جوليان فورتي ووكر

Sir

جوليان فورتي ووكر

Ambassador Julian F Walker.jpg
جوليان ووكر في الثمانينيات.
السفير البريطاني لدى قطر
في المنصب
1984–1987
رئيس الوزراءمارگريت ثاتشر
خلـَفهپاتريك نيكسون
سبقهستيفن داي
السفير البريطاني لدى اليمن الشمالي
في المنصب
1979–1984
رئيس الوزراءمارگريت ثاتشر
سبقهبنجامين ستراتشان
خلـَفهديڤد داتام
مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات العربية
في المنصب
1977–1978
خلـَفهمنصب مُستحدث
المستشار العسكري للحكومة العسكرية البريطانية في برلين الغربية
في المنصب
1973–1976
القنصل العام البريطاني لدى الإمارات العربية المتحدة
في المنصب
2 ديسمبر 1971 – 8 يوليو 1972
رئيس الوزراءإدوارد هيث
سبقهمنصب مُستحدث؛ هو نفسه باعتباره الوكيل السياسي البريطاني في دبي
خلـَفهألبرت إدوارد سوندرز
الوكيل السياسي للمملكة المتحدة لدى إمارات الساحل المتصالح في دبي
في المنصب
27 يناير 1971 – 2 ديسمبر 1971
رئيس الوزراءإدوارد هيث
سبقهجوليان بولارد
خلـَفهمنصب مُستحدث؛ هو نفسه باعتباره القنصل العام البريطاني في دبي
تفاصيل شخصية
وُلِد7 مايو 1929
لندن، إنگلترة
توفي7 يوليو 2018 (89 سنة)
لندن، إنگلترة
المثوىمقبرة وايبردج
القوميةبريطاني
القرابةكنث مكفارلان ووكر (والده)
إيلين مارجوري ويلسون (والدته)
المدرسة الأمكلية الدراسات الشرقية والأفريقية
مركز الشرق الأوسط للدراسات العربية
الوظيفة
  • دبلوماسي
  • رسام خرائط
  • مساح أراضي
الخدمة العسكرية
الكنيةواكر الحدود
الولاء المملكة المتحدة
الفرع/الخدمة المملكة المتحدة
سنوات الخدمة1947–1949

سير جوليان فورتي ووكر CMG MBE (إنگليزية: Julian Fortay Walker؛ و. 7 مايو 1929 – ت. 7 يوليو 2018)، يُعرف أيضاً بالحروف الأولى من اسمه ج. ف. ووكر،[1] هو مستعرب، مؤلف، رسام خرائط، ومساح أراضي بريطاني، وضابط جيش سابق ودبلوماسي متقاعد كان يعمل بشكل وثيق مع الشيخ راشد أثناء خدمته كآخر مندوب بريطاني لدى إمارات الساحل المتصالح في دبي لإحدى عشر شهراً أثناء تأسيس الإمارات العربية المتحدة عام 1971.[2][3] لعب ووكر دورًا فعالًا في ترسيم الحدود الحالية للإمارات بالإضافة إلى حدودها مع عُمان أثناء عمله كمساعد ضابط سياسي في إمارات الساحل المتصالح والبحرين الاستعمارية بين الخمسينيات والستينيات.[4][5]

خلال مسيرته الدبلوماسية التي امتدت لقرابة 40 عامًا، خدم ووكر في مناصب مختلفة في أماكن مثل البحرين، عُمان، العراق، المغرب، برلين الغربية، أيرلندا الشمالية، لبنان والنرويج.[6][7] عُين ووكر سفيراً لبريطانيا لدى اليمن الشمالي من عام 1979 حتى 1984 ثم لدى قطر بين عامي 1984 و1987.[8][9][10][11] كان ووكر نجلاً لطبيب الجهاز البولي والفيلسوف البريطاني كنيث مكفارلان ووكر.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السنوات المبكرة ومسيرته المهنية

