البعثات العلمية في عصر محمد علي

وجه محمد علي همته الى ايفاد البعثات المدرسية الى اوروبا ليتم الشبان المصريون دراستهم في معاهدها العلمية، وهذه الفكرة تدل على ناحية من نواحي عبقرية محمد علي باشا، فهو لم يكن يكتف بان يؤسس المدارس والمعاهد العلمية بمصر ليتلقي فيها المصريون العلوم التي تنهض بالمجتمع المصري، بل اعتزم ان ينقل الى مصر معارف اوروبا وخبرة علمائها ومهندسيها ورجال الحرب والصنائع والفنون فيها، واراد ان تضارع مصر اوروبا في مضمار التقدم العلمي والاجتماعي، فقصد من ارسال البعثات تكوين فئة من المصريين المثقفين لا يقلون عن ارقى طبقة مهذبة في اوروبا.[1]

واراد من جهة اخرى ان تجد مصر من خريجي هذه البعثات كفايتها من المعلمين في مدارسها العالية، والقواد والضباط لجيشها وبحريتها، ومهندسيها والقائمين على شؤون العمران فيها وادارة حكومتها لكي لا تكون مع الزمن عالة على اوروبا من هذه الناحية.

ولم تاملت مليا في العصر الذي نشات فيه هذه الفكرة واختلجت في نفس محمد علي، لعجبت لعبقريته كيف انبتت هذا المشروع، ففي ذلك العصر لم يفكر حاكم شرقي ولا حكومة شرقية في ايفاد مثل هذه البعثات، وهذه تركيا وسلطانها كان يملك من الحول والسلطة اكثر مما يملك محمد علي، لم تفكر حينذاك اصلا في ايفاد البعثات المدرسية الى المعاهد الاوروبية، فصدور هذه الفكرة في ذلك العصر وفي الوقت الذي كان محمد علي مشغولا فيه بمختلف الحروب والمشاريع والهواجس يدل حقيقة على عبقرية نادرة وهمة عالية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الارساليات الاولى

ابتدا محمد علي يرسل الطلبة المصريين الى اوروبا حوالي سنة 1813 وما بعدها، واولى بلاد اتجه اليه فكره ايطاليا، فاوفد الى ليفورن وميلانو وفلورنسا وروما وغيرها من المدن الايطالية طائفة من الطلبة لدرس الفنون العسكرية وبناء السفن وتعلم الهندسة وغير ذلك من الفنون.

وافراد هذه الرسالة لم يتناولهم الاحصاء الدقيق، وانما يعرف منهم (نقولا مسابكي) افندي الذي اوفده الى روما وميلانو سنة 1816 بواسطة المسيو روستي قنصل النمسا في مصر ليتعلم فن الطباعة وما اليها من سبك الحروف وصنع قوالبها، فاقام اربع سنوات ثم عاد الى مصر فتولى ادارة مطبعة بولاق سنة 1821 وبقى مديرا لها الى ان توفى سنة 1831.

ثم اجته نظر الباشا الى فرنسا فارسل اليها طائفة من الطلبة، وكذلك ارسل الى انجلترا بعض التلاميذ لتلقي فن بناء السفن والملاحة ومناسيب الماء وصرفه والميكانيكا.

وبلغ عدد هؤلاء جميعا 28 طالبا، ولم يعرف افراد هذه الارساليات، وانما عرف من افراد بعثة فرنسا شاب كان له شان كبير في تنظيم البعثات الكبرى التي اخذت تتدفق نحو فرنسا، وهو عثمان نور الدين افندي الي صار اميرالا للاسطول المصري، وترجمنا له في الفصل السابق.


البعثات الكبرى

ارسل محمد علي اول بعثة من البعثات الكبرى سنة 1826، وهي مؤلفة من اربعين تلميذا، ولحق بهم اربعة تلاميذ اخرون، فصار عدتهم سنة 1828 اربعة واربعين طالبا، واستمر يرسل الطلاب الى فرنسا فيضمون الى البعثة الاولى.

