نهر السوباط

نهر السوباط Sobat River
Sobat.jpg
نهر السوباط من الجو
البلد جنوب السودان
الولاية أعالي النيل
الطول 354 كم (220 ميل) [1]
منطقة الفيضان 225٬000 كم² (86٬873 ميل²)
يصب في حلة دوليب
 - المتوسط 412 ;م³/ث (14٬550 ق³/ث)
 - الأقصى 680 ;م³/ث (24٬014 ق³/ث)
 - الأدنى 99 ;م³/ث (3٬496 ق³/ث)
المنبع التقاء نهر پيبور ونهر بارو
 - الموقع پيبور, جونقلي, جنوب السودان
 - الإحداثيات 8°26′10″N 33°13′7″E / 8.43611°N 33.21861°E / 8.43611; 33.21861
المصب النيل الأبيض
 - الإحداثيات 9°22′2″N 31°32′57″E / 9.36722°N 31.54917°E / 9.36722; 31.54917
الروافد الرئيسية
 - إلى اليسار نهر پيبور
 - إلى اليمين نهر بارو
روافد النيل
روافد النيل

نهر السوباط هو الأقصى جنوباً بين الروافد الشرقية العظيمة لنهر النيل الأبيض. ويلتقي مع النيل الأبيض في ربوة دوليب، بالقرب من ملكال في ولاية أعالي النيل في بلاد الشلك. ويتشكل نهر السوباط من إلتقاء نهر بارو المتجه غرباً ونهر پيبور المتجه شمالاً على الحدود مع إثيوپيا.

وفي موسم فيضانه، يكون نهر السوباط في اندفاع عظيم يحمل معه غرين أبيض اللون، وهو الذي يعطى النيل الأبيض اسمه.

ويصرّف نهر السوباط وروافده حوضاً مساحته 225,000 km2 (87,000 sq mi) في الحجم. ومتوسط التصريف السنوي للنهر هو 412 م³/ث (14,550 ق³/ث).[2]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الجريان النيلي في حوض السوباط

تأتي دراسة السوباط في هذا الوضع على اعتبار أن معظم مساحة حوضه تنتشر في القطاع الشرقي من حوض الغزال ، الذي ينتشر شرق خط الطول 32º شرقا ، وعلى اعتبار أنه يحقق الجريان المائي ، الذي يؤثر تأثيرا مباشرا على الجريان النيلي في المجرى الرئيسي في النيل الأبيض . وقد أشرنا إلى أن رجال وزارة الري المصرية ، ينقلون نهاية بحر الجبل إلى موقع بحيرة نو ، وأنهم يتصورون المجرى الرئيسي الذي يبدأ من الطرف الشرقي للبحيرة ويمر على محور عام من الغرب إلى الشرق بداية للنيل الأبيض .

وليس ثمة شك أن الجريان في هذا القطاع الذي يبلغ طوله حوالي 124 كيلومترا ، يتراوح بين نهاية متواضعة ، وبداية أكثر هزالا وتواضعا . ويكاد لايحس المرء أن هذه البداية الهزيلة للمجرى تكون كفيلة بأن يواصل الجريان في المسافات التي تستغرق بضعة آلاف من الكيلومترات إلى البحر . ونود أن نقرر أن هذا المجرى الهزيل على المحور العام من الغرب إلى الشرق ، يتلمس طريقا يخرج به من حوض الغزال . وتتحقق له هذه الفرصة . حيث تكون الثغرة الواسعة التي يعود منها إلى الاتجاه العام على المحور من الجنوب إلى الشمال ، نتيجة لجريان نهر السوباط العظيم ، وإضافة الحجم الكبير من الإيراد المائي الذي يحدد سوية مجرى النهر الهرم .

ونهر السوباط الذي يحقق فائضا عظيما من الماء . يكسب النيل الرئيسي حيوية ونشاطا وقدرة على المضي والجريان صوب الشمال ، نهر فريد ورافد جدير ، بأن يحظى باهتمامنا . ويمكن القول أن الجريان في السوباط لا يمثل قوة من أكبر قوى الدفع ، التي أهلت الجريان الرئيسي ، لأن يكمل رحلته الطويلة التالية إلى الخرطوم فحسب ، بل هو السبب المباشر الذي يخرج النيل من المأزق أو المحنة ، التي ينتمي إليها الجريان النيلي في بحر الجبل الأدنى .

