi, Walid (Ed.) (1992) All That Remains. The Palestinian Villages Occupied and Depopulated by Israel in 1948. IoPS, Washington. ISBN 0-88728-224-5. Page 76.
  11. ^ Burns, Lieutenant-General E.L.M. (1962) Between Arab and Israeli. George G. Harrap. Pages 92, 93
  12. ^ Morris, Benny (1993) Israel's Border Wars, 1949 - 1956. Arab Infiltration, Israeli Retaliation, and the Countdown to the Suez War. Oxford University Press, ISBN 0-19-827850-0. Pages 153-157.
  13. ^ Love, Kennett (1969) Suez. The twice-fought war. Longman. ISBN 0-582-12721-1. Pages 11, 62, 109.
  14. ^ Morris, Benny (1993) Israel's Border Wars, 1949 - 1956. Arab Infiltration, Israeli Retaliation, and the Countdown to the Suez War. Oxford University Press, ISBN 0-19-827850-0. Page 64.
  15. ^ Anshel Pfepper, 'Sharon ordered expulsion of 3,000 Bedouin, new biography reveals ,' at Haaretz, 11 February 2014
  16. ^ Kawar, Widad Kamel (2011) Threads of Identity. Preserving Palestinian Costume and Heritage. Rimal Publications. ISBN 978-9963-610-41-9. Page 398-402.
  17. ^ معجم العشائر الفلسطينية محمد محمد حسن شراب
  18. ^ Burns, Lieutenant-General E.L.M. (1962) Between Arab and Israeli. George G. Harrap. Pages 92, 93
  19. ^ "قصة قبيلة "العزازمة" المصرية وأفرادها المحرومون من الجنسية". رصيف 22. 2016-11-06. Retrieved 2023-06-03.

قراءات إضافية

  • Canaan. T. "Die 'Azazme-Beduinen and ihr Gegiet". Zeitschrift des Deutschen Palästina-Vereins (in الألمانية). 51.
  • "The 'Azazme Bedouin and Their Region". Arab World Geographer. 2 (4). Winter 1999. (translated from German by William Templer)