السعيد بركة خان

(تم التحويل من Al-Said Barakah)
السعيد بركة
الملك السعيد ناصر الدين
Barakah coin.jpg
دينار السلطان المملوكي السعيد بركة سُك في الإسكندرية عام 1277/78
سلطان المماليك
العهد3 يوليو 1277 – أغسطس 1279
سبقهالظاهر بيبرس البندقداري
تبعهبدر الدين سلامش
وُلِد1260
القاهرة
توفي1280 (aged 19–20)
الكرك
الزوجغازية خاتون
اسم الميلادمحمد بركة خان
الاسم الملكيالملك السعيد ناصر الدين بركة
البيتالظاهري
الأسرةالبحرية
الأبالظاهر بيبرس البندقداري
الديانةمسلم
سلطنة المماليك البحرية (بالأحمر).

الملك السعيد ناصر الدين أبو المعالي محمد بركة خان بن الظاهر بيبرس (و. 1260، بالقاهرة - ت. 1280، بالكرك)، الاسم الملكي: الملك السعيد ناصر الدين بركة)، كان سلطاناً مملوكياً حكم مصر من 1277 حتى 1279 بعد وفاة والده الظاهر بيبرس البندقداري.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نشأته

الدولة الخوارزمية.

كان أول أبناء بيبرس البندقداري [1] , سلطان مصر المملوكي المنحدر من أصول تركاوية قپچاقية. وقد سمي بركة خان على اسم جده لأمه بركة خان بن دولة خان الخوارزمي‏.‏


توليه الحكم

أرمنيا القيليقية كانت حليفة لكل من الصليبيين و المنغول ضد المسلمين، لذا فقد هاجمها المماليك كثيراً. وقد دمرها قلاوون في 1266.

تسلطن الملك السعيد هذا في حياة والده حسب ما ذكرناه في ترجمة والده في يوم الخميس تاسع صفر سنة سبع وستين وستمائة.‏ وأقام على ذلك سنين وليس له من السلطنة إلا مجرد الاسم إلى أن توفي أبوه الملك الظاهر بيبرس في يوم الخميس بعد صلاة الظهر التاسع والعشرين من المحرم من سنة ست وسبعين وستمائة بدمشق‏.‏[2]

اتفق رأي الأمراء على إخفاء موت الظاهر وكتب الأمير بيليك الخازندار عرف الملك السعيد هذا بذلك على يد الأمير بدر الدين بكتوت الجوكندار الحموي وعلى يد الأمير علاء الدين أيدغمش الحكيمي الجاشنكير‏.‏ فلما بلغ الملك السعيد موت والده الملك الظاهر أخفاه أيضا وخلع عليهما وأعطى كل واحد منهما خمسين ألف درهم على أن ذلك بشارة بعود السلطان إلى الديار المصرية‏.‏

وسافرت العساكر من دمشق إلى جهة الديار المصرية فدخلوها يوم الخميس سادس عشرين صفر من سنة ست وسبعين وستمائة ومقدمهم الأمير بدر الدين بيليك الخازندار ودخلوا مصر وهم يخفون موت الملك الظاهر في الصورة الظاهرة وفي صدر الموكب مكان تسيير السلطان تحت العصائب محفة وراءها السلحدارية والجمدارية وغيرهم من أرباب الوظائف توهم أن السلطان في المحفة مريض هذا مع عمل جد في إظهار ناموس السلطنة والحرمة للمحفة والتأدب مع من فيها حتى تم لهم ذلك‏.‏

وفي سادس عشر شهر ربيع الأول يوم الأربعاء ركب السلطان الملك السعيد من القلعة تحت العصائب على عادة والده وسار إلى تحت الجبل الأحمر وهذا أول ركوبه بعد قدوم العسكر ثم عاد وشق القاهرة وسر الناس به سرورًا زائدًا وكان عمره يومئذ تسع عشرة سنة وطلع القلعة وأقام إلى يوم الجمعة خامس وعشرين شهر ربيع الأول المذكور قبض على الأمير سنقر الأشقر وعلى الأمير بدر الدين بيسري وحبسهما بقلعة الجبل‏.‏

ثم قبض الملك السعيد على الأمير آق سنقر الفارقاني نائب السلطنة بديار مصر المقدم ذكره‏.‏ ثم أفرج الملك السعيد عن الأمير سنقر الأشقر وبيسري وخلع عليهما وأعادهما إلى مكانتهما‏.‏ وفي يوم الاثنين رابع جمادى الأولى فتحت المدرسة التي أنشأها الأمير آق سنقر الفارقاني المجاورة للوزيرية بالقاهرة وجعل شيخها على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه‏.‏

وفي يوم الجمعة خامس عشريه قبض الملك السعيد على خاله الأمير بدر الدين محمد ابن الأمير حسام الدين بركة خان الخوارزمي وحبسه بقلعة الجبل لأمر نقمه عليه ثم أفرج عنه في ليلة خامس عشرينه وخلع عليه وأعاده إلى منزلته‏.‏

وكان الملك السعيد هذا أمر ببناء مدرسة لدفن أبيه فيها حسب ما أوصى به والده فنقل تابوت الملك الظاهر بيبرس في ليلة الجمعة خامس شهر رجب من قلعة دمشق إلى التربة المذكورة بدمشق داخل باب الفرج قبالة المدرسة العادلية والتربة المذكورة كانت دار الشريف العقيقي فاشتريت وهدمت وبنى موضع بابها قبة الدفن وفتح لها شبابيك على الطريق وجعل بقبة الدار مدرسة على فريقين‏:‏ حنفية وشافعية‏.‏ وكان دفنه بها في نصف الليل ولم يحضره سوى الأمير عز الدين أيدمر الظاهري نائب الشام ومن الخواص دون العشرة لا غير‏.‏

ثم وقع الاهتمام إلى السفر للبلاد الشامية وتجهز السلطان والعساكر‏.‏ فلما كان يوم السبت سابع ذي القعدة برز الملك السعيد بالعساكر من قلعة الجبل إلى مسجد التبن خارج القاهرة فأقام به إلى يوم السبت حالي عشرينه انتقل بخواصه إلى الميدان الذي أنشأه بين مصر والقاهرة ودخلت العساكر إلى منازلهم وبطلت حركة السفر بعد أن أعاد قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن خلكان إلى قضاء دمشق وأعمالها من العريش إلى سلمية وتوجه ابن خلكان إلى الشام وطلع الملك السعيد إلى قلعة الجبل وأبطل حركة السفر بالكلية إلى وقت يريده حسب ما وقع الاتفاق عليه واستمر بالقلعة إلى أن أمر العساكر بالتأهب إلى السفر وتجهز هو أيضًا لأمر اقتضى ذلك‏.‏

وخرج من الديار المصرية في العشر الأوسط من ذي القعدة من سنة سبع وسبعين وستمائة وخرج من القاهرة بعساكره وأمرائه وسار حتى وصل إلى الشام في خامس ذي الحجة فخرج أهل دمشق إلى ملتقاه وزينوا له البلد وسروًا بقدومه سرورًا زائدًا‏.‏ وعمل عيد النحر بقلعة وورد عليه الخبر بموت الصاحب بهاء الدين علي بن محمد بن سليم بن حنا بالقاهرة فقبض السلطان على حفيده الصاحب تاج الدين محمد وضرب الحوطة على موجوده بسبب موت جده الصاحب بهاء الدين المذكور‏.‏ ثم أرسل السلطان الملك السعيد إلى برهان الدين الخضر بن الحسن السنجاري باستقراره وزيرًا بالديار المصرية ثم خلع السلطان على الصاحب فتح الدين عبد الله بن القيسراني بوزارة دمشق وبسط يده في بلاد الشام وأمر القضاة وغيرهم بالركوب معه‏.‏ ثم جهز السلطان العساكر إلى بلاد سيس للنهب والإغارة ومقدمهم الأمير سيف الدين قلاوون الألفي‏.‏ وأقام الملك السعيد بدمشق في نفر يسير من الأمراء والخواص فصار في غيبة العسكر يكثر التردد إلى الربعية من قرى المرج يقيم فيها أيامًا ثم يعود‏.‏

