حقل كاريش للغاز

حقل كاريش للغاز
Karish gas field
Noble-sells-Karish-Tanin-fields-Israel.png
البلدإسرائيل
الموقعالحوض المشرقي
شرق البحر المتوسط
بحري/بريبحري
المشغـِّلنوبل إنرجي
الشركاءنوبل إنرجي (47.06%)
دلك للتنقيب (26.47%)
أڤنير للغاز والنفط(26.47%)
تاريخ الحقل
الاكتشافيوليو 2013
الانتاج
احتياطي الغاز
المقدر تحت الأرض
1.3×10^9 m3 (46×10^9 cu ft)

حقل كاريش للغاز Karish gas field، هو حقل نفط وغاز طبيعي بحري على بعد 100 كم من السواحل الإسرائيلية على البحر المتوسط، ويبعد عن ساحل حيفا حوالي 75 كم. اكتشف الحقل في يوليو 2013. تقدر إحتياطيات الغاز المؤكدة في الحقل ب1.3 تريليون قدم مكعب.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الموقع

لبنان اعتمد الخط 23 رسميًّا حدًّا لمنطقته الاقتصادية الخالصة واعتبر الخط 29 خطَّ تفاوض.
موقع حقل كاريش للغاز
خريطة توضح المسافة بين خط 1 وخط 23
خريطة قدمها جون براون والذي كان يعمل لدى المكتب الهيدروغرافي البريطاني للحكومة اللبنانية في 2011
خريطة توضح المسافة بين الخط 1 وخط 23 والمسافة بين الخط 23 و 29

يقع حقل كاريش النفطي داخل الخط الحدودي البحري (بين لبنان وإسرائيل) رقم 29، وتبلغ مساحته 1430 كيلومتراً مربعاً.

وتقول السلطات اللبنانية إن جزءاً كبيراً من الحقل المذكور، يقع داخل الحدود اللبنانية، فيما تصرّ إسرائيل على أنه يقع بأكمله ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة.

في رسالته الأخيرة إلى الأمم المتحدة بشأن مفاوضات الحدود البحرية المشتركة مع إسرائيل، طالب لبنان بتعيين الخط 29 بدلاً من الخط 23 (تبلغ مساحته 360 كيلومتراً مربعاً). وهذا يعني مطالبته بمساحة إضافية لحدوده البحرية (باتجاه إسرائيل) تبلغ 1430 كيلومتراً مربعاً.

والمفاوضات اللبنانية-الإسرائيلية غير المباشرة التي بدأت في أكتوبر 2020، توقفت في مايو 2021، حين قدم لبنان خرائط جديدة مطالباً بحقه في 2290 كيلومتراً مربعاً بدلاً من 860 كيلومتراً مربعاً كان يطالب بها في السابق.

ودار التفاوض بين الطرفين حينها حول 4 خطوط: الخط الأول وهو الخط الإسرائيلي، الذي يخرق "البلوك" رقم 9 في لبنان. الخط الثاني وهو خط الوسيط الأميركي السابق، فريديريك هوف، الذي يمنح لبنان 500 كيلومتر مربّع إضافي من مياهه. والخط الثالث هو الخط 23 المسجّل لدى الأمم المتحدة، الذي يمنح لبنان 360 كيلومتراً مربعاً إضافياً. أما الخط الرابع فهو الخط اللبناني المعروف باسم "الخط 29"، الذي حددته خرائط الجيش اللبناني العام الماضي، ويتضمن حقل كاريش، وتسمح بحصول لبنان على 1430 كيلومتراً.

ولم يوقّع الرئيس اللبناني ميشال عون المرسوم 6433 القاضي بتثبيت الخط 29، على الرغم من المطالبات الداخلية بذلك، بل صرّح في حديث لوسائل إعلام محلية، في فبراير الماضي، أن "الخط 23 هي حدودنا البحرية، وأن البعض طرح الخط 29 من دون حجج برهنته".


الاحتياطي

تقدر إحتياطيات الغاز في الحقل ب1.3 تريليون قدم مكعب. يقع الحقل على بعد 100 كم من الساحل الإسرائيلي، وهو آخر الإكتشافات الإسرائيلية على البحر المتوسط، وهو أصغر من حقلي تمار ولڤياثان للغاز اللذان جعلا من إسرائيل مصدراً محتملاً للغاز. المكثفات المقدرة في الحقل تصل إلى 12.7 مليون برميل، حسب تصريحات الشركاء الإسرائيليين في المشروع للتنقيب وأڤنير للغاز والنفط.[2]

وحسب رويترز قدر تقرير الموارد الذي أجراه مستشارون من سيول وشركاه الهولندية، وهي تقديرات أولية، لنوبل إنرجي الأمريكية، والتي تعمل على تطوير الحقل، إحتياطيات الغاز في الحقل تصل إلى 1.8 ترليون قدم مكعب.

تقدر الإحتياطيات المتوقعة من الحقل ب13 مليون برميل من المكثفات، حسب تقرير نشرته دلك للحفر وأڤنير للغاز والنفط الإسرائيليتان، وكلاهما تحت إدارة مجموعة دلك.

كمية المكثفات، والتي تستخدم لإنتاج الخليط الخام، تقدر ب3.5-4.0 بليون NIS. المكثفات منتج ثانوي أثناء إستخراج الغاز الطبيعي وليس لها تكليف إنتاج إضافية. ولا تزال المكثفات تتطلب توفير مرافق تكرير في إسرائيل. لم يتم تطوير حقل كاريش منذ عدة سنوات، لذلك فليس من المتوقع بدء الإنتاج على المدى القريب.

