معركة گوزلڤه

(تم التحويل من معركة أوپاتوريا)
معركة گـوزلـڤـه
Battle of Eupatoria
جزء من حرب القرم
Yvon 3.jpg

هجوم الفرسان الفرنسيين أثناء معركة گوزلڤه، بريشة أدولف إيڤون
التاريخ17 فبراير 1855
الموافق 28 جمادى الأولى 1271 هـ
الموقع
النتيجة انتصار عثماني
المتحاربون
تركيا الدولة العثمانية
المملكة المتحدة المملكة المتحدة
فرنسا الامبراطورية الفرنسية
روسياالامبراطورية الروسية
القادة والزعماء
الدولة العثمانية عمر لطفي پاشا
الدولة العثمانية محمد إسكندر پاشا
فرنساالجنرال دالونڤيل
روسيا ستـِپان خروليڤ
القوى
30.000 حامية عثمانية (4 فرق مشاة، 1 فوج فرسان ونحو 100 قطعة مدفعية)
3 أفواج فرسان فرنسية وبطارية مدفعية تجرها جياد
وفي البحر: 4 بواخر خط بريطانية، 1 عثمانية و 1 فرقاطة بخارية فرنسية.
بين 20.000 و30.000 (36 كتيبة مشاة في 4 فرق، 6 أفواج فرسان و108 قطعة مدفعية)
الضحايا والخسائر
415 قتيل وجريح 168 قتيل
583 جريح

معركة گوزلڤه (روسية: Штурм Евпатории أي اجتياح يوپاتوريا، إنگليزية: Storm of Eupatoria، بالتركية: Gözleve Muharebesi؛)، كانت أهم معركة في حرب القرم خلال شتاء 1855، عدا سڤاستوپول. الجنرال الروسي ستـِپان خرولـِڤ، آملاً في اجهاض هجوم عثماني واسع النطاق، وكان يهدف للعصف بالقاعدة العثمانية في گوزلڤه Eupatoria بقوة قوامها 19.000 جندي.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مقدمة

الأمير ألكسندر منشيكوڤ.
الجنرال ستـِپان خروليڤ.


بالرغم من أن الحامية العثمانية كان عددها يزيد عن 30,000 [1]، فقد طمح خرولـِڤ لأن يباغتهم في 17 فبراير 1855. إلا أن مسعاه قد خاب، إذ توقعت كل من الحامية العثمانية وأسطول الحلفاء هذا الهجوم, فقابل عمر پاشا الهجوم الروسي بنيران شديدة. بعد خسارة 750 من مقاتليه، خرولـِڤ أمر الروس بالإنسحاب. هذا التراجع أدى إلى طرد القائد الروسي ألكسندر سرگييڤيتش منشيكوڤ وربما عجل بوفاة نيكولاس الأول من روسيا، الذي توفي بعد المعركة بأسابيع قليلة.

فيما يتعلق بالأهمية الاستراتيجية للمعركة, فقد أكدت أن السيطرة المطلقة للحلفاء على البحر ستبقي تهديداً شاغلاً للروس طوال حرب القرم. بالنسبة للحلفاء، الحفاظ على گوزلڤه أبقت الأمل في الاستيلاء على سڤاستوپول. بالنسبة للروس, فلم يستطيعوا توفير امكانيات غير محدودة من جيشهم إلى القرم, خوفاً من هجوم مباغت من الحلفاء يغلق عنق القرم في پـِركوپ.

وبالنسبة للأتراك، فقد استعاد جيشهم الثقة في النفس وإلى حد ما سمعته؛ وقد استوعب معظم الفرنسيين والبريطانيين هذا الأمر، إلا أن آخرين منهم القيادة العليا رفضت بعناد استخدام قدراتهم القتالية في العمليات المحلية.


المعركة

معارك حرب القرم

احتلال أوپاتوريا وما حولها

إبرار الجيش التركي في أوپاتوريا، إ. موريير، 1855.

