جغرافيا الصومال

(تم التحويل من الجفاف في الصومال 2022)
خريطة الصومال

جغرافيا الصومال - أقصى الدول الأفريقية شرقاً, تبلغ مساحة الصومال 637,540 كيلومتر مربع. تحتل الصومال طرف المنطقة المسماة القرن الأفريقي (بسبب تشابهها بقرن الكركدن) التي تضم أيضاً إثيوپيا وإريتريا وجيبوتي.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المناخ

الموقع وأثره المناخي

لا شك أن لموقع الصومال تأثيرا كبيرا في النظم المناخية العامة سواء من حيث رتابة الدرجات الحرارية ، أو ذبذبة الأمطار من مكان إلى آخر ، ومن فصل إلى آخر . ولعل هذا الموقع الصومالي في المنطقة الاستوائية وامتداد أكثر عروضها في المنطقة المدارية قد أكسبها خصائص ارتفاع درجة الحرارة المستمرة طول العام ، وعدم التمييز بين الفصول المناخية على أساس درجة الحرارة ، مما جعل درجة الحرارة في رتابة مزمنة على طول البلاد وعرضها . أما ذبذبة الأمطار فترجع هذا إلى موقع الصومال في شرق أفريقيا ، ومجاورتها أكبر هضاب أفريقيا بصفة عامة ، وهي هضبة الحبشة التي حالت دون وصول المؤثرات المناخية القادمة من المحيط الأطلسي ، وفي الوقت نفسه تعتبر الصومال امتدادا لصحراء العرب نحو الجنوب في شرق أفريقيا مما تتوغل في الصومال حاملة معها ذرات رفيعة من الرمال ، مما يؤدي إلى ارتفاع في درجات الحرارة الجوية ، وبالإضافة إلى هذا كله فإن الرياح التجارية الجنوبية الشرقية المحملة بالأمطار والقادمة من المحيط الهندي بعد أن تعبر خط الاستواء تغير من اتجاهها فتسير بموازاة الساحل الصومالي ، وتكون جنوبية غربية متجهة في عنف وقوة إلى منطقة الضغط المنخفض في شمال شرق الهند . فيصدق قول العامة .. فر الصومال مطرا ، لغنى الهند زراعة .

وللأسباب الآنفة الذكر نجد أن الكعبة الساقطة من الأمطار على الصومال تختلف في طولها وزمنها وكميتها ومكانها وفقا للرياح الجنوبية الغربية واتجاهها وقوتها – كما تختلف درجة الحرارة والرطوبة واتجاه الرياح من منطقة إلى منطقة أخرى نظرا إلى الاتساع العظيم لبلاد الصومال من ناحية ، واحتلالها خمس عشرة منطقة عرضية في النطاقين الاستوائي والمداري .

الفصول المناخية

حدد الصوماليين الفصول المناخية بالصورة التالية : فصل جو (الربيع) ويبدأ في 21 مارس إلى 21 يونية فصل حاقاي (الشتاء) ويبدأ من 22 يونيه إلى 21 سبتمبر فصل دير (الخريف) ويبدأ من 22 سبتمبر إلى 20 ديسمبر فصل جيلال(الصيف) ويبدأ من 21 ديسمبر إلى 20 مارس


درجة الحرارة

العوامل التي تؤثر في درجة الحرارة :

تعتبر درجة الحرارة من أهم العناصر المناخية التي لها تأثير على توزيع أنواع الحياة المختلفة على سطح الأرض ، ورغم أنها تتحكم في جميع عناصر المناخ لأنها تعتبر الظاهرة الثانية الهامة بعد الأمطار .. وذلك لأن الأمطار هي كل شيء بالنسبة للأرض والسكان ..

ودرجة الحرارة تختلف بين منطقة وأخرى تبعا لموقع الأقليم بالنسبة لخطوط الطول والعرض ، وبالنسبة للعلائق المكانية والارتفاع وبالنسبة للبعد أو القرب من البحر ، وغير ذلك من العوامل التي من أهمها :

(أ) الموقع : إن خطوط العرض هي المحددة لزاوية سقوط أشعة الشمس على سطح الأرض ، كما أنها المحددة لطول النهار في الفصول المختلفة .. وحيث إن الصومال تقع في العروض الاستوائية والمدارية فإنها تعتبر من أكثر جهات العالم استقبالا لأشعة الشمس العمودية تقريبا ، مما يرفع درجة الحرارة طوال العام ، فكل بقعة من بقاع الصومال تتعرض لأشعة الشمس العمودية او شبه العمودية مرتين في كل عام ، مرة أثناء حركة الشمس إلى مدار السرطان في فصل الربيع ومرة ثانية أثناء حركة الشمس إلى مدار الجدي في الخريف .

فمن الناحية الفلكية تعتبر الصومال من أكثر جهات العالم حرارة على مدار السنة ، وخاصة في فصل الصيف إذ يطول النهار قليلا ، غير أنه من المشاهد انخفاض درجة الحرارة أكثر مما يجب أن يكون عليه الوضع الفلكي ، وهذا نتاج لغزارة الأمطار ، وكثافة الغطاء النباتي ، والارتفاع الكبير لبلاد الصومال عن مستوى سطح البحر ، كما أن المسطحات المائية التي تحيط بشبه جزيرة الصومال لها تأثيرا في انخفاض درجة الحرارة عما كان ينبغي أن تكون عليه ..

(ب) الارتفاع : من المعروف أن درجة الحرارة تتناقص كلما ازداد الارتفاع بمعدل درجة مئوية لكل مائة متر ، ويرجع هذا إلى أن الهواء يتخلخل تدريجيا كلما زاد الارتفاع ، وأن المواد العالقة بالهواء تتناقص بالارتفاع ، بالإضافة إلى الإشعاع الأرضي الذي تعكسه الأرض فيرفع من درجة الهواء الملامس للأرض (قارن بين المدن الساحلية والمدن الداخلية التي على خط عرض واحد لمعرفة تأثير ارتفاع المكان في درجة الحرارة ، وقد يصل الفرق الحراري بين المدن الساحلية والداخلية إلى أكثر من عشر درجات وذلك لأن الدخيل القاري على مستوى مرتفع كثيرا عن سطح البحر .

(جـ) التأثير البحري : من الثابت أن المياه تمتص الحرارة ببطء وتفقدها ببطء عكس ما عليه الحال بالنسبة لليابس ، وأن المسطحات المائية لها تأثير في تلطيف درجات الحرارة ، غير أنه من المشاهد في الصومال انعدام التأثير البحري في تعديل درجة الحرارة ، ويرجع هذا لوقوع الصومال في المنطقة الحارة أساسا مما جعل المياه دافئة بصفة عامة ويقل تأثيره في انخفاض درجة الحرارة . وفي الوقت نفسه فإن شبه جزيرة الصومال سواحلها مرتفعة نوعا ما ، وهضبتها واسعة ، وليس لها التعاريج الساحلية الكبيرة المتعمقة في اليابس ، ومن ثم كان التأثير البحري بصفة عامة لا يتعدى مائة متر بعيدا عن البحر نفسه .

(د) عوامل أخرى : من العوامل المؤثرة في ارتفاع درجة الحرارة في الصومال تلك الرياح الشمالية الشرقية الجافة القادمة من شبه جزيرة العرب ، والتي تحمل الرمال والأتربة وترفع حرارة الجو حتى أن بعض الموانئ الشمالية للصومال تغلق أبوابها وتتوقف عن العمل في أثناء هبوب هذه الرياح الساخنة (فيما بين إبريل ، ومايو ، ويونيو ، من كل عام) ، فيهرب السكان من الحرارة المميتة التي تصل إلى أكثر من 40 درجة مئوية إلى الجهات المرتفعة ..

ومن المؤثرات الأخرى في تقليل الحرارة مسألة الغطاء النباتي وكثافته فالعلاقة العامة بينهما مرتبطة ..

