كريكور وارتابيد

كريكور وارتابيد

كريكور وارتابيد ويُعرف أيضاً باسم "جون ورتابت" John Wortabet (و. 1827 - ت.21 نوفمبر 1908) طبيب وإرسال ومربي أرمني، وأحد مؤسسي الجمعية العلمية السورية ببيروت. وواحد من رعيل المفكرين المنورين للنهضة العربية الذين تحلقوا حول الجمعية السورية، والذين اتسموا بالنزعة الإنسانية "والتحرر الفكري الرحب كرواد النهضة الأوربيين"، خلافا لتأكيدات المستشرق الروسي زلمان ليفين المعاكسة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السيرة

[1]

النشأة

تمثال نصفي لوارتابيد، 1913

ولد كريكور وارتابيد عام 1827، وهو الأخ الأصغر لحنا وارتابيد. توفي والده وهو صغير واهتمت به مبشرة أمريكية تدعى وايتنج. التحق بالمدرسة الأميركية في بيروت حتى أتقن اللغة الإنجليزية جيداً. ثم درس اللغة العربية على يد الشيخ ناصيف اليازجي وأتقن العبرية واليونانية واللاتينية أثناء دراسته اللاهوت. كان مهتماً بالطب، فتتلمذ على يد الدكتور كرنيليوس فانديك قبل إنشاء كلية الطب البروتستانتية السورية. أرسله المبشرون البروتستانت إلى حاصبيا، لكنه عاد إلى بيروت بعد الحرب الأهلية في جبل لبنان 1860. تابع دراسات الطب في نيويورك واللاهوت في إدنبرة.

السيرة المهنية

عندما أنشأت الكلية الپروتستانتية السورية برنامجها الطبي، انضم إليها كأستاذ في علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء بين عامي 1866 و1882. في عام 1882، أجبرت "قضية داروين" ثلاثة من أعضاء هيئة التدريس الستة في كلية الطب على الاستقالة: وهم الدكتور وارتابيد، والدكتور كرنيليوس فانديك، والدكتور إدوين لويس. وكانت هذه ضربة كبيرة للكلية، لكن الدكتور وارتابيد وافق على الاستمرار في التدريس كمحاضر حتى تقوم الكلية بتعيين أساتذة جدد. ومنذ استقالته عام 1882 وحتى وفاته 1909، عمل طبيباً خاصاً في شارع الزيتونة في بيروت، ورئيساً للجنة التنفيذية لمستشفى لبنان للأمراض النفسية، وكان على استعداد للمساعدة في التدريس في الكلية عند الحاجة.

بالإضافة إلى عمله في الكلية الپروتستانتية السورية (الجامعة الأمريكية في بيروت)، قام الدكتور وارتابيد بتأليف نسخة عربية من كتاب غرايز أناتومي وكتب أخرى، بما في ذلك قاموس عربي-إنجليزي، وكتب عن الصحة العامة، وعلم وظائف الأعضاء، وكتب عربية للقراءة، وأكثر من ثلاثين مقالاً عن الكوليرا والتيفوئيد والطاعون والجذام.

آراءه السياسية

حين عاد للبنان في 1854. بدأ بالتعبير عن آماله وتوقعاته لمستقبل المشرق، وصاغ آراءه في كتاب مؤلف من جزأين أسماه "سورية والسوريون". حيث وصفه سيساك وارجابيديان بأنه "أديب نابغة" وشاعر ألمعي، وكان من أشد المدافعين عن العلم والتنور، وثائر قارع الظلم وحارب الظلام، دافع عن قضايا العرب مشيدا بقيمهم وفضائلهم فكان نبيا في قومه".