ثم أسقط السلطان ما كان قرره والده الملك الظاهر على بساتين دمشق في كل سنة فسر الناس بذلك وتضاعفت أدعيتهم له واستمر السلطان بدمشق إلى أن وقع الخلف في العشر الأوسط من شهر ربيع الأول من سنة ثمان وسبعين بين المماليك الخاصكية الملازمين لخدمته وبين الأمراء لأمور يطول شرحها‏.‏ وعجز الملك السعيد عن تلافي ذلك وخرج عن طاعته الأمير سيف الدين كويدك الظاهري نائب السلطنة ومقدم العساكر مغاضبًا للسلطان الملك السعيد وخرج معه نحو أربعمائة مملوك من الظاهرية‏:‏ منهم جماعة كثيرة مشهورة بالشجاعة ونزلوا بمنزلة القطيفة في انتظار العساكر التي ببلاد سيس ففي العشر الأخير من شهر ربيع الأول عادت العساكر من بلاد سيس إلى جهة دمشق فنزلوا بمرج عذراء إلى القصير وكان قد اتصل بهم سيف الدين كوندك ومن معه واستمالوهم فلم يدخل العسكر دمشق وأرسلوا إلى الملك السعيد في معنى الخلف الذي حصل بين الطائفتين وكان كوندك مائلًا إلى الأمير بيسري‏.‏

ولما اجتمع بالأمير سيف الدين قلاوون الألفي والأمير بدر الدين بيسري والأمراء الكبار أوحى إليهم عن السلطان ما غلت صدورهم وخوفهم من الخاصكية وعرفهم أن نيتهم لهم غير جميلة وأن الملك السعيد موافق على ذلك وأكثر من القول المختلق فوقع الكلام بين الأمراء الكبار وبين السلطان الملك السعيد وترددت الرسل بينهم فكان من جملة ما اقترح الأمراء على الملك السعيد إبعاد الخاصكية عنه وألا يكون لهم في الدولة تدبير ولا حديث بل يكونوا على أخبارهم ووظائفهم مقيمين فلم يجب الملك السعيد إلى ذلك نرحل العسكر من مرج عذراء إلى ذيل عقبة الشحورة بأسرهم ولم يعبروا المدينة بل جعلوا طريقهم من المرج وأقاموا بهذه المنزلة ثلاثة أيام والرسل تتردد بينهم وبين الملك السعيد ثم رحلوا ونزلوا بمرج الصفر وعند رحيلهم رجع الأمير عز الدين أيدمر الظاهري نائب الشام وأكثر عسكر دمشق وقدموا مدينة دمشق ودخلوا في طاعة السلطان‏.‏

وفي يوم رحيلهم من مرج الصفر سير الملك السعيد والدته بنت بركة خان في محفة وفي خدمتها الأمير شمس الدين قراسنقر وكان من الذين لم يتوجهوا إلى بلاد سيس ولحقوا العسكر فلما سمعوا بوصولها خرج الأمراء الأكابر المقدمون لملتقاها وترجلوا بأجمعهم وقبلوا الأرض أمام المحفة وبسطوا الحرير العتابي وغيره تحت حوافر بغال المحفة ومشوا أمام المحفة حتى نزلت في المنزلة فلما استقرت بها تحدثت معهم في الصلح والانقياد واجتماع الكلمة فذكروا ما بلغهم من تغير السلطان عليهم وموافقته الخاصكية على ما يرومونه من إمساكهم وإبعادهم فحلفت لهم على بطلان ما نقل إليهم فاشترطوا شروطًا كثيرة التزمت لهم بها وعادت إلى ولدها وعرفته الصورة فمنعه من حوله من الخاصكية من الدخول تحت تلك الشروط وقالوا‏:‏ ما القصد إلا إبعادنا عنك حتى يتمكنوا منك وينزعوك من الملك فمال إلى كلامهم وأبى قبول تلك الشروط‏.‏ فلما بلغ العسكر ذلك رحل من مرج الصفر قاصدًا الديار المصرية فخرج السلطان الملك السعيد بنفسه فيمن معه من الخاصكية جريدة وساق في طلبهم ليتلافى الأمر إلى أن بلغ رأس الماء فوجدهم قد عموه وأبعدوا فعاد من يومه ودخل قلعة دمشق في الليل وهي ليلة الخميس سلخ شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وستمائة‏.‏ وأصبح في يوم الجمعة مستهل شهر ربيع الآخر خرج السلطان الملك السعيد بجميع من تخلف معه من العساكر المصرية والشامية إلى جهة الديار المصرية بعد أن صلى الجمعة بها وسار بمن معه في طلب العساكر المقدم ذكرهم وجهز والدته وخزائنه إلى الكرك وسار حتى وصل إلى بلبيس يوم الجمعة خامس شهر ربيع الآخر المذكور فوجد العسكر قد سبقه إلى القاهرة فأمر بالرحيل من بلبيس فلما أخذت العساكر في الرحيل من بلبيس بعد العصر فارق الأمير عز الدين أيدمر الظاهري نائب الشام وصحبته أكثر أمراء دمشق السلطان الملك السعيد وانضاف إلى المصريين وبلغ الملك السعيد ذلك فلم يكترث وركب بمن بقي معه من خواصه وعساكره وسار بهم حتى وصل ظاهر القاهرة وكان نائبه بالديار المصرية الأمير عز الدين أيبك الأفرم وهو بقلعة الجبل والعساكر محدقة بها فتقدم الملك السعيد بمن معه لقتال العساكر وكان الذي بقي مع السلطان الملك السعيد جماعة قليلة بالنسبة إلى من يقاتلونه ووقع المصاف بينهم وتقاتلوا فحمل الأمير سنجر الحلبي من جهة الملك السعيد وشق الأطلاب ودخل إلى قلعة الجبل بعد أن قتل من الفريقين نفر يسير وملك القلعة وشال علم السلطان ثم نزل وفتح للملك السعيد طريقًا وطلع به إلى القلعة‏.‏

