إعلان حقوق الإنسان والمواطن

إعلان حقوق الإنسان والمواطن

إعلان حقوق الإنسان والمواطن (بالفرنسية: La Déclaration des droits de l'Homme et du citoyen)، هو الإعلان الذي أصدرته الجمعية التأسيسية الوطنية في 26 أغسطس 1789. يعتبر الإعلان من وثائق الثورة الفرنسية الأساسية وتُعرَّف فيها الحقوق الفردية والجماعية للأمة.

الإعلان متأثّر من فكر التنوير ونظريات العقد الاجتماعي والحقوق الطبيعية التي قال بها مفكرون أمثال جان جاك روسو، جون لوك، فولتير، مونتيسكيو، وهو يشكل الخطوة الأولى لصياغة الدستور. رغم أن الإعلان حدّد حقوق البشر دون استثناء (وليس حقوق المواطنين الفرنسيين فقط) إلا أنّه لم يحدد مكانة النساء أو العبودية بشكل واضح.

إن لمبادئ هذا الإعلان مكانة دستورية في القانون الفرنسي الحالي.

اقرأ نصاً ذا علاقة في

إعلان حقوق الإنسان والمواطن


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تبني الإعلان

لقد صاغ الإعلان الماركيز دي لافاييت وتبنته الجمعية الوطنية، وقد وُضِع كي يشكل أساسا للإنتقال من حكم ملكي مطلق إلى حكم ملكي دستوري. هدفت العديد من مواد الإعلان إلى إلغاء بعض مؤسسات النظام القديم لفرنسا ما قبل الثورة. عمليّا، تحوّلت فرنسا إلى جمهورية وأصبح الإعلان من وثائقها الأساسية.

تعتمد مبادئ الإعلان على عدة مبادئ فلسفية وسياسية من عصر التنوير، مثل الفردية، العقد الاجتماعي كما عرّفه روسو، فصل السلطات بحسب مونتسكيو. وربما استفاد الفرنسيون من إعلان الاستقلال الأمريكي 3 مايو 1776 وإعلان فرجينيا للحقوق 12 يونيو 1776 الذي صاغه جورج ماديسون.


ملخص الإعلان

كان الفيكونت دي نوال Noailles فقيرا وبالتالي كان يمكنه تحمل هذه الإجراءات تماما، لكن دوق ديجلون the Duc d` Aiguillon كان من بين أغنى البارونات ثنى على الاقتراح وأعلن قبوله ذا الوقع الشديد قائلاً: "إن الناس قد حاولوا أخيراً أن ينفضوا عن كاهلهم نير العبودية الجاثم عليهم طوال قرون طويلة مضت، ويجب أن نعترف- رغم ضرورة شجب هذا العصيان المسلح- أن من الضروري أن نلتمس للثائرين عذراً فقد كانوا ضحايا بشكل مثير "(23) وقد دفع هذا الاعتراف النبلاء الليبراليين إلى تأييده بحماس، فتزاحموا واحدا إثر الآخر لإعلان تخليهم عن امتيازاتهم التي كانوا يطالبون بها، وبعد ساعات من التخلي ذي الطابع الحماسي أعلنت الجمعية الوطنية في الساعة الثانية من صباح 5 أغسطس تحرير الفلاحين، وجرى إضافة بعض التحفظات بعد ذلك تطالب الفلاحين بدفع مبالغ على أقساط دورية لاسترداد رسوم معينة، لكن مقاومة هذه الفكرة جعلت تحصيلها غير عملي، وبذلك كان في هذا القرار إنهاء حقيقي للنظام الإقطاعي. وكان توقيع الملك على تخلي النبلاء عن امتيازاتهم مدعاة إلى اعتباره كما سجل في المادة 61 "معيد الحرية الفرنسية"(33).

واستمرت موجة المشاعر الإنسانية مدة طويلة تكفي لإبراز وثيقة تاريخية أخرى هي "إعلان حقوق الإنسان" والمواطن (72 أغسطس 9871) وقد اقترح هذه الوثيقة لافاييت Lafayette الذي كان لا يزال متحمساً لتأثره بإعلان الا ستقلال ووثائق الحقوق التي أعلنتها عدة ولايات أمريكية، وأيد النبلاء الأصغرون سناً في الجمعية مبدأ المساواة لأنهم كانوا قد عانوا من المزايا الوراثية التي كان يتمتع بها أكبر الأبناء، وبعضهم مثل ميرابو Mirabeau كان قد عانى من السجن التعسفي.

