الحدود المصرية مع غزة

قطاع غزة.

حدود مصر-غزة، أو الحدود بين مصر وقطاع غزة، هي حدود تماد 12 كيلومتر بين قطاع غزة ومصر. هناك منطقة عازلة على امتداد الحدود يبلغ طولها حوالي 14 كيلومتر.

معبر رفح الحدودي هو نقطة العبور الوحيدة بين مصر وقطاع غزة. ويقع على الحدود الدولية التي تم تأكيدها في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979. يمر الأشخاص فقط عبر معبر رفح الحدودي؛ وعلى هذا النحو، فإن الحدود بين مصر وغزة مفتوحة فقط لمرور الأشخاص، وليس البضائع. يجب أن تمر جميع حركة البضائع عبر إسرائيل، وعادةً عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل على الحاجز بين غزة وإسرائيل.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

في 1 أكتوبر 1906، اتفقت الحكومتان العثمانية والبريطانية على الحدود بين فلسطين الخاضعة للحكم العثماني ومصر الخاضعة للحكم البريطاني، وتمتد من طابا إلى رفح.[1] على الرغم من أن فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى كانت أيضًا تحت السيطرة البريطانية، فقد تم الحفاظ على الحدود المصرية الفلسطينية للسيطرة على حركة البدو المحليين.[1] منذ عام 1948، احتلت مصر المستقلة غزة. وبالتالي، كانت الحدود بين قطاع غزة ومصر مجرد حدود إدارية دون مراقبة حدودية. في حرب 1967، احتلت إسرائيل سيناء وقطاع غزة من مصر، ومرة أخرى كانت هناك سيطرة اسمية على الحدود.

عام 1979، وقعت إسرائيل ومصر معاهدة سلام أعادت سيناء، المتاخمة لقطاع غزة، إلى السيطرة المصرية. وكجزء من تلك المعاهدة، تم إنشاء شريط من الأرض بعرض 100 متر، يُعرف باسم طريق فيلادلفيا (محور صلاح الدين)، ليكون منطقة عازلة بين قطاع غزة ومصر.[2] في معاهدة السلام، رُسمت الحدود بين غزة ومصر المعاد إنشاؤها عبر مدينة رفح. عندما انسحبت إسرائيل من سيناء عام 1982، تم تقسيم رفح إلى قسمين مصري وفلسطيني، مما أدى إلى تشتيت العائلات وفصلها بحواجز الأسلاك الشائكة.[1][3]


المنطقة العازلة الإسرائيلية

بموجب معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية لعام 1979، كان منطقة عازلة تُسمى طريق فيلادلفي، شريطًا بعرض 100 متر من الأرض على طول الحدود بين غزة ومصر. حتى عام 2000، كان عرض المنطقة العازلة الفعلية 20-40 مترًا مع جدار خرساني يبلغ ارتفاعه 2.5 إلى 3 أمتار ومغطى بأسلاك شائكة.[4]

أثناء الانتفاضة الثانية، التي اندلعت عام 2000، قامت إسرائيل بتوسيع المنطقة العازلة إلى 200-300 متراً وبنت جدارًا عازلًا معظمه من الصفائح المعدنية المموجة، مع امتدادات من الخرسانة تعلوها أسلاك شائكة.[5] تطلب إنشاء المنطقة العازلة هدم مجموعات كاملة من المنازل عند المدخل الرئيسي للطريق المركزي في رفح.[4]

توسيع 2001–03

منذ عام 2001، هدم الجيش الإسرائيلي منازل الفلسطينيين في رفح لإنشاء المنطقة العازلة. وفي عام 2002، تم تدمير مئات المنازل في رفح لتوسيع المنطقة العازلة وبناء جدار معدني بارتفاع ثمانية أمتار وطول 1.6 كيلومتر على طول الحدود. كما امتد الجدار مترين تحت الأرض. وبُني الجدار على بعد حوالي 80-90 مترًا من الحدود، مما ضاعف عرض ممر الدوريات. وبعد الانتهاء من بناء الجدار المعدني في أوائل عام 2003، استمرت عمليات الهدم، بل وازدادت بشكل كبير.[4]

