الاندماج العسكري-المدني

الاندماج العسكري-المدني (صينية: 军民融合؛ پن‌ين: Jūnmín rónghé�؛ Military-civil fusion؛ MCF أو civil-military fusion) هي استراتيجية وسياسة يتبّعها الحزب الشيوعي الصيني يتمثل هدفها المعلن في تطوير جيش التحرير الشعبي إلى جيش من الطراز العالمي.[1][2][3] يعد الاندماج العسكري-والمدني أولوية لإدارة شي جن‌پنگ.[4]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

نُسخت الأسس المؤسسية لتطوير وأبحاث أسلحة جيش التحرير الشعبي الصيني من الاتحاد السوڤيتي، حيث تقوم المصانع والشركات المملوكة للدولة بتطوير وتصنيع المعدات بناءً على نهج القيادة من أعلى إلى أسفل. وتشمل نقاط الضعف الرئيسية الأخرى احتكار صناعة الدفاع الذي تسيطر عليه الشركات المملوكة للدولة، وعدم كفاءة البيروقراطية، والفساد، والافتقار إلى الابتكار، والتسعير القديمة، وعملية التعاقد.[5] شركات الدفاع الصينية المملوكة للدولة غير منسقة تاريخيًا وغير فعالة، وتميل إلى الحفاظ على احتكارها الذي تجيزه الدولة، وتستغل مكاسبها في وضع متميز نظراً عرقلة المنافسة العادلة مع الشركات الخاصة.[3] عام 2010، قدر الباحثون الصينيون أن أقل من واحد في المئة من شركات التكنولوجيا الفائقة الصينية كانت تشارك في الأنشطة المتعلقة بالدفاع.[6]


التاريخ

ظهر مصطلح "الاندماج العسكري0المدني" لأول مرة في أواخر التسعينيات. هو جين‌تاو، نائب رئيس المفوضية العسكرية المركزية التابعة للحزب الشيوعي الصيني آنذاك، استخدم هذا المصطلح لوصف التنسيق بين القطاعين المدني والعسكري. يعود مفهوم "الاندماج العسكري-المدني" إلى ماو زى‌دونگ وتأسيس جمهورية الصين الشعبية.[7][8] لاحظ محللو الدفاع أن جهود الدمج العسكري-المدني في عهد أمين عام الحزب الشيوعي الصيني شي جن‌پنگ أكثر طموحًا من تلك التي بذلها أسلافه.[7][9][4]

استخدم مصطلح الاندماج العسكري-المدني لأول مرة في الثمانينيات، بصفة أساسية لتحويل المصانع العسكرية إلى الإنتاج المدني في ظل خلفية الإصلاح الاقتصادي، والذي فشل في جلب التقنيات التجارية المبتكرة إلى القطاع العسكري.[10] حصل جيش التحرير الشعبي الصيني على منتج دفاعي من خلال المؤسسات المملوكة للدولة، في حين أن الشركات الخاصة لم يكن لها سوى مساهمة ومشاركة محدودة.[3] كما ساهم الفساد والكسب غير المشروع في استمرار تفضيل الشركات المملوكة للدولة، حتى في ظل وجود خيارات بديلة.[3] شهدت بعض مجالات التطوير في المجمع الصناعي-العسكري الصيني بعض الفوائد من التكامل العسكري-المدني، وخاصة فيما يتعلق ببناء السفن، تكنولوجيا المعلومات، وصناعة الفضاء الجوي.[10]

أشار المحللان إلسا كانيا ولوراند لاسكاي إلى أن مبادرة شي جن‌پنگ قد تؤدي إلى اختراق في الكفاءة والابتكارات، ومع ذلك، تشير المبادرة إلى محاولة الصين التغلب على أوجه القصور في المشتريات العسكرية والبحث والتطوير بدلاً من علامة القوة.[3] يعتقد ريتشارد بيتسينجر أن الاندماج العسكري-المدني سيتطلب جهدًا كبيرًا وموارد كبيرة لتنفيذه بنجاح، نظرًا للعقبات القانونية والتنظيمية والثقافية الحالية الموجودة في الحكومة الصينية.[11] يرى المحلل كريستيان بروس أن القدرات العسكرية الصينية قد تحسنت بشكل ملحوظ في عقد 2010 بسبب النجاح النسبي في دمج قطاع الدفاع والقطاع المدني من أجل التطوير والإنتاج العسكري.[7]

