سلطنة إفات

(تم التحويل من إيفات)
سلطنة إفات

1285–1415
سلطنة إفات، عام 1300 م
سلطنة إفات، عام 1300 م
العاصمةزيلع، شيوا
اللغات الشائعةالعربية
الدين Allah-green.svg الإسلام
الحكومةملكية
سلطان 
التاريخ 
• تأسست
1285
• انحلت
1415

أوفات Awfat أو وفات أو لوفات، وعند المؤرخين الحبش إيفات. هي إحدى إمارات الطراز الإسلامي السبع التي قامت في الشرق والجنوب الشرقي من الحبشة. وسميت بإمارات الطراز الإسلامي لأنها على جانب البحر كالطراز له، وقد أسماها المقريزي بممالك زَيْلَع وتقابل اليمن في جزيرة العرب، وتحرس باب المندب من الجهة الغربية. وهذه الإمارات السبع هي أوفات ودوارو وأرابيني وهدية وشرحا وبالي ودارة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

نصف الكرة الشرقي في عام 1200

نشأت هذه الإمارات الإسلامية السبع، وغيرها من الإمارات الإسلامية في المنطقة مِن الهجرة التدريجية من الجزيرة العربية إليها، منذ القرن الأول للهجرة/السابع للميلاد. وقد ارتبطت هذه الإمارات أو الممالك بالعالم الإسلامي، وتوطدت صلتها به، عن طريق التجارة أو الحج، وعن طريق طلاب العلم الذين كانوا يدرسون في المدن العربية الإسلامية الكبرى. وكانت هذه الإمارات تعيش على الزراعة المحدودة، وتربية المواشي، والتجارة. فموقعها يجعلها متحكمة في الطريق التي تصل البحر الأحمر و خليج عدن بداخل الحبشة. وكانت مساكنها متواضعة، مبنية من الطين والخشب والحجر. وكانت هذه الإمارات تابعة سياسياً لملك الحبشة، وتدفع له الجزية سنوياً، مع بقائها على الدين الإسلامي، ولها سلاطينها المسلمون، الذين كانت لهم مظاهر المُلك المختلفة، من عروش، و حجّاب ومواكب. كما كان لها مساجدها المزيَّنة بالزخارف، وشيوخها، وفقهاؤها. وكان أهل هذه الإمارات على مذهب أبي حنيفة خلا أوفات فإن غالب أهلها كانوا شافعية ويتكلمون اللغتين العربية والحبشية.

وكان ينظر إلى أوفات على أنها أقوى الإمارات الإسلامية في الحبشة، وتقع في شماليها الشرقي بين الصومال وإريترية. وقد أسسها قوم من قريش من بني هاشم من ولد عقيل بن أبي طالب قدموا من الحجاز، واستوطنوا أوفات المدينة التي تقع غربي زيلع اليوم، والتي تسمى أيضاً «جَبَرت»، أو «جَبَرة». وظهر من بينهم نحو عام 684هـ/1285م زعيم اسمه عمر ولقب بوَلَشْمَع وقد حكم أوفات وتوسع فيما حولها، واعترف بسلطان نجاشي الحبشة الذي كان يلقبه المسلمون «الحَطِّي»، ووافق هذا على أن يكون الحكم لأبناء عمر من بعده. ويبدو أن هذه الأسرة العربية الحاكمة قد حلّت محل أسرة عربية أخرى، سادت في هضبة شَوا الشرقية، وتنتسب، بحسب الرواية إلى [بني مخزوم] القرشيين الذين أقاموا دولة في تلك المنطقة منذ عام 283هـ/896م.

وكانت إمارة أوفات خصبة التربة، موفورة المياه من المطر، وفيها نهر صغير. ومن منتجاتها قصب السكر، والحبوب، وثمار الفواكه، والخضراوات، وكانت تجارتها ناشطة، لسيطرتها على الطريق بين زيلع والداخل. وكانت لها صلاتها مع مصر وحكامها المماليك، وتتعامل بالنقد المصري المملوكي.

