تاكيتوس

(تم التحويل من تاسيتوس)
تاكيتوس Tacitus
تمثال حديث يمثل تاكيتوس
تمثال حديث يمثل تاكيتوس
وُلِدح. 56 م
توفي120 ADح. 120 AD (aged 64ح. 64)
الوظيفةسناتور، قنص، حاكم، مؤرخ
الأصنافتاريخ
المواضيعتاريخ، سيرة، خطابة
الحركة الأدبيةالعصر الفضي للاتينية

پوبليوس (أو گايوس) كورنليوس تاكيتوس Publius/Gaius Cornelius Tacitus (ح. 56 - ح. 117) كان سناتور و مؤرخ للامبراطورية الرومانية. الأجزاء المتبقية من عمليه الرئيسيين— الحوليات و التواريخ— تفحص عهود الأباطرة الرومان تيبريوس، كلوديوس، نيرون وهؤلاء الذين حكموا في سنة الأباطرة الأربعة. ويغطي هذان العملان تاريخ الامبراطورية الرومانية منذ وفاة أغسطس في عام 14 م حتى الوفاة (المفترضة) للامبراطور دوميتيان عام 96 م. وهناك lacunae هائلة في النصوص المتبقية، بما فيهم واحد طوله أربع كتب من الحوليات.

أعمال أخرى لتاكيتوس تناقش الخطابة (في صيغة حوار، انظر Dialogus de oratoribus), Germania (في De origine et situ Germanorum)، وملاحظات تتعلق بسيرة حميه أگريكولا، أساساً أثناء حملته في بريتانيا (انظر De vita et moribus Iulii Agricolae).

وككاتب في الجزء الأخير من العصر الفضي للأدب الروماني، فإن أعماله تتميز بالشجاعة وسرعة البديهة والكثافة وأحياناً الاستعمال غير الشائع للاتينية.


لقد حررت سياسة نيرفا وتراجان عقل رومة المكبوت، وبعثت في أدب عهديهما روح التمرد الشديد على الطغيان الذي ولى ولكنه قد يعود إلى سابق عهده. ولقد عبر بلني في تقريظه عن هذا الشعور بترحيبه بأول الأباطرة الثلاثة حين جلس على العرش؛ وقلما كان جوفنال يتغنى بشيء آخر غير مديحهم، ولم يكن لتاستس أنبه المؤرخين من عمل إلا التنديد بالأيام الخوالي، والتشنيع بقلمه على ذلك القرن من الزمان.

وتسري في هذه الكتب كلها روح واحدة- هي كراهيته للأرستقراطية؛ فنراه في حواره عن الخطباء (إذا كان هذا كتابه بحق) يعزو اضمحلال البلاغة إلى ما أصيبت به الحرية من قمع، كما تراه في كتابه "أجريكولا" Agricola- وهو أكمل تلك الرسائل ذات الموضوع الواحد التي قصر الأقدمون عليها السير- يروي بفخر وخيلاء ما قام به حموه، وهو قائد وحاكم، من جلائل الأعمال؛ ثم يقص في حقد وضغينة كيف فصله دومتيان من عمله وأهمله. ويبين في مقاله القصير عن مركز الألمان وأصلهم الفرق بين فضائل الشعب الحر المنبعثة عن الرجولة وبين إنحلال الرومان وجبنهم في عهد الطغاة المستبدين. وتاستس حين يثني على الألمان لأنهم يرون قتل الأطفال جريمة جريمة تجلل مقترفها العار، ولا يعلون من شأن العقم، لا يمدح الألمان في واقع الأمر بل يندد بالرومان. وهكذا نرى الهدف الفلسفي يفسد موضوعية البحث، ولكنه يدل على إتساع أفق الموظف الروماني الذي يمتدح قدرة الألمان على مقاومة رومة .