وبالفعل فان كريكور وارتابيد دافع دفاعا حرا عن سورية والسوريين ازاء التعنت أو التكبر الذي يبديه الأوربيون، وكان يثير الحمية والحماسة في نفوس أبناء بلده السوريين، ولاسيما اللبنانيين، نحو وطنهم الحبيب وحضارتهم ذات التاريخ العميق وأمجاد العرب التليدة، فضلا عن أنه كان يبق في وعيهم روح التفاؤل بالحاضر المعيش والايمان بالمستقبل الوضاء. ووما قاله في الوطن:

"كان تجار فينيقية يسمون بالتجار الأمراء، وكان يحاورها مشهورين بأغانيهم، كانت فينيقية في ذلك العصر كما هي عليه اليوم إنكلترة، كان هناك العديد من المدارس التي ساهمت في نشر الحضارة والنور على الدنيا. فيا أطياف الماضي الغابر استيقظي واعزفي القيثار كي ينهض أبناؤك من سباتهم العميق. وليبارك الله تلك الساعة التي يتكرر فيها الماضي العريق بالزمن الحاضر".

ثم يتابع الكاتب حديثه بقلب يعصره الألم فيقول:

"وأسفاه فمدن فينيقية العامرة أصبحت اليوم قاعاً صفصفاً، فلا بحر ولا من يبحرون، فالبحر الذي تسمى باسمهم لم يعد يتعرف عليهم ويصون عرضهم وشرفهم، فالسفن الأجنبية تشق مياهه وتمخر عبابه، وحتى بر الأمان لم يعد يقلهم ويستضيفهم. وابليتاه، إلام سيستمر هذا الحال ويدوم على هذا المنال؟ متى ستجري دماء الماضي العريق في عروق هذا الحاضر الغريق؟ ومتى سيهب أبناء فينيقية هبة رجل واحد آت لا محال. وستزول اللعنة عن هذه البلاد وتجود الحالة؟"

وفي موضع آخر يرى وارتابيد الصلة الوثيقة بين النهضة في سورية ولبنان وبين زوال "اللعنة" المتمثلة في الحكم التركي البغيض فيقول:

"ورغم أن سورية اليوم محرورة ملعونة، فإن تباشير المجد العريق ظاهرة للعيان. فيا ربي بارك برحمتك هذه الأرض الطيبة واجعل خرابها عمارة، وفقرها نعيما، وأطلالها ودوارسها مدنا عامة آهلة".

وبعد أن يؤكد كريكور وارتابيد أن دوام حكم الأتراك "القوم الفاسدين" هو أساس التناحر بين الطوائف اللبنانية، ينبري للدعوة بحماسة نقطعة النظير الى التآلف والتآزر بين الطوائف الشقيقة وأبناء البلد والواحد سورية.

كتب ومنشورات

تكريمات

حصل على العديد من الجوائز من المستشفى البروسي والحكومة العثمانية لخدمته المتميزة خلال وباء الكوليرا عام 1875، ولخدمته في التعليم الطبي. توفي في 21 نوفمبر 1908 ودفن في المقبرة الأنجلوأميركية في بيروت. وتبرع خريجو الجامعة الأمريكية في بيروت وأصدقاؤهم في مصر بالتمثال النصفي لجون وارتابيد للكلية، والذي تم إعداده في إيطاليا وكشف النقاب عنه في 11 أبريل 1913، خلال المؤتمر الطبي الثاني ووضعه في قاعة Ada Dodge Hall بمقر الجامعة الأمريكية ببيروت ثم انتقل إلى قاعة الكلية. لكن الهجوم على المبنى عام 1991 أجبر الجامعة على نقل التمثال النصفي إلى مكان مؤقت أمام مكتب الحماية عند البوابة الرئيسية. بعد إعادة بناء قاعة الكلية، احتفظت لجنة تخطيط الحرم الجامعي بالتمثال بالقرب من البوابة الرئيسية لبضع سنوات ثم نقلته إلى الفناء الخلفي.[2]

المصادر

  1. ^ نجاريان, يغيا (2005). النهضة القومية-الثقافية العربية. دمشق، سوريا: أكاديمية العلوم الأرمنية - الدار الوطنية الجديدة.
  2. ^ "John Wortabet (1927-1908)". الجامعة الأمريكية في بيروت.
الكلمات الدالة: