قائمة مساجد الصين

(تم التحويل من مساجد الصين)

جزء من سلسلة حول
المساجد

العمارة
طراز معماري
أخرى
مساجد العالم

هذه قائمة مساجد الصين. المسجد هو دار العبادة للمؤمنين بديانة الإسلام. كان مسجد شي‌آن الكبير، أو مسجد شي‌آن هو أول مساجد الصين، وبني في عهد أسرة تانگ في القرن الثامن الميلادي.

في الصين يطلق على المسجد qīngzhēnsì (清真寺، "معبد الحقيقة النقية")، الاسم الذي كان يطلقه أيضاً اليهود الصينيين الكنيس. الأسماء الأخرى تشمل huíhui táng (回回堂، "بهو شعب الهوي")، huíhui sì (回回寺، "معبد شعب الهوي")، lǐbàisì (礼拜寺، "معبد العبادة")، zhēnjiào sì (真教寺، "معبد التعليم الحق")، أو qīngjìng sì (清净寺، "المعبد النقي").[1][2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أشهر مساجد الصين

الاسم صورة المدينة السنة ملاحظات
مسجد نيوجيه
Niujie Mosques02.jpg
بكين 996 [3]
مسجد هوي‌شنگ
Huisheng-Mosque-minaret-0461.jpg
گوانگ‌ژو، گوانگ‌دونگ 627 [4]
مسجد كولون
Kowloon Masjid and Islamic Centre from East 2.jpg
كولون، هونگ كونگ 1896
جامع تونگ‌شين
Tongxin mosque.JPG
مقاطعة تونگ‌شين، نينگ‌شيا ca.1400
جامع عيدكاه
Kashgar-mezquita-id-kah-d01.jpg
قشغر، شينج‌يانگ 1442 [5]
مسجد شي‌آن الكبير
Great Mosque of Xi'an (15).JPG
شي‌آن، شآن‌شي 742 [6]

يوجد اليوم في الصين 45.000 مسجد.[7][8] معرض المساجد الصيني على فليكر:[9]


قائمة المساجد

الاسم المدينة أو المقاطعة المنطقة أو المحافظة ملاحظات
مسجد عمار وان چيا هونگ كونگ
مسجد چيا وان چيا وان هونگ كونگ
مسجد دونگ‌گوان شي‌ننگ چينگ‌هاي
مسجد طريق فويو هوانگ‌پو شنغهاي
مسجد شي‌آن الكبير شي‌آن شآن‌شي
مسجد هوي‌شنگ گوانگ‌ژو گوانگ‌دونگ
جامع عيدكاه قشغر شينج‌يانگ
المسجد الجامع Mid-levels هونگ كونگ
مسجد جينان الجنوبي الكبير جينان شان‌دونگ
مسجد خوتان خوتان شين‌جيانگ
مسجد كولون تسيم شا تسوي هونگ كونگ
مسجد مكاو أبرشية سيدتنا فاطمة مكاو
المسجد الملون لين‌شيا گان‌سو
مسجد نيوجيه شي‌چنگ بكين [10]
مسجد تشينچ‌جينگ تشوان‌ژو فوجيان
مسجد ستانلي ستانلي هونگ كونگ
مسجد شياوتاويوان هوانگ‌پو شنغهاي
مسجد مايدوشان بلدة هى‌شي

خلفية

وصل الإسلام إلى الصين بطرق ثلاث:

  • عن طريق الفتح بالنسبة لمقاطعة تركستان الصينية.
  • عن طريق الدعوة في المناطق الداخلية.
  • عن طريق الدعوة والتجارة في المناطق الساحلية.

