بلج بن بشر القشيري

بلج بن بشر بن عياض القشيري، (? – أغسطس 742)، هو قائد عسكري عربي سوري في شمال أفريقيا وأيبريا، حكم الأندلس لفترة قصيرة عام 742.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

هو بلج بن بشر بن عياش القشيري، نسبة إلى قبيلة قشير، من قبائل قيس عيلان (ت. 124هـ/742م)، فارس دمشقي شجاع، وأحد من تولى إمرة الأندلس فيما يعرف فيها بعصر الولاة. وكان مع شجاعته على شيء من التعجرف والصَّلَف. برز اسم بلج منذ قدم المغرب مع عمه كلثوم بن عياض.

في عام 123 هـ، انتقضت البربر في طنجة على عبيد الله بن الحبحاب والي مصر وأفريقية، وقتلوا عامله عليها عمر بن عبد الله المرادي. فأرسل لهم حملة بقيادة خالد بن أبي حبيب الفهري، لكنها فشلت في إنهاء ثورة البربر وانتهت بمقتل خالد الفهري ومن معه. ثم عزل الخليفة هشام بن عبد الملك عبيد الله بن الحبحاب لفشله في إنهاء الثورة، ووجه في جمادى الآخر 123 هـ جيشًا بقيادة كلثوم بن عياض القشيري عم بلج بن بشر، وأمر عمال الولايات بحشد الرجال لهذا الجيش،[1] من ثلاثين ألف رجل[2] لقتال البربر،[3] فدخل إفريقية في رمضان 123 هـ.[1] صاحب بلج هذا الجيش، وجعله عمه على الخيل، مما أثار حفيظة حبيب بن أبي عبيدة الفهري قائد عرب إفريقية.[4] ثم سار الجيش حتى لقي جيش البربر بقيادة خالد بن حميد الزناتي قرب طنجة، وانهزم جيش كلثوم، وقتل كلثوم وحبيب الفهري وجُرح بلج في تلك المعركة.[5]

وكانت واقعة في المغرب الأقصى سنة 123هـ خالف فيها كلثوم بن عياض، بتأثير ابن أخيه بَلْج، رأي أصحاب الرأي من القادة في ولاية إفريقية (تونس اليوم وجانب من ليبية وبعض الجزائر). وكان بلج قد أساء إليهم قبل ذلك، وأغلظ لهم القول، فهزم الجيش هزيمة منكرة، وقتل كلثوم نفسه وانحاز بَلْج بجمهور من بقي معه من جند الشام خاصة إلى سبتة. وقد كان هذا منه تدبيراً سيئاً آخر، لكون سَبْتَةَ في أرضٍ يكثر فيها البربرُ، فضيقوا عليه حتى جَهَدَهُ ذلك، واضطر في معاشه مع أصحابه، إلى الضرورات. ثم أرسل إليه عبد الملك بن قَطَن الفِهريّ القرشي والي الأندلس المراكب لتنقله إليها، وكان أصحابه قد خوفوه بَلْجاً، وأنه إذا صار إليه استبد بالأمر دونه. فاشترط على بَلْج أنه متى تم له ما يريد من استيعاب الفتنة رجع مع أصحابه إلى المغرب.[6]

وفي الأندلس تهيأ لبلج من أمره ما لم يكن قد تهيأ له قبل ذلك. فاستوعب الفتنة بمعاونة جيش عبد الملك، وقويت نفسه وأنفس أصحابه فأزاح عبد الملك عن قرطبة محتجاً بأن الخليفة هشاماً كان قد جعل إليه الإمرة بعد عمه كلثوم بن عياض. وحين ألح عليه جنده من اليمانية في قتل عبد الملك اضطر إلى مجاراتهم فقتلوه وصلبوه وصلبوا خنزيرًا عن يمينه وكلبًا عن شماله.[7]

وكان من نتيجة ذلك أن أمية وقَطَناً ابني عبد الملك جمعا عليه نحواً من مئة ألف رجل، فيهم عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة الفهري، وهو من كبار القواد وكان مع بَلْج قبل ذلك، وعبد الرحمن بن عَلْقمة اللخمي صاحب أربونة، وكان في عصره فارس الأندلس، وكان بَلْج في عشرين ألفاً. فالتقى الفريقان في موضع شمال قرطبة، وصبر أصحاب بلج صبراً لم يصبره أحد، فيما ذكر، وكان لهم النصر بصبرهم، إلا أن بلجاً أصيب في المعركة، أصابه عبد الرحمن بن علقمة اللخمي حاكم أربونة،[7][8] فكان موته في شوال 124 هـ،[9] متأثراً بجراحه، بأيام أو بأسابيع. وكان الأمر كما قال مؤرخ الأندلس، ابن حيان: «جيش منتصر وأمير مقتول». وكان هلاك بلج بعد أحد عشر شهراً من توليه الأندلس.


انظر أيضاً


المصادر

  • {{cite book}}: Empty citation (help)
  • {{cite book}}: Empty citation (help)
  • {{cite book}}: Empty citation (help)
  • {{cite book}}: Empty citation (help)

للاستزادة

  • محمد بن فتوح الحميدي، جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس (القاهرة 1371هـ).
  • أحمد بدر، دراسات في تاريخ الأندلس وحضارتها من الفتح حتى الخلافة (دمشق 1972).
  • محمد عبد الله عنان، تاريخ الأندلس من الفتح إلى بداية عهد الناصر (القاهرة 1969).


سبقه
كلثوم بن إياد القصي
والي إفريقية
741–742
تبعه
حنظلة بن صفوان الكلبي
سبقه
عبد الملك بن قطن الفهري
والي الأندلس
742
تبعه
ثعلبة بن سلامة العاملي