أمنحوتپ الثالث

(تم التحويل من أمينوفيس الثالث.)
Vase in the Louvre with the names Amenohotep III and Tiy. Amenhotep is written in the cartouche on the left.

أمنحتِپ الثالث (أحياناً يكتب أمنوفيس الثالث) هو تاسع فراعنة الأسرة الثامنة عشر، ومن أعظم حكام مصر على مر التاريخ. حكم مصر في الفترة من يونيو كانون الاول / ديسمبر 1391 قبل الميلاد - 1353 قبل الميلاد أو يونيو إلى كانون الأول / ديسمبر 1388 قبل الميلاد 1351 قبل الميلاد / 1350 قبل الميلاد (1391 ق.م. – 1353 ق.م.)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حكمه

كان أمنحتب الثالث في أوائل سنوات حكمه مهتما بالرياضة وخاصة الصيد والقنص حيث كان صيادا عظيما حيث عثر له على جعرانا يسجل فيه انه أقتنص مائة ثور برى في رحلة صيد ملكية استغرقت يومين وجعران آخر أصدره في السنة العاشرة ذكر فيه انه منذ ارتقائه العرش قتل 102 من الأسود في رحلات الصيد وأبدى أهتمام قليل للعمليات الحربية حيث واجه أمنحتب بعض القلائل في السنة الخامسة من حكمه في بلاد كوش (النوبة) ولكن القتال كان يدور مع فئة قليلة من السودانيين وبعد أن انتصر عليهم وسع رقعة ملكه حتى وصل إلى الشلال الرابع ، وقد دون تذكار لهذه الحملة بالقرب على صخور جزيرة كونوسو بالنوبة ، كما وصفت حملته على بلاد النوبة على لوحة سمنة وهى الآن في المتحف البريطانى .

وقد قامت ثورة أخرى في بلدة أبهت الواقعة بعد الشلال الثانى وكانت النوبة لها إدارة ذاتية بإشراف الأبن الملكى لكوش فأرسل أمنحتب نائبه في أقطار الجنوب وابن الملك لقمع الثورة ولم يشترك فيها أمنحتب الثالث ، واتسم معظم حكمه بالاستقرار.

فضل أن يوطد دعائم السيادة المصرية في آسيا بالأساليب الدبلوماسية ، لذلك عمل بصفة دائمة على تقوية وتوثيق أواصر الصداقة مع مملكة ميتاني أكبر القوى العظمى في ذلك الحين ، وتزوج في العام العاشر من جيلوخيبا Giloukhepa ابنة "شوتارنا Choutarna" ، ملك ميتاني . وبعد فترة طويلة تزوج أخت "توشراتا Touchratta" وهو ملك آخر لهذه البلاد ، ثم أخت ملك بابل وعاد وتزوج ابنتي الملكين السابقين ، ثم ابنة ملك "أرزاوا Arzawa " . ولإظهار الرغبة في تأكيد العلاقات الطيبة أرسل "توشراتا" إلى الملك أمنحتب الثالث الذي كان يعاني من المرض بتمثال عشتار Ichtar ربة نينوي Ninive، تلك الإلهة التي اشتهرت بمقدرتها على منح الشفاء . ولكن لكل دبلوماسية حدودها ، فهذه الدبلوماسية لم تمنع ملك "أمورو Amourrou" من تكوين تحالف بين الولايات الصغيرة التي أصرت على الانسلاخ عن التبعية المصرية .

ولم يحدث هذا التدهور في الأمور إلا في أواخر عهده ، ذلك العهد الذي بلغت فيه مصر أوج نفوذها وثرائها بفضل تدفق ذهب النوبة عليها ، بالإضافة إلى الكميات الهائلة من المواد الأولية والمنتجات المصنعة الآتية من البقاع الواقعة بدرجة أو بأخرى تحت سيادة الفرعون . ومع هذه الخيرات الوفيرة جاءت أيضا الأفكار والعادات والمعتقدات ، وكذلك أهل تلك الأقطار . لذلك أصبح المجتمع المصري يضم أجناسا مختلفة بصورة واضحة ، كما شهد تغيرا واضحا في النمط والأسلوب بدأت تتضح أولى معالمه منذ عهد أمنحتب الثاني ، وكان الفن بمثابة مثال باهر لذلك ، فلم يتم التخلي مطلقا عن المفاهيم والتقاليد القديمة ، ولكن صار الجمود الصارم يتجه نحو الرقة والنعومة والحساسية ، ومن ذا الذي لم يتأمل في إعجاب وانبهار نقوش مقبرتي "رعموزا ، وخغ إم حات" ؟ وتغيرت في هذا العصر أنماط الملابس والزينة ، وانفتحت الكتابة الهيروغليفية أكثر فأكثر على اللغة المحلية التي كانت حتى ذلك الحين وسيلة الكتابة السريعة الموجزة . وتطورت الديانة المصرية هي الأخرى ، ليس فقط من جهة الترحيب الواسع بالمعبودات الأجنبية ، بل ايضا من حيث اتجاهها نحو مفهوم أكثر واقعية في مجال العبادة الشمسية : إذ أصبح قرص الشمس نفسه المسمى "بآتون Aton" هو محور العبادة ، ومن المعروف إلى أي مدى طورأخناتون هذا الاتجاه ونماه.[4]