وفي سنة 1844 اوفد بعثة كبرى من الطلبة لتلقي العلوم والفنون الحربية مؤلفة من سبعين تلميذا اختارهم القائد سليمان باشا الفرنساوي من بين تلاميذ المدارس المصرية، ثم لحق بهم غيرهم، وكان بينهم اربعة من الامراء، منهم اثنان من ابناء محمد علين وهما الامير عبد الحليم والامير حسين، واثناء من ابناء ابراهيم باشا وهما الخديوي اسماعيل والامير احمد، ولهذه البعثة الاخيرة انشئت المدرسة المصرية التي تولى ادارتها اسطفان بك واستمرت تؤدي عملها وهو تاهيل الطلبة لاتقان اللغة الفرنسية وممشاة المدارس العليا بفرنسا، الى ان اقفلت سنة 1848 ، وقد اوفد بعثة صغيرة سنة 1847 الى فرنسا من طلبة الازهر لتلقي علم الحقوق فتعلم هؤلاء جميعا بارشاد المسيو جومار وتحت رقابته، وارسل غير هؤلاء بعض التلاميذ الى انجلترا والنمسا.

قلنا ان الرسالات الثلاث الاولى لم يتناول الاحصاء الدقيق ببيان اعضائها، ولذلك صار مالوفا تعداد البعثات ابتداء من بعثة سنة 1826 ، وبعد العلامة علي باشا مبارك بعثة تلك السنة "أول رسالة ارسلت الى اوروبا من الديار المصرية في زمن المرحوم العزيز محمد علي".


عدد طلبة البعثات وما انفق عليهم

وقد بلغ عدد الطلبة جميعا الذين اوفدهم محمد علي الى اوروبا من سنة 1813 الى سنة 1847 – 319 تلميذا ، منهم 28 في الرسالات الثلاث الاولى ابتداء من سنة 1813 الى سنة 1825 و291 في البعثات الكبرى ابتداء من سنة 1826، فيكون مجموعهم 310 تلميذا وهو عدد عظيم اذا قيس بدرجة الثقافة التي بلغتها مصر في ذلك العصر، وعظيم في نتائجه لان هذه البعثات كان لها اوفر قسط في نهضة مصر الاجتماعية والعلمية والاقتصادية والحربية والسياسية.

وكما ان عدد تلاميذ هذه البعثات مما يسترعي النظر فانه مما يحسن معرفته مبلغ النفقات التي تكلفتها، فقد دل الاحصاء على انها بلغت 303360 من الجنيهات. من ذلك 30000 قيمة ما انفق على الرسالات الاولى و273360 على البعثات الكبرى التي ارسلت من سنة 1826 إلى سنة 1847، بما في ذلك نفقة الامراء انجال محمد علي باشا واحفاده ممن التحقوا بالبعثة الخامسة، وهو مبلغ ضئيل بالنسبة للخيرات التي نالتها مصر على ايدي خريجي تلك البعثات.

عناية محمد علي باعضاء البعثات ونموذج من رسائله اليهم

وكان محمد علي شديد العناية والاهتمام باعضاء البعثات، يتقصى انبائهم ويتتبع احوالهم ، ويكتب لهم من حين لاخر رسائل يستحثهم فيها على العمل والاجتهاد وينبههم الى واجباتهم، وقد اورد رفاعة بك رافع نموذجا من رسائله، وهو كتاب بعثه الى طلبة البعثة الاولى في سبتمبر سنة 1829 يدل على مبلغ عنايته بشانهم وحثه اياهم على الجهد والاجتهاد، قال فيه ما نصه حرفيا:

