الأشرف علاء الدين كوجك

(تم التحويل من علاءالدين كجك)
كوجك
الملك الأشرف
Bahri Dynasty 1250 - 1382 (AD).PNG
سلطنة المماليك في أقصى اتساعها (باللون الأحمر).
سلطان مصر وسوريا
العهد5 أغسطس 1341 – 21 يناير 1342
سبقهالمنصور أبو بكر
تبعهالناصر أحمد
الوصيقوصون
وُلِد1334
القاهرة، سلطنة المماليك
توفيسبتمبر 1345 (11 عام)
سلطنة المماليك
الأنجاللم ينجب
الاسم الكامل
الملك الأشرف علاء الدين كوجك ابن محمد ابن قلاوون
البيتالقلاوونية
الأسرةالبحرية
الأبالناصر محمد
الأمأردو
الديانةمسلم

الملك الأشرف علاء الدين كجك بن الناصر محمد بن قلاوون (و. القاهرة 1334 - ت. 1345)، هو ثاني من تربع على عرش السلطنة من أبناء السلطان الناصر محمد بن قلاوون ورابع عشر سلاطين الدولة المملوكية [1]. نصبه الأمراء في عام 1341 بزعامة الأمير قوصون الناصرى [2] بعد أن خلعوا أخيه سيف الدين أبو بكر، وكان عمره ما بين الخمس و الثمان سنين, وبقى على تخت السلطنة نحو خمسة شهور. اسمه " كجك " لفظ أعجمى يعنى صغير [3].

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أصله

كان ابنا للسلطان الناصر محمد وحفيداً للسلطان المنصور قلاوون. أمه مغولية كان اسمها "إردو". بعد أن خلع الأمير قوصون أخيه أبو بكر و قبض عليه و على اخوته الستة وسجنهم في قوص اتفق مع الأمراء على تنصيب كجك سلطانا للبلاد بلقب " الملك الأشرف ". وأراد الأمراء منح الأمير أيدغمش منصب نائب السلطنة الا أنه رفض, فلما عرضوا المنصب على الأمير قوصون قبله و لكن بشرط ان تكون اقامته في قلعة الجبل وليس في دار النيابة خارج القلعة فوافقوا و صار نائبا للسلطان الصغير وأتابكا للعسكر.


قوصون

أصبح الأمير قوصون الحاكم الفعلى للبلاد والسلطان الصغير مجرد دمية يمسك قوصون بيدها فيسيرها أثناء التوقيع على المراسيم. قام قوصون بالقبض على الأمراء ورجال الدولة المواليين للسلطان المخلوع أبو بكر وأحل محلهم المماليك المواليين له بعد أن أغدق عليهم بالعطاء و جعلهم أمراءً. العامة التى كانت تمقت قوصون تعست بما هو جارى في البلاد حتى أن بعض الشعراء قال: " سلطاننا اليوم طفل و الأكابر في خلف ". إلا أن الأمير أحمد, الأخ الأكبر للسلطان المخلوع أبو بكر والسلطان الحالى كجك, و الذى كان يقيم بالكرك [4] ، كان هو مصدر التهديد الرئيسى لقوصون مما جعله يسعى لاحضاره إلى مصر ليتمكن من القبض عليه و ايداعه في سجن قوص مع اخوته الستة المسجونين هناك. أرسل قوصون الأمير طوغان إلى الكرك ليطلب من الأمير أحمد الحضور إلى القاهرة. إلا أن الأمير أحمد الذى ظن أن قوصون أراده في مصر لتنصيبه سلطانا أجاب بأنه لن يحضر إلى مصر قبل أن يطلق سراح اخوته المسجونين و يرسل الأمراء الكبار إلى الكرك للحلف له. فكتب له قوصون يعلمه أنه لم يطلب منه الحضور إلى القاهرة لتنصيبه سلطانا بل للنظر في أمر شكوى أمراء الكرك منه و حاول اغرائه بالحضور باخباره أنه ينتظره لتقديم بعض الهدايا اليه. وقام البعض بتحذير الأمير أحمد ونصح بعدم الذهاب إلى مصر. فلما علم قوصون وأمراءه بامتناعه عن الحضور قاموا بارسال قوة إلى الكرك للقبض عليه.