وُلد جوليان فورتي ووكر في لندن بالمملكة المتحدة في 7 مايو 1929[12] لطبيب الجهاز البولي والفيلسوف البريطاني كنيث مكفارلان ووكر وإيلين مارجوري ويلسون.[13] التحق بالقوات المسلحة البريطانية في أغسطس 1947 وخدم حتى سبتمبر 1949.[14]


مسيرته المهنية

في سبتمبر 1952، عُين عضوًا في الخدمة الخارجية. وبعد شهر، بدأ بحضور دورة العربية في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن وبحسب بعض المصادر، درس أيضاً في مركز الشرق الأوسط للدراسات العربية في شملان، لبنان.[15] في ديسمبر 1953 نُل ووكر إلى دبي، التي كانت في ذلك الوقت جزءاً إمارات الساحل المتصالح، في عهد الشيخ سعيد بن مكتوم. عُين لاحقاً كثالث سكرتير في السفارة البريطانية في البحرين في نوفمبر 1955، ثم رُقي إلى سكرتير ثاني في أبريل 1956. وفي يونيو 1957 نُقل إلى وزارة الخارجية. وفي يوليو 1960 عُين كسكرتير ثاني في السفارة البريطانية في أوسلو، النرويج، ورُقي لاحقاً إلى سكرتير أول في يوليو 1961. وفي أكتوبر 1963، نُقل كسركتير أول إلى وزارة الخارجية.[14][7]

ترسيم حدود الإمارات المتصالحة

في أوائل الخمسينيات، قام جوليان فورت ووكر، جغرافي وضابط وسياسي بريطاني، برسم خريطة لشرق الجزيرة العربية والحدود السياسية بين سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة، وورد اسم ووكر في جميع اتفاقيات الحدود بين السلطان سعيد بن تيمور ومشايخ إمارات عمان الشمالية. كما ألف ووكر كتاباً ثميناً بعنوان "إمارات الساحل المتصالح".[16]

اتفاقية ترسيم حدود سلطنة عمان، 1961، ص 1.
اتفاقية ترسيم حدود سلطنة عمان، 1961، ص 2.


أمّا اهتمام بريطانيا بتقسيم الجزيرة العربية ووضع الحدود بينها؛ فسببها استعماري بحت يتمثل أساساً في امتيازات النفط وتقاسمها بين الشركات الغربية المختلفة. تعد الخريطة التالية التي تعود لمنتصف الأربعينيات، النواة الأولى للخرائط والحدود السياسية في الجزيرة العربية والتي قسمت على أساس الإمتيازات النفطية، ومن هنا كانت بداية خسارة عمان لأكبر حقولها النفطية لصالح أرامكو السعودية.

خريطة الجزيرة العربية مقسمة بحسب الامتيازات النفطية، الأربعينيات.


وكان لسلاطين مسقط ومشايح إمارات الساحل دوراً محورياً بخضوعهم التام للإرادة البريطانية والخطط الاستعمارية التقسيمية. هنا على سبيل المثال حاكم دبي حينها يقبل بالحكم البريطاني رغم أنه نزع عن إمارته بعض أراضيها لصالح إمارة أبوظبي.

خريطة توضح المنطقة المتنازع عليها بين دبي وأبو ظبي، الأربعينيات.
قبول حاكم دبي بالتحكيم البريطاني للمنطقة المتنازع عليها مع أبو ظبي، 1949.


وقد رسم هذه الخرائط الحدود بدقة وجعلهتا رسمية بحسب الامتيازات النفطية؛ وشركات النفط تحتاج إلى معرفة الحدود بدقة لضبط حدود مسوحاتها الجيوفيزيائية والزلزالية كما تنص هذه الرسالة بين سعيد بن تيمور إلى شركة النفط المحدودة.


وعلى هذا الأساس القبلي العشائري الذي أشار إليه ابن تيمور في رسالته أعلاه جرى تقسيم مناطق عمان وترسيم الحدود بينها، وعلى هذا الأساس تقريباً استند جوليان ووكر في رسم خرائطه وعددها 31 خريطة اعتمدتها بريطانيا لإنتاج خرائط سياسية رسمية للمنطقة.

