خليل الخوري

خليل الخوري

خليل بن جبرائيل بن يوحنا بن ميخائيل (1252 هـ - 1325 هـ / 1836 - 1907 م)، شاعر، كاتب ورائد الرواية العربية، إذ كتب رواية "وي إذن لست بأفرنجي"، سنة 1859. وهو من مؤسسي الجمعية العلمية السورية في بيروت، ومن رواد النهضة العربية.

ولد في الشويفات بلبنان وتعلم في بيروت وأنشأ بها جريدة حديقة الأخبار سنة 1858 م، توفي في بيروت. وله ديوان شعر في ستة أجزاء وقصص ورسائل.[1][2][3]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

رائد الرواية العربية

ثمة مبرران لاخراج خليل الخوري (1837 - 1907) من العتمة. المبرر الاول يكمن في مرور مائة عام على وفاته. أما المبرر الثاني فيعود الفضل فيه الى الباحث المصري محمد عبد التواب الذي أقنع «المجلس الأعلى للثقافة» لاعادة نشر رواية الخوري «وي اذن لست بأفرنجي» باعتبارها باكورة الروايات العربية. ولكن إلى أي مدى حقق هذا النص شروط الفن الروائي؟ وفي أي ظرف كتب ونشر وطلع على الناس؟ ظروف كتابة «وي اذن لست بافرنجي» تستقيها «الشرق الأوسط» من أرشيف منتصف القرن التاسع عشر، وتستطلع رأي صاحبها، وأهل ذاك الزمان بها.

الرواية ذات العنوان الطريف «وي اذن لست بافرنجي»، ليست الباكورة اليتيمة لهذا النهضوي المغمور. فقد اصدر عام 1858، باكورة الصحف العربية في المشرق العربي وهي «حديقة الأخبار»، وهي رابع صحيفة بعد «الوقائع المصرية» الصادرة في القاهرة 1828، و«مرآة الأحوال» 1855، و«السلطنة» 1857، الصادرتان في اسطنبول. وقبل ان نغلق الهلالين على بواكير خليل الخوري، يجدر التنويه بأنه اشترك في تأسيس «الجمعية العلمية السورية» في بيروت، وهي أول جمعية ثقافية في العالم العربي تضم مسؤولين وأعضاء من كل الاديان والمذاهب. كذلك، كان الشاعر والروائي خليل الخوري الحلقة الأولى في سلسلة الأدباء الذين أصدروا دوريات سياسية في لبنان والمشرق العربي مثل الشاعر بشارة عبد الله الخوري الملقب بـ «الأخطل الصغير» الذي أصدر جريدة «البرق» في بيروت. وللأسف ليست كل بواكير الخليل مفيدة. فبعد عشر سنوات من صدور «حديقة الاخبار» كدورية نهضوية مستقلة، حوّلها صاحبها في 13 أغسطس (آب) 1868 إلى جريدة رسمية، وتحوّل حضرته في عام 1870 من كاتب مقاتل في سبيل التمدن والحرية والعدالة، الى مكتوبجي يراقب الصحف ويرفع التقارير عنها الى الوالي، مما يسبب في توقيفها. وإذا كانت «حديقة الاخبار» أول جريدة مستقلة في بيروت تصبح جريدة رسمية للولاية، فإن صاحبها كان أول مكتوبجي بيروتي بعد أن كان هذا المنصب حكرا على الموظفين الأتراك.

ولنعد الى الرواية للاجابة عن بعض الاسئلة التي تطرحها مقدمة الطبعة الجديدة التي كتبها الباحث المصري سيد البحراوي: هل صدرت «وي اذن لست بافرنجي» عام 1859؟ وهل كانت مجهولة حتى اكتشفها محمد عبد التواب؟ وهل كانت من ألفها الى يائها - باستثناء مدخلها التقليدي - «رواية حقيقية في المعنى الفني للرواية» على حد تأكيد الزميل عبده وازن في «الحياة» بتاريخ 8 نوفمبر (تشرين الثاني) 2007؟

منذ ان اصدر ابن مدينة «الشويفات» الصغيرة المجاورة للعاصمة بيروت «جرناله» حرص على نشر حلقة من رواية مترجمة عن الفرنسية في كل عدد. إلا أن عدد 13 اكتوبر (تشرين الثاني) 1859 تضمن العبارة التالية: «إذا كنت أيها القارئ مللت من مطالعة القصص المترجمة، وكنت من ذوي الحذاقة، فبادر إلى مطالعة هذا التأليف الجديد المسمى: وي.. اذن لست بأفرنجي». والمطالعة ستحصل من خلال سلسلة حلقات نشرها المؤلف في اعداد جريدته على مدى 18 شهرا. ذلك ان الكتاب الذي احتضن الرواية بعيد ظهور الحلقة الاخيرة منها في «حديقة الاخبار» صدر في عام 1861، بدليل الاعلان الذي نشره المؤلف في جريدته بتاريخ 21 مارس (آذار) 1861 وقال فيه «هذا المؤلف الجديد المحتوي على نقد مختلف يسرّ القارئ ولا يخلو من الفائدة بطريقة هزلية مقصود بها الجد مع رواية شهية المطالعة. الذي تلاه الجمهور مشهوراً بالتدريج في (حديقة الاخبار) قد نجز طبعه الآن كتابا مستقلا مغلفا بورق سميك ملوّن، وسيباع بسعر عشرة قروش للنسخة. والذي يأخذ منه اكثر من خمسين نسخة دفعة واحدة يخصم له، في المائة، عشرون».

