الغاز الطبيعي في روسيا

(تم التحويل من الغاز الروسي)
انتاج الغاز الطبيعي الروسي (بالأحمر) والتصدير (بالأسود)، 1993–2011

في 2013، كانت روسيا أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، حيث وصل إنتاجها إلى 669 بليون متر مكعب من الغاز سنوياً، وأكبر مصدر في العالم، حيث تصدر 186 بليون متر مكعب سنوياً.[1]

عام 2021، صدرت روسيا للاتحاد الأوروپي 155 بليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، ما يشكل حوالي 45% من إجمالي صادرات الاتحاد الأوروپي من الغاز و40% من إجمالي إستهلاكه من الغاز.[2] حسب تقديرات كتاب حقائق العالم، تمتلك روسيا أيضاً أكبر احتياطيات مثبتة (48 تريليون متر مكعب).[1] أرقام الأوپك تضع روسيا أيضاً في الترتيب الأول، بتقديرات تصل إلى 49 تريليون متر مكعب؛ إلى أن تقديرات ب پ تضع روسيا في الترتيب الثاني بعد إيران بإحتياطيات 33 تريليون متر مكعب.[3][4] بالإضافة إلى ذلك، فمن المرجح أن روسيا تمتلك أكبر حجم من احتياطيات الغاز الطبيعي الغير مكتشف، 6.7 تريليون متر مكعب إضافية، حسب تقديرات المسح الجيولوجي الأمريكي.[5] تستهلك روسيا حوالي 457 بليون متر مكعب سنوياً، لتكون الثانية بعد الولايات المتحدة.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النزاع مع أوكرانيا

منذ عام 2005، تورطت الشركة الموردة للغاز الروسي گازپروم وشركة النفط والغاز الأوكرانية نفطوگاز في عدد من النزاعات. حيث ازدادت هذه الخلافات إلى ما هو أبعد من النزاعات التجارية البسيطة إلى القضايا السياسية العابرة للحدود التي تهدد إمدادات الغاز الطبيعي في العديد من الدول الأوروبية التي تعتمد على واردات الغاز الطبيعي من الموردين الروس، والتي تُنقل عبر أوكرانيا.[6]

خلال عام 2005، زعمت روسيا أن أوكرانيا لا تدفع ثمن الغاز، لكنها أرادت ما كان من المقرر تصديره إلى الاتحاد الأوروبي من خطوط الأنابيب. حيث قام المسؤولون الأوكرانيون بنفي هذا الاتهام في البداية، ولكن نفطوگاز اعترفت بعد ذلك، بأنها أحتفظت بالغاز الطبيعي المخصص لدول أوروبية أخرى واستخدامته لتلبية الاحتياجات المحلية.[7][8]وقد بلغ الخلاف ذروته في 1 يناير عام 2006، وذلك عندما قطعت روسيا جميع إمدادات الغاز التي تمر عبر الأراضي الأوكرانية.[9]وفي 4 يناير 2006، توصل إلى اتفاق مبدئي بين روسيا وأوكرانيا، وتمت استعادة الإمدادات. وقد هدأ الوضع حتى أكتوبر 2007 عندما اندلعت خلافات جديدة حول ديون أوكرانيا من الغاز. وأدى ذلك إلى تقليل إمدادات الغاز في مارس 2008. وخلال الأشهر الأخيرة من عام 2008، توترت العلاقات مجدداً عندما لم تتمكن أوكرانيا وروسيا من الاتفاق على الديون أوكرانيا المستحقة.[بحاجة لمصدر] في يناير عام 2009، أدى هذا الخلاف إلى انقطاع الإمدادات في العديد من الدول الأوروبية، حيث أبلغت ثمانية عشر دولة أوروبية عن حدوث انخفاضات كبيرة في أو انقطاع تام لإمدادات الغاز التي تُنقل عبر أوكرانيا من روسيا. [10][11] في سبتمبر 2009 صرح مسؤولون من كلا البلدين أنهم شعروا أن الوضع تحت السيطرة وأنه لن يكون هناك المزيد من النزاعات حول هذا الموضوع، [12][13] على الأقل حتى الانتخابات الرئاسية الأوكرانية 2010.[14] ومع ذلك، في أكتوبر 2009، ظهر خلاف آخر كمية الغاز التي ستستوردها أوكرانيا من روسيا في عام 2010. تعتزم أوكرانيا استيراد كميات أقل من الغاز في عام 2010 نتيجة لانخفاض احتياجات الصناعة بسبب الركود الاقتصادي. ومع ذلك، أصرت شركة گازپروم على أن تفي أوكرانيا بالتزاماتها التعاقدية وشراء كميات الغاز المتفق عليها مسبقًا.[15] في 8 يونيو 2010، قضت محكمة تحكيم في ستوكهولم بأن نفطوگاز في أوكرانيا يجب أن تعيد 12.1 billion cubic metres (430 billion cubic feet) من الغاز إلى شركة روس‌أوكرا‌نيرگو، التي تقع في سويسرا، والتي تعتبر الشركة التي تسيطر فيها گازپروم على حصة 50٪. اتهمت روسيا الجانب الأوكراني بسحب الغاز من خطوط الأنابيب التي تمر عبر أوكرانيا في عام 2009.[16][17]وصرح العديد من المسؤولين الأوكرانيين رفيعي المستوى بأن العودة "لن تكون سريعة".[18]


