حزب الأمة (السودان)

حزب الأمة القومي
الرئيسFadlallah Baramah Nasser (acting)[1]
الأمين العامSarah Naqdallah[1]
نائب الرئيسMariam al-Mahdi; Mohammed Abdullah Doma; Mohammed Ismail[1]
تأسسFebruary 1945 (February 1945)
المقر الرئيسيOmdurman
الأيديولوجيةSudanese nationalism
Islamic democracy
Islamism
الموقف السياسيCentre to centre-right
الديانةSunni Islam (Ansar)
الانتماء الوطنيNational Consensus Forces
الألوانgreen  
National Assembly of Sudan
0 / 450
Council of States
0 / 50
علم الحزب
NUP flag.jpg
الموقع
Official website

حزب الأمة السوداني (تأسس في فبراير 1945) أكبر حزب سوداني، تأسس في عهد الإحتلال البريطاني وكان يطالب بالإنفصال عن مصر وبقاء السودان تحت التاج البريطاني. الحزب هو الواجهة السياسية لجماعة الأنصار، وهي جماعة صوفية تشمل أكثر من نصف مسلمي السودان وتتبع محمد أحمد المهدي.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نشأة الحزب

وقعت معركة كرري الشهيرة في 2 سبتمبر 1898 م معلنة نهاية دولة المهدية المستقلة وبداية العهد الاستعماري الثنائي الذي واجه انتفاضات مهدوية عديدة فقمعها بوحشية وعمل على تشتيت الأنصار وكسر شوكتهم. كما واجه لاحقا انتفاضة 1924 وقمعها بفظاظة. أدت تلك المواجهات ونمو الوعي القومي عالميا إُثر إصدار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ودورد ويلسون لمبادئه الأربعة عشر وإنشاء عصبة الأمم، والخلاف حول مركز السودان ومستقبله خلال المفاوضات بين الحكومتين المصرية والبريطانية، إلى إيقاد جذوة الحركة السياسية السودانية بين الخريجين السودانيين، وتطوير فكرة نادي الخريجين الذي كان يلعب أدوارا اجتماعية وثقافية وأدبية في عشرينيات القرن العشرين، نحو إنشاء مؤتمر الخريجين بأهدافه السياسية الواضحة في 1937م. قاد المؤتمر النشاط الوطني وسط الخريجين وأثمر أهم محطات الاجماع السوداني حينها بتقديم مذكرة الخريجين في 3 أبريل 1942م.

كان الأنصار قد تم لم شملهم من جديد وبناء تنظيماتهم الاجتماعية وإشراكهم في المناشط الاقتصادية بمجهودات السيد عبد الرحمن المهدي الذي سعى للتنسيق مع قادة مؤتمر الخريجين ورعاية نضالهم الوطني نحو الاستقلال، ولكن المؤتمر وبعد انتخاباته التي جرت في نوفمبر 1944م سيطرت عليه جماعة الأشقاء التي كانت تتأهب لإصدار قرار من المؤتمر يفسر مذكرة الخريجين بأن مطلب السودانيين القومي هو الاتحاد مع مصر تحت التاج المصري. كما برز حينها اتجاه مصري رسمي قوي بتسوية مسألة السودان بعد الحرب العالمية الثانية في مؤتمر السلام أو في مفاوضات مصرية-بريطانية. كل ذلك أدى للتعجيل بإنشاء كيان يعبر عن الرأي السوداني الاستقلالي.. وهو حزب الأمة.

نشأ حزب الأمة كتحالف بين ثلاثة عناصر هي: الأنصار، وزعماء العشائر، ونفر من الخريجين المنادين باستقلال السودان تحت شعار: السودان للسودانيين.

بدأت الاجتماعات التأسيسية للحزب في ديسمبر 1944 ، وتمت صياغة لوائح الحزب ودستوره وبرامجه، وانتخب عبدالله خليل سكرتيرا عاما للحزب، فقام برفع دستور الحزب للسكرتير الإداري في 18 فبراير 1945م طالبا التصديق عليه والذي تم باعتباره ناد لعدم وجود قانون بشأن الأحزاب حينها.

يعتبر الحزب أول حزب سوداني لأن الجماعات الأربع (الاتحاديين، جماعة الأحرار، جماعة الأشقاء، وجماعة القوميين) التي نشأت في اكتوبر 1944 م لم تنشأ كأحزاب ولم تسم نفسها كذلك كما يرد في معظم كتب التاريخ المعاصر وإنما نشأت كجماعات في إطار مؤتمر الخريجين، ولذلك لم تفتح عضويتها لكل السودانيين ولم تخاطب غير الخريجين، كما لم تطلب تصديقا لتكوينها من الجهات الرسمية.

رئيس الحزب في أي وقت هو نفسه إمام الأنصار وهو كبير عائلة المهدي. ويرأسه حالياً الصادق المهدي. وحالياً يعارضون الحكومة و يطالبون بالديمقراطية.

انتخب عبد الله خليل أول سكرتير عام للحزب, ولم يكن للحزب رئيس حتى تم انتخاب الصديق المهدي رئيسا في 1950.

خطاب محمد أحمد عمر للإسرائيليين في 18 نوفمبر 1955-11-18.

وافق الحزب على الدخول في المجلس الاستشاري لشمال السودان, ثم في الجمعية التشريعية لأجل انتزاع استقلال السودان، واستطاع أن يمرر قرار الحكم الذاتي من داخل الجمعية التشريعية في 1952.

واجه محاولات لشق صفه من بريطانيا (عبر الحزب الجمهوري الاشتراكي في 1952), ومن مصر (عبر حزب التحرير في 1957)، لكنه صمد في وجهها.

بعد الاستقلال, الذي تحقق في الأول من يناير/كانون الثاني 1956, اشترك الحزب في الحكم مع حزب الشعب الديمقراطي بعد حدوث الانشقاق في الحزب الوطني الاتحادي، وذلك في الفترة ما بين 1956 و1957, ثم دخل في حكومة ائتلافية أخرى برئاسة السكرتير العام للحزب عبد الله خليل.

عارض حزب الأمة النظام العسكري بقيادة الفريقإبراهيم عبود ، مما أدى إلى مجزرة المولد في أغسطس/آب 1961 التي قتل فيها عدد كبير من أنصاره.

انتخب الصادق المهدي رئيسا للحزب عقب نجاح ثورة أكتوبر 1964 التي أطاحت بعبود، وكان في السابق "إمام الأنصار" هو زعيم الحزب الأول, وصاحب القرار القاطع فيه.

شهد الحزب أول انشقاق في 1968 قبل أن يرمم صفوفه في 1969، كما تعرض لحرب ضروس من نظام الرئيس جعفر النميري الذي كان يقوده الحزب الشيوعي السوداني في بداية عهده, فأدت المواجهة إلى ما سمي مجزرة الجزيرة أبا وودنوباوي في مارس/آذار 1970, وسقط فيها 907 قتلى من الأنصار.

شارك حزب الأمة القومي في "انتفاضة شعبان" في سبتمبر/أيلول 1973 التي فشلت, ثم اشترك مع الحزب الاتحادي والإخوان المسلمين في الانتفاضة المسلحة في الثاني من يوليو/تموز 1976 التي فشلت هي الأخرى في إحداث التغيير.

