يوليوس اويتنگ

يوليوس اويتنگ

يوليوس اويتنگ Julius Euting (و. 11 يوليو 1839 في شتوتگارت- 12 يناير 1913 في ستراسبورگ) مستكشف ألماني وأمين مكتبة جامعة ستراسبورگ لسنين عديدة.

قام اويتنگ بعدة رحلات في منطقة البحر المتوسط، إلى سوريا وشمال غرب الجزيرة العربية (حائل). زار منطقةحائل (في السعودية حالياً) عام 1883م. يوميات رحلته إلى قلب الجزيرة العربية (الجزء I، 1896، الجزء II، 1914) أخبرت العالم عن حكام جزيرة العرب.

اويتنگ في زي عربي.

ومن 1876 حتى 1912 كان رئيساً ل Vosges clubs. وبناءً على طلبه، فقد دفن في شمال الغابة السوداء، حيث ما زالت مقبرته مزاراً.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

يوميات رحلة داخل بلاد العرب

غلاف كتاب اويتنگ وعنوانه: يوميات رحلة في داخل الجزيرة العربية.

هدف البعثة العلمية التي قام بها يوليوس أويتينغ إلى شبه الجزيرة العربية في عامي 1883 و1884 كانت معاينة الآثار والنقوش القديمة، انطباعاته الشخصية دونها في كتاب "يوميات رحلة داخل بلاد العرب".[1]

تترك الكثير من الجمل، عند إقتلاعها من السياق، وقعاً غريباً، ويترك بعض آخر وقعاً غير معقول أبداً:

"كثيرا ما استمتعت بحضرة زنجية اسمها بلوة، اعتادت أن تجلس بدورها في الباحة، أثناء عمل زوجها في مناجم الملح طوال النهار".

هذا المزيج الفظ من نثر البطاقات البريدية وعلم الشعوب البدائية البائت –وغالباً يشترك كلا هذان اللونان من النصوص بالإبتعاد غير المتروِ عن الموصوف وعدم الاكتراث به– يمكن قراءته في كتاب يوليوس أويتينغ "يوميات رحلة داخل بلاد العرب"، الذي نُشر مؤخراً بطبعة جديدة.

ما كان في وسع عالِم مثل اويتنگ أن يظهر إلا في القرن التاسع عشر. فقد عقد العزم منذ أيام دراسته على السفر إلى البلاد العربية، ولكنه اضطر للإنتظار عقوداً طويلة حتى تسنى له السفر إلى شبه الجزيرة العربية في عامي 1883 و1884، بفضل كرم و "مِنن جلالة الملك كارل فون ڤورتمبرگ"، الذي "زوده بالكثير من الأسلحة لتحقيق هذه البعثة العلمية".

وكان هدف هذه الرحلة "يتعلق بشكل رئيسي بعلوم الآثار والنقوش القديمة". فكان اويتنگ يتقفى في رحلته "آثار التاريخ ما قبل الإسلامي في النقوش والنصب التذكارية" على الخصوص، ويجعلها موضوعاً لبعض النشرات العلمية. أما كتاب يوميات رحلته فكان يهدف حسب رأيه: "لتقديم وصف سلس القراءة عن إنطباعاتي وملاحظاتي الشخصية وللأحداث التي عايشتها لجمهور أوسع".


ثرثرة مملة

أما ما يتعلق بسلاسة القراءة فلم يفلح أويتينغ بالتأكيد إلا في بعض المحاولات المتواضعة. فكتاباته كانت خالية من أي حماس أو تواتر، وتكاد تخلو في بعض الفقرات حتى من الأهمية، بسبب تشبثه العنيد بالحفاظ على التسلسل الزمني لكتابة المذكرات اليومية.

فلم يُسْقِطُ يوماً مهما كان مملاً. وسجل هذه الأحداث وتلك دون أن يتجلى للقارئ ما الذي يربط بينها. ناهيك عن التغيير المتكرر للمواضيع في يومياته. ما لا يجعله ممتعاً أبداً. لا بل يجعل منه مجرد ثرثرة تدأب على الانتقال من تفاهة إلى أخرى.

