تاريخ غينيا

دولة غينيا المعاصرة لم تكن موجودة حتى عام 1958، لكن تاريخ المنطقة يتمد لما قبل التدخل الأوروپي. تم ترسيم حدودها الحالية في الفترة الاستعمارية بمقتضى مؤتمر برلين (1884-1885) والفرنسيين الذين حكموا غينيا حتى عام 1958.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

امبراطوريات غرب أفريقيا

What is now Guinea was on the fringes of the major West African empires. The Ghana Empire is believed to be the earliest of these which grew on trade but contracted and ultimately fell due to the hostile influence of the Almoravids. It was in this period that Islam first arrived in the region.

The Sosso kingdom (12th to 13th centuries) briefly flourished in the void but the Islamic Mandinka Mali Empire came to prominence when Soundiata Kéïta defeated the Sosso ruler, Sumanguru Kanté at the semi-historical Battle of Kirina in c. 1235. The Mali Empire was ruled by Mansa (Emperors), the most famous being Kankou Moussa, who made a famous hajj to Mecca in 1324. Shortly after his reign the Mali Empire began to decline and was ultimately supplanted by its vassal states in the 15th century.

The most successful of these was the Songhai Empire, expanding its power from about 1460, and eventually surpassing the Mali Empire in both territory and wealth. It continued to prosper until a civil war over succession followed the death of Askia Daoud in 1582. The weakened empire fell to invaders from Morocco at the Battle of Tondibi just 3 years later. The Moroccans proved unable to rule the kingdom effectively, however, and it split into many small kingdoms.

Starting in the 13th century, the Arab slave trade flourished in the region and the Gulf of Guinea.[1][2] The slave trade was greatly expanded in the 15th century when Portugal established a number of trading posts in Guinea, purchasing and exporting captives as part of the Atlantic slave trade.[2] Other European nations would eventually participate in the trade, which persisted into the mid 19th century.[2]


ممالك غينيا

After the fall of the major West African empires, various kingdoms existed in what is modern day Guinea.

فوتا جالون


امبراطورية واسولو

علم امبراطورية واسولو

امبراطورية واسولو (استمرت 1878-1898) امبراطورية في غرب أفريقيا بُنيت على فتوح حاكم ديولا ساموري توره Samori Ture ودمرها الجيش الاستعماري الفرنسي.

كون ساموري توري امبراطورية اسلامية من قبائل الماندنجو التي نجح في توحيدها تحت زعامته. ولم تذكر لنا المراجع اذا كان ساموري قد اعتنق احدى الطرق الصوفية التي انتشرت في غرب افريقيا، ولكن من المؤكد أنه كان من ضمن الزعماء الأفارقة الذين أعلنوا الجهاد ضد الوثنيين ثم الفرنسيين بعد ذلك. وقد لعب ساموري دورا كبيرا في غرب أفريقيا واصطدم بالفرنسيين ودام الصراع بين الطرفين أكثر من عشرين عاما نجح ساموري خلالها في بث الفزع والرعب في قلوب الفرنسيين حتى أن كثيرا من الكتاب الفرنسيين وصفوه بأنه دموي متعطش للدماء، فالف ديبوك كتابا بعنوان Samory le sanglant بينما وصفه بعض القادة الفرنسيين بأنه من أمهر القادة العسكريين حتى شبهه القائد الفرنسي بيروز بأنه بونابرت السودان

الفترة الاستعمارية

سُكنت أراضي غينيا منذ أقدم العصور، وفي أوائل القرن الخامس عشر تعرضت لهجمات تجار الرقيق الپرتغاليين وأصبحت هدفاً للأطماع الاستعمارية. وضعت تحت الحماية الفرنسية عام 1849، وما لبثت فرنسا أن أعلنتها جزءاً من مستعمرات غربي أفريقيا عام 1904. وكانت فرنسا تعدّ هذه المستعمرة جزءاً منها، فسعتْ إلى إنشاء طبقة غينية تتبنى الثقافة الفرنسية وتخدم مصالحها.

النشاط الفرنسي في ساحل غينيا

وقد توطدت الصلة بين سودجي ووكالة ريجي الفرنسية فسمح لها ببناء المراكز التجارية اللازمة لتجارة زيت النخيل في مقابل دفع مبلغ سنوي له أبدى استعداده لقبول الحماية الفرنسية على أراضيه. وقد اطلع ريجي وزارة الخارجية الفرنسية ووزارة البحرية عام 1862 على ضرورة تدعيم السيطرة الفرنسية على بورتونوفو وأبدى مخاوفه من وقوعها في يد بريطانيا. وقد استجابت الحكومة الفرنسية للالحاح وكالة ريجي، وأرسلت بعثة برئاسة الألب بلانك وكان مسئولا عن جمعية البعثات الأفريقية في ليون لاستطلاع الموقف وأرسلت بعثة أخرى الى ميناء ويده، وفي 18 فبراير 1863 عين دوماس قنصلا فرنسا في ويده، فوقع مع سودجي اتفاقا في 23 فبراير 1863 نص على السماح للرعايا الفرنسيين بالتجارة في بورتونوفو كما وقع اتفاقا ثانيا في 25 فبراير 1863 وضع بمقتضاه سودجي أراضيه تحت الحماية الفرنسية كذلك أعطى لفرنسا من خلال هذا الاتفاق الحق في ادارة الشئون الخارجية لبورتونوفو (2).