إحدى خرائط جوليان ووكر للجزيرة العربية، أوائل الخمسينيات.


أما مشكلة وادي مدحاء والتي أدت إلى ترسيم الحدود الحالية في مدحاء فمردها إلى خلافات قبلية وعشائرية على التبعية للسلطان وشيوخ إمارات الشمال، بعض العشائر اختارت الشارقة وأخرى رأس الخيمة وبعضها الفجيرة والباقي للسلطان، ومن هنا دخلت بريطانيا وعبثت بالحدود على هوى هذه الزعامات. بمجرد وصول سعيد بن تيمور للحكم، وجد أن مدحاء تتبع سلطنته، بينما لم يجد أنّ البلاد كلها بمشيخاتها الشمالية تتبع عُمان.

رسالة من القنصل العام البريطاني إلى سعيد بن تيمور، عند تولي الأخير السلطنة، تشير إلى أن مدحاء تقع ضمن سلطنة عمان، 1956.


وطبعاً إدعاء سعيد بهذا الخصوص له أصل وهو أنّ جده تركي بن سعيد هو الذي اتفق مع شيوخ القواسم على تقاسم المنطقة وكأن عمان ملك لهذا أو ذاك، وليست دولة تتبع جميع مناطقها حكماً مركزياً واحداً.

رسالة من تركي بن سعيد إلى شيوخ القواسم حول تقاسم المنطقة.
إحدى خرائط جوليان ووكر لمنطقة الجزيرة العربية، يظهر عليها منطقة الخلاف وسط الفجيرة.


وبحسب الوثائق المختلفة فإن مشكلة حدود وادي مدحاء كانت ستختفي لو وافق أن قابوس على عرض شيخ الفجيرة حينها بالإنصمام إلى السلطنة قبل إتحاد الإمارات، مقابل تكفل السلطنة بتكاليف المستشفيات والمدارس وتوليد الكهرباء وغيرها -وهو عرض نبيل- لكن قابوس رفض العرض بمشورة الإنگليز.


وصل ووكر إلى الشارقة لأول مرة بعد تخرجه من مركز الشرق الأوسط للدراسات العربية في عهد الشيخ صقر بن سلطان القاسمي ثم ذهب إلى دبي تحت قيادة الوكيل السياسي كريستوفر پيري-گوردون كمساعد مسؤول سياسي في ديسمبر 1953 عندما كانت جزءًا من الإمارات المتصالحة في عهد الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم. أثناء إقامته في الإمارات المتصالحة (1953-1955) والبحرين (1955-1957)، والتي كانت في مجملها مناطق استعمارية تابعة لمقيمية الخليج العربي البريطانية، تم تكليفه بترسيم حدود الإمارات التي كان يحكمها شيوخ مختلفون. في مقابلة أجراها أحد الباحثين في درم، إنگلترة في يوليو 1991، قال ووكر إن الضغط لترسيم الحدود بين المشيخات المتصالحة كان بسبب النفط.[17]

التنقيب عن النفط في الساحل المتصالح جعل شركة النفط المحلية، شركة الساحل المتصالح لتطوير النفط، حريصة على ترسيم الحدود بين المشيخات المختلفة هناك.

— جوليان فورتي ووكر، 1991

بدأ گوردون، وهو رئيس ووكر، أعمال التحكيم بجولة على الحدود بين مشيختي أم القيوين ورأس الخيمة. بدأ گوردون عمله في أبريل 1954 وشعر بخيبة أمل شديدة بسبب تجربة اليوم الأول في هذا المجال، لدرجة أنه قرر أنه لن يكون بإمكانه القيام بالأعمال اللازمة للتحكيم الحدودي وتركها مفضلاً عمله المكتبي العادي. بدلاً من ذلك، قام گوردون بتفويض أعمال الحدود إلى مساعده في الوكالة السياسية جوليان ووكر

سافر ووكر عبر أراضي الإمارات والمشايخ في سيارة لاند روڤر مملوكة للحكومة حيث كان يتعامل مع رجال القبائل ثم يتشاور مع الشيخ زايد والشيخ شخبوط أثناء رسم الحدود.[18] أكسبه اهتمامه برسم الخرائط والنزاعات الحدودية بين زملائه لقب ووكر الحدود.