وكان نجاح هذه المقالات مما أغرى تاكيتوس على أن يوضح مساويء الاستبداد ببيان جرائم الطغاة المستبدين بتفصيل خال من الرحمة. وقد بدأ عمله هذا بإيراد الجرائم التي كانت ر تزال حاضرة في ذاكرته، والجرائم التي يشهد بها كبار السن من أصدقائه- وهي التي وقعت في الفترة المحصورة بين عهد جلبا وموت دومتيان. ولما أن أقرت الأرستقراطية الشاكرة هذه التواريخ ووصفتها بأنها خير ما كتب في التاريخ من بعد ليفي Livy واصل قصته بأن وصف في الحوليات Annales حكم تيبيريوس، وكلجيولا، وكلوديوس، ونيرون. وقد بقيت لنا من الأربعين (أو الثلاثين في قول بعضهم) "كتاباً" من كتب التواريخ أربعة كتب ونصف كتاب، وكلها مقصورة على أحداث السنتين 69، 70 م؛ وأما الحوليات فقد بقي منها إثنا عشر كتاباً، وكانت عدتها في الأصل ستة عشر أو ثمانية عشر. وهذه الكتب حتى في هذه الصورة المبتورة تعد أقوى ما كتب في النثر الروماني؛ وفي وسعنا أن نرسم منها صورة غير واضحة لعظمة الكتابين كليهما وأثرهما في النفس. وكان تاستس يأمل أن يؤرخ أيضاً حكم أغسطس، ونيرفا، وتراجان، وأن يخفف من كآبة ما نشر من مؤلفاته بتخليد ذكرى سياسة هؤلاء الأباطرة الإنشائية. ولكن الأجل لم يمهله، وحكم عليه الخلف، كما حكم هو على الماضي، بأن نظر إليه من الناحية القاتمة دون غيرها.

ويرى تاكيتوس أن "أهم ما يجب على المؤلف هو أن يحكم على أعمال الناس حتى ينال الطيب من هذه الأعمال ثواب الفضيلة، وحتى يكون ما توجهه محكمة الخلف إلى أعمال السوء من ذم وتقريع حائلاً بين المواطنين وبين سيء الأعمال"(6). ألا ما أعجب هذا الرأي الذي يجعل التاريخ يوم حساب، ويجعل المؤرخ إلهاً يحاسب الناس على أعمالهم. وإذا ما فهم التاريخ هذا الفهم استحال إلى مواعظ- أعني دروساً في الأخلاق وسيلتها ضرب أشد الأمثال رهبة- وأصبح كما يفترض تاستس خاضعاً لعلم البيان. إن من السهل على من يغضب أن يكون فصيحاً بليغاً، ولكن ليس من السهل عليه أن يكون عادلاً نزيهاً؛ ولهذا وجب ألا يقدم العالم الأخلاقي على كتابة التاريخ. ولقد كان تاستس قريب العهد بالمستبدين يحتفظ في ذاكرته بصورتهم، وهذا في حد ذاته يحول بينه وبين نظره إليهم في هدوء. ومن أجل هذا لم ير من أعمال أغسطس إلا قضاءه على الحرية، وظن أن كل ما كان للرومان من عبقرية قد قضى عليه يوم أكتيوم(7). ويبدو أنه لم يخطر بباله أن يخفف من حدة التهم التي يوجهها إلى الأباطرة، بذكر براعتهم الإدارية، ورخاء الولايات في عهد أولئك الطغاة الجبابرة. وما من أحد يقرأ تواريخه ثم يخطر بباله أن رومة كانت إمبراطورية كما كانت مدينة. وليس ببعيد أن "الكتب" التي ضاعت، كانت تلقي نظرة على الولايات وعالمها، أما الكتب الباقية فهي تجعل تاستس مرشداً مقرراً، لا يكذب قط ولكنه لا يسجل الحقيقة مطلقاً . وكثيراً ما يقتبس من المصادر التي يرجع إليها، سواء كانت هذه المصادر كتب تاريخ أو خطباً، أو رسائل، أو أوامر يومية، أو قرارات مجلس الشيوخ، أو أخبار الأسر القديمة؛ وتراه أحياناً يبحثها بحث الناقد الخبير. غير أنه لم يسمع في معظم الأحوال إلا قصص النبلاء المضطهدين، وهو لا يتصور قط أن حوادث إعدام الشيوخ وإغتيال الأباطرة لم تكن إلا أحداثاً عارضة في صراع طويل بين الملوك الفاسدين، القساة، الكفاة القادرين، وبين أرستقراطية منحلة، فاسدة، قاسية، عاجزة. وهو يفتتن بالشخصيات والحوادث البارزة، أكثر من إفتتانه بالقوى العاملة، والعلل، والأفكار، والتطورات؛ ويرسم أنبه الشخصيات وأكثرها ظلماً في التاريخ، ولكنه لا يدرك قط أثر العوامل الإقتصادية في الحوادث السياسية؛ ولا يهتم مطلقاً بحياة الناس وصناعاتهم، ولا بتيار التجارة، أو أحوال الناس العلمية، ولا بمنزلة المرأة، ولا بتقلب العقائد الدينية، ولا بروائع الأدب أو الفلسفة أو الفن. وفي كتب تاستس نرى سنكاً، ولو كان، وبترنيوس يموتون، ولكنهم لا يكتبون، ونرى الأباطرة يقتلون الخلق ولكنهم لا يشيدون. ولعل هذا المؤرخ الكبير كان مقيداً برغبات قرائه وسامعيه، وأكبر الظن أنه كان يقرأ أجزاء من كتبه- كما جرت به عادة ذلك الوقت- إلى أصدقائه الأشراف الذين يقول عنهم بلني إنهم كانوا يحتشدون لأستقباله؛ ولعله إذا سئل عن سبب إغفاله ما أغفل قال إن أولئك الرجال والنساء كانوا يعرفون الحياة الرومانية، وأحوال الصناعة، والأدب، والفن، وإنهم لذلك لم يكونوا في حاجة لم يكونوا في حاجة إلى من يذكرهم بها، وإن ما كانوا يحتاجون إلى سماعه مراراً وتكراراً هو قصة هؤلاء الأباطرة الأشرار المثيرة للشعور، وما كان يقوم به الشيوخ الصابرون من أعمال البطولة، وكفاح تبذله طبقتهم النبيلة ضد السلطة الغاشمة. وليس من حقنا أن نأخذ تاستس بما لم يقدم عليه، وكل ما من حقنا أن نفعله أن نأسف لضيق هدفه السامي وللقيود التي فرضها على عقله الجبار.