وقد تبع اعلان الحماية على بورتونوفو ضرورة استكشاف المنطقة، فأرسلت وزارة البحرية الفرنسية عدة ضباط الى بورتونوفو منهم بروساردي كومبيني الذي ارسل في عام 1863 الى منطقة ادو في بورتونوفو وهي بحيرة تصلها منتجات الشمال والشرق (3).

ولكن رغم توقيع الحماية مع بورتونوفو، لم يستقر الأمر للفرنسيين بسبب سياسة العداء التي أبداها الملك جليجليه ملك ابومي فقد اعتبر بأن كل من بورتونوفو وكونونو مناطق تابعة له، ولا حق لفرنسا في عقد معاهدة حماية مع بورتونوفو ومع حاكمها سودجي، ورغم محاولات فرنسا التقرب من جليجليه وارضائه، الا أنه رفض الاعتراف بالمعاهدة فزار ابومي القنصل دوماسي، وحاول تأكيد حسن نوايا فرنسا، ولكن جليجليه رفض الاعتراف بالمعاهدة، ولم يكتف بهذا الرفض، وانما اتخذه موقفا عدائيا تجاه الفرنسيين، كنوع من العقاب لهم، فهجام التجار الاوروبيين في الساحل عام 1864 وآثار المتاعب في كل من بورتونوفو وكونونو (1).

ونتيجة لاضطرار الموقف حذر القائد البحري لافون دي لاديبه من تصرفات ملك ابومي وخاصة وان البحرية الفرنسية عجزت في ذلك الوقت عن الدفاع عن بورتونوفو وكونونو وكذلك فشلت في صد اغارات جليجليه على ميناء ويده (2).

وفي الواقع أن سبب تفوق جليجليه في ذلك الوقت يرجع الى قوة جيشه وتنظميه، وخاصة فرق نساء الأمازون اللاتي عرفن بالشراسة في القتال كذلك رجحت كفة ملك ابومي اثناء اغارته على الساحل بسبب عجز فرنسا خلال هذه الفترة في ارسال حملات عسكرية كبيرة . وقد حاولت فرنسا تهديد جليجليه بانسحاب التجار الاوروبيين من الساحل مما يترتب عليه انهيار تجارته. ولكنه لم يهتم ، وذلك لأن هذا التهديد من الفرنسيين أكثر منه، ومن مصالح التجار الاوروبيين بصفة عامة فلجأت السلطات الفرنسية الى محاولة التفاوض معه وأرسلت له بعثة برئاسة الكابتن ديفو في محاولة لاقناعه بوقف اغاراته ونشاطه العدواني ولكن رغم بقاء ديفو أكثر من شهرين في ابومي، الا انه فشل في تحقيق أي نجاح، ولذلك بدأت فرنسا تفكر في الانسحاب من المنطقة (3)، ومما زاد الموقف حرجا خلال هذه الفترة أن الملك ميكبون الذي خلف سودجي في بورتونوفو رفض الاعتراف بالمعاهدة التي عقدها سلفه مع الفرنسيين، وبذلك لم يعد أمام فرنسا سوى الانسحاب وأصدر لافون دي لاييه أوامره بالانسحاب من بورتونوفو في عام 1864، وأعلن بأن فرنسا أخطأت في توقيع معاهدة الحماية مع سودجي دون أن تؤمن القوات العسكرية الكافية للدفاع عن المنطقة (1).

وجدير بالذكر أنه بعد انسحاب فرنسا من المنطقة انتهزت السلطات البريطانية الفرصة فحاولت مد نفوذها من لاجوس صوب بورتونوفو وكونونو وعللت ذلك بأنه لمنع ملك ابومي من الاستمرار في تجارة الرقيق، وتصديرها من الساحل ومنعه أيضا من تقديم القرابين البشرية، إلا أن محاولات لاجوس فشلت بسبب تصدي وكالة ريجي الفرنسية لها. حيث بقيت هذا الوكالة تمارس نشاطها في المنطقة حتى بعد انسحاب الفرق الفرنسية عنها (2).

والواقع أن فرنسا رأت بعد انسحابها ضرورة العودة الى المنطقة مرة أخرى ومهادنة جليجليه خوفا من اتساع نفوذ بريطانيا، كذلك كان لتقارير ريجي ودعوته الدائمة للحكومة باعادة السيطرة على المنطقة دورا في الرجوع مرة ثانية اليها وفي عام 1868 وقع الملازم البحري الفرنسي جان باتيست ارنو معاهدة حماية ملك كونونو (3)، واعترف جليجليه بهذه المعاهدة وقبل تسليم كونونو للفرنسيين في مقابل تعهدهم بدفع مبلغ سنوي له، كما تعهد باحترام الحدود بينه وبين كونونو والبلاد الواقعة جنوب ابومي، كذلك تعهد باحترام الحدود بين بلاده، وبين بورتونوفو الواقعة شرقا (4).

يلاحظ بأن ملك ابومي جليجليه وافق على معاهدة الحماية التي تمت بين الفرنسيين وكونونو، وذلك لأنها تمت عن طريقه وليس كالمعاهدة السابقة التي تمت بين الفرنسيين وبورتونوفو دون الرجوع اليه فهو يؤكد بذلك سيطرته على الساحل وبأن هذه المناطق تابعه له، وقد قوبل هذا الاتفاق بالارتياح من قبل السلطات الفرنسية، كذلك من قبل حكام كونونو، ولكن رغم عودة نشاط فرنسا الى المنطقة عام 1686 الا أنها اضطرت لهجر مراكزها مرة ثانية بسبب قيام الحرب السبعينية (5).