والصورة العامة للحرارة أن الجهات الساحلية في متوسط 70º ف كحد أدنى و108º ف كحد أعلى ، والجهات المرتفعة من 80º ف إلى 90º ف والمدى الحراري اليومي قد يصل إلى 20º أو 30º ف ، أما المدى السنوي فهو بسيط جدا ويكاد يتلاشى ، وأن البلاد بصفة عامة بلاد حارة طول العام ، وأن أشد الشهور حرارة هي مراس وإبريل .. وأقلها حرارة هو شهر يوليو وأغسطس وأكثرها اعتدالا هو شهر ديسمبر ويناير . وذلك في المقاطعات الجنوبية بصفة عامة . أما في المقاطعات الشمالية ، (هرجيسة ، برعو ، ماجرتنيا ، مدق) فأعلى الدرجات الحرارية في شهر يوليو وأغسطس وأقلها في شهر إبريل وسبتمبر .


الأمطار

تختلف كمية الأمطار المتساقطة على الصومال بين مكان وآخر ، ومن فترة إلى أخرى ، وهذا الاختلاف يشمل الكمية أيضا ، ومن الملاحظ أن أغزر الأمطار يكون في فصل الربيع حيث تكون الحركة الشمسية في اتجاه مدار السرطان ، بينما يقل المتساقط في فصل الخريف حينما تكون الحركة الشمسية في اتجاه مدار الجدي جنوب خط الاستواء ..

والمحور العام لتزايد الأمطار من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي .

وفي الأيام المطيرة تزداد سرعة الرياح والعواصف ، حتى أن المياه المحيطة القريبة من الصومال تكون في اضطراب مما يعطل الملاحة والصيد في تلك الآونة ، وفي الوقت نفسه تزداد نسبة الرطوبة فتصل أحيانا إلى 96% على النطاق الساحلي الشرقي للصومال .

وللمواطنين في الصومال جداول للأمطار وعلى أساسها قسم أهل الجنوب السنة إلى أربعة فصول هي :

جيلال : يبدأ من ديسمبر إلى آخر مارس . والرياح شمالية شرقية جافة . والحرارة ترتفع تدريجيا إلى أن تصل 35º في شهر مارس .

جو : يبدأ من إبريل إلى آخر يونيه . فيه تشتد الرياح .

حاقاي : يبدأ من شهر يوليو إلى شهر سبتمبر . الرياح موسمية جنوبية غربية . الأمطار غير منتظمة (خريف) الحرارة معتدلة .

دير : يبدأ من أكتوبر إلى ديسمبر . الرياح موسمية شمالية شرقية . ونلاحظ أن الأمطار محصورة بين فصلي جو ودير .. إذ أنها تبدأ أحيانا من شهر مارس وتأخذ في التناقص عند نهاية سبتمبر وقد تستمر إلى نوفمبر .. وفي العادة تتأخر الأمطار في شمال البلاد عنها في البلاد الواقعة في الجنوب .

ولأهل الشمال فصول مناخية متشابهة .. على النحو التالي :

جو Gu ويسمى خليل إبريل ومايو ويونيو حار .. قليل الرياح .

كران Karran ويسمى حاقاي أغسطس وسبتمبر وأكتوبر . خريف .. موسمية جنوبية غربية .

دهاير Dahair ويسمى وهاير نوفمبر . موسمية شمالية شرقية .

وجينا Wagina ديسمبر .

هايس Hais يناير .

تودوب Todob ويسمى جيلال فبراير ومارس . فصل جاف . موسمية شمالية شرقية .

ونلاحظ أن : • جو يبدأ في مارس في بوراما وإبريل في هرجيسة وفي نهاية إبريل إلى الشرق من هرجيسة . • يبدأ كران في الشمال الغربي على مرتفعات أوجو . • دهاير يغطي الإقليم كله . • أوجينا أقل مطرأ . • هايس وتودوب في الشمال الشرقي وأمطاره قليلة ، أما في الغرب فكثير الأمطار .

توزيع المطر السنوي

أولا – النصف الشمالي للصومال

(أ) أكثف الجهات مطرا تلك المناطق التي على ارتفاع أربعة آلاف قدم عن مستوى سطح البحر ، ومتوسط كمية المتساقط ما بين 10 ، 20 بوصة في العام .. وتشمل هضبة هرر في الشرق .. ونطاق سلاسل جبال (واجير) ، وجبال (جوليس) وجبال (أشاريت) ، وجبال (الهيلز) في الشمال الشرقي ، ويتألف من هذه المناطق الغزيرة الأمطار نطاق يسمى مظلة المطر في النصف الشمالي للصومال فهي منطقة التجمع للأمطار المتساقطة في أغلب شهور السنة في الفترة الغزيرة الأمطارمن شهر إبريل إلى شهر يونيه وكذلك الفترة القليلة الأمطار من هشر أكتوبر غلى شهر نوفمبر حيث تكون أغلب الأراضي بالإقليم الشمالي جافة تماما .

(ب) إلى لاجنوب من مظلة الأمطار الرئيسية تميل الأمطار للتساقط غالبا في شهر إبريل حتى شهر يونيو ، وأمطار قليلة من أكتوبر إلى نوفمبر ، وأحيانا تتساقط بعض الأمطار الخفيفة على حافات الأراضي التي تمتد في اتجاه جنوبي غربي من الهضبة .

(جـ) إلى الشمال من مظلة الأمطار الرئيسية ، وعلى الساحل الشرقي لصوماليا توجد أمطار إعصارية في الغالب خلال الفصل الجاف من ديسمبر إلى مارس ، وهي الأراضي التي تنحدر تدريجيا نحو خليج عدن حيث تكون متعامدة مع الرياح الشمالية الشرقية الموسمية ..

(د) ظاهرة المناخ تعتمد أسااس على الحركة الشمسية التي تكون عمودية مرتين على الإقليم ، ويتبعها رياح موسمية شمالية شرقية حينما تكون حركة الشمس إلى الجنوب ، والرياح الجنوبية الغربية الموسمية عندما تكون حركة الشمس إلى الشمال ، وتكون آخر فصول السنة من إبريل إلى سبتمبر . ويكون الجو هادئا في الفترة التي بين نهاية الرياحا لشمالية والشرقية الموسمية ، وبداية الرياحا لجنوبية الغربية الموسمية ، ويكون فيهذه الفترة انعدام الرياح في شهر إبريل ، والتي يطلع عليها اسم خليل (Kalill) في شمال الصومال .

وفي شهر إبريل يبدأ فصل جو الممطر في الجنوب الغربي . وتكون الأمطار في الجنوب مبكرة تبعا لحركة الشمس وفي الغرب أيضا نظرا لارتفاع هضبة الحبشة ..

وأمطار (جو) تنتشر من الشمال إلى الشرق خلال شهر إبريل ، وقد تتأخر أحيانا إلى مايو ، وفي السنوات الوفيرة الأمطار تمطر كل يوم ، وفي الغالب بعد الظهر . وإذا استمرت الأمطار في التساقط مدة ثلاثة أيام فإن ذلك يتبعه في العادة ثلاثة أيام أو أربعة بدون أمطار ، وذلك خلال شهر إبريل والنصف الأول من شهر مايو .

وفي شهر يونيه تبدأ الأمطار تقل ، والرياح الجنوبية الغربية الموسمية الجافة غير سارة .. وفي شهر يوليه غالبا لا توجد أمطار غزيرة ، وتكون الرياح جنوبية غربية غير منتظمة ، وأعلى درجات الحرارة تسجل في شهري يوليو وأغسطس .

(هـ) في النصف الثاني من شهر يوليو عادة تبدأ الأمطار على لاجهات المرتفعة وتشغل بذلك منطقة كبيرة كثيرة الأمطار بسبب الرياح الجنوبية الغربية حتى تأتي فترة الهدوء في شهر سبتمبر ..