كمية المكثفات في كاريش مكافئة لتلك الموجودة في حقل تمار القريب، والذي يساوي خمسة أضعاف حجم حقل كاريش. تقدر كمية المكثفات في حقول تمار، كاريش ولڤياثان بحوالي 60 مليون برميل مكثفات.

إشترت پاز للنفط بالفعل مكثفات من حقل تمار في صفقة قيمتها 250 مليون دولار.

يقدر إستهلاك إسرائيل للنفط بما يتراوح بين 100-120 مليون برميل سنوياً؛ تقرر التنقيب عن النفط في حقل لڤياثان في نهاية 2013 وسيبدأ التنقيب في 2014.

بجانب المكثفات، يوجد في حقل كاريش 1.3 تريليون قدم مكعب مؤكد من الغاز الطبيعي في القطاع الرئيسي، و0.5 تريليون قدم مكعب في مساحة أصغر غير معروفة حتى الآن متصلة بالقطاع الرئيسي. لذلك تصنف الكمية الأصغر على أنها محتملة وغير مؤكدة.

التقديرات الأولية لكميات الغاز في حقل كاريش تصل إلى 3.2 تريليون قدم مكع، لكن مؤشرات الحفر تظهر أن الإحتياطيات أقل بكثير.

حقل شمال كاريش

خريطة توضح اعماق حقل كاريش وحقل شمال كاريش.

تطوير الحقل

إنرگيان پاور تعبر قناة السويس، في 3 يونيو 2022.


في 5 يونيو 2022، أكدت صحيفة النهار أن وحدة الإنتاج والتخزين الإسرائيلية إنرگيان پاور دخلت حقل كاريش وتجاوزت الخط 29 وأصبحت على بعد 5 كم من الخط 23، في المنطقة المتنازع عليها مع لبنان.

وأفادت النهار، وفقا لمعلوماتها، بأن "العمل بدأ على دعم تثبيت موقع سفينة وحدة إنتاج الغاز الطبيعي المسال وتخزينه إنرگيان پاور في حقل كاريش، لافتة إلى أنه "توازياً، يتم العمل على إرساء سفينتين على متنها: الأولى خاصة بإطفاء الحرائق "Boka Sherpa" و"الثانية Aaron S McCal الخاصة بنقل الطواقم والعاملين". وفي اليوم السابق أوضحت النهار أن إنرگيان پاور التي تعمل على سحب الغاز من حقلكاريش في المنطقة المتنازع عليها، اجتازت بورسعيد، على أن تحط رحالها خلال 72 ساعة في حقل شمال كاريش، وستبدأ بمد وتثبيت القواطع والوصلات باتجاه شاطئ دور الإسرائيلي لتبدأ بعدها مرحلة الإنتاج".[3]

بيّنت دراسة أعدّها العقيد الركن البحري مازن بصبوص أن للبنان مساحات مائية إضافية تقدر بنحو 1400 كم2 جنوب الخط 23 المعلن بموجب المرسوم 6433، وسانده بذلك قيام مصلحة الهيدروغرافيا في الجيش التي قامت بمسح دقيق للشاطئ اللبناني، وخصوصاً في منطقة رأس الناقورة، فطرح الجيش ضرورة تعديل المرسوم 6433. ثم أحالت قيادة الجيش ملفاً كاملاً إلى مجلس الوزراء ضمنته الاقتراحات اللازمة لتعديل المرسوم المذكور وإرساله إلى الأمم المتحدة. وعلى الرغم من أن لبنان الرسمي لم يرسل تعديل المرسوم 6433 إلى الأمم المتحدة حتى اليوم، تمسك به الوفد التقني العسكري اللبناني في المباحثات غير المباشرة التي جرت في الناقورة برعاية الولايات المتحدة وحضور الأمم المتحدة.

وفي هذا الصدد، قال خبير اقتصاديات النفط والغاز فادي جواد للنهار: "بدأت قرصنة الغاز اللبناني ولن يفيد بعد اليوم التفاوض حيث أن سياسة وضع اليد بدأتها إسرائيل اليوم صباحاً بوصول سفينة إنرگيان پاور لانتاج وتخزين الغاز الطبيعي المسال وبدأ ربطها بسفن الدعم وصعد على متنها حوالي 80 من العاملين الفنيين والتقنيين". وتابع جواد: "بدأ سيناريو اختفاء السفينة منذ 35 يوما بعد انطلاقها من سنغافورة، وهذا الفعل لا تقدم عليه إلا سفن القرصنة والتهريب لتعود مضطرة للظهور على أبواب قناة السويس لتتمكن من العبور التاريخي..خلال 26 ساعة استنفرت القناة بجميع طواقمها وامكانياتها لعبور سليم، ووصلت بورسعيد صباح الجمعة لترسو ابتداء من صباح اليوم في حقل كاريش عابرة خط 29 وتلتصق بالخط 23 بدون حسيب أو رقيب من الجانب اللبناني".

وفي سياق متصل، لفت الرئيس السابق للوفد التقني العسكري المفاوض حول الحدود البحرية الجنوبية، العميد الركن بسام ياسين، لـ"النهار"، إلى أنه "في حال رست السفينة شمال أو جنوب حقل كاريش فإن ذلك يعتبر اعتداء كون الحقل مشتركا، وتاليا لا يحق لأي من الطرفين اللبناني أو الإسرائيلي أن يستخرج منه الغاز"، مؤكداً أنه "في اللحظة التي يتم فيها الاستخراج، فإن ذلك يعني أن هذا الأمر أصبح خارج المعادلة وتالياً لن يصبح حقلاً متنازع عليه".

