ثروت أباظة

(تم التحويل من محمد ثروت أباظة)
ثروت أباظة
ثروت أباظة.jpg
الميلاد 15 يوليو 1927
القاهرة، مصر
الوفاة 17 مارس 2002
الجنسية مصري
موقع الويب http://tharwatabaza.com

ثروت اباظة (و. 15 يوليو 1927 - ت. 17 مارس 2002) كاتب وروائي مصري كبير، يعد من أعلام محافظة الشرقية وله اسهاماته العديدة في الأدب. وهو من عائلة أباظة وهي من أعرق عائلات مصر وهي أسرة أدبية قدمت للأدب العربي عمالقة من الأدباء علي رأسهم والده الأديب دسوقي أباظة وعمه الشاعر عزيز أباظة وعمه الكاتب الكبير فكري أباظة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السيرة

ثروت دسوقي أباظة ولد في 15 يوليو 1927م في بلدة غزالة بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، وهو من أسرة أدبية أخرجت للأدب العربي عمالقة من الأدباء, علي رأسهم والده الأديب إبراهيم الدسوقي باشا أباظة الذي تولي الوزارة عدة مرات، وعمه الشاعر الكبير عزيز أباظة وابن عمة الكاتب الكبير فكري أباظة.[1]

لم يكن ثروت من المتفوقين في الدراسة على الرغم من ذكائه وقوة ملاحظته ، بل كان ينجح فحسب ، ولا مانع من أن ينجح في الدور الثاني ، على الرغم من أنه كان يحفظ الأشياء في لمح البصر ، فحينما كان طالبا في المدرسة الابتدائية كتب المعلم أبيات من الشعر لأحمد شوقي ، وطلب من أحدهم أن يقرأها ، فسارع ثروت يرفع يده ويخبر المعلم أنه حفظها ولكنه لم يصدق هذا إلا بعد أن سمعها منه .

وفى مرة أخرى كتب له والده كلمة باللغة الانگليزية ومعناها بالعربية ، وبعد دقائق قليلة فاجأ والده أنه حفظها ، وأخذ مكافـأة ريال ، وكان الريال في هذا الوقت ثروة بالنسبة للطفل ، ومع هذا فكان يتهرب من الذهاب إلى المدرسة ويختبئ في حجرة الضيوف إلى أن عنفته والدته .

حصل على ليسانس الحقوق من جامعة فؤاد الأول عام 1950، وبدأ حياته العملية بالعمل بالمحاماة. وقد بدأ حياته الأدبية في سن السادسة عشر وهي بدايه مبكرة واتجه إلى كتابة القصة القصيرة والتمثيلية الإذاعية وبدأ اسمه يتردد بالإذاعة، ثم اتجه إلى القصة الطويلة فكتب أول قصصه وهي ابن عمار وهي قصة تاريخية، كما كتب مسرحية بعنوان الحياة لنا.

تولى رئاسة تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون عام 1974، ورئاسة القسم الأدبي بصحيفة الأهرام بين عامي 1975 و1988 وظل يكتب في الصحيفة نفسها حتى وفاته. كما أنه شغل منصب رئيس اتحاد الكتاب. وقد تولى منصب وكيل مجلس الشورى، كما كان عضواً بالمجلس الأعلى للثقافة وبالمجالس القومية المتخصصة ومجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون ورئيس شرف لرابطة الأدب الحديث وعضواً بنادي القلم الدولي.

نص كتاب ذكريات لا مذكرات..ثروت أباظة انقر على الصورة للمطالعة


سيرته الذاتية، بقلمه

يقول عن مولده: «ولدت بالقاهرة عام 1927 في 28 يونيه وقد كنت في غناء عن ذكر هذا التاريخ الا انني اذكره لان ابي لم يشأ أن يقيد ميلادي بالقاهرة وانما انتظر حتي ذهب الي بلدتنا في الريف غزالة الخيس مركز الزقازيق باقليم الشرقية وقيدني هناك ولذلك فتاريخ ميلادي الرسمي المقيد بشهادة الميلاد في البطاقة هو 15 يوليو 1927 وقد ذكرت هذه الواقعة علي بساطتها لابين مدي ارتباطنا بالريف ويوم ولدت كان أبي عضوا بمجلس النواب ثم صار وكيلا لمجلس النواب سنة 1930 إلي 1938 ثم عين وزيرا عدة مرات واستمر في احدي هذه المرات خمس سنوات متتالية في الوزارة، وهذا المولد وتلك النشأة التي تجمع بين أب فلاح ينتمي الي الريف ويدين له بكل ما وصل اليه من مجد وأب وصل في نفس الوقت الي أعلي المراتب في الدولة جعلتني اخالط كل الطبقات مخالطة معاشرة تامة.