"قدوة الاماثل الكرام الافندية المقيمين في باريس لتحصيل العلوم والفنون زيد قدرهم، ننهي اليكم انه قد وصلنا اخباركم الشهرية، والجداول المكتوب فيها مدة تحصيلكم، وكانت هذه الجداول المشتملة على شغلكم ثلاثة اشهر مبهمة لم يفهم منها ما حصلتموه في هذه المدة، وما فهمنا منها شيئا، وانتم في مدينة مثل مدينة باريس التي هي منبع العلوم والفنون ، فقياسا على قلة شغلكم في هذه المدة عرفنا عدم غيرتكم وتحصيلكم،وهذا الامر غمنا غما كثيرا، فيا افندية ما هو مامولنا منكم، فكان ينبغي لهذا الوقت ان كل واحد منكم يرسل لنا شيئا من ثمار شغله واثار مهارته، فاذا لم تغيروا هذه الباطلة بشدة الشغل والاجتهاد والغيرة وجئتم الى مصر بعد قراءة بعض كتب فظننتم انكم تعلمتم العلوم والفنون فان ظنكم باطل، فعندنا ولله الحمد والمنة رفقاؤكم المتعلمون يشتغلون ويحصلون الشهرة، فكيف تقابلوهم اذا جئتم بهذه الكيفية وتظهرون عليهم كمال العلوم والفنون، فينبغي للانسان ان يتبصر في عاقبة امره، وعلى العاقل الا يفوت الفرصة وان يجني ثمرة تعبه، فبناء على ذلك انكم غفلتهم عن اغتنام هذه الفرصة. وتركتم انفسكم للسفاهة ولم تتفكروا في المشقة والعذاب الذي يحصل لكم من ذلك ولم يجتهدوا في كسب نظرنا وتوجهنا اليكم لتتميزوا بين امثالكم، فان اردتم ان تكتسبوا رضءنا فكل واحد منكم لا يفوت دقيقة واحدة من غير تحصيل العلوم والفنون، وبعد ذلك كل واحد منكم يذكر ابتداءه وانتهاءه كل شهر، ويبين زيادة على ذلك درجته في الهندسة والحساب والرسم وما بقى عليه في خلاص هذه العلوم، ويكتب في كل شهر ما يتعلمه في هذا الشهر زيادة على الشهر السابق، وان قصرتم في الاجتهاد والغيرة فاكتبوا لنا سببه، وهو اما من عدم اعتنائكم ، او من تشويشكم، واي تشويش لكم، هل هو طبيعي او عارض، وحاصل الكلام انكم تكتبون حالتكم كما هي عليه حتى نفهم ما عندم، وهذا مطلوبنا منكم، فاقرءوا هذا الامر مجتمعين وافهموا مقصود هذه الارادة، وقد كتب هذا الامر في ديوان مصر في مجلسنا في اسكندرية بمنه تعالى، فمتى وصلكم امرنا هذا فاعملوا بموجبه، وتجنبوا وتحاشوا عن خلافه". (5 ربيع الاول سنة 1245).

البعثة الاولى

ارسلت هذه البعثة الى فرنسا في يوليوة سنة 1826، واخذ اعضاؤها ينتظمون في سلك المدارس الفرنسية، ويتلقون العلوم والفنون باشراف المسيو جومار، وكان عدد البعثة اول ما ارسلت اربعين تلميذا، ثم لحق بهم اربعة آخرون فصار عدتهم 44 طالبا.

رجع منهم خمسة قبل اتمام دروسهم لضعف صحتهم او نقص كفاءتهم، ووزع الباقون على مختلف العلوم والفنون، وقد احصاهم المسيو جومار في رسالته المنشورة بالمجلة الآسيوية journal asiatique وعنه نقلنا اسماءهم.

وسنذكر هنا عددهم وبيان اسماؤهم والفورع التي تخصصوا فيها والالقاب التي حازوها في المناصب التي تقلدوها بعد تخرجهم من البعثات.

4 لدراسة الادارة الملكية او الحقوق: عبدي شكري (باشا)، أرتين بك، سليم أفندي، محمد خسرو أفندي.

4 لدراسة الفنون الحربية والادارة العسكرية: مصطفى مختار بك، راشد أفندي، أحمد بك، سليمان أفندي.

2 للعلوم العسكرية: اسطفان (بك)، خسرو افندي.

3 للملاحة والفنون الحربية: حسن باشا الاسكندراني، محمود نامي بك، محمد شنان بك.

3 للهندسة البحرية: محمد مظهر باشا، سليمان افندي البحيري، علي افندي.

2 للمدفعية: عمر افندي، سليمان لاظ افندي.

2 للطلب والجراحة: علي هيبة، الشيخ محمد الدشطوطي.

2 للزراعة: يوسف افندي، خليل محمود افندي.

3 للتاريخ الطبيعي والمعادن: علي حسين افندي، أحمد النجدلي، احمد افندي 2 لهندسة الري: مصطفى بهجت باشا المعروف اصلا بمصطفى محرمجي افندي، محمد بيومي افندي.

1 للميكانيكا: الشيخ احمد العطار.

1 امام البعثة: الشيخ رفاعة بك رافع الذي صار انبه رجال البعثة ذكرا وارفعهم شانا.

2 لصنع الاسلحة وصب المدافع: امين بك الكرجي، احمد حسن حنفي.

2 للطباعة والحفر: حسن افندي الورداني، محمد اسعد افندي.

4 للكيمياء: عمر الكومي، احمد يوسف، احمد شعبان، يوسف العياضي.

