معركة يامن

معركة يامن
جزء من حروب سونگ-يوان
Jingmen002.jpg
منتزه لتخليد ذكرى معركة يامن في شين‌هوي، گوانگ‌دونگ
التاريخ19 مارس 1279
الموقع
النتيجة نصر منغولي
بسط الحكم المنغولي على كافة أرجاء الصين
سقوط أسرة سونگ.
المتحاربون
أسرة سونگ أسرة يوان من الامبراطورية المنغولية
القادة والزعماء
ژانگ شي‌جيى ژانگ هونگ‌فان
القوى
200,000 رجل، معظمهم غير مقاتلين - مسؤولو بلاط سونگ وخدمهم
1,000+ سفينة، معظمهم سفن نقل مع سفن حربية مصاحبة. قدرتهم القتالية الفعلية من الجنود كانت في حدود عشرات الآلاف.
20,000 جندي
50+ سفينة حربية
الضحايا والخسائر
على الأقل 100,000 قتيل، إما من القتال أو غرقاً، الباقي هربوا غير معروفة

معركة يامن (الصينية المبسطة: 崖门战役؛ الصينية التقليدية: 厓門戰役�؛ إنگليزية: Battle of Yamen) البحرية (وتُعرف أيضاً بإسم معركة جبل يا البحرية; الصينية المبسطة: 崖山海战؛ الصينية التقليدية: 厓山海戰�؛ إنگليزية: Naval Battle of Mount Ya) نشبت في 19 مارس 1279 وتعتبر آخر وقفة لأسرة سونگ في وجه أسرة يوان الغازية التي يسيطر عليها المنغول. وبالرغم من التفوق العدد لسونگ بنسبة 10:1، إلا أن بحرية يوان أحرزت نصراً تكتيكياً واستراتيجياً ساحقاً، مدمرةً سونگ.

واليوم، فإن موقع المعركة يقع مقابل بلدة يامن، في محافظة شين‌هوي، بمدينة جيانگ‌من، بمقاطعة گوانگ‌دونگ، بالصين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

في 1276، في غمرة هرع بلاط سونگ الجنوبية للفرار من العاصمة لين‌آن لتحاشي مواجهة الغزاة المنغول المُطبـِقين على فوژو، تركوا الامبراطور گونگ خلفهم ليؤسر. تركزت آمال المقاومة حول أميرين شابين، هما شقيقا الامبراطور گونگ. الصبي الأكبر، ژاو شي، الذي كان في التاسعة من العمر، أُعلِن إمبراطوراً.

وفي 1277، حين سقطت فوژو في أيدي المنغول، فرت الأسرة الحاكمة المطرودة إلى چوان‌ژو، حيث ژانگ شي‌جيى، الجنرال الأكبر لسونگ، تمنى أن يستعير قوارب ليواصل الهرب. إلا أن التاجر المسلم فو شوگنگ رفض طلبهم، دافعاً ژانگ لمصادرة أملاك فو ويهرب على السفن المسروقة مصطحباً بلاط سونگ. وفي سورة غضب، قام فو بذبح الأسرة الامبراطورية والعديد من المسؤولين في چوان‌ژو واستسلم لقوات يوان، مما قوّى القدرة البحرية للمنغول.

وعند تلك النقطة في الحرب، كان واضحاً أن سونگ لا أمل لها في الصمود في مواجهة مباشرة مع يوان. قرر ژانگ شي‌جيى أن يبني أسطولاً هائلاً بما تبقى لديه من إمكانيات، ليتيح لبلاط سونگ وجنوده أن يتنقلوا من مكان لآخر إلى أن تتحسن الأوضاع.

أبحر بلاط سونگ إلى گوانگ‌دونگ من چوان‌ژو. إلا أن سفينة ژاو شي انقلبت في عاصفة في طريقها إلى لـِيْ‌ژو. وبالرغم من نجاته، فقد سقط مريضاً بسبب الحادث. لاحقاً، لجأ البلاط الامبراطوري إلى موي وو في جزيرة لان‌تاو، حيث توفي الامبراطور ژاو شي؛ وقد خلفه شقيقه الأصغر، ژاو بينگ، الذي كان في الحادية عشر. أحضر ژانگ شي‌جيى الامبراطور الجديد إلى يامن وجهز الدفاعات هناك ضد يوان.