وكان أبي أديبا.. وهكذا بدأت القراءة وأنا في السابعة وكان يرعي بماله وجاهه الشعراء فكان بيتنا لا يخلو من شاعر كبير.. ولهذا اتقنت اللغة العربية اتقانا قل ان يتاح لمن تعلموا مثلي في غير المدارس المتخصصة في العلوم الدينية واللغوية وقد قضيت طفولتي الباكرة بحي المنيرة وهو حي شعبي، ثم انتقلت قبيل حصولي علي الابتدائية الي حي العباسية وهو حي يجمع بين كل الطبقات، فصراع الطبقات الذي يقولون عنه انما هو عندي اكذوبة كبيرة لا حقيقة وراءها ابدا. تزوجت عن حب من عفاف أباظة ابنة شاعر العربية والمسرح الكبير عزيز أباظة ولنا ابنة تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية واسمها أمينة، وابن واسمه دسوقي تخرج في كلية الحقوق وعين معاونا للنيابة وهي أولي درجات السلم القضائي.

لم اجد صعوبة في نشر مقالاتي ولا وجدت صعوبة في نشر كتبي، فأول مقالة لي نشرت بمجلة الثقافة القديمة سنة 1943 وكان عمري 16 سنة، وأول كتاب وهو 'ابن عمار' نشرته لي دار المعارف في سلسلة اقرأ عام 1954 وكان عمري 27 سنة والشيء الوحيد الذي آسف عليه ان أبي لم ير شيئا من كتبي لانه توفي في 22 يناير عام 1952، ولكنه كان قد قرأ كل ما كتبته بالصحف والمجلات حتي وفاته، وكنت انشر بجميع الجرائد المصرية تقريبا، ولكنني انتظمت في النشر أولا في مجلة الثقافة ثم جمعت اليها مجلة الرسالة، ثم اصبحت اكتب مقالا اسبوعيا بجريدة المقطم، ثم تركتها لاكتب مقالا اسبوعيا بجريدة المصري وقد ظللت اكتبه حتي استولت الثورة علي الجريدة وأغلقت أبوابها وصادرت أموال اصحابها، ثم أصبحت اكتب القصص بمجلة المصور ثم 'أخبار اليوم' ثم الجمهورية وعملت فترة بجريدة القاهرة من 1954 الي نهايتها.

ولم اكتب في كل ما كتب كلمة واحدة تمجد العهد السابق في مصر فجزائي انني لم اعين في أي وظيفة منذ تخرجي عام 1950 أما جريدة القاهرة فقد كانت ملكا للامير فيصل وعيني الرئيس السادات رئيسا لمجلس ادارة مجلة الاذاعة عام 1974، وكانت الجامعة العربية تريد تعييني بها ولكن السلطات المصرية قبل السادات رفضت وكانت كتاباتي كلها في هذه الفترة من خارج الصحف فاذا التحقت بوظيفة فلمدة شهور باحدي المجلات الاهلية، ولم اكن ارفض أي وظيفة خوفا من الفراغ، ولعله من الطريف انني حين نلت جائزة الدولة التشجيعية في أول سنة انشأت فيها عام 1958 عن رواية هارب من الايام نلت معها وسام العلوم والفنون فصدرت البراءة به ووظفني في البراءة رئيس تحرير مجلة الاعلان حتي أحس حين استيقظ في الصباح أن لي عملا يمكن أن اذهب إليه.

ولعل أهم أعمالي التي وضح فيها الرمز هما هارب من الأيام وشيء من الخوف وقد ظهر كلاهما بالسينما والإذاعة والتليفزيون وظهرت هارب من الأيام علي المسرح في علاج درامي قامت به المرحومة السيدة أمينة الصاوي. وقد أثارت شيء من الخوف ضجة كبري في مصر والعالم العربي وقد كان المحور الأساسي فيها هو الشرعية وكانت هناك جملة تنطق بها الجموع وهي 'زواج عتريس من فؤادة باطل' وكانت الجموع في دور السينما تهتف زواج عتريس من فؤادة باطل' ولذلك لم يستمر عرض الرواية أكثر من ثلاثة أسابيع في دارين للسينما بالقاهرة، ثم مرت مرورا سريعا بالأقاليم، لكنها في عهد الحرية أصبحت تعرض كثيرا بالتليفزيون، وقد أصبحت هذه الجملة مثلا سائرا يستعمل كثيرا في المسرحيات كلما أراد المؤلف أن يعبر عن الحرية.