وقع مع النميري اتفاقا للمصالحة, ونقل نشاطه إلى الداخل في 1977, لكن الاتفاق انهار في 1978.

نال حزب الأمة 101 من المقاعد في الانتخابات التي أعقبت الإطاحة بحكومة النميرى في 1986, بينما نال منافسه الأول الاتحادي الديمقراطي 64 مقعدا, ونالت الجبهة الإسلامية 51 مقعدا.

بعد انقلاب الإنقاذ في 1989, التحق رئيس الحزب الصادق المهدي بمعارضة الخارج في عملية أطلق عليها اسم "تهتدون"، وذلك في ديسمبر/كانون الأول 1996. فقد هاجر المهدي وبضع وعشرون من أعوانه سرا مخترقين الحدود الشرقية معإريتريا.

التقى الصادق المهدي حسن الترابي -الذي كان يقود الحكومة فكريا وعمليا- في جنيف في مايو/أيار 1999، ثم الرئيس عمر البشير في جيبوتي في نوفمبر/تشرين الثاني 1999, ليخرج بعدها مباشرة من التجمع الوطني المعارض بعد رفض فصائل التجمع لتك اللقاءات، إلى أن عاد الحزب إلى البلاد في نوفمبر/تشرين الثاني 2000 في عملية سميت "تُفلحون".

أعاد الحزب في مارس/آذار 2009 انتخاب الصادق المهدي رئيسا له, و صديق محمد إسماعيل أمينا عاما. وانتخبت سارة نقد الله رئيسة لمكتبه السياسي لتكون أول امرأة ترأس مكتبا سياسيا لحزب سوداني كبير.

بعد عودته للنشاط في الداخل, وقع حزب الأمة اتفاقات مع الحكومة أبرزها برنامج التراضي الوطني, لكنها انهارت كلها بسبب ما يعتبره الحزب التفافا من حزب المؤتمر الوطني..[2]


الدعم الإسرائيلي لحزب الأمة

واصل علي
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال

1 - محمد أحمد عمر .. رجل إسرائيل في السودان أم مهندس علاقاتها مع حزب الأمة ؟

Cquote2.png الرجاء إبلاغ عمر: مستعدون لإجراء مباحثات فنية مفصلة معك حول خطة التجارة والمال التي تم مناقشتها. محافظ بنك إسرائيل وبالمون سيكونان متواجدين في إسطنبول صباح 13 سبتمبر. نرجو الإتصال بالقنصل الإسرائيلي غالي عند الوصول لترتيب اللقاء. أخطرونا عند سفر عمر لإسطنبول Cquote1.png

—نص برقية عاجلة أرسلتها وزارة الخارجية الإسرائيلية بتاريخ 8 سبتمبر 1955 لمكتبها في العاصمة القبرصية نيقوسيا لإبلاغها للسياسي السوداني محمد أحمد عمر الذي كان متواجداً هناك للقاءات مع مسؤولين إسرائيليين.

لكن من هو محمد أحمد عمر الذي يظهر في الأرشيف الإسرائيلي بصورة حصرية على أنه حلقة الوصل بينها وبين السودان؟

لا تحفل المصادر التاريخية بالكثير عن هذه الشخصية الغامضة سوى أنه ولد حوالي العام 1918 وكان عضواً في حزب الأمة والجبهة الإستقلالية ومديراً لتحرير صحيفة (النيل) الناطقة باسم الحزب.[3]

وأسس أيضا وكالة الصحافة السودانية التي كانت تصدر نشرة يومية باللغة الإنجليزية إلى إن تم إغلاقها عام 1960 بأمر وزير الداخلية في نظام الفريق إبراهيم عبود لمخالفتها قوانين النشر.

غير أن عمر إستقال من الحزب عام 1949 وفي أواخر عام1951 أسس حزب السودان الذي كان من بين أهدافه الرئيسية إستقلال البلاد ودفعها للإنضمام لمجموعة دول الكومنولث وانتقد في الوقت نفسه حزب الأمة قائلاً أنه بسبب قاعدته الطائفية فشل في جذب أنصار سودان مستقل وعلماني. وأبدى عمر ثقته في قدرة حزبه الوليد على إستقطاب السودانيين من الأحزاب الأخرى بالإضافة إلى الدعم الذي قال أنه حصل عليه من 2.5 مليون من رجال القبائل في الجنوب.

ويظهر عمر في برقية أرسلتها الإدارة البريطانية في السودان للخارجية في لندن بتاريخ 14 أكتوبر 1952 تنصح فيها بان لا يعطى الفرصة لمقابلة وزير الخارجية انطوني إيدن كما كان يأمل بصفته زعيم حزب السودان خلال زيارته لبريطانيا باعتبار حزبه لا يحمل أي ثقل سياسي وان عمر نفسه "لا يحظى بكثير من الإحترام في السودان".

ورغم تأسيس حزبه فقد إستمر عمر في التنسيق مع قيادات حزب الأمة ربما بسبب صلة القرابة التي تربطه بعائلة المهدي وعلاقاته الدولية الواسعة. ويعرف عمر وسط السودانيين بأنه الشخص الذي رافق رئيس حزب الأمة الصديق المهدي في زيارته إلى لندن عام 1954 والتي جرى فيها لقاءين سريين مع الإسرائيليين – دون ترتيب سابق - لبحث أي دعم يمكن أن تقدمه الدولة العبرية لدعم إستقلال السودان ومجابهة النفوذ المصري.

وكان دافع هذه اللقاءات مع الإسرائيليين الإحباط الذي أصاب حزب الأمة لإعتقادهم أن قضية الإستقلال باتت في مهب الريح نتيجة الآلة المصرية الضخمة التي أدت لانتصار التيار الذي يؤيد الوحدة مع مصر والممثل في الحزب الوطني الاتحادي بزعامة اسماعيل الأزهري في إنتخابات 1953 في مقابل ما اعتبروه خذلاناً وتقاعس بريطاني عن دعم التيار الإستقلالي.

وقال السكرتير الأول في السفارة الإسرائيلية موردخاي جازيت وآخرين حسب الأرشيف الإسرائيلي أنَّ عمر في اللقاء الأول- الذي تم على العشاء في غرفة الصديق المهدي في فندق سافوي في لندن - كان هو المبادر بالحديث وطرح النقاط وأن المهدي كان يؤمن على كلامه مما أعطاهم الانطباع أنَّ عمر هو المتحدث باسم الحزب وأنه ظهر لهم كشخص "جاد وصادق ولطيف" ويتحدث الإنجليزية بطلاقة كما انه "مثقف ثقافة عالية".

طرح عمر في اللقاء مطلب حزب الأمة من إسرائيل تمثل في دعم قضية إستقلال السودان على الساحة الدولية وخاصة في الولايات المتحدة والغرب وفي الأمم المتحدة أيضاً. وحذر عمر من أنَّ أية تقاعس عن دعمهم سيسمح لمصر بابتلاع السودان. في المقابل سيقوم السودان المستقل بصياغة إتفاقيات دفاعية واقتصادية مع إسرائيل والتنسيق في مجال السياسة الدولية.

وعد الدبلوماسيان بأن ينقلا عرض حزب الأمة - الذي جاء في مذكرة من 3 صفحات - إلى القيادة الإسرائيلية وكان يعتقد على نطاق واسع أنَّ لقاءات 1954 لم تتمخض عن شيء وأنَّ الأمر إنتهى عند هذا الحد.