ويظهر من تاريخ أسرة وَلَشْمَع العربية التي حكمت أوفات أنها منذ تأسيسها أخذت على عاتقها تحرير أوفات من التبعية الحبشية المسيحية، والاستقلال بالأمر، ونشر الدين الإسلامي، والتوسع في المناطق المجاورة على حساب الحبشة، حيث تتوافر سلع مهمة للتجارة؛ كالجلود، والعاج، والصمغ، والذهب، والبهار. وهكذا تزعمت أوفات حركة الجهاد الإسلامي في الحبشة، مع أنها اضطرت إلى أن تخضع مدة محدودة لمملكة داموت الوثنية قربها. وكان جيشها يتألف من خمسة عشر ألف فارس وأكثر من عشرين ألف راجل. وكانت عادة الملك أن يوزع على الأمراء والجند سنوياً عدداً من البقر، كما كان يسمح لمن شاء منهم أن يزرع الأرض ويستغلها. وقد حظي سلطان أوفات بالاحترام من سلاطين الإمارات الإسلامية الأخرى، فانقادوا له.

وإذا كان هذا موقف إمارة أوفات من الحبشة فإن الحبشة عزمت منذ وصول الأسرة السليمانية إلى الحكم فيها، سنة 1270م على تدعيم سلطتها، وتوسيع ملكها على حساب الإمارات الإسلامية المطوّقة لها من الجنوب والشرق، ذلك أن تلك الإمارات كانت تفوق مساحتها أرض مملكة الحبشة نفسها، وتسيطر على الموانئ، وتعزلها عن البحر، وتتحكم في التجارة، وتدين بدين غير دينها، وتناصبها العداء. وكانت علاقة الحبشة بتلك الإمارات تتأثر أيضاً بمعاملة حكام مصر المماليك للأقباط في أرضهم؛ ذلك أن الكنيسة القبطية كانت مشتركة بين البلدين، ويتدخل سلطان المماليك في تعيين الأسقف القبطي في الحبشة. وقد ابتدأ الصراع بين أوفات والحبشة منذ أواخر القرن السابع للهجرة/الثالث عشر للميلاد، ولم يهدأ طوال قرن من الزمن، وأبرز مراحله تلك الحرب التي نشبت بين نجاشي الحبشة عمدة صهيون الأول (1313-1344م) من جهة، وسلطان أوفات حق الدين الأول، وأخويه من بعده صبر الدين وجلال الدين من جهة أخرى. وقد تحالفت الإمارات الإسلامية مع أوفات، وانضم إليهم أحد أشراف مكة، وبلغ عدد الجيوش الإسلامية نحو 12 ألف جندي، ولكن هجوم النجاشي الكاسح جعل النصر من نصيبه، فنهب جميع المدن الإسلامية ومنها عَدَل، وأحرق المساجد، إلا أنه أبقى أسرة وَلَشْمَع على الحكم. ومرة أخرى أعلن سلطان أوفات حق الدين الثاني استقلاله عن الحبشة، وتحالفت معه الإمارات الإسلامية، وحارب المسلمون النجاشي سيف أرعد (1344-1372م)، وهزموا جيوشه، إلا أن حق الدين استشهد، فخلفه أخوه سعد الدين أبو البركات وتابع هذا الأخير خطة أسلافه في الجهاد، وتمكَّن مع حلفائه، من هزيمة قوات النجاشي، غير أن النجاشي عاد فحاصر مدينة زيلع وتمكن من الاستيلاء عليها وتدميرها واستشهد سعد الدين سنة 817هـ/1415م، ولجأ أولاده إلى ملك الدولة الرسولية باليمن. وظلت الحبشة تعيث فساداً وتخريباً في أوفات عشرين سنة. وينظر إلى احتلال الحبشة لزيلع على أنه نهاية سلطنة أوفات.

