كلاسيكية (رسم)

بيتتا العذراء تنتحب، يجسد العمل تصويرا للسيد المسيح وهو في حضن أمه مريم العذراء بُعيد إنزاله عن الصليب.

وصلت النهضة الإيطالية إلى ذروتها بفضل أعمال مايكل أنجلو الذي يعد من أعظم فنانيها كما يعد علماً في فنون النحت والتصوير والعمارة. ومن أعظم أعمال ميكيلا نجلو في النحت تمثال الرحمة وتمثال النبي موسى، وتصميمه قبة كنيسة القديس بطرس في رومة. وقد أنجز صوراً جدارية ضخمة في مصلى سيستينا في الفاتيكان.

لدى تنظيف اللوحة، جصية توماسو مازاتشيو الطرد من جنة عدن (1426-1427) فقدت ورق التوت الذي أضيف للوحة لاحقاً.

كان التصوير في العصور الوسطى في خدمة العمارة، وبدأ التصوير على المخطوطات يصبح فناً لـه كيانه المستقل مع تباشير عصر النهضة. ومن أشهر الفنانين المصورين الفلورنسي مازاتشيو (1401-1428) وهو أول من استطاع، بعد الرومان، أن يقدم رسماً لإنسان يتميز بجميع مظاهر الطبيعة. أما بوتيتشلي (S. Botticelli (1445-1510 فقد اهتم بالموضوعات الدينية والأساطير الإغريقية.

وقد وصل التصوير في عصر النهضة إلى أوجه في القرن السادس عشر على يد مجموعة من الفنانين كان في مقدمتهم ليوناردو دافينتشي ومايكل أنجلو ورفائيل. ويعد دافنتشي من أبرز أعلام عصر النهضة، ليس في الفن فحسب، وإنما في العلوم كذلك، لأنه حقق مثالية عصر النهضة في أكمل صورها في مجال التصوير، كما نبغ في العلوم الطبيعية والميكانيكية والتشريح والموسيقى ومن أعظم أعماله لوحة «العشاء الأخير» التي أنجزها في ميلانو ويبلغ طولها نحو تسعة أمتار. وتعد «الجوكندا» (الموناليزا) من أشهر لوحاته في العالم.


Giovanni Santi, Raphael's father; Christ supported by two angels, c.1490


وأعمال رافّايلّو الرائعة كثيرة جداً وفي مقدمتها لوحتا «العذراء» و«الصعود إلى السماء» ومن مزايا أعماله نبل الموضوع والتكوين المحكم لأطراف اللوحة وعناصرها وبهاء الألوان وكمال الإنجاز. أما فنانو البندقية مثل تيتسيانو V.Tiziano وتينتورتو J.R.Tintoretto وفيرونيزة C.P.Veronese فقد استمدوا موضوعاتهم من الأساطير القديمة.

وكان للأراضي المنخفضة دور ملحوظ في النهضة الفنية، كما كان للأخوين الفلمنكيين هوبرت فان أيك Hobert Van Eyck (1366-1426) وجان فان أيك Jean Van Eyck (1390-1440) الفضل في ابتكار استعمال الألوان الزيتية في التصوير.

وقد أعقب هذه النهضة حقبة ركود بسبب الاضطرابات الدينية والسياسية التي سادت هذه المنطقة. وكان من نتيجة الاستقرار أن عاد إلى الفن ازدهاره وحمل لواءه عدد من الفنانين منهم روبنس P.Rubens (1577-1640) وفرانس هالس F.Hals (1581-1666) على أن التصوير الهولندي بلغ ذروته على يد رمبرانت H.Rembrandt (1606-1669)، إلا أن أعماله تعكس المفهوم الباروكي أكثر مما تعكس الجانب الاتباعي، ومن أبرز أعماله حراس الليل ولفلاسفة ودرس في التشريح.

أما في إسبانيا فقد برز في القرن السابع عشر الفنان الإشبيلي فلاسكيز Velasquez، وقد خلدت أعماله بلاط فيليب الرابع. ومن أعماله «فيليب الرابع» و«الوصيفات». واتجه إلگريكو Elgreco في أغلب أعماله إلى الموضوعات الدينية وأسبغ عليها نوعاً من السمو والرفعة.