خلال حصار سڤاستوپول تقرر احتلال أوپاتوريا بجيش مؤلف من الأتراك والمصريين. وتم ذلك بالفعل في 9 فبراير سنة 1855. وأوباتوريا هذه هي مدينة من شبه جزيرة القرم وكانت قبلاً للمسلمين التتر يتولى الحكم فيها خان وذلك قبل ضمها إلى روسيا وقد نوهنا بها في اللمحة التاريخية التي ذكرناها آنفاً عن شبه جزيرة القرم. وهذه المدينة واقعة شمال سباستبول على بعد 40 كيلو متراً ولاحتلالها أهمية كبرى لمنعة موقعها.[2]

وكانت أوباتوريا تسمى قبل ضمها إلى روسيا گوزلوه ولكن الروس غيروا اسمها بقصد محو كل أثر إسلامي.

وألف المصريون الذين نقلوا إلهيا من 9 جي و10 جي ألاي بيادة المؤلف منهما اللواء الأول بقيادة إسماعيل باشا أبي جبل، ومن 13 جي و14 جي بيادة المؤلف منهما اللواء الثالث بقيادة سليمان باشا الأرناؤوطي. أما اللواء الثاني من الجنود المصرية المؤلف من 11 جي و12 جي ألاي بيادة بقيادة علي باشا شكري فقد ظل في الروم إيلي على نهر الدانوب. وبطبيعة الحال انتقل رئيس هؤلاء القواد اللواء سليم باشا فتحي إلى أوباتوريا مع القسم الأكبر.

وعندما وصلت الجيوش التركية والمصرية اشتعلت نيران الحرب. وفي 11 فبراير بدأ الجيش الروسي الذي كان مرابطاً أمام أوباتوريا بحركة هجومية فاستولى بادئ بدء على مدفن للتتر واقع شرق المدينة ولكنه طرد منه على أثر هجوم شديد قام به الأتراك والمصريون.

وفي ليلتي 16 و17 فبراير حفر الجنرال خرولف قائد الجيش الروسي خندقاً أمام أوباتوريا وضع فيه جنوداً يحملون بنادق ذات طلقات متعددة و160 مدفعاً ووضع خلف ذلك 6 ألايات من السواري ثم 26 أورطة من عساكر البيادة وابتدأ اطلاق المدافع من الساعة الخامسة صباحاً واستمر زمناً طويلاً ثم هدأ إطلاق النار من جانب الروس واقتربت صفوفهم للقيام بالهجوم. وهدأت كذلك الجيوش التركية المصرية طلقاتها. ولما صار الروس على قيد مسافة قصيرة اصلتهم الطوبجية والبيادة ناراً حامية زعزعت أركانهم فاضطروا إلى الانسحاب بلا انتظام. غير أنه بعد تردد يسير عاد بهم قوادهم إلى الهجوم ليجتازوا الخندق ولكنهم أكرهوا على أن يرتدوا على أعقابهم مرة أخرى. فانقض عليهم عندئذ الترك والمصريون وهزموهم.

ولكن القضاء أبى ألا أن يكدر صفو هذا الانتصار فخسر المصريون في هذه المعمعة قائدهم العام سليم باشا فتحي وأمير الألاي رستم بك وأمير الألاي علي بك قائدي 9 جي و14 جي ألاي بيادة.

وإليك ما جاء عن واقعة كوزلوه المذكورة في تقويم الوقائع العثماني سنة 1271 هـ (1855):

