اتحاد جنوب أفريقيا

(تم التحويل من Union of South Africa)
Union of South Africa
Unie van Suid-Afrika
Unie van Zuid-Afrika
1910–1961
علم جنوب أفريقيا
العلم
{{{coat_alt}}}
Coat of arms
Motto: Ex Unitate Vires
(Latin: From Unity, Strength)
النشيد: Die Stem van Suid-Afrika
"The Call of South Africa"
Location of the Union of South Africa. South West Africa shown as disputed area (administered as 5th province of the Union).
Location of the Union of South Africa. South West Africa shown as disputed area (administered as 5th province of the Union).
المكانةCommonwealth Realm
العاصمةكيپ تاون (التشريعية)
پريتوريا (الادارية)
بلومفونتين (القضائية)
پيترماريتس‌بورگ (الأرشيفية)
اللغات الشائعةالهولندية، الإنگليزية، أفريكانز (بعد 1925)
الحكومةملكية دستورية
العاهل 
• 1910-1936
جورج الخامس
• 1936-1937
إدوارد الثامن
• 1937-1952
جورج السادس
• 1952-1961
إليزابث الثانية
الحاكم العام 
• 1910-1914
الڤايكونت گلادستون
• 1959-1961
Charles Robberts Swart
رئيس الوزراء 
• 1910-1919
لويس بوتا
• 1919-1924
يان سموتس
• 1924-1939
J.B.M. Hertzog
• 1939-1948
يان سموتس
• 1948-1954
د.ف. مالان
• 1954-1958
ي.گ. ستريدوم
التشريعالبرلمان
مجلس الشيوخ
مجلس النواب
التاريخ 
31 مايو 1910
11 ديسمبر 1931
31 مايو 1961
Area
19612,045,320 km2 (789,700 sq mi)
التعداد
• 1961
18216000
Currencyجنيه جنوب أفريقيا
سبقها
تلاها
مستعمرة الكاپ
مستعمرة ناتال
مستعمرة نهر أورانج
مستعمرة ترانسڤال
جنوب أفريقيا
الشعار الأحمر لاتحاد جنوب أفريقيا (1912-1928)

اتحاد جنوب أفريقيا Union of South Africa هو السلف التاريخي جمهورية جنوب أفريقيا الحالية. وقد نشأ في 31 مايو 1910 باتحاد المستعمرات المنفصلة: الكاپ، وناتال وترانسڤال ونهر أورانج. وبعد الحرب العالمية الأولى، حصل اتحاد جنوب أفريقيا على حق ادارة مستعمرة جنوب غرب أفريقيا الألماني كانتداب من عصبة الأمم والتي أصبحت تُعامل في معظم الأحوال كما لو كانت مقاطعة أخرى في الاتحاد.

اتحاد جنوب أفريقيا تأسست كـdominion تابع للامبراطورية البريطانية. وكانت تُحكم تحت شكل من الملكية الدستورية، حيث كان العاهل البريطاني يمثلة حاكم عام. وقد انتهى الاتحاد حين بدأ سريان دستور 1961. وفي 31 مايو 1961 أصبحت الأمة جمهورية، بإسم "جمهورية جنوب أفريقيا".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الدستور


السمات

مقاطعات الاتحاد

تاريخ: اتحاد جنوب أفريقيا والمحميات البريطانية

أولا: التوسع البريطاني في جنوب أفريقيا

تنقسم جنوب أفريقيا حاليا الى أربع مقاطعات هي الكاب، الترنسفال، الأورانج الحرة، ناتال، وأغلب السكان ينتمون الى مجموعة البانتوا الجنوبيين وأهم القبائل الزولو، الاكسوزا، والتسوانا (1).

بدأ الهولنديون نشاطهم البحري منذ 1595 واستطاعوا أن يحلوا محل الأسبان والبرتغال، وفي عام 1602 تأسست شركة الهند الشرقية الهولندية. وفي عام 1652 أرسلت الشركة بعثة مكونة من ثلاث سفن بقيادة فان ريبك لانشاء محطة تموين سفنهم المتجهة الى المحيط الهندي في منطقة خليج تيبل (2).