قبل وفاته بعدة شهور سنة 2018 اعترف جوليان ووكر في مقابلة مع صحيفة أخبار الخليج أن حمى النفط المتصاعدة والمتمثلة في شركة النفط المحدودة كانت الدافع الأساسي لرسم حدود المنطقة وخرائطها.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

رسم الخرائط والمسح

وفقًا للتقرير الذي قدمه ووكر في مارس 1955 حول تسوية حدود الإمارات المتصالحة، أُتخذت المبادئ التالية لإثبات ملكية الأراضي كأساس لتسوية الحدود الداخلية، وهي مدرجة بترتيب تقريبي من حيث الأهمية:

  • السيطرة على تواجد لعدة سنوات في منطقة ما، والاعتراف العشائري بتلك السيطرة.
  • جمع الزكاة.
  • بيعة رجال القبائل المتواجدين في المنطقة.
  • الشواهد التاريخية: مقسمة إلى 5 موضوعات على النحو التالي: الاتفاقيات، الزكاة، تسوية المنازعات، التواجد السابق وتنمية واستخدام الأراضي.
  • ملكية الأراضي والعقارات

في دراسته الاستقصائية التي أجراها عام 1954، اكتشف ووكر أن العلاقة بين القبائل والحدود أمر بالغ الأهمية وأن الحدود السياسية تُرسم من خلال الولاءات القبلية لشيوخ محددين، وهو السبب نفسه الذي يجعل الحدود الداخلية تظهر على خريطة الإمارات المتصالحة وهي مبنية على الولاءات القبلية. وهذه الولاءات مشروطة وقابلة للتغيير. الحدود بين الإمارات المتصالحة وجيرانها، والحدود بين الإمارات المتصالحة الفردية، تغيرت بشكل دوري خلال القرنين التاسع عشر والعشرين لكون الحدود مبنية على الديرة. الديرة في شرق الجزيرة العربية هي مناطق محددة بمرونة، ويتغير حجمها وفقًا للقوة القبلية.[17]

أثناء المسح واجه ووكر العديد من العقبات. كانت خرائط المنطقة الموجودة بعيدة كل البعد عن الدقة، ولم تكن هناك خرائط على الإطلاق في بعض المناطق. وهكذا، كان عليه أن يصنع خرائطه الخاصة وبدأ بتسلق الجبال ليرسم الوادي حوله. شكلت حرارة الصيف عائقًا آخر أمام ووكر، حيث تفوقت عليه وعلى فريقه الصغير وجعلت السفر أكثر صعوبة. بناء على ذلك، كان يحاول الإسراع في إنهاء مسحه في الأشهر الباردة. وكانت الصعوبة الأكثر إلحاحاً هي الحاجة إلى السرعة والتقدم.[17]

بعد عدة سنوات من المسوحات والمفاوضات، تمكن ووكر من تسوية بعض المطالبات الإقليمية المتضاربة فقط، بينما ظلت بقية المطالبات دون حل. في مايو 1955، قدم ووكر تقرير الحدود، بما في ذلك توصياته بشأن المستوطنات الحدودية المتنازع عليها.[17]

بعد الانتهاء من المسح الميداني الذي أجراه ووكر، بعث پ. تريپ، الوكيل السياسي في دبي، رسائل رسمية خلال عامي 1956 و1957 إلى شيوخ الساحل المتصالح يعلمهم فيها بحدود مشيختهم.[17]

في مقابلة عام 2002 مع صحيفة أخبار الخليج، قال ووكر أنه استعان أيضًا بخريطة أبو ظبي التي رسمها المستكشف البريطاني والضابط العسكري ولفريد ثسيگر[19] وأنه أكمل رسم خرائط إمارة أبوظبي ودبي وعجمان والفجيرة بحلول الخمسينيات والستينيات قبل نقله إلى لندن ثم إلى أوسلو، النرويج.[19] في فبراير 1963، وبناءً على المعلومات التي قدمها ووكر، أعدت إدارة الأبحاث في وزارة الخراجية أول خريطة رسمية للحدود الداخلية في الإمارات المتصالحة.