وكانت بدايات انتشار الإسلام في هذه البلاد سنة 651م في عصر أسرة تانگ، وأخذ ينتشر شيئًا فشيئًا في عصر أسرة سونگ، ثم قَوِيَ وازدهر في عصر يواف وعصر أسرة منگ، أما عصر مانشو فكان عصر المصائب والكوارث على المسلمين، لقد هلك فيه الكثيرون والباقون كانوا مُثْقَلِين بقيود ذلك العصر، لقد ظل المسلمون يعيشون بعد ذلك في الصين فترات متقلبة العلاقات مع السلطات الحاكمة في الصين واضطهدوا، ولكن بعد انتهاء عهد هذه الثورة تحسنت نسبيًّا معاملة السلطات لهم وأعيد فتح وبناء بعض المساجد.[11]

عمارة المساجد الصينية

جاءت عمارة المساجد الأولى بالصين بسيطة على غرار مساجد الإسلام الأولى بالمدينة المنورة والكوفة والبصرة والفسطاط، ثم تطورت بعد ذلك؛ لتتخذ أشكالاً معمارية متميزة تأثرت فيها من ناحية الشكل العام بثلاثة عوامل نستطيع أن نجملها على النحو التالي:

1- التأثر بروح المعمار الإسلامي:

مثل الحاجة إلى وجود محراب للصلاة يتميز بالبساطة، وهو ما نراه في العديد من المساجد التي تخلو من الزخارف، وهو أمر حثَّ عليه الدين الإسلامي، وإن كانت بعض المساجد - وبصفة خاصة الكبيرة المساحة أو التي أنشئت من قبل كبار رجال الدولة - غنية بالثراء المعماري والزخرفي.

2- التأثر بالطابع المعماري المحلي:

وذلك باستخدام الأسقف الصينية ذات الأشكال المعروفة، ونتج عن هذا التأثر في بعض المساجد طغيانًا للطابع المحلي مع مراعاة متطلبات العقيدة الإسلامية، وأحيانًا امتزاج بين الطابع والطابع المعماري للعمارة الإسلامية، ونتج عن هذا الدمج طابع معماري متميز.

3- التأثر بعمارة المساجد في آسيا الوسطى:

ونرى ذلك بصفة خاصة في المعالجات المعمارية للمباني من استخدام المداخل والمآذن ذات الكتل الضخمة التي توحي بالثبات والاستقرار.

ألحقت بالمساجد الكبرى في الصين مبانٍ عديدة منها ما خُصِّصَ كمكتبات لحفظ المخطوطات، ومنها ما خُصِّصَ كخزانات لأدوات المساجد وفصول تعليمية، ومساكن للطلبة، وهو ما نستطيع أن نطلق عليه مجمعات معمارية إسلامية.

مرت مساجد الصين بخمس مراحل منذ وصول الإسلام إلى تلك البلاد، ومن خلال هذه المراحل نستطيع أن نتتبع عمارة المساجد في هذه البلاد، وهي كما يلي: المرحلة الأولى، المرحلة الثانية، المرحلة الثالثة، المرحلة الرابعة، المرحلة الخامسة.

المرحلة الأولى

مسجد هواي‌شنگ

بلغت العلاقات الإسلامية الصينية أوجها في عهد أسرة تانگ (618–907)، حيث أصبحت گوانگ‌ژو مرفأ لعدد كبير من التجار المسلمين، وگوانگ‌ژو هي إحدى المدن الساحلية في الصين وأبرز ثغورها، ومن هؤلاء التجار جماعة استوطنوا هذه المدينة فبنوا مساجد لأداء الصلاة ومعالجة شؤونهم المتعلقة بالدين والعبادات، ويعتقد بأن مسجد هوايشنغ (الحنين إلى النبي)، من المساجد التي بنيت بواسطة المسلمين المهاجرين إلى الصين، ويشيع بين المسلمين هناك رواية تقول: إن سعد بن أبي وقاص جاء إلى الصين لنشر الإسلام بأمر النبي محمد، ويؤكد هذه الرواية نقش تاريخي على لوح رخامي بالمسجد جاء فيه:

«هذا هو أول مسجد في الصين بناه سيدنا وقاص رضي الله عنه، إذ دخل هذه الدار لإظهار الإسلام بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جدده المتأخرون مرة بعد مرة، قد حفظه الله تعالى إلى الآن سليمًا من الآفات، وهو في الصين مبدأ الإسلام ومنبع العلوم، فينبغي لمسلمي الصين أن يُزَيِّنوا ظهره بإقامة الجماعة، وعلى مسلمي هذا البلد خصوصًا إنشاء مدرسة، فاعتبروا يا أولي الأبصار. التوقيع: الوصي سليمان عبد الكريم.»