وكان نزول الهولنديين في خليج تيبل بداية الاستعمار الهولندي للمنطقة والذي دام قرن ونصف. وبدأ فان ريبك في ارسال البعثات الكشفية للتعرف عل الوطنيين والمناطق الداخلية. وعلى امتداد قرن ونصف استمر تدفق المستوطنين البيض من هولنده وفرنسا وألمانيا وتطور الوجود الهولندي في الجنوب من مجرد محطة صغيرة الى مستوطنة تضم مهاجرين اوروبيين ثم أضفت عليهم ظروف العزلة في الجنوب وعداء الأفارقة لهم صلابة كبيرة (3).

وقد عمل الهولنديون على تقوية مراكزهم في كيب تاون ثم بدأوا في الاتجاه شمالا بحثا عن المناطق الصالحة للزراعة في الشمال والشرق حيث اهتموا بزراعة الكروم والزيتون واطلق على هؤلاء المزارعين لفظ بوير ومعناه المشتغلين بالزراعة وقد اختلطوا بالسكان وتزاوجوا من الوطنيات مما أكسبهم صلابة كبيرة ثم اتسع اللفظ وأصبح يطلق في القرن 19 على الاوروبيين المستقرين في جمهوريتي الأورانج والترنسفال (4).

مد المستوطنون الهولنديون نشاطهم غربا حتى نهر جريت فيش وشمالا حتى سينوبرجن، وتمركزا في جراف رايديت، وامتدت مزارعهم حتى حافة منطقة الكارو الصغرى، كما استولت الشركة الهولندية على الأراضي المحيطة بمحطة الكاب. وكانت قبائل الهتنتون أولى الجماعات الوطنية اتصالا بالهولنديين ولكنهم لم يندمجوا معهم وقد قضي عليهم الهولنديون وطردوا المتبقي منهم الى صحراء كلهاري ونامبيا الحالية.

وفي عام 1794 غزت فرنسا هولندا فهرب الملك وليم أورانج الى بريطانيا مكونا حكومة في المنفى، وانعكست أحوال هولنده الداخلية على منطقة الكيب فقد خشى ملك هولندا من اقدام الفرنسيين على احتلال المنطقة واتفقت بريطانيا معه على احتلالها لكي تحول دون قيام فرنسا بهذا العمل وقد دام هذا الاحتلال ثماني سنوات.

ومن عام 1795 احتلت بريطانيا كيب تاون مما اضطر المستوطنون الأوائل من البوير والفلاحين الى الاتجاه نحو الداخل فعبروا الأجزاء الشرقية من هضبة جنوب أفريقيا وأسسوا مقاطعتي الأورانج الحرة والترنسفال.

وبمقتضى معاهدة إميان 1802 أعادت بريطانيا منطقة الكيب لهولندا ولكن سرعان ما استعادتها وذلك على اثر استمرار نابليون في سياسته التوسعية في اوروبا ونجاح نلسون في الحق الهزيمة بالأسطول الفرنسي في الطرف الأغر، فارسلت بريطانيا قوة بحيرة تتكون من عدة سفن حوالي 61 سفينة لتضع يدها على منطقة كيب تاون، حتى لا تفكر هولندا في وضع العراقيل أمام التجارة البريطانية. هذا وقد اعترف مؤتمر فيينا بضم بريطانيا لمستعمرة الكيب (1).

شجعت بريطاني مواطنيها على الهجرة للمنطقة والاستقرار بها فاستقروا في خليج الجوا واسسوا مدينة بورت اليزابيث ساعد على ذلك ما أذيع عن خيرات المنطقة أضف الى ذلك موقعها الجغرافي الهام في الطريق الى الشرق مع اعتدال مناخها عن باقي مناطق القارة الأفريقية لابتعادها عن خط الاستواء ومن مستعمرة الكيب الانجليزية سوف تنجح بريطانيا في مد نفوذها شمالا لتضم أراضي البوير والأراضي المجاورة لها خلال القرن 19.


البوير وجمهورية ناتال

قبل أن نتتبع النشاط البريطاني في جنوب أفريقيا واتساعه ينبغي لنا أن نشير الى مملكة أفريقية قوية كانت لها علاقاتها مع كل من البوير والبريطانيين الا وهي مملكة الزولو.

تعتبر مملكة الزولو من أقوى الممالك التي ظهرت في جنوب القارة الأفريقية وقد استطاع زعميها (1) شاكا توحيد القوى المحلية والقبائل تحت حكمه وقد استمرت هذه المملكة قرنا من الزمان ووقفت سد منيع أما التقدم الاوروبي وأما زحف البوير المستمر في أراضيها.

