أنطونيوس

أنطونيوس
StAnthony.jpg
A Coptic icon, showing, in the lower left,
St. Anthony with St. Paul the First Hermit
Venerable and God-bearing
Father of Monasticism
وُلِدHerakleopolis Magna, مصر
توفيMount Colzim, Egypt
مكرّم في
Roman Catholic Church, Eastern Orthodox Churches, Anglican Communion, Lutheranism, Eastern Catholic Churches, Oriental Orthodox Churches
الضريح الرئيسيMonastery of St. Anthony, Egypt
Saint-Antoine-l'Abbaye, France
الصفاتbell; pig; book; Tau Cross[1][2] Tau cross with bell pendant[3]
يرعىSkin diseases, basket makers, brushmakers, gravediggers,[4] Pontifical Ecclesiastical Academy, Rome[5]

القديس أنطونيوس الكبير Saint Anthony the Great (ح 251356), ويُعرف كذلك باسم Anthony the Abbot, أنطونيوس المصري, أنطونيوس الصحراوي, Anthony the Anchorite, أبا أنطونيوس, و أبو الرهبان, كان قديساً مسيحياً مصرياً والقائد البارز بين آباء الصحراء. أمطى أنطونيوس معظم حياته في الإسكندرية. وتـُحيي العديد من الكنائي ذكراه في يوم عيده, 17 يناير في الكنيسة الغربية, وفي 22 طوبة, (30 يناير) في الكنيسة الارثوذكسية القبطية و الكنيسة الكاثوليكية القبطية, التي اقترنت تاريخياً بالقديس أنطونيوس.

يعتبر العالم القديس (الأنبا) أنطونيوس هو "أب الأسرة الرهبانية" ومؤسس الحركة الرهبانية في العالم كله بالرغم من وجود حركات رهبانية سابقة له

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ميلاده وتغير حياته

وُلد القديس في بلدة قمن العروس التابعة لبني سويف حوالي عام 251م من والدين غنيين. مات والده فوقف أمام الجثمان يتأمل زوال هذا العالم، فالتهب قلبه نحو الأبدية. وفي عام 269م إذ دخل ذات يوم الكنيسة سمع الإنجيل يقول: "إن أردت أن تكون كاملاً اذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء، وتعال اتبعني" فشعر أنها رسالة شخصية تمس حياته.


تركه لمنزل والديه

عاد إلى أخته الشابة ديوس يعلن لها رغبته في بيع نصيبه وتوزيعه على الفقراء ليتفرغ للعبادة بزهد، فأصرت ألا يتركها حتى يسلمها لبيت العذارى بالإسكندرية. سكن الشاب أنطونيوس بجوار النيل

حياة الصلاة

  • وكان يقضي كل وقته في الصلوات بنسك شديد، لكن إذ هاجمته أفكار الملل والضجر صار يصرخ إلى الله، فظهر له ملاك على شكل إنسان يلبس رداءً طويلاً متوشحًا بزنار صليب مثل الإسكيم وعلى رأسه قلنسوة، وكان يجلس يضفر الخوص. قام الملاك ليصلي ثم عاد للعمل وتكرر الأمر. وفي النهاية، قال الملاك له: "اعمل هذا وأنت تستريح. صار هذا الزي هو زي الرهبنة، وأصبح العمل اليدوي من أساسيات الحياة الرهبانية حتى لا يسقط الراهب في الملل

دعوته للدخول إلى البرية

في أحد الأيام نزلت سيدة إلى النهر لتغسل رجليها هي وجواريها، وإذ حَول القديس نظره عنهن منتظرًا خروجهن بدأن في الاستحمام. ولما عاتبها على هذا التصرف، أجابته: "لو كنت راهبًا لسكنت البرية الداخلية، لأن هذا المكان لا يصلح لسكنى الرهبان". وإذ سمع القديس هذه الكلمات قال في نفسه: "إنه صوت ملاك الرب يوبخني"، وفي الحال ترك الموضع وهرب إلى البرية الداخلية، وكان ذلك حوالي عام 285م. استقر القديس في هذه البرية، وسكن في مغارة على جبل القلزم شمال غربي البحر الأحمر، يمارس حياة الوحدة.هناك حاربته الشياطين علانية تارة على شكل نساء وأخرى على شكل وحوش مرعبة.