بعد انتهاء الحرب السبعينية عادت فرنسا الى المنطقة وأعلنت سريان معاهدة 1868 التي وقعت مع كونونو، كما أعلنت أيضا بان كلا من ليتل بوبو، وبورتو سيجورو، وأجوبه الواقعة شرق كونونو، تقع تحت النفوذ الفرنسي حسب معاهدة عام 1868 فاعترفت بريطانيا على ذلك لأن هذه الأراضي لم تكن تابعة لداهومي، وسوف تتنازل فرنسا عن هذه الأراضي فيما بعد، لتشكل جزءا من مستعمرة توجو الألمانية (1).

والاقع ان الاهتمام بمنطقة كونونو لم يكن محط أنظار الفرنسيين فقط وانما التجار الألمان وتجار البرازيل وترجع أهمية المنطقة الى أن كونونو اعتبرت مدخل لبورتونوفو. ولذلك سعت فرنسا الى المنطقة مرة ثانية والى توقيع معاهدة مع ملك ابومي لتأكيد نفوذ فرنسا في كونونو بمقتضى معاهدة 1868 فوقع الكابت دي فرجات في 9 أبريل 1878 معاهدة مع ملك داهومي وأخرى مع ملك كونونو للفرنسيين وتم تقبول تعيين نائب فرنسي في كل من ويده وكونونو (2).

وقد نصت المادة الأولى من المعاهدة أن يستمر السلام والصداقة بين فرنسا وداهومي، تلك الصداقة التي دامت منذ معاهدة 1868 وان الغرض الرئيسي لهذا الاتفاق هو استمرار الصداقة بين البلدين.

المادة الثانية: رعايا فرنسا لهم الحق في الاستقرار والتجارة في الموانئ والمدن الواقعة تحت نفوذ جليجليه، ولهم حق امتلاك الوكالات والمحلات التجارية من أجل تجارتهم وصماعاتهم وسوف يتمتعون بالحرية التامة والأمان من قبل ملك داهومي.

المادة الثالثة: يتمتع رعايا فرنسا – التجار والمندوبون في داهومي بحماية خاصة يوفرها لهم أهالي داهومي ، ويعلن الملك جليجليه لرعاياه بأن رعايا فرنسا لهم وضع مميز، ولابد من احترامهم.

المادة الرابعة: يتمتع رعايا فرنسا بحرية التجارة، ولهم حق ادخال بضائعم الى داهومي.

المادة الخامسة: يتم الافراج عن الأسرى في داهومي وويده.

المادة السادسة: يسلم الملك جليجليه كل حقوقه في أراضي كونونو الى فرنسا بدون شرط، وعليه احترام الحدود بين من الجنوب ومن الغرب لمسافة 6 كم من وكالة ريجي (1).

بعد توقيع المعاهدة عاد العلم الفرنسي يرفرف من جديد على كونونو في 4 فبراير 1879، وعين مندوب فرنسي في المنطقة، ولكن رغم ذلك لم يستقر الأمر للفرنسيين بسبب تذبذب موقف الملك جليجليه تجاههم (2).

وجدير بالذكر أنه ظهرت لفرنسا مشكلة أثناء تدعيم سيطرتها على ساحل العبيد، فبالاضافة الى منافسة بريطانيا لها من لاجوس، بدأت البرتغال في المطالبة بميناء ويده باعتباره جزءا من ممتلكاتها، واعتبرت بأن لها حقوقا تاريخية في المنطقة كما استندت على أن التاجر البرتغالي جوليانو داسوزا عقد في 1885 معاهدة مع ملك ابومي سمح له برفع الاعلام البرتغالية في كونونو، والواقع أن نصوص المعاهدة اختلف فيها النص البرتغالي عن نص المعاهدة الخاص بداهومي فالنص البرتغالي ذكر بأنه معاهدة حماية بينما في النص الخاص بابومي ذكر بأنها معاهدة للتجارة فقط، وقد قام القائد البرتغالي سيلفا داكورودا بزيارة جليجليه ملك ابومي تأكيدا للصداقة بين البلدين، وقد اعترض الملازم البحري الفرنسي روجيه على رفع العلم البرتغالي في كونونو (3).

وسرعان ما حلت هذه المشكلة بين الدولتين ففي 21 يناير 1889 أعلن الوزير البرتغالي في لندن عن عزم بلاده على الانسحاب من الخط الساحلي لمملكة داهومي، وفي 22 ديسمبر 1887 أعلنت البرتغال انسحابها نهائية من المنطقة الساحلية (1). ولكن بريطانيا لم ترحب بانسحاب البرتغال من المنطقة وقد علمت وزارة الخارجية البريطانية بأن هناك مفاوضات بين البرتغال وفرنسا للانسحاب من ويده، وتخوفت الخارجية البريطانية من قيام ابومي بالاغارة على ميناء ويده فطلبت من حاكم ساحل الذهب صموئيل روي ارسال مبعوث الى ابومي لكي يوضح للملك رغبة الحكومة البريطانية لتوطيد الصداقة معه، وأنها على استعداد لتحل محل البرتغال بعد انسحابها من المنطقة (2).

