ابن سدير

ابن سدير ( - 606 هـ ) هو أبو الحسن علي بن محمد بن عبد اللّه من أهل المدائن يعرف بابن سدير - وسدير لقب لأبيه - وكان طبيباً عالماً بصناعة الطب والمداواة ويقول الشعر وكان في دماثة ودعابة وتوفي بالمدائن.‏

ومن شعر ابن سدير قال الحافظ أبو عبد اللّه محمد بن سعيد بن يحيى بن الدبيثي الواسطي في كتابه أنشدني ابن سدير لنفسه أيا منقذي من معشر زاد لؤمهم فأعيا دوائي واستكان له طبي إذا اعتل منهم واحد فهو صحتي وإن ظل حياً كدت أقضي به نحبي أداويهم إلا من اللؤم إنه ليعيي علاق الحاذق الفطن الطب هو أبو الحسن علي بن أحمد بن هبل البغدادي ويعرف أيضاً بالخلاطي كان أوحد وقته وعلامة زمانه في صناعة الطب وفي العلوم الحكمية متميزاً في صناعة الأدب وله شعر حسن وألفاظ بليغة وكان متقناً لحفظ القرآن ولد ببغداد في باب الأزج بدرب ثمل في ثالث وعشرين ذي القعدة من خمس عشرة وخمسمائة ونشأ ببغداد وقرأ الأدب والطب وسمع بها من أبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي ثم صار إلى الموصل واستوطنها إلى حين وفاته وحدثني عفيف الدين أبو الحسن علي بن عدنان النحوي الموصلي قال كان الشيخ مهذب الدين بن هبل من بغداد وأقام بالموصل ثم بخلاط عند شاه أرمن صاحب خلاط وبقي عنده مدة وحصل من جهته من المال العين مبلغاً عظيماً وقبل رحيله من خلاط بعث جملة ما له من المال العين إلى الموصل إلى مجاهد الدين قيماز الزيني وديعة عنده وكان ذلك نحو مائة وثلاثين ألف دينار ثم أقام ابن هبل بماردين عند بدر الدين لؤلؤ وعمِيَ مهذب الدين بن هبل بماء نزل في عينيه عن ضربة وكان عمره إذ ذاك خمساً وسبعين سنة ثم توجه إلى الموصل وحصلت له زمانة فلزم منزله بسكة أبي نجيح وكان يجلس على سرير ويقصده كل أحد من المشتغلين عليه بالطب وغيره‏.‏

أقول وكان أيضاً يسمع الحديث ومن ذلك حدثني الحكيم بدر الدين أبو العز يوسف بن أبي محمد بن المكي الدمشقي المعروف بابن السنجاري قال حدثنا مهذب الدين أبو الحسن علي بن أبي العباس أحمد بن هبل البغدادي المعروف بالخلاطي أخبرنا الشيخ الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن الأشعث السمرقندي أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكناني أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان ابن أبي نصر وأبو القاسم تمام محمد الرازي والقاضي محمد بن أحمد بن هرون الغساني المعروف بابن الجندي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن علي بن أبي العقب وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عبيد اللّه بن يحيى القطان قالوا أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمر بن عبد اللّه بن صفوان البصري حدثنا علي بن عياش حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن نافع عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال قال رسول اللّه صلىالله عليه وسلم الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة‏.‏

وكان شيخ مهذب الدين بن هبل في صناعة الطب أوحد الزمان وكان بن هبل في أول أمره قد اجتمع بعبد اللّه بن أحمد بن أحمد بن الخشاب النحوي وقرأ عليه شيئاً من النحو وتردد أيضاً إلى النظامية وقرأ الفقه ثم اشتهر بعد ذلك بصناعة الطب وفاق بها أكثر أهل زمانه من الأطباء ودفن بظاهرها بباب الميدان بمقبرة المعافى بن عمران بالقرب من القرطبي أيا أثلات بالعراق ألفتها عليك سلام لا يزال يفوح لقد كنت جلداً ثاوياً بفنائها فقد عاد مكتوم الفؤاد يبوح فما أحسن الأيام في ظل أنسها قبيل طلوع الشمس حين تلوح وقد غرد القمري في غسق الدجى وراعى حمام في الأصول ينوح ذكرت ليال بالصراط وطيبها نطير لها شوقاً ونحن جموح وقال أيضاً أيا دوحة هام الفؤاد بذكرها عليك سلام اللّه يا دوحة الأنس رمتني النوى بالبعد منك وقربها وقد كنت جاراً لاصقاً لك بالأمس فيا ليت أني بعد بُعد أحبتي نقلت كريماً راضي النفس بالرمس وإلا فليت الدهر يمكن منهم بقبضي حبال الوصل بالأنمل الخمس إذا جال طرفي في العراق وجوه كأني نظرت الأفق من مطلع الشس تبدل تقليبي اليراع مع القنا بتقليب مطبوع بلفب بالفلس وقال أيضاً لقد سبتني غداة الخيف غانية قد حازت الحسن في دل بها وصبا قامت تميس كخوط البان غازلة مع الأصائل ريحي شمأل وصبا يكاد من دقةٍ خصر تدل به يشكو إلى ردفها من ثقله وصَبَا لو لم يكن أقحوان الثغر مبسمها ما هام قلبي بحبيها هوى وصبا ولمهذب الدين بن هبل من الكتب كتاب المختار في الطب وهو كتاب جليل يشتمل على علم وعمل كتاب الطب الجمالي صنفه لجمال الدين محمد الوزير المعروف بالجواد وكان تصنيفه للمختار سنة ستين وخمسمائة بالموصل‏.‏