مما تقدم، يمكن القول ان الرواية نشرت في كتاب مستقل عام 1861. أما ما جرى في عام 1859، وتحديداً في الشهر العاشر منه، فهو بدء نشر الرواية على حلقات وفي كل عدد من الجريدة «اذا سمح الوقت»، أو بالأحرى مساحة الصفحات المحدودة، التي لم تسمح بنشر حلقة في كل عدد، مما استدعى عاماً وستة اشهر لنشر رواية صغيرة.

ولنقلب الصفحة على السؤال الثاني المتعلق باكتشاف الرواية. في سياق ترجمته لحياة خليل الخوري، نوه فيليب طرزي في الجزء الاول من كتابه «تاريخ الصحافة العربية» بالرواية فقال أن «وي اذن لست بافرنجي، هو كتاب أخلاقي وضعه على أسلوب القصة وضمنه انتقاداً دقيقاً على الأخلاق والعادات مع ملاحظات لطيفة على المتنبي وألفونس دي لامرتين». وكرّت السبحة.

الكتاب الذي يحتضن الرواية موجود في المكتبات العامة، وكذلك هو حال «حديقة الاخبار». لذلك، ليس اكتشافاً العثور على الرواية. ولكن، ما يستحق التنويه بالنسبة للباحث محمد سيد عبد التواب، هو كشفه ان الرواية هي باكورة الروايات العربية. وبالطبع يجب ان يرد هذا الحكم بتحفظ. فمن يمكنه الجزم بعدم العثور على رواية عربية اخرى يعود صدورها الى تاريخ سابق لعام 1861 حيث صدرت الرواية في كتاب مستقل، او عام 1859 حيث بدأ مؤلفها بنشرها في حديقته على حلقات.

يبقى السؤال الثالث والاخير. هل رواية «وي اذن لست بافرنجي» حائزة على الشروط الفنية، خصوصاً إذا علمنا أنها كتبت منذ 148 سنة، خاصة وأن مقدمتها مباشرة وتنظيرية وخاتمتها لا تمت إلى الفن الروائي بصلة. فالمقدمة تشبه في مضمونها المقالات الفكرية والاجتماعية التي نشرها الخوري في جريدته وقارن خلالها بين الشرقيين والغربيين على أصعدة «العلوم والمعارف والمبادىء العلمية». وكرر في سياق المقدمة ما سبق وأكد عليه الرواد الذين سبقوه ومنهم أسعد يعقوب الخياط والمعلم بطرس البستاني: «إننا نريد أن يكون الانكليزي انكليزياً والفرنساوي فرنساوياً والعربي عربياً». وحسناً فعل حين استدرك في القسم الأخير من مقدمته القصيرة، وقرر الاحجام عن إيراد «كلما هو خاطر في بالنا من الأفكار السامية، لأننا نخشى ملل القارىء وربما أيضاً لا يخلو الأمر أننا نحن قد مللنا». أما الخاتمة فكانت أكثر تنظيراً ومباشرة، إذ يقول الخوري: «لا يجب أن نستهجن كل شيء لأنه افرنجي، ولا نستحسن كل شيء لأنه عربي. فإن لكل قوم احسانات واساءات لا تخفى عمن تمعن بالحقائق. وعلينا معشر العرب ان نحدق النظر، ونتأمل بفكر خال من شوائب الغرض، بأبناء عمنا بين البشر القاطنين القارة الاوروبية، ونأخذ عنهم فقط ما كان واسطة لتقدمهم علينا بدرجات التمدن والتهذيب». ولكن الأخذ عن الأجانب لا يجوز أن يرادف السرقة، بل أن يكون اقتباساً وبما يتناسب «مع الروح الأهلية لكل أمة».

صحيح ان الرواية ملتزمة وتستهدف تنوير قارئها. ولكن المقدمة والخاتمة كانتا أقرب إلى الخطاب النهضوي المباشر، منهما إلى الكلام الأدبي المداور الذي يقتضيه المنهج الفني لصياغة الرواية.

ما تقدم لا يقلل من قيمة رواية «وي اذن لست بافرنجي»، واعتراف محمد عبد التواب بريادة خليل الخوري في فن الرواية العربية. فالرواية كتبت في عام 1859 وليس في عام 2007. والاعتراف بريادة شامي يندر حدوثه من الباحثين المصريين.


مؤلفات

  • زهر الربى
  • العصر الجديد
  • السمير الأمين
  • الشاديات
  • النفحات
  • الخليل
  • النعمان وحنظلة
  • مختصر روضة المناظر لابن الشحنة

مراجع

  1. ^ خليل الخوري - الموسوعة العالمية للشعر العربي
  2. ^ خليل الخوري - الموسوعة . كوم
  3. ^ جان دايه (2007-11-28). "هل خليل الخوري هو رائد الرواية العربية فعلاً؟". صحيفة الشرق الأوسط.