واذا كانت فرنسا قد بدأت في حل مشاكلها مع الدول الاوروبية المجاورة فحددت الحدود مع مستعمرة لاجوس البريطانية ، واتفقت مع البرتغال على الانسحاب من المنطقة وأعلنت حمايتها على كونونو 1878 ، إلا أنها واجعت من جديد عداء ملك ابومي لها ذلك العداء الذي كلف الفرنسيين الكثير من الجهد واستمر لعدة سنوات حتى تسنى لهم اخضاع المنطقة. وقد تفاقهم هذا العداء بين الطرفين خاصة بعد اعتلاء الملك نوفا حكم بورتونوفو فقد اعتبره جليجليه عدوه اللدود فهاجم أراضيه، واضطر توفا في احدى هذا الغارات الى الفرار واللجوء الى لاجزس. مما سبب ارتباكا للادارة البريطانية فيها وقد أرسل مدير لاجوس دانتون الى حكومته بأن داهومي مازالت تشن اغاراتها على بورتونوفو، وأن الملك نوفا اتجاه في أول ابريل 1889 ومعه اربعمائة من قواته الى لاجوس طالبا الخبرة كذلك القى جليجليه القبض على عدد من التجار الاوروبيين (3).

وجدير بالذكر أن جليجليه شعر بخطورة وأثر غزواته، وما ترتب عليها من ابتعاد الاوروبيين عن التجارة معه فحاول تحسين علاقته مع الادارة البريطانية في لاجوس، وارسل في 26 يناير 1889 الى مدير لاجوس دانتون يعلن ترحيبه لقدوم التجار البريطانيين من لاجوس للتجارة مع ابومي، مؤكدا حسن نواياه كما طالبه بعدم الاستماع الى الدعايات الكاذبة ضده (1). وقد رد دانتون على جليجليه طالبا منه التخلي عن سياسة العنف، وذلك من أجل فتح طرق جديدة للتجارة، وطالبه بالامتنع عن الاغارة على بورتونوفو، كما أخبره بأن الملك نوفا فر الى لاجوس وهو في حماية البريطانيين (2).

ولكن جليجليه استمر في اغاراته على البلاد، وعلى المناطق الداخلية في بورتونوفو مما سبب ازعاجا للسلطات البريطنية وكان لدانتون مدير لاجوس رأي خاص وهو ضرورة خلع توفا ملك بورتونوفو، لأن اغارات جليجليه لن تنتهي ما دام نوفا في الحكم (3). وقد ازدادت حدة هذه الاغارات بعد اعلان الحماية الفرنسية على بورتونفو 1888 (4).

أما من وجهة نظر الحكومة الفرنسية فقد راى اوجدين ايتيان وكيل وزارة المستعمرات، ضرورة ارسال بعثة سلمية الى ابومي لبحث اعتداءات جليجليه المتكررة على بورتونوفو (5). وكذلك أرسلت بعثة الدكتور بايول حاكم أنهار الجنوب، وقد شرح ايتيان لاعضاء البرلمان الفرنسي الهدف من البعثة وأوضح بأن لبايول خبرة طويلة في العمل في أفريقيا ، وقد زود بايول بعدة تعليمات منها:

  1. تحديد حدود كوتونو
  2. منع الاغارات السنوية التي يقوم بها ملك انومي على الأراضي الخاضعة للحماية الفرنيسة، والمقصو بها بورتونوفو.
  3. الامتناع عن تقديم القرابين البشرية.

كما زود بايول بمجموعة من الهدايا الثمنية لتقديمها الى جليجليه، ولكن فور وصوله الى ابومي عومل معاملة سيئة من جانب السلطات فيها، فلم يحسن الملك استقباله وأعلنه له عدم اعترافه بمعاهدة 1878 مع كونونو، كما أعلن له رفضه عبور السفن الفرنيسة في نهر اويميه. وظل بايول فترة طويلة في ابومي وفشلت بعثته في تحقيق هدفها وكان لهذا الفشل اثر كبير لدى ايتيان الذي رأى تدهور الوضع في داهومي، مما هدد المصالح الفرنسية وكرامة فرنسا (1). فقد رفض ولي العهد الأمير كوندو مقابلة بايول لمدة خمسين يوما كما أخبره بأن الأشخاص الذين وقعوا معاهدة 1878 تم اعدامهم لأن بلاده لا تسمح لتسلم أراضيها الى قوة أجنبية (2).

وقد كتب بايول بأنه لا جدوى من المفاوضات مع داهومي لأم الملك جليجليه متمسك بحقه في بورتونوفو وان المحادثات بين الطرفين، وخلال هذه الفترة توفى جليجليه، فخلفه ولي العهد في داهو كوندو الذي عرف فيما بعد باسم بيهانزن ، وانتج سياسة أكثر تشددا مع الفرنسيين من سلفه (3).

3- بيهانزن والمقاومة ضد الفرنسيين 1889-1894:

تولى بيهانزن الحكم 1889-1894 واستمر في سياسته العدائية تجاه بورتونوفو، وقد بدأ حكمه بالقاء القبض على التجار الفرنسيين 1890 في ميناء ويده، كذلك استولت قواته على كونونو فدخلها فرق نساء الأمازون ونكلت بالأهالي (4). ولكن الملازم الفرنسي تريلون نجح في استعادة كونونو، وصد هجمات قوات داهومي وفي 15 فبراير 1890 أرسل بيهانزن انذارا شديد اللهجة الى البعثات الكاثوليكية في ويده يطلب منها الرحيل وإلا ألقى بها في البحر، فاحتمى رجال الدين المسيحيين مع خمسة من الرعايا الفرنسيين باحدى الوكالات التجارية، ولكن قوات بيهانزن ألقت القبض عليهم جميعا وأرسلوا مكبلين بالأغلال الى ابومي، وأعلن بيهانزن بأنهم أصبحوا أسرى لديه. ولم يقتصر بيهانزن على مهاجمة كونونو وويده، وانما هاجم أيضا بورتونوفو، وفشل الملازم تريلون في صد هجمات قوات نساء الأمازون، واضطر الى التراجع بعد أن تكبد خسائر فادحة (1).