2 بدون تخصيص: امين افندي، احمد افندي.

2 سافرا الى مرسيليا وطولون: حسين افندي، قاسم الجندي.

3 عادوا لمصر لاسباب صحية او لعدم اهليتهم: الشيخ محمد الرقيق، ابراهيم وهبه، الشيخ العلوي.

البعثة الثانية 1828

طالب حبشي ضمن بعثة 1828.

أرسلتها الحكومة المصرية الى فرنسا اواخر سنة 1828، وكانت مؤلفة من 24 تلميذا تخصص معظمهم في الهندسة والرياضيات، وتخصص بعضهم في الطبيعيات وبعضهم في الحربية او العلوم السياسية او الطب.

وهاك أسماء من تناولهم الاحصاء:

4 للهندسة والرياضيات: ابراهيم رمضان بك، احمد دقلة بك، احمد طائل افندي، احمد فايد باشا.

1 للطبيعيات: حسنين افندي علي البقلي.

2 للادارة الملكية: حسن جركس افندي، حسين جركس افندي.

2 للحربية: خليل جراكيان افندي (عين وكيلا للمدرسة المصرية التي انشئت للبعثة الخامسة بباريس)، عثمان نوري افندي.


1 للعلوم السياسية: عابدين افندي، توفي اثناء تعلمه.

1 للطلب والترجمة: محمد افندي عبد الفتاح.

2 واحد من الأحباش وهو واري بن كلهو، وواحد من أمراء السودان وهو سلطان أبو مدين.

البعثة الثالثة

(سنة 1829)

هذه البعثة تغلب عليها الصبغة الصناعية، فمعظم افرادها ارسلوا للتخصص في مختلف الصناعات، ذلك حين اتجهت عزيمة محمد علي الى انشاء الصناعات الكبرى واقتباس العلوم والفنون الخاصة بالصناعة من المعاهد الاوروبية.

ارسلت الحكومة هذه البعثات سنة 1829 وهي مؤلفة من ثمانية وخمسين تلميذا، ارسلوا الى فرنسا والنمسا وانجلترا، وهاك توزيعهم بحسب الفروع التي تخصصوا لها كما ورد في الوقائع المصرية عدد 73:

التلاميذ الذين ارسلوا الى فرنسا وعددهم 34:

2 لتعلم صناعة بصم الشيت 2 لتعلم صناعة الالات الجراحية. 2 لتعلم الري 2 لتعلم صناعة الساعات. 2 لتعلم صناعة الصاغة والجواهر. 2 لتعلم صناعة شمع العسل 2 لتعلم صناعة نسيج الاقمشة الحريرية 2 لتعلم صناعة النقش والدهان 2 لتعلم صناعة الاجواخ 2 لتعلم صناعة السراجة (السروجية) 2 لتعلم صناعة السيوف 2 لتعلم صناعة الشيلان 2 لتعلم صناعة البنادق والطبنجات 2 لتعلم صناعة الاحذية 2 لتعلم صناعة السفن 2 لتعلم صناعة شمع الاختام 2 لتعلم صناعة صبغ الاجواخ

التلاميذ الذي ارسلوا الى فيينا وعددهم 4

4 لتعلم صناعة نسيج الاجواخ والاكسية المعروفة بالعباءات.

التلاميذ الذين ارسلوا الى انجلترا وعددهم 20

2 لتعلم صناعة الات البوصلة وميزان الهواء والنظارات ومقاييس الابعاد والات الدوائر المنعكسة وغير ذلك من الالات الفلكية. 2 لتعلم صناعة الالات الهندسية 2 لتعلم صناعة التنجيد والفراشة 10 لتعلم صناعة الميكانيكا 2 لتعلم صناعة الصيني والفخار 2 لتعلم صناعة صب المدافع والقنابل وما يتبعها

وقد ارسل طلبة هذه البعثة الى اوروبا بمعرفة بوغوص بك وزير التجارة والشئون الخارجية.

وقد لحق التلاميذ العشرين الذين ارسلوا من هذه البعثة الى انجلترا طلبة آخرون منهم:

3 لتعلم الفنون البحرية وهم: عبد الحميد بك، الديار بكري، اكاه افندي، عبد الكريم افندي.

1 لتعلم صناعة بناء السفن وهو: محمد راغب بك.

1 للهندسة وهو: يوسف حككيان بك.