لكن وثائق الأرشيف الإسرائيلي التي تحصلت عليها (سودان تربيون) مؤخراَ تشير إلى أنَّ الإتصالات بين حزب الأمة ممثلة تحديداً في شخص محمد أحمد عمر واسرائيل إستمرت إلى ما بعد الإستقلال الذي من أجله تم طرق باب الدولة العبرية.

فقد أرسل موردخاي جازيت – تحت إسم كودي هو تشارلز ويليام - رسالة إلى السيد الصديق المهدي بتاريخ 29 ديسمبر 1954 يسأله ما إذا كان قد إستلم رسالته بتاريخ 29 يوليو التي لم يتلقى رداً عليها.

( أنا الآن أكتب لك لأستفسر إذا كنت ما تزال راغباً في عرضي [الذي قدمته لك] . عطفاً على نقاشاتنا في لندن فإنَّ شركتي بدأت عدة مشاريع في صالحك. أنا الآن أريد أن أعرف لو كنت مهتماً بإتمام تلك المشاريع. سأكون ممتناً جداً لو تلقيت رداً سريعاً. لقد خاطبت سكرتيرك أيضا دون جدوى ).

وأرسل جازيت رسالة مماثلة إلى عمر مذكراً إياه باللقاء الذي تم بينهم في لندن وأبدى أسفه أنه لم يستطع أن يلتقيه مرة أخرى قبل مغادرته وعبَّر له عن تمنياته له بالصحة والعافية بعد دخوله المستشفى في تلك الزيارة.

( لم تكن موجوداً في آخر لقاء لنا في [فندق] سافوي عندما توصلنا إلى تفاهم مع السيد الصديق ولكن رغم أنني أرسلت له تذكيراً في 29 يوليو فإنني لم أتلق رداً. كنت أتساءل ما إذا كان قد فقد عنواني. على أية حال فقد ترك الموضوع معلقاً. أنا الآن أرسل تذكيراً قصيراً للمهدي وسأكون ممتناً لو تحدثت معه لأحصل على رد. دعني أضيف أنه منذ مناقشاتنا فقد قمت بإنجاز تدبير أو إثنين في إطار ما إتفقنا. أنا الآن أريد أن أعرف ما إذا كنت راغباً في تطوير تلك الأنشطةّ ).

وجاء رد عمر بعدها بحوالي أسبوع بتاريخ 6 يناير 1955 شاكراً جازيت نيابة عن المهدي على لقاء لندن وأبدى أمله في لقاء آخر يجمعهم وقال أنه ليس لديه ما يضيفه على الخطوط العامة التي ناقشوها في إجتماعات لندن.

( إذا كان رؤساؤك على إستعداد لإعطاء الدعم المطلوب فربما نكون قادرين على مواصلة المفاوضات. في هذه الحالة فإنني أستطيع أن أتفرغ في أية وقت وأسافر إلى لندن لمقابلتك. إنَّ رغبة السيد الصديق ورؤسائي الآخرين أن جميع الإتصالات يجب ان تتم عبري أنا ).

ويبدو أنَّ عمر مارس قدراً كبيراً من الحذر في رسالته الأولى كما توضح رسالة أرسلها بنفس التاريخ لجازيت.

( بما أنني وجدت صديقاً موثوقاً في لندن لإرسال هذه الرسائل فإنني أرغب في إلقاء بعض الضوء على اللغة المبهمة التي إستخدمتها في رسالتي الأولى. الوضع بالنسبة للجبهة الإستقلالية تحسن جداً منذ آخر مقابلة لنا. عقبتنا الأساسية الآن هي المال. منذ يناير 1954 أنفقت مصر 2 مليون جنيه في السودان وفق تصريح رسمي من الصاغ [صلاح] سالم وسينفقون المزيد خلال هذا العام لأنه من المتوقع أن يمارس حق تقرير المصير بنهاية 1955. أنا مفوَّض من حزب الأمة وحزب الأحرار الجنوبي لإقامة أية علاقات أراها مناسبة لصالح قضية الحركة. هناك مجموعات أصغر موجودة وأجنحة متمردة في الحزب الوطني الاتحادي [حزب موالي لمصر] يمكن إستمالتها. أرجو أن أعرف رأيك وانا أكرر عرضي بالسفر إلى لندن إذا كان ذلك ضرورياً ).

وتحمل الوثائق الإسرائيلية مفاجأة وهي مذكرة مكتوبة بخط اليد بالإنجليزية على ورقة تحمل ترويسة "صديق عبد الرحمن المهدي ص.ب. 218" موجهة لجازيت يشكره فيها على رسالته ويقول أنه لم يتلق رسالة 29 يوليو وانه إطلع على رد عمر له وأنه يوافق عليها.

رسالة بترويسة صديق عبد الرحمن المهدي تشكر جازيت، وقد تكون بخط محمد أحمد عمر.


ورغم أنَّ الرسالة تحمل توقيع منسوب للسيد الصديق المهدي فإنَّ جازيت كتب في خطاب موجه لجدعون رافايل - وهو أحد مؤسسي وزارة الخارجية الإسرائيلية وكان يشغل في ذلك الوقت منصب مسؤول شؤون الشرق الأوسط والأمم المتحدة في الوزارة – قائلاً فيه أنه "لا شك أنَّ رسالة المهدي مكتوبة بواسطة عمر نفسه. قارن توقيع عمر على خطاباته بالخط المستخدم في هذه الرسالة".

وتعطي هذه الواقعة أول إشارة إلى أنَّ عمر ربما كان يتصرف في إتصالاته مع الإسرائيليين دون تفويض من قيادة حزب الأمة كما زعم في رسائله.

ورغم قناعتهم أنَّ عمر تصرف هنا دون علم السيد الصديق المهدي فإنَّ جازيت أرسل رداً إلى عمر في 4 فبراير 1955 طالباً تحديد موعد للقاء بينهم لدراسة المقترحات التي ناقشوها سابقاً.

قال عمر في رسالة بتاريخ 9 فبراير 1955 أنَّ الموعد الذي يناسبه هو أواخر مارس أو أوائل أبريل نظراً لمشاكله الصحية التي يبدو أنَّ برد لندن قد يفاقمها.

وافق جازيت على اللقاء في مطلع أبريل في لندن ولكن عمر لم يحضر كما أتفق وأرسل رسالة في 15 أبريل 1955 متعللاً بأنه "كان يأمل في إنهاء المهمة هنا بصورة ترضي الجميع" ومضى متحدثاً عن نجاحهم في إجبار الحزب الوطني الاتحادي على تبني سياسة إستقلالية وأنه رغم الحرب الشرسة التي تشنها القاهرة فإنَّ هدفهم هو "إقناع جميع السودانيين بالموافقة على الاستقلال الكامل وتجنيب البلاد محنة تقرير المصير الذي تصر عليه القاهرة لأسباب واضحة".

وختم عمر رسالته بالاعتذار عن تحديد موعد جديد في الوقت الحالي وأبدى خوفه من أن تنجح القاهرة في التأثير على السيد عبد الرحمن المهدي الذي وصفه بانه قد تم "إعتصاره مالياً" في معركة الاستقلال والذي يشعر بخيبة الأمل من الخذلان البريطاني ووصف تلك المسالة "بالمزعجة جداً".