والواقع أن هجوم بيهانزن على كل من ويده وكنونو وبورتونوفو، انما يعني أنه قرر شن الحرب على الفرنسيين كذلك لاظهار هيبته وقوته أمامهم فور توليه العرش وكأنما بهذه الهجمات هو ينبههم الى قوته وسلطاته، ولكن كان لأسر أعضاء البعثة المسيحية، رد فعل كبير لدى الفرنسيين، وقد طلب القائد الفرنسي فرونيه من وزير بيهانزن في ويده ضرورة الافراج عن أفراد البعثة ولكنه ماطل في الرد وأرسل رسالة الى رئيس الجمهورية الفرنسية قال فيها أن البيض لا يتورعون عن شن الحروب من أجل التجارة، وأكد أن كونونو تابعة له ولن يتنازل عنها، ولكنه أبدى استعداده لاثبات حسن نواياه واطلاق سراح البعثة الكاثوليكية. وازاء مهادنة بيهانزن للفرنسيين رأت السلطات ايفاد بعثة الى بيهانزن لمحاولة تحسين العلاقة معه (2).

أرسلت البعثة الى بيهانزن برئاسة آلان دورجير وكان من ضمن أسرى ويده الذين أفرج عنهم بيهانزن ونجح دورجير في توقيع معاهدة مع بيهانزن في ويده في 30 اكتوبر 1890.

نصت المادة الأولى من المعاهدة بأن يحترم ملك داهومي الحماية الفرنسية على بورتونوفو باحتلال فرنسا في كونونو.

المادة الثانية: تباشر فرنسا سلطاتها على ملك بورتونوفو بحيث تتعهد لبيهانزن بأنه لن يشكو من تصرفاته. وتعهدت فرنسا بدفعت عشرين ألف فرنك لبيهانزن بعد اعترافه بالحماية الفرنسية على كونونو (1).

وتبع توقيع المعاهدة ارسال بعثة سلمية الى ابومي، فقد أوفد القائد الفرنسي دي كوفرفيل الكابتن اوديود الى بيهانزن كل الغرض منها جمع المعلومات أم هي مجرد بعثة لارسال الهدايا الى بيهانزن. وجدير بالذكر أن الحكومة الفرنسية ارادت انتهاز فرصة تقديم الهدايا الى بيهانزن وطلبت من مختلف ضباط البعثة كتابة تقرير عما شاهدوه في ابومي، فكتب الملازم شاسل تقريرا عن طبوغرافية داهومي وعزز تقريره بالرسوم والصور وكتب اوديود عن الناحية العسكرية وأوضح مدى قوة الجيش الداهومي كذلك كتب عن النظم السياسية السائدة في البلاد، كما صاحب البعثة ضباط من البحرية الفنسية منهم هيكار ودوكير وقد شكا بيهانزن لأفراد البعثة من تصرفات بايول عندما زار ابومي لأنه زعم له بأن لديه سلطات تماثل سلطات ملك فرنسا وأعلن بيهانزن أنه يريد العيش في سلام مع الفرنسيين (2).

وكان من أهم نتائج هذه البعثة التعرف على داهومي والنظم السياسية فيها ووضعها العسكري .

وجدير بالذكر أنه رغم التأكيدات لأفراد البعثة عن رغبته في العيش في سلام مع الفرنسيين إلا أنه اتصل بالتجارة الألمان في الكاميرون للحصول على الأسلحة الحديثة والمتطورة (4). وكذلك استأنف اغارته على البلاد ولكن على البلاد الواقعة غرب ابومي فهاجم اوتشي في سبتمبر 1891 وأسر عددا كبيرا من أهلها وأجبرهم على العمل في المزارع الجماعية كما هاجم كلا من أفوماي وكينكبودون والقرى الواعة على الضفة اليمنى لنهر اويميه وامتدت هجماته حتى وصلت على مقربة من بورتونوفو (1).

وفي 15 فبراير 1892 تولى بالو حكم وادارة المنطقة وكان أول حاكم فرنسي في المنطقة بعد انفصالها عن أنهار الجنوب فقد صدر مرسوم في 17 ديسمبر 1891 انفصلت بمقتضاه منشآت فرنسا في خريج بدين عن منطقة أنهار الجنوب. وقد قانم بالو بتفقد المناطق التي أغار عليها بيهانزن وأرسل له في 28 مارس 1892 رسالة احتجاج ولكن بيهانزن رد عليها قائلا: "أني مندهش من غضبمك نتيجة هجومي على القرى وأنا اتسائل هل أعلنت الحرب على فرنسا، أنا مذهول من العودة لهذا الأسلوب وأنا على استعداد لملاقاتك ، وهذا الاحتجاج اعتبره سخرية مني ولا أحب أن يسخر أحد مني أنا الملك، ثم قام بيهانزن بتجميع اربعة آلاف رجل أمام بورتونوفو وكونونو وحشد الفين بين ويده وسافي والفا أمام الاده وأعلن بأنه ملك السود البيض معا وليس لأحد التدخل في أعماله (2).