لقاؤه بتلاميذه

حوالي عام 305م اضطر أن يكسر خلوته ليلتقي بتلاميذ جاءوا إليه يشتاقون إلى التدرب على يديه، فكان يعينهم ويرشدهم، وإن كان قد عاد إلى وحدته مرة أخرى. إن كان هذا العظيم بين القديسين هو مؤسس نظام الرهبنة (الوحدة)، فإن حياته تكشف عن مفهوم الرهبنة المسيحية، خاصة نظام الوحدة:

      • أولاً: خرج للرهبنة بلا هدف كهنوتي، وكانت حركته شعبية لا كهنوتية، لا يطلب التدخل في التنظيم الكنسي، وحتى حينما أرسل إليه الإمبراطور قسطنطين يطلب بركته أرجأ الرد عليه، ولما سأله تلاميذه عن السبب؟ أجاب أنه مشغول بالرد على رسالة الله ملك الملوك، وبعد إلحاح بعث بالرد من أجل سلام الكنيسة.
  • ثانيًا: حبه الشديد للوحدة لم يغلق قلبه نحو الجماعة المقدسة، بل كان في عزلته يؤمن بعضويته الكنسية. لذلك عندما استدعى الأمر نزل إلى البابا أثناسيوس الرسولي (الذي تتلمذ على يدي القديس أنطونيوس)، وبدخوله الإسكندرية ارتجت المدينة، وخرج الكل متهللين لأن رجل الله قادم، وبالفعل عاد كثير من الأريوسيين إلى الكنيسة. مرة أخرى نزل إلى الإسكندرية يسند المعترفين في السجون ويرافقهم حتى ساحة الاستشهاد
  • ثالثًا: مع محبته الشديدة للوحدة تلمذ القديس مقاريوس الكبير الذي أسس نظام الجماعات، كما فرح جدًا بأخبار باخوميوس مؤسس نظام الشركة ومدحه... هكذا لم يحمل روح التعصب لنظام معين!
  • رابعًا: عزلته لم تكن ضيقًا وتبرمًا، لذا كان الكل يدهش لبشاشته وتهليله الداخلي، وقد اتسم بصحة جيدة حتى يوم نياحته وكان قد بلغ المائة وخمسة عامًا. خامسًا: قيل أنه كان أميًا لا يعرف القراءة والكتابة، لكنه كان يفحم الفلاسفة اليونان ببساطة قلبه، وقد جذب بعضهم إلى الإيمان. وعندما سأله بعضهم كيف يتعزى وسط الجبال بدون كتاب، قال لهم إن الله يعزيه خلال العقل الذي يسبق الكتابة. قيل إنه سُئل عن عبارة في سفر العبرانيين، فاتجه ببصره نحو البرية، ثم رفع صوته وقال: اللَّهم أرسل موسى يفسر لي معنى هذه الآية، وفي الحال سُمع صوت يتحدث معه، وكما يقول الأب أمونيوس إنهم سمعوا الصوت ولم يفهموه.

أيامه الأخيرة

حين شعر القديس أنطونيوس أن يوم فراقه قد دنا، أمر رفاقه أن يعطوا عصاه للأنبا مقار، وأن يعطوا دثاراً من فراء الخروف للقديس أثناسيوس والدثار الآخر القديس سيراپيون، تلميذه. ثم طلب من تلاميذه أن يدفنوا جسده في قبر سري بدون علامة.

ولعله لم يك يتكلم إلا بلغته الأم القبطية،[6] ولكن كلماته انتشرت بترجمة يونانية. وكان يكتب الرسائل بالقبطية، بقي منها سبع رسائل. سيرته كتبها القديس أثناسيوس بعنوان حياة القديس أنطونيوس الأكبر. رُوِيت العديد من القصص عنه في مجموعات متعددة من مقولات آباء الصحراء.

نسخة رسمها ميكل‌أنجلو يافعاً نقلاً عن نقش قام به مارتن شون‌گاور حوالي 1487–9، عذاب القديس أنطونيوس. زيت وتمپرا على لوح. وكانت واحدة من تصويرات فنية عديدة لامتحانات القديس أنطونيوس في الصحراء.