1 لتعلم صناعة السجاجيد وهو: اسماعيل حنفي افندي.

البعثة الرابعة او البعثة الطبية الكبرى

(سنة 1832)

عدد اعضائها اثنا عشر تلميذا، وقد نبغ معظمهم وخلدوا اسماءهم بما قاموا به من جلائل الاعمال ، وتجل نبوغهم في نشر العلوم الطبية في مصر، وخاصة بمدرسة الطب تدريسا وترجمة وتاليفا، وفي الاضطلاع بالاعمال الصحية في البلاد.

وهم من اوائل خريجي مدرسة الطب المصرية بابي زعبل، فكانوا باكورة ثمرتها، واختارهم الدكتور كلوت بك ليتمموا علومهم في باريس ، حتى اذا عادوا عينوا اساتذة في مدرسة الطب، قال كلوت بك في هذا الصدد:

"وكان هذا هو الغرض الذي اقصده، اذ كان من الواجب لاقامة علم الطب في مصر على دعائم ثابتة وطيدة من صبغه بالصبغة المصرية، وهو ما لم يكن الا بتكوين اساتذة من المصريين يلقون الدروس من غير حاجة الى مساعدة المترجمين ثم انني اردت بارسال الاثنى عشر طالبا الى باريس لاتمام علومهم فيها ان ابين الدرجة التي وصلوا اليها من التعليم في مدرسة ابي زعبل، وان ادحض ما تذرع به الوشاة والقادحون من الاكاذيب والتخوصات لذم هذه المدرسة والحط من قدرها، وقد كان من حسن الحظ ان اقام اولئك التلاميذ في امتحانهم في اللغة الفرنسية امام الاكاديمية الباريسية الدليل على حذقهم وتفوقهم حتى استحقوا ان ينالوا لقب الدكتوراه من جامعة الطب بباريس.

وهاك اسماءهم، وسنترجم لبعض النابغين فيما يلي:

1 – محمد علي باشا البقلي. 2- ابراهيم النبراوي بك. 3 – محمد الشافعي بك. 4 – محمد الشباسي بك. 5 – مصطفى السبكي بك. 6- احمد حسن الرشيدي بك. 7 – عيسوي أفندي النحراوي. 8 – الشيخ حسين غانم الرشيدي. 9 – محمد افندي السكري. 10- حسين الهياوي افندي. 11- محمد منصور افندي. 12 – احمد نجيب افندي.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

البعثة الخامسة

(سنة 1844)

هي اكبر البعثات التي ارسلت الى فرنسا واعظمها شانا، وهي اخر بعثة كبرى اوفدها محمد علي باشا، وكان فيها بعض انجاله واحفاده، ولذلك يسميها علي باشا مبارك في بعض المواطن (بعثة الانجال).

وقد انتخب القائد سليمان باشا الفرنساوي تلاميذها من نوابغ طلبة المدارس المصرية العالية بمصر، وانتظم في سلكها بعض المعلمين والموظفين.

قال علي باشا مبارك – وكان احد اعضاء هذه البعثة – يصف تاليفها وسفرها وابتداء عهدها بالدراسة في فرنسا:

"وفي سنة 1260 انتخب سبعة من متقدمي الفرقة الاولى من مدرسة المهندسخانة ببولاق للسفر مع انجال العزيز محمد علي باشا الى بلاد فرنسا لتعلم العلوم العسكرية، فكنت انا من جملتهم، وكذلك اخذ من غير هذه المدرسة كمدرسة الطوبجية بطرة، ومدرسة السواري (الفرسان) بالجيزة، والمكتب العالي بالخانقاه، ومدرسة الالسن بالازبكية، غير من طلب التوجه برغبته من الدواوين (موظفي الحكومة) وخلافها، فسافرنا، وافرد لنا محل مخصوص بباريس ومن يلزم من الضباط والمعلمين، فاقمنا فيه جميعا، وبعد سنتين انتقل المتقدمون منا في العلوم الى المدارس الخصوصية".

