نهر عطبرة

نهر عطبرة
نهر
نهر عطبرة.jpg
النيل في مصر
البلدان Flag of إثيوپيا إثيوپيا, Flag of السودان السودان
الروافد
 - يمين نهر تـِكـِزه
المدن گوندرإثيوپيا, خشم القربةالسودان, عطبرةالسودان
المنبع الرئيسي نهر جندوءه
منبع ثانوي نهر جوانج
المنبع الاضافي نهر تكزه
المصب النيل
 - الموقع عطبرة, ولاية نهر النيل, السودان
 - الارتفاع 0 m (0 ft)
 - الاحداثيات 17°41′N 33°58′E / 17.683°N 33.967°E / 17.683; 33.967
الطول 805 km (500 mi)
الحوض 112,000 km2 (43,243 sq mi)
التدفق
 - المتوسط 359 m3/s (12,678 cu ft/s)
Atbara river map.jpg
خريطة مسار نهر عطبرة

نهر عطبرة في شمال شرق أفريقيا. يرتفع في شمال شرق إثيوپيا، على بعد نحو 50 كم شمال بحيرة تانا و 30 كم غرب گوندار. وينساب لمسافة 805 كم (500 ميل) حتى يصب في النيل في شمال وسط السودان، عند مدينة عطبرة. يجلب للنيل سنوياً 9.5 بليون متر مكعب من الماء. رافده، نهر تكزه (الذي يعني بالأمهرية: "الرهيب")، ربما يكون المسار العلوي الحقيقي لنهر عطبرة، إذ أن تكزه يتبع المسار الأطول قبل إلتقاء النهرين (عند 14° 10' ش، 36° ق) في شمال شرق السودان. وعطبرة هو آخر رافد للنيل قبل أن يصل البحر المتوسط.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الجريان المائي في حوض نهر عطبرة

إذا كان النيل الأزرق وروافده قد حقق انصراف منطقة كبيرة، من الهضبة الحبشية تتضمن مساحات الحوض، فإن نهر عطبرة الذي يحتل حوضا كبيراً من الأحواض النهرية، يصرف حجما كبيرا أيضا من الماء، ويتزود به الجريان النيلي في النيل الأعظم. ويعني ذلك أن حوض عطبرة يجب أن نعتبره من مناطق الكسب، التي تسهم بفائض معين في الإيراد النيلي، على الرغم من علمنا بأنه لم يحظ بالدراسة الفنية المستفيضة، التي حظيت بها مناطق الكسب الأخرى. وربما بنى هذا الإهمال على اعتبار أنه كرافد للنيل الأعظم يتحول في موسم طويل إلى مجرى هزيل شبه جاف. ويمكن القول أننا لانملك إلا مقياس وحيد عند موقع خشم القربة، يصير تشغيله منذ سنة 1903. وهذا المقياس لا يمكن أن يفصح عن كل البيانات التي تلقى الضوء على صورة الجريان، أو على دور كل رافد من الروافد التي يتجمع منها في إيراد هذا الرافد ونظام الجريان، المائي فيه.

ومهما يكن من أمر فإن حوض نهر عطبرة ينتشر على مساحة كبيرة من أطراف الهضبة الشمالية فيما بين خط العرض 12º و14º شمالا على وجه التقريب. ويتألف نهر عطبرة من التقاء مجموعة من الروافد، المنتشرة على المرتفعات والأرض الوعرة، فيما حول كتلة سيمين ورأس داشان. والواقع أن هذه الروافد والأحباس العليا تنساب وتجمع الفائض من إقليمين متباينين تماماً.

ويشمل الإقليم الأول القطاع الذي يقع في شمال غرب هضبة الحبشة، ويتضمن مجموعة الروافد التي تنساب على مرتفعات تقسيم المياه، بين حوض عطبرة وحوض النيل الأزرق وبحيرة تانا، وعلى المنحدرات الغربية لمرتفعات كتلة سيمين. ونذكر من هذه الروافد مجموعة المجاري النهرية التي تعرف باسم نهر جندوءة ونهر جوانج والتي تقترن قبيل موقع القلابات في الأرض السودانية مباشرة، وتتألف منها البداية العليا لنهر عطبرة في السودان. ويقترن بهذا المجرى مجموعة أخرى من الروافد، تتألف من التقاء ثلاثة روافد، هي نهر جرما ونهر عنجريب ونهر بحر السلام. ويكون اقتران المجرى الناشئ عن التقاء هذه الروافد بمجرى نهر عطبرة، سببا في تأكيد جريان النهر وانتظامه.

أما القطاع الثاني فإنه يقع في شمال الهضبة مباشرة، في المساحات المحصورة بين الحافة الشرقية للهضبة الحبشية من ناحية، والمنحدرات الشرقية لكتلة سيمين من ناحية أخرى. ويتضمن هذا القطاع مجرى نهر ستيث، الذي يرسم مجراه دورة كبيرة، يتجول فيها على سطح الأرض الوعرة، وتقترن به عشرات الروافد الصغيرة والمجاري النهرية السريعة، التي تجمع من الحوض فائضا معقولا.