ويتألف جريان هذا الرافد العظيم السوباط من مجموعة من الروافد التي تجمع الفائض من حوض كبير ، تبلغ مساحته حوالي 224.000 كيلومتر مربع . وتتمثل هذه المساحات في أطراف الأرض المنحدرة من الهضبة الاستوائية إلى القطاع الشرقي من حوض الغزال ، وفي أطراف كل الأرض المرتفعة والمنحدرة من على خط تقسيم المياه بين حوض بحيرة رودلف في قاع الأخدود وبين حوض النيل ، في أطراف كل الأرض المنحدرة من هضبة الحبشية النيلية في اتجاه الغرب إلى الطرف الشمالي من أرض حوض الغزال .

ويعني ذلك أنه شطرا كبيرا من الجريان في روافد السوباط المتعددة ، ينساب ويجري على أرض القطاع الشرقي من منخفض حوض الغزال . هذا بالإضاة إلى جريان نهر السوباط نفسه الذي يتجمع من كل هذه الروافد أمام موقع بلدة الناصر بحوالي 40 كيلومترا ، ويكون على أقصى الطرف الشمالي لهذا الحوض العظيم .

وتمثل مجموعة الروافد النهرية التي تنساب على المنحدرات الشمالية للهضبة الاستوائية أكثر منابع السوباط توغلا نحو الجنوب . ويمكن القول أنها – في جملتها – تكون علىش كل مجاري واضحة عميقة على المنحدرات المضرسة ، ثم تتحول على أرض الحوض السهلية إلى مجاري هزيلة غير عميقة . ومن ثم يكون الجريان فيها بطيئا ، وقد تكتنفها المستنقعات على قاع القطاع الشرقي من أرض حوض الغزال .

وتتمثل هذه الروافد في نهر لويلا الذي ينساب من على مرتفعات ديدنجا ، وفي نهر فيفنو الذي ينحدر من مرتفعات لاتوكا . ويتكون من التقاء هذين الرافدين من الرافد الثالث ، المعروف باسم نهر كنجن نهر بيبور . ويمر نهر بيبور في اتجاه الشمال مباشرة . ويكون مجراه واضحا ومحددا على السطح الهادي الرتيب ، من حيث درجات الانحدار . وهو من أجل ذلك يتثنى على طول الطريق الطويل ، حتى يقترن برافد السوباط الكبير ، الذي ينساب من الهضبة الحبشية المعروف باسم نهر بارو .

ولعل من الضروري أن نشير إلى أن نهر بيبور تقترن به ثلاثة روافد قبيل اقترانه بنهر بارو . وتنساب هذه الروافد وهي نهر اجواي Agwei ونهر أكوبو Okobo ونهر جيلا Gila من المرتفعات التي تقسم المياه بين حوض السوباط ، وبين حوض بحيرة رودلف .

ويمكن القول أن هذه الروافد مجتمعة من الجنوب أو من الجنوب الشرقي ، تكاد لاتمثل موردا هاما للجريان المائي في السوباط . ويفهم ذلك على اعتبار أن معظم الفائض الذي تجمعه هذه الأحباس العليا يضيع في مساحات من المستنقعات على جوانب النهر والروافد ، ويمثل فاقدا حقيقيا من جملة إيراد النهر ، بالتبخر أو بالتسرب .

ويذكر الفنيون في مجال الحديث عن الجريان في رافد السوباد – بيبور أن ثمة امور غريبة تسترعي الانتباه ، وتكسب الرافد خصائص معينة . وتبنى هذه الأمور الغريبة على العلم بأن الانحدار الهادئ الرتيب ، من شأنه أن يقلل من سرعة الجريان وزيادة حجم الفاقد من الإيراد المائي . ويمكن القول أن هذا المنحدر الهادئ وكثرة عدد الروافد التي تقترن بالرافد من على الجانب الشرقي ، تجعل من الصعب عرض الفكرة السليمة من نظام الجريان فيه وطبيعته .

والاعتقاد السائد أنه ليس من السهل رسم الصورة المعبرة عن إيراد البيبور وعلاقة ذلك الإيراد بالجريان النيلي بصفة عامة . ومع ذلك فإن جملة التسجيلات التي تعبر عن الصترفات عند فم البيبور تبين أن معظم إيارد هذا الرافد يصل إلى مصر في الفترة غير المؤقتة Untimely Period أو ماتعبر عنه بفترة عدم الحاجة . ولو اعتبرنا الفترة الحرجة أو المؤقتة عند فم البيبور تكون فيما بين شهر يناير وشهر يونيو ، فإن تصرف النهر في هذه الفترة يكون أكثر من مجموع تصرف روافده . ويدل ذلك من ناحية أخرى على وجود إيراد مكتسب في تلك الفترة .