ومع أن فرنسا كانت موطن ازدهار الفن القوطي إلا أنها كانت في عصر النهضة متأخرة عن سائر بلاد أوربة التي انتشر فيها أسلوب النهضة. وقد بقي التصوير في فرنسة مقصوراً على الموضوعات الدينية وصور الملوك والأمراء حتى القرن السابع عشر إذ زاد فيه الاهتمام بالتعبير عن مظاهر الطبيعة المختلفة. وكان من رواد هذا الاتجاه التقدمي المصور كلود لوران C.G.Lorrain (1600-1682) ولوبران Ch.Le Brun (1619-1690) وفاتو A.Watteau (1684-1721). إلا أن نيكولا بوسان Nicolas Poussin (1694- 1665) كان خير من مثل الاتباعية.

وتعد تجربته ذات أهمية كبيرة لأنها تقدم أول محاولة لتطبيق القواعد الاتباعية على الفن الفرنسي عن طريق دراسة الطبيعة. فقد أعاد ربط الاتباعية بالموضوعات المعاصرة له، وأظهر التماسك في التعبير، وفي الحركة. وهو أكثر معاصريه تعبيراً عن المفهوم الاتباعي، إذ يدرس المنظور ويقدم الموضوع بمتانة في الخطوط مطبقاً الاتباعية على الموضوعات المصورة عن الطبيعة الخارجية، ومن أبرز أعماله لوحة «الصيف» و«طفولة باخوس وديوجين».

وهكذا كان الفن الاتباعي في عصر النهضة في خدمة الأرستقراطية الإقطاعية كما كان في خدمة الكنيسة. وعندما زادت أناقة هذا الفن وأسرف في استعمال العناصر الزخرفية سمي الباروك Baroque. وفي الربع الأخير من القرن الثامن عشر تغلبت على هذا الأسلوب في العمارة وفي الأثاث والتصوير الخطوط اللولبية في أناقة متكلفة بعيدة عن واقع الحياة، وسمي هذا الأسلوب الروكوكو.[1]

وسيطر أسلوب الباروك على الفن في أوربة منذ القرن السابع عشر، واستعملت هذه التسمية للدلالة على فن بعيد عن الذوق السائد، مخالف لمفهوم الفن الاتباعي التقليدي، واستخدمها فنانو الاتباعية الجديدة منذ القرن التاسع عشر. ويعد النحات والمعمار والمصور الإيطالي برنيني أعظم من مثل عصر الباروك في النحت. فقد سيطر بأسلوبه الباروكي الجديد على النحت في رومة وطغى على الأعمال النحتية التقليدية التي كان قد أنجزها النحاتون الذين سبقوه. وقد اهتم برنيني بالموضوعات الأسطورية مثل تمثال «أبولون ودافنه».

وانتقل التأثير الإيطالي إلى فرنسة مكوناً أسلوباً تقليدياً. ومن النحاتين الذين تأثروا ببرنيني جيراردون (Girardon (1628-1715 الذي أنجز بعض تماثيل قصر فرساي، ومن أعماله تمثال ريشيليو.

أما أنطون كويزفوكس Antoine Coysevox (1640-1720) فقد لمع في أعماله النحتية في فرساي. كذلك اشتهر نيكولا كوستو Nicolas Coustou (1658-1733) بتحفته «أحصنة مارلي» التي وضعت في مدخل الشانزيليزيه في باريس، وأعماله النحتية في [قصر فرساي] والتريانون. ويعد بيير بوجيه P.Puget (1620-1694) من أبرز الفنانين الفرنسيين في عصر الباروك، وكان قد تشبع بهذا الفن في أثناء إقامته في روما وفلورنسا، وعمل بصورة خاصة في قصر فرساي.

وفي ألمانيا انتشر فن الباروك الإيطالي لمدة طويلة في الجنوب في حين استقر الأسلوب الفرنسي في [برلين]. ومن أشهر المعماريين الباروكيين في درسدن بيرموزر Balllthasar Permoser (1651-1732) وأندريا شلوتر Andera Schlüter (1662-1714) وهو من أكبر نحاتي القرن السابع عشر.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضا


المصادر

  1. ^ وسام نويلاتي. "الاتباعية في الفنون والعمارة". الموسوعة العربية.