الظاهر بيبرس

(تم التحويل من بيبرس بندقداري)
بيبرس
Baibars
تمثال للسلطان الظاهر بيبرس.JPG
تمثال نصفي برونزي للسلطان بيبرس في المتحف الحربي القومي، القاهرة.
سلطان مصر وسوريا
العهد24 أكتوبر 1260 – 1 يوليو 1277
التتويج1260 في الصالحية
سبقهسيف الدين قطز
تبعهالسعيد بركة
وُلِد19 يوليو 1223
القرم[1][2]
توفي1 يوليو 1277 (54 سنة)
دمشق، سلطنة المماليك
الأنجالالسعيد بركة
سلامش
الاسم الكامل
الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري أبو الفتوح
البيتالظاهري
الأسرةالبحرية
الديانةمسلم سني

الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري أبو الفتوح، وشهرته الظاهر بيبرس (و. 1223/1228 - ت.1 يوليو 1277)، هو رابع رابع سلاطين مصر في عهد المماليك البحرية، خلفاً لقطز. كان واحداً من قادة القوات المصرية التي هزمت الحمة الصليبة السابعة تحت قيادة لويس التاسع ملك فرنسا. وكان بيبرس في طليعة الجيش المصري أثناء معركة عين جالوت عام 1260،[3] التي تعتبر أول هزيمة كبرى للجيش المغولي، ونقطعة تحول في التاريخ.[4]

شهد عهد بيبرس بداية عصر الهيمنة المملوكية في شرق البحر المتوسط وعزز ديمومة نظامهم العسكري. تمكن من تمهيد الطريق لإنهاء الوجود الصليبي في بلاد الشام وعزز اتحاد مصر وسوريا كدولة إسلامية بارزة في المنطقة، وقادرة على صد تهديدات الصليبيين والمغول، بل وتمكنوا من إخضاع مملكة المقرة النوبية، التي اشتهرت بعدم قهرها من قبل محاولات غزو الإمبراطورية الإسلامية السابقة. بصفته سلطاناً، انخرط بيبرس أيضاً في مزيج من العمل الدبلوماسي والعسكري، مما سمح لمماليك مصر بتوسيع إمبراطوريتهم بشكل كبير.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

البداية

أيقونة لبيبرس من عام 1260.

بعد مقتل السلطان قطز اتفق الأمراء المماليك على اختيار بيبرس سلطانًا على مصر ، فدخل القاهرة ، وجلس في إيوان القلعة في (17 ذي القعدة 658هـ= 24 أكتوبر 1260 م) فكان ذلك إيذانًا ببدء فترة التأسيس والاستقرار لدولة المماليك البحرية بعد فترة التحول التي شهدتها، بعد قضائها على الحكم الأيوبي، وكانت فترة قلقة شهدت حكم خمس سلاطين قبل أن يلي بيبرس الحكم، وكان عليه أن يبدأ عهدًا جديدًا من الثبات والاستقرار بعد أن أصبح بيده مقاليد الأمور في مصر والشام.

وقبل أن يولي بيبرس السلطنة كانت له صفحة بيضاء في معركة المنصورة المعروفة حيث كان من أبطالها ومن صانعي النصر فيها، وكانت له يد لا تنسى في معركة عين جالوت، فتولى السلطنة وسجله حافل بالبطولات والأمجاد.

وبيبرس من أصل تركي ولد في صحراء القبجاق سنة (620هـ= 1223م) ووقع في أسر المغول وهو في الرابعة عشرة من عمره، وبيع في أسوق الرقيق بدمشق، فاشتراه الأمير علاء الدين إيدكين الصالحي البُنْدقداري، فسمي "بيبرس البندقداري" نسبة إليه، ثم انتقل إلى خدمة الملك الصالح نجم الدين أيوب سلطان مصر، فأعتقه وجعله من جملة مماليكه، ثم ولاه رئاسة إحدى فرق حرسه الخاصة، ثم رقاه قائدًا لفرقة المماليك لما رأى من شجاعته وفروسيته.

ولما تخلص الملك عز الدين أيبك من غريمة ومنافسه "فارس الدين أقطاي" زعيم المماليك البحرية، فر بيبرس ومن معه من المماليك بلاد الشام، وظل متنقلا بين دمشق والكرك حتى تولى سيف الدين قطز الحكم سنة (658هـ-1260م) فبعث إليه يطلب منه الأمان والعودة إلى مصر، فأجابه إلى طلبه، وأحسن استقباله وأنزله دار الوزارة وأقطعه قليوب وما حولها. واشترك مع قطز في معركة عين جالوت سنة (658هـ= 1260م) وأبلى فيها بلاء حسنًا، وكان من أبطالها المعدودين.

وبدلا من أن تسمو روح الجهاد بنفسه وتصبغ قلبه بالسماحة واللطف، تطلعت نفسه إلى السلطة والميل إلى الثأر، فامتلأ فؤاده بالحقد من صديقه القديم السلطان سيف الدين قطز، وحمل في نفسه رفض قطز إعطاءه ولاية حلب وعد ذلك انتقاصًا من قدره وهضمًا لدوره في عين جالوت، ووجد من زملائه من يزيده اشتعالا فدبر معهم مؤامرة للتخلص من السلطان وهو في طريقه إلى القاهرة، وكان لهم ما أرادوا وجلس القاتل على عرش مصر قبل أن يجف دم السلطان المقتول، ودون أن يجد أحد من أمراء المماليك غضاضة في ذلك، وتلقب السلطان الجديد بالملك الظاهر.


جاء في كتاب النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة لابن تغري بردي ج7ص94 " ذكر سلطنة الملك الظاهر بيبرس البندقدارى على مصر" السلطان الملك القاهر ثم الظاهر ركن الدين أبو الفتوح بيبرس بن عبد الله البندقدارى الصالحى النجمى الأيوبى التركي سلطان الديار المصرية والبلاد الشامية والأقطار الحجازية ، وهو الرابع من ملوك الترك ، مولده في حدود العشرين وستمائة بصحراء القبجاق ، والقبجاق قبيلة عظيمة في الترك ، وهو بكسر القاف وسكون الباء ثانية الحروف وفتح الجيم ثم ألف وقاف ساكنة. وبيبرس بكسر الباء الموحدة ثانية الحروف وسكون الباء المثناة من تحتها ثم فتح الباء الموحدة وسكون الراء والسين المهملتين ومعناه باللغة التركية أمير فهد "

في تاريخ ابن خلدون –االمجلد الخامس ( ذكر بيبرس البندقداري):

Cquote2.png ذكر بيبرس البندقداري

" وفي تاريخه حكاية غريبة عن سبب دخول التتر لبلاد القبجاق فقال: ومن قبائلهم- يعني القفجاق- قبيلة طغصبا وستا وبرج أغلا والبولى وقنعرا على وأوغلي ودورت...