وكلمة جدده المتأخرون مرة بعد مرة، الواردة في النص تدل على أن تسجيل هذا النص قد جاء متأخرًا وهو ما يعني عدم صحة القصة المختلقة التي لا تتطابق مع الواقع التاريخي، والمرجح أن وقاص الوارد ذكره في النص قد يكون أحد التجار أو الدعاة المسلمين الذين قدموا إلى الصين في فترة مبكرة، دُمِّرَ هذا المسجد في سنة 1343 في عهد تشيتشنگ (أسرة دوان)، وأعيد بناء المحراب في سنة 1350 وقد تلاشت قاعة الصلاة به في الثلاثينيات من هذا القرن، وأعيد بناؤها مرة أخرى سنة 1935، وهي كبيرة المساحة حسنة الإضاءة مميزة بخصائص القصور التقليدية الصينية أيضًا، ثم أعيد ترميم المباني المحيطة به، وأصبح بذلك هذا المسجد ضمن قائمة الآثار المحمية بالصين، وتتجلى قيمته الآثارية في أقدم أجزائه، فمئذنته ما زالت بحالتها القديمة، وهي أسطوانية الشكل، ترتفع 36 مترًا عن أديم الأرض، أما جدرانها المبنية بالطوب فتتكون من طبقتين داخلية وخارجية، حشر بينهما تراب لتقوية الجدران، وفي جوف المئذنة سُلَّمان لولبيان، لا يتشابك أحدهما مع الآخر، ولكل منهما 154 درجة، وظاهرة وجود سُلَّمَيْن بالمئذنة شاهدناها أيضًا في مئذنة الغوري بالجامع الأزهر، وهي تتميز بوجود سُلَّمَيْن بها لا يرى الصاعد فيها النازل من السلم الآخر، وفي مئذنة هوايشنغ نوافذ صغيرة على جدرانها لتسريب الضوء إلى الداخل.

مسجد الأصحاب

مسجد الأصحاب أو مسجد تشينگ‌جينگ هو مسجد كبير في تشوان‌ژو، يشغل مساحة تقدر بهكتار واحد، ويتكون من ثلاثة مبانٍ رئيسية، هي مكان الصلاة والدعوة والبوابة، وقد بنيت مساحة الصلاة بأحجار الجرانيت البيضاء المختلفة الأحجار وهي تشغل مساحة 600 متر مربع، وعلى قيمتها وجدرانها نقوش من الآيات القرآنية، وتهدمت القبلة بفعل الزلازل الشديدة سنة 1607.

وبوابة المسجد يبلغ ارتفاعها عشرين مترًا وعرضها يقارب 5 أمتار، وهي مبنية من الجرانيت، وواجهتها معقودة، والبوابة من الداخل تتميز بممر رباعي العقود تفصل بين ثلاث فسحات، وهذه البوابة بديعة الهندسة، متناسقة الأجزاء، جميلة النقوش، وهي جديرة بأن تُعَدُّ من روائع الفن الإسلامي، ويغلب على هذا المسجد بصفة عامة الطابع المعماري الإسلامي. ومسجد تشيغجينغ عثر به على نصَّيْن تأسيسيَّيْن تذكاريَّيْن أحدهما بالصينية ويُرْجِع بناء المسجد إلى سنة 1349، والآخر بالعربية ويُرْجِع بناء المسجد إلى سنة 1009 – 1010، وقد جرى ترميمه بعد 400 سنة على يد أحمد بن محمد المقدسي، والنقش العربي يذكر أن المسجد اسمه مسجد الصحابة، وأن مسجد تشيغجينغ الذي جدد سنة 1349 قد دُمِّرَ ونقل نصه إلى مسجد الصحابة الذي غلب عليه اسم المسجد الآخر، والرأي الأخير تم ترجيحه بعدما عثر على بقايا مسجد تشيغجينغ في الناحية الجنوبية من المدينة حسبما جاء في النص الصيني، وما زال المؤرخون مختلفين حول هذا الأمر وإن كنا نتفق مع الرأي السابق، وأدرج هذا المسجد ضمن قائمة الآثار المحمية بالصين سنة 1961.