ثورة أهل الإسكندرية

وفي سنة 671 هـ ورد الخبر بحركة الفرنج إلى ثغور مصر فاهتم الملك وفي يوم الخميس شهر رجب سنة سبع وعشرين خرج بعض تجار الفرنج إلى ظاهر باب البحر حيث تجتمع العامّة للفرجة وتعرّض إلى صبيّ أمرد يراوده عن نفسه فأنكر ذلك بعض من هناك من المسلمين وقال‏:‏ هذا ما يحل فأخذ الفرنجي خفًا كان بيده وضربه على وجهه فصاح بالناس فأتوه فقام الفرنج مع صاحبهم واتسع الخرق إلى أن ركب متولي الثغر وأغلق أبواب المدينة وطلب من أثار الفتنة ففرّوا وعاد إلى داره وترك الأبواب مغلقة وكان بظاهر المدينة خلق كثيرة قد توجهوا على عادتهم في حوائجهم فحيل بينهم وبين بيوتهم وجاء الليل وهم قيام على الأبواب يضجون ويصيحون فمضى أعيان البلد إلى المتولي وما زالوا به حتى فتح لهم فدخلوا مبادرين وهم يزدحمون فمات منهم زيادة على عشرة أنفس وتلفت أعضاء جماعة وذهب من عمائم الناس ومناديلهم وغير ذلك شيء كثيرة وعظم البكاء والصراخ طول الليل فلما كان من الغد ركب الوالي لكشف أحوال الناس فتكاثروا عليه ورجموه فانهزم منهم إلى داره فتبعوه وقاتلوه فقاتلهم من أعلى الدار حتى سفكت بينهما دماء كثيرة وأحرقوا بابه ونهبوا دورًا بجانبه‏.‏

وذكر المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الأول 36 / 167: " فكتب يستنجد والي دمنهور ومن حوله من العربان فأتوه واحتاطوا بالمدينة وسرّح الطائر إلى السلطان بخروج أهل الإسكندرية عن الطاعة فاشتدّ غضبه وخشي من إطلاقهم الأمراء المسجونين وبعث إلى القضاة فجمعهم واستفتاهم في قتالهم فكتبوا بما يجب وخرج إليهم الوزير مغلطاي الجماليّ وطوغان شادّ الدواوين وأيدمر أمير جندار وعدّة من المماليك السلطانية وناظر الخاص ومع الوزير تذكرة بإراقة دماء أهل الفساد ومصادرة جماعة وأخذ أموال أهل البلد والقبض على الأسلحة المعدة بها للغزاة وإمساك القاضي والشهود وحمل الأمراء المسجونين إلى القاهرة فساروا في عاشره وقدموا الثغر بعد ثلاثة أيام ونزل الوزير بالخيس وفرض على الناس خمسمائة ألف دينار مصرية وأحضر قاضي القضاة عماد الدين ونائبه في الحديد وأنكر عليهما كونهما شهرا النداء في البلد بالغزاة في سبيل الله فأنكرا وقوع هذا منهما وأنهما لم يكن في قدرتهما ردّ السواد الأعظم فضرب نائبه ابن الشيبي ضربًا مبرّحًا وألزمه بحمل ستمائة ألف درهم وألزم القاضي بخمسمائة ألف درهم وكان قد رسم بشنقه فتلطف في مكاتبة السلطان واعتذر عنه وبرّأه حتى عفا عنه وتتبع العامّة فوسط منهم ثلاثين رجلًا في يوم الجمعة ثالث عشره فتسارع الناس إلى دورهم من الخوف فذهبت عدة عمائم واشتدّ الخوف مدّة عشرين يومًا وكتب السلطان تتوالى بالإيقاع بأهل الثغر وأخذ أموالهم والوزير يحسن في الجواب إلى أن جهز الأمراء المسجونين وسار من الثغر وقد استعرض ما به من السلاح فوجد ستة آلاف عدّة كاملة جعلها جميعها في قاعة وختم عليها وبلغت الجباية من الناس ما ينيف على مائتين وستين ألف دينار فكانت هذه من المحن العظيمة والحوادث الشنيعة ولله الأمر من قبل ومن بعد‏.‏