استخدمت وزارة الخارجية البريطانية خرائطه الـ 31 المرسومة يدويًا لإنشاء خرائط رسمية مناسبة للاستخدام الحكومي. ونظرًا للتعقيدات والجيوب التي تتقاسم حدود الإمارات والمشيخات مع بعضها البعض، فقد تم تسمية الخرائط بشكل غير رسمي باسم أحجية السيد ووكر المقطوعة،[15] وحتى يومنا هذا، تشكل هذه الخرائط جزءًا كبيرًا من الحدود الاتحادية الحالية لدولة الإمارات العربية المتحدة. جادل ووكر في مقابلة أجريت معه في يوليو 1991 مع باحث في درم، إنگلترة بأن "مفاهيم الدولة القومية، والسيادة الإقليمية، والحدود الخطية الثابتة هي مفاهيم غربية، والتي فُرضت على المجتمع التقليدي في "شبه الجزيرة العربية".[17]

العودة لإمارات الساحل المتصالح وتأسيس دولة الإمارات

الشيخ راشد حاكم دبي، الذي كان ووكر مستشاراً له عام 1971.

في يناير 1968 أعلنت الحكومة البريطانية برئاسة رئيس الوزراء هارولد ويلسون عن رغبة إدارتها في البدء بالانسحاب القوات البريطانية وفك ارتباط المملكة المتحدة من الخليج العربي بنهاية عام 1971.[20] وكان هذا الإعلان بمثابة مفاجأة لحكام الخليج، خاصة إمارات الساحل المتصالح والبحرين وقطر. تم تنفيذ هذه السياسة بواسطة خليفته إدوارد هيث. في يناير 1971، أعيد تعيين ووكر في إمارات الساحل المتصالح، وهذه المرة بصفته آخر وكسيل سياسي للندن من أجل الإشراف على الانسحاب السلس لبريطانيا[21] والمشاركة في الجهود المستمرة لجلب الشيوخ والأمراء إلى طاولة المفاوضات لمناقشة مستقبل المنطقة بمجرد مغادرة بريطانيا.[22] في مقابلة أجراها أحد الباحثين في درم، إنگلترة في 19 يوليو 1991،[17] قال ووكر:

كانت دبي وأبو ظبي على وشك أن تكونا وحدهما، أما الإمارات الأخرى فكانت صغيرة للغاية، وإذا استقلوا وحدهم فلن يبقوا طويلاً. قد تذهب الفجيرة إلى عُمان، والشارقة ورأس الخيمة ستتبعان المملكة العربية السعودية، ودبي صديقة لإيران، وربما خلق هذا مشاكل. وكان الدور البريطاني هو جعل مجلس الحكام قوياً بما يكفي لتوفير مظلة لهم.

— جوليان فورتي ووكر

كان ووكر أيضًا جزءًا من فريق التفاوض بقيادة سير وليام لوس حيث حاول التوسط في نزاع جزر أبو موسى وطنب الكبرى والصغرى التي يطالب بها إيران من الشارقة ورأس الخيمة على التوالي.[23][24][25]