ومن مساجد هذه المرحلة أيضًا بالصين: "مسجد تشنج‌ياو أو مسجد العنقاء بمدينة هانگ‌تشو، ومسجد شبانخة بمدينة يانگ‌تشو". والمساجد الأربعة المذكورة تختلف عن بعضها البعض في أسلوب العمارة وزمن البناء، غير أنها تشترك في نقطتين: إحداهما، ظهور هذه المساجد في المراكز التجارية بالصين، وأن مؤسسيها كانوا من الجاليات التي وفدت إلى الصين من العالم الإسلامي.

مسجد نيوجيه

مسجد نيوجيه ببكين: يعتبر هذا المسجد من أقدم مساجد شمال الصين، فقد بُنِيَ سنة 996م حسب ما جاء في (تارخ تشانگ‌شانگ)، وتفيدنا المصادر التاريخية أن أحد العرب ويُدْعَى الشيخ قُوام الدين، جاء من بلده إلى الصين، وكان معه ثلاثة أبناء أتقياء هم صدر الدين، وناصر الدين، وسعد الدين، وكانوا أذكياء وأَكْفاء رفضوا الوظائف في البلاط الصيني، وقام ناصر الدين ببناء مسجد في ضاحية بكين الجنوبية – أي ناحية نيوجيه اليوم، بأمر من الإمبراطور. وهذا المسجد يعرف باسم مسجد نيوجيه، وقد كان صغير الحجم في بادئ الأمر، ثم أصبح على الصورة التي نراها اليوم بعد توسيع بنائه مرارًا في عهد أسرتي مينگ وتشينگ (1368 – 1411).

وفي سنة 147م أطلق الإمبراطور عليه اسم "لي باي سي" أي دار الصلاة: ولما تم ترميمه سنة 1696 على حساب البلاط الإمبراطوري مُنِحَ لوحًا مكتوبًا عليه "دار الصلاة الإمبراطورية" تبلغ مساحة هذا المسجد حوالي ستة آلاف متر مربع. ومع أن مبانيه لا تختلف عن القصور الكلاسيكية الصينية شكلاً وتوزيعًا فإنها مميزة بالزخارف الإسلامية الطراز.

أما قاعة الصلاة في المسجد فتواجه الشرق، وهي تغطي مساحة قدرها أكثر من ستمائة متر مربع، وتتسع لقرابة ألف مصلٍّ، ولو ألقيت نظرة على حرم المسجد من الخارج، لوجدته مبنًى كلاسيكيًّا صينيًا، غير أن زخارفه الداخلية إسلامية الطراز تمامًا، ويشكل المُصَلَّى مع الحرم المقابل له وجناحي المسجد الجنوبي والشمالي دارًا مربعة" (أي دارًا تحيط بها المباني من الجهات الأربع وتتوسطها ساحة رحبة).