وقال في موضع آخر: "في سنة 1260 عزم العزيز محمد علي على ارسال انجاله الكرام الى مملكة فرنسا ليتعلموا بها، وصدر امره بانتخاب جماعة من نجباء المدارس المتقدمين ليكونوا معهم، وحضر المرحوم سليمان باشا الفرنساوي الى المهندسخانة فانتخب عدة من تلامذتها، فكنت فيهم، وكان ناظرها يومئذ لامبير بك، فسافرنا الى تلك البلاد، وجعل مرتبي كل شهر مائتين وخمسين قرشا ماهية كرفقتي، فجعلت نصفها لاهلي يصرف لهم من مصر كل شهر، وكان ت هذه سنتي معهم منذ دخلت المدارس، فاقمنا جميعا بباريس سنتين في بيت واحد مختص بنا، ورتب لنا المعلمون لجميع الدروس، والضباط والناظر من جهادية الفرنساوية لان رسالتنا كانت عسكرية، وكنا نتعلم التعليمات العسكرية كل يوم".

فالبعثة كما ترى كان الغرض منها تخصيص اعضائها في العلوم الحربية، وعددهم في مبدئها 70 تلميذا ثم لحق بهم غيرهم، وقد بلغت نفقات اعضائها 94615 جنيها وهاك اسماء انبهم شانا:

من انجال محمد علي: 1- الامير عبد الحليم. 2- الامير حسين (توفى اثناء تعليمه).

من انجال ابراهيم باشا: 3- الامير احمد. 4- الامير اسماعيل (الخديوي اسماعيل باشا). 5- الشيخ نصر ابو الوفا (امام البعثة) وصاحب كتاب المطالع النصرية للمطابع المصرية في الاصول الخطية وكتاب تسلية المصاب على فراق الاحباب.

بقية من تخصصوا للفنون الحربية: 6- محمد شريف باشا . 7- علي مبارك باشا. 8- علي ابراهيم باشا. 9- حماد عبد العاطي باشا. 10- ببحسن افلاطون باشا، وكيل وزارة الحربية في عهد توفيق باشا. 11- عثمان صبري باشا رئيس محكمة الاستئناف المختلطة سنة 1889. 12- علي شريف باشا رئيس مجلس شورى القوانين. 13- اباظة مراد علمي باشا. 14- محمد عارف باشا. 15- محمد راشد باشا. 16- حسن نور الدين بك. 17- مصطفى مصطفى مختار افندي. 18- عبد الفتاح افندي. 19- حسين كوجك باشا. 20- ولي حلمي بك. 21- سليمان نجاتي بك مامور المدارس الحربية ثم قاض بمحكمة اسكندرية مختلطة ثم وكيل محكمة الاستئناف الاهلية سنة 1883. 22- محمد افندي 23- محمد شاكر افندي. 24- احمد عجيلة بك. 25- شافعي رحمي بك. 26- احمد راسخ بك مدير الوقائع المصرية ثم مستشار بمحكمة الاستئناف المختلطة سنة 1876 وتوفى سنة 1885. 27- احمد اسعد افندي. 28- منصور عطية افندي. 29- قيصر لي احمد افندي. 30- خليل افندي. 31- احمد نجيب باشا. 32- حنفي خند بك. 33- شحاتة عيسى بك ناظر مدرسة اركان الحرب في عهد اسماعيل باشا. 34- فريد افندي. 35- محمد اسماعيل افندي. 36- خورشد افندي. 37- صالح افندي. 38- محمد خفاجي بك. 39- حسين سليمان افندي. 40- كوجك علي افندي. 41- حسن شكيب افندي. 42- صادق سليم بك ناظر المهندسخانة في عهد اسماعيل وتوفيق. 43- خورشد برتو افندي. 44- احمد بك السبكي. 45- مصطفى حليم افندي. 46- محمد شوقي افندي. 47- لطفي افندي. 48- سعيد نصر باشا رئيس محكمة الاستئناف المختلطة سنة 1903. 49- اباظة راشد افندي. 50- احمد حلمي افندي. 51- علي فهمي بك. 52- محمد مصطفى افندي. 53- احمد خير الله بك فيما بعد قاضي بالمحكمة المختلطة. 54- شاكر افندي. 55- محمد حسن افندي.