وليس ثمة شك في أن نهر ستيت الذي يبلغ طوله 764 كيلومترا، يمثل أخطر الروافد وأهمها من حيث حجم الإيراد على الأقل. ويمكن القول أنه عندما يقترن مجرى عطبرة عند موقع شواك Showak يكسبه مزيدا من القدرة على الجريان صوب الشمال في الأرض السودانية الرتيبة.

وهكذا ينشأ نهر عطبرة ويكتمل على مراحل حتى يصل غلى موقع شواك، فيواصل رحلته على المحور العام من الجنوب إلى الشمال والشمال الغربي، وهو في رحلته الطويلة التي تستغرق حوالي 500 كيلومتر إلى موقع الاقتران بالمجرى الرئيسي للنيل يحدق بأرض البطانة ويحدد امتدادها. ويمكن القول أن انحدار مجرى نهر عطبرة يكون أكثر وضوحا من جردة انحدار النيل الأزرق. ويعني ذلك أنهما لايتشابهان أبدا، من حيث صفات المجرى، ومن حيث سمات الجريان ونظام المناسيب.

ونشير بهذه المناسبة أن درجة انحدار النهر من خشم القرية إلى موقع الاقتران تبلغ حوالي 1 : 400. وهذا الانحدار الكبير الذي يتمخض عن الجريان السريع وعن قدرة النهر على النحت يفسر كل السمات التي يتميز بها النهر والجريان المائي فيه. والمفهوم أن قدرة النهر على النحت قد أدت إلى صفة عامة تتمثل في انخفاض حيز المجرى انخفاضا ملحوظا بالنسبة لمساحات الأرض السهلية شبه المنتظمة على جانبيه الشرقي والغربي. ويمكن القول أن ههذ الصورة قد تمخضت من صورة للأرض الممزقة، التي تتمثل في المساحات على جانبي النهر، فيما بين القلابات وموقع أدراما، وتعرف صورة هذه الأرض الممزقة باسم أرض الكرب. وقد مزق سطحها مجموعات كبيرة من الروافد والوديان، التي تنساب على الجانبين في اتجاه مجرى النهر. ويعني ذلك أن نحت المجرى وتعميقه، قد أدرى إلى تمزيق الجوانب في الأرض التي يتضمنها وادي النهر.

ونهر عطبرة – على كل حال – آخر الروافد النهرية العظيمة التي تنساب فيها المياه، ويتجمع الإيراد المائي من على سطح الهضبة الحبشية. والمفهوم أنه يحمل قطاع من الإيراد المائي الطبيعي، الذي يتجمع في موسم معين إلى المجرى الرئيسي للنيل. ويقترن هذه الروافد بمجرى النيل العظم في القطاع المعروف باسم النيل النوبي على مسافة حوالي 322 كيلومترا من موقع اقتران النيلين الأزرق والأبيض وبداية الجريان الموحد في النيل.


الهيدرولوجيا

متوسط التدفق الشهري (م³/ث) مقاساً عند محطة الري عند الكيلو 3 - حوض التجميع: 69,000 كم²- بيانات الفترة 1912-1982[1]

وهو كمجرى من المجاري النهري التي تشترك في تزويد الجريان النيلي بالمياه الحبشية، يتميز بصفات خاصة وفريدة، من حيث النظام المائي وطبيعة الجريان. وما من شك في أن هذه الصفات تجعل عطبرة نموذجا فريدا، مختلفا كل الاختلاف عن سائر الروافد النهرية الحبشية جملة وتفصيلا. وتفهم هذه الصفات على اعتبار أنه كحيز يتضمن الجريان المائي، يتحول إلى حيز جاف أو شبه جاف في أثناء فصل طويل، يستغرق خمسة شهور من السنة على الأقل. ويمكن القول أن بطن المجرى يصبح في ههذ الشهور مكشوفا وعاريا إلى حد واضح. وقد تتناثر على القاع بعض البرك والغدران ومساحات من الماء الراكد، على مسافات متباعدة، وفي غير انتظام معين.

وتظل هذه الصورة التي تشبه صورة الحور أو الوادي الجاف قائمة فيما بين أواخر شهر يناير وشهر مايو من كل عام. وكثيرا مايحدث أن يعبر رعاة الإبل مع قطعانهم مجرى النهر، من ضفة إلى ضفة أخرى في أثناء تحركاتهم الفصلية. التي تستهدف السعي وراء العشب ومورد الماء. في شهور الجفاف. ولكن ما أن يحل شهر يونيو ويبدأ فصل الصيف حتى تتغير الصورة تغيرا كليا نتيجة مباشرة لسقوط المطر الغزير على مساحات الحوض في أطراف الهضبة الحبشية الشمالية.

وقوام الصورة الجديدة يتمثل في نهر غزير الماء يفعم بالمياه التي تجري على مناسيب مرتفعة.ويعبر ذلك عن زيادة كبيرة في حجم التصرفات في كل شهر من شهور الصيف الحار. ويكاد لايتصور من يرى النهر وحجم الجريان للتدفق فيه في شهر أغسطس، أنه هو بعينه ذلك المجرى الجاف الهزيل الذي كان قد رآه من قبل في أي شهر من شهور موسم الجفاف.