اضطرابات وصراعات

فجاءة ومن حيث لم يدر قوصون نشب خلاف حاد تطور إلى أزمة كبرى بينه وبين مماليك السلطان المتوفى الناصر محمد (المماليك الناصرية) حين حاول اقناعهم بالانصياع لأوامره والقيام بخدمته كما كانوا يخدمون أستاذهم الراحل الناصر محمد فأبى المماليك و بدأت علاقتهم بقوصون تتدهور إلى أن أعلنوا جهرا أنهم ليسوا مماليكه بل مماليك السلطان فحسب. وأحس قوصون أن المماليك السلطانية[5]. قد خططوا لقتله فهرع إلى كبار الأمراء يشكوا لهم حاله و يظهر لهم ندمه على قبوله منصب نيابة السلطنة. و بينما كان الأمراء يطمئنون قوصون و يؤكدون له على تأييدهم الكامل وحمايتهم له كان المماليك قد ارتدوا زى القتال و تجمعوا بأسلحتهم داخل القلعة. أما خارج القلعة فقد احتشدت أعداد غفيرة من عامة الناس في الميدان و راحت تهتف " ناصرية..ناصرية " تأييدا للماليك الناصرية داخل القلعة. و لما رأى قوصون و الأمراء أن العامة الثائرة قد بدأت تهاجم اصطبله[6]. قاموا بالالتحام بهم وقتلوا منهم العديدين بينما وقف المماليك والأمراء الناصرية فوق سطح القلعة يرمون قوصون و أمراءه بالنبال و هم يردون عليهم إلى أن سقط من الجانبين عدد كبير من القتلى وانتهت المعركة بهزيمة المماليك الناصرية والعامة. وقام قوصون بمعاقبة العديد من المماليك الناصرية عقابا شديدا و أغدق على العديد من مماليك الطباق[7]. بالاقطاعات ورفعهم إلى درجة أمير.

وصلت الأنباء إلى القاهرة من دمشق بأن الأمير أحمد المقيم بالكرك قد تحالف مع أمير حلب طشتمر حمص أخضر وبعض نواب السلطان في سوريا وانه قد نوى السير إلى مصر لتنصيب نفسه سلطانا للبلاد. فقام قوصون, على غير رغبة الأمراء في مصر, بارسال الأمير قطلوغبا الفخرى على رأس قوة إلى الكرك للقبض على الأمير أحمد. الا أن قطلوغبا والأمراء الذين صحبوه إلى الكرك. وبايعاز من نواب سوريا، بدلا من القبض على الأمير أحمد قاموا بتأدية يمين الولاء له ولقبوه باللقب السلطانى " الملك الناصر ". غضب قوصون فقام بالاستيلاء على ممتلكات قطلوغبا و الأمراء المصاحبين له و طلب من الأمير الطنلبوغا الصالحى أمير سوريا بمهاجمة طشتمر حمص أخضر أمير حلب, ففر طشتمر إلى قيصرية البيزنطية وأستولى قطلوغبا على حلب وممتلكات طشتمر بها. في ذات الأثناء قام الأمير قطلوغبا بالهجوم على دمشق و استولى عليها و على ممتلكات قوصون بها و كتب اليه ينتهره على قتله السلطان ابو بكر والقبض على اخوته أبناء الناصر محمد و أعلمه أنه و الأمراء قد اتفقوا على تنصيب الأمير أحمد شهاب الدين سلطانا على البلاد.

سقوط قوصون وخلع كجك

جن جنون قوصون فراح يغدق على الأمراء و المماليك السلطانية بالهدايا و الأموال و الألقاب لأجل اغرائهم بتأييده و الأنضمام الى صفه. الا أن الأمراء، و كان من ضمنهم أيدغمش, كانوا غاضبين عليه بسبب أفعاله و لما وصلتهم أخبار انتصارات قطلوغبا في سوريا و استيلائه على دمشق تشجعوا على مناوئة قوصون و الخروج عليه. اتفق كبار الأمراء على عدم الانتظار وبضرورة التحرك قبل أن يقوم قوصون بتنصيب نفسه سلطانا على البلاد, فقاموا تحت زعامة أيدغمش و معهم العديد من المماليك و أعداد غفيرة من عامة الناس بمحاصرة القلعة. نشب قتال عنيف في الشوارع المحيطة بالقلعة بعد أن نادى أيدغمش العامة بمهاجمة و نهب اصطبل قوصون. في خلال بضعة ساعات كانت العامة قد نهبت خيول قوصون و ذهبه الذى كان مخزنا في الاصطبل. لم يتمكن قوصون و أمرائه من الصمود فاستسلموا و قبض عليهم و رحلوا أثناء الليل الى الأسكندرية -لحمايتهم من الجماهير الثائرة- و هم مقيدون بالأغلال. نهب الناس ممتلكات قوصون و الأمراء و النبلاء و تم خلع السلطان الصغير كجك بحجة صغر سنة بعد أن جلس على تخت السلطنة خمس شهور بلا حول و لا قوة أو كما قال ابن اياس : " كالعصفور في يدي النسور ". و أفرج عن أبناء الناصر محمد الذين سجنهم قوصون في قوص. قام الأمير أيدغمش بأمر الدولة و أرسل بيبرس الأحمدى مع بعض الأمراء الى الكرك لاحضار السلطان الجديد الملك الناصر شهاب الدين أحمد. (أنظر شهاب الدين أحمد ).

