حرائق آبار النفط الكويتية

بئر يحترق
منظر من الجو لآبار نفط مشتعلة

حرائق آبار النفط الكويتية هي حرائق أشعلها الجيش العراقي في آبار النفط الكويتية في أواخر فبراير 1991 ، قبل انسحابه من الكويت حيث قامت القوات العراقية بتدمير ما يقارب ١٠7٣ بئر نفطي ، و ذلك عن طريق تفجيرها مما أدى إلى احتراق أكثر من 7٢7 بئراً مسبباً غيمة سوداء غطت سماء الكويت و الدول المجاورة لها ، بل و حتى بعض دول الخليج العربي و الدول المطلة على المحيط الهندي ، مما أدى إلى حصول مشاكل بيئية و تلوث في الجو العام .

و تم الإنتهاء من اطفاء آخر بئر في 6 نوفمبر 1991 وشمل سمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح برعايته اطفاء آخر بئر محترق .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حجم المشكلة البيئية

تعتبر هذه الحادثة من أكبر الحوادث البيئية في العالم حيث أن السحب الدخانية الناتجة من حرق الآبار وصلت إلى اليونان غرباً و إلى الصين شرقاً بينما آثار هذه الدخان تعدى تلك المسافة ليصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية.


تلوث الهواء

أدى حرق أكثر من 7٢7 بئر نفطي إلى انبعاث كمية كبيرة من الغازات السامة و الدخان على مدى ما يقارب من الثمانية أشهر. فقد وصل مدى الدخان المرئي إلى مسافة ٢٠٠٠ كم عن الكويت لتصل إلى الصين و الهند شرقاً. كما أن السخام الناتج من حرائق الآبار قد تم رصده في هاواي و اليابان. و قد تنبأت بعض الدراسات إلى احتمال انخفاض درجات الحرارة بمقدار ١٠ درجات مئوية في مساحة دائرة نصف قطرها مئات الكيلومترات مركزها الكويت كما تنبأت بانخفاض قدرة درجتات لمسافة تصل إلى ١٠٠٠ كم. و أدى هذا الإنخفاض في درجات الحرارة إلى تغيرات كبيرة في المناخ الجوي. و يعزى وفاة أكثر من ١٠٠ ألف شخص في بنغلاديش بسبب الفياضانات في مايو ١٩٩٠ إلى ارتفاع نسب مياه الأمطار غير الطبيعي و الذي قد تسبب من التغيرات المناخية الناتجة عن حرق الآبار. [1]

كما أدت الحرائق النفطية إلى انبعاث العديد من المركبات السامة و المضرة بصحة الإنسان. و قد شملت الغازات المنبعثة على أول أكسيد الكربون و ثاني أكسيد الكربون و ثاني أكسيد الكبريت و أكاسيد النيتروجين و كبريتيد الهيدروجين و الكثير من المركبات الهيدروكربيونية. تشير إحصاءات وزارة الصحة الكويتية إلى ارتفاع نسبة الأمراض التنفسية من ٣٨،6٪ (١٩٨٩) إلى 56،٢٪ (١٩٩١) من مجموع المرضى الذين قصدوا المستشفيات. [2]

تلوث المياه

تعمد الجيش العراقي بضخ النفط في مياه الخليج العربي ابتداءً من النصف الثاني من يناير ١٩٩١ إثر تصاعد وتيرة الغارات الجوية للقوات المتحالفة. فبدأ الضخ من خمس ناقلات نفطية كانت راسية أمام ميناء الأحمدي و من بعض الآبار القريبة من الخليج بما يقدر بستة ملايين برميل. و في الخامس والعشرين من يناير ١٩٩١ تم فتح صنابير ضخ النفط في ميناء الأحمدي ليزيد من حدة التلوث النفطي. فقدر معدل ضخ النفط في مياه الخليج ما يقارب 6٠٠٠ برميل يومياً. نتيجة لذلك تشكلت ما يقارب ١٢٨ بقعة زيتية قبالة السواحل الكويتية و السعودية لتشكل أكبر حادثة انسكاب نفطي يشهدها العالم [1][3] حيث بلغ طول البقعة حوالي ١٣٠ كم و قدر عرضها ب٢5 كم. و مما فاقم المشكلة هو التسرب النفطي من الخنادق الممتلئة بالنفط و التي حفرها الجيش العراقي كخطوط دفاع لهم. [2] و الجدير بالذكر أن دول الخليج العربي لا تزال تعاني من آثار و عواقب هذه الحادثة. [4]