وزاء تطور الموقف اجمع البرلمان الفرنسي في ابريل 1892 على ضرورة اعلان الحرب في داهومي وتم رصد ثلاثة مليون فرنك لهذا الغرض ولعل هذا يدلنا على مدى خطورة وتزايد قوة بيهانزن الذي هدد وجود الفرنسيين في داهومي، وعندما علم بيهانزن باعلان فرنسا الحرب عليه كتب رسالة في اقبريل 1892 ذكر فيها:

"أنا أعلم بأن الحكومة الفرنسية أعلنت الحرب على داهومي وأن الأمر قد تقرر في البرلمان الفرنسي وأنا أنذركم اذا بدأتهم الحرب فسوف أعلنها أنا الآخر واذا دمرت أي قريبة بنيران مدافعكم فسوف اتجه مباشرة لسحق بورتونوفو وأنا مستعد للحرب ولن أخدمها ولو بعد مائة عام (3)".

بدأت الاستعدادات لارسال حملة عسكرية الى ابومي وقد وكل الى الكولونيل دودز (1) قيادة الحملة فوصل في 20 مايو 1892 الى كونونو بتعليمات صريحة باستخدام القوة العسكرية في مختلف المناطق. وقد استغرف في تجميع القوات العسكرية وتدريبها ثلاثة أشهر، واتخذ دودز من بورتونوفو قاعدة ومركزا للهجوم على العصامة أبومي (2). كما فرض حصارا على الساحل ومنع بيهانزن من التجارة وفي يونيو 1892 هاجمت قوات بيهانزن السفن الفرنسية المتجهة عند نهر اويمة فبدأ دودز في الزحف على ابومي وأبحر في النهر حتى بلغ رادفه زو وضرب كلا من ابومي وجودوني وكفالي بالمدافع، ثم تحركت فرق المشاة مصحوبة بست فرق من الرماة السنغاليين والهوسا متجة شمالا نحو ابومي ولكن قوات داهومي فاجأت معسكر الفرنسين في دوجبا فتلت عددا كبيرا منهم (3) ولذلك أسرع دودز بتنظيم قواته واحتل كانا وأصبحت داهومي على وشك السقوط ما أبدا الجيش الداهومي من سالة في القتال وما ابدته فرق الأمازون من شجاعة (4) ولذلك أرسل بيهانزن الى دود طالبا منه التفاوض فاشترط عليه الأخير تسليم أسلحت والتنازل عن الأراضي الساحلية الواقعة على الضفة اليسرة لنهر اويمه وحتى اقليم زجناندو وقد حمل هذه الشروط الى بيهانزن المندوب الفرنسي بالموت والذي كان على عداء معه. كما طلب منه دودز ثلاثة وزراء كرهائن (5).

وقد حاول بيهانزن لفط أنظار الدول الاوروبية له لمساعدته ولكن كل من انجلترا وألمانيا رفضتا التفاوض معه (6) فلجأ الى الاتصال المباشر مع الحكومة الفرنسية وكلف صحفيا يرجع أصله لليوريا ويدعى هنري كاجادون للسفر الى باريس لعرض قضيته على الحكومة الفرنسية، ولكنه لم يتكمن من مقابلة أحد من المسئولين فنشر في انجلترا رسالة موجهة من بيهانزن إلى الأمم الكبرى المتحضرة في العالم طالبا عدم السماح لدولة تملك الأسلحة الحديثة مثل فرنسا أن تقضي على شعب داهومي الذي لم يقترف أي جرم سوى أنه ضعيف وجاهل. ولكن لم تنجح محاولات بيهانزن ولم تعر نداءاته اهتمام أي دولة اوروبية. ولذلك حاول التفاوض مع الفرنسيين وارسل الى الكولونيل لامبينيه عارضا عليه الصلح في 29 أبريل 1893 واستعداده للاستسلام ولكن وفقا لعدة شروط:

  1. ألا تهاجم جماعات ناجو أهالي داهومي.
  2. أن يمتنع الملك نوفا ملك بورتونوفو عن مهاجمة بيهانزن ونشر الدعايات السيئة عنه وترديد الأكاذيب.
  3. يعلن عن رغبته في السلام مع فرنسا ويتعهد بعدم شن الحرب علهيا.
  4. الاقامة في ابومي مرة ثانية والتخلي عن المراكز التي تحصن بها في شمال بلاده في لاما (1).

ولم يتلق بيهانزن أي رد من المسئولين الفرنسيين، في المنطقة ويلاحظ من عرضه السابق أن بيهانزن أدرك مدى ضعفه أمام القوات العسكرية الفرنسية، وأنه لا قبل له بمحاربتها ولذلك جنح الى السلم. وحاولا الاحتفاظ بماء وجهه وكبريائه فاشترط على الفرنسيين عدة شروط لهذا السلم. ومنها بقاءه مرة ثانية في بلاطه في ابومي. مع تعهده بعدم شن أي حرب ضد فرنسا. ولكن العسكريون الفرنسيون قرروا القضاء عليه، ولم يعد هناك مجال لأية مفاوضات (2).

وبجد بيهانزن أنه لا مفر أمامه سوى الحرب مرة ثانية فنداؤه الى العالم لم يأت بالفائدة المرجوة، ولم ينتبه اليه أحد. كذلك عروضه من أجل الصلح لم تلق اهتماما من أي مسئول ومرد ذلك أن الحكومة الفرنسية كانت قد اتخذت قرارا لا رجعة فيه ألا وهو اعلان الحرب وضرورة القاء القبض عليه لاقرار الأمن في المنطقة (3).

وفي 30 أغسطس 1893 جمع دودز قواته في كونونو ثم اتجه الى انشربيه حيث تمركز بيهانزن وعندما علم الأخير بذلك ارسل الى دودز وفدا من خمس وعشرين من الزعماء لكي يعرضوا عليه الصلح ولكنه رفض ثم تقدم دودز الى انشربيه فوجدها خالية وفر بيهانزن منها الى ماهي (1). وقد اتخذ دودز عدة اجراءات هامة في المنطقة.