"في الساعة الحادية عشرة ونصف من صباح يوم السبت 29 جمادى الأولى سنة 1271 هـ (17 فبراير سنة 1855م) هجم الروس بستة وثلاثين طابوراً من البيادة وثمانية الايات من السواري وثمانين مدفعاً هجوماً شديداً على العساكر الشاهانية الموجودة في كوزلوه فشرعت العساكر الشاهانية أيضاً معتمدة على عون الله ونصرته في مقابلتهم ومحاربتهم واستمرت الحرب نحو أربع ساعات ونصف ومع أن حصون هذا الطرف لم تكن قد أكملت على الوجه اللائق ولم تكن المدافع أيضاً قد وضعت في مواضعهاغ. فإن الجيش الروسي لم يمكنه بأي وجه مقاومة شجاعة وبسالة جنود الحضرة الشاهانية المنصورة وثباتهم ومتانتهم فتقهقر منهزماً يائساً. وقد ظهر أن خسارة العساكر الشاهانية وعساكر دولة فرنسا الفخيمة والأهالي في هذه الواقعة 103 أنفار قتلى و296 نفراً من الجرحى وقد اصيب أيضاً في هذه الأثناء كل من سعادة إسماعيل باشا فريق العساكر النظامية الشاهانية وسليمان باشا مير لواء العساكر المصرية بجرح بسيط وكذلك نال سليم باشا فريق الفرقة المصرية ورستم بك أحد أمراء ألياتها المشهود لهما بالشجاعة والبسالة شرف السهادة. وقد ترك الروس في ميدان القتال نحو 500 نفر من القتلى عدا خسائره الجسيمة أثناء الموقعة وعدا ما تركه من الأشيناء الكثيرة مثل أسلحة وشنط. كما يستفاد من ذلك من مآل التحريرات الواردة.

وكان غرض الروس من الهجوم بغتة على هذا الوجه على العساكر الشاهانية التي أفرزت من فيلق الروم إيلي الهمايوني وأرسلت إلى القرم، هو انتهاز الفرصة لايقاع العساكر الشاهانية في الدهشة ونيل شيء بهذه الوسيلة ومع ذلك فإن العساكر الشاهانية نصرها الله قد صمدت لهجوم الروس هذا بالرجولة والبسالة واضطرته في النهاية إلى التقهقر منهزماً. وفي الحق أن هذا العمل من الأعمال الجديرة بالتقدير. وبما أن هذا من آثار توفيق الحضرة السنية الملكية الجليلة المشهود بها لدى العالم فقد رفعت آيات الدعوات الخيرية إلى ذاته الشاهانية مراراً وتكراراً بلسان الاخلاص والعبودية وقد نشر جناب القومندان الروبير قائد الفرقة العسكرية لدولة فرنسا الفخيمة بالقرم على الضباط والأنفار الذين تحت قيادته إعلاناً يتضمن مدح العساكر الشاهانية والثناء عليهم لما أظهرته من ضروب الشجاعة وأنواع التضحية. وبما أن هذا الاعلان مؤيد لتمام الاتحاد والصفاء ويبين صولة العساكر الشاهانية فقد أدرج حرفياً في هذا المحل وطبع.

وورد في كتاب تاريخ الحرب في روسيا وتركيا ص 523 أن اللورد رجلان القائد العام للجيش البريطاني قال في تقريره أنه عند هجوم الروس في حرب أوباتوريا قابل المصريون ذلك الهجوم بثبات عجيب وأن هذا يدل على أن الشهرة التي نالتها الجيوش المصرية على نهر الدانوب لم تنلها إلا عن جدارة واستحقاق. وقد ظلت هذه الشهرة ثابتة لهم بدون أن يعتريها أدنى تغيير.

وفي غرة جمادى الآخرة سنة 1271 (19 فبراير سنة 1855) أرسل سعادة سليمان باشا أمير لواء 9 جي و10 جي ألاي بيادة الجنود المصرية في هذه الحرب إفادة إلى ديوان الجهادية المصرية يخبرها باستشهاد هؤلاء الضباط الأبطال الثلاثة في غاية شهر جمادى الأولى سنة 1271 هـ (18 فبراير سنة 1855). فأرسل الديوان المذكور إفادة بتاريخ 26 جمادى الثانية من السنة المذكورة (16 مارس سنة 1855) إلى ديوان المالية يطلب فيها قطع مرتباتهم إبتداء من تاريخ استشهادهم وها هي الإفادة المذكورة:

"إفادة من ديوان عموم الجهادية إلى ديوان المالية رقم 22 بتاريخ 26 جمادى الثانية سنة 1271 هـ مقيدة بالدفتر التركي رقم 2705.