وهذه بطون متفرعة من القفجاق فقط، وهي التي في ناحية الغرب من بلادهم الشمالية، فإن سياق كلامه إنما هو في الترك المجلوبين من تلك الناحية لا من ناحية خوارزم ولا ما وراء النهر..... ومساق القصة يدل على أن قبيلة دورت من القفجاق، وأن قبيلة طغصبا من التتر. فيقتضي ذلك أن هذه البطون التي عددت ليست من بطن واحد، وكذلك يدل مساقها على أن أكثر هؤلاء الترك الذين بديار مصر من القفجاق، والله تعالى أعلم."

Cquote1.png

ابن خلدون

الأمير المملوكى ركن الدين بيبرس البندقدارى تظاهر بأنه يصافح الملك الظافر (قطوز) الذى هزم جيش التتار بعد عودته من الصيد فأمسكه بيبرس بأحدى يديه بحجه تقبيلهما لتهنأته بالصيد وطعنه بيده الأخرى بسكين فى قلبه فسقط صريعا يتخبط فى دمه على الأرض ولفظ أنفاسه الأخيره فى يوم السبت 17 ذى القعده سنة 658 هـ بعد أن ظل فى الحكم 11 شهراً و 13 يوماً.

ولما بلغ الخبر الأتابك (رئيس الوزراء) قال : ” من منكم ضربه الضربه الأولى ” قال بيبرس : ” أنا هو ” – قال الأتابك : ” أنت الحاكم بدله ” , وبايع المماليك الأمير بيبرس فى الحال ولقبوه بأسم الملك القاهروتشأئم من هذا اللقب فأبدله بالملك الظاهر وعرف فى التاريخ بأسم الظاهر بيبرس , وكانت من ألقابه أيضاً “روح الدين” , “بيبرس البنقدارى” (نسبة إلى سيده الذى أشتراه وعلمه الفروسيه واسمه علاء الدين بندقدار) وكذلك أسم أبو الفتوح – والعكى .

قام بإستقبال أبن خليفة بغداد وأكرم وفادته عند إلتجاءه إلى مصر بعد أن قتل التتر أبيه الظاهر بأمر الله , وأعاد الحج من مصر إلى مكة بعد أن كانت قد أهملت هذه العادة من مصر مده 12 سنة ولما رفض حاكم مكة دخول المصريين للحج وزيارة النبى قام الظاهر بيبرس بجيوشه مسرعاً إلى تلك المدينة وقتل ذلك الحاكم ووضع يده على كل تلك البلاد المحمدية المقدسة وأدخلها تحت حيازة مملكة المماليك فى مصر , وعاد للقاهرة ظافراً بعد أن زار مكة والكعبة وكساها وكان طريق المصريين لحج أن يركبوا مراكب فى النيل من مصر العتيقة حتى يصلوا البحر الحمر فيعبرونه ومنه يصلون إلى مكة , أما السلطان بيبرس فسار براً بجيشه عن طريق العريش فسوريا . وكان هذا الملك أول سلاطين أو ملوك من المماليك يستحق الأعتبار , وهو خامس مملوك غير شجرة الدر أختلس الملك ونال قوة عظمى.

وارتقى بيبرس التركى الاصل الطويل القامة حسن الطلعة أزرق العينين عرش حكم مصر سنة 1260 م 658 هـ وأظهر كفائة للأحكام ودل على حبه لرعيته فأبطل الضرائب الباهظة التى وضعها سلفه على كاهل الناس وأخذ ثلث الشركات الأهلية التى كان حصيلة جمعها منها 6000دينار سنوياً بحجة حصر الأملاك وتقويمها , وعدل الضرائب الإعتيادية بطريقة عادله . فى سنة 1262م الموافقة سنة 660 هـ فى سنة حضور أبن الخليفة العباسى إلى مصر حل بها مجاعة ففتح بيبرس مخازنة وصار يقيت الألاف من الجياع يومياً ولم يكتف بذلك بل أسرع فى جلب الغذاء من الخارج وأنقذ بلاد مصر التى حكمها فى الحال من ذلك الخطر المحدق بهم . وبعد زوال المجاعة أحتفل بختان أبنه بأحتفال عظيم , وتصدق على الفقراء فى سبيل الله وشكراً لهذه المناسبة هذا الختان بان قام بدفع مبالغ أجر تختين 645 طفلا من أولاد الفقراء ختنوا فى يوم ختن إبنه وكساهم بملابس جديدة , وأعد موكباً وإحتفالاً عظيماً وكان أبن الخليفة العباسى حاضراً مما زاد هذا الإحتفال مما زاده مجداً وبهاء .

ورجع الملك الظاهر بيبرس من سوريا إلى مصر ظافراً منتصراً فقوبل بإحتفال عظيم فى القاهرة فزينوا له المدينة طلها بأجمل زينة وفرشوها بالبساط والسجاجيد وساروا به فى موكب حافل عظيم فقط وطد أركان السلام فى جميع أنحاء القطر السورى بعد أن حارب التتار وبدد شكلهم وأصبحت جميع البلاد التى كان قد أستولى عليها التتار تحد يده فحكم كل مدن الأناضول والبلاد التى كانت قد أستولى عليها الفرنجة وبلاد الخلافة الأسلامية العباسية الأسلامية وفتح النوبة وبرقة وعمر الحرم النبوى وقبه الصخرة فى بيت المقدس (أورشليم) وصارت البلاد التى تحت حكمه وسلطانه مصر والنوبة وبرقة والشام وبر الأناضول وجزيرة العرب , ومن غزا كل هذه البلاد ليس بقليل عليه أن تقام له مثل هذه الإحتفالات العظيمة .