ويمكن للباحث أن يلمس هذه الصفات. وأن يتعرف على كل صورة من هاتين الصورتين، على ضوء البيانات التي تصورها أرقام المتوسط الشهري للتصرفات في الفترة من سنة 1912 إلى سنة 1942 بملايين الأمتار المكعبة في اليوم الواحد.

والظاهرة الجديرة بالذكر، هي أن نهر عطبرة تنساب فيه المياه في شهور الفيضان في يوليو وأغسطس وسبتمبر على وجه الخصوص كالسيل الجارف. ويكون هذا الإيراد المائي محملا بكميات كبيرة من الرواسب والمفتتات العالقة بالماء، التي يلملمها النهر من روافده وأحباسه العليا على المرتفعات الحبشية. هذا بالإضافة إلى حمولة عالقة أخرى. يحملها النهر من تحت مجراه من القلابات إلى موقع الاقتران بالنيل. ويذكر دكتور عوض أن نهر عطبرة، هو أكثر الروافد النيلية طينا. ويفهم ذلك على اعتبار انه يحمل نسيبة من المواد العالة أكثر من أي نهر آخر بالنسبة لكمية الماء التي تجري فيه.

ويذكر في هذا المجال أن النيل الأزرق يحمل من الرواسب والحمولة العالقة حوالي كيلوجرام واحد في كل متر مكعب من الماء الجاري فيه في موسم الفيضان، على حين أن ماء نهر عطبرة يحمل في نفس الفترة حوالي ثلاث كيلو جرامات أو يزيد، في كل متر مكعب الماء الجاري فيه. ولعل من الغريب بعد ذلك كله أن نرى نهر عطبرة وقد حمل بكل ذلك القدر من الحمولة ينتهي إلى النيل الرئيسي. دون أن يؤدي ذلك الاقتران إلى خلق وتكوين جزيرة على نفس الصورة، التي يتمخض عنها إرساب النيل الأزرق عند موقع اقترانه بالنيل الرئيسي. وربما كان ذلك مرجعه إلى سرعة الجريان في عطبرة، وقدرته الكاملة على النحت، على طول امتداد مجراه إلى موقع الاقتران.

ومهما يكن من أمر الجريان في نهر عطبرة، وصورة الجريان في موسم وصورة الجفاف في موسم آخر، فإن إيراده الكلي يعتبر هزيلا ومتواضعا، إذا ما قورن بإيراد أي رافد آخر من الروافد الحبشية الأخرى. وهذا الأمر طبيعي بحكم موقع حوضه الجغرافي كمطقة من مناطق الكسب على الأطراف الشمالية أو في القطاع الشمالي من الهضبة الحبشية، الذي يتناقص فيه طول فصل المطر، بقدر ما تتناقص كمية المطر السنوي قلة واضحة.ويمكن أن نضيف إلى ذلك أن الأبحاث والدراسات المتعلقة بنظام الجريان وطبيعته، وبصفات الحوض كمنطقة من مناطق الكسب، وبصفات النهر وقدراته على النحت، مازالت حتى الآن هزيلة وغير وافية.

مجمع سدي وجسري أعالي عطبرة وستيت، بدأ شركات صينية عمليات الإنشاء في مطلع عام 2011، بتكلفة 838 مليون دولار. المشروع يتكون من سدين في بحيرة واحدة ويمكن من خلالهما ري 500 ألف فدان بحيث يوفران 135 ميگاواط من الكهرباء وسيتم تنفيذ المشروع خلال 65 شهرا.[2] ومن المتوقع الانتهاء من الجسرين في يونيو 2012. الصورة مأخوذة في 12 مايو 2011. المشروع يعتبر واحداً من أكبر ثلاثة مشاريع بالسودان بعد مشروع سد مروي وتعلية خزان الروصيرص.[3]

ورمبا انبثق ذلك من علمنا بأن الفنيين لم يتجه بحثهم منذ وقت بعيد إلى التحكم في جريانه وتسوية إيراده السنوي الموسمي. بل ربما كانت الخشية تملأ القلوب من حجز كمية من الماء الجاري فيه أمام جسم أي سد عند أي موقع من مواقع التخزين السنوي في الفترة التي تنساب فيها المياه. خشية أن يؤثر الإرساب على سعة الحوض. كما كانت الخشية تتمثل في احتمال تأثر البناء وجسم السد بقدرة النهر على النحت، والتأثير على الفرشة، وهي الأساس التي ترتكز عليها كتلة السد في عرض المجرى. ومع ذلك فإنهم – في السودان – قد أقاموا جسم السد عند موقع خشم القرية، لممارسة التخزين ورفع منسوب الماء، ورى مساحات من أرض البطانة اعتبارا من موسم فيضان سنة 1964.


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ L'Atbara à Kilo 3
  2. ^ "شركات صينية تنشئ سدين بالسودان". موقع عقارات الشرق. 2010-04-07.
  3. ^ "انطلاق العمل بسدي أعالي نهر عطبرة وسيتيت". موقع شمال السودان. 2011-05-12.

وصلات خارجية