في 9 أغسطس 1955 أرسل عمر رسالة أخيرة لجازيت يشدد فيها على ضرورة تواجده في الخرطوم إلى ما بعد الاجتماع غير العادي للبرلمان في 16 أغسطس 1955 و الذي سيخصص لبحث الاستعدادات لتقرير المصير ومغادرة القوات الأجنبية. ورغم الضغوط المصرية فإنَّ عمر أبدى ثقته من نجاح مشروع القرار بأغلبية ساحقة أو حتى بالأجماع.

وكشف عمر عن زيارة قام بها لأثيوبيا ولقاءه مع الإمبراطور هيلاسيلاسي الذي أعطاهم دعمه الكامل وعن وفود أخرى أرسلت في زيارات ناجحة للبنان والعراق. إتهم أيضاً القاهرة بمحاولة إثارة المشاكل في جنوب السودان وقال أنهم نجحوا في شراء 20 من أصل 22 نائب جنوبي في البرلمان.

عاد عمر وكرر مسألة شح الموارد المالية المتاحة لهم مقارنة بموارد التيار الإتحادي وأشار إلى أنَّ موسم القطن كان سيئاً وهي مسألة أثرَّت على السيد عبد الرحمن المهدي وآخرين من أقطاب حزب الأمة الذين يعتمد عليهم الحزب مالياً. قال أيضاً أنه مستعدٌ لزيارة لندن حوالي 20 أغسطس لو كان جازيت متواجداً هناك.

بعث عمر برسالة أخرى بتاريخ 23 أغسطس يخبرهم فيها أنهم مواجهون بتمرد في الجنوب – الذي وصفه بالجزء المتخلف من البلاد - وقال أنَّ مصر إن لم تكن وراءه فهي تؤجج فيه بعد هزائمهم السياسية في البرلمان السوداني حول مسألة الجلاء واللجنة الدولية لتقرير المصير.

( كل هذه الأمور تتطلبُ تخطيطاً وضغوطاً وأية شيء بهذا الخصوص يقع على عاتقي باعتباري السكرتير السياسي لحزب الأمة والمهدي والجبهة الاستقلالية. علينا أيضاً أن نعمل على إستمرار حكومة الأزهري وعدم سقوطها لأن شغل الصاغ سالم الشاغل منذ تغير موقف الأزهري هو هزيمته ).

وافق عمر على عرض جازيت بلقاء رئيسه الذي لم تحدد هويته ولكن ليس قبل انجلاء الوضع السياسي بحلول أوائل سبتمبر. وكشف عمر أنه حجز على الخطوط القبرصية التي ستغادر الخرطوم في 1 سبتمبر 1955.

"الرجاء إبلاغ رئيسك وأناسكم أن يتوقعوني في ذلك التاريخ. أنا لا أعلم محل إقامتي بعد حيث أنني لم ازرها من قبل”.

في 2 سبتمبر 1955 أرسلت السفارة الإسرائيلية في لندن برقية مستعجلة إلى وزارة الخارجية في القدس تخطرهم فيها بمغادرة عمر على متن الطائرة المتجهة إلى قبرص الليلة الماضية وأنهم أخطروا شخص يدعى أفراهام".

2 - حزب الأمة وإسرائيل... بين اللهفة والتردد

Cquote2.png كان موقفنا المتردد دافعاً لأن يقوم ]محمد أحمد[ عمر بإبداء إستعداده للسفر إلى القدس لوضع اللمسات الأخيرة على المحادثات وذكر أنه تشاور مع السيد الصديق [المهدي] مسبقاً وكان مؤيداً لهذا الإقتراح... لقد أبدى السودانيان نفاذ صبرهما حيال إمكانية سفرهما من هنا [لندن] دون معرفة قرار بلادنا، وضغطوا علينا للموافقة على دعوة على الشاي يوم الأربعاء ووافقنا. Cquote1.png

موردخاي جازيت

بهذه الكلمات وصف السكرتير الأول في السفارة الإسرائيلية موردخاي جازيت إنطباعه عن لقائهم الأول مع السيد الصديق وعمر يوم الإثنين 28 يونيو 1954 والذي إستمر لمدة أربعة ساعات كاملة وشارك فيه أيضاً جوش بالمون الذي عمل مستشاراً لرئيس وزراء إسرائيل للشئون العربية والملحق الصحفي في السفارة الإسرائيلية في لندن مايكل أرنون.[4]

في موازاة ذلك أرسل السفير الإسرائيلي بلندن الياهو إيلات في 29 يونيو 1954 رسالة سرية للخارجية الإسرائيلية أبدى فيها إعتراضه على الإتصالات التي يجريها جازيت وارنون مع السودانيين وحذر من أنها قد تلحق ضرراً كبيراً بالدولة العبرية باعتباره تدخلاً في شؤون الدول وسابقة قد تستخدم ضدهم من قبل مصر والدول العربية ولمح أن بريطانيا أيضاً غير سعيدة بهذه النشاطات.

ولكن لا يبدو أن إسرائيل أكترثت بإعتراض سفيرها وسمحت لدبلوماسييها في لندن بالإستمرار في مفاوضاتهم مع حزب الأمة.

وتكشف الوثائق الإسرائيلية أن عمر أجري لقاءاً تمهيدياً في الأسبوع الذي سبقه منفرداً مع المسؤولين الإسرائيليين بعد تلقيهم الضوء الأخضر من حكومتهم– لأن السيد الصديق كان وقتها في مدينة ليفربول في مهمة عمل - نوقشت فيه مسألة التعاون بين الطرفين. وعرف عمر نفسه أنه كان عضواً في حزب السودان قبل إنضمامه لحزب الأمة الذي كان هدفه حسب تعبيره إبقاء السودان في الكومنولث البريطاني لوقف التمدد المصري.

لخص عمر مطالب حزب الأمة في أربعة نقاط :

1. إثارة قضية السودان في المحافل الدولية وخاصة الأمم المتحدة. 2. الضغط على الحكومة في لندن لإلغاء اتفاقية 1953 بين مصر وبريطانيا. 3. إستخدام نفوذ إسرائيل في الولايات المتحدة لنفس الغرض وأشار عمر إلى أن عدة مسؤولين من الخارجية الأمريكية زاروا الخرطوم مؤخراً وحاولوا إقناعهم بقبول مبدأ وحدة وادي النيل مما يؤكد أنهم تماهوا مع موقف القاهرة. 4. أية مساعدات أخرى فهم أن القصد منها مادية أو مالية.

في المقابل سيقوم حزب الأمة - حسب طبيعة كل مرحلة سياسية في السودان – بالعمل على تعزيز العلاقات مع الدولة العبرية تصل لذروتها في علاقات تجارية وعسكرية كاملة. وشدد عمر على أنهم تلقوا تفويضاً كاملاً من قيادات حزب الأمة قبل مغادرتهم الخرطوم بالبحث عن حلفاء دوليين ولكنه أقر أنَّ مناقشاتهم حول هذه المسألة لم تتطرق لإسرائيل. غير أنه طمأنهم أن التعاون مع إسرائيل سيحصل على موافقة قيادات الحزب "والمهدي", و يبدو أنها كانت إشارة للسيد عبد الرحمن المهدي نفسه.