وفي 1424، عاد أولاد سعد الدين ثانيةً إلى الحبشة بدعم من ملك اليمن وعونه وانضم إليهم من بقي من المسلمين في المنطقة. وفي هذه المرة اتخذوا من دكر جنوب شرقي هرر عاصمة لهم، لبعدها عن تهديد الحبشة. وصارت أوفات السابقة تدعى «بر سعد الدين» تكريماً لجهاده. وسمَّى الوافدون الجدد أنفسهم بـ «ملوك عَدَل». ومنذ سنة 825هـ/1415م فتحت صفحة جديدة من كفاح ملوك عَدَل. وكانت الحرب بينهما سجالاً طوال القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي. واستطال ذلك الكفاح واستعر أواره في النصف الأول من القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي، وبزعامة إمام عَدَل، أحمد غران أو أحمد المجاهد. إلا أن البرتغال أمدت الحبشة بالجند والمدفعية على حين قدم العثمانيون العون لأحمد غران من اليمن، بيد أن البرتغاليين والأحباش تمكنوا من التغلب عليه وسقط شهيداً في معركة واينا دگا Waina Dega سنة 949هـ/1543م، ولكن الحرب لم تتوقف في عهد خلفائه من بعده. وخضعت الإمارات الإسلامية في المنطقة للنفوذ الأجنبي حتى القرن العشرين حين قسمت إلى دويلات هي: الصومال وجيبوتي وإريترية وإثيوبية، وضمت كل دولة منها جزءاً من الإمارات المذكورة.[1]


سلاطين أوفات

المصدر: (Regnal Chronologies, con retoques)

اسم الحاكم العهد ملاحظات
1 Sulṭān ʿUmar DunyaHuz 1185 - 1228 Founder of the Walashma dynasty, his nickname was ʿAdūnyo or Wilinwīli
2 Sulṭān ʿAli "Baziwi" ʿUmar 1228 - 12?? Son of ʿUmar DunyaHuz
3 Sulṭān ḤaqqudDīn ʿUmar 12?? - 12?? Son of ʿUmar DunyaHuz
4 Sulṭān Ḥusein ʿUmar 12?? - 12?? Son of ʿUmar DunyaHuz
5 Sulṭān NasradDīn ʿUmar 12?? - 12?? Son of ʿUmar DunyaHuz
6 Sulṭān Mansur ʿAli 12?? - 12?? Son of ʿAli "Baziwi" ʿUmar
7 Sulṭān JamaladDīn ʿAli 12?? - 12?? Son of ʿAli "Baziwi" ʿUmar
8 Sulṭān Abūd JamaladDīn 12?? - 12?? Son of JamaladDīn ʿAli
9 Sulṭān Zubēr Abūd 12?? - 13?? Son of Abūd JamaladDīn
10 Māti Layla Abūd 13?? - 13?? Daughter of Abūd JamaladDīn
11 Sulṭān ḤaqqudDīn Naḥwi 13?? - 1328 Son of Naḥwi Mansur, grandson of Mansur ʿUmar
12 Sulṭān SabiradDīn Maḥamed "Waqōyi" Naḥwi 1328 - 1332 Son of Naḥwi Mansur, defeated by Emperor Amde Seyon of Abyssinia, who replaced him with his brother JamaladDīn as a vassal.
13 Sulṭān JamaladDīn Naḥwi 1332 - 13?? Son of Naḥwi Mansur, vassal king under Amde Seyon
14 Sulṭān NasradDīn Naḥwi 13?? - 13?? Son of Naḥwi Mansur, vassal king under Amde Seyon
15 Sulṭān "Qāt" ʿAli SabiradDīn Maḥamed 13?? - 13?? Son of SabiradDīn Maḥamed Naḥwi, rebelled against Emperor Newaya Krestos after the death of Amde Seyon, but the rebellion failed and he was replaced with his brother Aḥmed
16 Sulṭān Aḥmed "Harbi Arʿēd" ʿAli 13?? - 13?? Son of ʿAli SabiradDīn Maḥamed, accepted the role of vassal and did not continue to rebel against Newaya Krestos, and is subsequently regarded very poorly by Muslim historians
17 Sulṭān Ḥaqquddīn Aḥmed 13?? - 1374 Son of Aḥmed ʿAli
18 Sulṭān SaʿadadDīn Aḥmed 1374 - 1403 Son of Aḥmed ʿAli, killed in the Abyssinian invasion of Ifat under Yeshaq I

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ ليلى الصباغ. "أوفات". الموسوعة العربية. Retrieved 2011-06-30.