وكانت من أهم عوامل الصدام بين الطرفين هو وصول البوير الى منطقة ناتال الواقعة على ساحل أفريقيا حيث استقرت الزولو.

وتعتبر قبائل الزولو عشيرة من عشر قبائل النجوني (2) ويرجع الفضل الى دانجوايو في توحيدها مكونا مملكة قوية من الزولو ما لبث أن انخرط شاكا فيها وأصبح من أكبر قوادها ولاسيما بعد أن دخل دانجوايو في حروب أهلية نتج عنها هزيمته واعدامه وتفتت الاتحاد الذي كونه وعرف باسم اتحاد ميثاو (3).

آلت السلطة الى شاكا فعمل بدوره على تكوين قوات عسكرية منظمة لكل فرقة زيها الخاص ودروعها من لون خاص، واستقر شاكا في بولاوايو وطور الأسلحة الموجودة باستخدام الحراب القصيرة المدببة وفرض على رجاله تدريبات عسكرية قاسية كما درب قواته على الوسائل الجديدة في القتال ، ووزع قواته على أنحاء مملكته كما منع جنوده من الزواج حتى سن الأربعين وهو نفسه لم يتزوج وعاش في معسكرات حربية (1). وكان يغير مواقعه دائما بحثا عن صراع جديد، وأصبحت المدن التابعة له بمثابة قلاع عسكرية كما جمع شاكا السلطة في يديه واصبح من الاثرياء.

هذا وقد استمرت زعامة شاكا أربعين عاما ووضع التنظيمات العسكرية وأسس دولة كاملة امتدت من حدود مستعمرة الكيب البريطانية حتى بحيرة تنجانيقا وتوفى 1828 وهو صاحب أقوى دولة عسكرية في جنوب أفريقيا بعد أن نظم شباب الدولة في فرق عسكرية لا هم لها سوى القتال والحرب.

وأما توسع شاكا فرت القبائل وعبرت جبال دراكنز برج فكان ظهوره منذ مطلع القرن 19 عاملا هاما في تغير الخريطة السياسية لمعظم أراضي جنوب أفريقيا حيث فرت القوى المنهزمة أمامه لتؤسس دولة جديدة على حساب القوى المحلية الضعيفة (2).

تولى السلطة بعد شاكا شقيقه دنجان ولكنه فشل في الابقاء على وحدة مملكة الزولو وسد الفراغ الذي تركه شقيقه فحدث الانقسام في المملكة ودب الضعف فيها هذا في الوقت الذي بدأ فيه الاوروبيون يتطلعون لمد نفوذهم شمالا نحو ناتال والمناطق المحيطه بها أي في أراضي الزولو ولاسيما البوير. الذين توترت العلاقة بينهم وبين السلطات البريطانية في مستعمرة الكاب.

فأخذ البريطانيون يضيقون الخناق على البوير في معيشتهم وجعلوا اللغة الانلجيزية هي اللغة الرسمية الوحيدة، كما عملوا على ارضاء البانتو فأعادوا لهم أراضيهم شرق نهر جريت فش، ومنحوا الحقوق المدنية للهوتنتون وألغوا تجارة الرقيق، وحرروا الرقيق في حوزة البوير فاضطروا للهجرة للشمال في جماعات متعاقبة على أمل أن يجدوا مجالا أوسع يمارسون فيه نشاطهم دون تدخل من الادارة البريطانية في شئونهم. وهكذا بدأت الهجرات التي تعتبر من أعجب حركات الهجرة الاختيارية في العالم في عام 1830 وهي التي عرفت باسم الزحف العظيم The Great Trek وخلال هذه الفترة برزت العديد من أسماء قيادات البوير الذين قادوا أهاليهم الى الشمال (1).

ويمكننا اجمال العوامل التي دفعت البوير للهجرة فيما يلي:

1- شعر البوير بالضيق من الأفكار الجديدة التي حاول البريطانيون فرضها عليهم مثل الغاء تجارة الرقيق.

2- اطلع البوير من أخوانهم الذين سبقوهم في ارتياد الأماكن الشمالية الكثير من المعلومات عن توافر المراعي والأراضي الخصبة وثراء المناطق الجديدة أضف الى ذلك الموقع الجديد سيتيح لهم الاقتراب من موانئ المحيط الهندي فيستطيعون التجارة بحرية بعيدا عن بريطانيا.