سقوطه

قلعة الكرك.

وأما سنقر الأشقر فإنه بقي في المطرية وحده وصار لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاءولما طلع السلطان إليها أحاطت العساكر بها وحاصروها وقاتلوا من بها قتالًا شديدًا وضايقوها وقطعوا الماء الذي يطلع إليها وزحفوا عليها فجدوا في القتال ورأى الملك السعيد تخلي من كان معه وتخاذل من بقي من الخاصكية وعلم أنه لا طاقة له بهم وكان المشار إليه في العسكر المخامر الأمير سيف الدين قلاوون الألفي وهو حمو الملك السعيد فإن الملك السعيد كان تزوج ابنته قبل ذلك بمدة فجرت المراسلات بينهم وكثر الكلام وترددت الرسل غير مرة حتى استقر الحال على أن الملك السعيد يخلع من السلطنة وينصبون في السلطنة أخاه بدر الدين سلامش ابن الملك الظاهر بيبرس ويقطعون الملك السعيد هذا وأخاه نجم الدين خضرا الكرك والشوبك وأعمالهما فسير الملك السعيد الأمير علم الدين سنجر الحلبي والقاضي تاج الدين محمد بن الأثير إلى الأمير سيف الدين قلاوون وأعيان الأمراء ليستوثق لنفسه منهم فحلفوا على الوفاء بما ألتزموه من إعطاء الكرك والشوبك له ولأخيه‏.‏ وخرج من قلعة الجبل يوم الأحد سابع عشر شهر ربيع الآخر المذكور ونزل إلى دار العدل التي على باب القلعة وكانت مركز الأمير قلاوون في حال المصاف والقتال وكان الحصار ثلاثة أيام بيوم القدوم لا غير‏.‏


انظر أيضاً

الهوامش

  1. ^ كان لبيبرس سبع بنات وثلاثة أبناء ( بركة وخضر وسـُلامـِش ). وقد تزوجت احدى بناته لاجين, أما بركة فقد تزوج ابنة قلاوون. ( المقريزي, ص. 107/ج.2 )
  2. ^ موسوعة تاريخ أقباط مصر

المصادر

  • Jackson, Sherman A. "Islamic Law and the State: The Constitutional Jurisprudence of Shihāb Al-Dīn Al-Qarafi". Brill Publishers, 1997. pages 35 and 51
  • Philipp, Thomas & Haarmann, Ulrich. "The Mamluks in Egyptian Politics and Society". Cambridge University Press, 1998. page 5
  • Al-Maqrizi, Al Selouk Leme'refatt Dewall al-Melouk, Dar al-kotob, 1997.
  • Idem in English: Bohn, Henry G., The Road to Knowledge of the Return of Kings, Chronicles of the Crusades, AMS Press, 1969.
  • Ibn Taghri Bardi, al-Nujum al-Zahirah, al-Hay'ah al-Misreyah 1968.
  • History of Egypt, Yusef. William Popper, translator Abu L-Mahasin ibn Taghri Birdi, University of California Press 1954
  • Sadawi. H, Al-Mamalik, Maroof Ikhwan, Alexandria.
  • Shayyal, Jamal, Prof. of Islamic history, Tarikh Misr al-Islamiyah (History of Islamic Egypt), dar al-Maref, Cairo 1266, ISBN 977-02-5975-6
  • Reuven Amitai-Preiss (1995), Mongols and Mamluks: The Mamluk-Īlkhānid War, 1260-1281, pp. 179–225. Cambridge University Press, ISBN 0-521-46226-6.
  • [1]


ألقاب ملكية
سبقه
بيبرس
السلطان المملوكي
1277-1279
تبعه
سلامش