وهو لا يدعي قط أنه فيلسوف، ولذلك تراه يثني على أم أجركولا حين تحاول أن تثني عن الاشتغال بالفلسفة ولدها "الذي أصبح أشد تحمساً للفلسفة مما هو خليق بالروماني عضو الشيوخ(8)". ولقد كان خياله وفنه- كما كان خيال شيكسبير وفنه- أنشط وأكثر إبداعاً من أن يسمحا له بأن يفكر وهو هاديء في معنى الحياة وإمكانيتها. وهو يكثر من ذكر الفضائح التي يعوزها التثبت والتحقيق كما يكثر من ذكر الشروح والتعليقات التي توضح الحوادث وتنيرها، ولكننا يصعب علينا أن نجد في كتبه فكرة منسقة ثابتة عن الله، أو الإنسان، أو الدولة. فهو غامض غموض الحذر حين يكتب عن العقائد الدينية، ويوحي بأن من يقبل دين بلاده أعظم حكمة ممن يحاول أن يستبدل به العلم والمعرفة. وهو لا يصدق معظم المنجمين، والعرّافين، ولا يؤمن بالفأل ولا بالطيرة، ولا بالمعجزات، وإن كان يصدق بعضها. ذلك أن ظرفه وكما أدبه يحولان بينه وبين إنكار ما يؤكده الكثير من الناس. ويقول إن الحوادث تنزع بوجه عام إلى إثبات "أن الآلهة لا تهتم بالأخيار أكثر من إهتمامها بالأشرار"(10)، ويؤمن بوجودقوة مجهولة، وقد تكون قوة متقلبة الأطوار والميول، تدفع الناس والدول إلى مصائرها دفعاً لا حول لها أمامه ولا طول(11). وهو يأمل أن يكون أجركولا قد انتقل إلى حياة سعيدة، ولكن يتضح من أقواله أنه يشك في هذا؛ وهو يقنع بآخر ما تخادع به العقول الكبيرة نفسها- خلود الشهرة الطيبة(12).

