أحمد بن أبي الأشعث

أحمد بن أبي الأشعث ( - 361 هـ)هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن أبي الأشعث كان وافر العقل سديد الرأي محباً للخير كثير السكينة والوقار متفقها في الدين وعمر عمراً طويلاً له تلاميذ كثيرة وكان فاضلاً في العلوم الحكمية متميزاً فيها وله تصانيف كثيرة في ذلك تدل على ما كان عليه من العلم وعلو المنزلة. وله كتاب في العلم الإلهي في نهاية الجودة وقد رأيته بخطه رحمه اللّه تعالى وكان عالماً بكتب جالينوس خبيراً بها متطلعاً على أسرارها وقد شرح كثيراً من كتب جالينوس ، وهو الذي فصل كل واحد من الكتب الست عشر التي لجالينوس إلى جمل وأبواب وفصول وقسمها تقسيماً لم يسبقه إلى ذلك أحد غيره وفي ذلك معونة كثيرة لمن يشتغل بكتب الفاضل جالينوس فإنه يسهل عليه كل ما يلتمسه منها.

وتبقى له أعلام تدله على ما يريد مطالعته من ذلك ويتعرف به كل قسم من أقسام الكتاب وما يشتمل عليه وفي أي غرض هو وفصّل أيضاً كذلك كثيراً من كتب أرسطوطاليس وغيره وجلة مصنفات أحمد بن أبي الأشعث في صناعة الطب وغيرها ونقلت من كتاب عبيد اللّه بن جبرائيل بن بختيشوع قال ذكر لي من خبر أحمد ابن الأشعث رحمه اللّه أنه لم يكن منذ ابتدأ عمره يتظاهر بالطب بل كان متصرفاً وصودر وكان أصله من فارس فخرج من بلده هارباً ودخل الموصل بحالة سيئة من العري والجوع وأتفق أنه كان لناصر الدولة ولد عليل في حالة من قيام الدم والأغراس وكان كلما عالجته الأطباء إ زداد مرضه فتوصل إلى أن دخل عليه وقال لأمه أنا اعالجه وبدأ يريها غلط الأطباء في التدبير فسكنت إليه وعالجه فبرأ وأعطي وأحسن إليه وأقام بالموصل إلى آخر عمره واتخذ له تلاميذ عدة إلا أن الخاص به والمتقدم عنده كان أبو الفلاح وبرع في صناعة الطب‏.‏

وكان له عدة أولاد والذي وجدته مشهوراً منهم في صناعة الطب محمد ولأحمد بن أبي الأشعث من الكتب كتاب الأدوية المفردة ثلاث مقالات وكان السبب الباعث له على تصنيفه قوم من تلامذته سألوه ذلك وهذا نص كلامه في صدر الكتاب قال سألني أحمد بن محمد البلدي أن أكتب هذا الكتاب وقديماً سألني محد بن ثواب فتكلمت في هذا الكتاب بحسب طبقتهما وكتبته إليهما وبدأت به في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وثلثمائة وهما في طبقة من تجاوز تعلم الطب ودخلا في جملة من يتفقه فيما علم من هذه الصناعة ويفرع ويقيس ويستخرج وإى من في طبقتهما من تلامذتي ومن إئتمَّ بكتبي فإن من أراد قراءة كتابي هذا وكان قد تجاوز حد التعليم إلى حد التفقه فهو الذي ينتفع به ويحظى بعلمه ويقدر أن يستخرج منه ما هو فيه بالقوة مما لم أذكره وأن يفرع على ما ذكرته ويشيد وهذا قولي لجمهور الناس دون ذوي القرائح الأفراد التي يمكنها تفهم هذا وما فوقه بقوة النفس الناطقة فيهم فإن هؤلاء تسهل عليهم المشقة في العلم ويقرب لديهم ما يطول على غيرهم كتاب الحيوان كتاب العلم الإلهي مقالتان فرغ من تأليفه في ذي القعدة سنة خمس وخمسين وثلثمائة كتاب في الجدري والحصبة والحميقاء مقالتان كتاب في السرسام والبرسام ومداواتهما ثلاث مقالات صنفه لتلميذه محمد بن ثواب الموصلي أملاه عليه إملاء من لفظه وكتبه عنه بخطه وذكر تاريخ الإملاء والكتابة في رجب سنة خمس وخمسين وثلثمائة كتاب في القولنج وأصنافه ومداواته والأدوية النافعة منه مقالتان كتاب في البرص والبهق ومداواتهما مقالتان كتاب في الصرع وكتاب آخر في الصرع كتاب في الاستسقاء كتاب في ظهور الدم مقالتان كتاب الماليخوليا كتاب تركيب الأدوية مقالة في النوم واليقظة كتبها إلى أحمد بن الحسين بن زيد بن فضالة البلدي بحسب سؤاله على لسان عزور بن الطيب اليهودي البلدي كتاب الغادي والمغتذي مقالتان فرغ من تأليفه بقلعة برقى من أرمينية في صفر سنة ثمان وأربعين وثلثمائة كتاب أمراض المعدة ومداواتها شرح كتاب الفرق لجالينوس مقالتان فرغ منه في رجب سنة 342 هـ شرح كتاب الحميات لجالينوس‏.‏