حديث الغدير

حديث الغدير هو حديث يختلف عن حديث الثقلين، حديث عن النبي محمد Mohamed peace be upon him.svg في حجة الوداع و سمعه الصحابة ، وسمي بذلك حيث قاله النبي في الغدير وهي أرض تقع بين مكة والمدينة بالقرب من «الجحفة».

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نص الحديث


Cquote2.png الحمد لله ونستعينه ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن ضل، ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله ـ أما بعد ـ: أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجبت، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيرا، قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأنَّ جنَّته حقّ ونارَه حق وأن الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: اللهم اشهد، ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟ قالوا: نعم. قال: فإني فرط على الحوض، وأنتم واردون علي الحوض، وإن عرضه ما بين صنعاء وبُصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين فنادى منادٍ: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر عِترَتي، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يراد على الحوض فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ثم أخذ بيد عليٍ فرفعها حتى رؤيَ بياض آباطهما وعرفه القوم أجمعون، فقال: أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه، يقولها ثلاث مرات، وفي لفظ أحمد إمام الحنابلة: أربع مرات ثم قال: اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأحبَّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغائب، ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي من بعدي Cquote1.png

[4]

ثم طفق القوم يهنئون أمير المؤمنين صلوات الله عليه وممن هنأه في مقدم الصحابة: الشيخان أبو بكر وعمر كل يقول: بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وقال ابن عباس: وجبت والله في أعناق القوم، فقال حسان: إئذن لي يا رسول الله أن أقول في علي أبياتا تسمعهن، فقال: قل على بركة الله، فقام حسان فقال: يا معشر مشيخة قريش أتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية ثم قال: ينادبهم يوم الغدير نبيهم * * بخم فاسمع بالرسول مناديا[4] قالب:علي


تفسير الحديث عند أهل السنة

عند أهل السنة فإن الحديث صحيح رواه مسلم وأحمد ويدل علي فضل علي ،أنه من آل بيت النبي ومكانته ،وقال ابن تيمية :

« ليس في هذا الحديث – حديث غدير خم – ما يدل على أنه نص على خلافة علي ،إذ لم يرد به الخلافة أصلاً، و ليس في اللفظ ما يدل عليه، ولو كان المراد به الخلافة لوجب أن يبلغ مثل هذا الأمر العظيم بلاغاً بيناً[5] [6]»

،وقال ابن كثير:

«و أما ما يفتريه كثير من جهلة الشيعة والقصاص الأغبياء من أنه أوصى - أي النبي Mohamed peace be upon him.svg – إلى علي بالخلافة فكذب وبهت وافتراء عظيم، يلزم منه خطأ كبير من تخوين الصحابة وممالأتهم بعده على ترك تنفيذ وصيته وإيصالها إلى من أوصى إليه وصرفهم إياها إلى غيره لا لمعنى ولا لسبب[7]»

كلمات بعض علماء السنة في تصحيح حديث الغدير

1- محمد بن جرير الطبري (توفي سنة 310ھ)

قال الإمام الذهبي: جمع (يعني الطبري) طرق حديث غدير خم في أربعة أجزاء رأيت شطره فبهرني سعة رواياته وجزمت بوقوع ذلك.[8] وقال أيضًا: ولما بلغه (أي الطبري) أن أبا بكر بن أبي داود تكلم في حديث غدير خم، حمل كتاب الفضائل فبدأ بفضل الخلفاء الراشدين، وتكلم على تصحيح حديث غدير خم، واحتج لتصحيحه[9].

2- أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي (توفي سنة 321ھ)

كما حدثنا أحمد بن شعيب قال: أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: حدثنا أبو عوانة، عن سليمان يعني الأعمش قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجة الوداع ونزل بغدير خم أمر بدوحات فقممن، ثم قال: «كأني دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض» ثم قال: «إن الله عز وجل مولاي، وأنا ولي كل مؤمن» ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: «من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» فقلت لزيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه، وسمعه بأذنيه. قال أبو جعفر (الطحاوي): فهذا الحديث صحيح الإسناد، لا طعن لأحد في أحد من رواته، فيه إن كان ذلك القول كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بغدير خم في رجوعه من حجه إلى المدينة لا في خروجه لحجه من المدينة[10].

3- محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (توفي سنة 748ھ)

نقل ابن كثير عن شيخه الذهبي أنه قال: وصدر الحديث متواتر أتيقن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله، وأما: "اللهم وال من والاه" فزيادة قوية الإسناد[11].

4- أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (توفي سنة 852ھ)

وأما حديث "من كنت مولاه فعلي مولاه" فقد أخرجه الترمذي والنسائي، وهو كثير الطرق جدا، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، وقد روينا عن الإمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب.[12] وقال في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام: لم يجاوز المؤلف (الحافظ المزي) ما ذكر ابن عبد البر وفيه مقنع ولكنه ذكر حديث الموالاة عن نفر سماهم فقط وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلف فيه اضعاف من ذكر وصححه واعتنى بجمع طرقه أبو العباس ابن عقدة فأخرجه من حديث سبعين صحابيا أو أكثر أما حديث الراية يوم فتح خيبر فروي أيضا عن علي والحسين والزبير بن العوام وأبي ليلى الأنصاري وعبدالله بن عمرو بن العاص وجابر وغيرهم وقد روي عن أحمد بن حنبل أنه قال لم يرو لاحد من الصحابة من الفضائل ما روي لعلي وكذا قال النسائي وغير واحد وفي هذا كفاية[13].

5- محمد ناصر الدين الألباني (توفي سنة 1420ھ)

قال: وللحديث طرق أخرى كثيرة جمع طائفة كبيرة منها الهيثمي في “المجمع“ (9 / 103-108) وقد ذكرت وخرجت ما تيسر لي منها مما يقطع الواقف عليها بعد تحقيق الكلام على أسانيدها بصحة الحديث يقينا, وإلا فهي كثيرة جدا, وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد, قال الحافظ ابن حجر: منها صحاح ومنها حسان. وجملة القول أن حديث الترجمة حديث صحيح بشطريه, بل الأول منه متواتر عنه صلى الله عليه وسلم كما ظهر لمن تتبع أسانيده وطرقه, وما ذكرت منها كفاية. وأما قوله في الطريق الخامسة من حديث علي رضي الله عنه: “وانصر من نصره واخذل من خذله“ ففي ثبوته عندي وقفة لعدم ورود ما يجبر ضعفه, وكأنه رواية بالمعنى للشطر الآخر من الحديث: “اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه“. ومثله قول عمر لعلي: “أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة“. لا يصح أيضا لتفرد علي بن زيد به كما تقدم. إذا عرفت هذا, فقد كان الدافع لتحرير الكلام على الحديث وبيان صحته أنني رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية قد ضعف الشطر الأول من الحديث, وأما الشطر الآخر, فزعم أنه كذب! وهذا من مبالغته الناتجة في تقديري من تسرعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها ويدقق النظر فيها، والله المستعان[14].

الحديث عند الشيعة

يري الشيعة أن هذا دليل علي أن الإمامة لعلي بن أبي طالب ، تقول المراجع الشيعية أن في هذا اليوم نزلت الآية ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِيناً﴾ وأن إتمام الدين هو الإيمان بالإمام والولي علي بن أبي طالب من بعد الرسول محمد ،[15][16] وتقول أيضًا أن جميع المسلمين والمسلمات قد بايعوه في هذا اليوم على السمع والطاعة..[17]

انظر أيضا

المصادر

  1. ^ موقع الدرر السنية
  2. ^ مسند ابن حنبل: ج1، ص254; تاريخ دمشق: ج42، ص207 و 208، 448; خصائص النسائي: ص181; المعجم الكبير: ج17، ص39; سنن الترمذي: ج5، ص633; المستدرك على الصحيحين: ج13، ص135; المعجم الأوسط: ج6، ص95; مسند أبي يعلي: ج1، ص280; المحاسن والمساوئ: ص41; مناقب الخوارزمي: ص104 ؛الصواعق المحرقة، لابن حجر الهيثمي المكي الشافعي، ص25، طبعة الميمنية بمصر ؛ كنز العمال للمتقي الهندي ج1/ص168/ح959، ط 2. 3. تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي، ج2/ص45/ح545، ترجمة الإمام علي.
  3. ^ الراوي: يزيد بن حيان المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2408
  4. ^ أ ب كتاب الغدير للأميني
  5. ^ منهاج السنة 4/84-85
  6. ^ موقع الحقيقة - قصة غدير خم
  7. ^ البداية والنهاية 7/225
  8. ^ سير أعلام النبلاء ج 14 ص 277
  9. ^ تاريخ الإسلام ج 23 ص 283
  10. ^ مشكل الآثار ج 4 ص 310
  11. ^ السيرة النبوية ج 4 ص 426
  12. ^ فتح الباري ج 7 ص 61
  13. ^ تهذيب التهذيب ج 7 ص 297
  14. ^ سلسلة الأحاديث الصحيحة ج 4 ص 330 الحديث 1750
  15. ^ آية الإكمال ومسألة قيادة الأمة
  16. ^ ما هو حديث الغدير؟، مركز الشعاع الإسلامي
  17. ^ الإمام علي في آراء الخلفاء- الشيخ مهدي فقيه