بعد إعلان استقلال الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 1971، عُين ووكر كأول قنصل عام بريطاني لدى الإمارات العربية المتحدة في دبي وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1972.[26] بعدها نُقل ووكر إلى برلين الغربية حيث عين مستشاراً سياسياً للحكومة العسكرية البريطانية بين عامي 1973 و1976. ثم إلى شملان، لبنان حيث شغل منصب المدير الأخير لمركز الشرق الأوسط للدراسات العربية من عام 1977 حتى عام 1978، عندما أُغلقت المؤسسة بسبب الحرب الأهلية اللبنانية.[27] عام 1979 عُين ووكر السفير البريطاني لدى اليمن الشمالي، المنصب الذي شغله حتى عام 1984، ثم المبعوث البريطاني لدى قطر من عام 1984 حتى 1987. عقب انتهاء حرب الخليج 1991، عمل ووكر مع مفوضية الأمم المتحدة لحل قضايا الحدود العراقية الكويتية.[28]

التقاعد والسنوات اللاحقة

تقاعد ووكر عام 1993. وفي 1999، نشر مجموعة مكونة من ثمانية مجلدات عن حدود الإمارات العربية المتحدة وعمان بعنوان "إمارات الصالح المتصالح". شغل ووكر منصب سكرتير المركز الثقافي الكردي المحدود من سبتمبر 2003 حتى يناير 2006. كما شغل منصب مدير شركة بي دي جي ماندجمنت من نوفمبر 2005 حتى فبراير 2010 وأخيراً مديراً لشركة فورتي گروڤ إدارة الحدائق بين يوليو 2013 ويونيو 2017.[29]

جدل جون شو وتهم الفساد 2004

في 2004 أفادت لوس أنجلس تايمز، أن ووكر كان عضوًا في مجلس إدارة گارديان نت، التي حظي عرضها للحصول على عقد للهواتف المحمولة في العراق بتوصية مسؤول الپنتاگون جون شو، على الرغم من اعتراضات اثنين آخرين من المسؤولين الأمريكيين، دانيال سوديك وبوني كارول.[30] أفادت مذر جونز أن ووكر كان عضوًا في مجلس إدارة كوالكوم، التي استخدمت تقنيتها في عرض گارديان نت. كما أفادت أن ووكر كان له علاقات بشو الذي عينه كمحقق عقود للنظر في تجارة الأسلحة غير المشروعة في العراق، وهو المنصب الذي جعله يعمل خارج نطاق منصب شو في الپنتاگون.[31] ومع ذلك، نفى شو هذه الادعاءات لاحقًا في مقابلة مع لوس أنجلس تايمز.

زياراته المنتظمة للإمارات

بعد تقاعده من العمل الدبلوماسي عام 1993، كان ووكر يزور الإمارات بانتظام لحضور الندوات والمؤتمرات إلى جانب الجلوس مع الصحفيين والمؤرخين خلال أوقات فراغه.[32]

في مقابلة مع صحيفة الخليج تايمز عام 2005 أثناء زيارته إلى الإمارات لحضور مؤتمر بعنوان المجتمع البدوي في الإمارات، قال إن الجزر الثلاثة المتنازع عليها؛ أبو موسى، طنب الكبرى والصغرى تنتمي فعلياً إلى الإمارات العربية المتحدة وأن البحرية الإيرانية تحت قيادة شاه إيران رضا پهلوي قامت بضم الجزر بالقوة في نوفمبر 1971.[33]

وأثناء زيارته إلى الإمارات عام 2008، زار المعهد البترولي في أبوظبي في مارس حيث ألقى محاضرة عن تاريخ أبو ظبي بين العشرينيات والخمسينيات.[34] أجرى مقابلة مع صحيفة ذا ناشيونال ومقرها أبو ظبي، حيث صرح بأن دبي كانت تأمل في البداية أن تتمكن من البقاء كما هي. دولة-مدينة مستقلة تتمتع بالحكم الذاتي تحت حماية شاه إيران الپهلوية قبل أن يقوم الشيخ زايد بإقناع الشيخ راشد لتشكيل اتحاد بين الإمارتين لتجنب الصراع بين الإمارات الشمالية وتجنب تدخل دول الخليج الأخرى في المنطقة.[35]

في نوفمبر 2010، كان المتحدث الرئيسي في ندوة لمدة ثلاثة أيام تحت عنوان مذكرات الأمة من خلال الروايات الشفهية، التي عُقدت في أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة.[36]