أشارت إميلي وينشتاين إلى أن الحكومة الصينية قد درست الإطار العسكري-المدني الأمريكي، من خلال أوراق بحثية تدرس نجاحات وعيوب تنفيذه في الولايات المتحدة، مثل وحدة الابتكار الدفاعي التابعة للپنتاگون، وكالة مشروعات الدفاع البحثية المتقدمة. اعترفت الصين بالتفوق التكنولوجي الذي حققته الولايات المتحدة من خلال التعاون بين المؤسسات الحكومية الأمريكية وشركات التكنولوجيا الرائدة في الولايات المتحدة، مثل حالة سپيس‌إكس أمازون، ميكروسوفت، وگوگل. وحاولت الصين تكرار إطار العمل هذا وتعديله وفقًا للاحتياجات المحلية.[12][3][7] ومع ذلك، يمكن للحكومة الصينية أن تطلب المعلومات والمساعدة من الشركات ذات النهج الأكثر تشددًا من النهج الذي تتبعه الولايات المتحدة.[7]

السياسات العامة

يشجع الاندماج العسكري-المدني استخدام تكنولوجيا الاستخدام المزدوج ونقل التكنولوجيا في الاتجاهين، حيث يمكن لشركات الدفاع والجامعات والمؤسسات البحثية التعاون وتبادل التقنيات بين القطاعين العسكري والمدني.[13][14] أُستبدل مصطلح "التكامل المدني-العسكري" تدريجيًا بمصطلح "الاندماج العسكري-المدني" في ظل إدارة شي جن‌پنگ، مما قد يشير إلى أن الأخير قد زاد مستوى التنسيق في العلاقات العسكرية-المدنية أو اهتمام أكثر توازناً بين التطورات العسكرية والمدنية.[15]

يؤثر الاندماج على قرارات الاستثمار وتوظيف المواهب والبحث والتطوير عبر مجالات متعددة. في يناير 2017، أسس شي جن‌پنگ لجنة مركزية لتنمية الاندماج العسكري-المدني (CMCFDC)، وهي المسؤولة عن تخطيط وتنفيذ الاندماج العسكري-المدني في الصين.[16][17][18][12]

عام 2021، نفذت الصين الخطة الخمسية لوضع التوجيه العام للسياسات وأهداف التنمية الوطنية حتى عام 2025. ودعت الوثيقة إلى مزيد من التنسيق في تطوير التقنيات الحيوية والناشئة، والتي يتماشى مع هدف الاندماج العسكري-المدني.[19]

عام 2021، ذكرت جانز أن الغرض من الاندماج العسكري-المدني هو تخفيف العبء الإداري على شركات الدفاع الخاصة، وتحفيز المزيد من المنافسة في صناعة الدفاع الصينية.[20]

ردود الأفعال

نشرت العديد من الوكالات الحكومية الأمريكية تعريفاتها الخاصة للاندماج العسكري المدني.[7] في مايو 2020، أصدرت إدارة ترمپ إعلانًا رئاسيًا يحظر على بعض الطلبة والباحثين الصينيين القدوم إلى الولايات المتحدة بناءً على علاقتهم المتصورة بالاندماج العسكري-المدني.[7] يصف الأمر التنفيذي الاندماج العسكري-المدني بأنه وسيلة "لاكتساب وتحويل التكنولوجيات الأجنبية". وأكد محللون آخرون أن التعريف منفصل إلى حد كبير عن غرض وهدف الاندماج العسكري-المدني، وأنه بدلاً من ذلك يصف القضايا العامة للصين بشأن نقل التكنولوجيا.[3]