3- حب المغامرة والرغبة في الابتعاد عن قيود الادارة البريطانية.

اندفع البوير في هجرات متتالية وعبروا نهر الأورانج في عام 1837 اختير بيتر رتيف حاكما للجماعة.

هذا وقد اختلف البوير أثناء نزوحهم نحو الشمال فريق رآى الاتجاه شرقا وعبر جبال دراكنزبرج الى منطقة ناتال الخصبة وفريق رأى الاتجاه شمالا وعبر نهر الفال (2).

اتجه بيتر رتيف الى ناتال 1837 حيث التقى بملك الزولو دنجان الذي وعده بمنحه قطعة من الأراضي في ناتال بشرط أن يظهر البوير حسن النية. وعندئذ اندفع البوير حول نهر توكيلا وفروعه وفي محاولة لاراضاء ملك الزولو قام رتييف بمساعدته في القاء القبض على أحد منافسيه وهو الزعيم سيكونيلا (3) زعيم منطقة تلوكوا فكافكأ دانجني على ذلك.

اتسمت العلاقات بين دانجان والبوير بالود في البداية لكن سرعان ماتدهورت وقام بطرد عدد من البيض والملونين واضطر البوير للتراجع نحو توكيلا. ولكن القائد اندرياس برتيوريوس رأى ضرورة استخدام القوة ضد الزولو ولاسيما وأنه كان لديه المام بالمنطقة فاستخدم المدافع في محاربة الزولو وقتل أعداد كبيرة في 16 ديسمبر 1838 مما أدى الى تخلي دونجان عن المناطق التابعة له.

وبعد هزائم الزولو المتكررة أرسل دنجان السفراء الى ناتال وتعهد بعدم التقدم صوب توكيلا وأن يدفع تعويضات عن الماشية ولكن سرعان ما نشب القتال مرة ثانية بين الطرفين لأن دنجان لم يف بوعوده ولم يرسل التعويضات وازداد الموقف سوءا بانضمام أحد أخوة دنجان ويدعى مباندي الى جانب البوير في ناتال وتعهد بشن الحرب على أخيه.

وفي عام 1840 تحركت قوتان نحو مملكة جيش مباندي والجيش الثاني من البوير بقيادة برتيوريوس وانتهت المعركة بمقتل دنجان وأعلن برتيوريوس تنصيب مباندي ملكا على الزولو على أن يكون تابعا لجمهورية ناتال. وقد حكم مباندي من منطقة بافالو توكيلا حتى بونجالا. واتبع سياسة سلمية مع البوير وظل يحكم حتى 1872 ثم تولى بعده ستشاوايو الذي دخل في صراع مع القوات البريطانية (1).

وقد حاول جورج نابير حاكم كيب تاون اقناع البوير بالعودة الى الكيب ولكنهم رفضوا لأنهم كانت لهم أطماع في اقامة جمهورية مستقلة فأرسل قوة بريطانية الى ميناء دربان في الساحل الشرقي لناتال للاستيلاء عليه 1838 وعلى المناطق المجاورة ولكنه اضطر للانسحاب عام 1840 وذلك لأنه وجد أن البوير قد اتفقوا مع الزولو.

ولكن في عام 1845 أعلنت بريطانيا ضم ناتال الى مستعمرة الكيب ويرجع عدد كبير من البوير الهجرة مرة أخرى الى الفلد العلوي وييرجع عوامل نجاح بريطانيا في ضم ناتال الى ما يلي:

1- لم تستطع جمهورية ناتال الناشئة الصمود في وجه الأطماع البريطانية ولاسيما بعد اكتشاف الفحم فيها وتضاعف الأهمية التجارية لميناء دربان.

2- لم تستطع جمهورية ناتال مقاومة القوة العسكرية البريطانية ولاسيما في عام 1842 حينما أرسل حاكم الكيب حملة الى ميناء دربان بقيادة الكابتن سميث. وأرسل الخبرات لتعزيز مركزه واستمرت المفاوضات لمدة عامين بين انجلترا والبوير لضم ناتال.

3- لم تستطع جمهورية ناتال مقاومة القبائل الأفريقية وهجماتها المتواصلة.