وهو لا يواسي نفسه بشيء من الآمال الطوبية؛ وفي ذلك يقول: "إن الكثرة الغالبة من خطط الإصلاح يعتنقها الناس في بداية الأمر بحماسة وغيرة، ولكن سرعان ما تبلى جدتها، وتنتهي مشروعاتها إلى لا شيء"(14). وهو يعترف كارهاً بأن الأمور في أيامه خير مما كانت قبل، وإن كان هذا الخير قصير الأجل، ولكنه يرى أن لا شيء، حتى عبقرية تراجان نفسه، ستمنع عودة التدهور والإضمحلال(15)، وذلك لأن رومة قد استشرى فيها الفساد، حتى سرى إلى قلوب الناس، ففسدت نفوس الجماهير وبدلوا الحرية فوضى(16)، وأصبحوا رعاماً "مولعين بكل ما هو جديد، تتوق نفوسهم إلى التغيير، وهم على استعداد دائم لأن ينحازوا إلى جانب الأقوياء"(17). وهو يرثي إلى ما ينطوي عليه العقل البشري من خبث(18)، ويهزأ كما يهزأ جوفنال بالعناصر الأجنبية من سكان رومة. وهو لا يفكر قط في العودة إلى الجمهورية بعد أن سوأ سمعة الإمبراطورية، ولكنه يرجو أن يتمكن الأباطرة من التوفيق بين الزعامة والحرية(19). وهو يظن في آخر الأمر أن الأخلاق أعظم أهمية من الحكومة، وأن عظمة الشعب لا تقاس بما لديه من قوانين بل تقاس بما فيه من رجال.

وإذا كنا لا نجد مناصاً من أن نضع تاستس في مصاف أعاظم المؤرخين، رغم ما يثير دهشتنا من أننا نجد مواعظ ومسرحيات حيث كنا نبحث عن التاريخ، فما ذلك إلا لأن قوة فنه تعوضه عن ضيق نظرته. فنظرته قوية، وأحياناً عميقة، وهي دائماً واضحة، والصور التي يرسمها أكثر وضوحاً، وهي حين تخطو على مسرح التاريخ أكثر حيوية من أية صور أخرى في الأدب التاريخي. على أن هذه الصور نفسها لا تخلو من نقائص وعيوب. فتاتس يؤلف من عنده خطباً لشخصياته المختلفة ويؤلفها كلها بطريقته الخاصة وبنثره الفخم. فهو يصف جلباً بالبلاهة ثم ينطقه بما ينطق به الحكماء(20). وهو لا يرقى إلى ذلك الفن الصعب الذي يمكنه من أن يجعل شخصياته تنمو وتكمل على مر الأيام؛ فتيبير يوس مثلاً في بداية حكمه هو بعينه تيبيريوس في آخره، وإذا كان يبدو إنساناً رحيماً في البداية، فإن ذلك في رأي تاستس نفاق وخداع.