هاجم داود ملك النوبة المناطق الجنوبية من مصر فهاجمة المماليك ودحروه وكان الظاهر بيبرس فى حروبه فى الشام ولما أنتهى منها جاءه أبن أخت الملك داود يريد مساعدته فى الحصول على العرش فأعطاه جيشاً مدربا قضى على داود ومملكته ولم تقم لممالك النوبة المسيحة قومة مره أخرى.

قاد السلطان ببيرس جيشا قاصدا سوريا وحارب برقه وإحتلها , إلا ان التتر عادوا الى المناوشات على حددود سوريا فسار ببيرس بجيشه الى حمص لتأديبهم وحمايه الحدود وحدث خسوف للقمر ولما كان العامه من المسلمين فى مصر يعتقدون أن خسوف القمر ما هو إلا علامه على موت أمير كبير أو حاكم أو ملك أو سلطان فتوهم أن هذا الخسوف يدل على قرب موته وأن نهايته قد صارت أكيده وفتش حوله من هو سيتولى الحكم من بعده وليس من أبناء ملته فوجد أميرا صغيرا هو داود ناصر الدين وهو حفيد طوران شاه آخر سلطان كردى من أسره صلاح الدين الأيوبى القائد الشهير( سلاله الأيوبين ) ودخله الوساوس والأوهام بأن هذا الأمير الصغير سيقوم بمؤامره ضده ويستولى على الحكم فأراد أن يغدر به قبل أن يفعل الأمير المسكين شيئا فإذا مات الأمير تحققت نبؤه الخسوف فيهرب من الموت , مع ان هذا الأمير لم يكن فى علمه أي شيء من هذه الأوهام وليس فى نيته قتل السلطان ببيرس ( أن تاريخ الحكم العربى الإسلامى به كثير من هذه الإغتيالات المؤلمه ) فدبر السلطان ببيرس خطه الإغتيال فأمر بإستدعائه وأكرمه غايه الإكرام ولاطفه وأجلسه بجانبه وصب له كأسا فيه شراب ووضع له فيه السم وقدمه له بيديه فشربه الأمير المسكين بلا تردد ولا إرتياب وخرج السلطان من الغرفه تاركا الأمير يلفظ أنفاسه الأخيره وبعد أن تم ما أقدم عليه السلطان , دخل أحد الخدام وكان لا يعلم بما حدث ولا بسر سيده أو مؤامرته فملأ نفس الكأس من مشروب سيده ولا يزال بعض المشروب المسمم فيه , ولما عاد السلطان قدمه لسيده وكان السلطان متوعكا من الحمى , فشرب من نفس الكأس وكانت كميه السم الباقيه كافيه لقتله وهكذا مات الأمير المسكين البرئ ناصر الدين وبعد ساعه مات السلطان الظاهر بيبرس بعد ساعه واحده وكأنه كان يريد أن يخدع القدر فمات نتيجه لجهله لعدم ثقته فى من حوله وتقول ا.ل بوتشر ص 260 عن الخرافات ( ما أضعف حجتها وأشد وطأتها ) وكانت وفاه السلطان الظاهر بيبرس فى 27 محرم سنه 676 هجريه وحكم لمده 17 سنه وشهرين 10 أيام وترك ثلاثه ذكور و 7 بنات وكان اكبر أولاده السعيد محمد برقه خان وهو الذى ورث كرسى الحكم والثانى سلامش والثالث المسعود خضر


الإعمار

وبجانب أعمال الظاهر بيبرس الحربية إلا أن أعماله الإنشائية كانت كثيرة وما زالت تشهد له حتى هذا اليوم ولا شك أن الأموال التى حملها من غزواته قد أعطته قدرة على البناء والتشييد فى مصر والشام أما فى مصر فهي:

  • ترميم وتقوية حصون دمياط ورشيد والأسكندرية والقاهرة
  • بناء الأهراء والأشوان الكبيرة لتشوين الغلال فى القاهرة
  • بناء وترميم القناطر والجسور وتقوية قناطر شبرامنت بالجيزة
  • بناء قناطر السباع الممتدة من فم الخليج إلى القلعة ووضع فى طرف تلك القناطر من جهه الخليج سبع سواقى لترفع المياة من النيل إلى القناطر التى تحملها إلى القلعة فيروى من فيها ووضع على أطراف تلك القناطر تماثيل حجرية على شكل السباع ولذلك أطلق المصريين على هذه القناطر التى بناها الملك الظاهر بيبرس أسم قناطر السباع
  • ترميم منارة رشيد
  • أمر بحفر خليج الأسكندرية القديم وبحر أشمون طناح وطهر الترع والخلجان وتقول مسز بوتشر ص 261

” قيل أن الملك الظاهر ذاته كان يساعد الفعلة هو وكل أمرائه تشجيعاً وتنشيطاً لهم فى العمل وأعطى لهم مثالاً حسنا فى خدمة الوطن وعدم تعاظمه فى ما يؤول إليه بالتقدم , وقد حمل بنفسه مقطف تراب بيديه على مرأى من كل الواقفين مثل الأجير الحقير حباً فى منفعه الوطن والبلاد.

  • رمم جوامع كثيره وأعاد بناء جوامع اخرى , وبنى جامعا جديداً متسع وفخم جداً فى شمال القاهرة فى الميدان الكبير الذى فى طريق العباسية وأسمه ألان ميدان الظاهر يطلق عليها اسم الضاهر , ولما احتل الفرنسيين مصر حولوه إلى قلعة وبعد مغادرة الفرنسيين مصر أستعملته الحكومة مركزاً عسكرياً ثم استعمل مخزن لتخزين المأكولات والملبوسات المختصة للجيش الأنجليزى الذى كان فى مصر , وما زالت هناك أربعة حوائط من البناء الأصلى الذى بناه الظاهر بيبرس ويوجد كثير من النقوش الجميلة لم تزل ظاهرة حتى الآن فى شبابيكه وفقد هذا الجامغ صبغته الدينية ولكن عمر الان وبدأ يصلى فيه من جديد .
  • جدد الملك الظاهر بيبرس الجامع الأزهر وأعاد الخطبة فيه , وبنى بلدة السعيدية بمديريه الشرقية .

