عيسى بن موسى العباسي

عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ولي العهد أبو موسى الهاشمي أميرٌ عباسي، من الولاة القادة، وهو ابن أخي أبي العباس السفاح وكذلك أبي جعفر المنصور، كان يقال له: شيخ الدولة. ولد في الحميمة ونشأ بها، وكان من فحول أهله وذوي النجدة والرأي منهم، كان محباً للأدب، ناظماً للشعر، ضم مجلسه الفقيه ابن أبي ليلى، والفقيه ابن أبي شبرمة، والأديب الفقيه ابن السماك.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نسبه وسيرته

هو : عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

جعله عمه أبو العباس ولي عهد المنصور وولاه الكوفة وسوادها سنة 132هـ، بعد أن عزل عمه داود بن علي الذي ولاه مكة واليمن واليمامة، فكان ذا فضل في استتباب الأمر للعباسيين في سواد الكوفة وكان ثقةً وقوياً، أُمِّرَ بالحجيج سنة 134 و143هـ، وأقام المحطات وأوقد النار على طول الطريق من الكوفة إلى مكة.[1]

عاش خمسا وستين سنة وكان فارس بني العباس وسيفهم المسلول جعله ابو العباس السفاح ولي عهد المؤمنين بعد المنصور وهو الذي انتدب لحرب إبنَي عبد الله بن الحسن المثنى فظفر بهما وقتلا وتوطدت الدولة العباسية به وقد تحيل عليه المنصور بكل ممكن حتى أخره وقدم في العهد عليه ابنه المهدي فيقال بذل له بعد الرغبة والرهبة عشرة آلاف ألف درهم. [2] وعندما أصبح المهدي خليفة (158ـ 169هـ) أراد ولاية العهد لابنه فأرسل إلى عيسى وطلب منه أن يخلع نفسه عن ولاية العهد، فرفض في بادئ الأمر ثم نزل مقابل أن يعطيه المهدي عشرة آلاف ألف درهم (عشرة ملايين) وضياعاً بالزاب وكسكر، وخرج إلى مسجد الرصافة يوم الأربعاء لأربعٍ بقين من المحرم سنة 160هـ وصعد المنبر وأخبر الناس ما أجمع عليه أهل بيته وشيعته بشأن خلعه وما في ذلك من رَجوةٍ لمصلحتهم، ودعاهم للبيعة لابن الخليفة، وأحل من كان قد بايعه.

وقال في ذلك

خُيِّرْتُ أَمْريْنِ ضِاعَ الحَزْمُ بَيْنَهُما إمَّا صَغارٌ وَإمَّا فْتِنَةٌ عَمَمُ
وَقَدْ هَمَمْتُ مِراراً أَنْ أُساقَبِهُمْ كَأْسَ المَنِيَّةِ لَوْلا اللهُ والَرَّحِمُ
وَلَوْ فَعَلْتُ لَزالَتْ عَنْهُمُ نِعَمٌ بِكُفْرِ أَمْثالهِا تُسْتَنْزَلُ النِّقَمُ


وفاته

مات عيسى بن موسى في الكوفة عن عمرٍ يناهز الخامسة والستين، تاركاً وراءه آثاراً وإنجازات عدة، فأسهم في تخطيط مدينة بغداد، وسمّى «نهر عيسى» باسمه، وهناك قصرٌ يعزى إليه في بغداد، ثم صار للخليفة المأمون، بل إن قصر الأخيضر ذا التحصينات ينسب إليه، وهذا القصر يعد الحامي الأول للكوفة والخط الأول في رصد الحركات العلوية وكبح جماحها في المنطقة.

المصادر

  1. ^ "عيسى بن موسى Isa ibn Musa Isa ibn Musa". Retrieved 22 فبراير 2015. {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |(empty string)= (help)
  2. ^ سير أعلام النبلاء

المراجع

  • ابن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك (مصر 1326هـ).
  • ابن الأثير، الكامل في التاريخ (دار الكتاب العربي، بيروت 1967م).
  • الأصفهاني، مقاتل الطالبيين (مصر 1368هـ).