وفي 1278 ون تيان‌شيانگ، الذي سبق له أن قاتل يوان في گوانگ‌دونگ وجيانگ‌شي، أسره وانگ وِي‌يي في محافظة هاي‌فنگ، مما محى كل القوات البرية لأسرة سونگ.


المعركة

في 1279، هاجم ژانگ هونگ‌فان من يوان بحرية سونگ في يامن. لي هنگ، الذي سبق له أن استولى على گوانگ‌ژو، دعـَّم ژانگ هونگ‌فان. وقد اقترح البعض في قوات سونگ أن البحرية يجب أن تسبق إلى الاستيلاء على فم الخليج، لتأمين خط تراجعها إلى الغرب. إلا أن ژانگ شي‌جيى رفض ذلك الاقتراح لكي يمنع جنوده من الهرب من المعركة. ثم أمر بإحراق كل القصور والبيوت والحصون على الأرض لنفس السبب.

أمر ژانگ شي‌جيى نحو 1000 سفينة حربية بأن يُربطوا بالسلاسل معاً، مشكلين خطاً طويلاً في الخليج، ووضع سفينة الامبراطور هواي‌زونگ في القلب بوسط أسطوله. وقد قام بذلك ليمنع سفن سونگ من الفرار منفردة من المعركة. وجهت قوات يوان السفن الحراقة إلى تشكيل سونگ، إلا أن سفن سونگ كانت مستعدة لمثل هذا الهجوم: فقد كانت كل سفن سونگ مطلية بالطين المقاوم للحريق. ثم قامت بحرية يوان بسد الخليج، بينما قام جيش يوان بقطع إمدادات سونگ من مصادر ماء الشرب والأخشاب على البر. وسرعان ما استنفذ جانب سونگ الامدادات، لكثرة ما يضم من غير المقاتلين. واضطر جنود سونگ إلى أكل الأغذية المجففة وشرب ماء البحر، مما سبب لهم الغثيان والقيء. بل اختطف ژانگ هونگ‌فان ابن شقيق ژانگ شي‌جيى، طالباً من ژانگ شي‌جيى أن يستسلم في ثلاث مناسبات، ولكن دون جدوى.

وفي عصر يوم 18 مارس أعد ژانگ هونگ‌فان لهجوم هائل. استخدام المدافع تم استبعاده لأن هونگ‌فان شعر أن المدافع قد تحطم سلاسل تشكيل سونگ، مما يسهـِّل لسفن سونگ الانسحاب. وفي اليوم التالي، قسَم ژانگ هونگ‌فان قواته البحرية إلى أربعة أجزاء: ليحيطوا ببحرية سونگ من الشرق والشمال والجنوب، بينما قاد هونگ‌فان الجزء الباقي ليقترب لمسافة لي من قوات سونگ.

في البداية، اشتبك الجناح الشمالي مع قوات سونگ إلا أنهم تم صدهم. ثم بدأت يوان في لعب الموسيقى الاحتفالية، مما أدى بسونگ للظن أن قوات يوان منهمكة في وليمة، فخفـَّضت سونگ من تأهبها. وفي الظهيرة، هاجم ژانگ هونگ‌فان من المقدمة، مخفياً الجنود الاضافيين تحت قطع كبيرة من القماش. وما أن اقترتبت سفن ژانگ هونگ‌فان من أسطول سونگ، حتى نفخت يوان نفير الحرب، ليظهر الجنود من تحت القماش.