وكان الظاهر بيبرس محباً لركوب الخيل ومغرما بالرياضة البدنية والتمرينات العسكرية ويقضى فيها معظم يومه وبنى لذلك ميدانا مخصوصاً بين المنزل القلعة وقبه النصر وكانت نفقاته مما يغنمه فى حروبه بدون أن يثقل على ألهالى بدرهم .

أعتقد الظاهر بيبرس فى أن الشيخ الصوفى خضر العدوى شخص مبروك .. ولكنه كان مشهوراً بانحلاله الخلقى وشذوذه الجنسى وتعصبه ضد النصارى فى الشام ومصر، ولما ترك له الظاهر بيبرس له المجال واطلق لتعصبة العنان فهدم كثيراً من الكنائس فى الشام ومصر.

ومن الكنائس التى هدمها بمصر كنيسة الروم بالإسكندرية التى يشاع أن فيها رأس النبى يحيى عليه السلام (يوحنا)، وقد تحولت على يد الشيخ خضر العدوى إلى مسجد وسماه (المدرسة الخضراء) وأنفق فى تعمير هذه المدرسة الأموال الكثيرة من بيت المال.

ولما مات الملك الظاهر بيبرس فى الشام خاف الأمراء من طمع الأعداء فحملوه سراً إلى دمشق وأشاعوا أنه مريض وبعدئذ نقلوه للقاهرة فى هودج ورحل معه جيشه لمصر ودفنوه فى القلعة , وبايع المماليك أكبر أولاده ناصر الدين برقه خان , ولكن لطمع المماليك فى الحكم لم يدم أخلاصهم لحكم أولاد الظاهر بيبرس , إذ فى بحر ثلاث سنوات قتل ولداه اللذين لم ينالا لقب ملك أو سلطان إلا بالإسم فقط وملك أحد أمراء المماليك وأسمه سيف الدين قلاوون الألفي.

تولي بيبرس السلطنة

نقش حجري لأسود مع آيات قرآنية على عقد جسر بيبرس، بالقرب من اللد، فلسطين.

ولم يكد بيبرس يستقر في السلطنة حتى بدأ عهدا جديدًا وصفحة مشرقة في تاريخ مصر، وبدأ في التقرب إلى الخاصة والعامة، فقرب إليه كبار الأمراء ورجال الدولة، ومنحهم الألقاب والإقطاعيات الواسعة، ووجه عنايته إلى ترتيب شئون الدولة، وتخفيف الأعباء على الأهالي، فأعفاهم من الضرائب، وأطلق المحبوسين من السجون، وجدّ في استرضاء رعيته، وأرسل إلى الأقطار المختلفة ليقرّ التابعون لدولته بسيادته وحكمه.

غير أن الأمور لم تتم لبيبرس بسهولة ويسر، فتدعيم سلطان الدول يحتاج إلى مزيد من العمل، وقيادة تجمع بين السياسة والشدة والحزم واللين، وأعداء الدولة في الخارج يتربصون بها الدوائر، وحُكمه يحتاج إلى سند شرعي يستند إليه.

بناء الجبهة الداخلية

بدأ بيبرس عهده بالعناية بدولته وترسيخ دعائمها والقضاء على الفتن والثورات التي اشتعلت ضده، ففي السنة الأولى من حكمه نشبت ثورتان عارمتان، إحداهما بدمشق والأخرى بالقاهرة، أما الأولى فقام بها الأمير "علم الدين سنجر الحلبي" نائب دمشق احتجاجًا على مقتل سيف الدين قطز، ورفضا للإقرار بسلطنة بيبرس، ولم يكتف بالتمرد والعصيان بل أعلن نفسه سلطانًا وحاول استمالة بعض أمراء الشام إلى جانبه، لكنه لم يجد معاونًا، ولجأ بيبرس معه إلى الإقناع والمسالمة للدخول في طاعته وترك العصيان، فلما لم تفلح معه الطرق السلمية جرد إليه جيشًا أتى به إلى القاهرة مقرنًا في الأصفاد في (16 من صفر 659هـ= 1260).

أما الثورة الثانية فقادها رجل شيعي يعرف بالكوراني أظهر الورع والزهد، وسكن قبة جبل المقطم، واستمال بعض الشيعة من السودان، وحرّضهم على التمرد على السلطة الجديدة؛ فثاروا في شوارع القاهرة في أواخر سنة ( 658هـ= 1260م)، واستولوا على السلاح من حوانيت السيوفيين، واقتحموا إسطبلات الجنود، وأخذوا منها الخيول، لكن بيبرس أخمد الثورة بمنتهى السرعة والحزم، وأمر بصلب الكوراني وغيره من زعماء الفتنة.

إحياء الخلافة العباسية

وكانت الخطوة الثانية التي خطاها بيبرس بعد أن استتب له الأمن في البلاد، وفرض سلطته، هي إحياء الخلافة العباسية التي سقطت مع سقوط بغداد في يد هولاكو في ( 4 من صفر 656هـ= 10 فبراير 1258) ولم يكن سقوطها أمرًا هينًا على المسلمين، وخيل لهم أن العالم على وشك الانتهاء، وأن الساعة آتية عما قريب، وذلك لهول المصيبة التي وقعت بهم، وإحساسهم بأنهم أصبحوا بدون خليفة، وهو أمر لم يعتادوه منذ وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم).

ونجح بيبرس في استقدام أحد الناجين من أسرة العباسيين هو "أبو العباس أحمد"، وعقد في القلعة مجلسًا عامًا في (9 من المحرم 661هـ= 22 نوفمبر 1262) حضره قاضي القضاة وكبار رجال الدولة، وقرئ نسب الخليفة على الحاضرين بعدما ثبت عند القاضي، ولقب بالحاكم بأمر الله، وبايعه بيبرس على العمل بكتاب الله وسنة رسوله. ولما تمت البيعة أقبل الخليفة على بيبرس وقلّده أمور البلاد والعباد، وبذلك أصبح هو صاحب السلطة واليد المطلقة في إدارة شئون البلاد. ولم يكن للخليفة العباسي حول ولا قوة، بل صار واجهة دينية شرعية للسلطان المملوكي، ليس له سوى الدعاء على المنابر في صلاة الجمعة.. وبإقامة الخلافة العباسية في القاهرة يكون بيبرس قد تقدم خطوات واسعة في سبيل تأسيس الدولة المملوكية.