4- لم يحاول البوير الخضوع لسلطة واحدة نظامية وركزوا اهتمامهم على الاسيتلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي. أضف الى ذلك الاختلافات بين البوير أنفسهم وجهلهم بشئون الادارة والحكم وعجز ميزانية الدولة (1) بينما حققت المستعمرتان ناتال والرأس تقدما كبيرا.

وجدير بالذكر أن الأمر لم يستقر للبريطانيين في ناتال وذلك لأنهم اصطدموا بزعيم الزولو ستشاوايو الذي تولى الحكم منذ 1872 وتمكن من اعادة بناء قواته وأصبح من أهم الزعماء وحافظ على مملكته فترة طويلة وأعاد التجنيد الاجباري واتبع نظاما عسكريا صارما ثم بدأت الخلافات بين الطرفين عام 1878 عندما عملت بريطانيا على تدعيم سيطرتها على ناتال فأرسلت الى ستشاوايو لحل الجيش وطلبت منه السماح للبعثات التنصيرية بالعمل على أراضيه، كذلك قبول مقيم بريطاني في عاصمة بلاده في اولندي ولكنه رفض الانذار فبدأت بريطانيا في غزو أراضيه في عام 1879 ولكنه نجح في مهاجمة القوات البريطانية المجتمعة في ارساند هلاونا وقتل 1600 منها.


أرسلت بريطنيا الامدادات الى قواتها وتمكنت من تدمير عاصمة الزولو وتم نفي ستشاوايو الى الكيب وسمح له في عام 1882 بالسفر الى انجلترا. وبنفيه لم يعدل للزولو زعيم وقسمت المملكة الى 13 اقليم يحكمها رؤساء يختارهم حاكم ناتال (1).


جمهورية الترنسفال والاورانج الحرة

زحف البوير في مجموعات تمركزت كل منها حول قرية أصبحت مركزا للنشاط فمنها مجموعات عبرت نهر الفال واستقرت في شماله في بوتشخستروم، بينما استقرت مجموعة أخرى في ونبرج وهكذا تعددت مناطق استقرارهم.

وفي عام 1852 عقدت بريطانيا اتفاقا مع البوير الساكنين عبر نهر الفال واعترفت باستقرارهم في هذه المناطق ، كما عقدت في عام 1854 اتفاقية أخرى اعترفت فيها باستقلال البوير الساكنين بين نهر الاورانج والفال.

وهكذا تكونت جمهورية الترنسفال من البوير الذين وحدوا مراكزهم عبر نهر الفال متخذين من بريتوريا عاصمة لهم وكان اسمها الرسمي جمهورية جنوب أفريقيا كذلك تكونت دولة الاورانج الحرة التي اتخذت من مدينة ونبرج عاصمة لها وقدر للجمهوريتين العيش لمدة نصف قرن حتى عاد الضغط البريطاني عليهما من جديد (2).

غير أن هناك عوامل حالت دون نمو هاتين الجمهوريتنين فقد تم اكتشاف الماس في كمبرلي في الصحراء الواقعة غرب دولة اورانج الحرة كذلك تم اكتشاف الذهب في راند حول جوهانسبرج في الترنسفال مما ترتب عليه هجرة أعداد كبيرة من البريطانيين لمشاركة البوير في هذه الثروات وأصبحت كمبرلي من أ÷م مدن جنوب أفريقيا وثاني مدينة بعد الكاب من حيث العمران والحركة وتم مد الخطوط الحديدية فيها وربطها بالمدن الساحلية (3).

في عام 1871 وصل الى جنوب افريقيا سيسل رودس الذي لعب دورا هاما في تاريخ المنطقة وبدأ في تكوين الشركات لاستغلال مناجم الذهب والماس كما مد الخطوط الحديدية بين جوهانسبرج ولورانزو ماركيز ودربان ووايت لندن وبورت اليزابيث والكاب أي أنه ربط الموانئ الواقعة في جنوب أفريقيا بغيرها في الشرق. كما شجع على تدفق البريطانيين شمالا مما أثار المشاكل مع جمهورية الترنسفال (جنوب أفريقيا) ولاسيما أن المهاجرين الجدد تركزوا عند حدودها الجنوبية في جوهانسبرج وبريتوريا (1).