وذكر عمر أيضاً أن هناك جبهة إستقلالية تضم حزب الأمة سيتم تشكيلها قريباً في السودان وأنه من المرجح أن يكون هو أمينها العام. وكانت الجبهة الإستقلالية قد شكلت فعلاً في يناير 1955 بدعوة من زعيم المعارضة آنذاك محمد أحمد محجوب وضمَّت أيضاً الحزب الجمهوري والجمهوري الاشتراكي والجبهة المعادية للإستعمار إضافة لشخصيات مستقلة وعمالية ولكن المحجوب هو الذي أصبح الأمين العام لهذه الجبهة ولم يرد في المراجع التاريخية أي ذكر لدور لعبه عمر في تكوينها.

إنتهى اللقاء بطلب من الإسرائيليين بأن تصاغ مطالب حزب الأمة في مذكرة مكتوبة تحوي كل التفاصيل ووعدهم عمر بالعمل عليها وتسليمها لهم.

تم إرسال تقرير للخارجية الإسرائيلية بتفاصيل اللقاء الذي تم مع عمر وجاء الرد في برقية تحمل رقم 941 أنهم يوافقون على إستمرار الإتصالات "بشرط أن يلتزم الجانبان بالحفاظ على السرية التامة", واستعرض التقرير أيضاً رأي الحكومة الإسرائيلية حول كل مطلب من المطالب الأربعة التي طرحها عمر في لقائه معهم.

1. الموافقة على المطلب الأول "مع التحفظ بأن دعم إسرائيل في الأمم المتحدة سيعتمد على الشكل والظروف التي ستظهر فيها قوتهما. في الظروف المناسبة نحن على استعداد لاستنفار أصدقائنا في الخارج نيابة عنهم". 2. الموافقة على المطلب الثاني "ولكن يجب تحديد ما يمكننا القيام به عملياً". 3. الموافقة على المطلب الثالث "ولكن لا ينبغي تضليلهم بقدرتنا على التأثير". 4. "نحن نقترح أن يساعدونا [حزب الأمة] في تعزيز العلاقات التجارية في السودان. إذا نجحنا في تطوير أعمال التي من خلالها نحن على إستعداد لتخصيص مبالغ معينة لأفعالهم. أقترح أنه بعد الاستفسار عن الإحتمالات فسوف نرسل شخصية تجارية إلى الخرطوم لتنفيذ الأعمال التجارية. من المهم جداً أن نتلقى مقترحاتهم كتابة".

في اللقاء الذي جمع الطرفين في الأسبوع الذي تلاه أخذ عمر يقرأ المذكرة التي صاغها حول مطالب حزب الأمة من إسرائيل والمقابل الذي ستتلقاه الدولة العبرية حال إستجابت الأخيرة. إستفاض عمر في إعطاء خلفيات طويلة حول النقاط الواردة في المذكرة إلى أن إستوقفه السيد الصديق وطلب منه الاكتفاء بقراءتها دون الإسهاب في التفاصيل.

أرسل أرنون صباح الثلاثاء 29 يونيو 1954 برقية عاجلة لمسؤول شؤون الشرق الأوسط والأمم المتحدة في وزارة الخارجية الإسرائيلية جدعون رافايل طالباً تعليمات حول الرد الذي يمكن إعطائه لحزب الأمة وذكر الملحق الصحفي أيضاً أن الإثنين أبديا استعدادهما لبناء تعاون وثيق وتوقيع إتفاق مفصل مع حكومة إسرائيل وأشار إلى أنهما لمَّحا لرغبتهم في إمدادات سلاح عن طريق الحبشة.

نبه الدبلوماسي الإسرائيلي إلى أن السيد الصديق سيغادر يوم الخميس 1 يوليو 1954 وعليه يستعجل ردهم وأنَّ عمر عرض السفر إلى القدس فوراً حال لم يأت الرد قبل سفره يوم السبت 3 يوليو 1954.

تمثل رد الخارجية الإسرائيلية في أنَّ لقائهم التالي مع عمر والسيد الصديق يجب ألا يتجاوز إطاربرقية 941 وأن زيارة عمر للقدس ممكنة ولكن الوقت مازال مبكراً لمناقشة ذلك وطلبت الخارجية منهم فقط إنشاء قناة اتصالمع السودانيين. غاب عمر عن اللقاء الثاني – لأسباب صحية فيما يبدو – مع الإسرائيليين الذي جرى يوم الأربعاء 30 يونيو 1954 وتم مناقشة الخطوط العامة للإتفاق مع السيد الصديق حسب التفاهمات التي تمت والموافقة التي جاءت من الخارجية الإسرائيلية مع التأكيد على ضرورة السرية.

قال جازيت في رسالة سرية بعثت لرافايل في القدس بتاريخ 2 يوليو 1954 أن عمر والسيد الصديق سيعودان إلى الخرطوم لمشاورات حول الموضوع مع إمام الأنصار السيد عبد الرحمن المهدي وسكرتير حزب الأمة السيد عبد الله خليل.

كان الإتفاق أنه بعد حوالي 3 أسابيع من عودته سيرسل السيد الصديق رسالة لعنوان في لندن بإسم مزيف تؤكد رغبتهم في لقاء أخر في العاصمة الفرنسية باريس في فندق كلاريدج في منتصف أغسطس 1954 ويكون محتواها ( لقد ناقشت عرضك وأنا على استعداد لنقل المسؤولية عن بيع القطن لكم كما إقترحتم، وأقترح أن نلتقي لمزيد من الإستفسارات خلال زيارتي القادمة بتاريخ ... ولن يذكر مكان الإجتماع).

ولكن السيد الصديق لم يرسل الرسالة كما كان متفقاً وأصبح عمر هو نقطة الإتصال بين حزب الأمة وإسرائيل إلى أن تم الإتفاق على اللقاء في قبرص وهو الأول منذ لقاءات لندن وبعد عدة محاولات فاشلة لترتيب لقاءات جديدة تأرجحت ما بين لندن وأسمرة وجنيف واختار عمر اللقاء في نيقوسيا تحديداً.

أعطت الخارجية على لسان رافايل تعليمات لمكتبها في العاصمة القبرصية في برقية بتاريخ 28 أغسطس 1955 بالاستعداد لوصول عمر وشددت على إتخاذ إجراءات تضمن سرية اللقاء المطلقة بأسلوب يشبه عالم الجاسوسية.

(في 1 سبتمبر سيصل على الخطوط الجوية القبرصية من الخرطوم سكرتير حزب الأمة محمد أحمد عمر وسيتصل بالقنصلية ولكنه لا يعرف أسمائكم. ربما يسأل عن وليامز. ستردوا عليه أنه [وليامز] سيصل قبل ظهر الغد وأنه سيضع ترتيبات للتواصل مع عمر. يجب الحفاظ بعناية على سرية الإتصالات. نقترح ترتيب إجتماع [مع عمر] في الجبال. يرجى إرسال شخص إلى المطار لا يمكن التعرف عليه كشخص من القنصلية للتحقق ما إذا كان عمر قد وصل بالفعل ثم إرسال تلغراف على الفور على رقم هاتف المنزل 61256 للإشارة إلى ما إذا كان قد تم ترتيب المسألة أم لا. فقط بعد إستلام برقية بالإيجاب سوف نغادر أنا و بالمون صباح 2 سبتمبر على متن الرحلة CY23).