ورد إلينا خطاب من صاحب السعادة سليمان باشا أمير لواء 9 جي و10 جي من ألايات البيادة التي في السفر مؤرخة غرة جمادى الآخرة سنة 1271 هـ (19 فبراير سنة 1855) تحت رقم 18 يخبرنا بأن سليم باشا فتحي باشبوغ العساكر المصرية ورستم بك أمير ألاي 9 جي ألاي بيادة استشهدا في المحاربة التي حصلت بمدينة كوزلوه في يوم السبت الموافقة غاية شهر جمادى الأولى سنة 1271 (18 فبراير سنة 1855م) ويطلب قطع مرتباتهما من ذلك التاريخ وأنه سيجري ارسال القوائم المتضمنة حصر تركتهما. وقد حررنا هذا لإحاطة علم سعادتكم بذلك. كما أننا حررنا لديوان المحافظة بذلك. وعند ورود قوائم حصر التركة سترسل للديوان المذكور وحرر هذا للاحاطة."

ولما أتى نعي سليم فتحي باشا إلى مصر عين سعيد باشا في محله الفريق أحمد باشا المنكلي قائداً عاماً للجيوش المصرية التي في تركيا وأصحبه بأمير الألاي علي بك مبارك على أن يكون أحد أركان حربه وسافر الاثنان إلى ميدان القتال.

وفي 29 جمادى الآخرة سنة 1271 هـ (19 مارس سنة 1855) أرسل إسماعيل باشا أبو جبل أمير لواء 9 جي و10 جي بيادة الجيوش المصرية في هذه الحرب إفادة إلى ديوان الجهادية المصرية ومعها رسم التركيبة التي أمرت الدولة بصنعها من المرمر ووضعها على قبر المرحوم سليم باشا فتحي. فأرسل الديوان المذكور إفادة بذلك إلى ديوان المعية السنية بمصر في 18 شعبان من السنة المذكورة (6 مايو سنة 1855م) وإليك هذه الإفادة:

"إفادة من ديوان عموم الجهادية إلى ديوان المعية رقم 59 بتاريخ 18 شعبان سنة 1271 هـ مقيدة بالدفتر التركي رقم 2706:

وردت إفادة تاريخها 29 جمادى الآخرة سنة 1271 (19 مارس سنة1 855م) من إسماعيل باشا أبي جبل أمير لواء 9 جي و10 جي من ألايات البيادة التي بدار السعادة بميدان الحرب الروسية التركية معها رسم يبين التركيبة المزمع عملها من المرمر بدار السعادة لوضعها على مقبرة المرحوم سليم باشا فتحي باشبوغ العساكر المصرية الذي استشهد في واقعة ناحية گوزلوه ودفن بجوار خان جامعي الذي بالناحية المذكورة. وذلك بناء على رغبة الباشا السردار. والرسم المذكور مرفق طيه للاطلاع عليه. وحرر هذا للمعلومية."

وقد دفن سليم باشا فتحي بأمر سردار الجيوش العثمانية إكرام عمر باشا في گوزلوه (أوباتوريا) بالقرب من خان جامعي Khan-Gammii ووضعت على قبره التركيبة المذكورة التي صنعتها له الدولة من المرمر.

وفي 29 جمادى الآخرة سنة 1271 هـ (19 مارس سنة 1855م) اصدر الوالي سعيد باشا إرادة سنية إلى ديوان الجهادية بترقية أباظة إسماعيل أفندي أحد أقرباء المرحوم سليم باشا فتحي إلى علمدار 10 جي ألاي بيادة الجنود الصمرية في هذه الحرب جزاء ما أبداه فيها من الشجاعة والإقدام. وها هي:

"إرادة سنية من ديوان الخديوي إلى ناظر الجهادية رقم 160 بتاريخ 29 جمادى الآخرة سنة 1271 هـ بدفتر المعية رقم 429:

إقتضت مراحمنا العلية بأصعاد أباظة إساعيل أفندي أحد أقرباء المرحوم سليم باشا فتحي باشبوغ العساكر المصرية بدار السعادة بتعيينه علمدار 10 جي ألاي بيادة بناء على شهادة أمير لواء 9 جي و10 جي ألايات بيادة المؤرخة 27جمادى الآخرة سنة 1271 (17 مارس سنة 1855م) التي عرضت علينا وبعد الاطلاع عليها أصدرنا أمرنا هذا بأصعاد المذكور إلى الوظيفة المذكورة تلطيفاً له على حسن خدماته. فبوصوله بادورا بمخابرة محل الاقتضاء بقيدة بهذه الوظيفة مت تاريخ إرادتنا".