وفي شهر أكتوبر تبدأ الرياح الموسمية الشمالية الشرقية تسقط أمطارها التي لا تكون في مجموعها غزيرة مثل مطر جو وقد تزداد الأمطار إلى حد ما في النصف الأول من شهر نوفمبر ، ولكن الرياح تزداد في النصف الثاني من شهر نوفمبر وفي العادة تكون قليلة الأمطار في ديسمبر وينانير . ولكن من الملاحظ أن الحافات المواجهة لخليج عدن قد تسقط عليها أمطار غزيرة بسبب هذه الرياح .

(و) تسقط الأمطار غالبا في شهر فبراير على الأجزاء الغربية من مناطق مختلفة ، وغالباماتكون في الصباح وتزداد في شهر مارس في الاتجاه الغربي حول هضاب (هرر) وقد تغطي الأمطار كل منطقة مظلة الأمطار وتكون في الغرب امتدادا لأمطار (جو) مرة أخرى في شهر إبريل .

ونلاحظ أن القيمة الفعلية للمتساقط لا تحدد على أساس كمية المتساقط التي تحصى وعدد المواقع والمساحة التي تغطيها أو عن كمية المعلومات التي تجمعمن المراكز ولكن تعتمد على كمية المتساقط في اليوم ومدى الاستفادة الفعلية منها للتربة قبل أن تتبخر أو تتسرب بوسيلة ما أو تسير في اتجاه ما .

إن المياه المتساقطة في منطقة مظلة الأمطار تخترق التربة وتسير في نطاق باطني تحت سطح الأرض خلال آيار هرجيسه إلى جوليد – هاجي – أودينا – برعو ، فأودية نوجال وعين ، كما تسير المياه في النطاق الباطني بما في ذلك آيار (هرجيسه) ، وبرعو) حيث تكثر المياه ، وقد تصل إلى 80 أو 90 قدم تحت سطح الأرض ، ومن المؤكد أنها قادمة من جبال (جوليس) ، ووجر ، في منطقة مظلة الأمطار .

ثانيا – النصف الجنوبي للصومال

تبدأ الأمطار في أوائل شهر مارس وتكاد تنعدم في شهر سبتمبر ، وقد تستمر حتى أكتوبر ونوفمبر ، وتقل الأمطار في الاتجاه الجنوبي الشرقي إلى لاشمال الغربي لتبدأ في التزايد عند أعالي (جوبا) و (شبيلي) .

وفي فصل جو المطير (إبريل ، مايو ، يونيو) تكثر الأمطار في مقاطعات جوبا العليا والسفلى حيث يصل متوسط المتساقط إلى 250 مم ، ويصل أدنى جوبا العليا إلى 300 مم ، وتتدرج الكمية في التناقص كلما اتجهنا شمالا إلى أن تصل 75 مم في مقاطعات مدق ومجرتنيا .

وفي فصل دير (سبتمبر ، أكتوبر ، نوفمبر) تغزر الأمطار في جنوب الصومال فيصل متوسطها في منطقة كسمايو 250 مم ، وتقل في اتجاه الشمال الغربي ، بينما يكون النطاق الساحلي كما هو في فصل (جو) إذ يكون أغزر جهات الصومال مطرا هوالنطاق الساحلي فيما بين كسمايو وأتيلا ، ثم تقل الأمطار في اتجاه الشمال إلى أن تصل نحو 25 مم في مقاطعات مدق (مجرتنيا) .

ويبلغ متوسط المتساقط في (مجرتنيا) و(مدق) نحو 90 مم ، أما (هيران) و(جوبا) العليا فيبلغ أكبر كمية متساقطة فيا لعام 274 مم ، وأقل درجة للتساقط تصل إلى 72 مم ، أما في النطاق الساحلي فيما بين مقدشوه وكسمايو ، فأعلى درجة تساقط تصل 300 مم في مايو وأقل درجة في فصل الشتاء قد تصل 18 مم والجفاف في شهر فبراير .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الرياح

تتعرض الصومال لأنواع مختلفة من الرياح من حيث قوتها ولنوعين من حيث اتجاهها .. فالنصف الشمالي من الصومال يتعرض للرياح الشديدة بصفة عامة ابتداءا من شهر يونيو إلى أغسطس ، وهي الرياح الجنوبية الغربية ، ونادرا ما تحدث في فترة هبوب الرياح الشمالية الشرقية .

وتنتهي الرايح الغربية عادة في الأيام العشرة الأخيرة من شهر سبتمبر لتبدأ الرياح الموسمية الشمالية الشرقية المعتدلة المنتظمة خلال شهر أكتوبر ، ثم تصبح شمالية شرقية ثابتة في أكتوبر وأوائل نوفمبر .

أما رياح الخريف الجنوبية الغربية الموسمية فتهب من أواسط شهر مايو وكل سبتمبر وقد يكون الجو حارا معتدلا مدة ستة شهور من إبريل إلى آخر سبتمبر وربما يكون أكثر من هذا قصرا .

والجو المترب دائما في الفصل الجاف على (الهضبة) ومنطقة (هرر) ، وربما يرى على بعد 70 ميلا أو أكثر .

أما في النصف الجنوبي للصومال فإن اتجاه الرياح في أقصى الجنوب يكون شرقيا (8-10) خلال ديسمبر ويناير وفبراير ومارس ، ورياح جنوبية (8-10) خلال شهر إبريل إلى نوفمبر . أما المنطقة الوسطى فإن الرياح تصير شرقية أو شمالية شرقية (6-10) من شهر نوفمبر إلى مارس ، وجنوبية غربية أو جنوبية من (6-8) من إبريل إلى أكتوبر ، وتتعرض المنطقة التي تلي الوسطى إلى الشمال لرياح شرقية (10) نوفمبر إلى إبريل وإلى رياح جنوبية غربية (14-18) من شهر مايو إلى أكتوبر .

وتمثل مدينة (كسمايو) أقصى الجنوب ، كما تمثل مدينة مقدشوه المنطقة الوسطى ، أما المنطقة التي تليها إلى الشمال فتمثلها مدينة جالعكيو .

درجة الرطوبة

المقصود بدرجة الرطوبة هو درجة البخار المشبع به الهواء الذي يختلف من مكان إلى آخر . ونسب وجود البخار بالهواء تتوقف على مصادر متعددة أهمها التبخر من المحيطات والبحيرات والأنهار ، وكذلك من سطح التربة وسطح الجليد أو أي سطح آخر معرض للجو ، على أن يكون به كمية منا لماء أيا كانت .

وأهم المصادر التي يستمد منها الهواء رطوبته هو النبات فإن عود الذرة الواحد يتبخر منه حوالي عشرة أرطال من الماء يوميا في فترة النمو الكامل وعملية خروج الماء من النبات تسمى عملية النتح .

ودرجة الرطوبة في الهواء لا تتأثر بالمصادر السابقة وحدها ، بل تتوقف على قابلية هذا الهواء أو مقدرته على حمل مقادير جديدة من البخار ، فكلما قلت درجة قلت مقدرة الهواء على حمل البخار ، أو بعبارة أدق أو مقدار ما يمكن أن يحمله الهواء من بخار الماء يتناسب تناسبا مطردا مع درجة الحرارة .

ودرجة الرطوبة من العوامل الهامة ولو كانت منخفضة (الجفاف) فإنها تساعد على اعتدال الجو وتجعله ملائما للصحة كما في الجهاتا لمرتفعة حيث تقل درجة الرطوبة ، ومن ثم كانت (شيخ) و (هرجيسه) مصايف راقية للصومال نظرا لارتفاعهما وقلة نسبة الرطوبة فيهما ، بينما الجهات المنخفضة الرطبة تكون الحياة فيها قاسية ، وخاصة إذا كانت مصحوبة بارتفاع درجة الحرارة .. فإن أقصى أنواع المناخ ماكان رطبا وحارا معا . وتتصف النطاقات الساحلية المنخفضة في الصومال بارتفاع نسبة الرطوبة التي مصدرها مياه المحيطا لهندي وخليج عدن ولدرجة الرطوبة فائدة كبرى عند القيام بأي مخطط زراعي لا في الصومال فقط بل في أي منطقة من العالم .

