مستحضرات التجميل في روما القديمة

فتيات تضع مستحضرات التجميل لإمرأة رومانية ثرية.

مستحضرات لتجميل، استخدمت لأول مرة في روما القديمة لأغراض طقسية،[1] حيث كانت جزء من حياة المرأة اليومية، وخاصة العاهرات والأثريات.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سلوك الرجال تجاه مستحضرات التجميل

العناية بالبشرة

كانت أدهان الوجه والشعر كثيرة كثرتها في هذه الأيام. ويقول جوفنال إن "التجميل" كان من أهم فنون ذلك العصر، وقد كتب فيه الأطباء، والملكات، والشعراء، مجلدات. وكانت كثيرات من النساء تضع على أوجههن في الليل غماء من العجين ولبن الأتان وهو مزيج اصطنعته بوبيا Poppea لأنها وجدت فيه عوناً لها على إخفاء عيوب وجهها. ومن أجل هذا كانت الأتانات تصحبها أينما سافرت، وكانت أحياناً تصطحب قطيعاً كاملاً منهن وتستحم بلبنهن.

وكانت النساء يطلين وجوههن بالمساحيق والمعاجين البيضاء أو الحمراء، ويصبغن حواجبهن ورموشهن، أو يطلينها باللون الأسود؛ وكانت الأوعية الدموية في الصدغين ترسم فوقها أحياناً خطوط دقيقة زرقاء. وكان مما يشكو منه جوفنال أن المرأة الغنية "تكثر من مراهم بوبيا التي تلتصق بشفتي زوجها المنكود الحظ"، الذي لا يرى وجهها قط. وكان أوفد يرى هذه الفنون كلها خداعاً في خداع، وينصح السيدات أن يخفينها كلها عن عشاقهن عدا تمشيط شعرهن الذي يسبي عقله. وأضيفت الثياب الكتانية الرفيعة في ذلك العهد إلى أثواب النساء البسيطة التي كن يلبسنها قبل حروب هنيبال. وكانت خمرهن تسدل فوق أكتافهن، والبراقع تخفي الوجوه فتزيدهن إغراء وفتنة. وكانت الثريات من النساء يلبسن في الشتاء أثواباً من الفراء تزيدهن جمالاً على جمالهن. أما الحرير فكان واسع الانتشار يلبسه الرجال والنساء على السواء. وكان هو والتيل يصبغ بالأصباغ الغالية، وكثيراً ما كان الثري الروماني يدفع ألف دينار ثمناً لرطل من صوف صور المزدوج الصباغة. وكان التطريز بخيوط الذهب والفضة يستخدم لتزيين الثياب، والسجف، والطنافس، وأغطية، الفرش. وكانت أحذية النساء تصنع من الجلد اللين الرقيق أو القماش، وتفصل أحياناً تفصيلاً جميلاً، وكانت مفتوحة من أعلاها، تزركشن أحياناً بالذهب وتحلى بالجواهر، وتضاف إليها الكعوب العالية أحياناً لتعوضهن ما حرمتهن منه الطبيعة. [2]

أحمر الشفاة

تجميل العين

الشفاه، الأظاهر، والأسنان

العطور

العبوات والمرايا

كان صوان السيدة الرومانية مستودعاً غاصاً بالأدوات- من ملاقط، ومقصات، وأمواس، ومبارد، وفراجين، وأمشاط، ومكاشط، وشباك للشعر، وضفائر مستعارة- وأباريق أو قناني للعطور، والأدهان والزيوت والمعاجين، وحجارة الخفاف، والصابون. وكانت الجموش تستخدم لإزالة الشعر، والمراهم المعطرة لتمويجه أو تثبيته.

العاهرات ومستحضرات التجميل

استخدام الرجال لمستحضرات التجميل

المجوهرات

كانت الجواهر عنصراً هاماً في جهاز النساء، فكانت الخواتم، والأقراط وعقود العنق والصدر، والتمائم، والأساور، والمشابك، من مستلزمات الحياة. وقد ارتدت لوليا بولينا يوماً ما ثوباً مغطى من رأسها إلى قدمها بالزمرد واللؤلؤ، وكانت تحتفظ معها بالإيصالات الدالة على أن هذه الجواهر قد كلفتها أربعين مليون سسترس. ويصف بلني أكثر من مائة نوع مختلفة من الحجارة الكريمة المعروفة في رومة. وكان تقليد هذه الجواهر تقليداً محكماً صناعة رائجة يشتغل بها عدد كبير من الصناع. وكان "الزمرد" الروماني المصنوع من الزجاج أرقى كثيراً من مثيله في هذه الأيام، وقد ظل بائعو الجواهر يبيعونه على أنه زمرد حقيقي حتى القرن التاسع عشر بعد الميلاد. وكان الرجال والنساء على السواء مولعين باقتناء الحجارة الكبيرة التي تستلفت النظر؛ وقد وضع أحد أعضاء مجلس الشيوخ في خاتم له "عين هر" في حجم البندقة، ولما سمع بذلك أنطونيوس، أمر بأن يدون اسمه في سجل المحكوم عليهم بالنفي؛ ولكن الشيخ فر وفي إصبعه مليونا سسترس. وما من شك في أن الجواهر كانت في ذلك الوقت- كما كانت في كثير من الأحيان- وقاية من التضخم المالي أو الثورة. وكانت الصحافة الفضية وقتئذ مألوفة عند جميع الطبقات إلا أفقرها. وقد أصدر تيبيريوس وغيره من الأباطرة الذين جاءوا بعد عدة مراسيم تحرم الترف، ولكنه لم يكن في وسعه إرغام الناس على طاعتها، وسرعان ما أغفل أمرها. وخضع تيبيريوس للأمر الواقع وأقر بأن تبذير الأشراف والحديثي النعمة يحول بين الصناع في رومة والشرق وبين التعطل، ويساعد على تسرب خراج الأقاليم من العاصمة. ويقول "كيف تستطيع رومة، وكيف تستطيع الولايات، أن تعيش بغير الترف؟".


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ An Ancient Roman Make-up Lesson The History Channel. Retrieved 2009-10-29.
  2. ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.
  3. ^ Peter Green, (Autumn, 1979). "Ars Gratia Cultus: Ovid as Beautician". American Journal of Philology (Baltimore: Johns Hopkins University Press) 100 (3):pp. 390-1.

وصلات خارجية