حياته الشخصية

بعد تقاعده عام 1993، عاد ووكر إلى منزل في منطقة تشيسويك في لندن. أثناء عمله كمسؤول سياسي في المقيمية الخليجية للأراضي الاستعمارية في الخمسينيات والستينيات، اعتاد ووكر أن يلتقي شخصيًا بالعديد من الشيوخ والأمراء من مختلف المشايخ والإمارات العربية. وكانت له علاقة وثيقة مع الشيخ زايد وشقيقه الشيخ هزاع. وكان على معرفة شخصية بالشيخ شخبوط والشيخ راشد خلال عدة اجتماعات عقدها معهم لغرض ترسيم الحدود. كان يستمتع بالموسيقى والطبخ والبستنة.[32]

وفاته

توفى ووكر في 7 يوليو 2018 في لندن، المملكة المتحدة. دُفن في مقبرة وايبردج، وايبردج.

جوائز وترشيحات


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مرئيات

جوليان فورتي ووكر ودوره في ترسيم حدود سلطنة عمان وشرق الجزيرة العربية.


المصادر

  1. ^ Abdullah, Mohammad Morsy (2020-11-26). The United Arab Emirates: A Modern History (in الإنجليزية). Routledge. ISBN 978-1-000-15635-5.
  2. ^ Lord, Cliff; Yates, Athol (2019-04-19). The Military and Police Forces of the Gulf States: Volume 1: Trucial States and United Arab Emirates, 1951–1980 (in الإنجليزية). Casemate Publishers. ISBN 978-1-912866-80-9.
  3. ^ Ramos, Stephen J. (2016-12-15). "An Historical Examination of Territory and Infrastructure in the Trucial States". Gateways to the World (in الإنجليزية). pp. 93–114. doi:10.1093/acprof:oso/9780190499372.003.0004. ISBN 978-0-19-049937-2.
  4. ^ "The British envoy who put UAE on world map". gulfnews.com (in الإنجليزية). Retrieved 2022-11-03.
  5. ^ Team, The History Project (2010-12-01). "The founding sheikhs". The National (in الإنجليزية). Retrieved 2022-11-24.
  6. ^ Office, Great Britain Foreign (1964). The Foreign Office List and Diplomatic and Consular Year Book for ... (in الإنجليزية). Harrison and Sons.
  7. ^ أ ب Office, Great Britain Diplomatic Service Administration (1966). The Diplomatic Service List (in الإنجليزية). H.M. Stationery Office.
  8. ^ "WALKER, Julian Fortay". Who's Who 2008. A & C Black. 2008. Retrieved 2008-10-18.
  9. ^ "Julian WALKER Obituary (2018) - London Bridge, City of London - The Times". www.legacy.com (in الإنجليزية). Retrieved 2022-11-02.
  10. ^ Almanack for the Year of Our Lord ... (in الإنجليزية). J. Whitaker & Sons. 1987.
  11. ^ Paxton, J. (2016-12-22). The Statesman's Year-Book 1986-87 (in الإنجليزية). Springer. ISBN 978-0-230-27115-9.
  12. ^ Burdett, Anita L. P. (1997). Records of Saudi Arabia 1961-1965: 1961 (in الإنجليزية). Archive Editions. ISBN 978-1-85207-770-9.
  13. ^ Rich, Paul John (1990). The Rule of Ritual in the Arabian Gulf, 1858-1947: The Influence of English Public Schools (in الإنجليزية). University of Western Australia.
  14. ^ أ ب Office, Great Britain Foreign (1964). The Foreign Office List and Diplomatic and Consular Year Book for ... (in الإنجليزية). Harrison and Sons.
  15. ^ أ ب "خفايا صناعة اتحاد الإمارات العربية [2]". الأخبار. Retrieved 2022-11-04.
  16. ^ "جوليان فورتي ووكر وتقسيم سلطنة عمان". فهد آل ثاني. 2024-04-07. Retrieved 2024-04-09.
  17. ^ أ ب ت ث ج ح خ Hesam Mohammed Jalil Sultan Al-Ulama (June 1994). The Federal Boundaries of the United Arab Emirates. Department of Geography, University of Durham.