الاتفاقية مع الصين

في 21 مايو 2014، أعلنت روسيا والصين عن توقيع اتفاقية بين شركتي الغاز الحكوميتين گازپروم ومؤسسة البترول الوطنية الصينية بعد مفاوضات استمرت عشر سنوات. وبموجب الاتفاقية، ستمد روسيا الصين ب38 بليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً لمدة 30 سنة، بدءاً من 2018.[19] وبأن كلا البلدين ستكونان مسؤولتين عن بناء مرافق جديدة لجعل نقل الغاز ممكناً. إذ ستنفق روسيا حوالي 55 بليون دولار لبناء خط أنابيب من سيبريا إلى ڤلاديڤوستوك، بينما ستنفق الصين 20 بليون دولار على البنية التحتية داخل حدودها.[20] حقول كوڤيكتا وچاياندا للغاز ستورد معظم الغاز الطبيعي وشهدت عملية تطوير كبيرة.[21] منذ عام 2005، توصل إلى اتفاقيات مبدئية عدة مرات، ولكن في كل مرة انهارت المفاوضات النهائية بسبب السعر .[21] لم يُكشف عن السعر المتفق عليه، لكن أولئك المُطلعين على الوضع قالوا إن الحصول على سعر أقل من المشترين الأوروبيين، وهذا كان مطلب الصين الرئيسي في المفاوضات. [19]ومع ذلك، قال ممثلون روس إن السعر سيتقلب بناءً على سعر السوق للنفط، مما يجعل الصفقة أقرب إلى ما تريده روسيا مما كانت تطلبه الصين.[20] وقدرت القيمة الإجمالية للصفقة بنحو 400 مليار دولار أمريكي.[19] بهذا الإتفاق ستزاد الصادرات الروسية إلى دول ليست جزءاً من الاتحاد السوڤيتي السابق بنسبة 25٪ وستجعل الصين ثاني أكبر عميل للبلاد بعد ألمانيا.[21] وتم التوصل إلى الاتفاق في الوقت الذي التقى فيه القادة الصينيون والروس لمناقشة تعاون أكبر في آسيا دون مشاركة القوى الغربية. كان يُنظر إليه على أنه انتصار سياسي واقتصادي مهم للرئيس الروسي ڤلاديمير پوتن.[19] فهو يسمح لروسيا بتنويع أعمالها الطبيعية خارج أوروبا ويضعف من قوة العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب في أعقاب ضم القرم إلى روسيا الاتحادية.[20] أما بالنسبة للصين، فستساعد الصفقة في تقليل اعتمادها على الفحم لإنتاج الطاقة الكهربائية، باستخدام طريقة أنظف لتوليد الكهرباء، من خلال الغاز الطبيعي. كما أنه يساعد في تلبية الطلب المتزايد للبلاد على الغاز الطبيعي.[20]

الغاز الروسي إلى أوروپا

الغاز الروسي إلى أوروپا.[22]
الغاز والنفط الروسيان إلى أوروبا. في 24 فبراير 2022.