الخصائص العامة للمناخ في الصومال

بعد الدراسة المناخية السابقة (لعناصر المناخ) ودلائل الإحصاءات ومقارنتها بالموقع والارتفاع والخرائط المرفقة يمكن أن تستنج ثلاث خصائص عامة للمناخات الصومالية :

أولا – النطاق الشمالي الشرقي ويتضمن مقاطعات (برعو) ، (مجرتنيا) ، و (مدق) :

ويوصف المناخ في هذه المناطق بالرتابة المستمر في درجات الحرارة ، فالواقع أنها أشد الجهات حرارة في الصومال لظروفها الطبيعية الحصوية الرملية ، وقلة بل وانعدام الغطاء النباتي في أغلب جهاتها ..

فهذه المناطق ما هي إلا امتداد للبيئة الصحراوية لجنوب الجزيرة العربية ، وتدعمها الرياح الشمالية الجافة من شبه الجزيرة العربية ،وتدعمها الرياح الشمالية الشرقية الجافة من شبه جزيرة العرب ، فهي ترفع من درجات الحرارة ، وتعكر صفو الجو بأتربة وذرات من الرمال .

وفي هذه المناطق نجد الصيف الدائم على مدار السنة ، وانعدام الشتاء ، فالفرق السنوي لا يصل إلى ثلاث درجات ، على حين أن الفرق اليومي للحرارة يشير إلى صيف النهار وشتاء الليل .

وليس معنى ماسبق أن هذه المناطق تنعدم فيها الأمطار تماما .. ولكنها تسقط فيها أمطار نادرة وبكمية قليلة وأقل تأثيرا لشدة التبخر وعطش التربة ( التسرب الشديد) ، كما أن المتساقط في هذه المناطق أصله سيلي جارف ، ولذلك كان معدل التفاوت مرتفعا جدا ، ومن ثم فلانعدام الانتظام والتفاوت في الكمية وطول الموسم المطير قل أثر المتساقط على الحياة بصورها الحيوانية والنباتية ، وانعدمت المجاري المائية الدائمة . وهذا لايمنع من وجود قمم مرتفعة في هذه المنطقة يكون نصيبها من الأمطار أوفر ، وكذلك وجود بطون المنخفضات التي يقل استقبالها للأمطار ، ولكن تكون مبثابة مجمع للمياه المتساقطة على المرتفعات أو تلك التي تتسرب إلى بطون المنخفضات ..

ثانيا – النطاق الجنوبي .. ويتضمن بنادر وجوبا العليا ، وجوبا السفلى وانفذى :

وتمتاز هذه المناطق بالارتفاع المستمر لدرجات الحرارة لكونها ضمن المنطقة الاستوائية وشبه الاستوائية حيث تتعامد عليها أشعة الشمس طول العام .. غير أن أكثر المتساقط سببه الرياح القادمة من المحيط وهي كثيرة الكمية والزمن عن أي منطقة أخرى من الصومال .

والمطر هنا له قمتان في الربيع والخريف مما جعل الصورة النباتية دائمة الخضرة ، وفي وفرة عجيبة وتشكيلة ضخمة . وساعد على ذلك استواء وانخفاض سطح الأرض ، وهي في الجملة مناطق السهول ونطاق التوسع الزراعي في المستقبل .

وللعوامل السابقة تأثير في انخفاض درجة الحرارة مما جعل الحياة فيها أسهل وأوغد للإنسان والحيوان بالنسبة لتلك التي تقع فيا لنطاق الشمالي الشرقي لشبه جزيرة الصومال ، وإن كانت نسبة الرطوبة مرتفعة في الجنوب وخاصة في الفترات المطيرة فإنها مقبولة أساسا لأنها غير مصحوبة بالحرارة الشنيعة كالتي في الشمال .. فهي أهون وأكثر فائدة للإنسان والإنتاج .

ثالثا – النطاق الغربي من الصومال .. ويتضمن مقاطعات (هرجيسه) ، والمنطقة المحجوزة والأراضي التي احتلتها الحبشة في أواخير القرن الماضي :

وهذه المناطق بصفة عامة تمتاز بأنها أعلى جهات الصومال إذ يبلغ المتوسط فيها فيما بين 5000 ، 7000 قدم فوق سطح البحر مما كان له تأثير على انخفاض درجة الحرارة بالنسبة للمناطق المشابهة لها في نطاق السهول الساحلية .

والأمطار هنا أعلى ما يكون إذ يقدر المتساقط بنحو 25 بوصة كحد أعلى و 15 بوصة كحد أدنى وعشر بوصات كمتوسط سنوي ..

وهذه الأمطار في جملتها أمطار موسمية بسبب الرياح الجنوبية الغربية ، وإليها يرجع ارتفاع منسوب المياه الباطنية في الآبار التي إلى الغرب من (هرجيسه) وجنوبها .. وكذلك فيضان نهر (جوبا) ونهر (شبيلي) في فصل الخريف وفصل الربيع .

والأمطار هنا ذات قمتين مع حركة الشمس ، ونظرا للارتفاع كما ذكرنا سابقا تقل درجة الحرارة ، ومن ثم كانت عاصمة المقاطعات الشمالية تقع في (شيخ) ثم في (هرجيسه) وكلتاهما على ارتفاع يصل نحو 5000 قدم ، وفي الوقت نفسه تنخفض نسبة الرطوبة لجفاف الأرض والبعد عن المؤثرات البحرية مما جعلها في متوسط نحو 50% في أغلب شهور السنة وأحيانا أقل من ذلك .

الموقع والامتداد

صورة ساتل لSomalia, استخرجت من بيانات raster graphics المتوفرة من The Map Library
طبوغرافيا الصومال

تقع الصومال فيما بين خط عرض 3º جنوبا ، 12º شمالا بالنسبة خط الاستواء ، شاغلة بذلك خمس عشرة منطقة من مناطق العرض في العروض الاستوائية والمدارية .

وتمتد شرقا من المحيط الهندي عند خط طول 51º شرق جرينتش متوغلة في الدخيل القاري داخل القرن الإفريقي ، إلى أن تصل خط طول 35º شرقا ، وأقصى اتساع لها إلى الشرق من بحيرة رودلف ومناطق تقسيم المياه بين الحبشة والصومال .

وينتشر الصوماليين في مساحة تقرب من مليون ميل مربع وعددهم نحو خمسة مليون نسمة ، ينتشرون من جنوب أرتريا فالصومال الفرنسي . فالجمهورية الصومالية والنطاق الساحلي حتى مصب نهر تانا ، وفي الدخيل القاري يتركزون في منطقة الحدود الشمالية (انفدى) فالأراضي التي عند أعالي جوبا وشبيلي – غرب الصومال – (عروسي فالأوجادين والمنطقة المحجوزة وهود وهرر) .

طبيعة الساحل

للصومال كبية كبيرة من السواحل على البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي ويبلغ طول السواحل الشمالية 650 ميلا (على البحر الأحمر وخليج عدن) و1300 ميل على المحيط الهندي .

والصفة البارزة في طبيعة السواحل الصومالية هي الانخفاض والاستقامة إلى حد كبير ، وأحيانا يظهر اليابس على الماء كحد السيف في منطقة غردفوي حيث يكون الانحدار سريعا ناحية البحر .

وفي العادة يكون انحدار اليابس متدرجا ناحية الماء، وغالبا ما ينتشر على النطاق الساحلي مجموعات متصلة من الكثبان الرملية ، وأحيانا مرتفعات صخرية جيرية أو حصى ورمال . وقد تظهر الصخور الجرانيتية والأركية بارزة في الماء كما تظهر الشعاب المرجانية لمسافات طويلة في الماء كما هو الحال على الساحل الشمالي بصفة عامة ، وبعض المناطق على الساحل الشرقي .

ولهذا الاختلاف الظاهر في طبيعة الساحل الصومالي واستقامته قلت المواني الطبيعية لرسو السفن المحيطة أو البحرية ، فكان الاعتماد على السفن الجوالة الصغيرة كما كان الاعتماد على السكان في خلق مرافئ وموانئ صناعية لتعويض النقص في الظروف الطبيعية .