كما دعا إلى تحرك لبنان عاجلاً باتجاه الأمم المتحدة عبر "التعديل القانوني للمرسوم 6433 والذي يفيد بأن حدود لبنان البحرية هي الخط 29 استناداً إلى خرائط الجيش اللبناني، بما يعطي الغطاء القانوني والشرعية لأي رد لبناني باعتراض السفينة دفاعا عن حقوق لبنان وثرواته الطبيعية".

موقع إنرگيان پاور في حقل كاريش، 5 يونيو 2022.


وفي السياق، أجرى رئيس الجمهورية ميشال عون اتصالات مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعدد من المعنيين للبحث في هذه التطورات. وطلب من قيادة الجيش تزويده بالمعطيات الدقيقة والرسمية ليبنى على الشيء مقتضاه، لافتاً إلى أن "المفاوضات لترسيم الحدود البحرية لا تزال مستمرة، وبالتالي فأن أي عمل او نشاط في المنطقة المتنازع عليها يشكل استفزازا وعملاً عدائياً". وأشار مكتب الإعلام في الرئاسة الأولى إلى أن "لبنان أودع الأمم المتحدة قبل أسابيع رسالة يؤكّد فيها على تمسكه بحقوقه وثروته البحرية، وأن حقل "كاريش" يقع ضمن المنطقة المتنازع عليها، وجرى تعميمها في حينه على كافة أعضاء مجلس الأمن كوثيقة من وثائق المجلس تحت الرقم S/2022/84 بتاريخ 2 فبراير 2022، وتم نشرها حسب الأصول. وطلب لبنان في الرسالة من مجلس الامن عدم قيام إسرائيل بأي أعمال تنقيب في المناطق المتنازع عليها تجنباً لخطوات قد تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين. كما أكدت الرسالة على أن لبنان ما زال يعول على نجاح مساعي الوساطة التي يقوم بها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين للتوصّل إلى حل تفاوضي لمسألة الحدود البحرية برعاية الأمم المتحدة".[4]

من جانبه، اعتبر ميقاتي محاولات "العدو الاسرائيلي افتعال أزمة جديدة، من خلال التعدي على ثروة لبنان المائية، وفرض أمر واقع في منطقة متنازع عليها ويتمسك لبنان بحقوقه فيها، أمر في منتهى الخطورة، ومن شأنه إحداث توترات لا أحد يمكنه التكهّن بتداعياتها". وحذّر "من هذا المنطلق من تداعيات أي خطوة ناقصة، قبل استكمال مهمة الوسيط الأميركي، التي بات استئنافها أكثر من ضرورة ملحة"، داعياً الأمم المتحدة وجميع المعنيين إلى تدارك الوضع والزام العدو ال#إسرائيلي بوقف استفزازاته". وختم مشدّداً على أن "الحل يكمن بعودة التفاوض على قاعدة عدم التنازل عن حقوق لبنان الكاملة في ثرواته ومياهه".

الى ذلك، توجّه رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد إلى المسؤولين، قائلاً: تعالوا نتفق على شركة نختارها بمحض إرادتنا، ونطلب منها أن تنقّب عن الغاز في مياهنا الإقليمية في الوقت الذي نريده وفي الفترة التي نريدها"، مضيفاً "مَن يخاف من أن يقترب العدو الإسرائيلي تجاه هذه الشركة، فنحن نتكفّل برد فعله، ولكن ليس من الجيّد أن نرهن بلادنا لأطماعنا الخاصة، ولمصالحنا الفئوية، ولمخاوفنا التافهة، ولنزواتنا في احتلال بعض المراكز".

الملكية والتشغيل

في 17 نوفمبر 2015 أعلنت شركة نوبل إنرجي عن بيع حصتها البالغة 47.059% في حقلي تنين وكاريش لشريكتها فيهما، شركة دِلِك الإسرائيلية.[5] وفي 4 يوليو 2016، أعلنت شركة دِلِك عن احتمال بيعها الحقلين لقطب الاستثمارات العقارية الأمريكي لاري ميزل.[6] مما يعكس نفور شركات الطاقة من الحقلين.

تمتلك نوبل إنرجي الأمريكية حصة 47.06% من المشروع، أڤنير الإسرائيلية 26.47%، ودلك الإسرائيلية 26.47%. وتشغله نوبل إنرجي الأمريكية.[بحاجة لمصدر]

التشغيل

في 8 أكتوبر 2022، أفادت القناة 12 الإسرائيلية، أن المؤسسة الأمنية أعطت الشركة الضوء الأخضر لبدء اختباراتها؛ فيما ذكرت قناة "كان" العبرية أن العمليات الكاملة للضخ قد تبدأ في غضون أسابيع بمجرد اكتمال الاختبارات.

وفي 9 أكتوبر 2022، بدأت شركة نوبل إنرجي الأمريكية المطورة لحقل كاريش للغاز على الحدود مع لبنان، ، الضخ التجريبي للغاز، وسط نزاع مع لبنان بشأن الحقل والحدود البحرية بين البلدين.