من تخصصوا للطب والطبيعيات: 56- احمد ندا بك. 57- عبد العزيز الهراوي باشا مدير دار الضرب في عهد اسماعيل باشا. 58- عبد الرحمن الهراوي بك مدرس بمدرسة الطب. 59- ابراهيم السبكي افندي. 60- محمد الفحام افندي. 61- مصطفى الواطي بك تخصص لطب الاسنان وبعد عودته تراس قسم ترجمة الطبيعيات بفروعها في قلم الترجمة وصار وكيل مدرسة الطب. 62- عثمان ابراهيم افندي تخصص لطب الاسنان وعهد الى الاثنين تدريس طب الاسنان في مدرسة الطب ومعالجة المرضى في المستشفى. 63- محمد افندي يونس. 64- محمد افندي الشرقاوي. 65- بدوي سالم افندي مدرس الكيمياء والصيدلة بمدرسة الطب. 66- حسن بك هاشم. 67- محمد ابراهيم افندي تخصص في التعدين. 68- علي عيسى افندي تخصص في التعدين. 69- ابراهيم جركس بك مدرس بمدرسة الطب البيطري. 70- عبد الهادي اسماعيل افندي ناظر مدرسة الطب البيطري في عهد الخديوي اسماعيل. 71- بترو افندي.

علوم اخرى:

72- محمد صادق باشا. 73- عبد الله السيد بك. 74- نوبار افندي (هو غير نوبار باشا الوزير المشهور). 75- بولص لابي افندي. 76- اسطفان خورشد افندي. 77- اوهان اسطفان افندي. 78- يوسف اسطفان افندي. 79- ارتين خشادور افندي. 80- عبد الرحمن محو افندي. 81- حسن الشاذلي افندي.

البعثة السادسة

ارسلت الى النمسا سنة 1845.

طب العيون

حسن عوف باشا، ابراهيم دسوقي افندي.

الكيمياء الصناعية

مصطفى المجدلي بك مدرس بمدرسة قصر العيني.

البعثة السابعة

(سنة 1847) هي بعثة مؤلفة من خمسة من طلبة الازهر، ارسلت الى فرنسا لتعلم الحقوق والوكالة في الدعاوى (المحاماة) وقد ذكرت هذه البعثة في الوقائع المصرية دون بيان اسماء اعضائها.

البعثة الثامنة

(سنة 1847) هي بعثة مؤلفة من واحد وعشرين نجارا ارسلوا الى انجلترا على ظهر السفينة الحربية المسماة الشرقية التي تم انشاؤها في ترسانة الاسكندرية صحبة محمد راغب بك ناظر الترسانة لاتقان فن بناء السفن الحربية، وقد ذكر اسماعيل باشا سرهنك عن هذه البعثة ما يلي: "انه لما اتممت دار الصناعة المصرية بناء الفرقاطة المسماة الشرقية سنة 1847 صدر امر الباشا الى محمد بك راغب الاستنابولي مدير بناء السفن بدار الصناعة بالاسكندرية ان يسافر عليها الى انجلترا لتصفيحها وتركيب آلاتها البخارية، وارسل معه واحدا وعشرين نجارا من نجاري دار الصناعة ليتقنوا فن النجارة هناك مدة وجود الفرقاطة المذكورة بانجلترا ثم عادت وعاد معها هو والنجارون في السنة المذكورة، وقد ركبت لها ألات بخارية قوة خمسمائة وخمسين حصانا".

البعثة التاسعة

(سنة 1847)

عدد اعضاء هذه البعثة 25 طالبا اختيروا من طلبة مدرسة المهندسخانة المتقدمين لارسالهم الى انجلترا للتخصص في الميكانيكا وبعضهم الى فرنسا واليك اسماءهم:

حسن افندي ذو الفقاراسماعيل أرناءوطاحمد افندي المهديعلي صادق باشا فيما بعد وزير المالية • عثمان عرفي باشا فيما بعض قاضي بمحكمة الاسكندرية المختلطة ثم محافظ الاسكندرية • علي افندي حسن الاسكندرانيعبد الله افندي بيروزغانم عبد الرحمنابراهيم سامي باشا فيما بعد عضو بقومسيون السكة الحديد • احمد طلعت افنديسليمان افندي سليمانعثمان يوسف افندياسماعيل بوشناق افنديسلامة افندي البازعمر علي افنديعثمان القاضي افنديعثمان دكروري بكعلي افندي صالحجوده عوض بكسليمان موسى بك، كلامهما تعلم بانجلترا ووصل الخط التلغرافي على يدهما الى السودان. • عباس عبد العزيزعلي الفداوي افنديسليمان طه افنديخطاب عبد المغيث افنديعيسى جاهين افندي

المصادر

  1. ^ الرافعي, عبد الرحمن (2009). عصر محمد علي. القاهرة، مصر: دار المعارف. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameter: |coauthors= (help)