وأتبع بيبرس هذه الخطوة بأن مد نفوذه وسلطانه إلى الحجاز حيث يوجد الحرمان الشريفان، وتخلص من الملك "المغيث عمر بن العادل الأيوبي" حاكم الكرك، الذي كان يناوئ السلطان بيبرس، ويرى في المماليك دخلاء اغتصبوا العرش الأيوبي في مصر والشام دون وجه حق، فعمل على منازعتهم، وتطور الأمر إلى به الحد أن راسل هولاكو زعيم المنغول الإيلخانيين وحرضه على غزو مصر، لكن بيبرس حين علم بهذه المكاتبات قبض عليه وقتله في سنة (622هـ= 1263م) واستولى على الكرك، وعين بها واليًا من قبله.

الجهاد في جبهتين

المماليك تحت إمرة بيبرس (بالأصفر) صدوا الصليبيين الفرنجة والمنغول أثناء الحملة الصليبية التاسعة.

وبعد أن اطمأن بيبرس إلى تماسك جبهته الداخلية ولم يعد هناك ما يعكر صفو دولته اتجه ببصره إلى القوى الخارجية المتربصة بدولته، وتطلع إلى أن ينهض بمسئوليته في الدفاع عن الإسلام، ولم يكن هناك أشد خطرًا عليه من المغول والصليبيين، وقبل أن ينهض لعمله أعد العدة لذلك، فعقد معاهدات واتفاقيات مع القوى الدولية المعاصرة له، حيث سعى إلى التحالف مع الإمبراطورية البيزنطية، وعقد معاهدات مع "مانفرد بن فردريك الثاني" إمبراطور الدولة الرومانية، وأقام علاقات ودية مع "ألفونسو العاشر" ملك قشتالة الإسباني، حتى يضمن حياد هذه القوى حين يشن غاراته على الإمارات الصليبية في الشام، ويسترد ما في أيديهم من أراضي المسلمين.

واتبع بيبرس أيضا هذه السياسة في الجبهة الأخرى: جبهة المغول؛ حيث تحالف مع "بركة خان" زعيم القبيلة الذهبية المغولية وكان قد اعتنق الإسلام، وامتدت بلاده من تركستان شرقًا حتى شمال البحر الأسود غربًا، وهي التي تعرف ببلاد القفجاق. ولكي يزيد من قوة الرابطة بينه وبين بركة خان أمر بالدعاء له على منابر دولته، وتزوج من ابنته، وكان هذا الحلف موجهًا إلى عدوهما المشترك المتمثل في "دولة إيلخانات فارس" التي كان يحكمها هولاكو وأولاده، وكانت تشمل العراق وفارس.

وفي الوقت نفسه أعد لتحقيق هدفه جيشًا قويًا، وأسطولاً ضخمًا، وأعاد تحصين القلاع والحصون، ومدها بالذخيرة والأقوات، وأقام سلسلة من نقاط المراقبة لرصد نشاط العدو عرفت باسم المنائر، وأفسد الطرق والوديان المؤدية إلى الشام؛ كي لا يجد المغول في أثناء زحفهم ما يحتاجون إليه من أقوات أو أعلاف لدوابهم.

وأثمرت هذه السياسة الحازمة عن تحقيق انتصارات باهرة على الصليبيين، منذ أن بدأت حملاته الظافرة في سنة (663هـ = 1265م)، ففتح قيسارية، وأرسوف، وقلعة صفد، ويافا، ثم توج جهوده بفتح "إنطاكية" المدينة الحصينة التي ظلت رهينة الأسر الصليبي أكثر من قرن ونصف من الزمان، وذلك في (5 من رمضان 666هـ = 19 من مايو 1268م)، وكان سقوطها أعظم فتح حققه المسلمون على الصليبيين منذ معركة حطين سنة (583هـ = 1187م)، وسبق لنا أن تناولنا أحداث هذا الفتح العظيم في (5 من رمضان).

وعلى الجبهة الأخرى نجح السلطان بيبرس في الدفاع عن بلاده أمام هجمات المغول المتتالية، وفي تحقيق عدة انتصارات عليهم في "البيرة" و"حران". وعلى الرغم من إخفاق مغول فارس في توسيع دولتهم على حساب دولة المماليك فإنهم كانوا يعاودون الهجوم، حتى ألحق بهم بيبرس هزيمة ساحقة عند بلدة "أبلستين" بآسيا الصغرى سنة (675هـ = 1277م) وبذلك أمّن بيبرس حدود دولته من الجبهتين الشرقية والشمالية.

رجل الدولة والإصلاح

لم تشغل بيبرس حملاته الحربية الناجحة عن عنايته بتنظيم الأمور الإدارية، والقيام بكثير من الإصلاحات الداخلية، واستحداث بعض الوظائف الإدارية، والعناية بديوان الإنشاء عناية فائقة وكان يقوم بمثل ما تقوم به وزارة الخارجية الآن، وأنفق عليه الأموال الطائلة، وبلغ من دقته أن أخبار الشام كانت تصله مرتين في الأسبوع، وصار على علم بما يدور في دولته المترامية دون بطء أو تراخٍ.

وأدخل بيبرس تعديلات على النظام القضائي في مصر، حيث عين أربعة قضاة يمثلون المذاهب الأربعة، وأعاد الجامع الأزهر إلى ما كان عليه، وقام بترميمه وتعميره بعد الإهمال الذي لحقه في العصر الأيوبي.

وأقام بيبرس عددًا من المؤسسات التعليمية، فأنشأ المدرسة الظاهرية بالقاهرة سنة (660هـ = 1262م)، واستغرق بناؤها عامين، وجعل بها خزانة كتب كبيرة، وألحق بها مكتبًا لتعليم أيتام المسلمين القرآن، وأنشأ بدمشق مدرسة عرفت باسمه، وشرع في بنائها سنة (676هـ = 1277م)، ولا تزال هذه المدرسة قائمة في دمشق حتى الآن، وتضم مكتبة ضخمة تُعرف بالمكتبة الظاهرية.