بعد غزو أوكرانيا

في 30 مارس 2022، اقترح ڤياتشيسلاڤ ڤولودين رئيس مجلس الدوما الروسي، أن تبيع روسيا النفط والحبوب والمعادن والأسمدة والفحم والأخشاب بالعملة المحلية الروبل في الأسواق العالمية حيث إن ذلك سيكون مربحاً لروسيا، وفقاً لوكالة رويترز وقال رئيس مجلس الدوما إن الدول الأوروپية لديها القدرة على الدفع مقابل الغاز بالروبل، وذكر: "إذا أردتم الغاز، ابحثوا عن الروبل"، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.[23]

وكان الرئيس الروسي ڤلاديمير پوتن أصدر تعليماته إلى مجلس الوزراء والبنك المركزي وشركة گازپروم لاتخاذ التدابير الضرورية لتغيير عملة الدفع لإمدادات الغاز إلى الروبل بحلول 31 مارس.

وجاء في بيان للكرملين، صدر قبل أيام، ونقلته وكالة تاس: «يتعين على الحكومة الروسية، جنباً إلى جنب مع البنك المركزي الروسي وشركة گازپروم المساهمة العامة، تنفيذ مجموعة من الإجراءات لتغيير عملة الدفع لإمدادات الغاز الطبيعي إلى دول الاتحاد الأوروپي والدول الأخرى، التي اتخذت إجراءات تقييدية ضد مواطني روسيا وعدد من الكيانات القانونية الروسية، إلى الروبل الروسي».

وحذرت أكبر شركة كيماويات ألمانية باسف من فرض حظر على الغاز الروسي، وأشارت إلى أن الخطوة ستؤدي إلى خسارة الآلاف وظائفهم ووقف الإنتاج. وشددت الشركة الألمانية، على أنه من المستحيل التخلي عن الغاز الروسي على المدى القصير، وأشارت باسف إلى أن غياب أو حتى تقليص إمدادات الغاز سيؤدي إلى خسارة آلاف الوظائف ووقف الإنتاج. وقبل ذلك أشار وزير الشؤون الاقتصادية وحماية المناخ في ألمانيا روبرت هابيك إلى أن السلطات الألمانية أطلقت خطة طوارئ في حال قطعت روسيا إمدادات الطاقة (الغاز الطبيعي* عن ألمانيا. وأشار إلى أن خطة الطوارئ تنص على ثلاث مراحل، مشدداً على أنه تتم متابعة الأوضاع المرتبطة بإمدادات الغاز الروسي.[24]


في سبتمبر 2022، أطلقت شركة غازبروم مصنعها المتوسط ​​الحجم بورتوفايا للغاز الطبيعي المسال في بحر البلطيق وفي 22 أغسطس 2023 شحنت شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال من محطتها الواقعة على شواطئ بحر البلطيق عبر طريق بحر الشمال، وفقا لبيانات ريفينيتيف لتتبع السفن.

ووفقا للبيانات، تم تحميل الناقلة فيليكي نوفغورود بالغاز الطبيعي المسال من مصنع بورتوفايا للغاز الطبيعي المسال في 14 أغسطس، ثم تحركت في بحر بارنتس في القطب الشمالي. فيم لم يتم الكشف عن الوجهة النهائية للشحنة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، شحنت روسيا أيضًا شحنة نادرة من النافتا عبر طريق بحر الشمال، وفقًا للتجار وبيانات ريفينيتيف.

ولطالما نظرت روسيا إلى الطريق، الذي يمتد من مورمانسك بالقرب من حدود روسيا مع النرويج شرقاً إلى مضيق بيرنغ بالقرب من ألاسكا، كبديل لقناة السويس.

ورغم أن هذا الطريق يمثل تحديا ماديا، إلا أنه قد يقلل زمن النقل البحري بين أوروبا وآسيا في وقت وصلت فيه تجارة روسيا مع الدول الغربية إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بعد قرار موسكو إرسال قوات إلى أوكرانيا.