أما نهر بارو Baro الذي ينساب من منحدرات الهضبة الحبشية النيلية ، فإنه يمثل الرافد الآخر الهام . وتنبثق هذه الأهمية التي يعبر عنها الإيراد المائي الكبير ، من علمنا بأنه ينبع من مساحات غزيرة المطر ، ويستغرق سقوطها فصل او موسم طويل لايقل عن حوالي ثمانية شهور . هذا بالإضافة إلى أن طبيعة الانحدارات يكون من شأنها أن تؤدي إلى سرعة الجريان ، أو التدفق في منطقة الأحباس العليا على الأقل . ويفهم على اعتبار أن نهر بارو يتألف من التقاء وتجمع عدد من الروافد والمجاي السريعة الجريان كنهر بربر Birbir ونهر جوكاو Jokau ، التي تتمثل فيها كل صفات الأنهار الجبلية الشديدة الانحدار .

ونشير إلى أن الجريان في نهر بارو يتعرض لتحول عظيم عند غمبيلا . ويؤدي هذا التحول إلى انتقال النهر من صورة إلى صورة ، أو من مرحلة إلى مرحلة أخرى جديدة ، قوامها الجريان المعتدل إلى حد ملحوظ .

ويقترن نهر بارو بعد موقع غمبيلا بحوالي 250 كيلومترا بنهر بيبور . ويتألف من التقاء النهرين نهر السوباط الذي يكون له الحيز الواضح على الأرض السهلية ، المنحدرة انحدارا هادئا في اتجاه الغرب . وينساب هذا المجرى الواضح على المحود العام صوب الغرب لمسافة 350 كيلومتر ، يقترن بعدها بالنيل الأبيض . ويكاد لايتصل بالنهر في هذا القطاع روافد عامة ، اللهم إلا بعض الأخوار الجانبية ، التي يعتبر خورفلوس نموذجا رائعا لها .

ونود أن نذكر بهذه المناسبة أن نهر السوباط ومجموعة الروافد التي تنتشر إلى حوضه الكبير ، قد حظي بالاهتمام منذ بداية القرن الحالي . وكان ذلك على اعتبار أنه مصدر هام من مصادر الإيراد المائي في موسم معين من ناحية ، وعلى اعتبار أن هذا الإيراد الطبيعي الموسمي يمثل الدفعة القوية التي حققت وتحقق استمرار الجريان النهري في النيل الأبيض إلى الخرطوم من ناحية أخرى . وقد تمخض هذا الاهتمام عن إنشاء مجموعة من محطات الرصد من أجل جمع البيانات المناخية ومن أجل قياس التصرفات والمناسيب .

ونشير إلى أن أربع محطات رئيسية منها على مجرى نهر السوباط نفسه ، عند موقع حلة دوليب على فم السوباط . وعند أبوونج ، وثالثة عند موقع بلد الناصر ورابعة على فم بيبور قرب موقع الاقتران بينه وبين نهر بارو . ويحظى نهر بيبور بأربع محطات أيضا يقع ثلاث منها على مواقع الاقتران بالروافد الجانبية . وتقع الرابعة عند موقع اقتران نهر فيفنو ولوتيلا بنهر كنجن . أما نهر بارو فتعمد دراسته على محطة غمبيلا . ويمكن القول أن محطة غمبيلا ومحطة ناصر ومحطة حلة دوليب أهم هذه المحطات جميعها . ويكون ذلك على اعتبار أنها تغطي الحصيلة من التسجيلات والبيانات ، التي تلقي الأضواء على نظام الجريان المائي في نهر بارو روافد السوباط ، وعلى علاقة هذا النظام المائي كله بالجريان المائي .

وتبين دراسة النظام المائي في نهر السوباط ومقارنة التصرفات في كل من موقع غمبيلا على نهر بارو ، وعند فم البارو قبل اقترانه بنهر بيبور ، أن هناك فواقد كبيرة من إيراد النهر . وقد قدر حجم الفاقد السنوي بحوالي 3.8 مليارات من الأمتار المكعبة على الأقل . وانتهى دكتور محمد أمين الذي درس تلك المشكلة . إلى أن أقصى تصرفات ، يمكن أن يتحملها مجرى نهر بارو بدون فواقد ، تختلف من جزء إلى جزء آخر من أجزاء المجرى .