وأهم ما يمتاز به تاكيتوس هو روعة أسلوبه، فلسنا نجد كاتباً غيره قد قال كل ما قاله بمثل إحكامه. ولسنا نقصد من هذا أن عبارته كانت موجزة فهو على عكس هذا مسهب كثير الاستطراد، يشغل 400 صفحة من تواريخه لتدوين حوادث عامين اثنين. وتراه أحياناً يفرط في التركيز حتى يبلغ حد التكلف أو الغموض، وحتى تتطلب كل كلمة ثانية جملة تترجم بها؛ وكأن الأفعال وحروف العطف عنده ليست إلا عكازات للعقول الكليلة. وهذا الأسلوب هو النتيجة التي أدى إليها أسلوب سالست Sallust الموجز السريع، ونكات سنكا القصيرة المحكمة، والجمل القصيرة المتزنة التي كانت تعلم في مدارس البلاغة. وهو أسلوب، إذا كتب به كتاب طويل، ولم تتخلله فقرات أكثر من فقراته اعتدالاً، يثير عقل القاريء وينهكه، ولكنه مع ذلك يعود إليه ويزداد به افتناناً. وهذا الجفاف العسكري الذي يقتصد في الألفاظ أكثر مما يقتصد في الرجال، وهذا الازدراء بدعامات الجمل، وهذه المشاعر الثائرة، وهذا الوضوح في التصور، وهذا السيل الجارف من المفردات الجديدة، وهذه العبارات اللاذعة القاتلة التي لم تبل جدتها، هذه كلها تضفي على كتابات تاستس سرعة، ولوناً، وقوة، لم يضارعه فيها كاتب آخر من الكُتّاب الأقدمين. نعم إن اللون قاتم، والمزاج نكد، والسخرية لاذعة، والنغمة كلها نغمة دانتي مجردة من رقته وحنوه؛ غير أن الأثر الذي ينتج من هذا كله قوي عارم. وإن العنصر القصصي الذي يجمع بين المهابة والإثارة، والجزالة والعنف، ليحملنا على الرغم من تحفظنا وتمنعنا في هذا النهر العكر الأسود المليء بالتشنيع الخالي من الرأفة. فترى شخصية في أثر شخصية تظهر على مسرح الحوادث؛ ثم يقضى عليها؛ ومظهراً في أثر مظهر يدفع أمامنا حتى يبدو لنا أن رومة كلها قد دمرت، وأن كل من اشتركوا في الصراع قد هلكوا، وحتى لا نكاد نصدق حين نخرج من هذا الجو المليء بالرعب والهول، أن هذا العهد الاستبدادي المفعم بالجبن والفساد الخلقي قد أعقبه مجد الملكية أيام هدريان والأنطونينيين، وتأدب أصدقاء بلني الهاديء.

ولقد أخطأ تاكيتوس في ازدرائه الفلسفة- ونعني بها مراعاة التناسب في كتابته. وإن عيوبه كلها لترجع إلى هذا النقص. ولو أنه استطاع أن يهذب قلمه، ويسيطر عليه، ويسخره لخدمة عقله الواسع، لوضع اسمه في مقدمة أسماء أولئك الرجال الذين بذلوا جهودهم ليخلدوا تراث البشرية، ويصوروا هذا التراث في صورة حية خالدة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأسرة والنشأة

Tacitus is thought to have come from Gallia Narbonensis.

ولسنا نعرف متى ولد تاكيتوس أو أين ولد، بل إننا لا نعرف إسمه الأول؛ وأكبر الظن إنه كان إبن كورنليس تاستس الذي وكل إليه الإشراف على إيرادات الإمبراطورية، في غالة البلجيكية. وبفضل ما ناله هذا الرجل من الرقي في المناصب الحكومية، ارتفعت الأسرة من طبقة الفرسان إلى طبقة الأرستقراطية الجديدة. وأول حقيقة مؤكدة عن هذا المؤرخ هي قوله: "اتفق أجركولا في عام قنصليته(78)... على أن يزوجني ابنته، التي كانت بلا ريب تتطلع إلى صلة أرقى من هذه"(2) وكان قد تلقى ما يتلقاه الناس عادةً من تعليم، وأتقن الفنون الخطابية الت يتجعل أسلوبه ذات بهجو ورواء، وحذق طريقة إيراد الحجج المؤيدة والمعارضة التي يمتاز بها ما في تواريخه من خطب. وكثيراً ما استمع إليه بلني الأصغر في المحاكم، وأعجب بفصاحته وألفاظه الجزلة وسماه أعظم خطباء رومة(3). وعُيّن تاستس بريتوراً في عام 88، وأصبح من ذلك الوقت عضواً في مجلس الشيوخ. وجدير بالذكر أنه يعترف على نفسه ذلك الاعتراف المخجل وهو أنه عجز عن مقاومة الاستبداد، وأنه انضم إلى الشيوخ الذين حكموا على زملائهم ضحايا دومتيان. ثم عينه نيرفا قنصلاً(97)، وعينه تراجان والياً على آسية. وما من شك في أنه كان خبيراً بشئون الإدارة، وأنه كان ذا تجارب عملية. ولقد كانت كتبه ثمرة تجارب حياته السابقة، ونتاج شيخوخته الخالية من الكد وعقله الناضج العميق.


