ياسا

الياسا، الياسق، الياسج Yassa، بالمغولية: Их засаг, Yehe Zasag)هو شفرة سرية مكتوبة لقانون وضه جنكيز خان. ويشتمل القانون على جانب كبير من الأحكام التي تتعلق بالجزاء والعقاب من أجل نشر الأمن في أرجاء الإمبراطورية المغولية.

استطاع جنكيز خان من خلال قانون الياسا أن يقضي على أسباب الفوضى في امبراطوريته وينشر الأمن في كافة الأنحاء الخاضعة لحكمه والممتدة عبر هضبة منغوليا، ويوضح قانون الياسا كراهية جنكيز خان للسرقة والزنا وشرب الخمر والظلم.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التسمية

الياسا هي كلمة مغولية الأصل، تعني القاعدة أو القانون أو الحاكم، وقد وردت على أكثر من وجه في العربية والفارسية، فنجدها ياسا أو ياسه، وقد تظهر على الشكل التالي: يساق أو ياساق أو يسق، وهو الحكم الذي يصدر من الأمير أو الحاكم، وقد دون بالأويغورية، وأطلق على هذا القانون اسم: كتاب الياسا الكبير، الذي كان مرجعاً يتم العودة إليه عند جلوس الخان الجديد على عرشه، أو عند انعقاد المجلس المغولي الأعلى.


تشريعات الياسا

اعتبر قانون الياسا النظام الأساسي الذي كانت تسير عليه العناصر المغولية الخاضعة لحكم وسلطة جنكيزخان ، هذا القانون بالغ الصرامة والشدة، نظم الحياة وفرض وجود هذه القوة البدوية الجديدة على بقية الحضارات المتمدنة.

وقد كان للمغول قبل جنكيزخان بعض العادات والتقاليد المتبعة منذ زمن بعيد، هذه العادات والتقاليد دفعت جنكيزخان إلى تعديلها، وحذف بعضها، وإضافة البعض الآخر حتى أصبحت قانوناً رسمياً دوِّن وحفظ عند أمراء المغول، ويبدو أن جنكيزخان قد تأثر أثناء وضعه لهذا القانون بالديانات المختلفة، والتي كانت معروفة عند المغول حينها، وخصوصاً النسطورية والطاوية والإسلام، وهذا ما يظهر من خلال نص القانون نفسه، حيث يبدو أثر الطاوية، تلك الديانة الصينية، المتسامحة، الداعية إلى المحبة،واحترام الصغير للكبير، ومساعدة الغني للفقير.

أما الأثر الإسلامي فظهر في إسقاط المؤن والكلف عن العلويين، وعن الفقهاء، والفقراء، والزهّاد، والمؤذنين، والأطباء، وأرباب العلوم.

أما بقية الشرائع فقد جمعت من مختلف العقائد المعروفة عندهم، وقد أصدره سنة 603هـ/ 1206م، بعيد تتويجه أيلخانا (معناها الخان التابع، واتخذه هولاكوكي يميز مركزه عن مركز أخيه قوبيلاي خان)، وحرص فيه على أن يلغي القبلية، ويوحد المغول بعيداً عن أي سلطة أو زعيم سلطة وزعامة الخان نفسه.

والصرامة التي تميزت بها أحكام الياسا كانت هي الكفيلة بإخضاع تلك القبائل الهمجية، وترويضها وإبعاد الفوضى، وبهذا الأسلوب استطاع توحيد المغول، ونظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، والمحكومين ببعضهم البعض، كما نظم علاقات الأفراد.

من أهم ما ورد في هذا القانون الذي أورده القلقشندي:[1]

  • من وجد عبداً هارباً أو أسيراً قد هرب، ولم يرده إلى صاحبه قتل.
  • من أطعم أسير قوم أو كساه بغير إذنهم قتل.
  • من وقع حمله أو قوسه أو شيء من متاعه وهو يكر أو يفر في حالة قتال وكان وراءه شخص فإنه ينزل ويناول صاحبه ما سقط منه، فإن لم ينزل ولم يناوله قتل.
  • لا يأكل أحد من أحد حتى يأكل منه المناول أولا، ولو كان المناول أميراً، ومن يناوله أسيرا.
  • لا يختص أحد بأكل شيء وغيره يراه، بل يشركه معه في أكله.
  • لا يتميز أحد منهم بالشبع على أصحابه، وإن مرّ أحدهم بقوم وهم يأكلون، فله أن ينزل ويأكل معهم وليس لأحد أن يمنعه.
  • منعهم من غسل ثيابهم، بل يلبسونها حتى تبلى.
  • منع أن يقال لشيء أنه نجس، فإن جميع الأشياء طاهرة.
  • ألزمهم ألا يتعصبوا لشيء من المذاهب.
  • منع من تفخيم الألفاظ وروائع الألقاب، فلا يخاطب الشخص مهما علت مكانته إلا باسمه فقط.
  • ألزم القائم بعده بعرض العسكر وأسلحتها إذا أراد الخروج إلى القتال، وأن يعرض كل ساقربة (قائد) عسكره، وينظر حتى الإبرة والخيط فمن وجده قد قصر في شيء مما يحتاج إليه عند عرضه إياه، عاقبه.
  • إلزام نساء العسكر بالقيام بما على الرجال في مدة غيبتهم في القتال.
  • تنظيم حلقات الصيد، لما لها من أهمية في التدريب على أساليب الحرب.
  • الزاني يقتل،
  • من يعين أحد خصمين على الآخر يقتل،
  • من بال في الماء يقتل،
  • من أعطى بضاعة فخسر، ثم أعطى ثانية فخسر، ثم أعطى ثالثة فخسر، يقتل.
  • من ذَبَحَ ذَبْحَ المسلمين يقتل. فقد كان المغول يعمدون إلى لف قوائم الحيوان للذبح وشق جوفه، حيث يدخل أحدهم يده إلى قلبه، فيمرسه في يده حتى يموت.

الياسا في الحضارة الإسلامية

الياسق أو الياسا هو أول نموذج ظهر في العالم الإسلامي ويخرج عن حدود التشريع الإسلامي، تكلم ابن تيمية في فتواه المشهورة عن التتار، وهو أكثر من فصّل في الياسق، وما هو حاله وشأنه وتاريخه. والحافظ ابن كثير ذكر ذلك باقتضاب في تفسير قول الله: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ۝٥٠ [المائدة:50] قال: مثل ما يتحاكم به التتار إلى كتابهم الذي يسمى الياسق.


انظر أيضا

هوامش

  1. ^ المصدر : مجلة العربي الكويتية ـ العدد 617

المصادر

  • Lamb, Harold (1927). Genghis Khan: The Emperor of All Men. Garden City Publishing.


وصلات خارجية