سفر النجدة البرية المصرية

هجوم الأتراك، بقيادة الجنرال دالونڤي في معركة أوپاتوريا

وفي أوائل سنة 1855 تم حشد جنود النجدة البرية المصرية التي أمر الوالي سعيد باشا بإرسالها مساعدة للدولة في هذه الحرب وقد أبحرت من الإسكندرية ميممة الأستانة ومن ثم سافرت في 4 أبريل من السنة المذكورة إلى ميدان القتال.

وقد نشرت جريدة ذي اللستريتد لندن نيوز بعددها الصادر بتاريخ 14 أبريل سنة 1855م خبر وصول 8.000 جندي مصري إلى أوباتوريا لتعزيز جيش السردار إكرام عمر باشا بها. وهاك ما قالته الجريدة المذكورة في هذا الصدد:

"جيش عمر باشا في أوباتوريا تقوى بوصول 8.000 جندي مصري".

واتفق عند وصول هذه النجدة أن كانت جيوش الحلفاء تشعر بمضايقة شديدة لقلة جنودها المحاربين. فاقترح المارشال كنروبير قائد الجيوش المصرية طلب إمداد من الجنود المصرية ليشدا أزر جيوش الحلفاء في هذه الحرب. وهذا بلا نزاع أمر يشرف مصر أعظم تشريف. وقد ذكر هذه المصادفة العجيبة السيد فورتسكيو في مؤلفه "تاريخ الجيش البريطاني ج13 ص 180 History of British Army.

سقوط سڤاستوپول وانهزام الروس حول أوپاتوريا

وفي أواسط شهر يونيو سنة 1855 حضر من أوپاتوريا السردار التركي إكرام عمر باشا إلى مدينة سڤاستوپول بجيش من المصريين والأتراك يبلغ عدده 15.000 جندي، ورابط في المنطقة التي كان يرابط فيها لواء الغارديا الإنجليزي والفرقة الإنجليزية الثانية بجوار مرتفعات أنكيرمان وذلك إستعداداً لمهاجمة هذه المدينة الحصينة.

وقد نشرت جريدة ذي اللستريتد لندن نيوز نبأ وصول السردار إكرام عمر باشا بهذا الجيش إلى سباستبول في عددها الصادر بتاريخ 23 يونيو سنة 1855م فقالت:

"في الدور النهائي لحصار سباستبول حضر عمر باشا بجيش قوته 15.000 جندي من الأتراك والمصريين استعداداً للهجوم عليها. وقد رابط في المنطقة التي كانت تشغلها الفرقة الإنجليزية الثانية وألاي الغارديا الإنجليزي بجوار مرتفعات إنكيرمان".

وفي 8 سبتمبر من هذه السنة سقطت قلعة سباستبول بعد حصار طويل دام عاماً. فقرر المارشال الفرنسي بيليسيه رئيس قواد الجيوش المتحالفة القيام باستكشاف مواقع الروس بقصد مهاجمتهم. فبعث الجنرال دالونفيل إلى أوباتوريا ومعه ثلاثة ألايات من سواري الفرنسيين. وكان معها المشير التركي أحمد باشا وبصحبته ثلاثون مدفعاً وثلاث فرق إحدلاها من البيادة والثانية من السواري الأتراك والثالثة من البيادة المصريين.