وأوردت هيئة البث الإسرائيلية اليوم، أن شركة "إنرجي" ستبدأ باختبار خط أنابيب منصة الغاز، على الرغم من التوترات المتصاعدة مع لبنان بشأن الموقع حيث يواصل الجانبان التفازض للتوصل إلى اتفاق على الحدود البحرية.[7]

الإنتاج

في 26 أغسطس 2022، نفى مصدر مطلع تأجيل بدء استخراج الغاز من حقل كاريش المتنازع عليه بين إسرائيل ولبنان، مؤكداً أن عمليات الضخ ستبدأ بحلول نهاية سبتمبر 2022. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته لحساسية الموضوع، إن التحضيرات تتواصل في حقل الغاز بشكل طبيعي وفق الجداول الزمنية من دون أي تغيير، وأنه لا صلة لضخ الغاز من الحقل بمفاوضات ترسيم الحدود.[8]

ورأت صحيفة جيروزاليم بوست أن عدم التوصل إلى اتفاقٍ قبيل الموعد المزمع لبدء الإنتاج من حقل كاريش، ربما يدفع حزب الله إلى "مواجهة محدودة"، كاشفة أن الجيش الإسرائيلي "كثّف أنظمة الدفاع حول منصة غاز كاريش، بما في ذلك وضع أجهزة استشعار خاصة". بدورها، أشارت القناة 13 الإسرائيلية إلى أن إسرائيل تعتزم "إرجاء عملية استخراج الغاز من حقل كاريش إلى ما بعد سبتمبر".

في 19 سبتمبر 2021، أعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية أنها تستعد لإجراء فحوص على حقل غاز بحري متنازع عليه مع لبنان، قبل ربطه بشبكة غاز إسرائيل. وقالت الوزارة إنها "تستعد لربط خزان حقل كاريش بالمنظومة الإسرائيلية". وأضاف بيان الوزارة أنه في إطار المرحلة التالية للمشروع المخطط لها في الأيام القادمة، سيبدأ فحص الحفارة ونظام نقل الغاز الطبيعي من منصة الحفر إلى النظام الوطني. وسيجرى الفحص من خلال نقل الغاز من إسرائيل إلى منصة الحفر، وفق وكالة الأنباء الفرنسية. ويأتي إعلان الوزارة بعد أقل من 10 أيام على تأكيد شركة إنرجيان أن مشروعها الرئيسي كاريش في طريقه لبدء الإنتاج في غضون أسابيع قليلة.[9]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النزاع مع لبنان

وزير الطاقة اللبناني جبران باسيل يعرض خريطة توضح بلوكات الغاز اللبنانية بلوك 8، 9، و10، مايو 2013.

حسب وزارة الطاقة والمياه اللبنانية، حقل كاريش متاخم للحدود للبنانية، وبالتالي، يمكن لإسرائيل سحب الغاز اللبناني بإستخدام التكنولوجيا المتاحة.[10]

في مايو 2013 أعلن جبران باسيل وزير الطاقة اللبناني، أن الحقل يبعد 4 كم عن الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وتحديداً في بلوك 8 العائد للبنان، و7 كم عن بلوك 9، والبئر التجريبي الذي حفرته يبعد حوالي 15 كم. وأضاف "هذا يعني نظرياً أنه بات لدى إسرائيل الامكانية عن هذا البعد للوصول الى النفط اللبناني وهذا أمر في منتهى الخطورة".[11]

وحسب تصريحات مصدر مسؤول في وزارة الطاقة اللبنانيّة، أن المشكلة التي أثارها الوزير لم تكن مطروحة حتى الفترة الأخيرة. ذلك أن إسرائيل كانت حتى الآن تعمل على مكامن متوقعة للتنقيب عن غازها، في حقول ليفياثان 1 ودولفين 1 وداليت 1 وتمار وتانين 1. علماً أن جميع هذه الحقول والمكامن بعيدة نسبياً عن المنطقة الاقتصادية الخاصة بلبنان في المتوسط. ذلك أن أقربها وهو تانين 1"يبعد عشرات الكيلومترات عن حدود المنطقة اللبنانية، ولا تأثير لأي تنقيب فيه على المنطقة اللبنانيّة وثرواتها. غير أنه في يوليو 2013، أعلنت إسرائيل عن نيتها البدء بالتنقيب في حقل جديد، أطلق عليه اسم كاريش 1. واللافت في هذا الحقل أن مساحته مقدرة بنحو 150 كم²، وتشير تقديرات المسح إلى احتمال أن يحتوي على كميّات تتراوح ما بين 1.5 و 2 تريليون قدم مكعّب من الغاز. لكن الأهم أن هذا الحقل قريب جداً من الحدود الفاصلة بين المنطقتَين الاقتصاديّتَين الخاصتَين بكلّ من إسرائيل ولبنان. ذلك أن أبعد نقطة منه تقع على بعد يتراوح ما بين 15 و17 كم من حدود المنطقة اللبنانيّة، أما أقرب نقطة منه فتقع على مسافة نحو 4 كيلومترات فقط من حدود المنطقة اللبنانية.[12]

وأوضح المصدر اللبناني المسؤول في وزارة الطاقة، أن هذا الحقل الإسرائيلي الجديد بات على تماس غازي مع بلوكين اثنين من البلوكات الثلاثة التي تشكّل حدود المنطقة اللبنانية مع المنطقة الإسرائيليّة في المتوسط. علماً أن المنطقة الاقتصاديّة الخاصة بلبنان ومساحتها نحو 22 ألف كيلومتر مربّع، باتت مقسّمة بحسب المسوحات التي أجرتها وزارة الطاقة اللبنانيّة، إلى 10 بلوكات. ثلاثة منها تقع على حدود المنطقة الإسرائيليّة، وهي البلوكات 8 و9 و10 بحسب تسمياتها من الغرب إلى الشرق أو من عمق البحر المتوسط إلى البرّ اللبناني. وأكّد المصدر نفسه أن حقل "كاريش 1" يبعد 4 كيلومترات فقط عن البلوك رقم 8 ويبعد 6 كيلومترات عن البلوك رقم 9، كذلك يبعد 9 كيلومترات عن مكمن غازي تمّ مسحه في البلوك اللبناني رقم 9.