عملاته

بضعة عملات بقيت من عهد علاء الدين كجك نقشت عليها ألقابه التاليه: " السلطان الملك الأشرف علاء الدنيا والدين " [8].


انظر أيضاً

الهوامش

  1. ^ بعض المؤرخين يعتبرون شجر الدر أول سلاطين المماليك. في تلك الحالة يكون الأشرف علاء الدين كجك السلطان المملوكى الخامس عشر و ليس الرابع عشر (قاسم, 22 ).
  2. ^ الامير قوصون الناصرى: من أهم الأمراء في عهد السلطان الناصر محمد و ولديه سيف الدين أبو بكر و علاء الدين كجك. حضر إلى مصر من بلاد الترك في صحبة خند ابنة أزبك خان التى تزوجها الناصر محمد. و مع انه لم يكن مملوكا الا أن الناصر محمد الذى أعجب به اشتراه من أخيه صوصون وجعله ساقيا ثم رقاه إلى أمير وأصبح من خاصكيته وزوجه ببنتا من بناته. نهبت العامة بيته و ممتلاكاته بالقاهرة اثناء صراعه مع بعض كبار الأمراء ومات مخنوقا في سجنه بالأسكندرية وخلف عدة أولاد من ابنة الناصر محمد. - ([ابن تغرى بردي]], أصل قوصون)
  3. ^ شفيق مهدى, 120-119
  4. ^ كان الأمير أحمد الذى سلطن فيما بعد يقيم بالكرك بعد أن أرسله أباه الملك الناصر الى هناك لتعلم الفروسية.
  5. ^ المماليك السلطانية : مماليك السلطان.
  6. ^ كان اصطبل قوصون جزء من قصره الذى كان يتكون من عدة مبان وكان قريب من المكان الذى توجد عليه اليوم مدرسة السلطان حسن.
  7. ^ مماليك الطباق: كانوا مماليك تحت التدريب يقيمون في مبان داخل القلعة تسمى طباق.
  8. ^ شفيق مهدى, 119-118

المراجع

  • ابن اياس: بدائع الزهور في وقائع الدهور, مدحت الجيار (دكتور), الهيئة المصرية العامة للكتاب, القاهرة 2007.
  • ابن تغرى: النجوم الزاهرة في ملوك مصر و القاهرة, الحياة المصرية ، القاهرة 1968.
  • جمال الدين الشيال (أستاذ التاريخ الاسلامى): تاريخ مصر الاسلامية, دار المعارف ، القاهرة 1966.
  • المقريزى: السلوك لمعرفة دول الملوك, دار الكتب, القاهرة 1996.
  • المقريزى: المواعظ و الاعتبار بذكر الخطط و الأثار, مطبعة الأدب, القاهرة 1968.
  • قاسم عبده قاسم (دكتور) : عصر سلاطين المماليك - التاريخ السياسى و الاجتماعى, عين للدراسات الانسانية و الاجتماعية, القاهرة 2007.
  • شفيق مهدى ( دكتور): مماليك مصر و الشام, الدار العربية للموسوعات, بيروت 2008.
  • Abu al-Fida, The Concise History of Humanity
  • Al-Maqrizi, Al Selouk Leme'refatt Dewall al-Melouk, Dar al-kotob, 1997.
  • Idem in English: Bohn, Henry G., The Road to Knowledge of the Return of Kings, Chronicles of the Crusades, AMS Press, 1969.
  • Al-Maqrizi, al-Mawaiz wa al-'i'tibar bi dhikr al-khitat wa al-'athar,Matabat aladab,Cairo 1996, ISBN977-241-175X.
  • Idem in French: Bouriant, Urbain , Description topographique et historique de l'Egypte,Paris 1895
  • Ibn Taghri, al-Nujum al-Zahirah Fi Milook Misr wa al-Qahirah, al-Hay'ah al-Misreyah 1968
  • History of Egypt, 1382-1469 A.D. by Yusef. William Popper, translator Abu L-Mahasin ibn Taghri Birdi, University of

California Press 1954


ألقاب ملكية
سبقه
سيف الدين أبو بكر
السلطان المملوكي
1341-1342
تبعه
شهاب الدين أحمد