وكان رودس يؤمن بضرورة تغلغل النفوذ البريطاني في الأراضي الداخلية للقارة الأفريقية ليس في جنوب أفريقيا فحسب وانما كان من غلاة المستعمرين يرى ضرورة أن تقطع الممتلكات والمستعمرات البريطانية فكان شعاره الرئيسي من الكيب حتى القاهرة (2).

اصطدمت أطماع سياسة رودس ورغبته في التوسع شمالا بالبوير وجمهورية الترنسفال (جنوب أفريقيا ) وكان زعيمها في ذلك الوقت هو بول كروجر الذي لعب دورا هاما في المنطقة وكانت له أيضا أحلامه التوسعية فكان يطمع في أن يمتد نفوذ البوير ودولته شمالا نحو نهر الزمبيزي وايجاد منفذ بحري لدولته حتى لا يكون تحت رحمة انجلترا والمواني البريطانية (3).

هذا في الوقت الذي قررت فيه الحكومة البريطانية ضم المناطق الواقعة شمال الكيب وناتال أي ضم الترنسفال كلها وجميع الاراضي الواقعة من جبال داركنزبرج ونهري الاورانج والفال الى السيادة البريطانية أي ضم دولة الاورانج الحرة أيضا.


ولكن البوير قرروا اللجوء الى القوة وحاصروا الحاميات البريطانية في بريتوريا وعدة مناطق أخرى وهزموا القوات البريطانية الزاحمة من ناتال في معركة حاسمة عند تلال ماجويو في عام 1881 ففضلت الحكومة البريطانية سياسة المسالمة مع البوير فعقدت اتفاق بريتوريا بمقتضاه اتفق على وضع جمهورية جنوب أفريقيا تحت الحماية البريطانية ولكنها تتمتع باستقلالها الداخي ولكن في اتفاق لاحق عام 1884 ألغيت الحماية واعترفت بريطانيا من جديد باستقلال الترنسفال (4).

ولكن الأمور لن تستقر بين الطرفين من جديد بسبب عدة عوامل:

1- ظهور ألمانيا كقوة استعمارية منافسة لبريطانيا بسطت نفوذها على المنطقة المقابلة لأراضي البوير في جنوب غرب أفريقيا فتخوفت بريطانيا من التقارب بين الألمان والبوير. 2- أرادت بريطانيا مد نفوذها شمالا نحو أراضي ممكلة الميتابلي عند نهر الزمبيزي وكان بور كروجر زعيم البوير على وشك الاتفاق معهم. ولكن بريطانيا سارعت ورفعت العلم البريطاني على مدينة سالسبوري في عام 1890 في روديسيا الجنوبية. 3- تأسيس شركة جنوب أفريقيا البريطانية في عام 1889 واستطاع سيسل رودس أن يحصل للشركة على حق استغلال الأراضي الواقعة شمالا وفي عام 1890 أصبح رودس رئيسا للوزراء في الكيب مما مكنه من تحقيق أطماعه الاستعمارية. 4- تدبير رودس لما عرف بغارة جيمسون (1).

في عام 1895 أراد رودس الاستيلاء على اراضي الترنسفال فدبر مؤامرة لقيام ثورة في جوهانسبرج التي تدفق عليها المهاجرين البريطانيين وحصلوا على امتيازات باستغلال مناجم الذهب بحجة عدم حصول هؤلاء البريطانيين على حقوقهم السياسية ورفض كروجر منحهم هذه المطالب على أنهم دخلاء فتحرك جميسون نحو جوهانسبرج وهاجم حدود الترنسفال دون أن تكون هناك أية ثورة في جوهانسبرج تسانده وانتهى الأمر بقتل عدد من رجال وأسره.

أدت غارة جيسمون الى توسيع الخلاف بين الطرفين، وأثارات الاستياء بين المسئولين البريطانيين أنفسهم كما أرسل قيصر ألمانيا تهنئة الى بول كروجر لنجاحه في القضاء على جملة جميسون والتي وصفها بالغوغاء. وكانت هذه فرصة ذهبية لبول كروجر فطالب التخلص من المهاجرين البريطانيين في الترنسفال كما قدم رودس استقالته، وأدته هذه الغارة الى التقارب بين جمهوريتي الترنسفال والاورانج الحرة محالفة دفاعية بينهما.