مهنته الأدبية

غلاف رواية هارب من الأيام
لقطات من فيلم شيء من الخوف المأخوذ عن رواية الكاتب ثروت أباظة، بطولة شادية ومحمود مرسي.

ألف ثروت أباظة عدة قصص وروايات، تحول عدد منها إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية، كما كتب أكثر من أربعين تمثلية إذاعية، وأربعين قصة قصيرة وسبعه وعشرين رواية طويلة. وكانت أول أعمال ثروت الأدبية حينما طلب منه المخرج المشهور الأستاذ فتوحي نشاطي أن يشترك معه في كتابة مسرحية عن ابن عمار والمعتمد بن عباد ، ولكن هذه القصة لم تكتمل حينها بل ظلت تبادر ذهنه ، وبالفعل كتب قصة عن ابن عمار وكان أسلوبها العربي الرصين سبب في أن تقرر وزارة التربية والتعليم تدريسها في مطلع الستينيات.

"إنها أحسن ما كتب عن القرية في الأدب العربي" هكذا تحدث الدكتور طه حسين عن رواية هارب من الأيام لثروت أباظة ، وما دفع ثروت لكتابتها هو أن عائلته كانت معتادة على قضاء شهرين في قريتهم "غزالة" ، ومن هنا احتك بالفلاحين ودخل في حياتهم ، فلم تعد تخفى عليه خافية من حياتهم أو طباعهم ، وعرف أن ما يقوله الكتاب عن الفلاح بأنه ساذج وصف خاطئ فالفلاح المصري ذكى وحريص ، وبناءا على معرفته العميقة بالفلاحين كتب رواية "هارب من الأيام" ، وقد صور فيها شرزمة من الأشرار وهى تروع القرية وتسلب أموال أهلها ، وتعث في الأرض فسادا ، وكان هدفه من الرواية هو الحرية والمناداة بالخلاص من ظلم الاستعباد ، وكان يذهب إلى سينما ريفولى التي افتتحت أول كافتيريا مكيفة لكتابة تلك الرواية هناك ، ونال عنها جائزة الدولة التشجيعية سنة 1958 ، وهذا هو أول تكريم رسمي له .

ونشر في مجلة الصباح "شيء من الخوف" على حلقات ؛ حتى اختارها الفنان صلاح ذو الفقار لينتجها فيلما سينمائيا ، ولكن وكيل وزير الثقافة آنذاك اعترض عليه ، وطلب أن يراه الوزير الذي رأى فيها إسقاطات وتلميحات على الحكم ، فطلب أن يعرض على الرئيس عبد الناصر ، ولكن عبد الناصر علق عليه قائلا : "لو كنت مثل هذا الرجل لقتلني الشعب" وسمح بعرضه.

وحينما تقرر أن يتحول كتاب (لقاء هناك) إلى فيلم سينيمائى يتكلم عن الصراع بين المادة والإيمان وعن المصالحة بن الأديان ، ذهب إلى شيخ الأزهر عبد الحليم محمود وإلى البابا شنودة ليوافقا على عرض الفيلم ، حتى نجح الفيلم نجاحا كبيرا وعبر عن الوحدة الوطنية .

ثروت الإنسان

ساند ثروت شباب الأدباء في بداية حياتهم ، وخصوصا الدكتور عبد العزيز شرف ، والكاتب الصحفي فتحي سلامة ، والكاتب عبد العال الحمامصى ، وتتبع أعمالهم ورعاهم إلى أن أصبحوا من كبار الكتاب .

وكان هناك صحفي في مجلة المصور دائما يهاجم ثروت في كتاباته، ولكنه حينما فاجأه مرض شديد ، يحتاج إلى العلاج في الخارج ، لم يلجأ إلا لثروت الذي لم يتوان عن مساعدته ، وطلب رئيس الوزراء في الحال ، ورجاه أن يسافر الصحفي للعلاج على نفقة الدولة حتى عولج وعاد لمصر معافى ، وعندما توفى ثروت وهاجمه جلال أمين تصدى له هذا الصحفي.

