نخت أنبو الأول

نخت أنبو الأول
Nectanabo I
Sphinx of Nectanebo I
فرعون مصر
الحكم379/8–361/0 ق.م., الأسرة 30
سبقهنيف عو رود الثاني
تبعهتيوس
الأنجالتيوس، تجاحاپي‌مو
الأبدجدحور
الأمغير معروفة

نخت أنبو Nectanabo (أو نخت نب إف Nekhtnebef)، هو الفرعون المؤسس لآخر أسرة حاكمة مصرية، الأسرة الثلاثون.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عهده

ارتقاء العرش والأسرة

كان نخت أنبو جنرالاً في الجيش من سبن‌نيتوس، وابن قائد عسكري عظيم يُدعى تيوس (الهلننة للاسم المصري دجد حور). وقد عُثر على نصب تذكاري في هرموپوليس[2] يعطي بعض الأدلة على أنه استولى على السلطة، عام 380 ق.م.، بإطاحة وقتل آخر فرعون في الأسرة التاسعة والعشرين نيف عو رود الثاني، بادئاً أسرة الملوك المصريين. [3] وقد أُقتـِرح أن نخت أنبو ساعده في الانقلاب الجنرال الأثيني خابرياس. أقام نخت أنبو حفل تتويج في ح. 379/8 ق.م. في كل من سايس و منف،[4] ونقل العاصمة من مندس إلى سبن‌نيتوس.[5]

العلاقات بين نخت أنبو وفراعنة الأسرة السابقة هي غير واضحة بالكامل. فهو لم يبدي الكثير من الاعتبار لكل من نفريتس الثاني ووالده أخوريس، واصفاً الأول بعدم الكفاءة والثاني بالغاصب.[6][7] وبدا أن لديه المزيد من الاعتبار للفرعون نفريتس الأول، الذي كان يُعتقـَد من قبل أنه والد أو جد نخت أنبو، إلا أن ذلك الآن يُعتقد بسبب سوء تفسير للتأريخ الديموطي.[3] إلا أنه يُقترح أن كلاً من أخوريس ونخت أنبو كان أقارب لنفريتس الأول بشكلٍ ما.[7]

كان لنخت أنبو ابنان معروفان: تيوس، الذي كان خليفته المعيّن، و تجاحاپي‌مو.[3]

أنشطته في مصر

دهليز معبد إيزيس في فيلة

كان نخت أنبو بنـّاءً ومرمماً عظيماً، لحدٍ لم تعهده مصر لقرون.[6] فقد أمر بالعمل في العديد من المعابد في أرجاء مصر.[8]

يبدو أنه قضى معظم عهده في الدفاع عن مملكته من معاودة الغزو الفارسي بمساعدة من حين لآخر من اسبرطة أو أثينا. واشتهر أيضاً بالباني الأعظم الذي أقام الكثير من الآثار والمعابد على مدار سنوات حكمه الطويلة والمستقرة والتي امتدت إلى 18 عام. قام نخت أنبو الأول بترميم العديد من المعابد المتهالكة في مصر وأقام كشك صغير على جزيرة فيلة المقدسة والتي أصبحت واحدة من أهم المواقع الدينية في مصر القديمة.[9] كانت هذه المرحلة الأولى من بناء معبد إيزيس على جزيرة فيلة؛ وبنى أيضاً الكاب، منف وصفت الحنة وتنيس في الدلتا.[10] وأقام لوحاً مميزاً أمام صرح رمسيس الثاني في هرموپوليس.[11] وبنى أيضاً أول صرح في معبد الكرنك.

على جزيرة فيلة المقدسة بالقرب من أسوان، بدأ نخت أنبو معبد إيزيس، الذي سيصبح واحداً من أهم المواقع الدينية في مصر القديمة، بإنشاء دهليزه.[8][12] كما بدأ نخت أنبو العمود الأول في حرم آمون-رع في الكرنك، ويُعتقد أن أقدم ماميسي معروف، الذي عُثر عليه في دندرة، بناه نخت أنبو.[12][13] عبادة الحيوانات المقدسة، التي راجت بين فترتي الاحتلال الفارسي (الأسرتان 27 و 31 بالترتيب)، دعمها نخت أنبو كما تشير أدلة اللقى الأثرية في هرموپوليس و هرموپوليس پارڤا و صفط الحنا ومندس. المزيد من الأعمال التي أمر بها الفرعون عـُثِر عليها في المباني الدينية في منف، تانيس و الكاب.[13][14]