لم ترسل قنصلية إسرائيل تأكيداً بوصول عمر والإتفاق على لوجستيات اللقاء حتى يوم السبت 3 سبتمبر 1955 وأجريت اجتماعات بين 5-6 سبتمبر 1955 بين عمر و رافايل و بالمون وليس من المعروف إن كان هناك أخرين.

يقول التقرير الذي ورد في الأرشيف الإسرائيلي عن لقاء قبرص أنَّ الاتصالات مع الدولة العبرية التي بدأت في لندن كانت بعلم ورضا السيد عبد الرحمن المهدي وعبد الله خليل وأن الإتفاق كان على زيارة في وقت لاحق يقوم بها السيد لصديق وعمر للقدس بعد التشاور مع قيادات حزب الأمة في الخرطوم.

طرح عمر في لقاء قبرص أسباباً عديدة لهزيمة حزب الأمة في الإنتخابات ومنها الأموال التي أنفقتها مصر لشراء الأصوات بالإضافة لإرسال خبراء مصريين لتضليل الناخب السوداني وذكر أيضاً نظرة السودانيين للإنجليز باعتبارهم الخطر الأكبر وأنَّ مصر بدت و كأنها الطرف المناوئ لبريطانيا.

ولكن نظرة السودانيين لمصر تغيرت بعد مغادرة الإنجليز وتحولت إلى كراهية وخوف بعد إزدياد التدخل المصري بشكل فج وأصبح الجميع بما فيهم زعيم الحزب الوطني الاتحادي مؤيداً للاستقلال وعليه غيَّرت القاهرة إستراتيجيتها لمحاولة تنصيب حكومة عميلة لها في الخرطوم.

كشف عمر أيضاً عن أن المسؤولين المصريين إتصلوا بقيادات حزب الأمة وعرضوا عليهم دعمهم الكامل مقابل تأييد المواقف المصرية حول مياه النيل والسياسة الخارجية والجامعة العربية ولكن أشار إلى أن السيد عبد الرحمن ونجله السيد الصديق متنازعان حول الموافقة على ذلك العرض مع وعيهما باستحالة كفاية مواردهم للدخول في صراع مع المصريين.

في المقابل كان عبد الله خليل رافضاً تماماً لفكرة أي مساومة مع المصريين وتحدث – حسب كلام عمر – عن دعم إسرائيلي قد يأتي يغنيهم عن الخضوع للضغوط المصرية.

ولكن الإسرائيليين أخبروا عمر أنه من المستحيل أن يعطوا دعماً مماثلاً لما يقوم به المصريين وبهذا الحجم ولكنهم أخبروه أن إسرائيل مستعدة لشراء القطن الذي تنتجه دائرة المهدي والذي يجدون صعوبة في تصريفه وأية منتجات أخرى مما يخلق دعماً غير مباشر يستفيد منه السيد عبد الرحمن المهدي وحزب الأمة.

تم الإتفاق على أن يلتقي عمر بمحافظ بنك إسرائيل ديفيد هوروفيتز الذي سيتواجد في إسطنبول لحضور اجتماعات البنك الدولي هناك لبحث كيفية تفعيل التعاون التجاري بين الطرفين. وعقب لقاء قبرص تحدث رافايل في خطابه الذي أرسله في 11 سبتمبر 1955 بأعجاب شديد عن عمر.

(هناك في قبرص إلتقينا أنا و بالمون مع الرجل [عمر]. لقد تأثرت كثيراً بمواهبه وإدراكه الواضح وناقشنا خطة تفصيلية للمساعدة المتبادلة. وستستمر المحادثات العملية هذا الأسبوع في إسطنبول مع بالمون .لقد حققنا إنجازاً مهما من خلال إجراء إتصالات مع هؤلاء الناس وآمل أن نتمكن من تطوير هذا الإتصال إلى شراكة حقيقية).

برقية محمد احمد عمر بشأن التحويل المالي.


وكان من بين نتائج لقاء إسطنبول وصول أول دعم مادي مباشر تلقاه عمر من إسرائيل على حسابه في بنك باركليز في الخرطوم بعدها بحوالي شهرين, ولكن التحويل المالي تم بطريقة خاطئة دعته لإرسال برقية عاجلة للإسرائيليين في لندن لتصحيح الخطأ.

(أرجو إرسال التحويل إلى لكارنو أو جنيف. أرجو الطلب من البنك إرسال الإستمارات الضرورية لفتح الحساب – محمد عمر).


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

3 - إسرائيل قررت دعم حزب الأمة وعائلة المهدي مالياً

عاد محمد أحمد عمر من مدينة إسطنبول التركية سعيداً بعد لقاءه بمحافظ بنك إسرائيل ديفيد هوروفيتز وآخرين فقد نجح في إقناعهم بأنَّ دعم حزب الأمة هو ضرورة إستراتيجية لمصالح الدولة العبرية التي كانت تسعى بشتى السبل لكسر طوق الحصار الذي فرضته الدول العربية عليها.[5]

ويبدو أنَّ تحركات كانت تقوم بها حكومة رئيس الوزراء السوداني إسماعيل الأزهري في ذلك الوقت للتماهي مع الموقف العربي حول إسرائيل عززت هذه القناعة.

( إنَّ منع عبور الطائرات [المتجهة لإسرائيل] فوق السودان ليست مسألة تستوجب أن نثيرها لصديقنا [عمر]،بل على العكس، يجب أن تكون إنذاراً لأنفسنا بالتحرك بسرعة وزيادة التعاون مع حزب الأمة حتى يشعر الأزهري أن قضية إسرائيل ليست مجرد مسألة علاقات خارجية ) حسب ما ورد في رسالة بتاريخ 29 سبتمبر 1955 من مستشار رئيس وزراء إسرائيل للشئون العربية جوش بالمون لمسؤول شؤون الشرق الأوسط والأمم المتحدة في وزارة الخارجية الإسرائيلية جدعون رافايل.

أخطر بالمون رافايل أيضاً أنَّ عمر طلب في لقاء إسطنبول تلقي مبلغ مالي يُودع في حساب يفتح بإسمه في أية بنك سويسري.

(أرجو الإسراع بتحويل المبلغ لأنهم [حزب الأمة] يحتاجونه بشكل ملح للبدء في [التحضير] للإنتخابات).

طلب رافايل بدوره من مسؤول في وزارة المالية الإسرائيلية في 10 أكتوبر 1955 تحويل مبلغ قدره 6 آلآف جنيه إسترليني بشكل سريع باسم شركة Khartoum Control Agency التي يملكها عمر وهو بحساب اليوم يعادل حوالي 200 ألف دولار أمريكي مما أثار إستغراب رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت موسى شاريت.

(لقد دهشت من حجم المبلغ.....هل هو حقا 6,000 أو ربما 600 وتمت إضافة الصفرعن طريق الخطأ ؟ أرسل لي تلغرافاً على الفور وأبلغني ما إذا كان لديك تغطية [لهذا المبلغ] حتى لو لم نتلقى إضافة).

