العملية سيانيد

سيانيد، هو الاسم الكودي لخطة حرب 1967 التي تم إعدادها عبر الپنتاگون ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية مع الجيش الإسرائيلي والمخابرات الإسرائيلية "الموساد".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

بدأ الترتيب للخطة في فبراير 1966، وكان ضابط الاتصال بين الجانبين الإسرائيلي والأمريكي للتنسيق للعملية وتنفيذها هو ضابط المخابرات الأمريكي جون هادون مدير مكتب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في تل أبيب، لم يتم اتخاذ الخطوات النهائية لتنفيذ العملية سيانيد إلا بعدما أنتجت إسرائيل أول قنبلتين ذريتين لها في مطلع عام 1967.[1]

لم يكن هدف الرئيس الأمريكي ليندون جونسون من حرب 1967 فقط هو هزيمة الجيوش العربية، واحتلال أجزاء من أراضي مصر وسوريا والأردن، بل كان المخطط طبقاً للعملية سيانيد هو عبور الجيش الإسرائيلي لغرب القناة، والزحف نحو القاهرة والقبض على جمال عبد الناصر وتسليمه للأمريكيين، وفي حال تعذر ذلك فلا بأس من قتله، وقد أعاق تنفيذ الخطة رفض موشى ديان لتنفيذها بعد اندلاع المعركة، وتحججه للرئيس جونسون بأن ذلك يفوق قدرات قواته، وسيقوض الانتصارات التي تم تحقيقها.


حادثة المدمرة ليبرتي

المدمرة يوإس‌إس ليبرتي بعد يوم من تدميرها.

قصة قصف إسرائيل للمدمرة الأمريكية يوإس‌إس ليبرتي يوم 8 يونيو 1967، لم تكن بسبب تصويرها لعمليات قتل الجيش الإسرائيلي للأسرى المصريين خلال الحرب، أو بسبب تصنتها على الجيش الإسرائيلي، الموضوع أعقد من ذلك بكثير، وقرار قصفها اتخذه الرئيس الأمريكى جونسون بعد رفض ديان تنفيذ عملية احتلال القاهرة للقبض على عبد الناصر أو قتله، فقد كانت الغواصة الذرية أندرو جاكسون تحت المدمرة ليبرتي، وهي التى قامت بتصوير قيام الطيران الإسرائيلي والزوارق البحرية الإسرائيلية بقصف ليبرتي، وقتل 34 جندياً أمريكياً من طاقمها.

كان مخطط الرئيس الأمريكي جونسون هو إغراق ليبرتي بالكامل، واتهام الطيران المصري بتشجيع من السوڤيت بإغراقها، ثم قيام سرب طائرات فانتوم أمريكية من قاعدة أمريكية بإيطاليا يحمل قنابل ذرية تكتيكية بالتوجه للقاهرة وقصفها ذرياً خاصة مطار غرب القاهرة، والذي كان الأمريكيون على يقين من وجود قاذفات ثقيلة سوڤيتية به، وبذلك يسقط النظام المصري وتتعرض روسيا لأكبر لطمة فى تاريخ علاقاتها بمصر والدول العربية.

كان جونسون على استعداد للذهاب لحرب عالمية ثالثة لتنفيذ مخططه، ولكن خطة جونسون فشلت بسبب رصد سفينة تجسس سوڤيتية ضمن الأسطول السوڤيتي بالبحر المتوسط لعملية قصف الطيران الإسرائيلي للمدمرة ليبرتي، وإبلاغها قيادة الأسطول الأمريكي السادس بما يجري.

كما رصدت الغواصات السوڤيتية في البحر المتوسط وجود الغواصة الذرية الأمريكية "أندرو جاكسون" تحت المدمرة ليبرتي، مما أدى إلى إيقاف العملية كلها رغم انطلاق سرب الفانتوم الأمريكي بالفعل من قاعدته بإيطاليا ليقصف مصر.

شارك فى الحرب أيضاً سرب استطلاع أمريكي كان متواجداً قبل المعركة فى مطار عسكرى إسرائيلي بصحراء النقب، وقد قام بعملياته فوق سيناء خلال الحرب، كما تواجد فريق من الخبراء الأمريكيين برياً فى سيناء خلال المعركة، لقيادة الحرب الإلكترونية، وللتجسس على الاتصالات المصرية، ولشل قدرة الرادارات المصرية.

غلاف كتاب العملية سيانيد، للكاتب البريطاني پيتر هونام، نوفمبر 2003.

بسبب ما جرى للمدمرة ليبرتي، قدم سايروس فانس نائب وزير الدفاع الأمريكى استقالته من منصبه، كما استقال مدير العمليات البحرية الأمريكية الأدميرال ماكدونالد من منصبه احتجاجاً على مخطط الرئيس الأمريكى جونسون.

اللافت للنظر أن روبرت ماكنمارا وزير الدفاع الأمريكي وقتها أصدر تصريحاً رسمياً قال فيه: "لا يمكن الخوض فى تفاصيل هذا الموضوع قبل أن تتمكن اللجنة الخاصة التى شكلتها وزارة الدفاع من إتمام تحقيقاتها".

بالفعل تم تشكيل لجنة تحقيق عسكرية أمريكية برئاسة الأدميرال إيزاك كينوقد أصدرت اللجنة أوامرها لمن بقوا أحياء من أفراد طاقم المدمرة ليبرتي وجاءت كالتالي:

«مطلوب منكم جميعاً أن تمتنعوا عن الإجابة على أي سؤال يوجه لكم بشأن تفاصيل ما حدث، وإذا تعرضتم للإلحاح فيكفي أن تقولوا إن ما جرى حادث وقع بطريق الخطأ وقد اعتذرت عنه إسرائيل ، وليس لكم التصريح بأكثر من ذلك.»

كان تعليق الرئيس الأمريكي جونسون على ما جرى للمدمرة ليبرتي هو:

«إن اعتراف الإسرائيليين بالحادث واعتذارهم عنه هو لمصلحتهم، فالحادث قد وقع فعلاً وهو مؤسف، ولكننا لا نرى أن هناك ما يقتضينا أن نعطي معلومات أكثر تفصيلاً عنه.»

بعد توقف القتال فى حرب 1967، قال الرئيس الفرنسي شارل ديگول واصفا الحرب:

«المعركة أمريكية والأداء إسرائيلي.»

ولكن الرئيس ديگول نسى وهو يتفوه بذلك، أن التعاون العسكري الفرنسي الإسرائيلي خاصة فى مجال الطيران، كان قد وصل لمستويات غير مسبوقة، كما أن فرنسا كانت هي التي منحت إسرائيل كل أسرار صناعة القنبلة الذرية.

منشورات

جاءت تفاصيل العملية سيانيد ضمن كتاب للكاتب الصحفي البريطاني ذو الأصول الاسكتلندية پيتر هونام، والذي صدر في نوفمبر 2003 ضمن 289 صفحة عن مؤسسة ڤيجن.

سبق لهونام أن كشف أسرار إسرائيل النووية عام 1986، بعدما نقلها له الخبير النووي الإسرائيلي مردخاي فعنونو.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "العملية سيانيد من خفايا الدور الأمريكي في حرب ١٩٦٧". فلسطين. 2017-02-19. Retrieved 2018-02-18.