ويشير إلى أن أقصى تصرف يمكن أن يتحمله حيز المجرى ، فيماب ين فم نهر بارو ومصب رافد النهر أدورا ، والتي تبلغ المسافة فيما بينها 25 كيلومترا ، هو 45 مليونا من الأمتار المكعبة في اليوم الواحد ، أما في القطاع التالي الذي يبلغ طوله حوالي 34 كيلومترا ، من مصب أدورا إلى مأخذ مشار ، فإن أقصى تصرف للمجرى بدون فاقد يكون 40 مليونا من الأمتار المكعبة في اليوم الواحد . ويتناقص أقصى تصرف في القطاع التالي في المسافة التي تبلغ 23 كيلومترا ، فيما بين مأخذ مشار ومصب رافد النهر جاكاو ، بحيث لايزيد عن 30 مليونا من الأمتار المكعبة في اليوم الواحد ، ويعود مجرى النهر في القطاع الأخير ، الذي يبلغ طوله 119 كيلومترا فيما مصب جوكاو وبين غمبيلا ، إلى تمرير تصرف يبلغ 60 مليونا عن الأمتار املكعبة في اليوم بدون فواقد .

ويعني ذلك أن حيز المجرى الذي تكون جسوره مرتفعة ، ويسمح بتصرف كبير فيما بين غمبيلا وموقع اقتران نهر بارو برافده جوكاو ، تتغير صفاته بعد ذلك . ويمكن القول أن هذا التصرف الكبير ، لايجد في حيز المجرى في القطاعات التالية فرصة للمرور بدون فواقد إلى نهاية المجرى عند فم البارو . ويكون أقصى فاقد للماء الجاري في نهر بارو ، في القطاع فيما بين جوكاو ومأخذ مشار ، حيث تنطلق بعض المياه الجارية من على الجسر الأيمن للمجرى ، وتنتشر على سطح الأرض على هذا الجانب الأيمن .

ويكون هذا الفاقد ، على حساب الفرق بين أقصى تصرف في هذين الجزئين أو القطاعين من المجرى بواقع 50/0 ذلك أنه إذا كان حيز المجرى النهري يتحمل أقصى تصرف من غمبيلا إلى جوكاو ، وهو 60 مليونا من الأمتار المكعبة في اليوم الواحد . ويشير الفنيون إلى أن قطاع المجرى النهري فيما بين جوكاو ومأخذ مشار يتطلب تجسيرا من أجل زيادة قدرة الحيز على تمرير المياه وتصريف حوالي 50 مليونا من الأمتار المكعبة في اليوم الواحد بدون فواقد . وتعادل الزيادة المتوقعة بعد التجسير ، وزيادة التصريف اليومي من 30 مليونا إلى 50 مليونا من الأمتار المكعبة ، وهي زيادة سنوية تبلغ حوالي 6 مليارات من الأمتار المكعبة في الفترة الحرجة من 20 نوفمبر إلى 9 يونيو عند غمبيلا .

ومهما يكن من أمر ، فإن نهر السوباط الذي يتألف من هذه الروافد كلها لايحقق فائضا كبيرا يتناسب مع مساحة حوضه الكبير من ناحية ، أو يتناسب مع عدد الروافد وانتشارها الكبير في حوض التجميع ، المساحات التي تستقبل مطرا سنويا غزيرا . ولعلنا أدركنا احتمالات الفقدان الكبير بالنسبة لأهم تلك الروافد وأدركنا عجز قطاعات من مجراه على تصريف كل الفائض .

ونهر السوباط يسهم – على كل حال – بإيراد سنوي يبلغ حوالي 12.1 مليارا من الأمتار المكعبة ، أو مايعادل حوالي 7.5% من كمية المطر السنوي التي تبلغ في المتوسط حوالي 800 ملليمتر في السنة . وهذا الفائض الهزيل يعادل حوالي 14% من الإيراد السنوي حوالي 72% ، على حين أن نصيب بيبور لايكاد يزيد عن 17% ، أما الحصة الباقية والتي تبلغ حوالي 11% من إيراد النهر السنوي ، فتسهم به بعض الأخوار والمجاري النرهية الهزيلة الأخرى التي تقترن بالنهر .