وقد تأثرت الكائنات البحرية تأثراً كبيراً بهذا التلوث، فانتشار النفط على سطح الماء يشكل طبقة تمنع التبادل الغازي كما تمنع وصول الضوء الكافي للهوائم النباتية مما يسبب خلل في السلسلة الغذائية. فقد أدت هذه الظاهر إلى انخفاض حاد في المخزون السمكي و ظهر هذا بشكل انخفاض في كمية صيد الأسماك في العامين ١٩٩٢ و ١٩٩٣.

كما تدفق النفط من الآبار المدمرة أدى إلى تلوث المياه الجوفية. خاصة و أن التكوينات المائية في الجزء الشمالي في الكويت شديدة النفاذية مما يجعل من السهل تسرب النفط إلي هذه التكوينات خاصة بمصاحبة مياه الأمطار.

أحد الآبار المحترقة في حقل برقان النفطي و الأرض المحيطة بالبئر مغطاة ببحيرة نفطية

تلوث التربة

تنوعت مصادر تلوث التربة من جراء احتراق الآبار. فنتج من تدمير الآبار تكون بحيرات نفطية لها تأثير مباشر على التربة. و التأثير غير المباشر يكمن في استخدام مياه إطفاء الآبار المشتعلة - و التي كانت تجلب من البحر- مما زاد من ملوحة التربة و جعلها غير صالحة للحياة النباتية و الحيوانية.

كون النفط المتسرب من الآبار المدمرة ٢46 بحيرة نفطية غطت مساحة حوالي 5٠ كيلومتر مربع بكمية نفط تقدر بحوالي ٢4 مليون برميل. فشكلت هذه البحيرات حاجزاً بين حبيبات التربة و كائناتها من نباتات و حيوانات و حشرات مما سبب خلالاً تاماً في النظام البيئي. فكان للنفط تأثير سُمي مباشر على النباتات و الحيوانات كما شكلت البحيرات النفطية عازلاً يمنع التبادل الغازي بين النباتات و الهواء الجوي. [5][2]

إطفاء الآبار

تمت السيطرة على جميع الآبار المحترقة خلال ٢4٠ يوماً بمشاركة ٢7 فريقاً دولياً متخصص في إطفاء حرائق النفط و قد ساهم الفريق الكويتي بإطفاء 6٪ من مجموع الآبار. و قد تم السيطرة على الحرائق بسرعة قياسية مقارنة بالتقديرات الأولية التي وضع بعضها الحاجة إلى خمس سنوات لإطفاء الآبار. [2] فتم إطفاء آخر بئر في السادس من نوفمبر ١٩٩١ ليتم إيقاف المصدر الأول للتلوث في ذلك الوقت.

المراجع

  1. ^ أ ب عبدالله رمضان الكندري. البيئة و التنمية المستديمة. مكتبة المهند. الكويت ١٩٩٢
  2. ^ أ ب ت ث مرزوق الغنيم، زين الدين عبدالمقصود، سعيد محفوظ، محمد الصرعاوي. تدمير آبار النفط في الوثائق العراقية: الأضرار البيئية و الأقتصادية و الجهود الكويتية في المحافظة على الثروة النفطية. مركز البحوث و الدراسات الكويتية. الكويت ١٩٩٥.
  3. ^ George Draffan."Major Oil Spills".Endgame
  4. ^ "الارصاد وحماية البيئة" بدأت وضع الخطط لإعادة تأهيل شواطئ المملكة المتضررة من حرب تحرير الكويت. جريدة الرياض السعودية. الخميس 1 جمادى الآخر 1429هـ -5 يونيو2008م - العدد 14591
  5. ^ مرزوق الغنيم، علي دياب. البكتيريا و النفط في التربة و البيئة البحرية. الكويت ١٩٩٢