وفي عام 1898 اعيد انتخاب كروجر للمرة الرابعة رئيسا للجمهورية وكان عمره 72 سنة.

كثرت الشكاوى من البريطانيين في الترنسفال بسبب سوء المعاملة فأرسلت بريطانيا لجنة ملنر للتحقيق، وذلك في محاولات للتقريب بين كروجر والمسئولين البريطانيين في الكيب فعقد مؤتمر في بلو مفتين (\1) 1899 ولكنه فشل.

وفي اكتوبر 1899 أرسل كروجر انذارا الى بريطانيا بسحب قواتها التي حشدتها على حدود الترنسفال وقد رفضت الحكومة هذا الانذار فاندلعت الحرب بين الطرفين في 11 اكتوبر وانضمت جمهورية الاورانج الحرة للترنسفال تنفيذا للمعاهدة الدفاعية بينهما.

وفي بداية لاقتال غزا البوير ناتال وسقطت كمبرلي ومافيكنج ولكنهم وقعوا في خطأ فادح وهو أنهم لم يحاولا احتلال ميناء دربان وغيره من الموانئ ونظم سيسل رودس المقاومة وكون قوة من الفرسان من رجال شركته. ولكن جاء تعيين كتشنر قائدا عاما للقوات البريطانية نقطة تحول في الحرب (2).

ومنذ عام 1900 وجهت القوات البريطانية الضربات لجمهوريات الاورانج الحرة ونجحت في فك الحصار في كمبرلي واستولت على بلومفتين عاصمة دولة الاورانج الحرة مما أدى الى حدوث ارتباك في صفوف البوير فسقطت مدنهم في يد الانجليز، ثم سقطت بريتوريا واضطر بول كروجر أن يلجأ الى هولندا على أمل مساندة الدول الاوربية له. ولكنه توفى في سويسرا عام 1904 ولم يسانده أحد حتى ألمانيا التي كانت تشجعه على قتال البريطانيين.

هذا وقد استخدم كتشنر كل الأساليب الوحشية ضد البوير من حرق وابادة كاملة للسكان من أطفال ونساء وشيوخ لافساح الطريق أمام المهاجرين البريطانيين ولكن البوير صمدوا طويلا وشنوا حرب عصابات ضد بريطانيا.


وفي عامة 1901 حاول الجنرال بوتا توقيع معاهدة صداقة وسلام مع كتشنر الا أن الأخير تمسك بضرورة خضوع البوير وتنازلهم عن حريتهم وقد اضطر البوير القبول بذلك. وفي عام 1902 بمقتضى معاهدة بريتوريا في 31 مايو 1902 التي فقدت بمقتضاها جمهورية البوير استقلالهما (1).

وهكذا قام اتحاد جنوب أفريقيا عام 1910 من الكيب وهي المستعمرة الرئيسية لبريطانيا ثم ناتال والتي ضمت الى بريطانيا ثم الترنسفال والاورانج الحرة.

وأصبح جنوب أفريقيا يشهد نوعين من المستوطنين البيض احداهما البوير والآخر بريطانيا وما زال تلك المجموعاتان تختلفان حتى اليوم في الثقافة والمذهب والسياسة.

لم يكن الاستعمار في جنوب افريقيا استعمارا عاديا مناظر لمثيله في أنحاء القارة الأفريقية بل انه كان استعمارا استيطانيا شبيها بالصهيونية التي اقامت دولة اسرائيل في فلسطين وشبيها أيضا باستعمار أمريكا على حساب هنودها الحمر، أن الاستعمار البريطاني في الجنوب رتب الناس حسب درجة لونهم (2).


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ثانيا: المحميات البريطانية في جنوب أفريقيا

بتشوانالاند Bechinana Land

تقع محمية بتشوانالاند بين مستعمرة ناميبيا وروديسيا الجنوبية (زيمبابوي) واتحاد جنوب أفريقيا. وعاصمة بتشوانالاند هي گابرون وهي دولة مغلقة يقع معظمها في نطاق صحراء كلهاري.

يقطن المنطقة قبائل البتشوانا والبانتو التي عرفت الأوروبيين كمنصرين اذ قصدتها البعثات التنصيرية منذ عام 1818 وأنشأت محطات لها في الطريق المؤدي عبر أراضي بتشوانا لاند لداخل القارة وكن لجمعية لندن التنصيرية محطات متعددة عبر هذا الطريق المؤدي من جنوب القارة لقلبها. وكان المركز الرئيسي للدكتور روبرت موفات المنصر البريطاني الشهير في جنوب افريقيا.