وكانت كلمته عقدا وقلبه رحيما ، فحينما باع ذات مرة القطن في القرية ، اتفق مع التاجر على الثمن بالكلام دون أن يوقع عقدا ، وفى اليوم التالي جاء إليه تاجر بثمن أعلى فقال له لقد أعطيت وعدا ، حتى أن هناك رجلا اشترى منه قطعة أرض بالقسط وحينما عجز عن الدفع اقترح أن يعطيه في كل قسط ديكا روميا بدلا من المال فوافق ثروت ، كما تبرع بقطعة أرض لإنشاء مركز للشباب في قريته ، وأدخل السنترال ، وأهدى الجامع الذي بناه والده دسوقي باشا إلى وزارة الأوقاف .

علاقته بالأدباء

كان طه حسين يحب ثروت كثيرا ويقرأ جميع رواياته ، وكان عندما يتأخر عن زيارته يقابله بهذين البيتين :

إن كنت أزمعت على هجرنا      من غير ذنب فصبر جميل
وإن كنت تبدلت بنا غيرنا فحسبنا الله ونعم الوكيل

أما عن علاقة ثروت بنجيب محفوظ ، فتقول زوجته أنه يرفع سماعة تليفونه يوميا في الرابعة مساء ليحادثه ، وكان ثروت يعتبره رائدا لفن الرواية ، وكان نجيب محفوظ يقول له دوما "لو أن عشرة قراء يقرءون لي مثلك ، بكل هذا الوعي ، لاكتفيت بهم"

وبدأت علاقته بتوفيق الحكيم منذ طفولته ، عندما كان يقرأ كل كتبه ، وكان له مكان يجلس فيه بقصر النيل كان يذهب إليه ثروت ليراه من بعيد ثم ينصرف ، حتى تعارفا يوما وفوجئ أن الحكيم يسمع تمثيلياته عن أقاصيص العرب ، وتوطدت العلاقة بينهم إلى أن اعتبره الحكيم بمثابة ابنه ، وفى الإسكندرية كان له يومين يخصصهم للحكيم .

آرائه السياسية

كثيرا ما تنبأ ثروت بأحداث سياسية قبل وقوعها ، فقد تنبأ بحرب 56 في اللحظة التي أعلن فيها الرئيس جمال عبد الناصر تأميم القناة وعمل رهانا مع توفيق الحكيم على ذلك .

عداؤه لعبد الناصر

كان الخلاف الأساس بين أباظة وبين كتائب اليسار والناصريين وذلك لمهاجمته عبد الناصر يعد رحيله في مقال شهير بعنوان «في أي شئ صدق؟»، والذي مثل بداية حرب سياسية ضد كاتبنا. ولاشك في أن السياسة لعبت دورا كبيرا في حياة ثروت أباظة، وربما كان السبب في ذلك المناخ السياسي الذي عاش فيه وتشبع بمفاهيمه حول قضايا الحرية بصفة عامة. وما بين السياسة والأدب مضت رحلة كاتبنا الكبير .. فقد خاض أكثر من معركة سياسية ابتداء بمعركته مع الناصريين وانتهاء بالإخوان المسلمين وفي كل الحالات لم يغير الرجل مواقفه مهما كانت ضراوة المواجهة . وقد أثارت روايته "شيء من الخوف" التي تصور زواج فتاة رغم أنفها من رجل خارج على القانون جدلا؛ حيث اعتبرها كثيرون انتقادا لحكم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.

وقد كتب محمد الخولي في صحيفة العربي الناصرية في عموده «آخر زمن» ـ العدد 884 ـ السنة 11، في 9/11/2003م، تحت عنوان «مشكلة الأستاذ أنيس»، يقول:

من حق السيدة عفاف أباظة أن تنشر كتابا تشيد فيه بسيرة زوجها الأديب الراحل ثروت أباظة ومن حق السيد أنيس منصور أن ينشر مقالا يتغنى فيه هو الآخر بمآثر الكتاب المذكور أعلاه لكن ليس من حق أنيس منصور أن يقول إن ما كتبه ثروت أباظة في سب الزعيم عبد الناصر وبعنوان "وفى أي شيء صدق" هو أجرأ وأقوى مقال كتبه أديب عن عبد الناصر.. واصفا سخائم المقال بأنه قذائف صاروخية وأن كاتبها المرحوم أباظة كان صادقا شجاعا.. إلخ.