كانت قوات سونگ مستعدة لمناوشة صغيرة، وليس لمواجهة هجوم كبير. أمطرت زخات من السهام سفن سونگ. فوجئ أسطول سونگ، على غفلة، ففقد على الفور سبع سفن، ومعهم أعداد غفيرة من القوات في ذلك الهجوم. لم يكن جنود سونگ المرض والمنهكين بصنوٍ لقوات يوان في الالتحام القتالي، وقد جعلت الأجواء المضطربة من قيادة المعركة أمراً مستحيلاً. لم تتمكن سفن سونگ المربوطة لبعضها البعض من دعم القلب أو الانسحاب. وبعد مقتل قوات سونگ، بدأ ذبح بلاط سونگ. وما أن رأى ژانگ شي‌جيى أن المعركة خاسرة، فقد جمع خيرة جنوده واقتطع نحو دستة سفن من التشكيل في محاولة للفرار لانقاذ الامبراطور.

وسرعان ما تقدمت قوات يوان إلى القلب وإلى الامبراطور هواي‌زونگ، وتقتل كل من في طريقها. وهناك، رأى رئيس الوزراء لو شيوفو أن لا أمل في الهرب، فأخذ الامبراطور الصبي معه، وقفز في البحر، حيث غرقا. وقد تبعهما العديد من المسؤولين والجواري.

الأعقاب

يسجل تاريخ سونگ أنه، بعد سبعة أيام من المعركة، طفت مئات الآلاف من الجثث على سطح البحر. ويُزعم أن جسد الامبراطور الصبي عُثر عليه بالقرب مما هو اليوم شـِكو في شن‌ژن، بالرغم من أن قبره الفعلي لم يُعثر عليه حتى اليوم.

ژانگ شي‌جيى، وقد أفلت من المعركة، أمل أن تعيّن الامبراطورة الأرملة يانگ امبراطور سونگ التالي، ومن هناك يمكن الاستمرار في مقاومة أسرة يوان. إلا أنه، بعد سماعها بمصرع الامبراطور هواي‌زونگ، انتحرت الامبراطورة الأرملة يانگ، هي الأخرى بالقفز في البحر. وقد دفنها ژانگ شي‌جيى على الشاطئ. وقد افتُرض أنه، هو وجنوده قد غرقوا بالبحر، إذ هبت عاصفة مدارية بعد ذلك بفترة قصيرة. إلا أنه هناك بعض الاقتراحات أن وفاته كانت ببساطة پروپاگندا منغولية، إذ لم يُعثر على بقاياهم أو أي أثر لأسطولهم.

ولما كان الامبراطور هواي‌زونگ من سونگ آخر أباطرة سونگ، فقد كانت وفاته فعلياً هي نهاية أسرة سونگ، مما أدى إلى فقدان بيت ژاو، لأول مرة، السيطرة على الصين بعد 319 عاماً وعدم إمكانية عودته للسيطرة. فقد سيطرت أسرة يوان، بقيادة قوبلاي خان، على كافة أرجاء الصين.

وقد نُحتت صخرة لتخليد ذكرى أن ژانگ هونگ‌فان قد أنهى أسرة سونگ هناك.[1][2] وقد شُيد العديد من المعابد في محيط ميدان المعركة في ذكرى أولئك الذين سقطوا فيها، ومنهم ون تيان‌شيانگ، لو شيوفو و ژانگ شي‌جيى. وفي ع1980 بُني نصب تذكطاري آخر بالقرب من شـِكو لتخليد ذكرى الامبراطور الصبي.

قوبلاي خان وسلالته وأتباعه حكموا الصين لمدة 97 عاماً حتى بزوغ أسرة منگ بقيادة هونگ‌وو من بيت ژو، ليقود فعلياً استعادة الصين السيطرة على أراضيها من المنغول.


انظر أيضاً

الهامش

مصادر

  • 宋史تاريخ سونگ، جـُمـِّع في عهد طقطعا 脫脫 في 1344
  • 《元史》تاريخ يوان، جـُمـِّع في عهد سونگ ليان 宋濂 في 1370

Coordinates: 22°11′17″N 113°04′23″E / 22.188°N 113.073°E / 22.188; 113.073