وأنشأ في القاهرة جامعًا عظيمًا عرف باسم جامع الظاهر بيبرس سنة (665هـ = 1267م) ولا يزال قائمًا حتى اليوم، لكنه تعرض لإهمال شديد وبخاصة في فترة الاحتلال البريطاني لمصر، وكأن فتحه يثير في نفوس المصريين ذكرى البطولة والشجاعة التي كان عليها منشئ المسجد، فآثر الإنجليز السلامة وأغلقوا المسجد. وقد سُمي الحي الذي حوله بـ"حي الظاهر" نسبة إليه.

وأولى بيبرس عنايته بالزراعة فأنشأ مقاييس للنيل، وأقام الجسور، وحفر الترع، وأنشأ القناطر، واهتم بالصناعة وبخاصة ما يحتاج إليه الجيش من الملابس والآلات الحربية.

وامتدت يده إلى الحجاز، فأقام عدة إصلاحات بالحرم النبوي، وبنى بالمدينة مستشفى لأهلها، وجدد في الشام مسجد إبراهيم عليه السلام وقبة الصخرة وبيت المقدس.

ويذكر له أنه كان أول من جلس للمظالم من سلاطين المماليك، فأقام دار العدل سنة (661هـ = 1263م)، وخصص يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع يجلس فيهما للفصل في القضايا الكبيرة يحيط به قضاة المذاهب الأربعة، وكبار الموظفين.

وبعد حياة طويلة في الحكم دامت سبعة عشر عامًا توفي الظاهر بيبرس بعد أن تجاوز الخمسين في (28 من المحرم 676هـ = 2 من مايو 1277م) بعد أن أرسى دعائم دولة، وأقام حضارة ونظمًا، وخاض معارك كبرى للدفاع عن الإسلام، وتبوأ مكانة رفيعة في نفوس شعبه حتى نسج الخيال الشعبي سيرة عظيمة له عُرفت بسيرة الظاهر بيبرس جمعت بين الحقيقة والخيال، والواقع والأسطورة.

هل الظاهر بيبرس تركي أم شركسي ؟!

تذكر المصادر التاريخية جميعها ( : قديمها و حديثها و المعاصر منها للمماليك و غير المعاصر لهم من المؤرخين المتأخرين و حتى في سيرة الملك الظاهر بيبرس الشعبية ) أن الظاهر بيبرس هو تركي الجنس من قبيلة القبجاق ( الكبشاك ) التركية ، تلك القبيلة التي أعطت اسمها للسهوب التي تقع في جنوب روسيا، و بقية قصته يعلمها الجميع .. على أن قبيلة القبجاق كانت في تلك الفترة – إبان الاجتياح المغولي لروسيا و أوكرانيا في القرن 13م – كانت المصدر الرئيسي للرقيق (المماليك) الذي اعتمدته الدول الاسلامية في تكوين جيوشها النظامية، وخاصة ما عرف بـ" المماليك البحرية " و هم جميعاً من الترك و أغلبهم من قبيلة قبجاق التركية. مثل هذه المعلومات هي حقائق تاريخية ثابتة واضحة لا يجادل فيها من كان على أبسط درجة من الإلمام التاريخي ، على أن الأخ " أبو شركس" سامحه الله أقحمني في أنْ أتلمّسَ له الأدلةَ على أمرٍ لا يحتاج إلى جدال و لا إلى براهين ، فكان عملي في هذه المقالة على إثبات تركية بيبرس و زملائه من المماليك البحرية كمن يطلب الأدلة في إثبات أن النبي محمد (ص) عربي ، أو كمن يجادل في انتساب علي أو عمر أو خالد بن الوليد إلى قريش !!

و صحيح أن بذل مثل هذا الجهد في إثبات ما هو ثابت و معلوم ليس إلا مضيعة للجهد و الوقت ، ولكنني آثرتُ أن أتفرَّغ قليلاً لهذا الموضوع لأنني صادفتُ كثيراً من أصدقائي و معارفي من الشراكسة و قد ضلَّلهم بعض أدعياء الثقافة من بني قومهم مستغلاًَ جهلَ الناس في تفاصيل تاريخ هذه الحقبة من تاريخ العرب و المسلمين و مستفيداً مما قد يلتبس من تعاقب دولتي المماليك ( البحرية التركية و البرجية الشركسية ) في أن يتمكّن من أنْ يخلط الأوراق و يزعم لهم أن بيبرس (و هو العلم الأبرز و الأعظم ذكراً و خلوداً في تاريخ المماليك كله ) أنه شركسيّ ..

على كل حال و توفيراً للوقت و الجهد- عليك و على الأخوة القراء- سأذكر هنا أهم المراجع التي تتناول تاريخ المماليك ، و سأنقل لكم منها ما يخص جنسية بيبرس بصفة خاصة ، :

1-( جاء في كتاب النجوم الزاهرة في أخبار مصر و القاهرة لابن تغري بردي ج7ص94 ): " ذكر سلطنة الملك الظاهر بيبرس البندقدارى على مصر" السلطان الملك القاهر ثم الظاهر ركن الدين أبو الفتوح بيبرس بن عبد الله البندقدارى الصالحى النجمى الأيوبى التركي سلطان الديار المصرية والبلاد الشامية والأقطار الحجازية ، وهو الرابع من ملوك الترك ، مولده في حدود العشرين وستمائة بصحراء القبجاق ، والقبجاق قبيلة عظيمة في الترك ، وهو بكسر القاف وسكون الباء ثانية الحروف وفتح الجيم ثم ألف وقاف ساكنة. وبيبرس بكسر الباء الموحدة ثانية الحروف وسكون الباء المثناة من تحتها ثم فتح الباء الموحدة وسكون الراء والسين المهملتين ومعناه باللغة التركية أمير فهد " انتهى.

2- جاء في موسوعة إنكارتا الاليكترونية : Baybars I (1233?-1277), Mamluk sultan of Egypt (1260-1277), originally a Turkish slave who rose to power through military skill. In 1260 he led the Mamluks against the Mongols at the Battle of Ayn Jalut, Palestine Microsoft® Encarta® Reference Library 2003..