وكان حكم أمنحتب الثالث على نفس مستوى التطور الحضاري السائد . فقد تميز سلوك الفرعون بكل تأكيد بالأبهة والفخامة ، لكنه ارتفع إلى أسمى مستوى بروعة منصبه ، ولاعتقاده أن كل عمل من أعماله يستحق حملة إعلامية أقوى وأوسع من التي كانت تسمح بها الوسائل التقليدية ، لذلك قام بنشر سلسلة من الجعارين في جميع أنحاء المملكة لتريد إنجازاته والتأكيد عليها . وهكذا تم الاحتفاء بمناسبة زواجه من الملكية "تي" ، وزواجه من جيلوخيبا" ، ورحلاته للصيد في العام الثاني من حكمه عندما قام بصيد الثيران بالصحراء ، كذلك مجموعة الأسود التي صرعها في شبابه والإبحار أيضا فوق حوض الري الشاسع الذي حفره في مسقط رأس الملكة "تي" .


التشييد والبناء

أما عن نشاط هذا الملك في مجال التشييد فهو لا يحتاج إلى أي إعلان : مثل إقامة سلسلة من المعابد في بلاد النوبة ، ومعبد صولب Soleb الذي تخلد نقوشه ذكرى اليوبيل الملكي . بالإضافة إلى ما قام به الملك من تحويل مقصورة صغيرة بالأقصر إلى معبد ذي أعمدة رشيقة شاهقة الارتفاع ، يعبر حتى الآن عن عظمة تلك العصر . وأيضا إنشاء العديد من الأبنية وإصلاح وترميم وتوسيع العديد من المعابد المصرية . وقد أقام أمنحتب قصره في الملقطة Malgatta جنوب مدينة هابو ، وحفر أمامه بحيرة صناعية (بركة هابو) بلغت مساحتها حوالي 988 مترا في 2500 متر . ولا يستطيع السياح الآن مشاهدة شيء من معبده الجنائزي سوى تمثالي ممنون Memnon العملاقين اللذين لم يبق غيرهما . ومما هو جدير بالذكر أن أحد هذين التمثالين كان في أوائل العصر الروماني يصدر صوتا عند شروق الشمس ، لكن سرعان ما تلاشت هذه الظاهرة بعد حدوث زلزال . وقد نحتت مقبرة أمنحتب الثالث في أحد السراديب بوادي الملوك ، ورسمت زخارفها فوق طبقة جصية وهي في حالة سيئة حاليا ، ولم يتم حتى الآن التأكد من حقيقة موميائه.


آثاره

رأس من الجرانيت الأحمر ارتفاعها 180 سم لأمنحوتب، اكتشفت في 28 فبراير 2010 في معبده الجنائزي في الأقصر.
The northern Colossus of Memnon

بنى امنجتب معبد في طيبة ولكنه دمر بالكامل بعد ذلك ، كما بنى أيضا عدة معابد في طيبة ، وفى الكرنك بنى معبد للإله منتو إله الحرب الذى كان رب إقليم طيبة ثم حل محله الإله آمون ، ومعبد آخر للآلهه موت زوجة الإله آمون رع.

كما ساهم في معبد آمون المعبد الرئيسى في الكرنك ببنائه الصرح الثالث للمعبد ، وكان امنحتب مخلصا لآله رع وبنى له معبد الكرنك ليتجاوز الكهان عن أن أمه كانت امرأة أجنبية ، وأعظم بناء أقامه أمنحتب في طيبة معبده الجنائزى ، ووجدت له آثار في الدلتا وطرة وفى بنها ومنف والجيزة والكاب وأرمنت وأيضا في سيناء.