وتابع المصدر اللبناني المسؤول أنه في حقل تمار الإسرائيلي الذي تبلغ مساحته نحو 250 كيلومتراً مربّعاً والذي تشير التقديرات إلى احتوائه على نحو 8 إلى 10 تريليون قدم مكعّب من الغاز، أقامت إسرائيل حتى الآن 5 آبار. وعلى هذا القياس، يتوقّع أن تقيم في حقل "كاريش 1" ما بين 3 إلى 4 آبار. ويتوقّع أن يكون واحد أو اثنان من هذه الآبار على أقل تقدير إلى شمال الحقل المذكور، وبالتالي على مسافة مؤثّرة من ثروة لبنان من الغاز.

وأوضح المصدر أن مجرّد الحفر في تلك الآبار عامودياً قادر على التأثير على ثروة لبنان من الغاز في البلوك اللبناني رقم 9، وتحديداً في أحد مكامنه الممسوحة. ذلك أن التكوينات الجيولوجيّة الحاوية للغاز الطبيعي تحت سطح البحر، متواصلة في هذه المنطقة. وبالتالي يكفي حفر أي بئر بشكل عامودي للتأثير على المنطقة المحاذية. لكن الأخطر بحسب المصدر الوزاري اللبناني، هو كون تقنيات الحفر الحديثة للآبار تسمح بحفر منحرف أو حتى أفقي. وقد تصل مسافة هذا النوع من الحفر إلى نحو عشرة كيلومترات أو أكثر. وبالتالي فإن أي حفر منحرف أو أفقي في حقل "كاريش 1" بمسافة تتراوح ما بين 4 و7 كيلومترات، يكفي للوصول إلى أي من البلوكَين اللبنانيَّين 8 و9، وبالتالي التعدّي على ثروة لبنان من الغاز في المتوسّط.

ويعطي المصدر الوزاري اللبناني أمثلة راهنة على ذلك. فيشير إلى أن روسيا مثلاً، قامت بتنفيذ حفر أفقي منحرف بمسافة 11.7 كيلومتراً في حقل تابع لها في جزيرة ساخالين. وهو ما سمح بمسافة سطحية بعيدة 10.88 كيلومتراً عن مكان الحفر على السطح. كذلك نفّذت قطر حفراً مماثلاً في حقل "الشاهين" البحري بلغ مسافة 12.289 كيلومتراً، بمسافة سطحيّة وصلت إلى 10.900 كيلومترات.

وبناء على هذه الوقائع والأمثلة، يمكن القول أن الخطر على الغاز اللبناني بات جدياً في تلك المنطقة، وهو ما يستوجب إسراع لبنان إلى استثمار ثروته، خصوصاً في ظل تعثّر المساعي الدوليّة في تنظيم العلاقة بين لبنان وإسرائيل في هذا المجال، مع استمرار حالة النزاع القائم بين البلدَين.


بيان صادر عن المقاومة الإسلامية في لبنان بشن إطلاق بمسيرات على حقل كاريش، 2 يوليو 2022.

في 2 يوليو 2022، أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله)، "إطلاق 3 مسيّرات غير مسلّحة في اتجاه المنطقة المتنازع عليها" عند حقل كاريش، وذلك في مهمّات استطلاعية، مؤكدةً أنّ "المسيّرات أنجزت المهمة المطلوبة، وأوصلت الرسالة".

وقالت المقاومة الإسلامية، في بيان، إنّ "مجموعة الشهيدين جميل سكاف ومهدي ياغي قامت بإطلاق 3 مسيّرات غير مسلّحة"، مضيفةً أن المسيّرات من أحجام متعدّدة، وأُطلقت "في اتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل كاريش، للقيام بمهمّات استطلاعية". وأكدت المقاومة الإسلامية أنّ "المهمة المطلوبة أُنجزت، ووصلت الرسالة".[13]

من جانبها، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ القوات الإسرائيلية "اعترضت 3 مسيّرات تابعة لحزب الله، كانت متجهة نحو منصة غاز حقل كاريش". وكان حزب الله أكّد استعداده لاتخاذ إجراءات، بما في ذلك القوة، ضد عمليات التنقيب الإسرائيلية عن الغاز في المناطق البحرية المتنازَع عليها.

وتعليقاً على ذلك، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن إطلاق "حزب الله مسيّرات غير مسلّحة نحو كاريش، هو بمثابة إشارة إلى أنه لا يريد مواجهة عسكرية الآن"، لكن "هذه إشارة إلى أنه قادر على غير ذلك، وقد تتكرر في الأسابيع المقبلة". ولفتت القناة 13 الإسرائيلية إلى أن "مسيّرات حزب الله، التي أُطلقت نحو كاريش، لم تكن مسلحة، وهو بذلك أراد أن يخوض حرباً على الوعي، والقول إنه قادر، ويتابع أنشطة إسرائيل". وتابعت "القناة الـ13": "عندما يقرر هو (حزب الله)، سيطلق مسيّرات مسلحة أو صواريخ نحو منصات الغاز".