وأما بوابة المسجد، فهي مفتوحة إلى الغرب، وأمامها حاجز طوبي كبير، ووراءها برج لمشاهدة الهلال، سداسي الأضلاع مزدوج الأفاديز، وتبدو مباني المسجد منسجمة ومتناسقة ومحكمة، فهي مجموعة كاملة من المباني الرائعة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المرحلة الثانية

هاجر العديد من المسلمين من ديارهم على أثر الغزو المغولي لها، واستقروا في الصين في عهد أسرة يوان (1271 – 1386)، وتزوج الكثيرون منهم من صينيات وتحولوا بالتدريج إلى مواطنين صينيين، وعملوا بصفة خاصة في استصلاح وزراعة الأراضي البور وفقًا للنظام العسكري السائد في الصين آنذاك، وعمل بعضهم في التجارة والحرف اليدوية، وتقلَّد القليل من المسلمين في عهد أسرة يوان مناصب عسكرية وحكومية هامة، ونتج عن ذلك كله تشييد العديد من المساجد فقيل: إن السيد شمس الدين - أحد السياسيين المسلمين - قد تم له بناء اثني عشر مسجدًا في شانتشان (كون‌مينگ اليوم، وحدها، ومن المساجد التي ترجع إلى هذه المرحلة:

مسجد دينگ‌چو

مسجد دينگ‌چو يقع في مدينة دينگ‌چو (ولاية چانگ‌ژو اليوم، وسط مقاطعة خبى، وهي من المناطق المأهولة بالمسلمين، ويتواجد داخل المدينة مسجد قديم، يؤكد المؤرخون أنه من عهد أسرة يوان، ذلك أن ثلاثة عشر نصًا كتابيًّا قائمة أمام المسجد، تفيدنا بمراحل بنائه وتوسعته في ذلك العهد والفترات اللاحقة به، من ذلك نص يعود إلى سنة 1348، والكتابات الموجودة بهذا النص تعتبر من أقدم كتابات المسلمين الصينيين الباقية حتى الآن، وبعد مرور أكثر من مائة سنة على ذلك أعيد بناء المسجد مرة ثانية، وتعرف ذلك من نص كتابي يعود إلى سنة 1512هـ، وذلك بمساعدة من الجنرال "تشن يو" الذي كان يتولى رئاسة الشؤون العسكرية ببكين آنذاك، وبعد أكثر من 200 سنة أعيد ترميم المسجد مرة ثالثة حسب ما جاء بنص كتابي بالمسجد يعود إلى سنة 1731.

وصفوة القول: إن مسجد دينگ‌چو الذي تطور على أساس ثلاث قاعات قد تكامل إلى ما هو عليه الآن بعد ترميمه ثلاث مرات خلال أربعمائة سنة، ومما يستحق الذكر أن تسليط الأضواء على المساجد على نحو متسلسل في ثلاث فترات تاريخية – عصر – يوان ومينغ وتشينغ – كما رأينا بالنسبة لمسجد دينغتشو أمر منقطع النظير في تاريخ الصين.

مسجد سونفجيانگ

مسجد سونفجيانگ في شانغهاي: كانت سونفجيا نگ بلدة ذات موقع إستراتيجي هام في الدفاع البحري في عهد أسرة يوان. وقد عُيِّنَ عليها حاكم مسلم اسمه ناصر الدين في عهد تشي‌تشنگ (1341 – 1368م)؛ ليعمل حاكمًا. وفي عهده زاد تعداد المسلمين بها، وبنت حكومة أسرة يوان مسجدًا إمبراطوريًّا في سونفجيانگ.

يقع هذا المسجد في شارع چانگينگ‌هانگ من بلدة سونفجيانگ، وتشتمل مبانيه على مُصَلى ومئذنة ودوره مياه للوضوء وقاعة للدعوة، وجرى ترميم هذا المسجد وتوسيع بنائه أربع مرات حسب ما جاء في التدوينات التاريخية المتوفرة هناك، في سنة 1391 و1582 و1677 و1821، ورُمِّمَ آخر مرة في سنة 1980، وأدرج في قائمة الآثار التاريخية المحمية في شانغهاي.

المرحلة الثالثة

مثل هذه المرحلة عهد أسرة مينگ (1368 – 1644)، وفي عهد هذه الأسرة أنشئت مساجد كثيرة.