يُذكر أن الانتاج في محطة بورتوفايا بدأ في سبتمبر 2022 بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 1.5 مليون طن. ولم يتم حتى الآن شحن شحنات الغاز الطبيعي المسال من المصنع إلا إلى تركيا أو اليونان. لكن مع استخدام بحر الشمال يمكن أن تصل الشحنات لمستهلكين في آسيا مثل الصين أو اليابان أوكوريا.[25]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ أ ب ت "The World Factbook: Russia". CIA. Retrieved 21 May 2014.
  2. ^ "How Europe can cut natural gas imports from Russia significantly within a year". الوكالة الدولية للطاقة. 2022-03-03. Retrieved 2022-06-19.
  3. ^ "Table 3.2 Natural gas proven reserves by country". Opec.org. Retrieved 2014-05-22.
  4. ^ BP Statistical Review of World Energy.
  5. ^ Christopher J. Schenk (2012). "An Estimate of Undiscovered Conventional Oil and Gas Resources of the World". US Geological Survey.
  6. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة BBC182009
  7. ^ "Ukraine gas row hits EU supplies". BBC. 1 January 2006. Retrieved 16 December 2008.
  8. ^ "Ukraine 'stealing Europe's gas'". BBC. 2 January 2006. Retrieved 16 December 2008.
  9. ^ "Ukraine takes extra Russian gas". BBC. 24 January 2006. Retrieved 16 December 2008.
  10. ^ "18 countries affected by Russia-Ukraine gas row". Reuters. 7 January 2009. Retrieved 7 January 2009.
  11. ^ Cendrowicz, Leo (9 January 2009). "Russia-Europe Gas Spat Ends—For Now". Time. Archived from the original on January 17, 2009. Retrieved 9 January 2009.
  12. ^ "Ukraine says has good winter gas stocks for Europe". Reuters. 7 September 2009. Retrieved 7 September 2009.
  13. ^ "There are no controversies on gas issues between Ukraine and Russia". UNIAN. 8 September 2009. Retrieved 8 September 2009.
  14. ^ "Gazprom sees political risk to Ukraine gas payments". Reuters. 12 September 2009. Retrieved 12 September 2009.
  15. ^ "Ukraine, Russia's Gazprom disagree on 2010 imports". Kyiv Post. 8 October 2009. Retrieved 8 October 2009.
  16. ^ "Ukraine to remain without gas because of RosUkrEnergo? | Events". Mignews.com.ua. Retrieved 2014-05-22.
  17. ^ "Бойко обещает как-то удовлетворить Фирташа". Minprom.ua. Retrieved 2014-05-22.
  18. ^ "Бойко объяснил Фирташу, что газ он быстро не получит | Украинская правда". Pravda.com.ua. 2010-06-13. Retrieved 2014-05-22.
  19. ^ أ ب ت ث Jane Perlez (21 May 2014). "China and Russia Reach 30-Year Gas Deal". New York Times. Retrieved 21 May 2014.
  20. ^ أ ب ت ث "China signs 30-year deal for Russian natural gas". Washington Post. AP. 21 May 2014. Archived from the original on 22 May 2014. Retrieved 21 May 2014.
  21. ^ أ ب ت Brain Speglee; Wayne Ma; Gregory L. White (May 21, 2014). "Russia and China Agree on Long-Sought Natural Gas Supply Contract". Retrieved May 21, 2014.
  22. ^ VANAND MELIKSETIAN (2019-11-11). "The Inevitable Finale Of The Nord Stream 2 Saga". oilprice.com.
  23. ^ "رئيس مجلس الدوما الروسي يقترح بيع النفط والحبوب والأسمدة والمعادن بالروبل". جريدة الشرق الأوسط. 2022-03-30. Retrieved 2022-03-30.
  24. ^ "أكبر شركة كيميائية ألمانية تحذر من فرض حظر على الغاز الروسي". روسيااليوم. 2022-03-30. Retrieved 2022-03-30.
  25. ^ "Gazprom sends first cargo via Northern Sea route from Baltic plant - data". Reuters.