يُذكَر أن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أكد، في 9 يونيو 2022، أنّ "لبنان أمام مرحلة جديدة، خلاصتها أنّ ما جرى، وتنصيبَ الشركة البريطانية اليونانية منصةً في حقل كاريش لاستخراج الغاز خلال 3 أشهر، مثّلا اعتداءً على لبنان، ووضعاه أمام موقفٍ صعب".

وأوضح السيد نصر الله أنّ "كل إجراءات العدو الإسرائيلي لا تستطيع أن تحمي المنصة العائمة، ولا عمليةَ الاستخراج من حقل كاريش"، مؤكّداً أنّ "أي حماقة يُقْدِم عليها العدو ستكون تداعياتها، ليس فقط استراتيجية، بل وجودية. وما ستخسره إسرائيل في أي حرب تهدّد بها، أكبرُ كثيراً مما يمكن أن يخسره لبنان". وأشار إلى أنّ "كل الخيارات مفتوحة لدى المقاومة"، مؤكّداّ "أنّنا لا نريد الحرب، لكننا لا نخشاها ولا نخافها. وعلى إسرائيل أن تتوقف عن نشاطها في حقل كاريش، وسحب السفينة سريعاً، وفوراً".

وفي 18 سبتمبر 2022، أعلن نصر الله عدم السماح باستخراج النفط والغاز من حقل كاريش قبل حصول لبنان على مطالبه المحقة. وقال نصر الله في كلمة ألقاها خلال إحياء أربعينية الحسين في بعلبك: "نحن أمام فرصة تاريخية والغاز هو فرصتنا الوحيدة للخروج من الأزمة. وفي هذا السياق المسؤولون الصهاينة قالوا إن الاستخراج سيكون في سبتمبر ثم قالوا إنهم أجّلوا الموضوع". وتابع: "المهم لنا ألا يحصل الاستخراج من حقل كاريش المتنازع عليه قبل أن يأخذ لبنان حقوقه"، وأضاف "عيننا وصواريخنا على كاريش، والإسرائيلي لديه من المعطيات الكافية على جدية موقف المقاومة وهذه ليست حربًا نفسية"، مردفًا "نراقب مسار المفاوضات لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل".[14]

وقال نصر الله إنه "في اليومين الماضيين بعثنا برسالة قوية جداً بعيدة عن الإعلام للعدو الإسرائيلي وأكدنا أنه في حال حصل استخراج النفط فإن المشكل قد وقع". وأعرب عن أمله في أن يتمكن رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من تشكيل الحكومة، قائلًا "لدينا آمال كبيرة في هذا المجال والمسؤولية تطلّب من الجميع التنازل من أجل مصلحة البلد"، وأعلن تأييد الدعوات للاتفاق على اسم واحد في مسألة رئاسة الجمهورية. وكشف نصر الله أن وفدًا من لبنان سيتوجه إلى إيران خلال أيام لبحث ملف الوقود، مشيرًا إلى أن طهران أبدت منذ البداية استعدادها لتقديم العون والمساعدة للشعب اللبناني.

اقتراح هوكستين

اتفاقية ترسيم الحدود بين الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، (اضغط للمطالعة).

في 2 أكتوبر 2022، كشفت إسرائيل فحوى الاقتراح الذي قدمه الوسيط الأميركي عاموس هوكستين لترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمه، قوله للصحفيين الإسرائيليين، الأحد: " يقضي أحد بنود الاتفاق بترسيم الحدود استنادا الى "خط 23" مما يُبقي لدى لبنان غالبية المنطقة موضوع الخلاف".

وأضاف: "ستحتفظ اسرائيل بالسيادة الكاملة على حقل الغاز كاريش، فيما سيكون حقل قانا المقابل تحت سيطرة لبنانية، وستحصل اسرائيل من شركة الطاقة الفرنسية (توتال) على ايرادات من الحقل الواقع داخل حدودها".

ومن المفترض أن الاتفاق سيكون مودعا في الأمم المتحدة وسيدرج قدر الإمكان في القانون الدولي، وسيكون هناك ضمانات أمريكية وفرنسية للاتفاق حال التوقيع عليه.

وقال مسئول اسرائيلي: "الضمانات الأمريكية هنا بالغة الأهمية. يوجد للاتفاق مكون اقتصادي بالطبع. لكنه أولا وقبل كل شي أمني وسياسي حيث يتيح الاستقرار في المنطقة على المدى البعيد". وأضاف: “الاقتراح مقبول على المستوى السياسي في إسرائيل وإن سار الأمر جيدا سيكون هذا أساس النقاش في المجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت" يوم الخميس (6 أكتوبر).