العمود الأول في الكرنك

كما كان نخت أنبو كريماً مع الكهنة. فثمة مرسوم صدر في العام الأول من حكمه واِكتـُشِف على نصب في نقراطيس، ويخصص 10% من الضرائب المجموعة من الواردات ومن الانتاج المحلي في هذه المدينة لأن تُستَخدَم لمعبد نيت في سايس.[15] وثمة توأم لهذا النصب عـُثِر عليها مؤخراً في مدينة هرقليون التي أصبحت غارقة.[16] النصُب المذكور أعلاه من هرموپوليس، والذي كان موضوعاً أمام عمود رمسيس الثاني، يسرد التبرعات التي قام بها نخت أنبو للآلهة المحلية، والمزايا الأخرى الممنوحة لكهنة حورس في إدفو.[15] إسراف نخت أنبو يبين تقواه تجاه الآلهة وفي نفس الوقت دعمَ مالياً أكبر المحتفظين بثروة البلد، كما أنفق في الدفاع عن البلد.[6]

الغزو الفارسي

وفي 374/373 ق.م. كان على نخت أنبو أن يواجه محاولة فارسية لمعاودة الاستيلاء على مصر، التي ظل الملك الأخميني أردشير الثاني يعتبرها ساتراپي متمردة لا أكثر. وبعد تحضير استمر ستة أعوام، وبذل الضغط على أثينا لاستدعاء الجنرال اليوناني خابرياس Chabrias‏،[17] أرسل أردشير جيشاً عرمرم بقيادة الجنرالين اليوناني إيفي‌كراتس Iphicrates والفارسي فره‌وز Pharnabazus‏. وقد سـُجـِّل أن الجيش كان يتألف مما يزيد عن 200,000 جندي، بما في ذلك جنود فرس ومرتزقة يونانيون ونحو 500 سفينة. التحصينات على الفرع الپيلوزي للنيل التي أمر بها نخت أنبو أجبرت الأسطول المعادي على البحث عن طريق آخر للإبحار أعلى النيل. في آخر الأمر تمكن الأسطول من العثور على طريق عبر الفرع المندسي قليل الدفاعات.[17]

الجنرال الأثيني خابرياس (يسار) مع ملك اسپرطة آگسيلاوس (وسط)، في خدمة الملك المصري نخت أنبو الأول، مصر 361 ق.م.

عند تلك النقطة، أدى الانعدام المتبادل للثقة الذي شب بين إيفي‌كراتس و فره‌وز إلى منع العدو من الوصول إلى منف. أدى فيضان النيل السنوي وإصرار المدافعين المصريين على الزود عن أراضيهم حوّل ما بدا في البداية كهزيمة أكيدة لنخت أنبو الأول وقواته إلى نصر شامل.[18]

من 368 ق.م. بدأ العديد من الساتراپيات الغربية للامبراطورية الأخمينية في التمرد على أردشير الثاني، حتى أصبح نخت أنبو يدفع دعماً مالياً للساتراپات المتمردة وأعاد تأسيس علاقات مع كلٍ من اسپرطة وأثينا.[13]

الخلافة

وفي حوالي عام 365 ق.م.، نصب نخت أنبو ابنه تيوس شريكا في الملك ووريثاً، وحتى وفاته في 363 حكم الأب والابن معاً.

توفي نخت أنبو أثناء عامه التاسع عشر في الحكم. ومقبرته، ناووسه و مومياؤه لم يُعثر عليهم أبداً. وقرب نهاية عهده (في السنة 16 – 364/3 ق.م.)، ربما لمعالجة مشاكل الأسرة الحاكمة التي كانت آفة أسلافه، استرجع نخت أنبو الممارسة التي كانت قد توقفت لزمن طويل، التشارك في العرش، قارناً ابنه تيوس بالعرش. إلا أنه سرعان ما اعتلى تيوس العرش معه، خانه شقيقه تجاحاپي‌مو وتمكن من وضع ابنه نخت حورحب (نخت أنبو الثاني) على عرش مصر.[3]

اكتشافات حديثة

كتل وأجزاء منقوشة من الواجهة الغربية والشمالية لمعبد في المطرية مخصص للملك نخت أنبو الأول
تمثال نصفي لفرعون القرن الثالث عشر قبل الميلاد رمسيس الثاني.
تمثال للملك نخت أنبو الأول يرتدي تاج الحرب

في 11 نوفمبر 2021 اكتشف علماء الآثار الألمان بقايا معبد مخصص للملك نخت أنبو الأول، الذي أسس آخر سلالة محلية في مصر القديمة في القرن الرابع قبل الميلاد.

وكُشف عن كتل بازلتية كانت أجزاء من واجهات المعبد الغربية والشمالية في المطرية، وهي موقع في المنطقة الشمالية من القاهرة الكبرى شرق النيل، بالإضافة إلى امتداد للمعبد من الجانب الشمالي.

وفي العصور القديمة، كانت المطرية جزءا من هليوپوليس (القديمة)، عاصمة مصر السفلى ومركزا دينيا رئيسيا.