أكد رافايل صحة الرقم لشاريت الذي وافق في نهاية المطاف على إعتماده.

شدد رافايل على وزارة المالية تحويل المبلغ (عن طريق شيك من بنك لا يتم ربطه بإسرائيل).

أرسل عمر لدى عودته للخرطوم في 11 أكتوبر 1955 رسالة لبالمون عن طريق السفارة الإسرائيلية في لندن كالمعتاد يشكره "والأصدقاء الآخرين" على اللقاءات التي أجراها معهم في قبرص وإسطنبول وكشف عن توقفه في طريق العودة في القاهرة ولقاءاته مع المسؤولين المصريين هناك.

(حيث إنني لم أقم بزيارات مجاملة فإنني لم أتوقع اتصالات من مجلس قيادة الثورة ولكنني كنت مخطئاً. إتصل بي [حسين] ذو الفقار الذي تسلم في ذلك الوقت ملف السودان من الجنرال الراقص [صلاح سالم] وقمت بزيارته في مكتبه بعدها. إتصل بي أيضاً مساعد ل [وزير الإعلام عبد القادر] حاتم وكذلك سكرتير جمال عبد الناصر. كان أمراً مسلياً جداً ومفيداً حقيقة وأقنعني بعدم كفاءة مكاتبهم في الخارج).

قال عمر في رسالته أن البرلمان السوداني سيجتمع أواخر الشهر لبحث تمرد الجنوب والسياسة الاقتصادية وتوقع أن تؤدي المداولات لسقوط حكومة الأزهري التي قال إنها ضعيفة أصلاً وتعاني من إنشقاقات حتى في مجلس الوزراء. وكشف عن محاولات لجمع إمام الأنصار السيد عبد الرحمن المهدي وزعيم الختمية علي الميرغني للاتفاق على عدم توليهم أو أبنائهم أية مناصب سياسية لمدة 10 أعوام.

( قد يكون هذا أمراً جيداً حيث سيترك السياسة للسياسيين ولكن بالنسبة للمهدي فسيظل القائد السياسي والديني لأتباعه حتى ولو لم يصبح رئيساً للدولة).

أبلغ عمر بالمون أيضاً أنَّ معظم محصول القطن تم بيعه (ولكن هناك ما يكفي لتلبية إحتياجاتكم).

(في إنتظار أخبار منكم بخصوص ممثلكم ومتى يجب أن أتوقعه).

رد بالمون في 26 أكتوبر 1955 على عمر قائلاً أنه بعث التحويل المالي الذي اتفق عليه وأخبره أنه إن أراد تسلم المبلغ في الخارج فعليه إخطار البنك. ويبدو أن عمر طلب من الإسرائيليين في لقاءاته توفير سكرتير/ة له لمساعدته فقد أخبره بالمون أنه مازال يبحث الموضوع وطلب منه التأكيد له ما إذا كان مازال بحاجة لسكرتير/ة.

وأعلمه المسؤول الإسرائيلي أنه مازال يتفاوض مع شركتين تجاريتين لإختيار إحداهما أو كلاهما لمشاركة عمر في أعماله التجارية الخاصة بالاستيراد والتصدير.

رد عمر في 18 نوفمبر 1955 مبدياً ضيقاً واضحاً من التحويل المالي ليس فقط لأنه إحتوى على أخطاء في إسمه وإسم شركته ولكن لأنه أراد أن يستلمه في حساب في بنك سويسري لتجنب إثارة الشبهات.

(كان الاتفاق أن توضع الأموال في حساب بنكي بإسمي في سويسرا وأن يُطلب من البنك إرسال إستمارة لفتح حساب مع دفتر شيكات لأن الإجراءات هنا تحتم إخطار رقابة الصرف الأجنبي حول طبيعة أية تحويل بالعملة الأجنبية. حتى البنك نفسه أراد معرفة ذلك. لقد سألوني إن كنت انتظر تحويلاً مالياً ومن أية جهة وما هو حجمه).

شدد عمر أن فتح حساب بإسمه في سويسرا سيجعل من السهل عليه (سحب الأموال من خلال شركات محلية أو أفراد يرغبون بتلقي الأموال في الخارج أو جلبها بنفسي كعمولة تحصلت عليها أو رأسمال أجنبي لشركتي مما يؤهلها لميزات رأس المال الخارجي. من المحزن أن أضطر للتعامل بهذا الشكل في وقت أنا أحوج ما أكون فيه للأموال في هذا الوقت والفصل).

في نفس الوقت كانت الخارجية الإسرائيلية في أعلى المستويات تناقش وضع خطة شاملة لمساعدة حزب الأمة وتمكينه من أن يقف على قدميه اقتصادياً بعد أن تسبب انهيار أسعار القطن في إضعاف قدرة قادته ومؤيديه على دعمه مالياً.

فقد كشف خطاب أرسله مديرعام وزارة الخارجية الإسرائيلية والتر إيتان لمحافظ بنك إسرائيل بتاريخ 25 أكتوبر 1955 عن قرار إسرائيلي بوضع ثقلها المالي خلف حزب الأمة وعائلة المهدي.

(وفقاً لجوش بالمون فقد أعربت خلال اجتماعكم في إسطنبول مع عمر عن موافقتك على إنشاء بنك سويسرا-السودان في شراكة لمساعدة حزب الأمة وعائلة المهدي وهذا في حال رأينا أن المسألة مفيدة ومهمة سياسياً. في اعتقادي أن تأسيس هذا البنك ونجاحه في أن يصبح لاعباً مالياً في السودان فإن المساعدة التي سيوفرها ذلك لحزب الأمة وعائلة المهدي ذات أهمية سياسية كبيرة).

(وعليه فإنني أقترح أن يرسل رجالك في سويسرا شخصاً مناسباً للخرطوم – ويُفضل أن يكون ممَّن يجيدون الإنجليزية أو العربية وأن يحمل جواز سفر بريطاني أو سويسري - لكي يتمكن من دراسة الإمكانيات العملية لفتح المصرف المذكور أعلاه).

طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي في نفس الوقت تصوراً لخطة العمل في السودان وتم إقتراح أن يتولى الجيش الإسرائيلي هذا الملف بالتنسيق مع الخارجية. بموازاة ذلك تشكل لجنة أخرى للتعامل مع الشق الاقتصادي من العلاقات مع حزب الأمة وبدأت النقاشات تتبلور حول الشخص المناسب الذي يمكن إيفاده إلى الخرطوم لبحث التفاصيل الفنية للشراكة الاقتصادية بين حزب الأمة وإسرائيل.

نقد

محمد عثمان إبراهيم
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال


يحتفظ حزب الأمة بطريقة ثابتة في التعاطي مع متغيرات الوضع السياسي وهي التغير المستمر بحيث تكون كل المواقف قابلة للفرد والطي وفق مآلات الأمور، وقد أعيت هذه الطريقة القوى السياسية الحاكمة في عهد الإنقاذ السابق والمعارضة (التي تستعد للحكم الآن) والتي ما انفكت تعمل من أجل تأسيس تحالفات مع منظومة سياسية جماهيرية هائلة الحجم والتأثير والحضور.