الأعمال

The title page of Justus Lipsius's 1598 edition of the complete works of Tacitus, bearing the stamps of the Bibliotheca Comunale في Empoli، إيطاليا.


دراسات

من پليني الأصغر's 7th Letter (to Tacitus), §33:

Auguror nec me fallit augurium, historias tuas immortales futuras.   I predict, and my predictions do not fail me, that your histories will be immortal.


طالع أيضاً

الهامش

  1. ^ [1]

المصادر

  • Adams, James N. "The language of the later books of Tacitus' Annals". The Classical Quarterly, Vol. 22 (1972), pp. 350-373.
  • Adams, James N. "The vocabulary of the speeches in Tacitus' historical works". Bulletin of the Institute of Classical Studies, Vol. 20 (1973), pp. 120-144.
  • Adams, James N. "Were the later books of Tacitus' Annals revised?" Rheinisches Museum, Vol. 117 (1974), pp. 323-333.
  • Ash, Rhiannon. Ordering Anarchy: Armies and Leaders in Tacitus' Histories (London: Duckworth, 1999) ISBN 0-7156-2800-3
  • Barnes, T.D. "The Fragments of Tacitus' Histories". Classical Philology, Vol. 72 (1977), pp. 224-231.
  • Barnes, T.D. "The Significance of Tacitus' Dialogus de Oratoribus". Harvard Studies in Classical Philology, Vol. 90 (1986), pp. 225-244.
  • Barnes, T.D. "Tacitus and the Senatus Consultum de Cn. Pisone Patre". Phoenix, Vol. 52 (1998), pp. 125-148.
  • Baron, Hans. The Crisis of the Early Italian Renaissance. (Princeton, Princeton University Press, 1966)
  • Benario, Herbert W. An Introduction to Tacitus. (Athens, GA: University of Georgia Press, 1975) ISBN 0-8203-0361-5
  • Birley, Antony R. "The Life and Death of Cornelius Tacitus". Historia, Vol. 49 (2000), pp. 230-247.
  • Bosworth, A.B. "Mountain and molehill? Cornelius Tacitus and Curtius Rufus". The Classical Quarterly, Vol. 54 (2004), pp. 551-567.
  • Brink, C.O. "Can Tacitus' Dialogus Be Dated? Evidence and Historical Conclusions". Harvard Studies in Classical Philology, Vol. 96 (1994), pp. 251-280.
  • Brink, C.O. "Justus Lipsius and the text of Tacitus". The Journal of Roman Studies, Vol. 41 (1951), pp. 32-51.
  • Burke, P. "Tacitism" in Dorey, T.A., 1969, pp. 149-171
  • Clarke, Katherine. "An Island Nation: Re-Reading Tacitus' Agricola". The Journal of Roman Studies, Vol. 91 (2001), pp. 94-112.
  • Daitz, S.G. "Tacitus' technique of character portrayal". The American Journal of Philology, Vol. 81 (1960), pp. 30-52.
  • Damon, Cynthia. "The Trial of Cn. Piso in Tacitus' Annals and the Senatus Consultum de Cn. Pisone patre". The American Journal of Philology, Vol. 120, No. 1 (1999), pp. 143-162.
  • Dorey, T.A. (ed.). Tacitus (London: Routledge and Kegan Paul, 1969) ISBN 0-7100-6432-2
  • Dudley, Donald R. The World of Tacitus (London: Secker and Warburg, 1968) ISBN 0-436-13900-6
  • Eck, Werner. "Cheating the Public, or: Tacitus Vindicated". Scripta Classica Israelica, Vol. 21 (2002), pp. 149-164.
  • Fletcher, G.B.A. "Assonances or plays on words in Tacitus". The Classical Review, Vol. 54 (1940), pp. 184-187.
  • Gill, C. "Character-development in Plutarch and Tacitus". The Classical Quarterly, Vol. 33 (1983), pp. 469-487.
  • Ginsburg, Judith. Tradition and theme in the Annals of Tacitus (New York: Arno Press, 1981)
  • Goodyear, F.R.D. The Annals of Tacitus, vol. 2 (Cambridge: Cambridge University Press, 1981). Commentary on Annals 1.55-81 and Annals 2.