وشــجب المندوبـون البورجوازيـون تفـرد الأرســتقراطيين بالوضعيــة الاجتماعيــة واحتكــار النبلاء المناصــب العليا فــي المجالين المدني والعسكري. وكان معظم الأعضاء قد قرأوا ما كتبه روسو Rousseau عن الإرادة العامة وقبلوا ما اعتقده هذا الفيلسوف من أن لكل إنسان حقوقا أساسية بمقتضى القانون الطبيعي. لكل هذا لم تكن هناك سوى معارضة قليلة لأن يتصدر الدستور الجديد إعلانا بدا مكملاً للثورة. وكانت بعض المواد تتضمن تكراراً :

  • مادة 1: ولد الناس أحرارا ويظلون أحراراً ومتساويين في الحقوق .....
  • مادة 2: هدف التنظيمات السياسية لكها هو ضمان الحقوق الطبيعية التي لا يمكن انتزاعها بحكم القانون أو العادة للإنسان (الحقوق الأساسية) وهذه الحقوق هي الحرية والملكية والأمن ومقاومة الجور.
  • مادة 4: الحرية هي أن يمارس الفرد كل ما يحلو له شريطة ألا يكون في ذلك ضرر للآخرين، ومن هنا فإن ممارسة كل إنسان لحقوقه الطبيعية لا حد لها إذا عاقت أفراد المجتمع الآخرين عن التمتع بالحقوق نفسها. ومن ثم فهذه الحدود لا يرسمها إلا القانون ...
  • مادة 6: القانون هو تعبير عن الإرادة العامة، ولكل مواطن الحق في المشاركة شخصياً أو من خلال ممثل له في صياغته أي القانون... والمواطنين كلهم سواء في نظر القانون، ولهم حقوق متساوية في شغل المناصب والوظائف العامة على وفق قدراتهم ...
  • مادة 7: لا يجوز اتهام أي شخص أو القبض عليه أو سجنه إلا على وفق الطرائق التي يحددها القانون ....
  • مادة 9: الأفراد كلهم أبرياء إلى أن تثبت إدانتهم، وإذا حتمت الضرورة القبض على أي شخص فإن القانون يمنع بشدة استخدام العنف مع السجين أو المعتقل.
  • مادة 10: لا يضار أحد بسبب آرائه بما في ذلك معتقداته الدينية طالما أن إظهار هذه الآراء والمعتقدات لا يخل بالنظام العام كما يحدده القانون.
  • مادة 11: حرية تداول الأفكار والآراء مكفولة وهي من أهم حقوق الإنسان، فكل مواطن له حق الكلام والكتابة وله أن ينشر ما يريد بحرية لكنه سيكون مسئولاً إذا أساء استخدام هذه الحرية مسئولية سيحددها القانون.
  • مادة 17: ما دامت الملكية حقاً مقدساً لا يجب انتهاكه فلن يسلب أحد ممتلكاته أو يجرد منها إلا على وفق ما تمليه المصلحة العامة وهو الأمر الذي يحدده القانون بوضوح، وفي حالة نزعها - أي الملكية - لا بد من تقديم تعويض عادل ومنصف للمنزوع ملكيته(43).

ومع تأكيد هذه المثاليات الديمقراطية ظل هناك بعض القصور فقد ظل الرق مستمراً ومسموحاً به في مستعمرات فرنسا في الكاريبي حتى أبطلها ميثاق إبطال الرق في سنة 3971، وقصر الدستور الجديد حق الاقتراع وشغل المناصب العامة على دافعي الحد الأدنى من الضرائب. وظلت الحقوق المدنية غير كاملة بالنسبة للممثلين actors والبروتستانت واليهود. وامتنع لويس السادس عشر عن الموافقة على الإعلان على أساس أنه سيؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار. ولم يبق أمام الباريسيين سوى إجباره على القبول.


يحوي الإعلان نواة إعادة ترتيب المجتمع بشكل راديكالي. 6 أسابيع بعد سقوط الباستيل و3 أسابيع بعد الغاء الإقطاع، نادى الإعلان بمبدأ سلطة الشعب وتساوي الفرص:

"الأمة هي مصدر كل سلطة. وكل سلطة للأفراد والجمهور من الناس لا تكون صادرة عنها تكون سلطة فاسدة. " - المادة الثالثة

يناقض هذا المبدأ وضع ما قبل الثورة حين اعتُبر الله مصدر سلطان الملك.