توسيع 2004، عملية قوس قزح

بعد مقتل خمسة جنود إسرائيليين كانوا يعملون في المنطقة العازلة في 12 مايو 2004، وافقت الحكومة الإسرائيلية في 13 مايو على خطة لتوسيع المنطقة العازلة، الأمر الذي يتطلب هدم مئات المنازل.[6] أوصى الجيش الإسرائيلي بهدم جميع المنازل الواقعة على بعد 300 متر من مواقعه، أو حوالي 400 متر من الحدود. وأثارت الخطة انتقادات دولية قوية. وفي 14 مايو، دخلت قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي "المجمع البرازيلي" في رفح، وفي قتال عنيف، كما أفادت الأونروا، قُتل 12 فلسطينياً وأصيب 52 آخرين. بدأت قوات الاحتلال بهدم المنازل في حي قشطة، وتدمير عشرات المنازل.[4][7] وحوالي منتصف ليل اليوم نفسه، أصدرت محكمة العدل العليا الإسرائيلية أمرًا مؤقتًا يمنع الجيش الإسرائيلي مؤقتًا من هدم المنازل في مخيم اللاجئين، إذا لم يكن هذا العمل جزءًا من "عملية عسكرية عادية".[6] ومع ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي تدمير المنازل حتى الساعة 5:00 صباحًا في 15 مايو. بسبب "ضرورة عسكرية فورية، أو وجود خطر على الجنود، أو إعاقة عملية عسكرية"،[8] مما رفع عدد المنازل المدمرة لأكثر من 100 منزلاً.[7]

وفي 16 مايو، قضت المحكمة العليا بأنه يحق للجيش الإسرائيلي تدمير المنازل وفقًا لاحتياجاتها. وكان الجيش الإسرائيلي قد تعهد بالامتناع عن هدم المنازل دون داعي.[9][10] وفي اليوم التالي، بدأت إسرائيل عملية قوس قزح.

وفي 18 مايو، أعلنت الحكومة الإسرائيلية إلغاء خطة توسيع المنطقة العازلة على طول الحدود المصرية،[11] بينما في اليوم نفسه، قام الجيش باجتياح مدينة رفح بكثافة وواصل تدميرها على نطاق واسع.[7] في 19 مايو 2004، أدان مجلس الأمن قتل المدنيين الفلسطينيين وهدم المنازل.[11]

ما بين 1 أبريل 2003 و30 أبريل 2004، هُدم 106 منزل في رفح.[12] بحسب هيومن رايتس ووتش، فإن مبررات الجيش الإسرائيلي للتدمير كانت مشكوك فيها ومتسقة إلى حد ما مع هدف وجود منطقة حدودية واسعة وخالية لتسهيل السيطرة طويلة المدى على قطاع غزة.[4]

توسيع 2005

تم التخلي عن خطة الجيش لحفر خندق على طول الحدود عام 2005 بعد أن أصبح من الواضح أن المدعي العام الإسرائيلي، مناحيم مزوز، سيرفضها على الأرجح، لأنها تتطلب تدمير 3000 منزل آخر في رفح.[13][14] بدلاً من ذلك، بدأ الجيش الإسرائيلي في بناء جدار خرساني يبلغ ارتفاعه 7-9 أمتار على طول الحدود في شريط أمني بعرض 60-100 متر، ومجهز بأجهزة استشعار إلكترونية وخرسانة تحت الأرض، وحواجز لمنع حفر الأنفاق.[13]

المنطقة العازلة المصرية

الجدار الفولاذي المصري 2009

في ديسمبر 2009، بدأت مصر، بمساعدة الولايات المتحدة، في بناء حاجزاً بينها وبين غزة على طول حدود القطاع، يتكون من جدار فولاذي.


هدم مصر للمنازل والأنفاق 2013–15

في أكتوبر 2014، أعلنت مصر أنها تخطط لتوسيع المنطقة العازلة بين غزة ومصر، في أعقاب هجوم إرهابي من غزة أدى إلى مقتل 31 جنديًا مصريًا.[15] تم إنشاء المنطقة العازلة "في خطوة تهدف إلى وقف مرور الأسلحة والمسلحين عبر أنفاق التهريب عبر الحدود، لكنها تزيد أيضًا من الضغط على حركة حماس".[16]