  1. أعلن ضم اقليم الاده الى ابومي كما أعلن في 5 يناير 1894 بأنه يقبل خضوع أمراء وزعماء وأهالي داهومي. كذلك أعلن ضم ماهي – داسا – ناجو والبلاد الواقعة على الضفة اليسرة لنهر اويمه، وأعلن بأن هذه المناطق أصبحت تابعة لفرنسا.
  2. قسمت داهومي الى مملكتين أبومي – والاده ، وتكونت الأولى من البلاد الواقعة بين كوفو في الغرب واقليم ماهي في الشمال واويمه في الشرق ولاما في الجنوب. وتكونت مملكة الاده في البلاد الواقعة بين كوفو في الغرب ومملكة ابومي في الشمال واويمة في الشرق بالاضافة الى الأراضي التي تم ضمها في الجنوب.
  3. أعلن بأن تعيين ملوك أبومي والاده باختيار زعماء البلاد بعد اجتماعهم في مجلس عام ولكن تحت اشراف الادارة الفرنسية.
  4. وضعت الاده وابومي تحت الحماية الفرنسية.
  5. تعقد معاهدات سياسية وتجارية بين حكام داهومي الجدد وممثلي الحكومة الفرنسية (2).

في أوائل 1894 نصب جوتشلي شقيق بيهانزن ملكا في داهومي خلفا لشقيقه، الذي أعلن على الفور قبول الحماية الفرنسية على أراضيه (3). وحسب تقاليد داهومي تلقب الملك الجديد باسم اجولي اجبو أما بيهانزن فقد وجد أنه لا أمل له في استمرار نضاله ضد الفرنسيين فوصل الى اوميجانيه قرب ابومي حيث سلم نفسه 1894 ، وتم ترحليه الى داكار ومنها الى مارتينك ثم الجزائر ثم بليده من جزر الهند الغربية حيث توفى بها عام 1909 (1).

وقد حاول بيهانزن (2) في عام 1905 قبل وفاته لفت نظر الدول الاوروبية اليه فنشر في جريدة ديموكراتيك التي تصدر في جواديلوب رسالة وجهها على فرنسيس دي برنسيسه رئيس جمعية حقوق الانسان طالبه فيها بعودته الى داهومي. وانتقد السياسة الفرنسية وألقى اللوم على المسئولين الفرنسيين الذين دأبوا على الاساءة اليه ونصرة ملك بورتونوفو عليه وبرر حروبه ضد الفرنسيين بأنها كانت نتيجة لاعتداءاتهم عليه. وانه اضطر للرد عليهم حتى لا يلحقه العار أمام القبائل الأفريقية، وأعلن بيهانزن أنه على الرغم من نفيه الا أن الفرنسيين مازالوا ينكلون بأهالي داهومي. ولكن رغم جهود جمعية حقوق الانسان الا أن السلطات الفرنسية رفضت عودة بيهانزن الى داهومي، في عام 1928 ثم نقل رفات بيهانزن الى داهومي (3).

وهكذا نجحت فرنسا في بسط سيطرتها على داهومي ولكن بعد أن تكبدت هي الأخرى خسائر فادحة. ولقد حاول الفرنسيون تعليل قوة المقاومة والاستقلال ورفض الشعب الداهومي للخضوع للقوى الخارجية. كذلك اغفل الفرنسيون الدافع الوطني وهو الدافع الرئيسي لمقاومة الاستعمار الاوروبي في أفريقيا كلها (4).

وأخيرا فقد تسببت عدة عوامل في هزيمة بيهانزن رغم عدم كفاءة قواته العالية في القتال، وحسن تدريبها من هذه العوامل أن بيهانزن لم يجمع قواته ضد الفرنسيين، ولم يركز هجماته ضدهم. ففرقه العسكرية كانت مشتتة لقتال البوروبا من جهة، كذلك انشغلت بشن الغارات على بورتوفونو حيث عدوه اللدود توفا حليف الفرنسيين، هذا بالاضافة الى كثافة الحملات العسكرية الفرنسية التي زودت بالمدافع وبأحدث الأسلحة وبرفق مدربة تدريبا عاليا من الرماة السنغاليين والهوسا (1). وفي عام 1894 أعلنت الحماية الفرنسية على داهومي (2).


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الاستقلال

وبعد الحرب العالمية الثانية أصبحت هذه المستعمرة جزءاً من الكيان السياسي الذي حمل في البداية اسم فرنسا ما وراء البحار، ثم اسم مجموعة الشعوب الفرنسية، التي ضعفت فيها الروابط، وبدأ قسم منها يتحول إلى دول مستقلة، وكان لغينيا السبق في ذلك، إذ كانت أول مستعمرة فرنسية على الساحل الغربي لإفريقيا تعلن استقلالها كاملاً، بزعامة أحمد سيكوتوري صاحب الكلمة الشهيرة: «لو تخلّى كل العرب عن القضية الفلسطينية ما تخلينا عنها». [3]

واجهت جمهورية غينيا في بداية مرحلة الاستقلال صعوبة في إزالة تأثيرات الاستعمار السياسية والاقتصادية، إلا أن الغينيين ممثلين بزعائمهم الوطنيين كانوا مصرِّين على الاستقلال التام ضمن حدود وحدة سياسية تضم الغينيين المنتشرين في غربي إفريقيا كلهم، ومن أجل ذلك قامت غينيا الفتية بمحاولات عدة لإنشاء ولايات أفريقية متحدة. وكانت المحاولة الأولى الاتحاد مع مالي وغانا، إلا أن هذه المحاولة وما أعقبها من محاولات، كانت محدودة الأهمية، للانفصال المكاني بين أعضائها، إضافة إلى أن الاستعمار الأوربي كان قد أبقى نمط الحياة في غينيا وفي غيرها من مستعمراته السابقة على حاله المتخلفة.