وقد شهدت المنطقة اندفاع موجات من البوير اليها أثناء هجرتهم الكبرى، كذلك هاجر اليها البريطانيون من الكيب، وتكونت فيها الشركات التجارية البريطانية وشركة المعادن واصلاح الأراضي، شجع سيسل رودس حكومته لبسط نفوذها عل المنطقة بحجة تخليص سكانها استرقاق البوير لهم.

هذا وقد حاول البوير مد نفوذهم من الترنسفال الى بتشوانا لاند ولكن القوات البريطانية كانت لهم بالمرصاد واستطاعت بريطانيا خلال 1884/1885 أن تحطم طموحات البوير وأعلنت الحماية البريطانية على بتشوانا لاند في عام 1885 وضمتها الى مستعمرة الكيب (1).

سوازيلاند SwaziLand

تقع سوازيلاند في أقصى شرق جنوب افريقا أحاطت بها الترنسفال، وناتال، موزمبيق البرتغال، استقرت بها قبائل سوازي منذ أوائل القرن التاسع عشر ثم تعرضت لضغط من قبائل الزولو ولكنهم استعادوا حريتهم بعد وفاة شاكا ملك الزولو وكونوا مملكة مستقلة سميت سوازي لاند. وقد منحت هذه القبائل للبوير الحق في الاقامة في أراضيهم، كما منحتهم الامتيازات ثم تدفق عليها الاوروبيون لاستغلال المعادن والمزارع في عام 1894 بسطت حكومة البوير الحماية على سوازي لاند ولكن بعد هزيمتهم من قبل بريطانيا عام 1902 بسطت الأخيرة الحماية على المنطقة.

باسوتولاند BasutoLand (ليسوتو)

تعد باسوتولاند جيبا صغيرا داخل جمهورية جنوب أفريقيا وهي من المناطق الفقيرة المارد عاصمتها ماسيرو يسكن المنطقة قبائل الباساتو التي نجح زعميها موشيش في تجميعها وتعرضت لهجمات الزولو كغيرها من قبائل المنطقة.

اتسمت العلاقة بين قبائل الباستوتو والبوير بالمودة ولكن سرعان ما دب النزاع بين الطرفين بسبب تحديد الحدود الشرقية لدولة الاورانج الحرة عام 1858، ولكن استطاعت قبائل الباساتو هزيمة البوير بفضل قيادة موشيش لها وتدخلت السلطات البريطانية في جنوب أفريقيا لعقد صلح بين الطرفين.

ولكن هذا الصلح كان بمثابة هدنة مؤقتة لأن البوير كانوا في حاجة ماسة لأراضي جديدة لمواجهة الاعداد الجديدة من المهاجرين وكان الباسوتو أيضا في حاجة الى المزيد من الأراضي الزراعية لتوفير المراعي لاغنامهم. وكانوا يتهمون البوير بأنهم أثناء هجرتهم وضعوا أيديهم على جزء من أراضي الباسوتو وطردوا أهلها.

وفي عام 1865 تجدد القتال بين الباسوتو ودولة الاورانج الحرة المجاورة لهم فاستولى البوير على أراضي الباسوتو الخصة واضطر زعيمهم موشيش القبول بتوقيع معاهدة 1866 استسلم فيها لشروط البوير.

رفضت السلطات البريطانية في الكيب الاعتراف بمعاهدة 1866 مما أدى الى تجديد القتال بين الباسوتو والبوير ثم انهت بريطانيا هذا الموقف بفرض الحماية البريطانية على أراضي الباسوتو (1) في عام 1868 والحقت بمستعمرة الكيب في عام 1871.

انظر أيضاً

الهامش

ببليوگرافيا

  • CJ Muller (ed) 500 Years History of South Africa, H&R Academica 1969
  • L Thompson A History of South Africa, Johnathan Ball Publishers 2006. ISBN 1-86842-236-4
  • L Thompson, The Unification of South Africa 1902 - 1910, Oxford University Press 1960.

وصلات خارجية

اتحاد جنوب أفريقيا
Wikisource has several original texts related to:

قالب:SA1910Provinces