ولأمنحتب الثالث تمثالان جالسان يعرفان باسم تمثالي ممنون في طيبة الغربية منحوت كل منهما من قطعة واحدة من الصخر الرملى ويبلغ ارتفاعه 15 مترا بدون القاعدة أقامهما المهندس أمنحتب بن حابو وهما الآن قائمين بجانب الطريق المؤدى إلى المعابد الملكية ومقابر الملوك الموجودة بالجبانة وسبب شهرة هذين التمثالين أن عندما حدث زلزال في عام 27 ق.م هز منطقة طيبة وأدى إلى انشطار التمثال الشمالى إلى نصفين عند وسطه وبعد ذلك كان الحجر يرسل ذبذبات صوتية عن طريق فعل داخلى ناتج عن التغيرات الفجائية للرطوبة ودرجة الحرارة عند الفجر فظهرت اسطورة ان التمثال يصدر أصوات رثاء أم البطل الأثيوبى ممنون أورورا ربة الفجر على ابنها الذى سقط في ميدان طروادة كل صباح ومنه أخذ اسم التمثالين كما قام أمنحتب الثالث بإصدار العديد من الجعارين التذكارية نعرف منها خمس جعارين أبقاها الزمن ، أقدمها يؤكد لقب الملكة تى باعتبارها الملكة الرئيسية.

"...including a small temple with a colonnade (dedicated to Thutmose III) at Elephantine, a rock temple dedicated to Amun 'Lord of the Ways' at Wadi es-Sebuam, and the temple of Horus of Miam at Aniba...[as well as founding] additional temples at Kawa and Sesebi."[5]

عائلته

تزوج أمنحتب الثالث في السنه الثانية لحكمه من الملكة تِيْيِ ولم يكن لها أصول ملكية ولكن والدها كانا يشغلان مناصب راقية في الدولة ، أنجبت له أمنحتب الرابع خليفته، وكان له العديد من الزوجات منها زيجات دبلوماسية من أميرات أجنبيات مثل الأميرة جلوخيبا بنت ملك متنى وأميرة نهرين ، وتزوج من اخته إيزيس وفى العام الثلاثين من اخت أخرى له تدعى ست امون ، والمعروف انه أنجب ستة من الأبناء منهم ولدان هما تحتمس وهو الأبن الأكبر ومات في حياته وأمنحتب الرابع ، وأربعة بنات .

ويحتمل أن يكون امنحتب الرابع قد شارك والده في العرش .

مقبرته

توفى أمنحتب الثالث بعد أن حكم لمدة 38 عام وهو في سن الخمسين ربما بسبب مرض غير معلوم ، واكتشفت المقبرة التى أعدها لنفسه في عام 1799 وهى المقبرة رقم 22 بوادي الملوك وأكتشفها جولوه و دفلييه وقد وجدت فارغة والجدران مهدمة بفعل الضغط والعوامل الجوية ولم تكن مومياؤه بداخلها حيث وجدت مومياؤه في مقبرة بالقرب من الدير البحري وتم أخفاؤها بواسطة الكهنة وأكتشفت في عام 1881 .


Luxor Temple of Amenhotep III

هامش

  1. ^ William L. Moran, The Amarna Letters, Baltimore: Johns Hopkins University Press, (1992), EA 3, p.7
  2. ^ [1] Amenhotep III
  3. ^ Clayton, Peter. Chronicle of the Pharaohs, Thames & Hudson Ltd., 1994. p.112
  4. ^ پاسكال ڤيرنوس (1999). موسوعة الفراعنة. دار الفكر. {{cite book}}: Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  5. ^ Nicolas Grimal, A History of Ancient Egypt, Blackwell Books: 1992. p.223

كتب

  • Aldred, Cyril. Akhenaten: King of Egypt, Thames & Hudson, 1991
  • Allen, James P. The Amarna Succession
  • Beckerath, Jürgen von, Chronologie des Pharaonischen Ägypten. Philipp von Zabern, Mainz, (1997)
  • Clayton, Peter. Chronicle of the Pharaohs, Thames & Hudson Ltd., 1994.
  • O'Connor, David & Cline, Eric. Amenhotep III: Perspectives on His Reign, University of Michigan Press, 1998
  • Dodson, Aidan & Hilton, Dyan. The Complete Royal Families of Ancient Egypt, Thames & Hudson (2004)
  • Grimal, Nicolas. A History of Ancient Egypt, Blackwell Books: 1992.
  • Hayes, William. "Internal affairs from Thutmosis I to the death of Amenophis III," in CAH Pt 1, Vol 2, The Middle East and the Aegean Region, c.1800-1380 BC, 1973
  • Kozloff, Arielle. & Bryan, Betsy. Royal and Divine Statuary in Egypt’s Dazzling Sun: Amenhotep III and his World, (Cleveland, 1992)
  • Moran, William L., The Amarna Letters, Baltimore: Johns Hopkins University Press, (1992)
  • Reeves, Nicholas. Akhenaten: Egypt's False Prophet, Thames & Hudson, 2000
  • Troy, Lana. Patterns of Queenship in Ancient Egyptian Myth and History. University of Uppsala, Uppsala Studies in Ancient Mediterranean and Near Eastern Civilizations 14, (1986)

انظر أيضاً

--