وقد أدرك الصوماليين مدى حاجتهم إلى الموانئ والمرافئ إدراكا دفع بهم إلى تحسين مرفأ مقدشوه ، وتوسيع ميناء بربره ، وخلق ميناء كبير في كسمايو الذي يعتبر من أكبر وأحدث الموانئ في شرق أفريقيا .

ويمكن أن نقسم الساحل الصومالي إلى قسمين كبيرين هما : الساحل الشمالي ، والساحل الشرقي لوجود اختلافات واضحة في طبيعة الساحل بين الشمال والشرق .

الساحل الشمالي

يميل الساحل الشمالي للصومال إلى التعرج الكبير ، مكونا خلجانا عظيمة الاتساع على شكل أحواض نصف دائرية كبيرة . ومن أصغر هذه الخلجان وأعظمها قيمة من الناحية العملية خليج تاجوره الذي يمتد مسافة طويلة داخل اليابس في تعاريج كبيرة نوعا ما ، مما أتاح وجود موانئ متعددة من أشهرها الميناء الخارجي الأول حيث أطلق عليه اسم جيبوتي (على الساحل الجنوبي) والذي يليه ميناء أوبوك (على الساحل الشمالي) . ومن الموانئ الداخلية الهامة (للسفن الصغيرة) ميناء تاجوره على الساحل الشمالي بالنسبة لخليج تاجورة.

ومن تعاريج اليابس الممتدة في الماء لمسافات طويلة تلك المنطقة اللسانية التي يقع عليها ميناء زيلع ، ذلك الميناء الذي لعب دورا كبيرا في الحركة الاقتصادية في العصور الوسطى يتشابه مع الدور الذي يقوم به ميناء عدن في العصر الحديث .

أما الخلجان الواسعة فتقل أهميتها نظرا الانتشار الصخور والشعاب المرجانية لمسافات طويلة . أو لضحالة الماء مما جعل الاعتماد على وجود وسيلة ما تقوم بالوساطة بين السفن الكبيرة والقوارب الصغيرة (السواعي) ، ثم على الإنسان بين القوارب والشاطئ كما هو الحال في ميناء بربرة وبوصاصو (بندر قاسم) وعلوله .

وأحيانا يظهر على الساحل جبال مرتفعة كجبال دربا Durba وجبال الفيل ، وسلاسل جبال أحل التي تكون منطقة رأس غردفوي ... وهذه الجبال تصل إلى ارتفاعات كبيرة ، فرأس عسير على ارتفاع 244 مترا فوق سطح البحر ، ورأس شتياجيف 750 مترا فوق سطح البحر ، وهذه القمم المرتفعة تتخذ كقواعد للمنارات الهادية للسفن العابرة لخليج عدن .

وعند رأس غردفوي تمتد الرمال مسافة ثلاثة كيلو مترات ونصف الكيلو في الماء مما ساعد على وجود منطقة محصورة بين قواعد الجبال وامتداد الرمال ، وهذه المنطقة تمتاز بهدوء المياه ، واختفاء حركة المد والجزر إلى حد كبير ، فأصبحت مرفأ طبيعيا للسفن الصغيرة .

الساحل الشرقي

الصفة البارزة لهذا الساحل هي الانخفاض الكبير بالنسبة للساحل الشمالي الذي يمثل في حد ذاته ساحلا مرتفعا ، وحافة جنوبيا لحوض خليج عدن ، فهنا على الساحل الشرقي تمتد الرمال مسافات أطول وأكثر اتساعا ، فكان منسوب ارتفاع المياه قليلا للغاية ، والضحولة تمتد على طول الساحل ، وقد تظهر تجمعات رملية أو صخور على مسافات قد تصل إلى ثلاثة كيلو مترات مكونة جزرا رملية أو صخرية قاحلة .

ويظهر عدد من البحيرات الهامشية الشاطئية في المنطقة الساحلية الممتدة من مصب نهر ضرور إلى رأس أسود حيث تنتهي إليها مجموعةمن المجاري المائية السهلية أساسا ، وهذا الجزء غير صالح لرسو السفن حتى الجوالة منها .

ويمتد على الساحل الشرقي عدد من الموانئ الصغيرة ، من أكبرها وأشهرها ميناء مقدشوه وكسمايو ومركه وبراره ، وهذه الموانئ قد لعبت دورا هاما في التاريخ العام لشبه جزيرة الصومال سواء في حركة الإسكان أو الاقتصاد الوطني ، كما سنرى فيما بعد .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الجزر الصومالية

تمتد مجموعة من الجزر الصغيرة على امتداد السواحل الصومالية من أشهرها على الساحل الشمالي مجموعة جزر باب عند مدخل خليج تاجورة ، وجزيرة ميت قرب ميناء بربره ، وجزر بهاما والكوى وسوقطرة في مواجهة منطقة غردفوي .

وعلى جزيرة شقيا أكبر حركة صيد بحري على هذه الجزر وبيئة صالحة لتربية الحيوان وبعض الزراعات الحقلية البسيطة كالذرة الرفيعة والسمسمة والشعير ، وبها آثار ميدان تاريخية ترجع إلى عهد البرتغال إذ كانت تمثل قاعدة بمرية للسفن البرتغالية في شرق أفريقيا .

وشعب هذه الجزيرة من أصل صومالي ، وتشير بعض الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد الأسر بهذه الجزر يربى على مائة أسرة يعمل أفرادها في استخراج الأحجار الكريمة من البحار ، وصيد الأسماك ، والقيام بدور الوساطة التجارية بين موانئ الصومال وموانئ كينيا وزنزبار ، وأحيانا إلى موانئ عدن والمكلا .

ولهذه الجزر قيمة في الاقتصاد الوطني إذ هي الموطن الرئيسي لأشجار المنجوراف الصالحة لصناعة السفن ، والفلنكات الخاصة بالطرق الحديدية .

ويقال أن شعب الباجون هم أول من أسس مدينة كسمايو ، كما يشير اسم المدينة فكلمة كسم معناها المكان أو صائد في اللغة السواحلية ، وكلمة يو معناها أيضا في الصومالية بعيد .. أي أن كسمايو معناها .. المكان البعيد للصيد .. وذلك بالنسبة لموقع الجزر) .

وهذه الجزر لا تساهم في اقتصاد الصومال في الوقت الحاضر لضآلة الإنتاج ، ولكن في القريب العاجل سنساهم بجزء له قيمة ، إذ من المنتظر أن يقام فيها مصنع لتعليب الأسماك من الأنواع السردينية المشهورة في هذه المنطقة ، وكذلك تعليب التونة .

السهول

يمكن أن نعتبر الجزء الشمالي من الصومال أراضي بلا سهول متسعة لأن الضفة الغالبة عليها هي الشكل الهضبي والجبلي . والسهول الشمالية بصفة عامة سهول المراعي ، على حين أن السهول الشرقية هي سهول الزراعة والتقدم الصناعي . فالمدن الكبرى لا توجد على السهول الشمالية بينما أكبر وأكثر المدن الصومالية من حيث عدد السكان ، ودرجة المهارة ، والاقتصاد ، تتركز في نطاق السهول الشرقية .

وتبدأ السهول الصومالية في اتساع نحو خمسة عشر كيلو مترا إلى الجنوب من أرتريا وتمتد إلى الجنوب حتى تصل إلى أقصى اتساع لها حول خليج تاجورة في مسافة 60 ميلا ، وتمتد هذه السهول في نطاق ضيق تجاه الشرق حتى تكاد تختفي تماما عند منطقة رأس غردفوي لتبدأ مرة أخرى في الاتساع عند رأس حافون ، من ميلين في اتجاه الجنوب حتى تصل إلى عشرات الأميال في منطقة جوبا العليا وجوبا السفلى .