أمرت السلطات المصرية السكان الذين يعيشون على طول الحدود الشرقية للبلاد بإخلاء منازلهم قبل هدمها. وكان من المقرر أن تشمل المنطقة العازلة خنادق مملوءة بالمياه لتدمير الأنفاق. وكان من المقرر أن يبلغ عرضها 500 متر وتمتد على طول الحدود التي يبلغ طولها 13 كيلومترًا.[17] بعد إعلان رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب أن أي سكان غير راغبين في الانتقال عمدًا سيتم إبعادهم بالقوة من منازلهم، غادر العديد من السكان المنطقة.[18] في 17 نوفمبر 2014، أعلنت مصر أنه سيتم مضاعفة المنطقة العازلة إلى كيلومتر واحد، بسبب الأنفاق الأطول من المتوقع التي اكتشفت.[19]

وافق الرئيس الفلسطيني محمود عباس على العملية، بحجة أن أنفاق التهريب تحت الحدود أدت إلى ظهور 1800 مليونير، واستخدمت في تهريب الأسلحة والمخدرات والنقود ومعدات تزوير الوثائق. وسبق أن أوصى عباس بإغلاق الأنفاق أو تدميرها، عبر إغراقها، ومن ثم معاقبة أصحاب المنازل التي كانت تحتوي على مداخل للأنفاق، بهدم تلك المنازل.[20][21]

وفي 8 يناير 2015، أدى التوسيع على الجانب المصري إلى تدمير حوالي 1220 منزلاً،[22] بينما تم تدمير أكثر من 1600 نفقاً.[23] ويبلغ طول بعض الأنفاق التي تم اكتشافها أكثر من كيلومتر واحد، وتحتوي على أنظمة الإضاءة والتهوية والهاتف.[24] وكان من المتوقع أن تبلغ التكلفة الإجمالية لهذه المرحلة من المنطقة العازلة 70 مليون دولار.[25] في فبراير 2015، ردًا على المنطقة العازلة، قامت داعش بقطع رؤوس 10 رجال اعتقدوا أنهم جواسيس للموساد والجيش المصري.[26]

في يونيو2015، أكملت مصر حفر خندق عند معبر رفح، بعرض 20 مترًا وعمق 10 أمتار. ويقع على بعد كيلومترين من الحدود مع غزة خارج مدينة رفح، وهو جزء من المنطقة العازلة الموسعة. تم التخطيط لتوسيع الخندق مع وضع أبراج مراقبة.[27][28]

في 11 سبتمبر 2015، بدأ الجيش المصري بضخ المياه من البحر المتوسط إلى الأنفاق. وبحسب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فقد تم تنفيذ عملية غمر الأنفاق بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.[21] أدانت عدد من الفصائل الفلسطينية، إغراق الشريط الحدودي بمياه البحر، لما يشكله من تهديد خطير للبيئة والمياه الجوفية.[29] في نوفمبر 2015، انهارت مساحات واسعة من التربة نتيجة الفيضانات، مما هدد منازل سكان غزة في رفح بالقرب من بوابة صلاح الدين.[30] وتدفقت المياه المالحة من الأرض، مما أدى إلى تلويث التربة وجعلها غير صالحة للزراعة. كما ألحقت مياه البحر أضرارًا بالأحواض الجوفية الطبيعية، "التي استنزفها الإسرائيليون بالفعل، الذين يحفرون آبارًا أعمق من آبارنا بآلاف الأمتار".[31]

بحسب هيومن رايتس ووتش، في الفترة بين يوليو 2013 وأغسطس 2015، هدمت السلطات المصرية ما لا يقل عن 3255 مبنى سكنيًا وتجاريًا وإداريًا ومجتمعيًا على طول الحدود، مما أدى إلى إجلاء آلاف الأشخاص قسرياً.[32]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

معبر رفح الحدودي

محور صلاح الدين في رفح.[33]