مسجد هواجيويه

مسجد هواجيويه بمدينة شي‌آن: كانت شي‌آنتحمل اسم تشانگ‌آن، وهي عاصمة الصين في عصر أسرة تانگ (618 – 907) كما هي بداية طريق الحرير المعروف، وسكنها العديد من المسلمين المهاجرين إليها، وتذكر المصادر العربية أن إمبراطور الصين لي يو من أسرة تانگ قد بنى مسجدًا في المدينة سنة 762، ويوجد بالمدينة اليوم بضعة عشر مسجدًا وجامعًا، ولكن جامع (هواجيويه) (التوعية) هو الأكبر من نوعه حجمًا. ويجمع أغلب المؤرخين أن تاريخه يرجع إلى أوائل عهد أسرة هينغ.

وقد وصفه فهمي هويدي عند زيارته له كما يلي: "هذا المسجد مصمم على الطراز الصيني، وعمره أكثر من 12 قرنًا، ومنشآته موزعة على مساحة 13 ألف متر مربع، وقاعاته يبلغ عددها 60، وهو ليس مكانًا للصلاة فقط، ولكنه مُصمَّم بحيث يؤدي عدة وظائف دينية وثقافية واجتماعية في آن واحد، وللمسجد قاعة للصلاة ومئذنة وقبة وسبيل يروي عطش العابرين، ولكن ذلك كله موضوع في تصميم صيني صِرْف، موزع في أبنية متتابعة، بحيث لا يمكن أن تعرف الوظيفة الحقيقية لكل بناء إلا إذا نَبِّه زائره إلى هذه الوظيفة، والغريب أن توزيع أبنية المسجد يُمكِّن القادم من أن يرى المحراب من على بعد ألف متر، وأن يظل متجهًا نحو القبلة وهو في طريقه إلى قاعة الصلاة، بحيث يسلك بابًا من وراء باب وقوسًا وراء قوس ليجد نفسه في النهاية واقفًا أمام المحراب، ومضبوطًا على الكعبة.

وعلى واجهات المباني المؤدية إلى قاعة الصلاة نُقِشَت آيات من القرآن الكريم، ولفظ الجلالة باللغة الصينية، وكل مبنى من هذه المباني يُعَدُّ تحفة معمارية بحد ذاته، أما قاعة الصلاة من الداخل فإن جدرانها المغطاة بالخشب الذي حفرت عليه آيات من كتاب الله تعالى، والنقوش البديعة التي تكسو السقف، والأعمدة المرمرية التي حفرت على جنباتها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، هذه العناصر تُضْفِي على المكان جمالاً أخاذًا وهيبة لا مثيل لها.

وعلى جانبَي فناء المسجد رُصَّت حجرات عديدة، تضم بيت الإمام ومكتبه، وقاعات كبيرة مليئة بالأثاث الصيني الفاخر، ثم متجرًا لبيع العاديات! وفي ركن جنوبي حمام يقصده المسلمون يوم الجمعة، حيث يغتسلون بالماء الساخن ويتعطرون ويتوجهون إلى الصلاة.

والطريف أنه قد أقيم خلف المصلى تل ترابي مرتفع، تكسوه الحشائش الخضراء، وقد خُصِّصَ في التصميم الأصلي؛ ليصعد فوقه الإمام أو من يمثله لرؤية الهلال خاصة في شهر رمضان.