وعلى هذه السهول تنتشر مجموعات من التلال الرملية أو الصخرية ذات الصخور القرمزية اللون كما هو الحال في المناطق الجنوبية من منطقة رأس غودفوي وقد تنتشر الصخور البازلتية والبركانية كما هو الحال على سهل زيلع وكذلك جنوب بربره . وقد تغطي السهول بمجموعات حصوية ورملية أو مفتتات صخرية صلبة كما في النطاق الشمالي والشمالي الشرقي من الصومال .

وعلى هذه السهول تنتشر مجموعات نباتية من الأنواع القرمزية كالحشائش أو أشجار السنط وما شابه ذلك (أنظر الفصل الخاص بالنباتات) . والسهول الشمالية أكثر حركة في الإنتاج الرعوي بينما السهول الجنوبية حيث يتضاغط السكان فإن إيجاد النبات الاقتصادي أمر ضروري للحياة ، ومن ثم تحولت أحراش براوه ومركه وغيرها إلى مناطق زراعية .

والسهول الصومالية عامة شديدة الحرارة والرطوبة مما نظرا لانخفاض الكبير بالنسبة لسطح الهضبة ، ولوقوع الصومال أساسا في المنطقة الحارة من العالم . ولا يظهر أثر نسيم البر والبحر أكثر من نصف كيلو متر . والمتوسط العام لدرجة الحرارة في فصل الصيف نحو 35 درجة وقد تصل إلى أكثر من أربعين درجة مما يجعل الحياة أمرا صعبا ولذلك فإن سكان بوصاصو وبربره وغيرها من سكان المدن الشمالية يتركون الموانئ والسهول المنخفضة فيما بين شهري إبريل ويوليو إلى المناطق المرتفعة التي تكون بمثابة مصايف للسكان ، ومرعى طيب للحيوان .

وخلال فترة الجفاف ، واشتداد الحرارة تكون السهول خالية من السكان والحيوان والنبات ، فقد تأتي الرياح بالرمال والأتربة والحشرات مما يسبب آلاما حادة للإنسان وتعرض كثير من الحيوانات للموت ، فكان الالتجاء إلى الجبال والمرتفعات أمرا ضروريا لسكان تلك الجهات .

أما سكان الجنوب فإن اتساع الغطاء النباتي ، وكثرة الأمطار جعلت الحياة أكثر استقرارا .

وعلى لاسهول تجري مجموعات مائية كبيرة منها الأنهار الدائمة كنهر جوبا ، ونهر شبيللي ، والأنهار الفصلية كنهر نوجال ونهر ضرور . ومنها الأنهار الفجائية السلبية .. وأغلب هذه المجموعات المائية تنتهي في السهول عدا نهر جوبا إذ تنتهي مياهه في البحر ، ولكنها قليلة في العادة .

ومن ثم كانت السهول الصومالية مناطق خصبة صالحة للزراعة إذ تتوافر هناك المجاري المائية ودلالات الأنهار الداخلية سواء منها شبه الدائمة أو الموسمية أو الفجائية ، أو الأخوار البسيطة .

الهضبة الكبرى

تغطي الهضبة الكبرى للصومال مساحة تبلغ ثلثي مساحة الصومال تقريبا وانحدارها العام من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي في تدرج كبير بينما القسم الشمالي من الهضبة انحداره سريع نحو خليج عدن .

ومتوسط ارتفاع الهضبة نحو 600 قدم فوق سطح البحر ، وترتكز هذه الهضبة على قاعدة (أركيه) ترجع إلى أقدم صخور القشرة الأرضية .

ويعلو هذه القاعدة الأركية القديمة صخور جرانيتية وبلورة وصوانية ، وقد تظهر هذه الصخور مكشوفة على سطح الأرض بفعل عوامل التعرية الهوائية ، أو التعرية المائية ، فتكون على أشكال حادة مدببة كما في منطقة مجرتينيا أو مناطق مستوية السطح كما هو الحال في النطاق الجنوبي للصومال .

وهذه الهضبة الكبرى قد قسمتها الأنهار المائية – خاصة – خلال العصر المطير إلى أقسام صغيرة ، كما أن الأنهار المائية الحالية كنهر جوبا ونهر شبيللي بأوديتها العميقة قد ساعدت على تقسيم الهضبة إلى ثلاثة أقسام هي : الهضبة المشالية وهضبة ما بين النهرين والهضبة الجنوبية .

فالهضبة الشمالية يتخللها عدد كبير من المنخفضات والتجويفات نتيجة للتعرية الجوية في مناطق الضعف من سطح الهضبة ، وهذه المنخفضات في العادة ممتلئة بالرمال ، والحجار والصوان ، ومفتتات الصخور القريبة . والصفة البارزة لهذه الهضبة هي الجفاف الشديد الشامل ، وظهور التلال الصخرية والجبال ، وانتشار الكثبان الرملية .

أما الهضبة الوسطى والجنوبية فإن السطح يكاد يستوي تماما ، والنبات الشجري والأعشاب من الأشباه البارزة التي تغطي سطح الهضبة ، ولا يمنع هذا من وجود بعض التلال الصخرية والرملية كما في بورهكبة ، وانتشار الحصى والحصباء في اتجاهات مختلفة في المناطق البعيدة عن الأنهار . فالهضاب الصومالية بصفة عامة تمتاز بعدم التجانس في التضاريس ، إذ تجمع بين المنخفضات والمرتفعات الفجائية ، وفي العادة ترتبط الحياة النباتية بالمنخفضات الرطبة .

ومن أطول أودية الهضبة الشمالية وادي ضرور ويمكننا أن نعتبر أن وادي ضرور وادي انكساري يرجع إلى عصر الأيوسين ، ثم أصبح واديا خصبا في العصر المطير والآن أصبح واديا جافا وقد يمتلئ بالمياه في فترات فجائية .

كما يمكننا أن نتتبع الانكسار العظيم الذي حدث في الزمن الرابع الجيولوجي ، ونتج عنه انخفاض البحر الأحمر . والحافة الجنوبية للبحر الأحمر تمتد في الأراضي الصومالية . ومحور الانكسار من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي .

وعلى الهضاب الصومالية تقع أهم المدن الصومالية من حيث تعداد السكان كهرجيسة وبرعو وجالكعيو وبيدوا .. كما أن أهم وأكبر عناصر الاقتصاد الصومالي ، تتمثل في المراعي والإنتاج الزراعي ، تتفق والمناظر الهضبية في النطاق الشمالي .

النطاق الجبلي

تمتد السلاسل الجبلية في محور شمالي غربي ، وجنوبي شرقي بين نوجال وانكاهور ، وتلك هي نطاق الجبال الرئيسية في الصومال وعداها ، فالجبال من الأنواع القليلة الارتفاع .

وهذا النطاق الجبلي يمتد على صورة عمود فقري للإقليم الشمالي ، وهو يبدأ باتساع نحو ستين ميلا عند هرر ، ويصل إلى 15 ميلا في اتساعه جنوب بندر زياد .

ويبلغ متوسط ارتفاع سلاسل الجبال في هذا النطاق ما بين 5000 ، 6000 قدم ، والانحدار العام لهذا النطاق الجبلي هو الانحدار السريع تجاه سهل جابون (السهول الشمالية) ، وانحدار تدريجي تجاه الجنوب (هود) ، ويطلق اسم أوجو OGO عل القمم المرتفعة .

وفي منطقة هود تكثر المنخفضات والأعشاب ، وخاصة تلك التي تنتشر حول مناطق البحيرات الداخلية . أما منطقة أوجو فتوجد فيها أحواض صخرية تمتلئ بالمياه في الفترات المطيرة ، ومن أهم هذه الأحواض هيمان وساول هود .

ومن منطقة الجبال الرئيسية تنبع عدة انهار فصلية قصيرة تتجه نحو السهول الشمالية (جابون) . ومن الأنهار الكبرى نهر ضرور ونهر نوجال ونهر بوك’ ، وهي تقطع النطاق الجبلي للتجه صوب الشرق حيث تصب في المحيط الهندي ، وهي انهار فصلية أيضا .