"ويجب أن يكون هذا القانون واحداً للجميع. أي أن الجميع متساوون لديه. ولكل واحد منهم الحق في الوظائف والرتب بحسب استعداده ومقدرته ولا يجوز أن يُفضل رجل على رجل في هذا الصدد إلا بفضيلته ومعارفه." - المادة السادسة.

يوجد هنا تناقض واضح مع تقسيم المجتمع (قبل الثورة) إلى ثلاث طبقات: الكنيسة، النبلاء وعامة الشعب، وقد كان للطبقتسن الأوليين حقوقا خاصة. وهو يناقض بشكل خاص مبدأ ولادة الانسان في طبقة النبلاء مما يمنحه حقوقا خاصّة.

يضمن الإعلان لكل المواطنين "الحرية، ... حق الملك وحق الأمن وحق مقاومة الظلم والاستبداد". يدّعي الإعلان أن الحاجة للقانون تنبع من " ...أنه لا حدًَ لحقوق الإنسان الواحد غير حقوق الإنسان الثاني." فبحسب الإعلان "إن القانون هو عبارة عن إرادة الجمهور"، ووظيفته ضمان مساواة الحقوق ومنع ما "فيه ضرر للهيئة الاجتماعية".

لقد وضع الإعلان وسائل وآليّات شبيهة بتلك المذكورة في الدستور الأمريكي وميثاق الحقوق الأمريكي الذي تمت صياغتهما في نفس السنة. مثل الدستور الأمريكي فإنه يتطرّق الى الحاجة لضمان الأمن، ويحدّد مبادئ عامة للضرائب، خاصة المساواة في الضرائب (فرق هام عن وضع ما قبل الثورة إذ كان النبلاء والكنيسة معفيين من الضرائب). وتشدد على حق الجمهور في الشفافية، مما يجبر السلطة كشف كيفية صرف المال العام. مثل ميثاق الخقوق الأمريكي فإنه لا تسمح تنفيذ القانون الجنائي بأثر رجعي ويضع مبادئ أخرى مثل اعتبار الانسان بريئا حتى تثبت إدانته، حرية التعبير وحرية الصحافة، وحرية العقيدة وإن بحدود "...على شرط أن تكون هذه الأفكار غير مخلة بالأمن العام". يقر الإعلان حق الملك مع الحفاظ على المصلحة العامة:

"بما أن حق الامتلاك من الحقوق المقدسة التي لا تُنقض فلا يجوز نزع الملكية من أحد إلا إذا اقتضت المصلحة العمومية ذلك اقتضاءً صريحاً وفي هذه الحالة يُعطي الذي تُنزع منه ملكيته تعويضاً كافياً."

مسائل أخرى

الإعلان، حسبما تم تفسيره في البداية، يعترف بمعظم الحقوق للذكر فقط ولم يعط حقوقا للنساء ولم يلغ الرق.

في 5 تشرين أول أكتوبر 1789، بعد المسيرة الى فرساي، قامت نساء فرنسا بتقديم "عريضة النساء للجمعية الوطنية" طالبة منح المساواة للنساء. تم الاعتراض على عدم منح الإعلان حقوقا للنساء في إعلان حقوق النساء والمواطنات عام 1791. تم منح النساء المساواة في دستور الجمهورية الرابعة عام 1946.

تأثيره في عصرنا

بحسب مقدّمة دستور الجمهورية الفرنسية الخامسة (أعلن في 4 تشرين أول أكتوبر 1958، وهو دستور فرنسا الحالي) فإن لمبادئ الإعلان مكانة دستورية. تم إلغاء العديد من القوانين والأنظمة لمناقضتها مبادئ الإعلان حسبما فسّرته الجمعية الوطنية.

للعديد من مبادئ الإعلان في 1789 تأثير بعيدة المدى في فرنسا المعاصرة:

  • التشريعات التي تميّز بين المواطنين في المسائل الضريبية دونما سبب تعتبر ملغية لمناقضتها الدستور.
  • لا تقبل اقتراحات للتمييز الإيجابي لأنه تناقض مبدأ المساواة.
  • تُمنع الحكومة من الحد القانوني للاجتماعات لأن حرية الاجتماع حق أساسي.

نظريات المؤامرة

The Eye of Providence represents the sun 'shining' on the laws and fueled several conspiracy theories, for instance that the French Revolution was caused by occults groups.[1][2][بحاجة لمصدر أفضل]

إعلانات حقوق مبكرة أخرى

طالع أيضاً

الهامش

  1. ^ Mounier, Jean Joseph, On the Influence Attributed to Philosophers, Free-Masons, and to the Illuminati on the Revolution of France, facsimile reproduction with an introduction by Theodore A. DiPadove. Delmar, New York, Scholars' Facsimiles & Reprints, 1974, p.69.
  2. ^ Knight, Peter (2003). Conspiracy theories in American history : an encyclopedia. Santa Barbara, Calif.: ABC-CLIO. pp. 226–227, 336–337. ISBN 978-1-57607-812-9.