يعتبر معبر رفح نقطة العبور الوحيدة بين مصر وقطاع غزة. ويقع على الحدود الدولية التي أكدتها معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979 والانسحاب الإسرائيلي من شبه جزيرة سيناء عام 1982. لا يجوز استخدام معبر رفح إلا لمرور الأشخاص. تمر البضائع من عبر معبر كرم أبو سالم على الحدود بين إسرائيل وغزة.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ أ ب ت "The Evolution of the Egypt-Israel Boundary: From Colonial Foundations to Peaceful Borders". قالب:Free access Pages 3, 9, 18. Nurit Kliot, Boundary and Territory Briefing, volume 1, number 8 (free full-text PDF). A partial preview of the paper is also available through Google Books.
  2. ^ Shen, Nina (25 January 2008). "Gaza: The Basics. Some history and background on the Gaza Strip". Slate.com.
  3. ^ "Cinderella in Rafah". Al-Ahram, Issue No. 761, 22–28 September 2005
  4. ^ أ ب ت ث ج "Razing Rafah — Mass Home Demolitions in the Gaza Strip", pp. 27-28 and 52-66 (PDF text version) on [1], Summary:. "The report on refworld:". Human Rights Watch (HRW), October 2004
  5. ^ "We Are No Longer Able to See the Sun". Andrew Rubin, Al Ahram Weekly, 7 July 2007
  6. ^ أ ب "High Court to renew debate on IDF house demolitions in Rafah". Haaretz, 14 May 2004
  7. ^ أ ب ت "Supplementary Appeal for Rafah". UNWRA, May 2004
  8. ^ "Razing Rafah", par. Map 5 : IDF Operations in Rafah May 2004, Box 3 — Destruction in Rafah: Shifting Justifications. HRW, October 2004
  9. ^ "Court rejects petition to prevent further Rafah demolitions". Haaretz, 16 May 2004. On web.archive.org/
    "The three-member High Court panel said that the IDF was entitled to carry out such demolitions along the Philadelphi route for security reasons, "according to operational needs" or if the military determined that soldiers' lives were in danger."
  10. ^ "Rafah residents flee their homes". Maariv, 16 May 2004. On web.archive.org/
  11. ^ أ ب "Demolitions in Gaza to end: Israel tells US" Archived 12 أكتوبر 2013 at the Wayback Machine. AFP, 20 May 2004
  12. ^ PCHR, "Uprooting Palestinian Trees And Leveling Agricultural Land – The tenth Report on Israeli Land Sweeping and Demolition of Palestinian Buildings and Facilities in the Gaza Strip 1 April 2003 – 30 April 2004" On [2] Archived 2 أكتوبر 2013 at the Wayback Machine
  13. ^ أ ب "Army building new Gaza barrier". Ynet, 14 May 2005
  14. ^ "Israel changes anti-smuggling tactics". Associated Press. USA Today, 2 March 2005
  15. ^ Egypt begins Gaza border evacuation to create security buffer - Retrieved 29 October 2014
  16. ^ "Egypt to double Gaza buffer, demolish 1,220 homes". The Daily Star.
  17. ^ "Egypt to clear residents from Gaza border". Al Jazeera, 29 October 2014
  18. ^ "Egypt clears Gaza border area to create security buffer". Reuters, 29 October 2014
  19. ^ "Egypt to expand buffer zone with Gaza after longer tunnels found" - Retrieved 17 November 2014
  20. ^ Abbas: Egypt Right to Create Buffer Zone on Gaza Border Archived 20 أغسطس 2015 at the Wayback Machine. Jack Khoury, Haaretz, 1 December 2014 (premium).
    "Abbas believed the destruction of the tunnels was the best solution. The Palestinian president said he had recommended previously the sealing or destruction of the tunnels by flooding them and then punishing the owners of the homes that contained entrances to the tunnels, including demolishing their homes."
  21. ^ أ ب Sisi says Gaza tunnels flooded in coordination with PA Archived 4 مارس 2016 at the Wayback Machine. Middle East Monitor, 28 September 2015
  22. ^ "Egyptian military doubling buffer zone with Gaza, demolishing nearly 1,220 more homes". Associated Press, Fox News, 8 January 2015
  23. ^ "Egypt begins doubling Sinai buffer zone along Gaza border". The Times of Israel.
  24. ^ http://www.israelhayom.com/site/newsletter_article.php?id=22881
  25. ^ First phase of Egypt-Gaza buffer zone to cost $70 million
  26. ^ Sinai terrorists linked with ISIS decapitate 10 alleged Israeli spies
  27. ^ "Egypt builds trench along Gaza border to prevent smuggling". Ma'an News Agency, 22 June 2015
  28. ^ Egypt reportedly completes Rafah border ditch
  29. ^ Palestinian factions condemn Egypt flooding Gaza borders. Middle East Monitor, 21 September 2015
  30. ^ "Landslides in Gaza after Egypt floods border". Middle East Monitor, 4 November 2015
  31. ^ "Egyptian army contaminates Palestinian soil on Gaza border". Motasem A Dalloul, Middle East Monitor, 20 November 2015
  32. ^ "Look for Another Homeland". Human Rights Watch, September 2015
  33. ^ Razing Rafah, Map 2: Rafah Features. HRW, October 2004