في الأسبوع الأول لإنقلاب الإنقاذ قال رئيس الوزراء ورئيس الحزب السيد الصادق المهدي للإنقلابيين: "نحن معنا الشرعية فقد انتخبنا الشعب ولن يعزلنا، وأنتم معكم القوة التي لا نستطيع أن نعترف بها، تعالوا نتفاهم" وكان هذا طرحاً متعجلاً للتفاهم لم يستمع إليه أحد. خلال تلك الرحلة تم اعتقال الإمام بتهمة متعلقة بالمشاركة في أعمال تخريبية (بقادي وآخرون) ثم أعلن الجهاد المدني، ثم العمل العسكري، ثم التقى شيخ النظام (الراحل حسن الترابي) في جنيف، ثم وقع اتفاق جيبوتي الذي انشق بموجبه عن تجمع المعارضة، وعاد الى الخرطوم ثم انشق الحزب الى اثنين اصطف أحدهما في الحكومة ولم يخرج منها، بعد أن انشق مرات، إلا بسقوط نظام الإنقاذ في ثورة ديسمبر المجيدة.

ظلت العلاقة بين الحزب الكبير والسلطة والمعارضة في حالة مد وجزر متصل، فمرة يقترب الحزب من النظام ويتحاور معه ويتلقى رئيسه التكريم من رئيس النظام، ومرة ينقطع الطرفان عن التواصل فيقترب الحزب من المعارضة حتى ترأس في إحدى المرات أحد تحالفاتها (نداء السودان) الذي كان تحالفاً فوقياً هشاً ضم عدد من القادة العسكريين المهزومين وبعض المنشقين عن أحزابهم التي كانت تساكن الحكومة في بيت السلطة والطاعة. والحال كذلك ما انفك المراقبون يتبادلون التكهنات عن متى يتحول الحزب الكبير الى الموقف النقيض كلما سرى الدفء في وصل علاقاته مع هذا الطرف أو ذاك!

مع تزايد الرفض الجماهيري ضد الرئيس المعزول عمر البشير، اتخذ حزب الأمة موقفاً معارضاً بلطف ضد النظام، ويعتقد أن ابن رئيس الحزب اللواء عبد الرحمن الصادق المهدي الذي ظل مساعداً للرئيس المعزول لعدة سنوات قد لعب دوراً في وصل ما انقطع بين والده والإنقاذ، مما مهد الطريق لعودته الى الخرطوم من المنفى في لندن. عاد الإمام الى السودان دون أن يتخلى عن رئاسته (النظرية) لتحالف سياسي عسكري ودون أن تهتم الحكومة بمساءلته عن مسئوليته عن مواجهتها فقد كان من الواضح أن هناك ترتيبات تمت وراء الحجب.

وفي 19 ديسمبر 2019، عاد الإمام ورئيس الحزب الى السودان منهياً إقامته في المنفى اللندني ليصادف يوم عودته يوم تجدد التظاهرات المنظمة المناهضة للسلطة، والتي نجحت لاحقاً في اسقاطها لكن الإمام بدا حينئذ أقل ثقة بقدرتها على النجاح ووصفها بعبارة لاقت رواجاً شعبياً واسعاً (دخان المرقة). وظل الإمام على قلة ثقته بقدرة الحراك الجماهيري المدفوع بقوة بجيوب نافذة من مؤسسات الدولة العسكرية وحين شوهد موكب الإمام راجلاً من صلاة الجمعة، قبل اثني عشر يوماً من سقوط النظام، وانتشر تسجيل مصور له على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي باعتباره مشاركة في التظاهرات، سارع الحزب الى نفي ذلك موضحاً أن رئيس الحزب كان راجلاً من المسجد إلى أحد المنازل القريبة لقضاء واجب اجتماعي!

هذا سرد متعجل وفق ما تسمح به مساحة هذا المقال ودون تحليل لسلسلة من المواقف المتحركة التي وسمت مسار الحزب خلال الثلاثة عقود الأخيرة، والتي تصلح كمؤشر لاستقراء مستقبل التحالفات السياسية في السودان خلال مرحلة ما بعد الإنقاذ هذه.

يبدو أن وضع حزب الأمة في المرحلة الانتقالية، التي بدأت ببطء الآن، جيد بما لا يقارن بالقوى السياسية المنافسة، ولديه معاونون كثر يعملون وصلاً وقطعاً في الغرف الخلفية لنظام الحكم، لكن هذا ليس مؤشراً على اتساع النفوذ بقدر ما هو تحرك يستغل المساحات الخالية والناتجة عن غياب القوى الرئيسية المنافسة مثل الحزب الاتحادي الديمقراطي وقوى التيار الإسلامي.

تبين هذا في صعود عناصر محسوبة تأريخياً على الحزب لمواقع الصدارة في المشهد الحالي مثل الوزير السابق حسن شيخ ادريس ومحمد التعايشي الذان نالا عضوية مجلس السيادة، والدكتورة فدوى طه التي كانت أقرب لعضوية ذات المجلس لولا أن نزعت خاتمها فثبتت بقية الجماعة خاتم حليفها، وذهب مقعدها لسيدة أخرى. إضافة لهذا فإن الدكتور إبراهيم البدوي ذي الخلفية العائلية الأنصارية يستعد الآن لتولي منصب نائب رئيس الوزراء ووزير المالية فهل تفصح الأيام المقبلة عن وجوه أنصارية أو أخرى منتمية لحزب الأمة؟ هذا أمر غير مستبعد لكن المؤكد أن نأي الحزب عنها ومحاولة تصوير تلك العناصر بأنها في حل من الارتباط التنظيمي به لن تجد صدى أفضل مما وجد انكار انتماء ابن رئيس الحزب لحزب أبيه إبان عمله مساعداً للرئيس!

أكثر ما يحتاجه حزب الأمة في المرحلة الحالية هو التوافق على ثوابت فكرية وبرامج تصلح لجذب الجماهير التي ظلت بعيدة عن دوائر التأثير والاقتراع خلال عقود ثلاثة، وإلا فإن حظوظه في الفوز بالأغلبية في الانتخابات المقبلة ـ إن عقدت ـ ستكون ضعيفة للغاية.


وصلات خارجية

الموقع الرسمي لحزب الأمة السوداني

المصادر

  1. ^ أ ب ت خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Umma_national_leaders
  2. ^ حزب الأمة القومي السوداني, الجزيرة نت
  3. ^ واصل علي ، ساعد في ترجمة الوثائق: عنبال بن يهودة. "محمد أحمد عمر .. رجل إسرائيل في السودان أم مهندس علاقاتها مع حزب الأمة ؟ (1)". سودان تريبيون.
  4. ^ واصل علي ، ساعد في ترجمة الوثائق: عنبال بن يهودة. "حزب الأمة وإسرائيل... بين اللهفة والتردد (2)". سودان تريبيون.
  5. ^ واصل علي ، ساعد في ترجمة الوثائق: عنبال بن يهودة. "وثائق: إسرائيل قررت دعم حزب الأمة وعائلة المهدي مالياً (3)". سودان تريبيون.

المراجع

  • فيصل عبد الرحمن علي طه: الحركة السياسية السودانية والصراع المصري البريطاني 1936-1953م- دار الأمين- القاهرة- 1998م.
  • الصادق المهدي: رسالة الاستقلال- 1982م
  • الصادق المهدي: السودان وحقوق الإنسان.- دار الأمين-القاهرة- 1998م.