  18. ^ Langton, James (2020-03-14). "Mapping the emirates: how one British agent roamed the desert in the 1950s". The National (in الإنجليزية). Retrieved 2022-11-04.
  19. ^ أ ب "The British envoy who put UAE on world map". gulfnews.com (in الإنجليزية). Retrieved 2022-11-04.
  20. ^ Rogan, Eugene (2009-11-05). The Arabs: A History (in الإنجليزية). Penguin Books Limited. ISBN 978-0-14-193962-9.
  21. ^ Langton, James (2018-07-23). "British diplomat who mapped the borders of the emirates dies aged 89". The National (in الإنجليزية). Retrieved 2022-11-04.
  22. ^ Sato, Shohei (2016). "The 'secret' agreement, July 1971". Britain and the Formation of the Gulf States. pp. 95–120. doi:10.7228/manchester/9780719099687.003.0005. ISBN 9780719099687.
  23. ^ Mattair, Thomas R. (2005-06-13). The Three Occupied UAE Islands: The Tunbs and Abu Musa (in الإنجليزية). Emirates Center for Strategic Studies and Research.
  24. ^ Mattair, Thomas R. (2005-06-13). The Three Occupied UAE Islands: The Tunbs and Abu Musa (in الإنجليزية). Emirates Center for Strategic Studies and Research.
  25. ^ Morton, Michael Quentin (2016-04-15). Keepers of the Golden Shore: A History of the United Arab Emirates (in الإنجليزية). Reaktion Books. ISBN 978-1-78023-615-5.
  26. ^ Britain, Great (1972). The London Gazette (in الإنجليزية). H.M. Stationery Office.
  27. ^ Times, Marvine Howe Special to The New York (1978-11-19). "Bad News for Lebanon: Britain Is Closing Down Arabic‐Language Center That Some Call 'spy School'". The New York Times (in الإنجليزية الأمريكية). ISSN 0362-4331. Retrieved 2022-11-03.
  28. ^ Busch, Briton C. (1994). "Review of Kuwait and Iraq: Historical Claims and Territorial Disputes; Territorial Foundations of the Gulf States, Richard Schofield; King Abdul-Aziz and the Kuwait Conference 1923-1924". British Journal of Middle Eastern Studies. 21 (2): 272–275. ISSN 1353-0194. JSTOR 195491.
  29. ^ "Julian Fortay WALKER personal appointments - Find and update company information - GOV.UK". find-and-update.company-information.service.gov.uk (in الإنجليزية). Retrieved 2022-11-04.
  30. ^ "CorpWatch: Iraq: Cellular Project Leads to U.S. Inquiry". 2005-02-06. Archived from the original on 2005-02-06. Retrieved 2022-11-05.
  31. ^ Scherer, Michael. "Crossing the Lines". Mother Jones (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2022-11-05.
  32. ^ أ ب Langton, James (2018-07-23). "British diplomat who mapped the borders of the emirates dies aged 89". The National (in الإنجليزية). Retrieved 2022-11-05.
  33. ^ Mussallam, Nada S. "'Abu Mousa, Greater and Lesser Tunbs rightfully belong to UAE'". Khaleej Times (in الإنجليزية). Retrieved 2022-11-04.
  34. ^ "Visit of Mr Julian Walker (Tuesday 11th March), The Petroleum Institute". 2009-02-08. Archived from the original on 2009-02-08. Retrieved 2022-11-04.
  35. ^ Gerson, Jen (2008-11-26). "UAE birth overcame friction and disputes". The National (in الإنجليزية). Retrieved 2022-11-04.
  36. ^ Reporter), (Staff. "'Documenting the past invaluable for a nation'". Khaleej Times (in الإنجليزية). Retrieved 2022-11-04.