وقال أيمن عشماوي، من المجلس الأعلى للآثار في مصر، إن الحروف الهيروغليفية المنقوشة في الكتل تشير إلى العامين الثالث عشر والرابع عشر من عهد نخت أنبو (حوالي 367-366 قبل الميلاد)، بالإضافة إلى المواد المستخدمة في الملاذ الآمن وأبعادها.

ومن المحتمل أن الامتداد يربط الملاذ الآمن بالمحور الرئيسي لمحور إله الشمس آمون رع إلى الجنوب، حسبما أفاد التقرير.

وتحتوي بعض الأحجار على نقوش غير مكتملة، ما يشير إلى أنه لم تُنفّذ أي أعمال زخرفية أخرى في المعبد بعد وفاة نخت أنبو الأول عام 361 قبل الميلاد. ولم يُعثر على تابوت نكتانيبو ومومياءه.

وقال عالم الآثار الرئيسي ديتريش راو، إن العناصر الأخرى التي عُثر عليها في الحفريات ترجع إلى ما قبل نخت أنبو بكثير، حيث تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد في عهد الملك رمسيس الثاني والملك مرنبتاح.

وكان أسلوب عصر رمسيس واضحا تماما على قطعة من حجر اليشب، يعود تاريخها إلى الأسرة التاسعة عشرة [حوالي 1300 قبل الميلاد]، بالإضافة إلى جزء من تمثال ستي الثاني يشير إلى أن الطراز من أواخر الأسرة التاسعة عشرة في مصر الجديدة، كما قال راو.

واكتشف الفريق أيضا تمثالا للبابون وقاعدة وجزءا من مسلة من الكوارتزيت تعود جميعها إلى عهد فرعون الدولة الوسطى أوسوركون (925-890 قبل الميلاد).

كما اكتُشف ضريح للإله شو والإلهة تيفنوت بتكليف من الملك بسامتيك الثاني، الذي حكم من 595 إلى 589 قبل الميلاد.

وكان أقدم اكتشاف هو مائدة قرابين لفرعون القرن الخامس عشر قبل الميلاد تحتمس الثالث.

وكانت الأسرة الثلاثين هي الأخيرة قبل سقوط الإمبراطورية تحت سيطرة الفرس حتى احتلها الإسكندر الأكبر عام 332 قبل الميلاد.

وأسس الجنرال الإسكندر پطليموس الأول سوتر، المملكة المقدونية اليونانية البطلمية، والتي استمرت ثلاثة قرون حتى وفاة كليوباترا عام 30 قبل الميلاد، وأعقبتها سيطرة الرومان.

وقضى نخت أنبو معظم فترة حكمه في محاربة محاولات الإمبراطورية الأخمينية الفارسية لاستعادة مصر، وأمر بالعديد من مشاريع البناء في جميع أنحاء الإمبراطورية، بما في ذلك معبد إيزيس في جزيرة Philae بالقرب من أسوان.

وفي عام 363 قبل الميلاد، قرب نهاية عهده، جعل نخت أنبو ابنه، تيوس، الوصي المشارك، بنية أن يصبح ملكا في يوم من الأيام.

ولكن شقيق تيوس، تجابيمو، تواطأ لتولي ابنه، نكتانيبو الثاني، العرش بعد فترة وجيزة من تولي تيوس لقبه.

وكان نخت أنبو الثاني، حفيد نخت أنبو الأول، آخر فرعون محلي في مصر القديمة.

وبعد غزو الملك الأخميني Artaxerxes عام 343 قبل الميلاد، فر نخت أنبو الثاني من هليوبوليس، معلنا نهاية مصر ككيان مستقل.[19]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

للاستزادة

  • de Meulenaere, Herman (1963). "La famille royale des Nectanébo". Zeitschrift für Ägyptische Sprache und Altertumskunde. 90: 90–93.

وصلات خارجية

الهامش

  1. ^ خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  2. ^ خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  3. ^ أ ب ت ث خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  4. ^ خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  5. ^ خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  6. ^ أ ب ت خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  7. ^ أ ب خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  8. ^ أ ب خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  9. ^ Peter Clayton, Chronicle of the Pharaohs, Thames & Hudson Ltd, 1994. p.203
  10. ^ Nicolas Grimal, A History of Ancient Egypt, Blackwell Books: 1992, p.377
  11. ^ Allan B. Lloyd, "The Late Period" in 'The Oxford History of Ancient Egypt,' ed. Ian Shaw, Oxford University Press, 2000. p.386
  12. ^ أ ب خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  13. ^ أ ب ت خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  14. ^ خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  15. ^ أ ب خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  16. ^ خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  17. ^ أ ب خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  18. ^ خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  19. ^ "علماء الآثار يكتشفون كتلا منقوشة بالهيروغليفية بعد وفاة آخر حكام مصر الأصليين!".

وصلات خارجية

سبقه
نيف عو رود الثاني
فرعون مصر تبعه
تيوس