  • Goodyear, F.R.D. "Development of language and style in the Annals of Tacitus". The Journal of Roman Studies, Vol. 58 (1968), pp. 22-31.
  • Goodyear, F.R.D. "The readings of the Leiden manuscript of Tacitus". The Classical Quarterly, Vol. 15 (1965), pp. 299-322.
  • Goodyear, F.R.D. Tacitus (Oxford: Clarendon Press, 1970), Greece & Rome New Surveys in Classics No. 4. Good survey of scholarship up to 1960s.
  • Gordon, Mary L. "The Patria of Tacitus". The Journal of Roman Studies, Vol. 26, Part 2 (1936), pp. 145-151.
  • Griffin, Miriam T. "Claudius in Tacitus". The Classical Quarterly, Vol. 40 (1990), pp. 482-501.
  • Griffin, Miriam T. "The Lyons tablet and Tacitean hindsight". The Classical Quarterly, Vol. 32 (1982), pp. 404-418.
  • Griffin, Miriam T. "Tacitus and Pliny". Scripta Classica Israelica, Vol. 18 (1999), pp. 139-158.
  • Griffin, Miriam T. "Tacitus, Tiberius and the Principate", in I. Malkin and Z. Rubihnson (eds.), Leaders and Masses in the Roman World: Studies in Honour of Zvi Yavetz (Leiden: Brill, 1995), pp. 33-57.
  • Haverfield, F. "Tacitus during the Late Roman Period and the Middle Ages". The Journal of Roman Studies, Vol. 6. (1916), pp. 196-201.
  • Haynes, Holly. The History of Make-Believe: Tacitus on imperial Rome (Berkeley, Calif.; London: University of California Press, 2003) ISBN 0-520-23650-5
  • Krebs, Christopher B. Negotiatio Germaniae. Tacitus' Germania und Enea Silvio Piccolomini, Giannantonio Campano, Conrad Celtis und Heinrich Bebel. Hypomnemata 158. Göttingen: Vandenhoeck & Ruprecht, 2005. Pp. 284. ISBN 3-525-25257-9.
  • Löfstedt, Einar. "The Style of Tacitus", in Idem, Roman Literary Portraits, transl. by P.M. Fraser (Oxford: Clarendon Press, 1958), pp.157-180.
  • Luce, T.J., and Woodman, Antony J. (eds.) Tacitus and the Tacitean Tradition (Princeton: Princeton University Press, 1993) ISBN 0-691-06988-3
  • Marsh, Frank Burr. "Tacitus and aristocratic tradition". Classical Philology, Vol. 21 (1926), pp. 289-310.
  • Martin, Ronald. "The Leiden manuscript of Tacitus". The Classical Quarterly, Vol. 14 (1964), pp. 109-119.
  • Martin, Ronald. Tacitus (London: Batsford, 1981)
  • Martin, Ronald. "Tacitus and the Death of Augustus". The Classical Quarterly, Vol. 5 (1955), pp. 123-128.
  • Mattingly, H.B. "Tacitus' praenomen: the politics of a moderate". Rivista storica dell’antichità, Vol. 2 (1972), pp. 169-185.
  • Mellor, Ronald. Tacitus (London: Routledge, 1993) ISBN 0-415-90665-2
  • Mellor, Ronald (ed.). Tacitus: The Classical Heritage (New York: Garland Publishing, 1995) ISBN 0-8153-0933-3
  • Mendell, Clarence. Tacitus: The Man and His Work. (New Haven: Yale University Press, 1957) ISBN 0-208-00818-7
  • Miller, Norma P. "The Claudian Tablet and Tacitus: A Reconsideration". Rheinisches Museum, Vol. 99 (1956), pp. 304-315.
  • Miller, Norma P. "Dramatic speech in Tacitus". The American Journal of Philology, Vol. 85 (1964), pp. 279-296.
  • Miller, Norma P. "Tiberius Speaks: An Examination of the Utterances Ascribed to Him in the Annals of Tacitus". The American Journal of Philology, Vol. 89 (1968), pp. 1-19.
  • Momigliano, Arnaldo. "The First Political Commentary on Tacitus". The Journal of Roman Studies, Vol. 37 (1947), pp. 91-101.