ولفت الى انه حال اتخاذ المجلس الوزاري الأمني المصغر القرار، فإنه سيتم ابلاغ الإدارة الأمريكية بالموقف الرسمي. ولكن هيئة البث الإسرائيلية قالت، الإثنين: "بعد ان صادق رئيس الوزراء يائير لابيد ووزير الحرب بيني غانتس على المقترح الامريكي لحل أزمة الحدود البحرية مع لبنان، تدرس المستشارة القانونية للحكومة ووزارة العدل ما إذا كان يجب طرحه على الحكومة والكنيست أيضا". وأضافت: "هناك أمرين متناقضيْن يسيطران على المداولات القضائية: من جهة واحدة عدم توقيع اتفاق في فترة انتخابات بصورة تقيد الحكومة المقبلة، ومن جهة ثانية التداعيات التي قد تترتب على عدم التوقيع بعد فترة طويلة من المفاوضات". وتابعت: “يسود الاعتقاد لدى المستوى القضائي المهني ان قانون الاستفتاء الشعبي لا يسري مفعوله على هذه الحالة”. وكان رئيس الوزراء السابق وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو انتقد، في تغريدة على تويتر، الأحد، الموافقة على العرض الأمريكي دون مصادقة الكنيست أو استفتاء عام.

ورفضت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الهارار الانتقادات وقالت لهيئة البث الإسرائيلية، الإثنين:"هناك ميزة بأن تكون للبنان منصة لاستخراج الغاز، لأن هذا الاجراء سيهدئ المنطقة ويمنعه من تلقي الطاقة من إيران". وأعرب وزير الطاقة الإسرائيلي السابق والقيادي في حزب الليكود يوفال شتاينيتس عن دهشته لسماع ان اللبنانيين سيحصلون على مائة في المائة من المنطقة المتنازع عليها واسرائيل صفر.

وأضاف في حديث لهيئة البث الإسرائيلية، الإثنين: "إن السماح لإسرائيل باستخراج الغاز من حقل كاريش لم يكن موضع الخلاف".[15]


أما عن لبنان، فقد كان قد تسلم ميشيل عون المقترح مكتوبًا يوم 1 أكتوبر 2022نقلته إليه سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وطلب الجانب الأميركي "رداً سريعاً، تمهيداً لتسريع إنجاز الاتفاق".[16]

في 6 أكتوبر 2022، رفضت إسرائيل الخميس تعديلات اقترحها لبنان على مشروع هوكستين، وقال مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة فرانس برس إن "إسرائيل تلقت الرد اللبناني على اقتراح الوسطاء ورئيس الوزراء يائير لبيد اطلع على تفاصيل التغييرات الجوهرية التي يسعى لبنان إلى إجرائها وأصدر تعليماته إلى فريق التفاوض برفضها".

من جانبه قال مسؤول أمريكي إن لبنان وإسرائيل في "مرحلة حاسمة" في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية المشتركة بينهما، مشيرا إلى أن "الفجوات تقلصت". وأضاف المسؤول لروينرز "ما زلنا ملتزمين بالتوصل إلى حل ونعتقد أن من الممكن الوصول إلى تسوية دائمة".

وتتضمن مسودة المقترح التي طرحها الوسيط الأمريكي آموس هوكستين وقدمها إلى الجانبين الإسرائيلي واللبناني، مجموعة من الاقتراحات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تصعيد

في 6 أكتوبر 2022 أوعز وزير الدفاع الإسرائيلي بني گانتس بالاستعداد لأي سيناريو من شأنه تصعيد التوتر على الحدود الشمالية مع لبنان. وجاءت تعليمات گانتسبعد إجرائه ورئيس هيئة أركان الجيش والمدير العام لوزارة الدفاع تقييما للوضع، على ما افاد مكتبه في بيان.

في الوقت نفسه قبل صدور الرد الإسرائيلي، صرح المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية اللبنانيةأن "الملاحظات تضمن حقوق لبنان في التنقيب عن النفظ والغاز في الحقول المحددة في المنطقة الاقتصادية الخالصة، كما أن هذه الملاحظات تمنع أي تفسيرات لا تنطبق على الاطار الذي حدده لبنان لعملية الترسيم".

وعملياً، يعتبر البلدان في حالة حرب، واستمرت آخر حرب خاضتها إسرائيل ضد حزب الله في عام 2006، 34 يوماً.

من جهته، قال مسؤول لبناني مطلع على المفاوضات طلب عدم كشف اسمه لفرانس برس إن "لبنان لم يبلغ رسمياً بالرد الإسرائيلي ولن نعلق قبل أن نبلغ رسمياً من الأمريكيين"، مشيراً إلى أن فريق هوكستين بقي على تواصل طوال الليل وحتى الصباح مع الفريق اللبناني "ليستوضح بعض النقاط".

وتشير وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن ثمة نقطة خلاف رئيسية تتعلق بالاعتراف بخط عوامات تمده إسرائيل من ساحلها إلى البحر. ويخشى لبنان من أن أي إجراء قد يعني ضمنا القبول رسميا بحدود برية مشتركة.

والثلاثاء، قال مسؤول لبناني معني بالمفاوضات إن رد بيروت على المقترح الأمريكي الأولي تضمن "تعديلات على جمل محددة حتى لا يكون هناك سوء فهم".

ورفضت بيروت تأكيد لابيد بأن إسرائيل ستحصل على إيرادات من استكشاف لبنان للغاز في المستقبل في حقل قانا المحتمل.[17]

نتائج المفاوضات

في 12 أكتوبر 2022 أطلعت رويترز مسودة اتفاقية ترسيم الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ومن أبرز النقاط التي تم الكشف عنها:

  • بموجب الاتفاق، أصبح "حقل كاريش" بشكل كامل، في الجانب الإسرائيلي. في المقابل، يضمن الاتفاق للبنان السيطرة على "حقل قانا"، الذي يتجاوز خط الترسيم الفاصل بين الطرفين.
  • ستشكّل المنطقة رقم 9، حيث يقع حقل قانا، نقطة رئيسية للتنقيب، من قبل شركتي توتال وإيني، اللتين حصلتا عام 2018 على عقود للتنقيب عن النفط والغاز.
  • مسؤول إسرائيلي أوضح أن رسوما ستدفع لإسرائيل مقابل أي غاز يستخرج من الجانب الإسرائيلي، لحقل قانا، فيما أشار مسؤولون لبنانيون إلى أن شركتي التنقيب ستدفعان هذه الرسوم.