3- و في كتاب "قيام دولة المماليك الأولى في مصر و الشام " يقول د. أحمد مختار العبادي ص73- الهامش : " بلاد القبجاق أو القفجاق أو القبشاق إقليم بحوض نهر الفولغا بالجنوب الشرقي من روسيا الحالية و شمال البحر الأسود و القوقاز ، وأهله من الترك ، وكانو أهل حل و ترحال على عادة البدو و في ضيق من العيش ، وبلادهم كانت فرضة (سوقاً) عظيمة للرقيق (المماليك) الترك .

4- و في كتاب "المماليك " د. السيد الباز العريني (ص256) في معرض حديثه عن دولة المماليك البحرية : " ان العنصرالتركي القبجاقي هو السائد في العصر المملوكي الأول ".

5- في مورد الإشادة بالنصرالمبين و التعبير عن الفرحة بانتصار المماليك في موقعة "عين جالوت" التي قادها قطز و بيبرس معاً ، يقول العلامة المؤرّخ ابن شامة في كتابه " الذيل على الروضتين " ص208 : غلب التتارُ على البلاد فجاءَهُمْ من مصرَ تركيٌّ يجودُ بنفسه بالشام أهلكهم و بـدَّد شـملهم و لكلّ جنسٍ آفـةٌ من جنسِه

6- جاء في موسوعة إنكارتا 2003الاليكترونية مادة " مملوك ": "Mamluks, purchased slaves converted to Islam who advanced themselves to high military posts in Egypt. From this class sprang two ruling dynasties, the Bahri (1250-1382), made up of Turks and Mongols, and the Burji (1382-1517), made up of Circassians . " Microsoft® Encarta® Reference Library 2003.

ما ترجمته: المماليك رقيق (عبيد) تم شراؤهم ثم تحويلهم إلى الإسلام ، و قد استطاعوا أن يطوّروا مواقعهم إلى القيادات العسكرية العليا في مصر . من هؤلاء ظهرت سلالتين (مجموعتين) حاكمتين ،المماليك البحرية (اسمتر حكمها من 1250-1382م) و قد تشكّلت من الترك و المغول ، و المجموعة التالية هي المماليك البرجية ( حكمت من 1382-1517م) و تألفت من الشراكسة " و كلنا يعلم أن بيبرس كان أحد أبرز المماليك البحرية!

6- و في كتاب " المغول " يقول الدكتور السيد الباز العريني - مؤرخاً للحظات التي سبقت معركة عين جالوت بين المماليك المسلمين و بين المغول في ص 257- : " و اجتمع قطز بأمراء المماليك للتشاور في الأمر ، و المعروف أنهم جميعاً مماليك من الترك جاؤوا من بلاد قبجاق أو التركستان أو خوارزم .."

7- و في كتاب " الظاهر بيبرس "- من سلسلة أعلام العرب –تأليف د. سعيد عبد الفتاح عاشور (استاذ تاريخ العصور الوسطى في كلية الآداب ،جامعة القاهرة ) ، يقول مؤلفه تعليقاً على ما أوردته كتب التاريخ المعاصرة للمماليك في شأن أصل بيبرس و نشأته و ص 18: " وعلى ذلك لا ننتظر إجماعاً على رواية واحدة عن نشأة بيبرس في كتب التاريخ المعاصرة له ، و إن كان أغلب هذه الكتب قد اتفقت على أمر واحد هو أنه كان تركيّ الجنس، من مواليد بلاد القفجاق – في جنوب روسيا- .."

8- هاهو الشاعر شهاب الدين محمود يمدح الظاهر بيبرس مخلّداً انتصاره على جيش متحالف من الروم و المغول في معركة وقعت على ضفاف نهر جيحان (في الأناضول) –عن النجوم الزاهرة ج7 ص168- في قصيدة طويلة مطلعها : كذا فلتكنْ في الله تمضي العزائمُ و إلا فلا تجفو الجفونَ الصّوارمُ و مما جاء فيها مادحاً الظاهر بيبرس :

مـليكٌ يلوذ الدينُ من عزَماته بركـنٍ لـه الفـتحُ المبـينُ دعـائمُ من التُّركِ أمّا في المغاني فإنهمْ شُموسٌ، و أمّا في الوغى فضراغمُ

9- ترجمة الظاهر بيبرس في الموسوعة العلمية الشهيرة Encyclopaedia of Islam : " BAYBARS I, al-Malik al-zahir Rukn addin fourth Mamluk sultan of the Bahrid dynasty. He is said to have been born in 620/1233 and to have been one of a group of kipchak Turk slaves purchased by the Ayyubid sultan Malik salih . His first master had been Aydakin Bundukdar, whence his surname Bundukdari"

Wikipedia, the free encyclopedia " : 10- جاء في موسوعة "al-Malik al-Zahir Rukn al-Din Baibars al-Bunduqdari (also spelled Baybars) (1223 – July 1, 1277) was a Mamluk Sultan of Egypt and Syria. He was born a Kipchak Turk in the city of Solhat, in Crimea." 11- و للتسهيل على القراء المتصفحين للإنترنت انقر فقط على أي موقع شئت من الموسوعات التالية الموجودة على الويب فسوف تجدها جميعاً ( نعم ..جميعها بلا استثناء ) تذكر في ترجمة بيبرس (الظاهر بيبرس) أنه تركي من القبجاق : http://en.wikipedia.org/wiki/Kipchak http://en.wikipedia.org/wiki/Baybars http://www.bartleby.com/65/ba/Baybars1.html http://www.encyclopedia.com/SearchR....aspx?Q=baybars http://www.infoplease.com/ce6/people/A0806539.html http://i-cias.com/cgi-bin/eo-direct.pl?orient.htm http://i-cias.com/cgi-bin/eo-direct.pl?orient.htm

12- و في تاريخ ابن خلدون –االمجلد الخامس ( ذكر بيبرس البندقداري): ذكر بيبرس البندقداري " وفي تاريخه حكاية غريبة عن سبب دخول التتر لبلاد القبجاق بعد أن عد شعوبها فقال: ومن قبائلهم- يعني القفجاق- قبيلة طغصبا وستا وبرج أغلا والبولى وقنعرا على وأوغلي ودورت... وهذه والله أعلم بطون متفرعة من القفجاق فقط، وهي التي في ناحية الغرب من بلادهم الشمالية، فإن سياق كلامه إنما هو في الترك المجلوبين من تلك الناحية لا من ناحية خوارزم ولا ما وراء النهر..... ومساق القصة يدل على أن قبيلة دورت من القفجاق، وأن قبيلة طغصبا من التتر. فيقتضي ذلك أن هذه البطون التي عددت ليست من بطن واحد، وكذلك يدل مساقها على أن أكثر هؤلاء الترك الذين بديار مصر من القفجاق، والله تعالى أعلم." انتهى كلام ابن خلدون.