وقد اقترح العديد من المحللين ومراكز الأبحاث طرقاً يمكن للولايات المتحدة من خلالها الرد على استراتيجية الاندماج العسكري-المدني التي تتبناها الصين.[6][7][3][8][21][19]

انظر أيضاً

المراجع

  1. ^ Bitzinger, Richard A. (2021). "China's Shift from Civil-Military Integration to Military-Civil Fusion". Asia Policy (in الإنجليزية). 28 (1): 5–24. doi:10.1353/asp.2021.0001. ISSN 1559-2960. S2CID 234121234.
  2. ^ Cheung, Tai Ming (2022). Innovate to Dominate: The Rise of the Chinese Techno-Security State. Cornell University Press. ISBN 978-1-5017-6434-9. JSTOR 10.7591/j.ctv20pxxmn.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د B. Kania, Elsa; Laskai, Lorand (28 January 2021). "Myths and Realities of China's Military-Civil Fusion Strategy". Center for a New American Security. JSTOR resrep28654.
  4. ^ أ ب Ding, Arthur; Tang, K. Tristan (April 14, 2023). "Xi Seeks to Reinvigorate Military-Civilian Integration". Jamestown Foundation (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2023-04-14.
  5. ^ CHEUNG, Tai Ming; ANDERSON, Eric (2017). "Chinese Defense Industry Reforms and Their Implications for US-China Military Technological Competition". SITC Research Briefs. 9 (4).
  6. ^ أ ب Laskai, Lorand. "Civil-Military Fusion: The Missing Link Between China's Technological and Military Rise". Council on Foreign Relations.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Weinstein, Emily (5 February 2021). "Don't Underestimate China's Military-Civil Fusion Efforts". The Diplomat.
  8. ^ أ ب Bruyère, Emily de La; Picarsic, Nathan (27 May 2021). "Defusing Military-Civil Fusion". Foundation for Defense of Democracies.
  9. ^ Yang, Zi (28 January 2021). "China's Military-Civil Fusion Strategy: Development, Procurement, and Secrecy (Introduction)". national bureau of asian research.
  10. ^ أ ب A. Bitzinger, Richard (December 2004). "Civil-Milit Civil-Military Integration and ary Integration and Chinese Military Modernization" (PDF). Asia-Pacific Center for Security Studies. 3 (9).
  11. ^ A. Bitzinger, Richard (28 January 2021). "China's Shift from Civil-Military Integration to Military-Civil Fusion". The National Bureau of Asian Research.
  12. ^ أ ب Kania, Elsa B. (27 August 2019). "In Military-Civil Fusion, China is Learning Lessons from the United States and Starting to Innovate". Center for a New American Security. The Strategy Bridge.
  13. ^ Fritz, Audrey (2021-10-08). "The foundation of innovation under military-civil fusion: The role of universities" (PDF). Sinopsis (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2021-10-11.
  14. ^ Fritz, Audrey (14 July 2021). "At the Nexus of Military-Civil Fusion and Technological Innovation in China". The Diplomat.
  15. ^ Fritz, Audrey (2 August 2019). "China's Evolving Conception of Civil-Military Collaboration". Center for Strategic and International Studies.
  16. ^ Kania, Elsa B. Battlefield singularity : artificial intelligence, military revolution, and China's future military power. OCLC 1029611044.
  17. ^ Yujia He (2017). How China is preparing for an AI-powered Future (PDF). The Wilson Center.
  18. ^ Levesque, Greg (8 October 2019). "Military-Civil Fusion: Beijing's "Guns AND Butter" Strategy to Become a Technological Superpower". China Brief. 19 (18).
  19. ^ أ ب STONE, ALEX; W. SINGER, PETER (18 February 2021). "China's Military-Civil Fusion Strategy: What to Expect in the Next Five Years". Defense One.
  20. ^ Grevatt, Jon (23 June 2021). "China launches 'deregulation trial' for private sector defence contractors". Janes.
  21. ^ "How Should the U.S. Respond to China's Military-Civil Fusion Strategy?". China File. 22 May 2021.