يعقوب الكشكري

يعقوب الكشكري، طبيب ممارس، كان حياً في 329هـ/941م، أخباره قليلة نادرة، لم تذكر كتب التراجم أي معلومة واضحة عن حياته أو نسبه أو عام ولادته أو وفاته، فقيل إنه ولد في بغداد وينسب إلى بلدة كَشْكَر، ويُقال كَسْكَر الواقعة في جنوبي العراق بين الكوفة والبصرة كما جاء في «معجم البلدان».

وفي أخباره أنه درس المنطق وأخذه عن ثابت بن قرة]، كما درس الطب ومارسه في بعض بيمارستانات بغداد كما يقول في مقدمة كتابه «كُنّاش في الطب» : «… وخدمت في بيمارستان صاعد رحمه الله وبيمارستان بدر رحمه الله - ويعني بدر المعتضدي أو الحمامي غلام الخليفة المعتضد- وبيمارستان السيدة أم الخليفة المقتدر أعزهما الله…» ومن هذا القول نستنتج أنه كان حياً يوم كتب هذه الفقرة وأن كُنّاشه ظهر قبل عام 321هـ/933م.

للكشكري مؤلف وحيد هو «كُنّاش في الطب» كتبه على ما يبدو بين عامي 311ـ320هـ/923ـ933م وهو كُنّاش مختصر في الطب العملي دون الطب النظري أو التشريح أو «الفيسيولوجيا»، إنما اشتمل فقط على الأعمال الطبية السريرية اليومية التي كان يشاهدها ويمارسها في بيمارستانات بغداد - كما يقول في مقدمة كُناشه الذي يعد من أقدم الكتب التي اهتمت بطب العين وجراحتها التي وردت في الأبواب (13،12،11)، وجاء في الباب (13) ذكر الأساليب والطرق الجراحية في معالجة العين والأمراض التي تتطلب معالجتها الجراحة فقط منها المرض الذي يدعى عند اليونان (التراخوما) أو ما يسمى اليوم الرمد الحبيبي، ومنها البَرَدة والشترة والشعر الزائد والشرتاق والتوته والتألول والسلع والظفرة.

لهذا الكناش نسخة خطية وحيدة في مكتبة آيا صوفيا- السليمانية في اسطنبول برقم (3516) تعود إلى سنة 597هـ، اكتشفها فؤاد سزكين ونشرها مصورة ضمن سلسلة عيون التراث (المجلد 17)، وصدرت عن معهد تاريخ العلوم العربية الإسلامية في إطار جامعة فرانكفورت عام (1405هـ/1985م). يقول سزكين في مقدمتها بعد دراستها:

إنها تحمل على غلافها (كتاب سرافيون) وهو عنوان خاطئ ناجم عن ذكر ابن سرافيون في الباب الأول.

ويرجع الفضل إلى سيزكين في تعرف يعقوب الكشكري وأهميته طبيباً ممارساً عملياً.

كما احتوى هذا الكُنَّاش على ذكر لنحو (20) مرضاً تتعرض له الأسنان مع ذكر طرق معالجتها. وجاء على ذكر ثلاث حالات مرضية وعلاماتها، وهي القلاع والضرس والذبحة أو الخناق، ويبين أعراض كل من هذه الأمراض وعلاماتها وطرق معالجتها، وكان يستخدم لمعالجة الأمراض أو آلام الأسنان المخدر كالأفيون أو بزر البنج في تركيب بعض الأدوية.

ويشتمل الكناش أيضاً على أساليب معالجة أمراض أخرى يتعرض لها جسم الإنسان؛ مما يدل على أنه كتاب طبي عام شامل غير متخصص بمرض وحيد وأنه كتاب عملي سريري.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  • زهير حميدان. "يعقوب الكشكري". الموسوعة العربية.


للاستزادة

  • فؤاد سزكين، تاريخ التراث العربي، ترجمة عبد الله حجازي (جامعة الملك سعود، 1406هـ/1986م).
  • نشأت حمارنة، دراسة عن أمراض العين في كُناش يعقوب الكشكري (د.ت).
  • دراسة محمد صالح سيط، طب الأسنان عند الكشكري (معهد التراث العلمي العربي، حلب، (د.ت).