جامع عيدكاه

جامعة عيدكاه بمدينة قشغر: تقع مدينة قشغر في غربي منطقة شينج‌يانگ الويغورية الذاتية الحكم، وترك قتيبة بن مسلم الباهلي آثار قدميه فيها سنة 711 فأصبحت مركزًا إسلاميًّا ذائع الصيت للداني والقاصي، أما "عيدكاه" فهي كلمة مركبة من العربية والفارسية وتحمل معنى "مكان اجتماع في الأعياد"، وتبلغ مساحة جامع عيدكاه الواقع في شمالي غربي ميدان عيدكاه في قلب مدينة كاشغر أكثر من سبعة عشر ألف متر مربع، ويعتبر بذلك أكبر مساجد الصين، وقد قيل: إنه لما دفن جثمان سكسير مرزان حاكم كاشغر سنة 1426، بُنِيَ مسجد صغير بجانب قبره، وأصبحت هذه البقعة مقبرة عامة لحكام قشغر ويارقند فيما بعد، وفي سنة 1788 تم توسيع بناء المسجد الصغير بتبرعات سيدة مسلمة تدعى قوليريرا، وأطلق عليه منذ ذلك الوقت "عيدكاه" أما في سنة 1801، فقد كان هناك سيدة مسلمة أخرى تدعى بورو يربيار، أعدت نفقات سفرها إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، ولكن نيران الحرب اعترضت طريقها، فاضطرت إلى العودة من حيث أتت، ثم تبرعت بنفقات سفرها لإعادة بناء المسجد، كما أوقفت أربعين هكتارًا من الأرض عليه، وبعد فترة من ذلك قام المسلمون هناك بحفر بحيرة اصطناعية وشق ترع وغرس شجيرات في المنطقة المحيطة بالجامع، وفي سنة 1876 أضيفت إلى الجامع دورة مياه للوضوء ومئذنة وحجرات للدراسة والسكن من شأنها استيعاب أربعمائة دارس، كما بنيت قبة على سطح مبنى المصلى، الأمر الذي زاد من روعة المسجد إلى حد كبير، وحين ضربت الزلازل مدينة قشغر 1900، تعرض جامع عيدكاه لدمار شديد، فلجأ المسلمون هناك إلى جمع التبرعات لإعادة بنائه، أما المئذنتان اللتان ترتفعان على جانبي بوابة الجامع حاليًا، فقد تم بناؤهما في أثناء ذلك بالضبط، وقد رُمِّمَ المسجد في عصرنا الحاضر، وهو يعتبر من أهم الآثار المحمية بالصين.

المرحلة الرابعة

وهذه المرحلة تقع في عهد أسرة تشينگ التي كانت تتبع سياسات مناهضة للإسلام، وإن اضطرت أحيانًا إلى استمالة المسلمين لدواعي سياسية، وفي ظل محاباة المسلمين أنشأت العديد من المساجد، ومن مساجد هذه المرحلة.

مسجد تونگ‌شين

تقع ولاية تونگ‌شين في المنطقة الجبلية الجنوبية بنينگ‌شيا، ويمثل المسلون فيها 80% من مجموع سكانها، ويوجد بها اليوم ثلاثمائة مسجد، ويعتقد أن المسجد الجامع بتونگ‌شين يرجع إلى عهد أسرة تشينگ، وقد كان مقرًّا للثوار المسلمين، وذلك في الفترة من 1853 – 1864، وتعرَّضَ المسجد لأضرار عديدة وحرائق على يد القوات المعادية سنة 1965 بعد احتلالها للمدينة، وبعد أربعين سنة قام المسلمون بإعادة بنائه اعتمادًا على تبرعاتهم، الأمر الذي جعله يحتفظ بالكثير من ملامحه الأصلية، وأعلن في سنة 1936 عن تأسيس حكومة ولاية يوهاي الذاتية الحكم لقومية هوى.

مسجد هوهوت

هوهوت هي عاصمة منطقة منغوليا الداخلية ذات الحكم، ويوجد بها ثمانية مساجد، وأقدمها وأكبرها هو مسجد هوهوت خارج بوابة المدينة القديمة الشمالية، وقد بُنِيَ سنة 1789.

عرفت مباني مسجد هوهوت بفخامتها وروعة هندستها، أما مبنى المُصَلَّى فيه فمِن طراز القصور الصينية، تعلوها خمس مقصورات جميلة، سداسية الشكل متفاوتة الارتفاع، مما جعلها تنفرد بأسلوب معماري خاص.