أويتنج ليس روائياً بل عدّادا. يبدو نصه متقطعاً باستمرار، ولا يفلح، في أي جزء منه، في جذب القارئ بالفعل. يحاول الكاتب، بلا جدوى، تعويض افتقاره لموهبة السرد بإغراق النص بكميات كبيرة من المعلومات.

إلا أن هذا لم يُنتج سوى مزيجاً متنوعاً من الآراء الشخصية والتلقين بلهجة المدرس وإنشداد ملحوظ إلى التفاصيل نابع من رعب المسافر من الفراغ ليس إلا. كتابات أويتينغ المنمنمة وقليلة الحيلة عن السفر تتشابه في عدم أهميتها الصريحة مع معظم الرسومات والمخططات المتناثرة في نصوصه.

عناصر شعرية ونثرية

من يطلق النار عشوائياً من حوله كما يفعل أويتنج، لا بد من أن يصيب الهدف لمرة. فالمجلدان يشكلان بلا شك مجمعاً -لتفاصيل مسلية تتسم ببعض الأهمية فيما يتعلق بطرافتها وأصالتها- يفيد المؤرخين المهتمين بالتاريخ اليومي والإجتماعي لشبه الجزيرة العربية.

ومع أن ولع أويتينغ بالتفاصيل كالمُحاسبين (ماسكي الدفاتر) يمتحن صبر القارئ امتحاناً قاسياً، إلا أنه من الممكن أن يقود إلى نتائج حميدة، كما نرى في وصفه لقدرات راحِلته على السفر.

فللدابة "خطى بطول 1.95 متراً للخطوة الواحدة، وقطعت الدابة المحملة بالأثقال في الساعة 5500 نصف خطوة، أي حوالي خمسة كيلومترات، وخلال 15 إلى 18 ساعة من الترحال المتواصل قطعت حوالي 80 كيلومتراً في اليوم"، يدون في كتابه بأسلوب مختبِري السيارات في هذا العصر.

ويجمع المسافر الكثير من الغرائب، مثل الصيحات المختلفة التي ينادي بها السكان المحليون الحيوانات ("الجمال المبتعدة كثيراً عن الركب يُنده لها مراراً هيرررتسبو!") أو الملاحظة، بأن نساء "معان" يفركن شفاههن وأسنانهن بسائل النيكوتين الذي يقطُر من الغليون.

يتسم الكتاب بدرجة عالية من التشويش من حيث المحتوى، وكذلك هي تنوعات لغة وأسلوب أويتينغ المثير للحيرة. طيف هذه الأشكال يمتد من استباق لغة الرسوم الهزلية ("بررره!") إلى العناصر الشعرية ونثر قصص المغامرات ("قفزة فرسي المذعورة الفجائية إلى جنب كادت أن تقذف بي إلى الأعماق الصخرية") ليصل إلى التلقين كالحكماء.

في عام 1914 كتب الباحث إينو ليتمان في مقدمة المجلد الثاني لكتاب اليوميات الذي قام بإصداره: "يوميات كتلك التي سجلها أويتينغ، سوف تحتفظ دائماً بقيمتها، حتى ولو نشرت بعد ثلاثين عاماً من كتابتها". مبدئياً ينطبق هذا أيضاً بعد قرن من الزمن. ولكن الصحيح أيضاً، أن هناك أمثلة على هذا النوع الأدبي أفضل من هراء أويتينغ المتعدد الأشكال والألوان.

الهامش

  1. ^ اندرياس فليتش، ترجمة يوسف حجازي (2005). "كتاب "يوميات رحلة داخل بلاد العرب" ليوليوس أويتينغ - تفاصيل يومية وملاحظات مسلية". قنطرة (موقع إلكتروني).

وصلات خارجية