المراجع

  • Georg Jellinek, Die Erklärung der Menschen- und Bürgerrechte, Duncker&Humblot, Berlin, 1895.
  • Vincent Marcaggi, Les origines de la déclaration des droits de l'homme de 1789, Fontenmoing, Paris, 1912.
  • Giorgio Del Vecchio, La déclaration des droits de l’homme et du citoyen dans la Révolution française: contributions à l’histoire de la civilisation européenne, Librairie générale de droit et de jurisprudence, Paris,1968.
  • Stéphane Rials, ed, La déclaration des droits de l’homme et du citoyen, Hachette, Paris, 1988, ISBN 2-01-014671-9.
  • Claude-Albert Colliard, La déclaration des droits de l’homme et du citoyen de 1789, La doumentation française, Paris, 1990, ISBN 2-11-002329-5.
  • Gérard Conac, Marc Debene, Gérard Teboul, eds, La Déclaration des droits de l'homme et du citoyen de 1789; histoire, analyse et commentaires, Economica, Paris, 1993, ISBN 978-2-7178-2483-4.
  • William Doyle, The Oxford History of the French Revolution, Oxford: Oxford University Press, 1989.
  • Susan Dalton, Gender and the Shifting Ground of Revolutionary Politics: The Case of Madame Roland, «Canadian Journal of History», 36, no. 2 (2001): 259-283.
  • Realino Marra, La giustizia penale nei princìpi del 1789, «Materiali per una storia della cultura giuridica», XXXI-2, 2001, 353-64.
  • Jack Censer and Lynn Hunt, Liberty, Equality, Fraternity: Exploring the French Revolution, University Park: Pennsylvania State University Press, 2001.
  • Darline Levy and Harriet Applewhite, A Political Revolution for Women? The Case of Paris, In The French Revolution: conflicting interpretations. 5th ed. Malabar, Fla.: Krieger Pub. Co., 2002. 317-346.
  • Jeremy Popkin, A History of Modern France, Upper Saddle River: Pearson Education, Inc., 2006.
  • "Active Citizen/Passive Citizen, Liberty, Equality, Fraternity: Exploring the French Revolution, http://chnm.gmu.edu/revolution/d/75/ (accessed October 30, 2011).
  • Jacques–Guillaume Thouret, Report on the Basis of Political Eligibility" (29 September 1789), Liberty, Equality, Fraternity: Exploring the French Revolution, accessed October 26, 2011 http://chnm.gmu.edu/revolution/d/282/.
  • Olympe de Gouges, Declaration of the Rights of Woman, 1791, College of Staten Island Library. http://www.library.csi.cuny.edu/dept/americanstudies/lavender/decwom2.html (accessed October 30, 2011).
  • “Social Causes of the Revolution” Liberty, Equality, Fraternity: Exploring the French Revolution, accessed October 26, 2011, http://chnm.gmu.edu/revolution/chap1a.html.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

للاستزادة

  • Gary Kates and Olwen Hufton. "In Search of Counter-Revolutionary Women." The French Revolution: Recent Debates and New Controversies. London: Routledge, 1998.
  • Robin Blackburn, “Haiti, Slavery, and the Age of the Democratic Revolution” The William and Mary Quarterly, Third Series, Vol. 63, No. 4, Omohundro Institute of Early American History and Culture, October 2006. 643-674.
  • Immanuel Wallerstein. 2003. Citizens all? Citizens some! The making of the citizen. Comparative Studies in Society and History 45, (4): 650, http://search.proquest.com/docview/212669823?accountid=14608 (accessed November 3, 2011).

وصلات خارجية

يمكنك أن تجد معلومات أكثر عن إعلان حقوق الإنسان والمواطن عن طريق البحث في مشاريع المعرفة:

Wiktionary-logo-en.png تعريفات قاموسية في ويكاموس
Wikibooks-logo1.svg كتب من معرفة الكتب
Wikiquote-logo.svg اقتباسات من معرفة الاقتباس
Wikisource-logo.svg نصوص مصدرية من معرفة المصادر
Commons-logo.svg صور و ملفات صوتية من كومونز
Wikinews-logo.png أخبار من معرفة الأخبار.