وخرج الجنرال دالونفيل من أوباتوريا في 19 سبتمبر سنة 1855م ومعه 3.000 جندي من البيادة الترك والمصريين و1500 من السواري الأتراك و1.000 من السواري الفرنسيين، وانقسم هذا الجيش إلى قسمين اتجه أحدهما صوب الشمال بقيادة أحمد باشا، والآخر نحو الجنوب الشرقي بقيادة الجنرال دالونفيل.

وقام هذا القسم الأخير عندما انتصف الليل فوصل في الساعة الرابعة صباحاً إلى نقط الجيش الروسي الأمامية. وفي الحال تراجعت الجيوش المحتشدة بها وأطلقت دخاناً في الفضاء لتنذر باقتراب العدو.

وبينما الجنرال دالونفيل يتأهب للاستفادة من الاضطراب الذي حدث في صفوف الروس من هذه المباغتة بالانقضاض عليهم إذا بضباب يرتفع وينتشر حتى صار يحول دون أن يرى المرء شيئاً على قيد 20 خطوة.

وفي الساعة الثامنة تبدد هذا الضباب وأخذت الجنود في السير وزحفت في المقدمة أورطتان من المصريين تعاضدهما أخريان من الأتراك تساعدهما بطارية تركية وأخرى فرنسية. وكان يوجد أمام هذه القوة 3 آلاف من السواري الروس وبطاريتان ولكنهم لم ينتظروا حتى يصطدموا بها بل تراجعوا تاركين علفهم وحبوبهم. وقد أكره المشير التركي أحمد باشا أيضاً الروس على الانسحاب.


وھا ھي نقلاً عن كتاب (الآثار الفكریة) لابنه المغفور له أمین فكري باشا ص 83، ومنھا:

لقد جاء نصر الله وانشرح القلب     لأن بفتح القرم ھان لنا الصعب
وقد ذلت الأعداء في كل جانب وضاق علیھم من فسیح الفضا رحب
بحرب تشیب الطفل من فرط ھولھا یكاد یذوب الصخر والطارم العضب
إذا رعدت فیھا المدافع أمطرت كؤوس منون قصرت دونھا السحب
تجرع أل الأصفر الموت أحمرا وللبیض في مسود ھاماتھم نھب
وقد غرھم من قبل كثرة جیشھم فلم یغن عنھم ذلك الجیش والركب
وولو یجدّون الفرار بعسكر تحكم فیه القتل والأسر والسلب
فقد راعھم من آل عثمان دولة مجیدیة دانت لھا الترك والعرب




التبعات

نصب تذكاري لحرب القرم في يڤپاتوريا.

عندما وصل نبأ الهزيمة إلى سانت پطرسبورگ، أصيب القيصر نيقولاي بخيبة أمل وحزن شديد. بدت روح القيصر نيقولاي مريضة بالفعل وتوفي بعد ذلك بوقت قصير في 2 مارس 1855. خلفه ابنه، القيصر ألكسندر الثاني، حيث أقال خروليڤ واستبدله بالأمير مينشكوڤ كقائد أعلى للقوات الروسية في حرب القرم.[3][4][5]

على الرغم من وجود شعور بموت الطاغية وأن الحرب ستنتهي قريبًا، إلا أن القيصر ألكسندر لم يسعى إلى سلام فوري. من الناحية الاستراتيجية، أكدت معركة گوزلڤه أن قيادة الحلفاء في البحر الأسود ستضمن بقاء التهديد للجناح الروسي في شبه جزيرة القرم طوال فترة الأعمال العدائية. بالنسبة للحلفاء، فإن امتلاك گوزلڤه يعني أيضًا أن استثمار سڤاستوپول ظل خيارًا قابلاً للتطبيق.[6]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  1. ^ Blake, R.L.V.ffrench, The Crimean War, p. 122, para. 1, Leo Cooper Ltd., 1971
  2. ^ عمر طوسون. الجيش المصري في حرب القرم (PDF). p. 193.
  3. ^ Russell (1865), p. 248.
  4. ^ Figes (2010), pp. 321–322.
  5. ^ Royle (2000), p. 336.
  6. ^ Figes (2010), pp. 324–346.

المراجع