على أن بعضاً من مثقفي الجيل الحديث من إخواننا الشراكسة قد لا يختلف كثيراً عن جيل أولئك المماليك من الشراكسة (في العهد العثماني) في محاولة انتحال المجد و تأثيل مكانتهم في الوجدان العربي، فالتاريخ يحدّثنا كيف أنهم بعد أن استبدّوا بالسلطة في مصر، استشعروا غضاضةً في أصولهم وفي نشأتهم كمماليكَ أرقّاءَ فطلبوا من يصطنع لهم نسباً مفصّلاً ينتهي بهم إلى" قريش"! يقول الأستاذ الدكتور عبد الكريم رافق في كتابه الجامعي العظيم :" المشرق العربي في العهد العثماني " ط5\ جامعة دمشق – صفحة 128: " رافق هذا الانتعاش في قوة المماليك السياسية في مصر ظهورُ كتاباتٍ لا صحّة لها لربط هؤلاء المماليك (و المقصود هنا مماليك العهد العثماني ، وكان أغلبهم من الشراكسة) بمماليك السلطنة المملوكية ، و أحياناً بقريش .. لإسباغ الشرعية و الوجاهة عليهم ، وفرض قبولهم الاجتماعي و السياسي على السكان . و اشتهر من هذه الكتابات كتيّب مجهول المؤلّف عنوانه : " قهر الوجوه العابسة بذكر نسب الجراكسة من قريش " طبع في القاهرة عام 1316هـ على ذمة محمد أفندي حافظ الجركسي . ولعل السيد نهاد برزج- هو و أباه - من أبرز الأمثلة على هؤلاء الذين ذكرتهم ، فهما- في ظنّي- يتحملان معظم الخلط و التشويش المنظم المقصود في أذهان أهلنا من الشراكسة ، فقد قدّما مجموعة من الكتيّبات و المنشورات الخفيفة التي تروج عند عامة المتعلّمين .. و إخوتنا الشراكسة أقلية صغيرة تتجه إلى الذوبان في محيط عربي ضاغط ، وأنا في الحقيقة معجب بتماسكهم و تعاضدهم و بمحاولاتهم المثابرة للحفاظ على هويتهم ، و بذلك ربما فهمت دوافع السيد برزج في تكثير أعلامهم و محاولة خلق تاريخ مجيد لهم من خلال ربطهم بأسماء تاريخية عظيمة في تاريخ العرب و المسلمين ..

ولكن عملاً كهذا – على فهمنا لحماسة و دوافع صاحبه – لا يبرر العبث بالعلم و الحقائق .. فما موقف الأخ أبو شركس الآن مثلاً و قد قرأ ما قرأ من أدلة دامغة على تركية بيبرس !!

ولعل من المستملَح هنا أن اذكر أن الدكتور صلاح الدين شرّوخ ( وهو أحد أبرز الكتاب الشراكسة ، ومن أشدهم حماسةً لقوميته ) كتب منذ سنوات خلت في إحدى مقالاته في مجلة الجيل المعروفة ينتقد كتاباً صنعه السيد برزج يشتمل على تراجم لأعلام الشراكسة و النابهين منهم ، ويأخذ عليه الدكتور شروخ في هذا الكتاب أن يضمّ إلى قائمة الشراكسة حتى من لهم "طرطوشة " من العرق الشركسي وأن يضيف إلى الشراكسة من ليس منهم من شعوب القوقاز من الداغستان و الشيشان و الآفار غيرهم .. فأذكرمثلاً أنه استنكر على برزج أن يزجّ الشاعر الشهير أحمد شوقي بين أعلام الشراكسة ، وكلنا يعلم أن ليس بين شوقي و بين الشركس سوى أن جدّته لأبيه كانت شركسية (انتبه: جدته أم أبيه فقط ) !!


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بيبرس في الإعلام

للظاهر بيبرس مجموعة من المسلسلات و الافلام التى خصته بالذكر ،منها:

  • فيلم وقصة "و إسلاماه" (تأليف علي أحمد باكثير).
  • مسلسل "الظاهر بيبرس".
  • مسلسل "الفرسان".

ذكراه

100 تينجي عملة كزاخستاني (غير متداولة) ‏عليها سلطان مصر الظاهر ركن الدين بيبرس.
100 تينجي عملة كزاخستاني (غير متداولة) ‏عليها سلطان مصر الظاهر ركن الدين بيبرس .


انظر أيضاً

وصلات خارجية


المصادر

  1. ^ Adventuring in the Englishes: Language and Literature in a Postcolonial Globalized World, Ikram Ahmed Elsherif, Piers Michael Smith. 2014. Part I; Chapter 2, pg 18.
  2. ^ https://www.britannica.com/biography/Baybars-I
  3. ^ The New Encyclopædia Britannica, Macropædia, H.H. Berton Publisher, 1973–1974, p.773/vol.2
  4. ^ The history of the Mongol conquests, By J. J. Saunders, pg. 115
  • [1]
  • إسلام أون لاين
  • محيي الدين بن عبد الظاهر: الروض الظاهر في سيرة الملك الظاهر – تحقيق عبد العزيز الخويطر – الرياض – 1396هـ=1976م.
  • ابن أيبك الدواداري: كنز الدر وجامع الغرر – مطبوعات المعهد الألماني للآثار – القاهرة – 1391هـ=1971م.
  • سعيد عبد الفتاح عاشور: الظاهر بيبرس – المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة – القاهرة – 1963م.
  • قاسم عبده قاسم: عصر سلاطين المماليك – عين للدراسات والبحوث – القاهرة – 1998م.
  • أحمد مختار العبادي: قيام دولة المماليك الأولى – دار النهضة العربية – بيروت – 1969م.


ألقاب ملكية
سبقه
قطز
سلطان مملوكي
1260-1277
تبعه
السعيد بركة