نقول إن من حق هؤلاء جميعا.. أن يقولوا ويكتبوا ما يشاءون لكن شرط أن نسجل نحن الحقيقة الأبلغ والأسطع والأبقى وهى:"إن الأديب ثروت أباظة كتب مقاله الموصوف بالجرأة والقوة والشجاعة وبأفعل التفضيل بعد رحيل جمال عبد الناصر إلى عالم الخلود وقد كتبه في إطار الحملة المسعورة والمشبوهة على ما كان يمثله عبد الناصر ـ الرمز والإنجاز وهى الحملة التي باتت تعرف الآن في أدبيات السياسة الأمريكية تحت مصطلح "تفكيك ناصرية مصر" وقد بدأت بحكاية الرئيس المؤمن والزبيبة والمسبحة وشارك فيها عدد من الكتاب الذين أتاح لهم النظام "المؤمن" إياه منابر جهيرة وكان منهم صالح جودت في مقاله "لو استطعت لأطلقت عليه الرصاص" وجلال الحمامصي الذي تجاسر ـ وهيهات ـ في التشكيك في ذمة عبد الناصر، ثم كتابات ومقالات ثروت أباظة ومنها المقال الذي يعتبره الأستاذ أنيس منصور الأجرأ والأشجع بين ما قالته العرب في باب "الهجاء بطبيعة الحال".

مشكلة الأستاذ أنيس منصور أن الجرأة والشجاعة والقوة وكل المسائل كانت جميعا بأثر رجعى.. وبعد أن رحل عبد الناصر بوقت طويل وباتت شتيمته أمرا مطلوبا ومريحا ومربحا من حيث الزلفى إلى الرئيس الجديد الذي رأى أيامها أن يعدد ما تركه سلفه من إنجازات فقال "لقد ترك جمال لي شيئا مهما للغاية هو.. الحقد".. وغفر الله للجميع.

عداؤه للإخوان

وتنبأ بانهيار الاتحاد السوفيتي في مقال نشره بجريدة الأهرام سنة 1970 ، كما كان يصف جماعة الأخوان المسلمين بأنهم بداية الإرهاب ، ويهاجم الشيوعيين .

لقب ثروت الإخوان المسلمين في مقال له بعنوان "لا مناقشة للتنابز" بالإخوان المجرمين ، وأنهم إرهابيين صرحاء قاموا بجرائم بشعة لم ترحم الأطفال ، كما سفكوا دماء السائحين الأبرياء في وحشية لم يعرفها العالم من قبل ، وشرعوا في قتل الكاتب الكبير نجيب محفوظ .

كما ذكر أن لهم في الإجرام باعا عريضا فهم أول من أدخلوا السلاسل والأسلحة إلي الجامعة وهم أول من اعتدوا علي الشريعة وأحلوا ما حرمه الله , وحرموا ما أحله وهم أول من اقتحموا برداء الإسلام المزعوم البيوت ، وتلاعبوا في وحشية مدمرة بعقول الشباب وخربوا عقولهم ودينهم وحاولوا في كفر ظالم أن يوقعوا بيننا وبين إخواننا الأقباط .

وهم أول من أدخلوا في تكوينهم التنظيم السري والسلاح الذي كان حربا شعواء علي الإسلام والمسلمين ، وأن الإخوان المجرمين يعتمدون في أعمالهم البشعة علي إمدادات من خارج مصر يقدمها إليهم قوم لاغرض لهم إلا تخريب وطننا العظيم .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الجوائز والتكريمات

حصل على عدة جوائز منها جائزة الدولة التشجيعية عام 1958، كما نال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ثم جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1982.

وفاته

قضى ثروت عامه الأخير متنقلا بين البيت ومستشفى الصفا لإصابته بورم خبيث في المعدة وكان يشعر باقتراب الرحيل فأودع كل أعماله لدار المعارف لتنشرها له ، وكان في تلك اللحظات سريع التأثر حتى البكاء، حتى رحل في 17 مارس عام 2003.

أعمال مختارة

المصادر

  1. ^ نرمين علي. "أسرار ثروت أباظة "الهارب من الأيام" بعيون زوجته". محيط.