بالرغم من أن القديس أنطونيوس لم ينظـِّم أو ينشئ ديراً، فإن مجتمعاً قد نشأ حوله مقتدياً بأسلوب حياته كناسك زاهد منعزل عن الدنيا. وقد ساعدت السيرة التي كتبها أثناسيوس في الترويج للمـُثـُل العليا التي كان يعتنقها أنطونيوس. يكتب أثناسيوس: "للرهبان، فإن حياة أنطونيوس هي مثال كافي للزهد."[4] والزهد هو أسلوب حياة يتسم بالامتناع عن الملذات الدنيوية، غالباً لينشد أهدافاً روحانية.

سيرة أنطونيوس التي كتبها أثناسيوس السكندري ساعدت في نشر مفهوم الرهبنة المسيحية، خصوصاً في أوروبا الغربية عبر الترجمات اللاتينية. وكثيراً ما يُعتبر، بشكل خاطئ، أول راهب مسيحي، ولكن من توضح سيرته ومصادر أخرى، فقد كان هناك العديد من الناسكين قبله. إلا أن أنطونيوس كان أول من ذهب إلى البرية (حوالي سنة 270)، وكان انتقالاً جغرافياً بدا أنه أسهم في سمعته.[6] وثمة روايات عن تحمل أنطونيوس غوايات فوق طبيعية أثناء رحلته في الصحراء الشرقية لمصر، مما ألهم وأوقد الاهتمام المتكرر بموضوع غواية القديس أنطونيوس في الفن والأدب الغربيين.

ويتشفع المصلون به ضد الأمراض المعدية، وخصوصاً الأمراض الجلدية. وفي الماضي، كان العديد من تلك الأمراض مثل التسمم الإرجوتي والحمرة والهربس النطاقي، يشار إليه بإسم نار القديس أنطونيوس.

مأثورات

حياتنا وموتنا هما مع قريبنا، فإن ربحنا قريبنا نربح الله، وإن أعثرنا قريبنا نخطئ ضد المسيح. أحزن البعض أجسادهم بالنسك، وبسبب عدم التمييز فهم بعيدون عن الله. يأتي وقت فيه يصاب البشر بالجنون، فإن رأوا إنسانًا غير مجنون، يهاجمونه، قائلين: أنت مجنون، إنك لست مثلنا. الطاعة مع الزهد يهبان البشر سلطانًا على وحوش البرية.

وكتب القديس اثناسيوس كتاباً برمته في ترجمة هذا القديس مورداً تجارب ابليس له وانتصاراته عليها ويصوره المصورون وبجانبه خنزير فكأنه رمز إلى الشيطان والباقي من تآليفه سبع رسائل وقانون للسيرة الرهبانية وخطب كثيرة مثبتة في مكتبة الآباء وقد كتبها باللغة المصرية ثم ترجمت إلى اللغة اليونانية وغيرها وتعيد لذكره الكنيسة اللاتينية وكنيستنا المارونية في 17 ك2.[7]


المصادر

  1. ^ Jack Tresidder, ed. (2005). The Complete Dictionary of Symbols. San Francisco: Chronicle Books. ISBN 0-8118-4767-5.
  2. ^ Cornwell, Hilarie; James Cornwell (2009). Saints, Signs, and Symbols (3rd ed.). Harrisburg: Morehouse Publishing. ISBN 0-8192-2345-X.
  3. ^ Liechtenstein, the Princely Collections, catalogue of Metropolitan Museum of Art, New York, p.276 [1]
  4. ^ أ ب Michael Walsh, ed. (1991). Butler's Lives of the Saints (Concise, Revised & Updated, 1st HarperCollins ed.). San Francisco: HarperSanFrancisco. ISBN 0-06-069299-5.
  5. ^ "Pontificia Accademia Ecclesiastica, Cenni storici (1701-2001)". Pontificia Accademia Ecclesiastica (in Italian). Vatican, Roman Curia. Retrieved 17 January 2017.{{cite web}}: CS1 maint: unrecognized language (link)
  6. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة González 1984 141
  7. ^ سيرة الأنبا أنطونيوس بقلم القديس أثناسيوس (ترجمة القمص مرقس داود). نقلاً عن موقع أسقفية الشباب