وسيترك "خط العوامات" قائما كحدود بحرية فعلية بين لبنان وإسرائيل. وكانت إسرائيل قد ثبّتت هذا الخط، بعد انسحابها من لبنان عام 2000. ويبلغ طول "خط العوامات" ثلاثة أميال، ويمتد من ساحل رأس الناقورة إلى البحر المتوسط.

رغم الإعلان عن الاتفاق، إلا أنه لم يحصل بعد على الموافقات النهائية. وقد يحتاج ذلك إلى أسابيع، تتولى بعدها الولايات المتحدة تبادل النصوص النهائية بين الطرفين.[18]

بدء الإنتاج

في 26 أكتوبر 2022، وقبل يومين من الموعد المحدد للتوقيع على الإتفاق بشأن الحدود البحرية بين اسرائيل ولبنان، أعلنت شركة إنرجيان عن بدء الإنتاج من حقل كاريش ووصول أول الكميات المنتجة منه. وأوضحت أن باكورة الإنتاج وصلت للشواطئ اللإسرائيلية بدون مشاكل، وأن تدفق الغاز بازدياد مستمر. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد منحت شركة إنرجيان الترخيص الذي يسمح لها باستخراج الغاز في الموقع، بتاريخ 25 اكتوبر 2022 ( قبل يوم من بدء الإنتاج). وكانت قد نجحت وساطة أمريكية، بالوصول لاتفاق تاريخي، بين اسرائيل ولبنان، بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، والاتفاق على ألية تقسيم حصص حقول النفط والغاز المشتركة.[19]

انظر أيضاً

مرئيات

كلمة حسن نصر الله حول حقل كاريش، 17 سبتمبر 2022.

المصادر

  1. ^ "Deepwater well Karish holds 13 million barrels of crude". هآرتس. 2013-07-13. Retrieved 2013-08-05.
  2. ^ "Israel's Karish field has estimated 1.8 tcf of natural gas". رويترز. 2013-07-14. Retrieved 2013-08-05.
  3. ^ ""النهار": سفينة إسرائيلية لاستخراج الغاز دخلت المنطقة المتنازع عليها مع لبنان (صور)". روسيا اليوم. 2022-06-05. Retrieved 2022-06-05.
  4. ^ "إسرائيل تتحرّك في "كاريش" لاستخراج الغاز من المنطقة المتنازع عليها... وتحذيرات لبنانية من "استفزازات"". جريدة النهار اللبنانية. 2022-06-05. Retrieved 2022-06-05.
  5. ^ "Noble sells Karish, Tanin fields (Israel)". offshoreenergytoday.com. 2015-11-17.
  6. ^ هدي كوهن (2016-07-04). "Larry Mizel in advanced talks to buy Karish, Tanin". گلوبس.
  7. ^ "إسرائيل تبدأ الضخ التجريبي للغاز من حقل كاريش". الأناضول. 2022-10-09. Retrieved 2022-10-09.
  8. ^ "متنازع عليه مع لبنان.. إسرائيل تستعد لربط حقل كاريش بمنظومتها للغاز". قناة الشرق. 2022-08-26. Retrieved 2022-09-17.
  9. ^ "متنازع عليه مع لبنان.. إسرائيل تستعد لربط حقل كاريش بمنظومتها للغاز". الجزيرة نت. 2022-09-16. Retrieved 2022-09-17.
  10. ^ "تململ في أوساط الشركات بانتظار «التسوية النفطية»". جريدة الأخبار اللبنانية. 2012-08-06. Retrieved 2013-08-06.
  11. ^ "حقل كاريش... بوابة اسرائيل لسرقة نفط لبنان". ميدل إيست أولاين. 2013-07-05. Retrieved 2013-08-06.
  12. ^ ""كاريش" أول نزاع إسرائيلي-لبناني على الغاز". المونيتور. 2013-07-05. Retrieved 2013-08-06.
  13. ^ "حزب الله: المسيّرات في اتجاه "كاريش" أنجزَت المهمة وأوصلت الرسالة". قناة الميادين. 2022-07-02. Retrieved 2022-07-02.
  14. ^ ""عيننا وصواريخنا عليه".. نصر الله: لن نسمح لإسرائيل باستثمار حقل كاريش قبل تحقيق مطالب لبنان (فيديو)". الجزيرة نت. 2022-09-17. Retrieved 2022-09-18.
  15. ^ ""إسرائيل" تكشف تفاصيل مقترح هوكشتاين: سيادة إسرائيلية كاملة على حقل كاريش". الجديد. 2022-10-03. Retrieved 2022-10-08.
  16. ^ "لبنان يستلم خطياً مقترح هوكستين لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل". الشرق. 2022-10-01. Retrieved 2022-10-08.
  17. ^ ""مرحلة حاسمة" في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان". dw. 2022-10-05. Retrieved 2022-10-08.
  18. ^ "هذه تفاصيل اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل". العربية. 2022-10-12. Retrieved 2022-10-12.
  19. ^ فرانس 24