وأعلى القمم الجبلية ارتفاعا في هذه المنطقة هي قمة جبل جوليس Golis والهيلز Hills وجبل ورجر Worgr .

ومن البروزات الجبلية على سطح الهضبة جبل هربوجرهابر Her Bogar Habero وجبال هودا Hoda في الشمال الشرقي ، وجبال دوربا Durba الذي يصل طوله إلى 1200 متر ، وجبال صول Sol بين وادي نوجال ووادي ضرور ، وأعلى قمة لجبال صول هي قمة Har Carear في الشمال وقمة Shed Medove في الجنوب ، وسلاسل جبال أحل ، ورأس عسير ، وشتيا في منطقة رأس غردفوي .

تلك هي أهم المناطق الجبلية القريبة في ارتفاعها من نطاق الجبال الرئيسية ، وعدا ذلك فإننا لا نجد إلا الجبال القزمية والتلال الرملية كالتي بين نهر جوبا ونهر شبيلي مثل جبل بورهيكه (35 مترا) . والكثبان الرملية المنعزلة وتدعى بور Bur وقد يصل بعضها إلى 500 متر ، ويصل طول الكثبان الرملية أحيانا إلى 650 مترا مثل كثيب بوردنسور Bur Dinsr أو كثيب إيلبي Bur Elbi الذي يبلغ طوله 751 مترا .

المجاري المائية

أغلب المجاري المائية في الصومال من الأنواع الموسمية السريعة الامتلاء والجفاف ، فهي أنهار زمنية تتفق وكمية المتساقط المتذبذب من حيث طول موسم المطر ومن حيث المكان والكمية . ويمكن أن تقسم المجاري المائية إلى مجموعتين : مجموعة ثانوية ، ومجموعة رئيسية .

المجموعة الثانوية من الأنهار

أولا – أنهار تصب في خليج عدن

(1) نهر دجهان .. نهر قصير ، يجف سريعا عقب امتلائه بالمياه ، وينبع من منطقة كارن ويصب إلى الشرق من بندر زياد بعد أن يجتاز منطقة السهول بانحناءات كثيرة . (2) نهر هادي بلاد Hadi Balada ينبع في الشرق من نطاق الجبال الرئيسية ، ويصب عند بندر قاسم ، وتختفي مياهه في الرمال قبل أن تصل إلى الخليج البحري ، وفي فيضان عام 1961 امتلأ هذا النهر بالمياه ، وتابع سيره حتى وصل إلى مياه خليج عدن ، وتلك هي المرة الأول التي يصل فيها النهر إلى خليج عدن منذ ثلاثين عاما . (3) نهر توج وين Tog Wen ويصب في بحر علوله . (4) نهر فولا Fulla وينتهي في سهل زيلع ، ومنابعه عند منطقة الحدود بين الصومال والحبشة . (5) نهر دودوبا يصب في الرمال قبل أن يصل إلى البحر Dodoba عند انكاهور .

والأنهار الخمسة السابقة ضمن مجموعة كبيرة من الأنهار القصيرة التي تنبع من نطاق الجبال الرئيسية في القسم الشمالي من الصومال ، وكلها تتجه صوب الشمال إلى خليج عدن وهي في أعاليها سريعة الجريان ، شديدة التيار ، عميقة المجرى ، بينما في النطاق السهلي يضعف التيار ، وتقل قوة سريان المياه ، حتى أن بعضها يختفي تماما قبل أن يصل إلى لابحر أو يضعف لتعدد روافده ، وغالبا ما تغير مجاريها تبعا لحالة فيضان النهر .

ثانيا – أنهار تصب في المحيد الهندي

(1) وتوجد أنهار ثانوية تتجه نحو الساحل الشرقي كنهر جايل Gaiel الذي ينبع من جبال بوجر ، وطوله نحو 160 كيلو مترا ، ويصب في شرق حافون .

(2) نهر ضرور Durror يعتبر أطور الأنهار الثانوية ، وينبع من مرتفعات جبال صول في إقليم برعو ، ويدخل جزء منه في مقاطعة مجرتنيا في منطقة Aua Daue ويسمى Juhud ، ويبلغ طول الوادي نحو 200 ميل ، وينتهي في المحيد الهندي إلى الجنوب من شبه جزيرة حانون . وأجزاؤه العليا في الغالب جافة إلا في موسم المطار حيث تمتلئ بالمياه ، أما في جزئه الأدنى فإن المياه تنتشر إلى مسافة طويلة على صورة برك ومستنقعات متصلة أو منفصلة أحيانا ، ولكن حركة المياه تكاد تكون مستمرة . ويقول البعض أن هذه الحركة الظاهرة للمياه ترجع إلى وجود مجرى للمياه الباطنية أسفل قاع النهر ، تتفجر فيها العيون التي تغذي النهر باستمرار بموارد مائية .

(3) نهر نوگال Nugal يعتبر أطول من نهر ضرور ، ولكن أقل منه أهمية من ناحية حركة الاستقرار السكني على ضفافه ، إذ أن نهر ضرور عليه حركة رعوية واسعة واستقرار سكني من أجل الزراعة ووفرة حيوانية وغابية من أشجار النخيل والدرم . وينبع نهر نوجال من المرتفعات الشرقية لمقاطعة برعو ويسير في موازاة حافة هضبة هود ويصب في خليج نجرو على لامحيد الهندي عند بلدة آبل وتتسرب مياهه قبل أن تصل إلى المحيط .. وفي الجزء الأدنى تكثر المراعي الطبيعية في موسم الأمطار ، وأهم أنواع الحياة الشجرية شجرة التين البري ونخيل البلح .

(4) [[ نهر تود]] Tud وينبع من شمال كوتن Cotton ويصب شمال بندر بيلا .

(5) [[ نهر أودادي]] ويصب إلى الجنوب من بندر بيلا .

(6) نهر بيو أوادي Udadi يصب عند رأس حافون وله واد عميق خصب .

وبالإضافة إلى تلك الأنهار يوجد عدد من الأخوار المائية الصغيرة من أشهرها خور أشا قرب بيدوا ، وخور ماجاودي شرق نهر جوبا .

ويوجد عدد كبير من البحيرات الصخرية التي تمتلئ بالمياه في الفصل المطير ، وتجف بعد فترة قد تصل إلى أربعة أو خمسة شهور ، ومن أشهر هذه البحيرات ما يوجد في منطقة هود ، كما يوجد عدد كبير من العيون المائية التي تنفجر من المستودعات الباطنية عند أقدام الجبال كعين بيو كولاليه ، ومنابعها في المادة تتجه نحو الشمال الغربي .

المجموعة الرئيسية من الأنهار

تتضمن هذه المجموعة نهرين هما جوبا وشبيللي ، وهما أكثر الأنهار فائدة الإنسان والحيوان والنبات . ومع هذا فكلا النهرين يتبعان ويسيران ويصبان دون أن يتدخل الإنسان في أمرهما من تعميق المجري ، وإعداد الجوانب ، وإقامة الخزانات والقناطر والسدود ، والحماية من الفيضانات العالمية وغير ذلك من مشروعات ضبط الأنهار . وفي عهد الاستقلال اتجهت الحكومة إلى ضبط مياه الأنهار لتحسين الإنتاج كمية ونوعا .

نهر شبيللي

يبلغ طول نهر شبيللي نحو 1500 كيلو متر من منبعه عند منطقة أجيسو Agisso بين خطي عرض 8 و 10 شمال خط الاستواء غير بعيد عن منابع نهر جوبا . ويبلغ مساحة منابع هذا النهر نحو 2680 مترا .

يدخل من هذا النهر العظيم داخل الجمهورية الصومالية نحو 800 كيلو متر وذلك اعتبارا من بلدة أفرادو Affer Addo ، أما الجزء الأعلى والذي يبلغ نحو 700 كيلو متر فيدخل ضمن الأراضي التي احتلتها الحبشة من أرض الصومال في أواخر القرن الماضي .