كما واجهت الدولة الجديدة الوطنية، التي جاءت بعد التحرر، أوضاعاً اجتماعية واقتصادية صعبة، يحتاج التعامل معها، لوضعها في المسار المنشود، إلى كثير من الجهد، وربما كان هذا أحد أهم الأسباب لبقاء الدولة المستقلة عاجزة عن الصمود في وجه التيارات السياسية الخارجية والداخلية المعيقة والمدمرة أحياناً.

حكم سيكو توري

نصب تذاكاري يحتفل بالانتصار العسكري على الپرتغاليين عام 1970. كان الهدف الوحيد الذي لم ينجزه الهجوم الپرتغالي هو القبض على أحمد سيكو توري.


حكم لوسانا كونتي

المجلس الوطني للتنمية والديمقراطية

احتجاجات 2013

The opposition coalition withdrew from the electoral process in mid-February, mainly due to President Conde's insistence on using a suspicious South African firm Waymark Infotech to draw up the registered voter list.[4][5] In late February 2013, political violence erupted in Guinea after protesters took to the streets to voice their concerns over the transparency of the upcoming May 2013 elections. The demonstrations were fueled by the opposition coalition's decision to step down from the electoral process in protest at the lack of transparency in the preparations for elections.[6]

Nine people were killed during the protests, while around 220 were injured, and many of the deaths and injuries were caused by security forces using live fire on protesters.[4][7] The political violence also led to inter-ethnic clashes between the Fula and Malinke peoples, the latter forming the base of support for President Condé, with the former consisting mainly of the opposition.[8] On 26 March 2013 the opposition party backed out of the negotiation with the government over the upcoming 12 May election. The opposition claimed that the government has not respected them, and have not kept any promises they agreed to. This is expected to lead to more protests and fighting in the streets of Guinea.[9]

2014 Ebola outbreak

Beginning in July 2014, Guinea suffered the most severe recorded outbreak of Ebola in history, which rapidly spread to neighbouring countries Liberia and Sierra Leone.[10] The epidemic was over by June 2016.[11]

2020 elections

In October 2020, president Alpha Condé won presidential elections. Condé had been in power since 2010 and he won the third term. Opposition did not accept the results because of allegations of fraud. The president said a constitutional referendum in March 2020 allowed him to run despite a two-term limit. After the election there were violent protests across the country.[12]

Coup d'état 2021

On September 5, 2021, Alpha Condé was deposed by the military. National Committee of Reconciliation and Development headed by Mamady Doumbouya, Guinea's new interim president, took power.[13]

انظر أيضاً

قراءات إضافية

  • Chafer, Tony. The End of Empire in French West Africa: France's Successful Decolonization. Berg (2002). ISBN 1-85973-557-6

المصادر

  1. ^ Gakunzi, David. "The Arab-Muslim Slave Trade: Lifting the Taboo." Jewish Political Studies Review 29, no. 3/4 (2018): 40-42. Accessed June 15, 2021. https://www.jstor.org/stable/26500685.
  2. ^ أ ب ت Elbl, Ivana. "The Volume of the Early Atlantic Slave Trade, 1450-1521." The Journal of African History 38, no. 1 (1997): 31-75. Accessed June 15, 2021. http://www.jstor.org/stable/182945.
  3. ^ محمود رمزي. "غينيا (جمهورية -)". الموسوعة العربية. Retrieved 2014-04-14.
  4. ^ أ ب "Security forces break up Guinea opposition funeral march". Reuters. 8 March 2013. Archived from the original on 2013-04-24. Retrieved 2013-03-19.
  5. ^ Salon (15 February 2013). "Guinea electoral body appoints South African firm". Salon. Archived from the original on 11 April 2013.
  6. ^ "Guinea opposition pulls out of legislative elections process". Reuters. Reuters. 24 February 2013. Archived from the original on 2015-11-23. Retrieved 2017-07-01.
  7. ^ Daniel Flynn (5 March 2013). "Two more killed in Guinea as protests spread". Reuters. Archived from the original on 2015-11-23. Retrieved 2017-07-01.
  8. ^ "Ethnic Clashes Erupt in Guinea Capital". Voice of America. Reuters. 1 March 2013. Archived from the original on 2013-12-31. Retrieved 2014-06-29.
  9. ^ Bate Felix (26 March 2013). "Guinea election talks fail, opposition threatens protests". Reuters. Archived from the original on 2015-09-24. Retrieved 2017-07-01.
  10. ^ "Archived copy". Archived from the original on 2014-08-09. Retrieved 2017-09-09.{{cite web}}: CS1 maint: archived copy as title (link)
  11. ^ "WHO Director-General addresses the Executive Board". Archived from the original on 2016-06-08. Retrieved 9 June 2016.
  12. ^ "Guinea elections: Alpha Condé wins third term amid violent protests". BBC News. 24 October 2020.
  13. ^ "Guinea coup: Who is Col Mamady Doumbouya?". BBC News. 1 October 2021.

وصلات خارجية