ولعل أهم مايميز الجراين المائي ونظامه المائي في نهر السوباط هو الإتفاق الكامل بين الدور العالي وارتفاع مناسيب الجريان فيه ، والدور العالي والمناسيب المرتفعة فيم جرى بحر الجبل . وتترتب على تلك الصفة أو هذا الاتفاق الكامل حدوث ظاهرة هامة ، يمكن أن يتبينها الباحث من متابعة الأرقام في الجدول التالي ، الذي يبين المتوسط الشهري للتصرفات في الفترة من سنة 1938 إلى سنة 1947 بملايين الأمتار المكعبة في اليوم الواحد .

ويلاحظ الباحث أن ارتفاع المناسيب في بحر الجبل ، في نفس الفترة التي ترتفع فيها المناسيب في مجرى نهر السوباط ، يؤدي إلى احتجاز كتلة من الماء في نهر السوباط . ويعني ذلك أن الجزء الأكبر من تصريف مجرى النيل الرئيسي في النيل الأبيض خلف فم السوباط ، يكون من مياه بحر الجبل . وتكذب هذه الظاهرة مايشير إليه بعض الكتاب الذين يتصورون أن مياه السوباط هي التي تحجز مياه بحر الجبل ، وتوقف جريان الشطر الأكبر منها ، على نفس الصورة التي تظهر عند موقع الاقتران بين النيل الأبيض والنيل الأزرق عند الخرطوم .

ويمكن القول أن السوباط فيما بين بلدة ناصر وبين حلة دوليب في الطرف الشمالي من أرض حوض الغزال ليس شديدا الانحدار . ولذلك فإن مياه هذا النهر لاتندفع بالقوة التي تمكنه من حجز مياه بحر الجبل عن الفترة من مارس إلى أكتوبر . ولا يتعارض ذلك من ناحية أخرى مع تصورنا أهمية نهر السوباط واعتباره مسئولا عن استمرار الجريان النهري في مجرى النيل الأبيض ، وعن منحه القدرة وقوة الدفع التي تصل به إلى الخرطوم .

نعود فنشير إلى أن احتجاز مياه السوباط ، يؤدي إلى الظاهرة التي تعرف باسم التخزين الطبيعي . والمفهوم أن كمية المياه التي تختزن تخزينا طبيعيا تبلغ حوالي 815 مليونا من الأمتار المكعبة ، وأنها لاتنصرف إلا في الفترة التالية من شهر نوفمبر إلى شهر فببراير من العام التالي . ولعل من الواضح أن هذه الصورة يمكن أن يتلمسها الباحث من مجرد مقارنة الأرقام التي تعبر عن تصرفات نهر السوباط عند موقع بلدة ناصر وعند موقع حلة دوليب . ويمكن القول أن حجم التصرفات في هذه الشهور الأربعة ، من نوفمبر إلى فبراير ، تكون عند حلة دوليب أكثر من حجم تصرفاته عند ناصر بحوالي 1.395 مليونا من الأمتار المكعبة . ومعظم هذه الكمية في الواقع ، هي التي تكون مختزنة في مجموعة من الأخوار الجانبية على جوانب مجرى نهر السوباط ، في الفترة من مارس إلى أكتوبر .

ونقطة الاقتران التي يلتقي عندها مجرى نهر السوباط ، مع المجرى الرئيسي للنيل نقطة هامة ، من جوانب كثيرة . فهي النقطة التي تمثل الموضع الذي يخرج فيه الجريان النيلي ، من حيز حوض الغزال إلى الحوض التالي المعروف باسم حوض النيل الأبيض . وهي أيضا النقطة التي يتخلص فيها أو عندها المجرى النهري من عبء عوامل كثيرة . تفتقد حجما كبيرا من إيراده الطبيعي الدائم . كما أنها تمثل النقطة التي يبدأ عندها تغير الجريان تغيرا كليا حيث يعاود المجرى إلى المرور إلى الشمال مرة أخرى . ويتمخض ذلك الاقتران عن جريان النيل الأبيض الذي يتسلل من خلال الثغرة الشمالية لحيز حوض الغزال ، والمحصورة بين مرتفعات جنوب أرض الجزيرة من ناحية ، ومرتفعات جبال النوبا من ناحية أخرى ، على امتداد ذراع طويل بنتشر على محور عام من الجنوب إلى الشمال .


أنظر أيضا

المصادر

  1. ^ "Sobat River". Encyclopædia Britannica Online Library Edition. Encyclopædia Britannica. Retrieved 2008-01-21.
  2. ^ Shahin, Mamdouh (2002). Hydrology and Water Resources of Africa. Springer. pp. 276, 288. ISBN 140200866X.; online at Google Books