ويصب نهر شبيللي في الرمال قبل أن يصل إلى لابحر لعدم مقدرته المائية على السير إلى البحر لكثرة المنخفضات والإنثناءات التي تعترض في مجراه الأعلى . وغالبا ما يلجأ النهر بعد جينالي إلى التفرغ إلى روافد صغيرة ، ثم تتجمع لتنقسم مرة أخرى إلى روافد صغيرة ، وهكذا مما يضعف من قوة النهر على أن يأخذ طريقه إلى الساحل ، بالإضافة إلى وجود نطاق ساحلي مرتفع مابين مقدشوه وكسمايو لذلك كان اتجاه النهر موازيا للساحل في هذه المنطقة .

ويسير نهر شبيللي في اتجاه مواز لنهر جوبا منذ منابعه ، حتى إذا ما بلغ مدينة بلعد غير طريقه لينقض فجأة ويتجه إلى الجنوب الغربي ، وهذا الانحناء نتيجة لوجود حافة تضاريسية عالية شديدة حالت دون أن يتابع النهر سيره نحو الجنوب .

ويبلغ طول المسافة التي يسير فيها نهر شبيللي في موازاة المحيط الهندي نحو 300 كيلو متر ، أما متوسط الاتساع للوادي فبين 150 و200 كيلو متر ، وهو في العادة وادي منبسط ، وأكبر روافده نهر توج فافان الذي ينبع قرب هرر .

ولنهر شبيللي موسمان من حيث الفيضان ، الموسم الأول في الربيع يبدأ من إبريل إلى مايو ، ويستمر في الارتفاع التدريجي البسيط في يونيو وأغسطس وسبتمبر . ومتوسط تصريف النهر في هذا الفضل يصل إلى 180 متر مكعب في الثانية عند بلدة جوهر و100 متر مكعب في الثانية عند بلدة جينالي .

أما الموسم الثاني فهو في فصل الخريف ويبدأ من أواخر سبتمبر وأكتوبر إلى أوائل نوفمبر ، ويبدأ في الانخفاض تدريجيا إلى أن يجف تماما في شهري فبراير ومارس . وعلى العموم فإن مياه هذا الموسم أقل من مياه الموسم الأول ، وتجف المياه لمدة شهرين على الأقل في كل دورة .

وتميل مياه نهر شبيللي إلى ارتفاع نسبة الملوحة فيه لمرورها على منطقة كارستيه ومنطقة أخرى ذات صخور ملحية مما أدى إلى ارتفاع نسبة الأملاح في مياهه وتقدر بأربعة جرامات لكل مائة متر مكعب من المياه . وهذه النسبة من الملوحة لا تضر بمشروعات التنمية الزراعية في الصومال .

نهر جوبا

أقصر من نهر شبيللي من حيث الطول إذ يبلغ نحو 1030 ميلا من منابعه بين خطي عرض 4 و 8 درجة شمال خط الاستواء ، غير أنه أعظم فائدة من حيث استغلال مياهه في الري .

ولنهر جوبا ثلاثة روافد رئيسية هي وابي جيسترو Webi Giestro ووادي دوا باراما Down Payama ووادي دوريا Doria وهي نقطة التقاء الحدود الصومالية مع الحبشة في العصر الحديث .

وينابع النهر سيره بعد بلدة دولو غير أن الانحدار بطيء ، وسرعة النهر ضعيفة . وعند بلدة بارديرا تزداد قوة اتلنهر في الجريان بسبب الامتدادات الجانبية للأخوار التي تتصل بالنهر أثناء الفيضان . وأهم هذه الروافد مجرى هرأيك Hereik ومجرى أياديز Iae Dese الذي يأتي من تلال إقليم أنفدى ، وطوله نحو عشرين كيلو مترا ، وهو من أهم روافد نهر جوبا لكثرة مياهه وعمقه الشديد مما جعله صالح للملاحة للسفن الصغيرة .

وتنتهي مياه نهر جوبا إلى البحر (شمال مدينة كسمايو) ، وأكبر اتساع لوادي جوبا يصل إلى 250 كيلو متر .

ولنهر جوبا فيضانان أحدهما في الخريف وهو الغزير المياه ، ويبدأ من إبريل إلى سبتمبر ، ويكون متوسط تصريف النهر ما بين 800 إلى 1000 متر مكعب في الثانية ، أما الفيضان الثاني فيكون أقل من الفيضان الأول ، وفي العادة يبدأ مع آخر شهر سبتمبر وأكتوبر ، وتقل المياه في أواخر يناير وفبراير ومارس ، ونادرا ما تجف المياه في ذلك النهر .

وفي فصل الشتاء وهو فصل الجفاف يصل تصريف النهر في المتوسط ما بين 15 – 20 مترا مكعبا في الثانية ، ونلاحظ أن مياه نهر جوبا أقل ملوحة من مياه نهر شبيللي ، لذلك كانت أكثر الأراضي الزراعية ومشروعات التوسع الزراعي تتفق ونهر جوبا .


الجفاف

=موجة 2021=2022

عائلات صومالية نازحة في مخيم مخيم أونتورلي بمقديشو، 12 فبراير 2022.

في 12 فبراير 2022، هرع آلاف النساء والأطفال الجائعون انتظاراً للمساعدات الغذائية في مخيم على مشارف العاصمة الصومالية مقديشو، وقد ساروا على الأقدام لأيام، هرباً من الجفاف الذي يجتاح الآن معظم المناطق الريفية في الصومال. ومن المتوقع أن تتضخم صفوفهم المتزايدة في الأشهر المقبلة حيث تواجه منطقة القرن الأفريقي أسوأ ظروف الجفاف منذ عقد.[1]

وحذر برنامج الأغذية العالمي، هذا الأسبوع، من أن 13 مليون شخص في المنطقة، بما فيها أجزاء من إثيوپيا وكينيا، يواجهون جوعا شديدا في الربع الأول من عام 2022. وحذرت الوكالة من الحاجة إلى مساعدة فورية لتجنب أزمة إنسانية كبيرة. لطالما كان القرن الإفريقي عرضة للجفاف وظروف الجوع التي غالبا ما تفاقمت بسبب العنف المسلح.

وأعلنت الحكومة الصومالية في نوفمبر 2021 حالة الطوارئ الإنسانية بسبب الجفاف، مع المناطق الأكثر تضررا بما فيها المناطق الجنوبية الوسطى من مناطق جوبا السفلى وجيدو وشبيلي السفلي. وقالت منظمة "إنقذوا الأطفال" الخيرية في الأسبوع الجاري: "أصبح التأثير على العائلات أكثر حدة هذا الموسم نتيجة موجات الجفاف المتعددة والممتدة في تتابع سريع، وتدهور الوضع الأمني، وانتشار الجراد الصحراوي، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وانخفاض التحويلات المالية - وقلة الأموال التي يلتزم بها المانحون".

وقالت في بيان لها إن مسحا أجري في نوفمبر 2021 شمل 15 منطقة من أصل 18 منطقة في الصومال خلص إلى أن "غالبية العائلات تعيش الآن بدون وجبات على أساس منتظم". وقال برنامج الأغذية العالمي إنه يحتاج إلى 327 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الفورية لـ 4.5 مليون شخص على مدى الأشهر الستة المقبلة، بما في ذلك في الصومال.

هذا ويحاول القادة الصوماليون أيضاً حشد الدعم المحلي، وقد استجاب الكثير منهم. ويجمع فريق عمل شكله رئيس الوزراء محمد روبل، في وقت سابق من هذا الشهر، ويوزع التبرعات من مجتمع الأعمال وكذلك الصوماليين في الشتات. بعض ما يقدمونه يغذي مئات العائلات المقيمة في المخيمات مثل أونتورلي، الذي يضم حوالي 700 عائلة.


انظر أيضاً

المصادر

قالب:كتاب الصومال

  1. ^ "هربا من الجفاف والجوع.. آلاف المواطنين الصوماليين يتدفقون على مقديشو". روسيا اليوم. 2022-02-12. Retrieved 2022-02-12.