المرحلة الخامسة

وتمتد هذه المرحلة من سنة 1912 إلى وقتنا الحاضر وقد بني في هذه المرحلة العديد من المساجد.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مسجد دونگ‌گوان

مسجد دونگ‌گوان في مدينة شي‌ننگ: شي‌ننگ هي عاصمة مقاطعة چينگ‌هاي، حيث يقطن المسلمون بكثافة، وقد بُنِيَ مسجد صغير هناك في مطلع عهد أسرة مينگ (1368 – 1644) على يد الجنرال المسلم موينگ، لكنه دُمِّرَ على أيدي سلطة أسرة تشينگ (1644 – 1911)، فقام المسلمون بإعادة بنائه، ثم هدم ثانية.. وبعد سنة 1911 تهيأ للمسلمين إعادة بنائه واستغرق هذا العمل سنتين، ولكنهم فَكُّوه سنة 1916 بسبب انحراف قاعة صلاته عن القبلة، ولما تم تحديد القبلة، أعيد بناء المسجد على نطاق واسع، في المدة بين 1946 و1947، وأضيف إليه جناحان جنوبي وشمالي مُكَوَّنان من طابقين، كما أضيف له بوابتان ومئذنتان وأكثر من ثمانين غرفة إضافية حتى أصبح جامعًا على الصورة التي نراها اليوم.

يشغل مسجد دونگ‌گوان مساحة تربو على 13.600 متر مربع، تبلغ المساحة المبنية منها ما يقرب من 4,600 متر مربع؛ لذلك لا يعتبر أكبر جامع في مقاطعة شي‌ننگ فحسب، بل هو غالبًا ما يقرن اسمه مع جامع عيدكاه بمدينة كاشگر وجامع هواجيوية بمدينة شي‌آن.

وهو يجمع في عمارته بين فن العمارة الصيني التقليدي وأسلوب العمارة الإسلامية، ومدخل الجامع الأول يبلغ ارتفاعه عشرة أمتار وعرضه خمسة عشر مترًا وأعلى عقده كتابات مذهبة نَصُّها: "دونگ‌گوان في شي‌ننگ"، وبين المدخل الأول والمدخل الثاني الذي يليه ثلاثون مترًا، ولدى دخول الزائر من هذا المدخل يجد نفسه أمام صحن تبلغ مساحته 4,500 متر مربع، وعلى جانبه جناحان جنوبي وشمالي مُكَوَّنان من طابقين، أما الجناح الشمالي فمخصص للاستقبال وخزن الكتب والاجتماع العام، بينما الجناح الجنوبي مخصص لسكن طلاب العلم، والبحوث التعليمية، وتنتصب في غربي صحن الجامع قاعة الصلاة وهي تغطي مساحة قدرها 1136 مترًا مربعًا.

معرض الصور

انظر أيضاً

المصادر

  •  هذه المقالة تتضمن نصاً من The Chinese repository, Volume 13، وهي مطبوعة من سنة 1844 وهي الآن مشاع عام في الولايات المتحدة.
  •  هذه المقالة تتضمن نصاً من The Chinese repository, Volumes 11-15، وهي مطبوعة من سنة 1842 وهي الآن مشاع عام في الولايات المتحدة.
  1. ^ Shoujiang Mi, Jia You (2004). Islam in China. 五洲传播出版社. p. 29. ISBN 7-5085-0533-6. Retrieved 2011-05-16.
  2. ^ The Chinese repository, Volume 13. Printed for the proprietors. 1844. p. 31. Retrieved 2011-05-08.
  3. ^ http://www.islamichina.com/page/niujiemosquesinbeijing.htm
  4. ^ http://www.islamichina.com/page/hshmosquesinguangzhou.htm
  5. ^ http://www.islamichina.com/page/mosquesinkashgar.htm
  6. ^ http://www.islamichina.com/page/gmosquesinxian.htm
  7. ^ Madrasahs
  8. ^ MEMRI: Special Dispatch Series - No. 729
  9. ^ Chinese Mosques - a set on Flickr at www.flickr.com
  10. ^ http://www.islamichina.com/page/niujiemosquesinbeijing.htm
  11. ^ "مساجد الصين.. شاهد الحضارة". الألوكة. 2008-09-19. Retrieved 2015-02-18.

وصلات خارجية