  • Murgia, C. "The Date of Tacitus' Dialogus". Harvard Studies in Classical Philology, Vol. 84 (1980), pp. 99-125.
  • Murgia, C. "Pliny's Letters and the Dialogus". Harvard Studies in Classical Philology, Vol. 89 (1985), pp. 171-206.
  • O'Gorman, Ellen. Irony and Misreading in the Annals of Tacitus (Cambridge: Cambridge University Press, 2000) ISBN 0-521-66056-4
  • Oliver, Revilo P. "The First Medicean MS of Tacitus and the Titulature of Ancient Books". Transactions and Proceedings of the American Philological Association, Vol. 82 (1951), pp. 232-261.
  • Oliver, Revilo P. "The Praenomen of Tacitus". The American Journal of Philology, Vol. 98, No. 1 (Spring, 1977), pp. 64-70.
  • Persival, J. "Tacitus and the Principate". Greece & Rome, Vol. 27 (1980), pp. 119-133.
  • Reid, James Smith. "Tacitus as a historian". The Journal of Roman Studies, Vol. 11 (1921), pp. 191-199.
  • Rutland, L. "The Tacitean Germanicus. Suggestions for a re-evaluation". Rheinisches Museum, Vol. 130 (1987), pp. 153-163.
  • Sage, M.M. "Tacitus and the accession of Tiberius". The Ancient Society, Vol. 13/14 (1982/83), pp. 293-321.
  • Schellhase, Kenneth C. Tacitus in Renaissance Political Thought (Chicago, University of Chicago Press, 1976) ISBN 0-226-73700-4
  • Shatzman, I. "Tacitean rumours". Latomus, Vol. 33 (1974), pp.549-578.
  • Shotter, D.C.A. "Tacitus, Tiberius and Germanicus". Historia, Vol. 17 (1968), pp. 194-214.
  • Sinclaire, Patrick. Tacitus the Sententious Historian: A sociology of rhetoric in Annales 1-6 (University Park: Pennsylvania State University Press, 1995) ISBN 0-271-01333-8
  • Syme, Ronald. "How Tacitus Wrote Annals I-III", in Idem, Roman Papers, Vol. 3 (Oxford: Clarendon Press, 1984), pp. 1014-1042.
  • Syme, Ronald. Tacitus, Volumes 1 and 2. (Oxford: Oxford University Press, 1958) (reprinted in 1985 by the same publisher, with the ISBN 0-19-814327-3) is the definitive study of his life and works.
  • Syme, Ronald. Ten Studies in Tacitus. (Oxford: Oxford University Press, 1970) ISBN 0-19-814358-3
  • Tacitus, The Annals of Imperial Rome. Translated by Michael Grant and first published in this form in 1956. (London: The Folio Society, 2006)
  • Tacitus, Germany. Translated by Herbert W. Benario. (Warminster, UK: Aris & Phillips Ltd., 1999. ISBN 0-85668-716-2)
  • Talbert, R.J.A. "Tacitus and the Senatus Consultum de Cn. Pisone patre". The American Journal of Philology, Vol. 120, No. 1 (1999), pp. 89-97.
  • Townend, G.B. "Cluvius Rufus in the Histories of Tacitus". The American Journal of Philology, Vol. 85 (1964), pp. 337-377.
  • Walker, B. The Annals of Tacitus: A study in the writing of history (Manchester: Manchester University Press, 1952)
  • Wharton, D.B. "Tacitus' Tiberius: The State of the Evidence for the Emperor’s Ipsissima Verba in the Annals". The American Journal of Philology, Vol. 118 (1997), pp. 119-125.
  • Woodman, Anthony John. Tacitus Reviewed (Oxford: Oxford University Press, 1998) ISBN 0-19-815258-2

وصلات خارجية

Works by Tacitus

اقرأ نصاً ذا علاقة في

Tacitus



. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مواد أخرى

Wikiquote-logo.svg اقرأ اقتباسات ذات علاقة بتاكيتوس، في معرفة الاقتباس.